بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى عن قوله تعالى اولا سورة الاعراف سورة الاعراف قوله تعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين هذه الاية الكريمة تدل على ان الله يسأل جميع الناس يوم القيامة ونظيرها قوله تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين - 00:00:00
ما كانوا يعملون وقوله وقفوهم انهم مسؤولون وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وقد جاءت ايات اخر تدل على خلاف ذلك كقوله فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انث ولا جان وكقوله ولا - 00:00:26
تسألوا عن ذنوبهم ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة الاعراف هي من السبع الطوال - 00:00:46
والاعراف جمع عرف وهو ما علا وارتفع من الارض سميت هذه السورة بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها الاعراف في قوله جل وعلا وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم - 00:01:00
وهذا حال قوم يحبسون على الجنة ويخافون الوقوع في النار وهم اختلف العلماء في مأمن هم فقيل من جملة ما قيل انهم من استوت حسناته وسيئاته فلم تحمله سيئاته الى الجنة - 00:01:21
ولم تقعد به فلم تحمله حسناته الى الجنة ولم تقعد به سيئاته بالنار آآ قوله آآ رحمه الله قوله طبعا نحن لسنا في مقام التفسير لمجمل انما الوقوف مع بعضنا - 00:01:44
التي آآ قد يتوهم تعارضها مع بعض ايات الكتاب ومن ذلك ما ذكر هنا في قوله تعالى فلا يسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. هذه الاية اه يقسم الله تعالى فيها - 00:02:02
بانه سيسأل فريقين من الناس. وذلك يوم القيامة. الفريق الاول من ارسل اليهم المنذرين الناس الذين جاءتهم الرسالات الثاني يقسم تعالى على انه سيسأل المرسلين والسؤال هنا للطرفين للواسطة ومن ارسل اليهم - 00:02:19
والسؤال لم يحدد هنا في ماذا؟ لكنه يعلم من السياق وهو فيما في موظوع الرسالة لانه قال ولنسألن الذين ارسل اليهم عن الرسالة ولنسألن المرسلين اي عن ما امروا ايصاله وتبليغه. والمقصود - 00:02:51
ان الاية اثبتت سؤالا لفريقين من الناس يوم القيامة وهم المرسلون هذا الفريق الاول والفريق الثاني هم الذين ارسل اليهم وهم المبلغون بهذه الرسالة هذه الاية اخبرت بذلك وجاء نظائرها مما يثبت الله تعالى فيه السؤال لعموم الناس - 00:03:11
ومن ذلك قوله فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون فاقسم الله جل وعلا هنا ايضا بربوبيته جل في علاه انه سيسألهم سيسأل الناس اجمعين عن ما اوحي اليهم من الشرائع التي امروا بلزومها لذلك قال عما كانوا يعملون اي فيما جاءتهم به الرسالات - 00:03:36
وكذلك في قول وقفوهم انهم مسؤولون كل هذه الايات تثبت السؤال يوم القيامة ولم تحدد بالتحديد ما هو السؤال لكن جاء ما يعين السؤال على وجه التحديد في قوله جل وعلا ويوم يناديهم فيقول ماذا؟ اجبتم المرسلين. وهنا بيان لسؤال - 00:04:07
من الاسئلة التي يسألونها يوم القيامة وهذا السؤال غسالة اختبار ايضاح الحال وليس استعلاما او استفهاما فالله تعالى لا تخفى عليه خافية بل احاط بما كان من الانسان في الدقيق والجليل والصغير والكبير فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وكله في كتاب مبين - 00:04:35
ليس ثمة شيء خارج عن ذلك. يا بني انا عندك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله فما من شيء يخفى ولا يغيب - 00:05:07
ونضع الموازين القصة ليوم القيامة فلا تظلم نفسه شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. فالسؤال سؤال تقرير سؤال استفهام اقامة الحجة وليس استخبار واستعلام - 00:05:19
عما خفي ثم يشكل على هذه الايات انه جاء في القرآن ما ينفي السؤال اجمالا وخصوصا اجمالا في قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان فنفى الله تعالى ان يسأل احد يوم القيامة عن ذنبه من الانس ومن الجن والنص على هذين لانهم المكلفون وما خلقت الجن والانس الا - 00:05:43
ليعبدون فهم الذين يتوجه اليهم السؤال وهم المقصودون بقولهم فوربك لنسألنهم اجمعين خص نفي السؤال عن فئة من الناس في قوله جل وعلا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون وهذا تخصيص - 00:06:10
بعد عموم السؤال فما الجمع يقول المصنف رحمه الله والجواب عن هذا من ثلاثة اوجه يعني ثلاثة اوجه للجواب عما يتوهم من التعارض بين الايتين. طبعا الجواب الاجمالي الذي ينبغي ان يستحضر في كل ما - 00:06:33
يتوهم فيه التعارض انه لا تعارض في كلام الله مطلقا وان ثمة وجها يمكن الجمع فيه بين الايات التي قد يتوهم منها التعارض. الله جل وعلا يقول في محكم كتابه - 00:06:49
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكنه من الله جل وعلا وهذا يمنع ان يكون ثمة ما يكون فيه اختلاف بين قيله جل في علاه وبينما - 00:07:05
اوحاه الى رسوله فما هي هذه الاوجه؟ يقول رحمه الله الاول وهو اوجهها هذا ترجيح قبل العرض. نعم. الاول وهو اوجهها لدلالة القرآن عليه هو ان السؤال قسمان. سؤال توبيخ وتقريع واداته غالبا لما؟ وسؤال استخبار واستعلام واداة - 00:07:21
غالبا هل فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع والمنفي هو سؤال الاستخبار والاستعلام. وجه دلالة القرآن على هذا ان سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع. كقوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون. وقوله افسخر - 00:07:44
افسحر هذا ام انتم لا تبصرون؟ وكقوله الم يأتكم رسل منكم؟ وكقوله الم يأتكم نذير الى غير ذلك من الايات وسؤال الله للرسل ماذا اجبتم لتوبيخ ماذا اجبتم لتوبيخ الذين كذبوهم كسؤال - 00:08:11
موؤودة باي ذنب قتلت لتوبيخ قاتلها هذا هو الوجه الاول وهو ان السؤال في هذه السؤال المثبت هو سؤال التقرير التوبيخ والتقريع هذا هو السؤال المثبت واما السؤال المنفي فهو سؤال الاستخبار والاستعلام - 00:08:31
وقد جاء هذا عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه فيما نقله ابو حيان في البحر المحيط قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه حيث ذكر السؤال فهو - 00:08:56
سؤال وتوبيخ وتقرير وحيث نفي فهو استخبار محض عن الذنب استخبار محض عن الذنب. هذا الوجه اذا هذا الوجه منقول عن ابن عباس وهو ان السؤال ان المنفي في قوله تعالى - 00:09:11
لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هو سؤال الاستعلام والاستخبار عن الذنوب اما سؤالك تقرير والتوبيخ والتقريع فهو المراد بقوله فوربك لنسألنهم اجمعين ولما نقول تقرير ليشمل ذلك ما يسأله اهل الايمان - 00:09:32
لانه ليس توبيخا ولكنه تقرير ولذلك ما جاء عن ابن عباس اوسع مما ذكر المؤلف من ان السؤال المثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع لانه ثابت الجميع فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وهذا لا يخص عاصيا او من يستحق - 00:09:55
التوبيخ والتقريع بل هو شامل لكل احد اذا السؤال المثبت في يوم القيامة هو سؤال التقرير والتوبيخ والتقريع لمن يستحقه واما المنفي فهو سؤال الاستعلام عن الذنب فهذا هو المنفي في قوله لا يسأل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه - 00:10:19
انس ولا جان وكذلك قوله ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون طيب هذا الوجه الاول الوجه الثاني انه في ان في القيامة مواقف متعددة ففي بعضها يسألون وفي بعضها لا يسألون. هذا هو - 00:10:47
الثاني وهو منقول عن قتادة رحمه الله حيث قال القيامة مواطن يسأل في بعضها فما جاء فيه النفي هو في بعض مواطنها وما جاء فيه لاثبات السؤال هو في بعض محالها - 00:11:04
وآآ هو يوم عظيم ويوم طويل وفيه اهوال واحوال وما جاء من اثبات او نفي فهو محمول على تغير هذه الاحوال وهذا وجه اخر غير الوجه السابق بما يتصل بالجمع بين الايات. الوجه الثالث - 00:11:22
هو ما ذكره الحريمي من ان اثبات السؤال محمول على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل وعدم السؤال محمول على ما يستلزمه الاقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه. ويدل لهذا قوله تعالى فيقول ما - 00:11:44
ماذا اجبتم المرسلين؟ والعلم عند الله تعالى وهذا ابعدها لان الوارد الثابت هو عموم السؤال في مثل قوله تعالى فوربك لنسألنهم عما كانوا يعملون. وهذا يشمل السؤال عن اصل الاجابة وعنف - 00:12:02
تفاريعها وتفاصيلها وليس فقط عن اصل الاجابة وكذلك يدل لهما في الصحيح من حديث ابي هريرة في سؤال الله عز وجل للكافر فانه يؤتى بالكافر يوم القيامة فيخلو به الله عز وجل فيقول له - 00:12:26
الم اسودك؟ الم اربعك؟ الم ازوجك؟ الم انعم عليك فيقول بلى يا رب وكل هذه اسئلة عن ايش عن الاجابة ام عن النعم التي تفضل بها على عبده؟ على النعم - 00:12:45
ثم يقول بعد ذلك اكنت تظن انك ملاقي فيقول الكافر لا يا رب فيقول اليوم انساك كما نسيتني نعوذ بالله من الخذلان هذا سؤال ليس عن اصل الاجابة بل هو عن تفاصيل - 00:12:59
نعم الله عز وجل على عبده وعن قيامه بحقها من شكر الله عز وجل والانقياد لشرعه والايمان بلقائه سبحانه وبحمده فاقرب ما يقال في الاجابة هو الوجه الاول او الوجه الثاني - 00:13:17
والوجه الثاني قريب يعني لا لا يقل عن الوجه الاول في الوجاهة والقوة وذلك انه آآ يوم القيامة يسأل المجرمون عن عن ما يسأل الناس عن اعمالهم ثم بعد ذلك يطلب لهم شاهد من انفسهم فلا يسألون وتستنطق جوارحهم - 00:13:37
كما قال تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. يختم الله تعالى على افواه هؤلاء ولا يسألون انما تشهد عليهم جوارحهم. فيوم القيامة احوال واهوال - 00:13:55
وتتغير فيه الامور على نحو آآ يجمع كل ما ذكر من الاحوال التي تكون يوم القيامة نعم الاية التي بعدها قوله تعالى قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك في هذه الاية في هذه الاية اشكال بين قوله منعك مع لا النافية. لان المناسب في الظاهر لقوله منعت - 00:14:11
بحسب بحسب ما يسبق الى ذهن السامع لا ما في نفس الامر هو حذف لا فيقول ما منعك ان تسجد دون الا تسجد واجيب عن هذا بل هو هنا لم يذكر الاية - 00:14:36
التي ظاهرها معارضة هذه الاية هنا الاية يقول ما معنى؟ قال قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك وفي اية اخرى وهي ما ذكره الله تعالى في سورة صاد قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي - 00:14:55
موضع الاشكال هنا وفي ان انه قال ما منعك الا تسجد الا تسجد وهو الذي ما السياق المتبادل به ما منعك ان تسجد فالذي حصل هو المنع من السجود لا المنع من عدمه - 00:15:14
هذا موضع الاشكال في الاية واجاب عنه بقوله رحمه الله من واجيب عنه باجوبة من اقربها هو ما اختاره ابن جرير في تفسيره وهو ان بالكلام حذفا دل دل المقام عليه. وعليه فالمعنى - 00:15:34
ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد اذ امرتك. وهذا الذي اختاره ابن جرير. قال ابن كثير انه حسن قوي ومن اجوبتهم ان لا صلة واضح اذا الجواب الذي ذكره ان في ان في الكلام حذفا - 00:15:53
يفهم من السياق وهذا مما جرى عليه آآ لسان العرب في مواضع كثيرة ان يحذف من الكلام ما يدل عليه السياق. ما في حذف اه بدون دلالة ما في في الكلام العربي ما يحذف من دون ما يدل عليه - 00:16:17
لكن هذا السياق اه هو دال على ان ثمة كلاما روي وحذف وهو معلوم فيفهم من سياق الاية وسياق الكلام ذلك المحذوف وقد قدره ابن جرير رحمه الله في قوله ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد - 00:16:38
المحذوف هو قوله ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد ولقائل ان يقول ما الدليل؟ السياق دال لان الذي انكره الله تعالى على ابليس. هل هو السجود او ترك السجود - 00:17:08
هو ترك السجود كما دل عليه قوله تعالى ما منعك ان تسجد اذ امرتك هذا الذي انكره عليه انه امر بالسجود فلم يسجد فالسياق دال عليه والقصة والخبر يدل على المحذوف. هذا الوجه الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله وارتضاه وحسنه. نعم. اما الوجه الثاني - 00:17:26
ومن اجوبتهم ان لا صلة ويدل له قوله تعالى في سورة صاد ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقد وعدنا فيما مضى ان ان شاء الله نبين القول وقد وعدنا فيما مضى ان ان شاء الله نبين القول بزيادة لا مع شواهده العربية في الجمع بين قوله لا اقسم بهذا - 00:17:44
البلد وبين قوله وهذا البلد الامين. لا اقسم نفي القسم اليس كذلك وفي قوله وهذا البلد الامين قسم اقسم الله تعالى بالبلد الامين فلا في قوله لا اقسم زائدة قال لا هنا في قوله ما منعك الا تسجد - 00:18:11
زائدة كزيادة لا اقسم والزيادة هنا في كلام العرب زيادة لها معنى ليست زيادة اه مجردة هكذا بدون معنى ولهذا القاعدة عندهم في زيادة لا انها تزاد في الكلام الذي فيه معنى الجحد - 00:18:35
للتوكيد اذا زيادة في اللفظ يقصد بها معنى زيادة في الكلام لكنه في الكلام الذي فيه معنى الجحد يعني الانكار وزيادتها للتوكيد وهي مضطردة ليست في موضع واحد في مواضع عديدة - 00:18:58
ذكر المؤلف رحمه الله في اه اضواء البيان شواهد عديدة منها قوله تعالى لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء في سورة الحديد لان لا يعلم والمقصود ليعلم اهل الكتاب - 00:19:18
هنا زائدة فجيء بها في هذا السياق توكيد وان كان المقصود الاثبات. ومنه قوله فلا وربك لا يؤمنون لا هنا زائدة والمعنى فوربك لا يؤمنون. يقسم الله تعالى على عدم ايمانهم - 00:19:37
وله ايضا شواهد اخرى ومنه قوله قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا مما سبق في سورة الانعام ان من اوجه الجواب في الاية ان يقال لا زائدة - 00:19:57
والمقصود ان لا قد تزاد في الكلام الذي فيه معنى الجحد وهذه الزيادة غرضها وغايتها التوكيد اذى مضطرد. فاذا اجيب بالاول او بالثاني كلاهما يصلح في بيان المعنى في الاية والله تعالى - 00:20:14
صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:34
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى عن قوله تعالى اولا سورة الاعراف سورة الاعراف قوله تعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين هذه الاية الكريمة تدل على ان الله يسأل جميع الناس يوم القيامة ونظيرها قوله تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين - 00:00:00
ما كانوا يعملون وقوله وقفوهم انهم مسؤولون وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وقد جاءت ايات اخر تدل على خلاف ذلك كقوله فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انث ولا جان وكقوله ولا - 00:00:26
تسألوا عن ذنوبهم ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة الاعراف هي من السبع الطوال - 00:00:46
والاعراف جمع عرف وهو ما علا وارتفع من الارض سميت هذه السورة بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها الاعراف في قوله جل وعلا وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم - 00:01:00
وهذا حال قوم يحبسون على الجنة ويخافون الوقوع في النار وهم اختلف العلماء في مأمن هم فقيل من جملة ما قيل انهم من استوت حسناته وسيئاته فلم تحمله سيئاته الى الجنة - 00:01:21
ولم تقعد به فلم تحمله حسناته الى الجنة ولم تقعد به سيئاته بالنار آآ قوله آآ رحمه الله قوله طبعا نحن لسنا في مقام التفسير لمجمل انما الوقوف مع بعضنا - 00:01:44
التي آآ قد يتوهم تعارضها مع بعض ايات الكتاب ومن ذلك ما ذكر هنا في قوله تعالى فلا يسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. هذه الاية اه يقسم الله تعالى فيها - 00:02:02
بانه سيسأل فريقين من الناس. وذلك يوم القيامة. الفريق الاول من ارسل اليهم المنذرين الناس الذين جاءتهم الرسالات الثاني يقسم تعالى على انه سيسأل المرسلين والسؤال هنا للطرفين للواسطة ومن ارسل اليهم - 00:02:19
والسؤال لم يحدد هنا في ماذا؟ لكنه يعلم من السياق وهو فيما في موظوع الرسالة لانه قال ولنسألن الذين ارسل اليهم عن الرسالة ولنسألن المرسلين اي عن ما امروا ايصاله وتبليغه. والمقصود - 00:02:51
ان الاية اثبتت سؤالا لفريقين من الناس يوم القيامة وهم المرسلون هذا الفريق الاول والفريق الثاني هم الذين ارسل اليهم وهم المبلغون بهذه الرسالة هذه الاية اخبرت بذلك وجاء نظائرها مما يثبت الله تعالى فيه السؤال لعموم الناس - 00:03:11
ومن ذلك قوله فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون فاقسم الله جل وعلا هنا ايضا بربوبيته جل في علاه انه سيسألهم سيسأل الناس اجمعين عن ما اوحي اليهم من الشرائع التي امروا بلزومها لذلك قال عما كانوا يعملون اي فيما جاءتهم به الرسالات - 00:03:36
وكذلك في قول وقفوهم انهم مسؤولون كل هذه الايات تثبت السؤال يوم القيامة ولم تحدد بالتحديد ما هو السؤال لكن جاء ما يعين السؤال على وجه التحديد في قوله جل وعلا ويوم يناديهم فيقول ماذا؟ اجبتم المرسلين. وهنا بيان لسؤال - 00:04:07
من الاسئلة التي يسألونها يوم القيامة وهذا السؤال غسالة اختبار ايضاح الحال وليس استعلاما او استفهاما فالله تعالى لا تخفى عليه خافية بل احاط بما كان من الانسان في الدقيق والجليل والصغير والكبير فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وكله في كتاب مبين - 00:04:35
ليس ثمة شيء خارج عن ذلك. يا بني انا عندك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله فما من شيء يخفى ولا يغيب - 00:05:07
ونضع الموازين القصة ليوم القيامة فلا تظلم نفسه شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. فالسؤال سؤال تقرير سؤال استفهام اقامة الحجة وليس استخبار واستعلام - 00:05:19
عما خفي ثم يشكل على هذه الايات انه جاء في القرآن ما ينفي السؤال اجمالا وخصوصا اجمالا في قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان فنفى الله تعالى ان يسأل احد يوم القيامة عن ذنبه من الانس ومن الجن والنص على هذين لانهم المكلفون وما خلقت الجن والانس الا - 00:05:43
ليعبدون فهم الذين يتوجه اليهم السؤال وهم المقصودون بقولهم فوربك لنسألنهم اجمعين خص نفي السؤال عن فئة من الناس في قوله جل وعلا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون وهذا تخصيص - 00:06:10
بعد عموم السؤال فما الجمع يقول المصنف رحمه الله والجواب عن هذا من ثلاثة اوجه يعني ثلاثة اوجه للجواب عما يتوهم من التعارض بين الايتين. طبعا الجواب الاجمالي الذي ينبغي ان يستحضر في كل ما - 00:06:33
يتوهم فيه التعارض انه لا تعارض في كلام الله مطلقا وان ثمة وجها يمكن الجمع فيه بين الايات التي قد يتوهم منها التعارض. الله جل وعلا يقول في محكم كتابه - 00:06:49
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكنه من الله جل وعلا وهذا يمنع ان يكون ثمة ما يكون فيه اختلاف بين قيله جل في علاه وبينما - 00:07:05
اوحاه الى رسوله فما هي هذه الاوجه؟ يقول رحمه الله الاول وهو اوجهها هذا ترجيح قبل العرض. نعم. الاول وهو اوجهها لدلالة القرآن عليه هو ان السؤال قسمان. سؤال توبيخ وتقريع واداته غالبا لما؟ وسؤال استخبار واستعلام واداة - 00:07:21
غالبا هل فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع والمنفي هو سؤال الاستخبار والاستعلام. وجه دلالة القرآن على هذا ان سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع. كقوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون. وقوله افسخر - 00:07:44
افسحر هذا ام انتم لا تبصرون؟ وكقوله الم يأتكم رسل منكم؟ وكقوله الم يأتكم نذير الى غير ذلك من الايات وسؤال الله للرسل ماذا اجبتم لتوبيخ ماذا اجبتم لتوبيخ الذين كذبوهم كسؤال - 00:08:11
موؤودة باي ذنب قتلت لتوبيخ قاتلها هذا هو الوجه الاول وهو ان السؤال في هذه السؤال المثبت هو سؤال التقرير التوبيخ والتقريع هذا هو السؤال المثبت واما السؤال المنفي فهو سؤال الاستخبار والاستعلام - 00:08:31
وقد جاء هذا عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه فيما نقله ابو حيان في البحر المحيط قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه حيث ذكر السؤال فهو - 00:08:56
سؤال وتوبيخ وتقرير وحيث نفي فهو استخبار محض عن الذنب استخبار محض عن الذنب. هذا الوجه اذا هذا الوجه منقول عن ابن عباس وهو ان السؤال ان المنفي في قوله تعالى - 00:09:11
لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هو سؤال الاستعلام والاستخبار عن الذنوب اما سؤالك تقرير والتوبيخ والتقريع فهو المراد بقوله فوربك لنسألنهم اجمعين ولما نقول تقرير ليشمل ذلك ما يسأله اهل الايمان - 00:09:32
لانه ليس توبيخا ولكنه تقرير ولذلك ما جاء عن ابن عباس اوسع مما ذكر المؤلف من ان السؤال المثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع لانه ثابت الجميع فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وهذا لا يخص عاصيا او من يستحق - 00:09:55
التوبيخ والتقريع بل هو شامل لكل احد اذا السؤال المثبت في يوم القيامة هو سؤال التقرير والتوبيخ والتقريع لمن يستحقه واما المنفي فهو سؤال الاستعلام عن الذنب فهذا هو المنفي في قوله لا يسأل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه - 00:10:19
انس ولا جان وكذلك قوله ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون طيب هذا الوجه الاول الوجه الثاني انه في ان في القيامة مواقف متعددة ففي بعضها يسألون وفي بعضها لا يسألون. هذا هو - 00:10:47
الثاني وهو منقول عن قتادة رحمه الله حيث قال القيامة مواطن يسأل في بعضها فما جاء فيه النفي هو في بعض مواطنها وما جاء فيه لاثبات السؤال هو في بعض محالها - 00:11:04
وآآ هو يوم عظيم ويوم طويل وفيه اهوال واحوال وما جاء من اثبات او نفي فهو محمول على تغير هذه الاحوال وهذا وجه اخر غير الوجه السابق بما يتصل بالجمع بين الايات. الوجه الثالث - 00:11:22
هو ما ذكره الحريمي من ان اثبات السؤال محمول على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل وعدم السؤال محمول على ما يستلزمه الاقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه. ويدل لهذا قوله تعالى فيقول ما - 00:11:44
ماذا اجبتم المرسلين؟ والعلم عند الله تعالى وهذا ابعدها لان الوارد الثابت هو عموم السؤال في مثل قوله تعالى فوربك لنسألنهم عما كانوا يعملون. وهذا يشمل السؤال عن اصل الاجابة وعنف - 00:12:02
تفاريعها وتفاصيلها وليس فقط عن اصل الاجابة وكذلك يدل لهما في الصحيح من حديث ابي هريرة في سؤال الله عز وجل للكافر فانه يؤتى بالكافر يوم القيامة فيخلو به الله عز وجل فيقول له - 00:12:26
الم اسودك؟ الم اربعك؟ الم ازوجك؟ الم انعم عليك فيقول بلى يا رب وكل هذه اسئلة عن ايش عن الاجابة ام عن النعم التي تفضل بها على عبده؟ على النعم - 00:12:45
ثم يقول بعد ذلك اكنت تظن انك ملاقي فيقول الكافر لا يا رب فيقول اليوم انساك كما نسيتني نعوذ بالله من الخذلان هذا سؤال ليس عن اصل الاجابة بل هو عن تفاصيل - 00:12:59
نعم الله عز وجل على عبده وعن قيامه بحقها من شكر الله عز وجل والانقياد لشرعه والايمان بلقائه سبحانه وبحمده فاقرب ما يقال في الاجابة هو الوجه الاول او الوجه الثاني - 00:13:17
والوجه الثاني قريب يعني لا لا يقل عن الوجه الاول في الوجاهة والقوة وذلك انه آآ يوم القيامة يسأل المجرمون عن عن ما يسأل الناس عن اعمالهم ثم بعد ذلك يطلب لهم شاهد من انفسهم فلا يسألون وتستنطق جوارحهم - 00:13:37
كما قال تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. يختم الله تعالى على افواه هؤلاء ولا يسألون انما تشهد عليهم جوارحهم. فيوم القيامة احوال واهوال - 00:13:55
وتتغير فيه الامور على نحو آآ يجمع كل ما ذكر من الاحوال التي تكون يوم القيامة نعم الاية التي بعدها قوله تعالى قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك في هذه الاية في هذه الاية اشكال بين قوله منعك مع لا النافية. لان المناسب في الظاهر لقوله منعت - 00:14:11
بحسب بحسب ما يسبق الى ذهن السامع لا ما في نفس الامر هو حذف لا فيقول ما منعك ان تسجد دون الا تسجد واجيب عن هذا بل هو هنا لم يذكر الاية - 00:14:36
التي ظاهرها معارضة هذه الاية هنا الاية يقول ما معنى؟ قال قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك وفي اية اخرى وهي ما ذكره الله تعالى في سورة صاد قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي - 00:14:55
موضع الاشكال هنا وفي ان انه قال ما منعك الا تسجد الا تسجد وهو الذي ما السياق المتبادل به ما منعك ان تسجد فالذي حصل هو المنع من السجود لا المنع من عدمه - 00:15:14
هذا موضع الاشكال في الاية واجاب عنه بقوله رحمه الله من واجيب عنه باجوبة من اقربها هو ما اختاره ابن جرير في تفسيره وهو ان بالكلام حذفا دل دل المقام عليه. وعليه فالمعنى - 00:15:34
ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد اذ امرتك. وهذا الذي اختاره ابن جرير. قال ابن كثير انه حسن قوي ومن اجوبتهم ان لا صلة واضح اذا الجواب الذي ذكره ان في ان في الكلام حذفا - 00:15:53
يفهم من السياق وهذا مما جرى عليه آآ لسان العرب في مواضع كثيرة ان يحذف من الكلام ما يدل عليه السياق. ما في حذف اه بدون دلالة ما في في الكلام العربي ما يحذف من دون ما يدل عليه - 00:16:17
لكن هذا السياق اه هو دال على ان ثمة كلاما روي وحذف وهو معلوم فيفهم من سياق الاية وسياق الكلام ذلك المحذوف وقد قدره ابن جرير رحمه الله في قوله ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد - 00:16:38
المحذوف هو قوله ما منعك من السجود فاحوجك الا تسجد ولقائل ان يقول ما الدليل؟ السياق دال لان الذي انكره الله تعالى على ابليس. هل هو السجود او ترك السجود - 00:17:08
هو ترك السجود كما دل عليه قوله تعالى ما منعك ان تسجد اذ امرتك هذا الذي انكره عليه انه امر بالسجود فلم يسجد فالسياق دال عليه والقصة والخبر يدل على المحذوف. هذا الوجه الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله وارتضاه وحسنه. نعم. اما الوجه الثاني - 00:17:26
ومن اجوبتهم ان لا صلة ويدل له قوله تعالى في سورة صاد ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقد وعدنا فيما مضى ان ان شاء الله نبين القول وقد وعدنا فيما مضى ان ان شاء الله نبين القول بزيادة لا مع شواهده العربية في الجمع بين قوله لا اقسم بهذا - 00:17:44
البلد وبين قوله وهذا البلد الامين. لا اقسم نفي القسم اليس كذلك وفي قوله وهذا البلد الامين قسم اقسم الله تعالى بالبلد الامين فلا في قوله لا اقسم زائدة قال لا هنا في قوله ما منعك الا تسجد - 00:18:11
زائدة كزيادة لا اقسم والزيادة هنا في كلام العرب زيادة لها معنى ليست زيادة اه مجردة هكذا بدون معنى ولهذا القاعدة عندهم في زيادة لا انها تزاد في الكلام الذي فيه معنى الجحد - 00:18:35
للتوكيد اذا زيادة في اللفظ يقصد بها معنى زيادة في الكلام لكنه في الكلام الذي فيه معنى الجحد يعني الانكار وزيادتها للتوكيد وهي مضطردة ليست في موضع واحد في مواضع عديدة - 00:18:58
ذكر المؤلف رحمه الله في اه اضواء البيان شواهد عديدة منها قوله تعالى لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء في سورة الحديد لان لا يعلم والمقصود ليعلم اهل الكتاب - 00:19:18
هنا زائدة فجيء بها في هذا السياق توكيد وان كان المقصود الاثبات. ومنه قوله فلا وربك لا يؤمنون لا هنا زائدة والمعنى فوربك لا يؤمنون. يقسم الله تعالى على عدم ايمانهم - 00:19:37
وله ايضا شواهد اخرى ومنه قوله قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا مما سبق في سورة الانعام ان من اوجه الجواب في الاية ان يقال لا زائدة - 00:19:57
والمقصود ان لا قد تزاد في الكلام الذي فيه معنى الجحد وهذه الزيادة غرضها وغايتها التوكيد اذى مضطرد. فاذا اجيب بالاول او بالثاني كلاهما يصلح في بيان المعنى في الاية والله تعالى - 00:20:14
صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:34