العقيدة السفارينية

الدرس (42) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله في سياق ما يجزم به من متعلقات الايمان باليوم الاخر كذا الصراط يعني ومثل ما تقدم - 00:00:00ضَ

من الايمان بالحساب والكتب والبعث والحشر نجزم بالصراط والصراط فعال بمعنى مفعول وهو مسروط والاصل في الصراط يطلق على الطريق الواضح والسبيل البين الواسع هذا الاصل فيه والمقصود بالصراط هو الجسر - 00:00:20ضَ

المظروب على متن جهنم على ظهرها وقد جاء به الخبر واجمع عليه اهل العلم بالكتاب والسنة الاجماع منعقد على جهنم جسر هذا الجسر يمر عليه الناس حسب اعمالهم فمنهم من - 00:01:03ضَ

يمره كلمح البصر وهذا اسرعهم ومنهم من يمره كالبرق ومنهم من يمره كالريح الشديدة المرسلة ومنهم من يمره ركاب الخيل ومنهم من يمره ركاب الابل ومنهم من يمره تمن يعدو - 00:01:45ضَ

عدوا ومنهم من يمره كمن يمشي مشيا ومنهم من يمره زحفا ومنهم من تأخذ به وتعلق به الكلاليب وكل هذه الاحوال هي الاحوال اهل الاسلام لان الصراط لا يجوزه ولا يعبر عليه - 00:02:12ضَ

الا اهل الايمان اما اهل الكفر فانهم لا يمرون عليه بل يحشرون الى جهنم وردا ويساقون اليها سوقا فيدخلونها دون مرور على دون مرور على الصراط انما المرور على الصراط لاهل الايمان - 00:02:37ضَ

و قد جاءت الاشارة اليه في القرآن في قول الله جل وعلا وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونظروا الظالمين فيها فهذه الايات - 00:03:06ضَ

قلت السنة على ان المرور هو العبور الذي يكون على جسر جهنم ثم انهم اذا عبروا على نحو ما قص النبي صلى الله عليه وسلم واخبر جاء في القرآن بيانه - 00:03:34ضَ

يوقف الناس على قنطرة بين الجنة والنار وتخلص قلوبهم من الغل كما قال تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سررهم متقابلين الشاهد قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل - 00:03:58ضَ

وهذا النزه يكون على هذا على هذه القنطرة التي تطهر فيها قلوب اهل الايمان فلا يدخل الجنة من في قلبه غل وقد اختلف في هذه القنطرة على قولين قيل انها - 00:04:26ضَ

قبل الصراط وقيل بعد الصراط والذي يظهر انها بعد الصراط ومن المسائل المتصلة بالصراط ما جاء في صفته فان مفاد ما يدل عليه الاسم انه طريق واسع لكنه مذلة اي تزل فيه الاقدار - 00:04:48ضَ

وجاء في بعض الروايات انه ادق من الشعر واحد من السيف قيل في بعض الروايات واحمامنا الجمرة جاء ذلك في ما اخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود وفي اسناده مقال - 00:05:18ضَ

وقد ذكر ابو سعيد عندما قص العبور على الصراط ووصفه بانه دحض مزلة انه قال وقيل انه ادق من الشعر واحد من السيف وهذا يشعر ويدل على ظيقه وقد جاء هذا في المسند من حديث ابي هريرة - 00:05:39ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صراط كحد السيف دحض المزلة ذا حسك وكلاليب اي فيه حسك وكلاليب ولذلك جمع علماء بين رواية ابي سعيد في صحيح الامام مسلم - 00:06:09ضَ

انه قال بلغني ان الجسر ادق من الشعر واحد من السيف وبين دلالة اللفظ بانه دحض مذلة وانه واسع الصراط واسع بان الصراط جاء بيانه الحديث انه ادق من الشعر - 00:06:33ضَ

واحد من السيف فيكون ما دل عليه اللفظ مبين وموضح بضيقه وعدم اتساعه على ما تقتضيه دلالة اللفظة في المعتاد وقيل بل انه يضيق ويتسع على حسب حال العابر من الطاعة والايمان - 00:06:54ضَ

وفي كل الاحوال امره عظيم وشأنه خطير والناس يعبرونه على نحو ما كانوا عليه من العمل فمنهم من يمره بسلام ونجاة ومنهم من يخدش وينجو ومنهم من يحبس ومنهم المنكوس فيه - 00:07:19ضَ

هذي احوال الناس وهي متفاوتة على حسب اعمالهم فمطاياهم اعمالهم مطايا الناس بعبور الصراط هي اعمالهم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فهذا حصاد عمل نسأل الله ان يحسن لنا ولكم العاقبة - 00:07:52ضَ

وان وان يجوز بنا هذه الاهوال على احسن الاحوال ثم بعد ذلك ذكر المصنف رحمه الله اه بعد الصراط الحوض حوض النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والحوظ ثابت - 00:08:15ضَ

ب الكتاب والسنة فقوله رحمه الله حوض المصطفى اشارة الى ما من الله تعالى به على نبيه صلى الله عليه وسلم من شأن الحوض. وقد جاء الاشارة اليه في القرآن في قول الله تعالى - 00:08:41ضَ

انا اعطيناك الكوثر فقيل المراد بالكوثر والحوظ وقد ذكر وقد ذكر هذا عن جماعة كثيرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا ريب ان الحوض من الكوثر الذي اعطيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:09:00ضَ

لان الصواب في معنى الكوثر الخير الكثير فالله تعالى اعطى نبيه صلى الله عليه وسلم خيرا كثيرا ومنه الحوض الذي يرده الناس يوم القيامة بعد بعثهم ونشورهم ووقوفهم فصل القضاء فانه يصيبهم من العطش - 00:09:27ضَ

والضيق وشدة الحال ما يحتاجون معه الى ما باردون الحوض وقد اختلف في مكانه فقيل انه قبل الصراط وقيل انه بعد الصراط وليس في كلام المصنف رحمه الله ما يشير الى ترجيح - 00:09:51ضَ

موضعه لكن من العلماء من قال انه لما اخر ذكره دل ذلك على انه بعد الصراط والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الحوض قبل السراب لانه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:17ضَ

انه يذاد عن الحوض اقوام من امته صلى الله عليه وسلم فيقول صلى الله عليه وسلم وصيحابي وصيحابي فيقول فتقول له الملائكة انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا وهذا في حق من ارتد - 00:10:35ضَ

بعد من العرب او ممن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته هؤلاء هم الذين يزادون عن حوضه صلى الله عليه وسلم وهذا لا يكون بعد الصراط اذ انه لا يجوز صراط الا - 00:10:56ضَ

مؤمن ناجل وهذا هو الراجح في موضع الصراط في موضع الحوض وانه قبل الصراط وقد جاء في وصفه احاديث عديدة وبعضها في الصحيحين منها ما اخرجه الشيخان من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه - 00:11:13ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حوضي مسيرة شهر هذا في بيان سعته عظيم قدره ماؤه ابيض من اللبن واطيب وريحه اطيب من المسك وهذا في بيان طيبي ما فيه من شراب - 00:11:42ضَ

وهو ما لكنه على هذا النحو من من بياض اللور وصفائه وعلى هذا النحو من طيب الرائحة وزكائها ولما كان الوالد عليه من امة النبي صلى الله عليه وسلم كثر نسأل الله ان نكون منهم - 00:12:06ضَ

كان كانت كيزانه كنجوم السماع كثرة وعددا ومن فضله انه من شرب منه لا يظمأ ابدا وقد جاء في رواية تصف الحوض قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر - 00:12:22ضَ

زواياه سواء زواياه دواء ماؤه ابيض من الورق الفضة وهذا يفسر معنى البياض ابيض من اللبن بانه شديد الصفاء والنصاعة قد اختلف العلماء رحمهم الله فيس شكل فيس صفة وشكل الحوض - 00:12:47ضَ

من حيث كونه مربعا او دائري او دائريا والامر في هذا لا طائل تحته وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر من صفاته في مسيرته وزواياه لاجل بيان سعته لا لاجل تحديد وصفه والا كان يمكن ان يقول هو على الصفة الفلانية - 00:13:15ضَ

اما مربع واما دائري لكن المقصود هو بيان السعة لام بيان الصفة بيان السعة لا بيان صفته من حيث كونه مربعا او دائريا وهذا الحوض لا يرده الا اهل الايمان - 00:13:40ضَ

من امة الاسلام ولكل نبي حوض كما جاء في بعض روايات الحديث حيث جاء ان لكل نبي حوض والذي ميز حوظ النبي صلى الله عليه وسلم كثرة من يرد عليه صلى الله عليه وسلم - 00:14:02ضَ

وليس في احاديث الحوض ذكر ان الذي يسقي الناس هو النبي صلى الله عليه وسلم بيده انما هو حوضه هو قائم عليه صلى الله عليه وسلم لكن ليس ثمة ما يدل على انه هو الذي يسقي الناس - 00:14:28ضَ

فقول بعض الداعين اسقنا شربة ماء من يده الشريفة اوردنا حوضه واسقنا بيده الشريفة شربة ماء هذا لا دليل عليه اذ انه لا دليل على انه يسقي صلى الله عليه وسلم من يرد - 00:14:52ضَ

بل اخبر عن كيزانه وكثرتها هذا ما يتصل به آآ حوض النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما جاء فيه من الاحاديث بعد ذلك قال المصنف رحمه الله فيا هناء لمن به نال الشفاء اي - 00:15:09ضَ

عظيم الهناء يدرك من شفي بتلك الشربة فانها تشفيه من العطش فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب منه لا يظمأ - 00:15:33ضَ

بعده ابدا من شرب منه لا يظمأ بعده ابدا فيكون شربه بعد ذلك على وجه التمتع والتنعم والتلذذ لا لسد العطش واطفاء لهيبة قلة الماء قال رحمه الله بعد هذا عنه يذاد المفتري كما ورد ومن نحى سبل السلامة - 00:15:52ضَ

سبل السلامة لم يرد بين رحمه الله في هذه في هذا البيت من الذي يرد؟ ومن الذي يرد من الذي يرد؟ ومن الذي يرد فقال رحمه الله عنه يذاد المفتري كما ورد. يذاد اي رد - 00:16:25ضَ

ويصد المفتري وهو من كذب بالله ورسوله ونقص عن الايمان ولم يهتدي بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان هؤلاء يردون وقد اخرج الامام مسلم في صحيحه من حديث انس - 00:16:43ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم اه اخبر بما من الله تعالى به عليه من العطاء بالكوثر فقال صلى الله عليه وسلم انزلت علي انفا سورة فقرأ انا اعطيناك الكوثر الى خاتمتها - 00:17:07ضَ

ثم قال صلى الله عليه وسلم لاصحابه هل تدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله اعلم. قال نهر اعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه امتي يوم القيامة ثم ذكر في صفته قال انيته عدد - 00:17:31ضَ

دواء الكواكب والشاهد قوله يختلج العبد منه يختلج ان يصد ويرد ويذاب فاقول يا ربي انه من امتي فيقال انك لا تدري ما احدث بعدك وقد جاء نظير هذا من حديث حذيفة ايضا في صحيح الامام مسلم - 00:17:51ضَ

انه قال ليردن علي الحوض اقوام فيختلجون دوني اي يمنعون ويزادون فاقول ربي اصحابي او اصيحابي اصيحابي فيقول انك لا تدري ما احدثوا بعدك وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدري عن احوال الناس بعد موته - 00:18:16ضَ

حتى احوال من كانوا معه ممن صاحبوه فانه لا يعلم عن احوالهم بعد موته صلى الله عليه وسلم ولذلك اخبر بما احدثوا بعده ممن ارتد وهذا في حق من كفر بعد ايمانه - 00:18:42ضَ

ممن ارتد في زمن الردة واما حمل هذا على خيار الصحابة والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار كما يقوله الرافظة فهذا كذب وزور حيث ان الرافضة يقولون ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا الا نفر قليل اربعة او ثلاثة او نحو ذلك - 00:19:02ضَ

ويحملون جميع اه الاحاديث الواردة في مثل هذا على هذا المعنى وهذا كذب وزور فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثبت منهم فئام كثيرة رظي الله تعالى عنهم نقلوا الشرائع والدين - 00:19:27ضَ

وحفظ الله بهم دينه اعلى به بهم كتابه فلولاهم وكانت ظلاما باهلها رضي الله تعالى عنهم وارضاهم فبجهادهم وصبرهم اشرقت الارض بعد ظلماتها بنور الرسالة انما هذا في فئة من ارتدوا ومعلوم ان الردة عمت - 00:19:48ضَ

ارجاء ارجاء واسعا من الجزيرة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من رأى النبي صلى الله عليه وسلم والتقى به لكن لم يثبت الايمان في قلبه ويحمل هذا على - 00:20:11ضَ

نحو هؤلاء لا على من شهد لهم النبي بالجنة ومن عرف فظلهم وسابقتهم وما هم عليه من من خير وفضل فهؤلاء هم الذي الذين يذادون عن الحوض واما الذي يرد فالذي يرد الحوظ هو كل مؤمن امن بالله ورسوله - 00:20:26ضَ

يد الحوظ فضلا من الله تعالى ومنة وعطاء واحسانا نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:50ضَ