العقيدة السفارينية

الدرس (41) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد تقدم ما يتصل بقول المصنف رحمه الله كذا وقوف الخلق للحساب - 00:00:00ضَ

اي واجزم كذلك بوقوف الخلق للحساب وهذا موقف عظيم نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا فيه من الامنين. وان يجعلنا ممن يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسورا - 00:00:19ضَ

وثمة تفاصيل كثيرة فيما يتعلق بالحساب اشرنا الى بعض المسائل المتصلة بهذا آآ خبر او بهذا الامر الذي يكون يوم القيامة. اما اه ما ذكره بعد ذلك فهو قوله رحمه الله والصحف - 00:00:36ضَ

اي واجزم ايضا ب شأن الصحف والصحف جمع صحيفة وهي ما يكتب فيه والمقصود بالصحف هنا ما جاء به الخبر بكلام الله عز وجل من ان القيامة تنشر فيها صحائف الاعمال - 00:00:57ضَ

فالصحف المقصود بها الدواوين والكتب التي يسجل فيها ما يكون من اعمال الخلق تحفظ فيها اعمالهم وقد اخبر الله تعالى عن كتابة ما يكون من الناس في مواضع عديدة من - 00:01:31ضَ

كلامه قال الله تعالى ان كل نفس لم عليها حافظ وقال جل وعلا انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون التقييد والكتابة ثابتة بالكتاب وسنة واجمع عليها علماء الامة وهذه الكتابة في صحائف - 00:01:57ضَ

تسجل فيها الاعمال ويلقاها الانسان يوم القيامة فمن احوال القيامة واهوالها نشر الصحف ولذلك قال الله تعالى في كتابه واذا الصحف نشرت نشرت اي بسطت جلي ما فيها وضح والمقصود بالصحف هنا - 00:02:26ضَ

الدواوين التي كتب فيها اعمال الناس وقد ذكره الله جل وعلا في قوله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا فالطائر هو العمل والكتاب الذي يلقاه منشورا - 00:02:55ضَ

هو ما كان من عمله في الدنيا فانه ما يكون من شيء الا ويقيد عليه كما قال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قد اخبر الله جل وعلا - 00:03:19ضَ

عن انقسام الناس في هذه الصحف الى فريقين فريق يأخذ كتابه بيمينه وفريق يأخذ كتابه بشماله نسأل الله ان نكون من اهل اليمين فالسعداء هم الذين يأخذون كتابهم بايمانهم كما قال تعالى واما من اوتي كتابه بيمينه - 00:03:40ضَ

فسوف يحاسب حسابا يسيرا وهو العرض وينقلب الى اهله مسرورا وبه يعلم ان الحساب على نحو ما كان في الكتاب ولذلك قال في الابتداء واما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا فالحساب - 00:04:03ضَ

بعد استلام الكتاب وكذلك يدل عليه قوله جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبة فالمحاسبة تكون بعد - 00:04:28ضَ

تلقي الكتب وانما اخر المؤلف ذكر الصحف بعد ذكر الحساب لعله لاجل الروي او لان الواو لا تقتضي الترتيب وانما تقتضي الجمع والمسألة في هذا قريبة. والمعلوم من دلالة الكتاب والسنة ان الصحف تتطاير وتنشر ثم يكون بعد ذلك الحساب على الاعمال - 00:04:48ضَ

فمن اخذ كتابه بيمينه فهذه حاله. التي ذكر الله جل وعلا في قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا والفريق الثاني نعوذ بالله من حاله واما من اوتي كتابه وراء ظهره - 00:05:14ضَ

فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا مشتغلا بالدنيا ومتعها عن الاخرة فغاية اماله ومنتهى افكاره وعيش ليله ونهاره ليس له هم ورأى الدنيا وهذا الذي يميز المؤمن عن غيره المؤمن لا تنتهي اماله ولا افكاره - 00:05:31ضَ

بموته انما ينفذ ببصيرته وبصره الى ما اخبر الله تعالى به مما يكون باليوم الاخر فيعمل له ويستعد ويتهيأ واما الكافر فهمه وغاية مناه ومنتهى عمله واماله هو موته بعد ذلك ليس له فيما وراء الموت - 00:05:57ضَ

عمل يقول الله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون فلا نظر لهم في الاخرة بالكلية غفلة مطبقة وكلما استحكمت الغفلة على القلب انعمى البصر وتوقف الانسان عن صالح العمل - 00:06:29ضَ

ولهذا لا تعجب من كثرة ذكر يوم القيامة في القرآن فان كثرة ذكر يوم القيامة في القرآن هو للتنبيه على ظرورة التهيؤ لذلك اليوم لانه غائب والغائب ينسى ويغفل عنه - 00:06:51ضَ

فكثر اكثر الله تعالى من ذكر يوم القيامة واهواله وما يكون فيه لاجل ان يزول عن قلب العبد الغفلة التي متى استحكمت اعمت ومتى اطبقت غشت الابصار غشية الابصار عن ان تعمل - 00:07:08ضَ

شيئا للاخرة وهذا هذه القسمة التي ذكرها الله جل وعلا في هذا في هذه الاية باستلام الكتب بيان لحالين حال من يأخذ كتابه بيمينه وهذا فريق الجنة وحال من يأخذ كتابه بشماله - 00:07:33ضَ

وهم من وراء ظهره وهذا حال اهل ان السعير والعذاب نعوذ بالله من الخذلان هذه الاية لم تذكر الشمال انما ذكرت واما من اوتي كتابه وراء ظهره يعني بالتي باليد التي تقابل اليمين - 00:07:59ضَ

كما دل عليه قوله جل وعلا واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوتى كتابيا ولم ادري ما حسابي وهنا العلماء لهم طريقان في استلام الكتاب بغير اليمين فمنهم من يقول حال الناس في استلام الكتاب - 00:08:21ضَ

بغير اليمين حالان الحالة الاولى من يأخذ كتابه بشماله مقابل من يأخذها بيمينه والحال الثانية وهي حال الردي من الخلق والاردى من اهل الشمال هو من يأخذه بشماله من وراء ظهره - 00:08:42ضَ

والذي يظهر والله تعالى اعلم انها حال واحدة فمن يأخذ كتابه بيمينه يسر به فيظهره ومن يأخذ كتابه بشماله يخذل وينكسف باله ويسعى الى ستره فيضعه وراء ظهره لاجل الا يطلع - 00:09:04ضَ

الخلق عليه ولاجل الا يخزى به لكن هذا الستر لا لا يغنيه فهو كتاب منشور وما فيه ظاهر معلوم للخلائق فاستلام الكتاب اما باليمين واما بالشمال من وراء الظهر هذا - 00:09:34ضَ

الاقرب بما يظهر من احوال الناس في استلام كتبهم فقوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره اي بشماله قال مجاهد تجعل شماله وراء ظهره فيأخذ بها كتابة وهذه حال الكافر - 00:09:59ضَ

وهذا الاخذ هو لاقامة الحجة على الخلق فان الله تعالى يقيم على الخلق من يشهد عليهم ومن يوثق اعمالهم وهي الكتب التي حوت كل ما كان من عمل ومن صالح او سيء - 00:10:29ضَ

وكذلك تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وكذلك تشهد عليهم جلودهم وهذا كله لاقامة العدل وقطع حجة من يحتج على الله عز وجل او يحاجه شيء خلاف الواقع - 00:10:55ضَ

ثم ذكر رحمه الله بعد ذلك قال والميزان والميزان هو ما يقيمه الله تعالى يوم القيامة للوزن وذكر الميزان بعد الصحف لان الصحف توزن فالميزان هو ما يوزن به اعمال الخلق يوم القيامة - 00:11:21ضَ

فتوزن به الحسنات والسيئات وهذا الميزان ميزانا حقيقي وقد جاء الخبر عنه ب الكتاب الحكيم في مواضع عديدة قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا - 00:12:03ضَ

وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقال جل وعلا فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية وهذا بيان انقسام - 00:12:25ضَ

احوال الناس من حيث ما يكون من وزن اعمالهم وقد سمي يوم القيامة بهذا الاسم لاجل قيام الموازين كما قال تعالى وضعوا الموازين القسط ليوم القيامة. فقيل في اسباب تسمية يوم القيامة بهذا الاسم - 00:12:49ضَ

انه يوم يقام فيه الميزان والميزان لا ينصب الا لاهل الايمان اما اهل الكفر فانه لا توزن اعمالهم لانه لا حسنات لهم حتى توزن فليس ثمة موازنة بين حسنة وسيئة لينظر ايهما يرجح - 00:13:18ضَ

وقد يوزن العامل لبيان خسرانه كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليؤتى بالرجل السمين العظيم الكافر يوم القيامة - 00:13:55ضَ

فلا يزن عند الله تعالى جنح بعوضة ثم تلا قوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزن ليس لهم وزن ومن قال من اهل العلم ان الكفار توزن اعمالهم العمومات - 00:14:14ضَ

فالذي يظهر والله تعالى اعلم انه على هذا النحو من الوزن للعاملين الذي يتبين به عظيم الخسران والا فلا عمل لهم يوزن الله تعالى يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل - 00:14:44ضَ

فجعلناه هباء فجعلناه هباء منثورا فليس لهم عمل يوزن هباء لا يوزن لا وزن له حتى يوضع في الميزان ولهذا الميزان الذي يوزن به الكفار قد يكون لاشخاصهم لا آآ - 00:14:59ضَ

اعمالهم فانه لا لا يسجل لهم حسنة توزن يوم القيامة وهذه الموازين موازين حقيقية توزن بها الاعمال وليست كما يقول المعتزلة اشارة الى العدل بل هو ميزان حقيقي هكذا يعتقد اهل السنة والجماعة - 00:15:20ضَ

واما الموزون فانه قد دلت الادلة على انه يوزن العمل ودلت الادلة على انه يوزن الصحائف ودلت الادلة على انه يوزن العامل فكل هذه الاشياء الثلاثة مما جاءت الاخبار بانها توزن - 00:15:45ضَ

فميزان العمل يشهد له ما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فدل على ذلك على ان الكلمة توزن. وقال ايضا فيما رواه الترمذي اثقل في شيء في الميزان - 00:16:13ضَ

حسن الخلق هذه من الادلة الدالة على وزن العمل وايضا يدل عليه آآ الايات فمن يعمل مثقال ذرة خيرا خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فمن ثقلت موازينه فهو فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه - 00:16:39ضَ

فامه هاوية وقوله وضعوا الموازين القصة ليوم القيامة فلا تظلم الناس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين يوزن الدقيق والجليل والصغير والكبير من العمل - 00:17:06ضَ

واما ميزان الصحائف فيدل له حديث صاحب البطاقة وهو عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن عصى رضي الله تعالى عنه وفيه انه ينادى برجل من هذه الامة يوم القيامة - 00:17:28ضَ

فيؤتى ب سجلات كلها خطايا يؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر فتوضع في كفة فيقال له هل لك من حسنة فيقول لا فيقول الله عز وجل انك لن تظلم اليوم شيئا - 00:17:52ضَ

فيؤتى ببطاقة فيها لا اله الا الله فتوضع في كفة فتطيش تلك السجلات وهذا فيه وزن دواوين العمل وهذه البطاقة التي فيها لا اله الا الله هي لكل مسلم لكن ثقل البطاقة - 00:18:24ضَ

يختلف باختلاف رصيد رصيدها في قلب العامل تماما مثل بطاقة الصراف يحملها المليونير والملياردير ويحملها لما في رصيده الا ريال واحد ثقل هذه البطاقة بما تحمله من رصيد فكل مسلم له بطاقة - 00:18:56ضَ

كل من قال لا اله الا الله له بطاقة لكن ثقل هذه البطاقة يختلف باختلاف ما في قلب المؤمن من التصديق بهذه الكلمة ولذلك ثقلت هذه الكلمة لما ثقل في قلب الرجل من توحيد الله - 00:19:21ضَ

سبحانه وبحمده والتوحيد هو المحبة والتعظيم دائر على افراد الله بمحبته وتعظيمه فبقدر ما في قلب العبد من افراد الله بالعبودية وانه اتم حب الله جل في علاه وتعظيمه على وجه الكمال - 00:19:41ضَ

الممكن كان ذلك مما يثقل به ميزانه الثالث مما يوزن العمال سواء كانوا من اهل طاعة واحسان او كانوا من اهل فسق وكفر وعصيان فوزن الكافر جاء في في الصحيحين - 00:20:02ضَ

من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالرجل الكافر العظيم السمين فلا يزن عند الله يوم القيامة جناح بعوضة وقرأ قوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة - 00:20:23ضَ

وزنا واما وزن المؤمن بل ما جاء في المسند من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه انه كان يجمع للنبي صلى الله عليه وسلم اراكا فسفت الريح - 00:20:42ضَ

ثوبه فبدأ دقة ساقيه رضي الله تعالى عنه فضحك بعض الصحابة من دقة ساقي عبدالله بن مسعود فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهما في الميزان اثقل من جبل احد - 00:21:04ضَ

انهما في الميزان اثقل من جبل احد فدل ذلك على ان العامل يوزن. مؤمنا كان او كافرا وقد يكون هذا باختلاف احوال العاملين هل يكون هذا لكل عامل؟ الله اعلم - 00:21:24ضَ

الله اعلم هل يكون لكل عامل او يكون لبعض العاملين لابراز واظهار ما هم عليه من مكانة ومنزلة عند رب العالمين الله اعلم انما جاءت النصوص وزن الاعمال ووزن العاملين - 00:21:39ضَ

ووزن دواوين وصحف الاعمال - 00:21:56ضَ