يفصل المؤلف رحمه الله في احوال هذا اليوم فيقول ويقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم وتنصب الموازين. فتوزن فيها اعمال العبادة. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم - 00:00:00
المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله هذه او من وراء ظهره. كما قال سبحانه وتعالى وكل وكل انسان الزمناه - 00:00:25
طائره في عنقه. ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا كل هذا قد جاءت به الاخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين من حديث ابن عبد - 00:00:55
باسل رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول انكم عراة غرلا. وفي صحيح مسلم عن المقداد بن الاسود رضي الله عنه قال - 00:01:22
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان يوم القيامة ادنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل او ميلين. قال فتسهرهم الشمس فيكونون في العرب كقدر اعمالهم. منهم من يأخذه الى عقبيه ومنهم من يأخذه الى - 00:01:42
احب ويه ومنهم من يلجمه العرق الجاما. واما البهائم واما البهائم فهي مبعوثة بالكتاب والسنة. قال الله تعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم. ما فرطنا في - 00:02:11
من شيء ثم الى ربهم يحشرون. وقال الله تعالى واذا الوحوش حشرت في قول الكافر يا ليتني كنت ترابا معروف وما اعلم فيه خلاف هذا بيان ما الذي يكون بعد - 00:02:39
النفخ في الصور النفخة التي يقوم بها الناس لرب العالمين. وقد تقدم قبل قليل ان النفخة المذكورة في القرآن نفختان نفخة صعق ونفخة بعث ونشور قال هناك نفخة ثالثة ذكرت ان من اهل العلم - 00:03:02
وحكي انه قول الجمهور يثبت نفخة ثالثة لكنها ليست نفخة بعث ولا نشور انما هي نفخة صعق تكون يوم القيامة يصعق بها الناس ولعل ذلك في موقف القيامة فيكون اول من - 00:03:21
يرفع رأسه بعد تلك النفخة النبي محمد محمد صلى الله عليه وسلم فيه انه اذا رفع رأسه رأى موسى عليه السلام اخذ بشيء من العرش وقال النبي صلى الله عليه وسلم انه - 00:03:40
سلم من هذه النفخة من الصعق في هذه النفخة لما جرى له من الغياب والصعق الذي كان عندما تجلى ربه للجبل فجعله دكا. فخر موسى صعق فجزي بتلك الصعقة ان انه - 00:04:09
من الصعق الذي يكون يوم القيامة بعد خروج الناس من قبورهم هذه هي النفخة الثالثة التي ذكرها بعض اهل العلم والمستند في لما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:04:27
فيما صح عنه في البخاري وغيره اذا قام الناس لرب العالمين اذا نفخ في الصور قام الناس لرب العالمين يقول المؤلف رحمه الله فيقوم الناس من قبورهم بعد عود ارواحهم الى ابدانهم - 00:04:46
في حياتي الجديدة مختلفة عن حال حياتهم في الدنيا وعن حال حياتهم في البرزخ وهي لحظة في في شدة وكرب عظيم يذهل الناس به عن انسابهم وسائر ما كان من شؤونهم حتى تذهل المرضعة عما ارضعت كما قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان - 00:05:07
الساعة شيء عظيم والزلزلة تكون في ذلك اليوم بعد خروج الناس من قبورهم تزلزل بها القلوب والابدان. ان زلزلة الساعة شيء عظيم واعظم ما يصيب من الزلزلة ما يصيب القلوب من الوجل والخوف والفزع - 00:05:38
الذي يكون يوم القيامة وهو فزع عام لا يستثنى منه الا من امنه الله جل وعلا من اوليائه وعباده الذين قال تعالى فيهم ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون - 00:06:08
لا لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون يقول الله تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر اي لا يصيبهم في ذلك الفزع وفي ذلك الجمع العظيم وفي تلك الاهوال ما يخيفهم او يضجرهم لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون - 00:06:30
فتتلقاهم الملائكة تثبتهم وتؤمنهم من اهوى لذلك اليوم وما يكون فيه من عظائم فالذي ينجو من ذلك الفزع ويقدم امنا هو من قدم بالحسنات من جاء بالحسنة فله خير منها وهم - 00:06:59
من فزع يومئذ ايش امنون اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم وهم من فزع يومئذ امنون فهو يوم عظيم شديد الاهوال. يقوم فيه الناس لرب العالمين للمحاسبة على اعمالهم ويقدمون على هذا النحو حفاة عراة - 00:07:24
غرلا كما قال الله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده ان يعيدوه على نفس هيئته السابقة فكما خرج الناس من بطون امهاتهم على هذا النحو حفاة عراة غرلا يعني غير مقتونين كذلك يحشرون - 00:07:52
كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين وكما قال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة على الصفة التي خلقتم عليها اول مرة فيرجع الانسان على هذه الصفة - 00:08:14
حفاة عراة غرلا وقد جاء ذلك في هذا التفصيل لبيان صفة البعث وانه حفاة عراة جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
قطب على المنبر فقال انكم ملاقوا ربكم اي راجعون اليه حفاة عراة غرلا ومعنى غرلا اي غير محض مختونين وقول حفاة ليس ثمة شيء يقي اقدامكم وعراة اي ليس ثمة شيء يقي اجسادكم - 00:08:53
فالناس يتوقون بما خلق الله من اللباس الحر والبرد كما قال تعالى سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم. فذكر السرابيل وهي الالبسة التي يتوقى بها الناس الحر والسرابيل التي يتوقى بها الناس ما يكرهون من - 00:09:22
والشدة كل هذا لا وجود له يوم القيامة فالناس يأتون عراة ليس عليهم شيء مما يتبقون به ما يكرهون من حر او برد او بأس وقوله صلى الله عليه وسلم غر له - 00:09:42
اي غير مقتونين هذا معنى قوله غرلا اي من غير ختان فيرجع الخلق كما كان فاذا خرج الناس على هذه الصفة فزعيم امن الله تعالى عباده المؤمنين كما قال تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة فيلقي الله في قلوبهم من الامن - 00:10:02
ما يزول عنهم به كل خوف الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون جعلني الله لكم منهم ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في القرآن من اهوال ذلك اليوم - 00:10:27
ما تشيب له الولدان ومنه ما اخبر به النبي في في حديث المقداد ابن الاسود رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة - 00:10:51
يعني اذا جاء يوم القيامة ادنيت الشمس من العباد اي اقتربت الشمس من رؤوس الخلائق حتى تكون قدر ميل اي حتى تكون المسافة بين رؤوس الناس والشمس قدر مين اي بمسافة الميل والميل هنا للعلماء في قولان - 00:11:07
منهم من قال الميل هو ميم المكحلة يعني الذي يدخل في المكحلة وتكحل به العين فيكون بقدر انملتين او نحو ذلك وقيل الميل هو المسافة المعروفة وهي الف وست مئة متر بالحساب المعاصر - 00:11:31
وهذا او ذاك كلاهما قرب الشمس يا اخواني التي في سمائنا لو اقتربت عن موظعها ادنى ما يكون من القرب لاحترق ما على الارض بشدة حرارتها وهلاك الناس بهذا الاقتراب فكيف باقترابها على هذا النحو - 00:11:52
لا تقل كيف يعني للتعظيم؟ لا تقل لماذا لا يحترقون مع قرب الشمس منهم على هذا النحو الجواب على هذا ان احوال يوم القيامة احوال مختلفة فيعطي الله الابدان من القدرة والقوة - 00:12:18
على تحمل اهوال ذلك اليوم ما تدنو الشمس على هذا القدر ولا يكون ذلك سببا لاحتراقهم غاية ما هنالك ان يتأذوا ان يتأذى الخلق بذلك ويرشحون عرقا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تفاوت العرق - 00:12:36
في ما يكون من رشح الناس قال فيكون فيكونون في العرب اي يكون الخلق كلهم في العرق لكنه متفاوت بقدر الاعمال ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيكونون في العرق كقدر اعمالهم - 00:13:00
وهم في ذلك متفاوتون منهم من يأخذه اي العرق الى عقبيه. العقب هي مؤخرة القدم ومنهم من يأخذه العرق الى حقويه يعني الى موضع ربط الازار وسطه موضع ربط الازار - 00:13:23
او السروال وهو وسط الانسان ومنهم من يأخذه ومنهم من يلزمه العرق الجاما. يعني يبلغ موضع اللجام وهو الفم هذا موضع اللجام ما يلزم من الحيوان والمقصود به الفم. فيلجمه يبلغ حدا - 00:13:43
يكون موضع اللجام وهو الفم وهذا بقدر ما يكون معه من الاساءة والتقصير فيضيق الناس بذلك اشد ما يكون من الضيق حتى يشكو بعضهم الى بعض فيذهبون الى اعيانهم فيأتي اهل - 00:14:07
الايمان الى الرسل يأتون الى ادم يطلبون منه ان يشفع عند رب العالمين في ان يأتي الله لفصل القضاء. ليريح الناس من هذا الموقف العظيم فيذهبون الى ادم ويقولون له مقالة فيعتذر - 00:14:31
ويحيلهم الى نوح اول رسول ارسله الله الى اهل الارض فيأتون نوحا فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن فيأتون اليه فيعتذر ويحيلهم الى موسى عليه السلام كليم الرحمن - 00:14:58
فيعتذر ويحيلهم الى عيسى عليه السلام فيعتذر كل من تقدم يذكرون سببا لاعتذار ادم يذكر اكله من الشجرة ونوح يذكر دعوته على اهل الارض بالغرق وابراهيم يذكر الكذبات الثلاث وموسى يذكر - 00:15:23
ما كان من جنايتي بقتل من قتل واما عيسى فلا يذكر عذرا انما يعتذر بانه لا يبلغ هذه المنزلة ويحيلهم الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيأتي الناس الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:15:48
يطلبون منه الشفاعة عند رب العالمين لا ان يخلصهم من الموقف بنفسه انما يشفع عند رب العالمين فيقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها وهذا هو المقام المحمود الذي يحمده عليه - 00:16:09
الاولون والاخرون الناس اجمعين الناس اجمعين. الانس والجن اجمعين يحمدونه على شفاعته في ذلك اليوم وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما - 00:16:26
محمودة اي يحمدك به الخلق وهو ما يكون في ذلك اليوم من شفاعته صلى الله عليه وسلم. يقول انا لها انا لها فيأتي صلى الله عليه وسلم فيسجد عند العرش لا يبدأ بالشفاعة - 00:16:48
سيفتح الله عليه من المحامد وثناء لها الثناء على الله يفتح عليه من تمجيد الله ما لا يعرفه في الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم فيفتح لي تبت علي من المحامد ما لا اعلمه اليوم - 00:17:04
فيقال له ارفع رأسك وقل وقل يسمع واشفع تشفع فيشفع الله فيشفع لدى الله في ان يأتي لفصل القضاء ويخلص الناس من اهوال ذلك اليوم العظيم هذا اليوم يأتي الله عز وجل - 00:17:26
فيه للحساب كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر والى الله ترجع الامور فيأتي الله تعالى لفصل القضاء بين الناس - 00:17:45
والقضاء وهو الحساب ليس خاصا بفئة من الخلق بل هو عام للخلق كلهم ولهذا يحشر الله تعالى البهائم فقوله رحمه الله فيقوم الناس هذا ليس تخصيصا للناس دون غيرهم. بل هذا ذكر ما يتعلق بالبشر - 00:18:09
والجن ملحقون بهم واما البهائم فلم يأتي لهم ذكر في كلامه رحمه الله والادلة في الكتاب والسنة دالة على ان البهائم تبعث وتحشر وتحاسب يختص الله تعالى ما يكون بين الخلاء بين البهائم من - 00:18:38
جنايات. اما بعدهم ونشورهم فقد ذكره الله تعالى في قوله وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم يعني امم البشر وكالناس الا امم من امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء - 00:19:03
كله عند رب العالمين ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. الله اكبر. لقد احصاهم وعدهم عدا جل في علاه سبحانه وبحمده فكل من في السماء والارض يأتي الى ذلك الموقف العظيم - 00:19:25
وقد علمه الله عز وجل واحصاه احصاءا دقيقا احصاء علم واحاطة علمية وكذلك بالكتابة. كل كما قال جل وعلا وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء. الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي قيد - 00:19:48
الله تعالى كتب الله تعالى فيه ما يكون من من شؤون الخلائق ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون. ولك ان تتخيل هذا الجمع العظيم الان لو مر بك سرب من الطير كبير وجدت في نفسك هيبة لهذا الجمع الكبير الذي يمر بك - 00:20:11
فكيف اذا جمع الله كل طائر عبر القرون وكل حيوان عبر القرون من منذ ان خلق الله الخليقة الى ان يقيم الله القيامة وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم - 00:20:36
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون اي يجمعون وقد قال الله تعالى في جمع الحيوان واذا الوحوش حشرت واذا الوحوش حشرت لماذا ذكر الوحوش مع ان الجمع لكل الحيوان - 00:20:57
ذكروا وحوش لان الوحوش تشرد في العادة لا يتمكن الناس من تحصيلها تهرب لكنها يوم القيامة تأتي راغمة. ولذلك خصها بالذكر مع ان الحشر لجميع الحيوانات. الوحش ما كان اليفا - 00:21:22
مستأنسا عند الناس فانه جميعا يأتي منقادا ذليلا كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا سبحانه وبحمده فيحشر الله تعالى الخلائق - 00:21:40
يقيموا الموازين القسط ويحاسبهم على اعمالهم والوزن ليس خاصا بفئة دون فئة بل لكل الخلق. يقول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كلامه الموازين فقال وتنصب الموازين - 00:22:04
Transcription
يفصل المؤلف رحمه الله في احوال هذا اليوم فيقول ويقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم وتنصب الموازين. فتوزن فيها اعمال العبادة. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم - 00:00:00
المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله هذه او من وراء ظهره. كما قال سبحانه وتعالى وكل وكل انسان الزمناه - 00:00:25
طائره في عنقه. ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا كل هذا قد جاءت به الاخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين من حديث ابن عبد - 00:00:55
باسل رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول انكم عراة غرلا. وفي صحيح مسلم عن المقداد بن الاسود رضي الله عنه قال - 00:01:22
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان يوم القيامة ادنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل او ميلين. قال فتسهرهم الشمس فيكونون في العرب كقدر اعمالهم. منهم من يأخذه الى عقبيه ومنهم من يأخذه الى - 00:01:42
احب ويه ومنهم من يلجمه العرق الجاما. واما البهائم واما البهائم فهي مبعوثة بالكتاب والسنة. قال الله تعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم. ما فرطنا في - 00:02:11
من شيء ثم الى ربهم يحشرون. وقال الله تعالى واذا الوحوش حشرت في قول الكافر يا ليتني كنت ترابا معروف وما اعلم فيه خلاف هذا بيان ما الذي يكون بعد - 00:02:39
النفخ في الصور النفخة التي يقوم بها الناس لرب العالمين. وقد تقدم قبل قليل ان النفخة المذكورة في القرآن نفختان نفخة صعق ونفخة بعث ونشور قال هناك نفخة ثالثة ذكرت ان من اهل العلم - 00:03:02
وحكي انه قول الجمهور يثبت نفخة ثالثة لكنها ليست نفخة بعث ولا نشور انما هي نفخة صعق تكون يوم القيامة يصعق بها الناس ولعل ذلك في موقف القيامة فيكون اول من - 00:03:21
يرفع رأسه بعد تلك النفخة النبي محمد محمد صلى الله عليه وسلم فيه انه اذا رفع رأسه رأى موسى عليه السلام اخذ بشيء من العرش وقال النبي صلى الله عليه وسلم انه - 00:03:40
سلم من هذه النفخة من الصعق في هذه النفخة لما جرى له من الغياب والصعق الذي كان عندما تجلى ربه للجبل فجعله دكا. فخر موسى صعق فجزي بتلك الصعقة ان انه - 00:04:09
من الصعق الذي يكون يوم القيامة بعد خروج الناس من قبورهم هذه هي النفخة الثالثة التي ذكرها بعض اهل العلم والمستند في لما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:04:27
فيما صح عنه في البخاري وغيره اذا قام الناس لرب العالمين اذا نفخ في الصور قام الناس لرب العالمين يقول المؤلف رحمه الله فيقوم الناس من قبورهم بعد عود ارواحهم الى ابدانهم - 00:04:46
في حياتي الجديدة مختلفة عن حال حياتهم في الدنيا وعن حال حياتهم في البرزخ وهي لحظة في في شدة وكرب عظيم يذهل الناس به عن انسابهم وسائر ما كان من شؤونهم حتى تذهل المرضعة عما ارضعت كما قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان - 00:05:07
الساعة شيء عظيم والزلزلة تكون في ذلك اليوم بعد خروج الناس من قبورهم تزلزل بها القلوب والابدان. ان زلزلة الساعة شيء عظيم واعظم ما يصيب من الزلزلة ما يصيب القلوب من الوجل والخوف والفزع - 00:05:38
الذي يكون يوم القيامة وهو فزع عام لا يستثنى منه الا من امنه الله جل وعلا من اوليائه وعباده الذين قال تعالى فيهم ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون - 00:06:08
لا لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون يقول الله تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر اي لا يصيبهم في ذلك الفزع وفي ذلك الجمع العظيم وفي تلك الاهوال ما يخيفهم او يضجرهم لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون - 00:06:30
فتتلقاهم الملائكة تثبتهم وتؤمنهم من اهوى لذلك اليوم وما يكون فيه من عظائم فالذي ينجو من ذلك الفزع ويقدم امنا هو من قدم بالحسنات من جاء بالحسنة فله خير منها وهم - 00:06:59
من فزع يومئذ ايش امنون اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم وهم من فزع يومئذ امنون فهو يوم عظيم شديد الاهوال. يقوم فيه الناس لرب العالمين للمحاسبة على اعمالهم ويقدمون على هذا النحو حفاة عراة - 00:07:24
غرلا كما قال الله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده ان يعيدوه على نفس هيئته السابقة فكما خرج الناس من بطون امهاتهم على هذا النحو حفاة عراة غرلا يعني غير مقتونين كذلك يحشرون - 00:07:52
كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين وكما قال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة على الصفة التي خلقتم عليها اول مرة فيرجع الانسان على هذه الصفة - 00:08:14
حفاة عراة غرلا وقد جاء ذلك في هذا التفصيل لبيان صفة البعث وانه حفاة عراة جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
قطب على المنبر فقال انكم ملاقوا ربكم اي راجعون اليه حفاة عراة غرلا ومعنى غرلا اي غير محض مختونين وقول حفاة ليس ثمة شيء يقي اقدامكم وعراة اي ليس ثمة شيء يقي اجسادكم - 00:08:53
فالناس يتوقون بما خلق الله من اللباس الحر والبرد كما قال تعالى سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم. فذكر السرابيل وهي الالبسة التي يتوقى بها الناس الحر والسرابيل التي يتوقى بها الناس ما يكرهون من - 00:09:22
والشدة كل هذا لا وجود له يوم القيامة فالناس يأتون عراة ليس عليهم شيء مما يتبقون به ما يكرهون من حر او برد او بأس وقوله صلى الله عليه وسلم غر له - 00:09:42
اي غير مقتونين هذا معنى قوله غرلا اي من غير ختان فيرجع الخلق كما كان فاذا خرج الناس على هذه الصفة فزعيم امن الله تعالى عباده المؤمنين كما قال تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة فيلقي الله في قلوبهم من الامن - 00:10:02
ما يزول عنهم به كل خوف الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون جعلني الله لكم منهم ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في القرآن من اهوال ذلك اليوم - 00:10:27
ما تشيب له الولدان ومنه ما اخبر به النبي في في حديث المقداد ابن الاسود رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة - 00:10:51
يعني اذا جاء يوم القيامة ادنيت الشمس من العباد اي اقتربت الشمس من رؤوس الخلائق حتى تكون قدر ميل اي حتى تكون المسافة بين رؤوس الناس والشمس قدر مين اي بمسافة الميل والميل هنا للعلماء في قولان - 00:11:07
منهم من قال الميل هو ميم المكحلة يعني الذي يدخل في المكحلة وتكحل به العين فيكون بقدر انملتين او نحو ذلك وقيل الميل هو المسافة المعروفة وهي الف وست مئة متر بالحساب المعاصر - 00:11:31
وهذا او ذاك كلاهما قرب الشمس يا اخواني التي في سمائنا لو اقتربت عن موظعها ادنى ما يكون من القرب لاحترق ما على الارض بشدة حرارتها وهلاك الناس بهذا الاقتراب فكيف باقترابها على هذا النحو - 00:11:52
لا تقل كيف يعني للتعظيم؟ لا تقل لماذا لا يحترقون مع قرب الشمس منهم على هذا النحو الجواب على هذا ان احوال يوم القيامة احوال مختلفة فيعطي الله الابدان من القدرة والقوة - 00:12:18
على تحمل اهوال ذلك اليوم ما تدنو الشمس على هذا القدر ولا يكون ذلك سببا لاحتراقهم غاية ما هنالك ان يتأذوا ان يتأذى الخلق بذلك ويرشحون عرقا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تفاوت العرق - 00:12:36
في ما يكون من رشح الناس قال فيكون فيكونون في العرب اي يكون الخلق كلهم في العرق لكنه متفاوت بقدر الاعمال ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيكونون في العرق كقدر اعمالهم - 00:13:00
وهم في ذلك متفاوتون منهم من يأخذه اي العرق الى عقبيه. العقب هي مؤخرة القدم ومنهم من يأخذه العرق الى حقويه يعني الى موضع ربط الازار وسطه موضع ربط الازار - 00:13:23
او السروال وهو وسط الانسان ومنهم من يأخذه ومنهم من يلزمه العرق الجاما. يعني يبلغ موضع اللجام وهو الفم هذا موضع اللجام ما يلزم من الحيوان والمقصود به الفم. فيلجمه يبلغ حدا - 00:13:43
يكون موضع اللجام وهو الفم وهذا بقدر ما يكون معه من الاساءة والتقصير فيضيق الناس بذلك اشد ما يكون من الضيق حتى يشكو بعضهم الى بعض فيذهبون الى اعيانهم فيأتي اهل - 00:14:07
الايمان الى الرسل يأتون الى ادم يطلبون منه ان يشفع عند رب العالمين في ان يأتي الله لفصل القضاء. ليريح الناس من هذا الموقف العظيم فيذهبون الى ادم ويقولون له مقالة فيعتذر - 00:14:31
ويحيلهم الى نوح اول رسول ارسله الله الى اهل الارض فيأتون نوحا فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن فيأتون اليه فيعتذر ويحيلهم الى موسى عليه السلام كليم الرحمن - 00:14:58
فيعتذر ويحيلهم الى عيسى عليه السلام فيعتذر كل من تقدم يذكرون سببا لاعتذار ادم يذكر اكله من الشجرة ونوح يذكر دعوته على اهل الارض بالغرق وابراهيم يذكر الكذبات الثلاث وموسى يذكر - 00:15:23
ما كان من جنايتي بقتل من قتل واما عيسى فلا يذكر عذرا انما يعتذر بانه لا يبلغ هذه المنزلة ويحيلهم الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيأتي الناس الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:15:48
يطلبون منه الشفاعة عند رب العالمين لا ان يخلصهم من الموقف بنفسه انما يشفع عند رب العالمين فيقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها وهذا هو المقام المحمود الذي يحمده عليه - 00:16:09
الاولون والاخرون الناس اجمعين الناس اجمعين. الانس والجن اجمعين يحمدونه على شفاعته في ذلك اليوم وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما - 00:16:26
محمودة اي يحمدك به الخلق وهو ما يكون في ذلك اليوم من شفاعته صلى الله عليه وسلم. يقول انا لها انا لها فيأتي صلى الله عليه وسلم فيسجد عند العرش لا يبدأ بالشفاعة - 00:16:48
سيفتح الله عليه من المحامد وثناء لها الثناء على الله يفتح عليه من تمجيد الله ما لا يعرفه في الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم فيفتح لي تبت علي من المحامد ما لا اعلمه اليوم - 00:17:04
فيقال له ارفع رأسك وقل وقل يسمع واشفع تشفع فيشفع الله فيشفع لدى الله في ان يأتي لفصل القضاء ويخلص الناس من اهوال ذلك اليوم العظيم هذا اليوم يأتي الله عز وجل - 00:17:26
فيه للحساب كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر والى الله ترجع الامور فيأتي الله تعالى لفصل القضاء بين الناس - 00:17:45
والقضاء وهو الحساب ليس خاصا بفئة من الخلق بل هو عام للخلق كلهم ولهذا يحشر الله تعالى البهائم فقوله رحمه الله فيقوم الناس هذا ليس تخصيصا للناس دون غيرهم. بل هذا ذكر ما يتعلق بالبشر - 00:18:09
والجن ملحقون بهم واما البهائم فلم يأتي لهم ذكر في كلامه رحمه الله والادلة في الكتاب والسنة دالة على ان البهائم تبعث وتحشر وتحاسب يختص الله تعالى ما يكون بين الخلاء بين البهائم من - 00:18:38
جنايات. اما بعدهم ونشورهم فقد ذكره الله تعالى في قوله وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم يعني امم البشر وكالناس الا امم من امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء - 00:19:03
كله عند رب العالمين ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. الله اكبر. لقد احصاهم وعدهم عدا جل في علاه سبحانه وبحمده فكل من في السماء والارض يأتي الى ذلك الموقف العظيم - 00:19:25
وقد علمه الله عز وجل واحصاه احصاءا دقيقا احصاء علم واحاطة علمية وكذلك بالكتابة. كل كما قال جل وعلا وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء. الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي قيد - 00:19:48
الله تعالى كتب الله تعالى فيه ما يكون من من شؤون الخلائق ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون. ولك ان تتخيل هذا الجمع العظيم الان لو مر بك سرب من الطير كبير وجدت في نفسك هيبة لهذا الجمع الكبير الذي يمر بك - 00:20:11
فكيف اذا جمع الله كل طائر عبر القرون وكل حيوان عبر القرون من منذ ان خلق الله الخليقة الى ان يقيم الله القيامة وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم - 00:20:36
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون اي يجمعون وقد قال الله تعالى في جمع الحيوان واذا الوحوش حشرت واذا الوحوش حشرت لماذا ذكر الوحوش مع ان الجمع لكل الحيوان - 00:20:57
ذكروا وحوش لان الوحوش تشرد في العادة لا يتمكن الناس من تحصيلها تهرب لكنها يوم القيامة تأتي راغمة. ولذلك خصها بالذكر مع ان الحشر لجميع الحيوانات. الوحش ما كان اليفا - 00:21:22
مستأنسا عند الناس فانه جميعا يأتي منقادا ذليلا كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا سبحانه وبحمده فيحشر الله تعالى الخلائق - 00:21:40
يقيموا الموازين القسط ويحاسبهم على اعمالهم والوزن ليس خاصا بفئة دون فئة بل لكل الخلق. يقول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كلامه الموازين فقال وتنصب الموازين - 00:22:04