نقرأ ما يسر الله تعالى مما ذكره الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية ونعلق على ذلك بما يفتح الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:00
على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال قولوا امين يا قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يزيد قال اخبرنا هشام عن محمد عن - 00:00:23
عبيدة عن علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال وحدثني عبد الرحمن قال حدثنا يحيى ابن سعيد قال هشام قال حدثنا قال حدثنا محمد عن عقيدة عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق - 00:00:54
حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس. ملأ الله قبورهم وبيوتهم او اجوافهم هم شك يحيى نهرا قول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى امر الله عز وجل - 00:01:21
المؤمنين بالمحافظة على الصلوات وهذا يشمل كل صلاة فرضها الله تعالى وشرعها لعباده والمحافظة على الصلاة هو الاتيان بها قائمة كما امر الله عز وجل بها في كتابه واقيموا الصلاة - 00:01:45
وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة فاقام الصلاة وهو الاتيان بها قائمة يتحقق به ما امر الله عز وجل من المحافظة على الصلوات فقول حافظوا على الصلوات اي احفظوها - 00:02:09
وابذلوا جهدكم في اقامتها على الوجه الذي يرضى الله تعالى به عنكم والمحافظة على الصلاة تقتضي المحافظة على اركانها وعلى شروطها وعلى واجباتها وعلى سننها وادابها فالمحافظة على الصلاة تشمل كل هذه المعاني - 00:02:32
فلا تقتصر فقط على باب او نوع او شيء من متعلقات الصلاة بل المحافظة على الصلاة المأمور بها تشمل كل هذا. فمن يحافظ على الصلاة في وقتها لكنه لا يحافظ على خشوعها - 00:03:01
ولا يحافظ على اقامة ركوعها وسجودها. وما اشبه ذلك قصر في المحافظة المأمور بها فالمحافظة المأمور بها فالمحافظة المأمور بها هي ان يقوم الانسان بالصلاة على الوجه الذي امر الله تعالى به اهل الايمان وهو ان يأتوا بها قائما - 00:03:24
الله عز وجل لما امر المؤمنين بالصلاة لم يأمرهم بادائها وفعلها فقط. لم يقل الله عز وجل في كتابه صلوا انما اثنى الله عز انما امر الله تعالى باقامة الصلاة وهو الاتيان بها قائمة واثنى على المقيمين للصلاة المحافظين عليها - 00:03:49
على فعلها الخاشعين فيها تجد ان الصلاة لم يثنى عليها بمجرد فعلها دون القيام بحقوقها وصفاتها التي تكون بها كاملة وذلك ان الصلاة انما تكون مثنى عليها ممدوح صاحبها وفاعلها اذا جاء بها قائمة - 00:04:17
فقوله تعالى حافظوا على الصلوات هو امر لاهل الايمان ان يحافظوا على كل ما يتعلق بالصلاة و اعلم انه بقدر قيامك بهذا الامر بقدر نصيبك من صلاح العمل. على وجه الاجمال - 00:04:49
فانه من حافظ على الصلاة كان لما سواها احفظ ومن ضيعها ولم يحافظ عليها كان لما سواها اضيع وقوله جل وعلا الصلوات يشمل المفروظات والمكتوبات وكذلك يشمل المستحبات والمتطوع بها من الصلوات. فيشمل هذا وهذا - 00:05:08
كيف يحافظ على المكتوبات يحافظ عليها بفعلها على نحو ما امر الله عز وجل في اركانها من شروطها في واجباتها في سائر حقوقها طيب كيف يحافظ على المستحبات والمتطوع بها من الصلوات - 00:05:38
يحافظ على ذلك بان يأتي بها قائمة اذا فعلها يأتي بها قائمة اذا فعلها فاذا صلى نافلة لم تكن ناقصة قاصرة في شروطها وواجباتها بل يأتي بها على نحو ما امر الله عز وجل - 00:06:02
واعلم ان تضييعك لحقوق الصلاة يلغيها ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بين اصحابه فسلم عليه وكان قد صلى قال له النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:22
ارجع فصلي فانك ايش لم تصلي مع ان الرجل صلى كانت صلاته فرضا او نافلة فيما يظهر انها نافلة مع ذلك نفى عنه الصلاة لانه لم يحافظ على شروطها واركانها وواجباتها. فرجع الرجل - 00:06:39
ثم عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له ارجع فصلي فانك لم تصلي ثم رجع فصلى ثانية فجاءوا فسلم فرد عليه صلى الله عليه وسلم وقال له ارجع فصلي فانك - 00:07:00
لم تصلي قال والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذه يعني ما عندي اكثر من هذا حساب واتقان للصلاة هذه صلاتي فبين له النبي صلى الله عليه وسلم كيف يقيم الصلاة؟ الشاهد من هذا ان - 00:07:19
ان الامر في هذه الاية في قوله تعالى حافظوا على الصلوات ليس فقط قاصا بالمفروضات والمكتوبات بل حتى المتطوع به من الصلوات والمستحبات من الصلوات مأمور بالمحافظة عليها. كيف يحافظ عليها ان يصليها هذه الصلوات المتطوع بها كما - 00:07:39
يصلي اه كما امر ان يصلي. صلوا كما رأيتموني اصلي في خشوعها وقيامها وسائر حقوقها ثم قال الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والصلاة الوسطى وهذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله حديث علي ابن ابي طالب هو لبيان ما المقصود بالصلاة الوسطى؟ امر الله عز وجل - 00:08:07
حافظ على الصلوات اجمالا وقلنا ان هذا يشمل ايش؟ المكتوبات والمستحبات من الصلوات فما المراد بالصلاة الوسطى قال المؤلف رحمه الله فيما ذكر من حديث انها صلاة العصر انها صلاة العصر كما سيتبين من الحديث الذي بين ايدينا واعلم ان الصلاة المأمور بها هي خاصة - 00:08:39
مندرجة في المأمور به اولا حافظوا على الصلوات يشمل كل الصلوات. ثم قال والصلاة الوسطى هذا ذكر لخاصة بعد عام ولذلك قوله والصلاة الوسطى عطف عطف خاص على عام فالله عز وجل امر - 00:09:13
المحافظة على الصلوات عموما ثم خص من الصلوات صلاة امر بالمحافظة بالمحافظة عليها فما هي الصلاة الوسطى اولا معنى قوله الوسطى هل الوسطى هنا المقصود بها وقتا فهي متوسطة بين الصلوات؟ ام المقصود بالوسطى هنا وصفا - 00:09:36
وانها الاعلى في الصلوات مكانة لان الوسط يطلق على ما كان عاليا خيارا شريفا كما قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسط اي عدولا خيارا فهذه الامة خير الامم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد باسناد جيد انكم توفون سبعين - 00:10:02
امة انتم خيرها واكرمها عند الله الوسطى فالوسط في قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا. ليس المقصود ان هناك من هو اعلم منكم وهناك من هو ادنى منكم وانتم في الوسط مكانا انما الوسط هنا هو اعلى هو اعلى الوصف - 00:10:29
واكمله وذلك ان الوسط يجمع خصال الفضل الذي تفرق في الاطراف وفي الانحاء فقوله تعالى الصلاة الوسطى هنا منهم من قال الوسطى اي مكانا ومنهم من قال زمانا الوسطى زمانا ومنهم من قال الوسطى وصفا - 00:10:54
وقد تنوعت كلمات العلماء رحمهم الله في تحديد ما هي الصلاة الوسطى وقد ابلغها بعض اهل العلم في مؤلف خاص تسعة عشر قولا في تحديد ما هي الصلاة الوسطى واعلم ان ذي ان الذي لا شك فيه ان الصلاة الوسطى - 00:11:22
المذكورة في الاية هي صلاة العصر وان تعددت الاقوال وتنوعت الاجتهادات في تحديد الصلاة الوسطى الا ان اقرب الاقوال وارجحها هو ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر يدل لذلك هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله باسناده - 00:11:45
قال علي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق حبسونا عن صلاة عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس عن صلاة الوسطى اي عن الصلاة الوسطى - 00:12:10
ثم قال حتى غابت الشمس وما هي الصلاة التي تفوت بمغيب الشمس العصر فدل ذلك على ان الصلاة الوسطى التي امر الله بالمحافظة عليها هي صلاة العصر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من ادرك ركعة - 00:12:29
من العصر قبل ان تغرب الشمس فقد ادرك العصر. فدل قوله صلى الله عليه وسلم حبسونا عن عن صلاة الوسطى او عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس المقصود به صلاة العصر - 00:12:52
وقد جاء هذا مصرحا به في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وكذلك في قول عائشة رضي الله تعالى عنها وجاء في حديث علي ايظا في صحيح الامام مسلم - 00:13:12
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر فبين النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بالصلاة الوسطى ولهذا عامة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم - 00:13:36
على ان المقصود بالصلاة الوسطى في قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى انها صلاة العصر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبيانه الذي نقله عنه اصحابه رظي الله تعالى عنهم - 00:13:58
وقد قال بعض اهل العلم ان الصلاة الوسطى هي الصلوات المكتوبات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء كلها يصدق عليها انها صلاة وسطى. واجابوا عن الحديث قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صلاة - 00:14:21
بهذا الوصف وهذا لا ينفي ثبوت هذا الوصف لبقية الصلوات وعلى كل حال اقرب الاقوال الذي عليه اكثر الصحابة واكثر التابعين وعليه اهل الاثر من اهل الحديث وذهب اليه جمهور العلماء ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر - 00:14:42
وقد جاء في صلاة العصر قول النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته العصر فكأنما وتر اهل اهله وماله فكأنما وتر اي فقد اهله وماله وجاء عنه صلى الله عليه وسلم - 00:15:03
من فاتته العصر من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله في حديث بريدة وكلا الحديثين في الصحيح وهذا يدل على شرف الصلاة وخطورة اضاعتها وهذا لا يخص هذه الصلاة على الصحيح من قولي العلماء بل ان الوعيد المذكور - 00:15:24
في ترك صلاة العصر ثابت لكل الصلوات فمن ترك صلاة المغرب او صلاة الفجر او صلاة الظهر او صلاة العشاء ناله هذا الوعيد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وناله قوله صلى الله عليه وسلم فكأنما وتر اهله - 00:15:46
قال وانما ذكرت العصر على وجه الخصوص لشريف مقامها. وتخصيص العصر بالذكر ليس حصرا للحكم فيها وانما هو لبيان شرفها وعظيم منزلتها ثم قال صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم او اجوافهم شك الراوي نارا. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:16:09
على المشركين الذين شغلوه بمقاتلتهم ومحاربتهم في الخندق عن صلاة العصر وهذا كان في اول الامر قبل ان تشرع صلاة الخوف فكان النبي صلى الله عليه وسلم شغل هو واصحابه - 00:16:43
عن صلاة العصر حتى غربت الشمس بسبب مدافعتهم والمشركين وصدهم عنان يجوز الخندق فيصلوا الى اهل الاسلام وينالوا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم - 00:17:08
وفي رواية اذواقهم نارا والنار هنا المقصود بها ما يعاقبون به على اعتدائهم على اهل الاسلام ونيلهم منهم ودعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بهؤلاء مجاب ولكن لا يلزم ان يجاب في كل فرد من افرادهم - 00:17:30
فقد اسلم من اهل الخندق فئام كثيرة وقد اسلم من اهل الخندق فئام كثير من المشركين منهم ابو سفيان وغيره وردهم الله تعالى الى الجادة فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان - 00:18:02
لاجل ما حصل من الاعتداء ولكن لا يلزم في دعائه صلى الله عليه وسلم ان يكون مجابا بل دعاؤه ارجى في الاجابة لكنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع ولم يجب - 00:18:27
لحكمة ارادها الله عز وجل مع ان دعاء الانبياء من ارجى ما يكون من الادعية اجابة. لكن دعا من الانبياء من دعا ولم كما حصل من نوح عليه السلام حيث نادى ربه ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا - 00:18:46
اسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين. فلم يجبه الله عز وجل الى ما دعا وكذلك ابراهيم عليه السلام قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. فاذا كان المقصود ببنيه - 00:19:12
ذريته من بعده اذا كان المقصود ببنيه ذريته من بعده فان من ذريته قريش وكان فيهم من الشرك هو معلوم فلم يجبه في كل ابنائه وفي كل ذريته بل اجابه في بعضه. ولله في ذلك - 00:19:29
اتبع. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن نفسه انه سأل الله عز وجل ثلاثة امور فاعطاه اثنتين ومنعه الثالثة فدل ذلك على ان من من ادعية الانبياء ما لا يجيبه الله عز وجل لحكمة لكنه - 00:19:49
يأجرهم على ما يكون من دعائهم ويثيبهم اذا كان ذلك الدعاء ليس فيه اعتداء وهذا هو الاصل في ادعية الانبياء ولكن الاجابة ليست لازمة لكل دعوة من نبي فقوله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا دعا عليهم لما فعلوه من اعتداء - 00:20:09
بمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من صلاة العصر وبما جرى من مقاتلتهم له صلى الله عليه وعلى اله وسلم وللمؤمنين معه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث - 00:20:36
ان الشريعة في احكامها متدرجة فالصلاة في اول الامر لم يشرع فيها الا ان تؤدى كاملة على النحو الذي امر به المؤمن من استقبال القبلة وغيرها ثم جاء التخفيف بان شرع الله عز وجل الخائف ان يصلي حسب ما يطيق ويستطيع - 00:20:59
فما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من عدم صلاة العصر لاجل ان صلاة الخوف لم تكن قد شرعت - 00:21:28
وسيأتينا من صفة صلاة الخوف ما يتبين به المعنى. ان صلاة الخوف تلزم الانسان ان يصلي على اي حال وباي صفة يطيقها ويستطيعها والا يخرج الصلاة عن وقتها وفيه من الفوائد - 00:21:41
بيان المقصود بالصلاة الوسطى وانها صلاة العصر وفيه من الفوائد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة وغضبوا صلى الله عليه وسلم على من اشغله عنها فان هؤلاء لما اشغلوه عن الصلاة بمقاتلتهم له صلى الله عليه وسلم دعا هذا الدعاء وقال ملأ الله قبورهم - 00:22:07
وبيوتهم نارا وفيه ان من من ان من اسباب ان من ان مما يقابل به الاعتداء الدعاء. فان هؤلاء اعتدوا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالدعاء سلاح المؤمن - 00:22:37
في كل ما يصيبه من اعتداء واذى وهو من اقوى اسلحة اهل الايمان اهل الايمان اوثق بالدعاء من كل سلاح يكون في ايديهم. وهذا لا يعني ان يعطل ما يكون من اسباب القتال وما امر الله تعالى به من اخذ العدة - 00:22:58
لقتال الاعداء لكن هذا اشارة الى ان اوثق ما يعتمد عليه المؤمن هو عطاء الله عز وجل ونصره وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وفيه من الفوائد ان الدعاء - 00:23:22
ملئ البيوت والقبور نارا نصيب كل من اشغل عن الصلاة فان كل من اشغل الناس عن الصلاة قذف الله في قلبه من النار وفي بيته وفي قبره من النار ما يكون - 00:23:47
عقوبة له على صرف الناس وصدهم عن طاعة الله تعالى واقامة واقام الصلاة هذه بعض الفوائد في هذا الحديث ثم تتمة الاية عقد لها المؤلف رحمه الله بابا مستقلا فقال - 00:24:07
باب قول الله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين. قال حدثنا مسدد قال حدثنا عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الحارث ابن شبيل عن ابي عمرو الشيباني عن زيد ابن ارقم قال - 00:24:32
كنا نتكلم في الصلاة يكلم احدنا اخاه في حاجته حتى نزلت هذه الاية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت هذه تتمة الاية وهي قوله تعالى وقوموا لله قانتين - 00:24:52
بعد ان امر الله تعالى الاخوان اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في نهاية المجلس ان شاء الله اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في نهاية المجلس يقول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ثم يقول وقوموا لله قانتين - 00:25:17
امر الله تعالى المؤمنين بان يقوموا وان يقوموا على هذه الصفة التي ذكر في قوله تعالى قانتين وانتبه ان القيامة المأمورة به ان يكون خالصا لله فقال وقوموا لله وهذا يؤكد ظرورة العناية - 00:25:38
بل قصد والارادة والمطلوب بالعمل فان من الناس من يغفل عن الاخلاص في عمله واعلم ان لك من الاجر في كل عمل بقدر ما معك من الاخلاص فيه وهذه قاعدة لك من الاجر في العمل بقدر ما معك من الاخلاص به فكلما عظم اخلاصك - 00:26:02
عظم اجره وكلما قل اخلاصك قل اجرك حتى يذهب للكلية اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل. فانه عند ذلك لا ينفع كما جاء في الصحيح من - 00:26:33
من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركة فالله غني عنا وعن اعمالنا - 00:26:56
فاذا صرفت قصدك الى غير الله في صلاتك او في قيامك او في ركوعك او في سجودك او في صالح عملك فاعلم انك تعسر لانك لا تدرك ثوابا ولا اجرا انما تتعب نفسك بلا فائدة. فقد قال الله عز وجل - 00:27:12
تركته وشركه فاحذر ان يتركك الله نعوذ بالله من الخذلان احذر ان يتركك الله فانه اذا تركك وعملك خسرت فاخلص العمل لله وتذكر في كل قيام تقومه لله عز وجل في صلاتك - 00:27:37
انك لله قائم وقوموا لله له وحده لا شريك له جل في علاه فان الاخلاص به يزيد العمل يعظم اجره ويكثر نفعه ويسعد به الانسان ما يجده من لذة العبادة هي بقدر ما معه من اخلاص العمل انما - 00:27:57
ما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. هذا في عمل متعدي لا يطلب الانسان من الناس نفعا وعائدا لا فعلا ولا قولا ولذلك يقال في الاية انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء اي مقابلة فعلية ولا شكورا ولا شكور حتى - 00:28:21
بالقول فان شكركم بالقول ويكون بالعمل. لكن حتى الشكر القولي غير مطلوب. ولا منتظر ولا مأمول بل المطلوب هو ما عند الله عز وجل وما عند الله خير وابقى ما عند الله اكمل واوفى ما عند الله اعظم مما تناله من الخلق - 00:28:48
فلذلك احرص احرص في كل اعمالك ونحن في زمن طاعة وعبادة ان يكون عملك لله لا تنظر الى الخلق بالكلية لن ينفعوك ولن يضروك بل اذا نظرت اليهم ضروك لانه يحبط عمله - 00:29:10
فانظر الى الله في كل ما تقوم به من عمل قال الله تعالى بعد امره بهذه العبادة الجليلة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ذكر بالمقصود والمطلوب في هذا القيام فقال جل وعلا وقوموا لله قادتين - 00:29:29
توبوا لله لا تقوم لسواه لا ليمدحكم الناس ولا ليثنوا عليكم بل قوموا له لتنالوا الفضل منه فانه من قام بين يديه جل في علاه نال من نفحات كرمه وهباته وعطاياه ما تنشرح به نفسه ويطيب به قلبه ويعظم به اجره - 00:29:48
ويسمو في الدنيا والاخرة فانه عطاء جزيل وبر عظيم فتعرضوا له بقيامكم بين يديه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث انس اذا قام احدكم في الصلاة فانما يناجي - 00:30:11
ربه يناجي الله يحادف الله عز وجل وهذا يستوجب ان يستحضر الانسان كمال الاخلاص لله اثناء محادثته و في مناجاته سبحانه وبحمده وقوله تعالى قانتين فسرها البخاري رحمه الله بقوله مطيعين اي قوموا له مطيعين اي محققين الطاعة له - 00:30:30
والقنوط يا اخوان يطلق على الطاعة وهذا اجمع المعاني للقنوط اجمع المعاني للقنوت الطاعة فقوله وقوموا لله قانتين اي قوموا له مخلصين مطيعين وبهذا يتحقق لك امران الامر الاول صدق الاخلاص - 00:31:00
لله عز وجل بكونه قيام لله بكونه قياما لله ويتحقق لك الامتثال بالطاعة الطاعة هي امتثال للماء للامر. فتحق بذلك الاخلاص والعمل القصد والفعل الذي به يقصد جل في علاه وقوموا لله قانتين اي مطيعين - 00:31:25
والطاعة هنا المقصود بها الطاعة التي يحمد عليها الانسان فالطاعة نوعان طاعة تشمل كل من في السماوات والارض كما قال تعالى ان كل كما قال تعالى وكل له ما في السماوات وما في الارض وكل له - 00:31:53
ايش قانتون كل له كل من في السماوات والارض طائع لله عز وجل هذه الطاعة الطاعة القدرية لا يحمد عليها اصحابها وهي نفوذ حكم الله القدري في الخلق فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:32:14
واما الطاعة التي يمدح بها اصحابها وهو التي وهي التي اثنى الله وهي التي امر الله تعالى بها في هذه الاية واثنى على اهلها هي طاعة الاختيار وهي ان تطيع الله في شرعه - 00:32:36
فيما امرك به فعلا وفيما نهاك عنه تركا وهذا هو محل الحمد والثناء وهو المأمور به في قوله تعالى وقوموا لله قانتين قال الله تعالى افمن هو افمن هو قائم افمن هو افمن هو قانت اناء الليل - 00:32:52
ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه فالقانت هو الطائع لله عز وجل في احواله كلها في القيام والسجود وسائر الاحوال فقوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين لامره ممتثلين لما طلبه منكم - 00:33:14
تاركين لما نهاه لما نهاكم عنه جل في علاه. ساق المصنف رحمه الله باسناده من حديث زيد ابن ارقم وزيد ابن ارقم من صغار الصحابة الانصار رضي الله تعالى عنهم - 00:33:42
فقد عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ينفع فقد عرظ على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ولم يجزه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من صغر سنه - 00:33:58
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاحاديث منها هذا الحديث يقول رضي الله تعالى عنه كنا نتكلم في الصلاة اي المفروظة والمتطوع بها في الصلاة عموما الفرظ والنفل - 00:34:09
يكلم احدنا اخاه في حاجته يكلم احدنا اخاه في حاجته يعني اذا بدا له حاجة سواء كان المكلم والمكلم آآ مصليان سواء كانا مصليين او كانا غير مصليين او كان غير او كان احدهما غير مصلي. سواء كان مصليين او كان احدهما - 00:34:27
غير مصل فيكلم الرجل اخاه في الصلاة في حاجته كان يسأله مثلا اين كذا او اين فلان او هل اتى فلان او ما اشبه ذلك؟ هذا حالهم الاولى بالصلاة ثم بعد ذلك قال حتى نزلت هذه الاية. اي حتى انزل الله تعالى هذه الاية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - 00:34:56
وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت فامرنا بالسكوت اي امرنا الله تعالى بالسكوت بهذه الاية ومن هنا فسر جماعة من اهل العلم القنوت في هذه الاية بالسكوت فقالوا المقصود بقول الله عز وجل فقوموا وقوموا لله قانتين اي قوموا له - 00:35:21
ساكتين غير متكلمين في صلاتكم وهذا التفسير هو من معاني القنوت العام الذي ذكرت الذي ذكره الذي ذكره الامام البخاري رحمه الله عند ترجمة الباب حيث قال باب قول الله عز باب وقوموا لله قانتين مطيعين. فان السكوت في الصلاة - 00:35:50
في من طاعة الله عز وجل ومن طاعة رسوله. لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلام في الصلاة. ففي الصحيح من حديث معاوية في الصحيح من حديث معاوية ابن الحكم السلمي ان انه تكلم في الصلاة لما عطس - 00:36:17
في صلاته فقال الحمد لله لما عطس رجل في الصلاة فقال الحمد لله قال يرحمك الله فسكته الصحابة حتى قال الا وافق لا امياه ما ما لكم لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال له ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء ايش - 00:36:37
من كلام الناس يعني لا يصح فيها حديث لا يصلح فيها كلام انما هو انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل انما ذكر الله عز وجل والتسبيح وقراءة القرآن. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة لا يصلح فيها - 00:36:58
شيء من كلام الناس هذا ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال اصحابه رضي الله تعالى عنهم. قوله تعالى - 00:37:19
وقوموا لله قانتين اي صامتين ساكتين والمقصود بالسكوت هنا ليس السكوت الذي لا يكون فيه كلام ذو الكلية بل هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل - 00:37:36
دل ذلك على ان السكوت المأمور به في الصلاة هو السكوت عن حديث الناس وكلامه لا عن كل كلام بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس - 00:38:01
ان احدكم اذا قام الى الصلاة اذا قام احدكم الى الصلاة فانما يناجي ربه والمناجاة محادثة. وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ما يبين ذلك حيث قال الله عز وجل - 00:38:18
فيما نقله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الرب جل في علاه حمدني عبدي. واذا قال - 00:38:36
الرحمن الرحيم قال الله عز وجل اثنى عليه عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال الله عز وجل ايش؟ مجدني عبدي فهذه المحادثة بين العبد وربه هي من الكلام لكنه كلام مأمور به - 00:38:51
لقول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن. فالمقصود بالسكوت هنا هو السكوت عن محادثة الناس فهذا معنى هذا المعنى من معاني القنوت في قوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين له بالسكوت عن كلام الناس الذي نهيتم عنه حال الصلاة - 00:39:10
Transcription
نقرأ ما يسر الله تعالى مما ذكره الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية ونعلق على ذلك بما يفتح الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:00
على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال قولوا امين يا قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يزيد قال اخبرنا هشام عن محمد عن - 00:00:23
عبيدة عن علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال وحدثني عبد الرحمن قال حدثنا يحيى ابن سعيد قال هشام قال حدثنا قال حدثنا محمد عن عقيدة عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق - 00:00:54
حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس. ملأ الله قبورهم وبيوتهم او اجوافهم هم شك يحيى نهرا قول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى امر الله عز وجل - 00:01:21
المؤمنين بالمحافظة على الصلوات وهذا يشمل كل صلاة فرضها الله تعالى وشرعها لعباده والمحافظة على الصلاة هو الاتيان بها قائمة كما امر الله عز وجل بها في كتابه واقيموا الصلاة - 00:01:45
وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة فاقام الصلاة وهو الاتيان بها قائمة يتحقق به ما امر الله عز وجل من المحافظة على الصلوات فقول حافظوا على الصلوات اي احفظوها - 00:02:09
وابذلوا جهدكم في اقامتها على الوجه الذي يرضى الله تعالى به عنكم والمحافظة على الصلاة تقتضي المحافظة على اركانها وعلى شروطها وعلى واجباتها وعلى سننها وادابها فالمحافظة على الصلاة تشمل كل هذه المعاني - 00:02:32
فلا تقتصر فقط على باب او نوع او شيء من متعلقات الصلاة بل المحافظة على الصلاة المأمور بها تشمل كل هذا. فمن يحافظ على الصلاة في وقتها لكنه لا يحافظ على خشوعها - 00:03:01
ولا يحافظ على اقامة ركوعها وسجودها. وما اشبه ذلك قصر في المحافظة المأمور بها فالمحافظة المأمور بها فالمحافظة المأمور بها هي ان يقوم الانسان بالصلاة على الوجه الذي امر الله تعالى به اهل الايمان وهو ان يأتوا بها قائما - 00:03:24
الله عز وجل لما امر المؤمنين بالصلاة لم يأمرهم بادائها وفعلها فقط. لم يقل الله عز وجل في كتابه صلوا انما اثنى الله عز انما امر الله تعالى باقامة الصلاة وهو الاتيان بها قائمة واثنى على المقيمين للصلاة المحافظين عليها - 00:03:49
على فعلها الخاشعين فيها تجد ان الصلاة لم يثنى عليها بمجرد فعلها دون القيام بحقوقها وصفاتها التي تكون بها كاملة وذلك ان الصلاة انما تكون مثنى عليها ممدوح صاحبها وفاعلها اذا جاء بها قائمة - 00:04:17
فقوله تعالى حافظوا على الصلوات هو امر لاهل الايمان ان يحافظوا على كل ما يتعلق بالصلاة و اعلم انه بقدر قيامك بهذا الامر بقدر نصيبك من صلاح العمل. على وجه الاجمال - 00:04:49
فانه من حافظ على الصلاة كان لما سواها احفظ ومن ضيعها ولم يحافظ عليها كان لما سواها اضيع وقوله جل وعلا الصلوات يشمل المفروظات والمكتوبات وكذلك يشمل المستحبات والمتطوع بها من الصلوات. فيشمل هذا وهذا - 00:05:08
كيف يحافظ على المكتوبات يحافظ عليها بفعلها على نحو ما امر الله عز وجل في اركانها من شروطها في واجباتها في سائر حقوقها طيب كيف يحافظ على المستحبات والمتطوع بها من الصلوات - 00:05:38
يحافظ على ذلك بان يأتي بها قائمة اذا فعلها يأتي بها قائمة اذا فعلها فاذا صلى نافلة لم تكن ناقصة قاصرة في شروطها وواجباتها بل يأتي بها على نحو ما امر الله عز وجل - 00:06:02
واعلم ان تضييعك لحقوق الصلاة يلغيها ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بين اصحابه فسلم عليه وكان قد صلى قال له النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:22
ارجع فصلي فانك ايش لم تصلي مع ان الرجل صلى كانت صلاته فرضا او نافلة فيما يظهر انها نافلة مع ذلك نفى عنه الصلاة لانه لم يحافظ على شروطها واركانها وواجباتها. فرجع الرجل - 00:06:39
ثم عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له ارجع فصلي فانك لم تصلي ثم رجع فصلى ثانية فجاءوا فسلم فرد عليه صلى الله عليه وسلم وقال له ارجع فصلي فانك - 00:07:00
لم تصلي قال والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذه يعني ما عندي اكثر من هذا حساب واتقان للصلاة هذه صلاتي فبين له النبي صلى الله عليه وسلم كيف يقيم الصلاة؟ الشاهد من هذا ان - 00:07:19
ان الامر في هذه الاية في قوله تعالى حافظوا على الصلوات ليس فقط قاصا بالمفروضات والمكتوبات بل حتى المتطوع به من الصلوات والمستحبات من الصلوات مأمور بالمحافظة عليها. كيف يحافظ عليها ان يصليها هذه الصلوات المتطوع بها كما - 00:07:39
يصلي اه كما امر ان يصلي. صلوا كما رأيتموني اصلي في خشوعها وقيامها وسائر حقوقها ثم قال الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والصلاة الوسطى وهذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله حديث علي ابن ابي طالب هو لبيان ما المقصود بالصلاة الوسطى؟ امر الله عز وجل - 00:08:07
حافظ على الصلوات اجمالا وقلنا ان هذا يشمل ايش؟ المكتوبات والمستحبات من الصلوات فما المراد بالصلاة الوسطى قال المؤلف رحمه الله فيما ذكر من حديث انها صلاة العصر انها صلاة العصر كما سيتبين من الحديث الذي بين ايدينا واعلم ان الصلاة المأمور بها هي خاصة - 00:08:39
مندرجة في المأمور به اولا حافظوا على الصلوات يشمل كل الصلوات. ثم قال والصلاة الوسطى هذا ذكر لخاصة بعد عام ولذلك قوله والصلاة الوسطى عطف عطف خاص على عام فالله عز وجل امر - 00:09:13
المحافظة على الصلوات عموما ثم خص من الصلوات صلاة امر بالمحافظة بالمحافظة عليها فما هي الصلاة الوسطى اولا معنى قوله الوسطى هل الوسطى هنا المقصود بها وقتا فهي متوسطة بين الصلوات؟ ام المقصود بالوسطى هنا وصفا - 00:09:36
وانها الاعلى في الصلوات مكانة لان الوسط يطلق على ما كان عاليا خيارا شريفا كما قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسط اي عدولا خيارا فهذه الامة خير الامم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد باسناد جيد انكم توفون سبعين - 00:10:02
امة انتم خيرها واكرمها عند الله الوسطى فالوسط في قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا. ليس المقصود ان هناك من هو اعلم منكم وهناك من هو ادنى منكم وانتم في الوسط مكانا انما الوسط هنا هو اعلى هو اعلى الوصف - 00:10:29
واكمله وذلك ان الوسط يجمع خصال الفضل الذي تفرق في الاطراف وفي الانحاء فقوله تعالى الصلاة الوسطى هنا منهم من قال الوسطى اي مكانا ومنهم من قال زمانا الوسطى زمانا ومنهم من قال الوسطى وصفا - 00:10:54
وقد تنوعت كلمات العلماء رحمهم الله في تحديد ما هي الصلاة الوسطى وقد ابلغها بعض اهل العلم في مؤلف خاص تسعة عشر قولا في تحديد ما هي الصلاة الوسطى واعلم ان ذي ان الذي لا شك فيه ان الصلاة الوسطى - 00:11:22
المذكورة في الاية هي صلاة العصر وان تعددت الاقوال وتنوعت الاجتهادات في تحديد الصلاة الوسطى الا ان اقرب الاقوال وارجحها هو ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر يدل لذلك هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله باسناده - 00:11:45
قال علي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق حبسونا عن صلاة عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس عن صلاة الوسطى اي عن الصلاة الوسطى - 00:12:10
ثم قال حتى غابت الشمس وما هي الصلاة التي تفوت بمغيب الشمس العصر فدل ذلك على ان الصلاة الوسطى التي امر الله بالمحافظة عليها هي صلاة العصر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من ادرك ركعة - 00:12:29
من العصر قبل ان تغرب الشمس فقد ادرك العصر. فدل قوله صلى الله عليه وسلم حبسونا عن عن صلاة الوسطى او عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس المقصود به صلاة العصر - 00:12:52
وقد جاء هذا مصرحا به في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وكذلك في قول عائشة رضي الله تعالى عنها وجاء في حديث علي ايظا في صحيح الامام مسلم - 00:13:12
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر فبين النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بالصلاة الوسطى ولهذا عامة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم - 00:13:36
على ان المقصود بالصلاة الوسطى في قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى انها صلاة العصر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبيانه الذي نقله عنه اصحابه رظي الله تعالى عنهم - 00:13:58
وقد قال بعض اهل العلم ان الصلاة الوسطى هي الصلوات المكتوبات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء كلها يصدق عليها انها صلاة وسطى. واجابوا عن الحديث قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صلاة - 00:14:21
بهذا الوصف وهذا لا ينفي ثبوت هذا الوصف لبقية الصلوات وعلى كل حال اقرب الاقوال الذي عليه اكثر الصحابة واكثر التابعين وعليه اهل الاثر من اهل الحديث وذهب اليه جمهور العلماء ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر - 00:14:42
وقد جاء في صلاة العصر قول النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته العصر فكأنما وتر اهل اهله وماله فكأنما وتر اي فقد اهله وماله وجاء عنه صلى الله عليه وسلم - 00:15:03
من فاتته العصر من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله في حديث بريدة وكلا الحديثين في الصحيح وهذا يدل على شرف الصلاة وخطورة اضاعتها وهذا لا يخص هذه الصلاة على الصحيح من قولي العلماء بل ان الوعيد المذكور - 00:15:24
في ترك صلاة العصر ثابت لكل الصلوات فمن ترك صلاة المغرب او صلاة الفجر او صلاة الظهر او صلاة العشاء ناله هذا الوعيد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وناله قوله صلى الله عليه وسلم فكأنما وتر اهله - 00:15:46
قال وانما ذكرت العصر على وجه الخصوص لشريف مقامها. وتخصيص العصر بالذكر ليس حصرا للحكم فيها وانما هو لبيان شرفها وعظيم منزلتها ثم قال صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم او اجوافهم شك الراوي نارا. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:16:09
على المشركين الذين شغلوه بمقاتلتهم ومحاربتهم في الخندق عن صلاة العصر وهذا كان في اول الامر قبل ان تشرع صلاة الخوف فكان النبي صلى الله عليه وسلم شغل هو واصحابه - 00:16:43
عن صلاة العصر حتى غربت الشمس بسبب مدافعتهم والمشركين وصدهم عنان يجوز الخندق فيصلوا الى اهل الاسلام وينالوا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم - 00:17:08
وفي رواية اذواقهم نارا والنار هنا المقصود بها ما يعاقبون به على اعتدائهم على اهل الاسلام ونيلهم منهم ودعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بهؤلاء مجاب ولكن لا يلزم ان يجاب في كل فرد من افرادهم - 00:17:30
فقد اسلم من اهل الخندق فئام كثيرة وقد اسلم من اهل الخندق فئام كثير من المشركين منهم ابو سفيان وغيره وردهم الله تعالى الى الجادة فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان - 00:18:02
لاجل ما حصل من الاعتداء ولكن لا يلزم في دعائه صلى الله عليه وسلم ان يكون مجابا بل دعاؤه ارجى في الاجابة لكنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع ولم يجب - 00:18:27
لحكمة ارادها الله عز وجل مع ان دعاء الانبياء من ارجى ما يكون من الادعية اجابة. لكن دعا من الانبياء من دعا ولم كما حصل من نوح عليه السلام حيث نادى ربه ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا - 00:18:46
اسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين. فلم يجبه الله عز وجل الى ما دعا وكذلك ابراهيم عليه السلام قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. فاذا كان المقصود ببنيه - 00:19:12
ذريته من بعده اذا كان المقصود ببنيه ذريته من بعده فان من ذريته قريش وكان فيهم من الشرك هو معلوم فلم يجبه في كل ابنائه وفي كل ذريته بل اجابه في بعضه. ولله في ذلك - 00:19:29
اتبع. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن نفسه انه سأل الله عز وجل ثلاثة امور فاعطاه اثنتين ومنعه الثالثة فدل ذلك على ان من من ادعية الانبياء ما لا يجيبه الله عز وجل لحكمة لكنه - 00:19:49
يأجرهم على ما يكون من دعائهم ويثيبهم اذا كان ذلك الدعاء ليس فيه اعتداء وهذا هو الاصل في ادعية الانبياء ولكن الاجابة ليست لازمة لكل دعوة من نبي فقوله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا دعا عليهم لما فعلوه من اعتداء - 00:20:09
بمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من صلاة العصر وبما جرى من مقاتلتهم له صلى الله عليه وعلى اله وسلم وللمؤمنين معه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث - 00:20:36
ان الشريعة في احكامها متدرجة فالصلاة في اول الامر لم يشرع فيها الا ان تؤدى كاملة على النحو الذي امر به المؤمن من استقبال القبلة وغيرها ثم جاء التخفيف بان شرع الله عز وجل الخائف ان يصلي حسب ما يطيق ويستطيع - 00:20:59
فما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من عدم صلاة العصر لاجل ان صلاة الخوف لم تكن قد شرعت - 00:21:28
وسيأتينا من صفة صلاة الخوف ما يتبين به المعنى. ان صلاة الخوف تلزم الانسان ان يصلي على اي حال وباي صفة يطيقها ويستطيعها والا يخرج الصلاة عن وقتها وفيه من الفوائد - 00:21:41
بيان المقصود بالصلاة الوسطى وانها صلاة العصر وفيه من الفوائد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة وغضبوا صلى الله عليه وسلم على من اشغله عنها فان هؤلاء لما اشغلوه عن الصلاة بمقاتلتهم له صلى الله عليه وسلم دعا هذا الدعاء وقال ملأ الله قبورهم - 00:22:07
وبيوتهم نارا وفيه ان من من ان من اسباب ان من ان مما يقابل به الاعتداء الدعاء. فان هؤلاء اعتدوا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالدعاء سلاح المؤمن - 00:22:37
في كل ما يصيبه من اعتداء واذى وهو من اقوى اسلحة اهل الايمان اهل الايمان اوثق بالدعاء من كل سلاح يكون في ايديهم. وهذا لا يعني ان يعطل ما يكون من اسباب القتال وما امر الله تعالى به من اخذ العدة - 00:22:58
لقتال الاعداء لكن هذا اشارة الى ان اوثق ما يعتمد عليه المؤمن هو عطاء الله عز وجل ونصره وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وفيه من الفوائد ان الدعاء - 00:23:22
ملئ البيوت والقبور نارا نصيب كل من اشغل عن الصلاة فان كل من اشغل الناس عن الصلاة قذف الله في قلبه من النار وفي بيته وفي قبره من النار ما يكون - 00:23:47
عقوبة له على صرف الناس وصدهم عن طاعة الله تعالى واقامة واقام الصلاة هذه بعض الفوائد في هذا الحديث ثم تتمة الاية عقد لها المؤلف رحمه الله بابا مستقلا فقال - 00:24:07
باب قول الله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين. قال حدثنا مسدد قال حدثنا عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الحارث ابن شبيل عن ابي عمرو الشيباني عن زيد ابن ارقم قال - 00:24:32
كنا نتكلم في الصلاة يكلم احدنا اخاه في حاجته حتى نزلت هذه الاية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت هذه تتمة الاية وهي قوله تعالى وقوموا لله قانتين - 00:24:52
بعد ان امر الله تعالى الاخوان اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في نهاية المجلس ان شاء الله اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في نهاية المجلس يقول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ثم يقول وقوموا لله قانتين - 00:25:17
امر الله تعالى المؤمنين بان يقوموا وان يقوموا على هذه الصفة التي ذكر في قوله تعالى قانتين وانتبه ان القيامة المأمورة به ان يكون خالصا لله فقال وقوموا لله وهذا يؤكد ظرورة العناية - 00:25:38
بل قصد والارادة والمطلوب بالعمل فان من الناس من يغفل عن الاخلاص في عمله واعلم ان لك من الاجر في كل عمل بقدر ما معك من الاخلاص فيه وهذه قاعدة لك من الاجر في العمل بقدر ما معك من الاخلاص به فكلما عظم اخلاصك - 00:26:02
عظم اجره وكلما قل اخلاصك قل اجرك حتى يذهب للكلية اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل. فانه عند ذلك لا ينفع كما جاء في الصحيح من - 00:26:33
من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركة فالله غني عنا وعن اعمالنا - 00:26:56
فاذا صرفت قصدك الى غير الله في صلاتك او في قيامك او في ركوعك او في سجودك او في صالح عملك فاعلم انك تعسر لانك لا تدرك ثوابا ولا اجرا انما تتعب نفسك بلا فائدة. فقد قال الله عز وجل - 00:27:12
تركته وشركه فاحذر ان يتركك الله نعوذ بالله من الخذلان احذر ان يتركك الله فانه اذا تركك وعملك خسرت فاخلص العمل لله وتذكر في كل قيام تقومه لله عز وجل في صلاتك - 00:27:37
انك لله قائم وقوموا لله له وحده لا شريك له جل في علاه فان الاخلاص به يزيد العمل يعظم اجره ويكثر نفعه ويسعد به الانسان ما يجده من لذة العبادة هي بقدر ما معه من اخلاص العمل انما - 00:27:57
ما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. هذا في عمل متعدي لا يطلب الانسان من الناس نفعا وعائدا لا فعلا ولا قولا ولذلك يقال في الاية انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء اي مقابلة فعلية ولا شكورا ولا شكور حتى - 00:28:21
بالقول فان شكركم بالقول ويكون بالعمل. لكن حتى الشكر القولي غير مطلوب. ولا منتظر ولا مأمول بل المطلوب هو ما عند الله عز وجل وما عند الله خير وابقى ما عند الله اكمل واوفى ما عند الله اعظم مما تناله من الخلق - 00:28:48
فلذلك احرص احرص في كل اعمالك ونحن في زمن طاعة وعبادة ان يكون عملك لله لا تنظر الى الخلق بالكلية لن ينفعوك ولن يضروك بل اذا نظرت اليهم ضروك لانه يحبط عمله - 00:29:10
فانظر الى الله في كل ما تقوم به من عمل قال الله تعالى بعد امره بهذه العبادة الجليلة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ذكر بالمقصود والمطلوب في هذا القيام فقال جل وعلا وقوموا لله قادتين - 00:29:29
توبوا لله لا تقوم لسواه لا ليمدحكم الناس ولا ليثنوا عليكم بل قوموا له لتنالوا الفضل منه فانه من قام بين يديه جل في علاه نال من نفحات كرمه وهباته وعطاياه ما تنشرح به نفسه ويطيب به قلبه ويعظم به اجره - 00:29:48
ويسمو في الدنيا والاخرة فانه عطاء جزيل وبر عظيم فتعرضوا له بقيامكم بين يديه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث انس اذا قام احدكم في الصلاة فانما يناجي - 00:30:11
ربه يناجي الله يحادف الله عز وجل وهذا يستوجب ان يستحضر الانسان كمال الاخلاص لله اثناء محادثته و في مناجاته سبحانه وبحمده وقوله تعالى قانتين فسرها البخاري رحمه الله بقوله مطيعين اي قوموا له مطيعين اي محققين الطاعة له - 00:30:30
والقنوط يا اخوان يطلق على الطاعة وهذا اجمع المعاني للقنوط اجمع المعاني للقنوت الطاعة فقوله وقوموا لله قانتين اي قوموا له مخلصين مطيعين وبهذا يتحقق لك امران الامر الاول صدق الاخلاص - 00:31:00
لله عز وجل بكونه قيام لله بكونه قياما لله ويتحقق لك الامتثال بالطاعة الطاعة هي امتثال للماء للامر. فتحق بذلك الاخلاص والعمل القصد والفعل الذي به يقصد جل في علاه وقوموا لله قانتين اي مطيعين - 00:31:25
والطاعة هنا المقصود بها الطاعة التي يحمد عليها الانسان فالطاعة نوعان طاعة تشمل كل من في السماوات والارض كما قال تعالى ان كل كما قال تعالى وكل له ما في السماوات وما في الارض وكل له - 00:31:53
ايش قانتون كل له كل من في السماوات والارض طائع لله عز وجل هذه الطاعة الطاعة القدرية لا يحمد عليها اصحابها وهي نفوذ حكم الله القدري في الخلق فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:32:14
واما الطاعة التي يمدح بها اصحابها وهو التي وهي التي اثنى الله وهي التي امر الله تعالى بها في هذه الاية واثنى على اهلها هي طاعة الاختيار وهي ان تطيع الله في شرعه - 00:32:36
فيما امرك به فعلا وفيما نهاك عنه تركا وهذا هو محل الحمد والثناء وهو المأمور به في قوله تعالى وقوموا لله قانتين قال الله تعالى افمن هو افمن هو قائم افمن هو افمن هو قانت اناء الليل - 00:32:52
ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه فالقانت هو الطائع لله عز وجل في احواله كلها في القيام والسجود وسائر الاحوال فقوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين لامره ممتثلين لما طلبه منكم - 00:33:14
تاركين لما نهاه لما نهاكم عنه جل في علاه. ساق المصنف رحمه الله باسناده من حديث زيد ابن ارقم وزيد ابن ارقم من صغار الصحابة الانصار رضي الله تعالى عنهم - 00:33:42
فقد عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ينفع فقد عرظ على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ولم يجزه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من صغر سنه - 00:33:58
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاحاديث منها هذا الحديث يقول رضي الله تعالى عنه كنا نتكلم في الصلاة اي المفروظة والمتطوع بها في الصلاة عموما الفرظ والنفل - 00:34:09
يكلم احدنا اخاه في حاجته يكلم احدنا اخاه في حاجته يعني اذا بدا له حاجة سواء كان المكلم والمكلم آآ مصليان سواء كانا مصليين او كانا غير مصليين او كان غير او كان احدهما غير مصلي. سواء كان مصليين او كان احدهما - 00:34:27
غير مصل فيكلم الرجل اخاه في الصلاة في حاجته كان يسأله مثلا اين كذا او اين فلان او هل اتى فلان او ما اشبه ذلك؟ هذا حالهم الاولى بالصلاة ثم بعد ذلك قال حتى نزلت هذه الاية. اي حتى انزل الله تعالى هذه الاية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - 00:34:56
وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت فامرنا بالسكوت اي امرنا الله تعالى بالسكوت بهذه الاية ومن هنا فسر جماعة من اهل العلم القنوت في هذه الاية بالسكوت فقالوا المقصود بقول الله عز وجل فقوموا وقوموا لله قانتين اي قوموا له - 00:35:21
ساكتين غير متكلمين في صلاتكم وهذا التفسير هو من معاني القنوت العام الذي ذكرت الذي ذكره الذي ذكره الامام البخاري رحمه الله عند ترجمة الباب حيث قال باب قول الله عز باب وقوموا لله قانتين مطيعين. فان السكوت في الصلاة - 00:35:50
في من طاعة الله عز وجل ومن طاعة رسوله. لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلام في الصلاة. ففي الصحيح من حديث معاوية في الصحيح من حديث معاوية ابن الحكم السلمي ان انه تكلم في الصلاة لما عطس - 00:36:17
في صلاته فقال الحمد لله لما عطس رجل في الصلاة فقال الحمد لله قال يرحمك الله فسكته الصحابة حتى قال الا وافق لا امياه ما ما لكم لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال له ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء ايش - 00:36:37
من كلام الناس يعني لا يصح فيها حديث لا يصلح فيها كلام انما هو انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل انما ذكر الله عز وجل والتسبيح وقراءة القرآن. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة لا يصلح فيها - 00:36:58
شيء من كلام الناس هذا ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال اصحابه رضي الله تعالى عنهم. قوله تعالى - 00:37:19
وقوموا لله قانتين اي صامتين ساكتين والمقصود بالسكوت هنا ليس السكوت الذي لا يكون فيه كلام ذو الكلية بل هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل - 00:37:36
دل ذلك على ان السكوت المأمور به في الصلاة هو السكوت عن حديث الناس وكلامه لا عن كل كلام بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس - 00:38:01
ان احدكم اذا قام الى الصلاة اذا قام احدكم الى الصلاة فانما يناجي ربه والمناجاة محادثة. وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ما يبين ذلك حيث قال الله عز وجل - 00:38:18
فيما نقله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الرب جل في علاه حمدني عبدي. واذا قال - 00:38:36
الرحمن الرحيم قال الله عز وجل اثنى عليه عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال الله عز وجل ايش؟ مجدني عبدي فهذه المحادثة بين العبد وربه هي من الكلام لكنه كلام مأمور به - 00:38:51
لقول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن. فالمقصود بالسكوت هنا هو السكوت عن محادثة الناس فهذا معنى هذا المعنى من معاني القنوت في قوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين له بالسكوت عن كلام الناس الذي نهيتم عنه حال الصلاة - 00:39:10