نعم سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها. والنهار اذا جلاها. والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفس - 00:00:00
وما سواها فالهمها فجورها وتقواها. قال افلح من زكاها وقال خاب من دساها تفسير السورة والشمس وضحاها وهي مكية. تقدم حديث جابر الذي في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ هل - 00:00:32
اذا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل لا يغشى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه السورة سورة الشمس - 00:00:57
هكذا اسمها في تفاسير وفي الاحاديث قد ترجم لها البخاري بالاية نفسها فقال سورة والشمس وضحاها و سميت هذه السورة ببعض ما ذكر فيها فقد ذكر الله تعالى فيها الشمس قسما فقال - 00:01:12
والشمس وضحاها وهي مكية كما قال المصنف رحمه الله وهذا محل اتفاق اه بين اهل العلم نزلت في اوائل السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:33
وافتتحت بالاقسام التي ابتدأها باعظم الايات المرئية وهي الشمس ومن حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تذكير الناس ان امر بقرائتها في الصلوات وذلك لما تضمنته من الفتي الى عظيم الايات الدالة على الله عز وجل - 00:01:46
المثبتة لصحة ما جاءت به الرسالة منبهة الى خطورة مخالفة دلالة تلك الايات بالتكذيب والكفر كما وقع من ثمود موضوع هذه السورة بين واضح فانه بيان الايات الدالة على صدق ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له - 00:02:12
وبيان عقوبة من اعرض عن تلك الدلائل الواضحة وان عقوبته عظيمة وذكر لذلك مثالا واحدا فيما اجراه الله تعالى على ثمود وهم من اخف الامم تكذيبا وكفرا فانهم لم يكفروا - 00:02:38
كثرة ما عندهم من مخالفات كانت مخالفتهم الاعراض والتكذيب عما جاء به الرسل بعد ان تبين لهم الحق كما قال تعالى واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى وقد تبين لهم الحق فاعرضوا عنه فكانت عقوبتهم ما ذكى الله في كتابه - 00:03:02
بخلاف من ذكرهم الله تعالى من سائر الاقوام فان الله تعالى بين ما كانوا عليه من عظيم الكفر به جل في علاه وما عليه ما هم عليه من فساد ومعصية - 00:03:27
فكل قوم ذكرهم الله عز وجل ذكر من معاصيهم ما اوجب عقوبتهم. وتعددت تلك المعاصي في الاقوام ثمود لم يذكر لها لم يذكر الله لهم الا هذه المعصية التي هي انهم اعرضوا عن الهدى بعد ان تبين لهم - 00:03:42
وكذب ولم يؤمنوا بالرسول لم يذكر لهم معصية سوى ذلك وهذا انذار بالاخف اي الانذار بما اجراه الله تعالى من العقوبة على قوم هم اخف الاقوام كفرا فمن كان اعظم من ذلك - 00:03:59
من اهل الفساد والعصيان اجدر بالعقوبة احق بالمؤاخذة. فلهذا كررت هذه السورة على الاسماء لاجل ان يتنبه الناس الى ما من الايات وما تظمنته من التحذير من وقوع العقوبات قال مجاهد والشمس وضحاها طيب افتتح الله تعالى هذه السورة بجملة من الاقسام - 00:04:26
وهي اثنا عشر قسما اولها والشمس ثم قال وضحاها هذا قسم ثاني فهذه الواوات هي واوات قسم وليست واواة عطف والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها هذا القسم الثالث والنهار اذا جلاها - 00:04:56
والليل اذا يغشاها هذا الخامس والسماء السادس وما بناها السابع والارض ثامن وما طحاها التاسع ونفس هذا العاشر وما سواها هذا الحادي عشر فالهمها فجورها وتقواها قيل هذا القسم الثاني عشر - 00:05:20
وهو اه سيأتي الحديث عليه ان شاء الله تعالى كيف هو قسم مع انه فعل لكنهم قالوا انهم اول بمصدر وسيأتي الكلام عليه في وقته لكن قالوا عد من عد الاقسام قال اقسم الله تعالى - 00:05:44
باثنتي باثني عشر قسما او باثني عشر آآ شيئا على امر بينه بخاتمتها وهو قول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. فهذه جواب القسم كما قال جمع من اهل العلم. وانما - 00:05:58
اللام لقد الواقعة في جواب القسم كثرة الاقسام وقيل ان قوله قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها هذه ليست الجواب القسم انما هي جملة اعتراضية وجواب القسم كذب الثمود بطغواها - 00:06:16
هذا تصور لما في الايات من اقسام واين جواب القسم على ما ذكر المفسرون طيب بعد هذا يقول المصنف رحمه الله قال مجاهد قال مجاهد والشمس وضحاها اي وضوئها وقال قتادة وضحاها النهار كله. قال ابن جرير والصواب ان يقال - 00:06:37
صلى الله بالشمس ونهارها لان ضوء الشمس الظاهر هو النهار والقمر اذا تلاها قال مجاهد تبعها وقال الموت عن ابن عباس والقمر اذا تلاها قال يتلو النهار وقال قتادة اذا تلاهى ليلة الميلاد اذا سقطت الشمس رؤيا الهلال. وقال ابن زيد هو يتلوها في النصف الاول من الشهر. ثم هي تتلو - 00:07:01
وهو يتقدمها في النصف الاخير من الشهر. وقال مالك وقال مالك عن زيد ابن اسلم اذا تلاها ليلة القدر فقوله والنهار اذا جلاها قال مجاهد مضى وقال قتادة وانهار اذا جلاها اذا غشيها النهار. قال ابن جرير - 00:07:26
وكان بعض اهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار اذا جل الظلمة بدلالة الكلام عليها. قلت ولو ان هذا واذا تأول بمعنى والنهار اذا جلاها اي البسيطة لكان اولى ويصح تهويله في قوله والليل اذا يغشاها - 00:07:46
فكان اجود واقوام والله اعلم. ولهذا قال مجاهد والنهار اذا جلاها انه كقوله والنهار اذا تجلى واما ابن واما ابن جرير فاختار عودة فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس في جريان ذكرها - 00:08:06
في قوله والليل اذا يغشاها يعني اذا يغشى الشمس حين تغيب. فتظلم الافاق وقال بقية ابن الوليد عن صفوان قال حدثني يزيد ابن ذيب ابن ذي حمامة قال اذا جاء الليل قال الرب جل جلاله - 00:08:26
غشي عبادي خلقي العظيم. فالليل يهابه والذي خلقه احق ايها. رواه ابن ابي حاتم وقوله والسماء وما بناها يحتمل ان تكون ماء هابنا مصدريا بمعنى والسماء وبنائها وهو قول قتادة - 00:08:45
ويحتمل ان تكون بمعنى من؟ يعني والسماء وبانيها وهو قول مجاهد وكلاهما متلازم والبناء هو كقوله والسماء بنيناها باي بقوة. وانا لموسعون والارض فرجناها فنعم المائدون. وهكذا قوله والارض وما طحاها؟ قال مجاهد طحاها ضحاها. وقال العوف عن ابن عباس وما ضحاها اي - 00:09:05
فيها وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس ضحاها قسمها وقال مجاهد وقتالة والضحاك والسدي والثوري ابو صالح وابن زيد ضحاها بسطها وهذا اشهر الاقوال وعليه الاكثر من المفسرين وهو المعروف وهو المعروف - 00:09:35
عند اهل اللغة قال قال الجوهري طحوته مثل دحوته اي بسطته. وقوله ونفسي وما اي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة. كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله - 00:09:55
الذي بطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فادعوا وهو يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما كما تولد البهيمة بهيمة جما. هل تحسون فيها من جدعاء - 00:10:15
اخرجه من رواية ابي هريرة وفي صحيح مسلم من رواية عياض ابن حمار المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل اني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم - 00:10:35
وقوله فالهمها طيب قوله جل وعلا والشمس وضحاها ذكرنا ان هذه اقسام المصنف رحمه الله طوى الحديث عن الشمس لظهورها وبيان معناها فالشمس هي هذا المخلوق المضيء الذي اه تضيء به الدنيا وهو من اعظم المخلوقات التي يراها الناس ويشاهدونها - 00:10:54
وقد خلقها الله تعالى وفيها من المنافع ما هو معلوم واقسم الله تعالى بها دلالة على عظيم صنعه وبديع خلقه وما في هذه الاية من دلائل قدرته واتقانه جل في علاه - 00:11:16
وقوله وضحاها ذكر في الضحى قولين القول الاول قال مجاهد اي ضوء اي ضوئها فاقسم بظوء الشمس وذاك ان ضوء الشمس اعظم منافع. الشمس التي يدركها الناس وان كان وان كانت الشمس لها منافع عديدة لكن الظوء - 00:11:35
هو من اعظم تلك المنافع وقيل في ضحاها انها انه النهار كله لان الشمس تضيء النهار فما دامت الشمس بادية فالظوء منتشر والضحى هنا ليس المقصود برهة الزمان التي تكون في اول - 00:12:03
النهار التي ينبسط فيها الظوء على الارض بعد ارتفاع الشمس قيد رمح بل هو اعم من هذا فالضحى آآ يطلق على النور والاضاءة البيان والظهور وليس فقط على الظوء في تلك الفترة التي تكون في اول النهار - 00:12:28
فهذا وجه قول لمن قال ان المراد بالضحى هنا النهار المواد الضحى النهار كله و الذي يظهر والله تعالى اعلم ام ان ما ذهب اليه مجاهد اقرب لان النهار جاء القسم بهم - 00:13:00
منفردا في قوله والنهار اذا جلاها فقوله والشمس وضحاها اذا فسرنا الضحى هنا بالنهار كان في ذلك تكرار والتأسيس اولى من التأكيد او التكرار قال رحمه الله قال ابن جرير والصواب ان يقال اقسم بالشمس ونهارها - 00:13:17
لان ضوء النهار الظاهر هو انها ثم قال والقمر اذا تلاها اقسم الله تعالى بالقمر وهو الاية الثانية العظيمة التي يشاهدها الخلق وهما ايتان تتعاقبان في اليوم والليلة يشاهدهما الناس - 00:13:43
ولكنه في القمر لم يقسم به مطلقا انما اقسم به بهذا الظرف اذا تلاها فاذا ظرفية وليس قسما مطلقا بل اقسم به في ظرف تلوه للشمس فقوله تلاها الظمير يعود الى الشمس - 00:14:08
وتلاها اي تبعها تلاها مأخوذ من تلو وهو الاتباع والشمس والقمر يتبع الشمس في مواضع عديدة ذكر منها مصنف رحمه الله جملة من ذلك فقال اذا تلاها ليلة الهلال اذا سقط القمر رؤيا الهلال هذا - 00:14:31
من اوجه تلو القمر للشمس قال رحمه الله يتلو النهار اي يأتي بعده وهذا ايضا من اوجه التلو المعني بقوله تعالى اذا تلاها وذكر التلو في في اه قول زيد ابن اسلم اذا تلهى ليلة القدر هذا تخصيص - 00:15:00
اذا تلاها في ليلة القدر هذا تخصيص والاولاد الجريان على العموم لان ذلك ابلغ في الشاهد قال والنهار اذا جلاها قال مجاهد اضاء شلاها الظمير هل يعود الى الشمس هكذا قال - 00:15:29
جماعة من المفسرين فيكون متفقا مع الظمير السابق اذا تلاها فيكون اذا جلاها اي اذا جل الشمس وهذا واظح لان الشمس تظهر للناس نهارا وتبين لهم في هذا الوقت وقيل جلاها الظمير يعود الى الارظ - 00:15:48
اي اذا جل الارظ وهذا معنى قوله رحمه الله ولو ان هذا القائل تأول ذلك بمعنى وانهار اذا جلها اي البسيطة يعني الارظ لكان اولى ويشكل على هذا انه لم يأتي ذكر للارض قبل - 00:16:18
هذه الاية حتى يقال الضمير يعود اليها والذي يظهر والله اعلم ان الاولى ان مذهب اليه آآ المصنف من عودة الظمير الى الشمس قال رحمه الله ولهذا قال المجاهد والنهار اذا جلاها انه كقوله والنهار اذا تجلى اي ظهر - 00:16:42
وبان قالوا اما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجران لجران ذكرها هذا اللي بيختار ابن جرير وهو الاقرب الى الصواب كما ذكرت قال وقول وقالوا في قوله والليل - 00:17:05
اذا يغشاها هذا القسم الخامس والليل اذا يخشع الليل ضد النهار وهو موضع الظلمة اذا يغشاها الظمير يعود الى الشمس ويكون المعنى اذا يغشى الشمس حين تغيب تظلم الافاق وذاك ان الليل يتبع النهار - 00:17:21
ويدركه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الليل منها هنا وادبر النهار اذا ادبر النهار من هؤلاء واقبل الليل من ها هنا الليل اذا جاء يكون كالغطاء - 00:17:53
الذي يستر الافاق وهذا التغشية التي ذكرها الله تعالى في قوله والليل اذا يغشاها يغشى ضوء الشمس فيطمسه كما قال تعالى والليل اذا سجى في سورة الضحى والليل اذا سجى اي غطى الارض - 00:18:07
كما لو سجل الانسان شيئا بغطاء فالتسبيح هي التغطية ومنه هذا الذي ذكره الله تعالى هنا في قول والليل اذا يغشاها بعد ان ذكر هاتين الايتين العظيمتين وما يقترن بهما من اضاءة وجلاء - 00:18:29
ومن ظلمة وتغشية ذكر السماء التي هي محل لجريان هذه الافلاك العظيمة فقال والسماء وما بناها السماء في اللغة تطلق على العلو والسماء وما بناها ما ذكر فيها وجهين الوجه الاول انها مصدرية - 00:18:51
في معنى السماء وبنائها اقسم بالسماء واقسم ببنائها الذي هو صنع الله تعالى وهو دليل وهو اشارة الى ما في هذه السماء وهذا البناء من عظيم الاتقان الذي يشهده المبصرون - 00:19:23
لاتساق السماء وانتظامها وعدم اختلالها كما قال الله تعالى فارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير قال رحمه الله وهو قول قتادة اي تفسير ما هنا بالمصدرية بالمصدرية - 00:19:46
ويحتمل ان تكون بمعنى من يعني موصولة ويكون هنا القسم بالله عز وجل ببان السماء والسماء وبانيها قسم بيبان السماء وهو قول مجاهد فهذا قسم بالسماء وصانعها وهو الله جل وعلا - 00:20:11
والاقرب من هذين القولين ما ذهب اليه قتادة وان القسم ببناء السماء وليس ببانيها لان القسم بالله تعالى مقدم على كل قسم لكن يجاب عن هذا ويقال بانه انما اخر القسم بالله هنا - 00:20:35
لفت الانتباه بعد الاية الى ما فيها من الدلالة على عظيم صفات صانعها وليس تأخيرا لتأخر المنزلة لان الذين ردوا على هذا القول قول مجاهد قالوا كيف اذا كان يقسم بالله كيف يقدم القسم بالسماع على القسم - 00:21:04
بالله وهو اعظم جل في علاه فالجواب ان التأخير هنا لمناسبة الذكر والتنبيه فان بعد ان ذكر السماء واقسم بها اقسم بباليها لانه اذا نظر الى السماوات وشهد ما فيها من اتقان - 00:21:31
لفت نظره الى عظمة الصانع فان الصنعة تدل على عظمة الصانع والاقرب والله اعلم ان القسم هنا بالفعل نفسه والامر في هذا قريب فكلاهما قال به امام قد قال المصنف رحمه الله هنا وكلاهما متلازم - 00:21:52
اي القسم تفسيره بانه من او ما متلازمة فان القسم بالبناء هو قسم بفعل الله عز وجل هذا وجه التلازم قسم بفعله والقسم بفعله قسم به واضح هذا معنى قوله رحمه الله كلاهما متلاثم - 00:22:16
قال والبناء هو الرفع كقوله تعالى والسماء بنيناها بايدنا فسر البناء هنا بالرفع وهذا من معاني البناء والا فالبناء والتشييد والصنع قال تعالى والارض اقسم بالارض وما ضحاها وما هنا فيها الوجهان السابقان - 00:22:44
ما هما الوجهان مصدرية بمعنى وطحوها وطحوها وموصولة ويكون المعنى وطاحيها. يعني والذي طحاها قال مجاهد اه ضحاها دحاها هذا معناه الطحو الطحوه بمعنى الدحو وهو الخلق والبسط والتهيئة والاعداد - 00:23:12
بهذه الارض حتى تكون صالحة للمعاش عليها فهذا صنع الله جل في علاه وقد لفت الله الانظار الى ذلك في مواظع عديدة يقول بعد ذلك ونفس وما سواها هذا القسم الحادي عشر - 00:23:52
اقسم الله تعالى بالنفس وهذه الاية جمعت اعظم المقسمات بها من المخلوقات الشمس والقمر والسماء والارض والانسان في قوله تعالى ونفس وما سواها. فالقسم هنا قسما بنفس الانسان وهذه المخلوقات - 00:24:25
على تفاوت ما بينها في عظم الخلق وكبره الا ان الجميع يشترك في انها من اعظم دلائل اتقان الصانع جل في علاه بل في السورة هذه جمعت الاقسام بهذه الامور كلها - 00:25:00
وجعل ذلك مقدمة لما يتعلق بصلاح الانسان و وفساد. يقول جل وعلا ونفس وما سواها وتسويتها نفس ما ما هنا يجري فيها ما هنا يجري فيها نفس ما قيل فيه وما طحاها وما بناها - 00:25:22
الوجهان موصولة و مصدرية قال رحمه الله اي خلقها سوية مستقيمة على الفترة والنفس هنا تطلق على الروح والبدن وليس فقط الروح بل تطلق على الانسان ذاته جسدا وروحا والابداع في خلق الانسان في هذين الامرين في الشيئين جميعا ليس في شيء واحد ليس في الروح فحسب ولا في البدن - 00:25:44
والجسد فحسب بل الاية فيهما جميعا فقوله ونفس اي ذات الانسان بروحه وجسده ونفس وما سواها وتسويتها هنا فيما يتعلق البدن بما جعله الله تعالى في خلقة الانسان من التصوير البديع - 00:26:23
الذي تكتمل به مصالح هذا المخلوق من الايدي والارجل والاعضاء الظاهرة والباطنة فانه اتقان في غاية الدقة والنظام الذي لا يختل وهذا دال على عظيم صنع الله لو تأمل الانسان في اصبعه - 00:26:54
وما فيه من خلق الله عز وجل وبديع صنعه لرأى من ذلك العجب العجاب فكيف بمجموع خلقه؟ لا شك انه شيء مذهل وكذلك في روحه وما فيها من تهيئ للهداية الاستقامة - 00:27:17
الانحراف وما فطره الله تعالى بالقلوب من محبته الاقبال عليه كل هذا دليل على عظيم صنعه جل وعلا وهو ما اقسم به في قوله تعالى وما سواه. فالتسوية هنا تشمل التسوية - 00:27:39
معنوية والتسوية الحس هي تسوية البدن والجسد وتسوية ها الروح والنفس واشار المصنف رحمه الله الى المعنى الثاني وهو تسوية الروح بقوله آآ خلقها مستقيمة على الفطرة القويمة وذكر قوله تفاقم وجهك للدين حنيفة - 00:27:56
الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله والحديث حديث ابي هريرة في الصحيحين كل مولود يولد على الفطرة وهذا من تسوية الله تعالى تسوية هذه النفوس على الجادة واقامتها على الحق - 00:28:17
وانها مفطورة على محبة الله والاقبال عليه ثم قال وقوله تعالى فالهمها فجورها وتقواها الف هنا عاطفة الفاء هنا عاطفة على الاقسام المتقدمة فتكون قسما هذا وجه من قال ان قوله - 00:28:32
فالهمها هذا القسم الثاني عشر المصنف يقول كلامه على هذه اية فيه ببسط نجعله ان شاء الله تعالى الدرس القادم. نقف على قوله فالهمها فجورها وتقوى - 00:28:55
Transcription
نعم سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها. والنهار اذا جلاها. والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفس - 00:00:00
وما سواها فالهمها فجورها وتقواها. قال افلح من زكاها وقال خاب من دساها تفسير السورة والشمس وضحاها وهي مكية. تقدم حديث جابر الذي في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ هل - 00:00:32
اذا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل لا يغشى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه السورة سورة الشمس - 00:00:57
هكذا اسمها في تفاسير وفي الاحاديث قد ترجم لها البخاري بالاية نفسها فقال سورة والشمس وضحاها و سميت هذه السورة ببعض ما ذكر فيها فقد ذكر الله تعالى فيها الشمس قسما فقال - 00:01:12
والشمس وضحاها وهي مكية كما قال المصنف رحمه الله وهذا محل اتفاق اه بين اهل العلم نزلت في اوائل السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:33
وافتتحت بالاقسام التي ابتدأها باعظم الايات المرئية وهي الشمس ومن حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تذكير الناس ان امر بقرائتها في الصلوات وذلك لما تضمنته من الفتي الى عظيم الايات الدالة على الله عز وجل - 00:01:46
المثبتة لصحة ما جاءت به الرسالة منبهة الى خطورة مخالفة دلالة تلك الايات بالتكذيب والكفر كما وقع من ثمود موضوع هذه السورة بين واضح فانه بيان الايات الدالة على صدق ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له - 00:02:12
وبيان عقوبة من اعرض عن تلك الدلائل الواضحة وان عقوبته عظيمة وذكر لذلك مثالا واحدا فيما اجراه الله تعالى على ثمود وهم من اخف الامم تكذيبا وكفرا فانهم لم يكفروا - 00:02:38
كثرة ما عندهم من مخالفات كانت مخالفتهم الاعراض والتكذيب عما جاء به الرسل بعد ان تبين لهم الحق كما قال تعالى واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى وقد تبين لهم الحق فاعرضوا عنه فكانت عقوبتهم ما ذكى الله في كتابه - 00:03:02
بخلاف من ذكرهم الله تعالى من سائر الاقوام فان الله تعالى بين ما كانوا عليه من عظيم الكفر به جل في علاه وما عليه ما هم عليه من فساد ومعصية - 00:03:27
فكل قوم ذكرهم الله عز وجل ذكر من معاصيهم ما اوجب عقوبتهم. وتعددت تلك المعاصي في الاقوام ثمود لم يذكر لها لم يذكر الله لهم الا هذه المعصية التي هي انهم اعرضوا عن الهدى بعد ان تبين لهم - 00:03:42
وكذب ولم يؤمنوا بالرسول لم يذكر لهم معصية سوى ذلك وهذا انذار بالاخف اي الانذار بما اجراه الله تعالى من العقوبة على قوم هم اخف الاقوام كفرا فمن كان اعظم من ذلك - 00:03:59
من اهل الفساد والعصيان اجدر بالعقوبة احق بالمؤاخذة. فلهذا كررت هذه السورة على الاسماء لاجل ان يتنبه الناس الى ما من الايات وما تظمنته من التحذير من وقوع العقوبات قال مجاهد والشمس وضحاها طيب افتتح الله تعالى هذه السورة بجملة من الاقسام - 00:04:26
وهي اثنا عشر قسما اولها والشمس ثم قال وضحاها هذا قسم ثاني فهذه الواوات هي واوات قسم وليست واواة عطف والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها هذا القسم الثالث والنهار اذا جلاها - 00:04:56
والليل اذا يغشاها هذا الخامس والسماء السادس وما بناها السابع والارض ثامن وما طحاها التاسع ونفس هذا العاشر وما سواها هذا الحادي عشر فالهمها فجورها وتقواها قيل هذا القسم الثاني عشر - 00:05:20
وهو اه سيأتي الحديث عليه ان شاء الله تعالى كيف هو قسم مع انه فعل لكنهم قالوا انهم اول بمصدر وسيأتي الكلام عليه في وقته لكن قالوا عد من عد الاقسام قال اقسم الله تعالى - 00:05:44
باثنتي باثني عشر قسما او باثني عشر آآ شيئا على امر بينه بخاتمتها وهو قول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. فهذه جواب القسم كما قال جمع من اهل العلم. وانما - 00:05:58
اللام لقد الواقعة في جواب القسم كثرة الاقسام وقيل ان قوله قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها هذه ليست الجواب القسم انما هي جملة اعتراضية وجواب القسم كذب الثمود بطغواها - 00:06:16
هذا تصور لما في الايات من اقسام واين جواب القسم على ما ذكر المفسرون طيب بعد هذا يقول المصنف رحمه الله قال مجاهد قال مجاهد والشمس وضحاها اي وضوئها وقال قتادة وضحاها النهار كله. قال ابن جرير والصواب ان يقال - 00:06:37
صلى الله بالشمس ونهارها لان ضوء الشمس الظاهر هو النهار والقمر اذا تلاها قال مجاهد تبعها وقال الموت عن ابن عباس والقمر اذا تلاها قال يتلو النهار وقال قتادة اذا تلاهى ليلة الميلاد اذا سقطت الشمس رؤيا الهلال. وقال ابن زيد هو يتلوها في النصف الاول من الشهر. ثم هي تتلو - 00:07:01
وهو يتقدمها في النصف الاخير من الشهر. وقال مالك وقال مالك عن زيد ابن اسلم اذا تلاها ليلة القدر فقوله والنهار اذا جلاها قال مجاهد مضى وقال قتادة وانهار اذا جلاها اذا غشيها النهار. قال ابن جرير - 00:07:26
وكان بعض اهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار اذا جل الظلمة بدلالة الكلام عليها. قلت ولو ان هذا واذا تأول بمعنى والنهار اذا جلاها اي البسيطة لكان اولى ويصح تهويله في قوله والليل اذا يغشاها - 00:07:46
فكان اجود واقوام والله اعلم. ولهذا قال مجاهد والنهار اذا جلاها انه كقوله والنهار اذا تجلى واما ابن واما ابن جرير فاختار عودة فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس في جريان ذكرها - 00:08:06
في قوله والليل اذا يغشاها يعني اذا يغشى الشمس حين تغيب. فتظلم الافاق وقال بقية ابن الوليد عن صفوان قال حدثني يزيد ابن ذيب ابن ذي حمامة قال اذا جاء الليل قال الرب جل جلاله - 00:08:26
غشي عبادي خلقي العظيم. فالليل يهابه والذي خلقه احق ايها. رواه ابن ابي حاتم وقوله والسماء وما بناها يحتمل ان تكون ماء هابنا مصدريا بمعنى والسماء وبنائها وهو قول قتادة - 00:08:45
ويحتمل ان تكون بمعنى من؟ يعني والسماء وبانيها وهو قول مجاهد وكلاهما متلازم والبناء هو كقوله والسماء بنيناها باي بقوة. وانا لموسعون والارض فرجناها فنعم المائدون. وهكذا قوله والارض وما طحاها؟ قال مجاهد طحاها ضحاها. وقال العوف عن ابن عباس وما ضحاها اي - 00:09:05
فيها وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس ضحاها قسمها وقال مجاهد وقتالة والضحاك والسدي والثوري ابو صالح وابن زيد ضحاها بسطها وهذا اشهر الاقوال وعليه الاكثر من المفسرين وهو المعروف وهو المعروف - 00:09:35
عند اهل اللغة قال قال الجوهري طحوته مثل دحوته اي بسطته. وقوله ونفسي وما اي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة. كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله - 00:09:55
الذي بطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فادعوا وهو يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما كما تولد البهيمة بهيمة جما. هل تحسون فيها من جدعاء - 00:10:15
اخرجه من رواية ابي هريرة وفي صحيح مسلم من رواية عياض ابن حمار المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل اني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم - 00:10:35
وقوله فالهمها طيب قوله جل وعلا والشمس وضحاها ذكرنا ان هذه اقسام المصنف رحمه الله طوى الحديث عن الشمس لظهورها وبيان معناها فالشمس هي هذا المخلوق المضيء الذي اه تضيء به الدنيا وهو من اعظم المخلوقات التي يراها الناس ويشاهدونها - 00:10:54
وقد خلقها الله تعالى وفيها من المنافع ما هو معلوم واقسم الله تعالى بها دلالة على عظيم صنعه وبديع خلقه وما في هذه الاية من دلائل قدرته واتقانه جل في علاه - 00:11:16
وقوله وضحاها ذكر في الضحى قولين القول الاول قال مجاهد اي ضوء اي ضوئها فاقسم بظوء الشمس وذاك ان ضوء الشمس اعظم منافع. الشمس التي يدركها الناس وان كان وان كانت الشمس لها منافع عديدة لكن الظوء - 00:11:35
هو من اعظم تلك المنافع وقيل في ضحاها انها انه النهار كله لان الشمس تضيء النهار فما دامت الشمس بادية فالظوء منتشر والضحى هنا ليس المقصود برهة الزمان التي تكون في اول - 00:12:03
النهار التي ينبسط فيها الظوء على الارض بعد ارتفاع الشمس قيد رمح بل هو اعم من هذا فالضحى آآ يطلق على النور والاضاءة البيان والظهور وليس فقط على الظوء في تلك الفترة التي تكون في اول النهار - 00:12:28
فهذا وجه قول لمن قال ان المراد بالضحى هنا النهار المواد الضحى النهار كله و الذي يظهر والله تعالى اعلم ام ان ما ذهب اليه مجاهد اقرب لان النهار جاء القسم بهم - 00:13:00
منفردا في قوله والنهار اذا جلاها فقوله والشمس وضحاها اذا فسرنا الضحى هنا بالنهار كان في ذلك تكرار والتأسيس اولى من التأكيد او التكرار قال رحمه الله قال ابن جرير والصواب ان يقال اقسم بالشمس ونهارها - 00:13:17
لان ضوء النهار الظاهر هو انها ثم قال والقمر اذا تلاها اقسم الله تعالى بالقمر وهو الاية الثانية العظيمة التي يشاهدها الخلق وهما ايتان تتعاقبان في اليوم والليلة يشاهدهما الناس - 00:13:43
ولكنه في القمر لم يقسم به مطلقا انما اقسم به بهذا الظرف اذا تلاها فاذا ظرفية وليس قسما مطلقا بل اقسم به في ظرف تلوه للشمس فقوله تلاها الظمير يعود الى الشمس - 00:14:08
وتلاها اي تبعها تلاها مأخوذ من تلو وهو الاتباع والشمس والقمر يتبع الشمس في مواضع عديدة ذكر منها مصنف رحمه الله جملة من ذلك فقال اذا تلاها ليلة الهلال اذا سقط القمر رؤيا الهلال هذا - 00:14:31
من اوجه تلو القمر للشمس قال رحمه الله يتلو النهار اي يأتي بعده وهذا ايضا من اوجه التلو المعني بقوله تعالى اذا تلاها وذكر التلو في في اه قول زيد ابن اسلم اذا تلهى ليلة القدر هذا تخصيص - 00:15:00
اذا تلاها في ليلة القدر هذا تخصيص والاولاد الجريان على العموم لان ذلك ابلغ في الشاهد قال والنهار اذا جلاها قال مجاهد اضاء شلاها الظمير هل يعود الى الشمس هكذا قال - 00:15:29
جماعة من المفسرين فيكون متفقا مع الظمير السابق اذا تلاها فيكون اذا جلاها اي اذا جل الشمس وهذا واظح لان الشمس تظهر للناس نهارا وتبين لهم في هذا الوقت وقيل جلاها الظمير يعود الى الارظ - 00:15:48
اي اذا جل الارظ وهذا معنى قوله رحمه الله ولو ان هذا القائل تأول ذلك بمعنى وانهار اذا جلها اي البسيطة يعني الارظ لكان اولى ويشكل على هذا انه لم يأتي ذكر للارض قبل - 00:16:18
هذه الاية حتى يقال الضمير يعود اليها والذي يظهر والله اعلم ان الاولى ان مذهب اليه آآ المصنف من عودة الظمير الى الشمس قال رحمه الله ولهذا قال المجاهد والنهار اذا جلاها انه كقوله والنهار اذا تجلى اي ظهر - 00:16:42
وبان قالوا اما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجران لجران ذكرها هذا اللي بيختار ابن جرير وهو الاقرب الى الصواب كما ذكرت قال وقول وقالوا في قوله والليل - 00:17:05
اذا يغشاها هذا القسم الخامس والليل اذا يخشع الليل ضد النهار وهو موضع الظلمة اذا يغشاها الظمير يعود الى الشمس ويكون المعنى اذا يغشى الشمس حين تغيب تظلم الافاق وذاك ان الليل يتبع النهار - 00:17:21
ويدركه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الليل منها هنا وادبر النهار اذا ادبر النهار من هؤلاء واقبل الليل من ها هنا الليل اذا جاء يكون كالغطاء - 00:17:53
الذي يستر الافاق وهذا التغشية التي ذكرها الله تعالى في قوله والليل اذا يغشاها يغشى ضوء الشمس فيطمسه كما قال تعالى والليل اذا سجى في سورة الضحى والليل اذا سجى اي غطى الارض - 00:18:07
كما لو سجل الانسان شيئا بغطاء فالتسبيح هي التغطية ومنه هذا الذي ذكره الله تعالى هنا في قول والليل اذا يغشاها بعد ان ذكر هاتين الايتين العظيمتين وما يقترن بهما من اضاءة وجلاء - 00:18:29
ومن ظلمة وتغشية ذكر السماء التي هي محل لجريان هذه الافلاك العظيمة فقال والسماء وما بناها السماء في اللغة تطلق على العلو والسماء وما بناها ما ذكر فيها وجهين الوجه الاول انها مصدرية - 00:18:51
في معنى السماء وبنائها اقسم بالسماء واقسم ببنائها الذي هو صنع الله تعالى وهو دليل وهو اشارة الى ما في هذه السماء وهذا البناء من عظيم الاتقان الذي يشهده المبصرون - 00:19:23
لاتساق السماء وانتظامها وعدم اختلالها كما قال الله تعالى فارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير قال رحمه الله وهو قول قتادة اي تفسير ما هنا بالمصدرية بالمصدرية - 00:19:46
ويحتمل ان تكون بمعنى من يعني موصولة ويكون هنا القسم بالله عز وجل ببان السماء والسماء وبانيها قسم بيبان السماء وهو قول مجاهد فهذا قسم بالسماء وصانعها وهو الله جل وعلا - 00:20:11
والاقرب من هذين القولين ما ذهب اليه قتادة وان القسم ببناء السماء وليس ببانيها لان القسم بالله تعالى مقدم على كل قسم لكن يجاب عن هذا ويقال بانه انما اخر القسم بالله هنا - 00:20:35
لفت الانتباه بعد الاية الى ما فيها من الدلالة على عظيم صفات صانعها وليس تأخيرا لتأخر المنزلة لان الذين ردوا على هذا القول قول مجاهد قالوا كيف اذا كان يقسم بالله كيف يقدم القسم بالسماع على القسم - 00:21:04
بالله وهو اعظم جل في علاه فالجواب ان التأخير هنا لمناسبة الذكر والتنبيه فان بعد ان ذكر السماء واقسم بها اقسم بباليها لانه اذا نظر الى السماوات وشهد ما فيها من اتقان - 00:21:31
لفت نظره الى عظمة الصانع فان الصنعة تدل على عظمة الصانع والاقرب والله اعلم ان القسم هنا بالفعل نفسه والامر في هذا قريب فكلاهما قال به امام قد قال المصنف رحمه الله هنا وكلاهما متلازم - 00:21:52
اي القسم تفسيره بانه من او ما متلازمة فان القسم بالبناء هو قسم بفعل الله عز وجل هذا وجه التلازم قسم بفعله والقسم بفعله قسم به واضح هذا معنى قوله رحمه الله كلاهما متلاثم - 00:22:16
قال والبناء هو الرفع كقوله تعالى والسماء بنيناها بايدنا فسر البناء هنا بالرفع وهذا من معاني البناء والا فالبناء والتشييد والصنع قال تعالى والارض اقسم بالارض وما ضحاها وما هنا فيها الوجهان السابقان - 00:22:44
ما هما الوجهان مصدرية بمعنى وطحوها وطحوها وموصولة ويكون المعنى وطاحيها. يعني والذي طحاها قال مجاهد اه ضحاها دحاها هذا معناه الطحو الطحوه بمعنى الدحو وهو الخلق والبسط والتهيئة والاعداد - 00:23:12
بهذه الارض حتى تكون صالحة للمعاش عليها فهذا صنع الله جل في علاه وقد لفت الله الانظار الى ذلك في مواظع عديدة يقول بعد ذلك ونفس وما سواها هذا القسم الحادي عشر - 00:23:52
اقسم الله تعالى بالنفس وهذه الاية جمعت اعظم المقسمات بها من المخلوقات الشمس والقمر والسماء والارض والانسان في قوله تعالى ونفس وما سواها. فالقسم هنا قسما بنفس الانسان وهذه المخلوقات - 00:24:25
على تفاوت ما بينها في عظم الخلق وكبره الا ان الجميع يشترك في انها من اعظم دلائل اتقان الصانع جل في علاه بل في السورة هذه جمعت الاقسام بهذه الامور كلها - 00:25:00
وجعل ذلك مقدمة لما يتعلق بصلاح الانسان و وفساد. يقول جل وعلا ونفس وما سواها وتسويتها نفس ما ما هنا يجري فيها ما هنا يجري فيها نفس ما قيل فيه وما طحاها وما بناها - 00:25:22
الوجهان موصولة و مصدرية قال رحمه الله اي خلقها سوية مستقيمة على الفترة والنفس هنا تطلق على الروح والبدن وليس فقط الروح بل تطلق على الانسان ذاته جسدا وروحا والابداع في خلق الانسان في هذين الامرين في الشيئين جميعا ليس في شيء واحد ليس في الروح فحسب ولا في البدن - 00:25:44
والجسد فحسب بل الاية فيهما جميعا فقوله ونفس اي ذات الانسان بروحه وجسده ونفس وما سواها وتسويتها هنا فيما يتعلق البدن بما جعله الله تعالى في خلقة الانسان من التصوير البديع - 00:26:23
الذي تكتمل به مصالح هذا المخلوق من الايدي والارجل والاعضاء الظاهرة والباطنة فانه اتقان في غاية الدقة والنظام الذي لا يختل وهذا دال على عظيم صنع الله لو تأمل الانسان في اصبعه - 00:26:54
وما فيه من خلق الله عز وجل وبديع صنعه لرأى من ذلك العجب العجاب فكيف بمجموع خلقه؟ لا شك انه شيء مذهل وكذلك في روحه وما فيها من تهيئ للهداية الاستقامة - 00:27:17
الانحراف وما فطره الله تعالى بالقلوب من محبته الاقبال عليه كل هذا دليل على عظيم صنعه جل وعلا وهو ما اقسم به في قوله تعالى وما سواه. فالتسوية هنا تشمل التسوية - 00:27:39
معنوية والتسوية الحس هي تسوية البدن والجسد وتسوية ها الروح والنفس واشار المصنف رحمه الله الى المعنى الثاني وهو تسوية الروح بقوله آآ خلقها مستقيمة على الفطرة القويمة وذكر قوله تفاقم وجهك للدين حنيفة - 00:27:56
الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله والحديث حديث ابي هريرة في الصحيحين كل مولود يولد على الفطرة وهذا من تسوية الله تعالى تسوية هذه النفوس على الجادة واقامتها على الحق - 00:28:17
وانها مفطورة على محبة الله والاقبال عليه ثم قال وقوله تعالى فالهمها فجورها وتقواها الف هنا عاطفة الفاء هنا عاطفة على الاقسام المتقدمة فتكون قسما هذا وجه من قال ان قوله - 00:28:32
فالهمها هذا القسم الثاني عشر المصنف يقول كلامه على هذه اية فيه ببسط نجعله ان شاء الله تعالى الدرس القادم. نقف على قوله فالهمها فجورها وتقوى - 00:28:55