يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون ولذلك جدير بالمؤمن ان يتحرى الاخلاص في كل اعماله وفي كل احواله والاخلاص يحتاج الى مكابدة يحتاج الى دوام مراقبة يحتاج الى حضور قلب لان - 00:00:00
النفس غلابة يا اخوان حظوظ النفس غلابة فان لم يكن الانسان على يقظة وانتباه يوشك ان يكون كهذا الذي ذكر الله عز وجل فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت ويا له من خسار في وقت في وقت ضعف وافتقار - 00:00:21
لانه عند عندما يفد الى الله عز وجل ويأمل ان ينتفع من هذه الاعمال الصالحة التي عملها يقدم وهو خالي اليدين ولا في امكانية استرجاع ومراجعة ومعاودة العمل لانه انتهى الامر واصبحت النفوس مرهونة باعمالها كما قال تعالى كل نفس - 00:00:45
بما كسبت رهينة فاحرص على الاخلاص في قولك احرص على الاخلاص في عملك والاخلاص على وضوحه ويسره الا انه يحتاج الى معالجة ودواء نظر في قلبك ونيتك ولهذا يجب على المؤمن ان يتحرى الاخلاص في كل احواله واقواله وان يتفقد نفسه في انه لا يريد من الناس جزاء ولا شكورا ولا يمكن - 00:01:09
ان يبلغ الانسان هذه المرتبة الا اذا قطع نظره عن الخلق فاقطع نظرك عن الخلق لا تلتفت اليهم فانهم لا ينفعون ولا يضرون انما النافع الضار هو الله جل في علاه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. اما الخلق فان مدحوك - 00:01:38
فان ذلك لا يرفعك وان ذموك فان ذلك لا ينقصك بل الذي ينفعك ويفرحك ويبهجك هو مدح الله لك وقد ذكر الامام احمد رحمه الله في مسنده ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اعطني - 00:01:57
اي عطاء من المال فان مدحي زين وذمي شين يعني اذا مدحت فمدحي يرفع الشخص واذا ذممت فذمي يسقطه وينزله وهو بهذا يرغب النبي صلى الله عليه وسلم في ان يعطيه لاجل ان يمدحه فبماذا اجابه صلى الله عليه وسلم؟ قال - 00:02:20
ذاك هو الله من الذي مدحه يزيد؟ هو الله ومن الذي مدحه ذمه يشين؟ هو الله. فقال له ذاك هو الله الذي مدحه يزين هو الله. والذي ذمه يشين هو الله واما الخلق - 00:02:44
فمدحهم وذمهم سيان فما من احد الا وله مادح وله قادح وانما الذي ينفع ويسمو به الانسان ويعلو به وتعلو به مراتبه هو ان يمدحك الله جل في علاه ولهذا علق قلبك بالله لا تلتفت الى سواه - 00:03:00
فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه فالنوايا المدخولة جنبها عن عملك واقصد ربك واحرص على اخفاء عملك ما استطعت فان اخفاء من دلائل الاخلاص - 00:03:23
ومن المعينات عليه ما لم يكن هناك حاجة للبيان حاجة عند ذلك واو المصلحة خارجة عن الاصل في عمل الانسان فليحرص المؤمن على الاخلاص والاخلاص قد يكون في العمل الظاهر وعدم الاخلاص قد يكون في العمل الخفي - 00:03:42
فليحرص الانسان على نظره الى قلبه وان لا يكون في قلبه سوى طلب مرضات الله جل وعلا فان الاخلاص ملخصه جملة واحدة فقالها سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله قال يا رسول الله الرجل يقاتل - 00:04:06
يبتغي الاجر والذكر يريد الاجر من الله ويحب ان يمدحه الناس. يبتغي الاجر والذكر يقول هذا يقولون هذا شجاع. هذا مقاتل هذا صنديد هذا مقدام فيبتغي الاجر والذكر. قال ما له؟ الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما له؟ يعني ايش الذي يرجع به من من الاجر والثواب اذا قصد الاجر والذكر بعمله - 00:04:28
قال لا شيء له لا شيء له عاد الرجل السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر ما له قال لا شيء له. عاد السؤال مرة ثالثة. قال الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر - 00:04:56
ما له؟ قال لا شيء له ثم قال صلى الله عليه وسلم انما يتقبل الله من العمل انتبه كلنا نعمل فانظر شرط القبول انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا - 00:05:16
وابتغي به وجهه خالصا اي لا شعبة فيه وابتغي به وجهه هو تفسير للاخلاص كيف تحقق الاخلاص؟ ان تبتغي بعملك الله جل في علاه ان تقصد بالعمل مرضاته. ان تقصد بالعمل تحصيل رضاه - 00:05:36
ولا تلتفت الى سواه ويا لها من سعادة فكلما حقق الانسان الاخلاص عظم الثواب والاجر وانشرح الصدر وكل ما تؤمله انتبه لهذه المسألة. كل ما تؤمنه ترجوه بمراءة الناس واظهار العمل له لهم ستدركه بالاخلاص - 00:06:00
فمن اخلص لله احبه الله واذا احبه الله نادى في السماء جبريل نحب فلانا فاحبه. وينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه. واذا احبه اهل السماء وضع له القبول في الارض - 00:06:25
فما فما ترجوه من ثناء الناس ومحبتهم تدركه بالاخلاص. لكن اذا قصدت محبة الناس والتفت الى ما عندهم اذا جاء يوم القيامة وفت على الله تعالى بلا عمل وقدمناها الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - 00:06:44
ما هو الهباء مهو بهباء مجتمع شف يقول هباء ومنثور. الهباء لو كان مجموعا ما حصلت منه شيئا. فكيف اذا كان منثورا؟ لا يمكن ان تدرك شيئا واذا اردت ان تعرف الهباء انظر الى اشعة الشمس من نافذة بيتك - 00:07:07
وهذا المتطاير من الهباء فيها هو الهباء. هذه العوالق المتطايرة في في اشعة الشمس هي الهباء. لو تمسك الليل والنهار. تريد ان تمسك منها شيء هل تحصلوا شيئا تحصل شي ولا ما تحصل؟ لا تحصل لا تحصل شي - 00:07:27
هذا هو عمل من لم يكن لله مخلصا. لا يحصل منه شيئا. ولذلك قال الله تعالى في عمل المرائين لا لا يقدرون على شيء مما كسبوا اي لا يدركون ولا ينتفعون بشيء مما كسبوا لانهم لم يخلصوا لله العمل - 00:07:46
وقد نبه عمر رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث الى ضرورة الاخلاص وان الاخلاص في غاية الاهمية في صلاح العمل والمعنى الذي ذكره عمر رضي الله تعالى عنه ذكر - 00:08:11
الوجه الثاني في تفسير الاية انه الذي يحبط عمله فيختم له بسوء. حيث قال في في تفسير الاية قال هذا مثل لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى - 00:08:32
اغرق اعماله حتى اغرق اعماله او يفناها بسيء العمل ولهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على حفظ حسناته وحفظ الحسنات يكون صيانتها عن عن كل ما يمكن ان يبطلها. ممن من اذى من رياء من سمعة من - 00:08:52
من محبطات الاعمال والاعمال لها محبطات تذهب بها فمثلا من اتى كاهنا او عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا من محبطات الاعمال هذا الحديث في صحيح الامام مسلم عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:21
كصلاة اربعين يوم اجرها وثوابها ذاهب بايش باتيان الكاهن لسؤاله ولو لم تصدقه فاذا سألت الكاهن او العراف وهذا شائع عطني كفك خلني اشوف حظك هذا هو اتيان الكهان الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عطني الفنجال خلني اشوف - 00:09:44
ما يكون لك في مستقبل الايام هذا هو اتيان الكهان الذي يتصل على البرامج التي يخبر فيها اللي يسمونه النوراني او الروحاني او ما الى ذلك من الاسماء الكاذبة التي يزينون بها الباطل ويقول له ماذا سيكون في العام القادم؟ هؤلاء كلهم داخلون فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اتى - 00:10:12
او عرافا فسأله فقد لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا مثال من من محبطات الاعمال من محبطات الاعمال من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله وكم هم الذين يتركون صلاة العصر حتى يخرج وقتها بلا عذر؟ كثيرون - 00:10:38
حبط عمله عمل اليوم كامل يذهب فينبغي للمؤمن ان يحفظ عمله وان لا يحبطه فيتوقع اسباب اسباب حبوط العمل ويحافظ عليه ويتقي الله تعالى وسييسر الله تعالى له زيادة هذه الاعمال ويبارك له فيها. اما الذي يسيبها او يغفل - 00:10:59
انهى يوشك ان يكون كما ذكر عمر رضي الله تعالى عنه في الرجل في رجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم يبعث له شيطان فيزين له المعاصي حتى يغرق عمله. واعلم ان الاعمال بالخواتيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:25
والرجل يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينها الا ذراع بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وهذا المقصود به انه يختم له بعمل سيء ولا يلزم ان يكون العمل السيء هو الكفر - 00:11:48
لان عمل اهل النار الكفر فما دونه فقد يعمل بالكفر وقد يعمل بالمعاصي. التي تحبط الاعمال او المعاصي التي توجب دخول النار فالمؤمن يجب ان يكون شديد العناية بعمله كما انك تحفظ نقودك وتخشى عليها من السراق - 00:12:07
والنهاب والعابث وتخشى عليها من العابثين فكذلك اعمالك الصالحة هي انفس ما تخزنه واعظم ما تفد به على الله عز وجل فاحرص على الا تحبط او يعتريها شيء من النقص - 00:12:27
فيذهب بها فيكون كما وصف الله تعالى في هذه الاية ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين الله - 00:12:45
لكم الاية اي كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتفكرون نعم لعلكم كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. نعم باب قول الله تعالى لا يسألون الناس الحافا قال حدثنا ابن ابي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثني شريك ابن ابي نمر - 00:13:05
ان عطاء ابن يسار وعبدالرحمن ابن ابي عمرة الانصارية قال سمعنا ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان اللقمة ولا اللقمتان انما المسكين الذي يتعفف. واقرأوا ان شئتم يعني قوله - 00:13:35
لا يسألون الناس الحافا هذه الاية او هذا الجزء من الاية قوله تعالى لا يسألون الناس الحافا جاء في سياق ذكر النفقات. يقول الله تعالى ان تبدوا الصدقات فانعم ما هي - 00:14:07
وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويكفر عنكم ويكفر عنكم سيئة من سيئاتكم والله بما تعملون خبير فسوى الله تعالى بين الاعلان والاخفاء في الصدقات وفظل الاخفاء لان الاصل - 00:14:27
في الاخفاء انه اقرب الى الاخلاص ثم قال تعالى ليس عليك هداهم وهذا في بيان ان النفقة تكون للمسلم والكافر الانفاق والاحسان لا يقتصر فقط على مسلم بل يكون للمسلم والكافر ليس عليك هداهم فانفق على كل من شئت واحسن الى كل احد مسلم او كافر بر او فاجر - 00:14:50
فان هدايتهم ليس اليك وليس هذا من مقصود النفقات ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال وما تنفقوا من خير فلانفسكم انما تنفق انت لمصلحة نفسك فما تمضيه وتنفقه عائد نفعه اليك. وان انتفع منه الاخر. لكن النفع الاكبر والاعظم هو لك - 00:15:13
حيث ان ذلك تجده في صحائف اعمالك والمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة وما تنفق من خير فلانفسكم وما تنفقوا الا وجه الله هذا هو المقصود بالنفقات وهذا هو الفيصل الذي ينبغي ان يعتني به الانسان ان تكون ابتغاء وجه الله. لا - 00:15:39
طلب رياء ولا سمعة ولا مدح ولا ما الى ذلك من المقاصد. يقول وما تنفقوا من خير يشمل كل النفقات الواجبة والمستحبة حتى نفقتك على نفسك. وما تنفق من خير يوفى اليكم ان يعطيكم الله اجره - 00:16:02
ويثيبكم عليه وانتم لا تظلمون. ثم قال الله تعالى للفقراء الذين احصروا. بعد ان بين ان لا حرج في ان ينفق الانسان على كل احد. ليس عليك هداهم. بين اولى واحق من تصرف اليه النفقات - 00:16:21
فالاول بيان الجواز وان الانفاق يجوز على كل احد. طبعا هذا في الانفاق غير غير الزكاة. الزكاة لا تكون الا لمسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن قال لمعاذ لما بعثه الى اليمن - 00:16:44
فانهم اطاعوك لذلك فاعلموا ان الله افترض عليهم صدقة صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد الى فقرائهم فلابد في الصدقات اللي هي الزكاة لا بد ان تكون لاهل الاسلام اما سائر النفقات فانها تكون لكل من - 00:17:00
طالت لكل من بذلت اليه الاحسان من مسلم او غيره. لكن من اولى الناس ان تنفق عليه؟ الجواب اولى الناس من تنفق عليه وتتصدق عليه هو من يستعين بالمال على طاعة الله - 00:17:20
من يستعين بما تعطيه على طاعة الله فهو اولى من تعطيه من صدقاتك ومالك يقول الله تعالى في بيان اولى من ينفق عليه قال للفقراء اي انفقوا النفقات والصدقات للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم - 00:17:37
وجهلوا اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا. وما تنفقوا من خير فان الله به عليم. ذكر الله خمسة خصال خمسة اشياء او خمس ذكر الله خمس صفات خمس خصال - 00:18:05
للمنفق عليهم في اعلى ما يكون ممن ينفق عليهم للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. اول وصف الفقراء الثاني احصروا في سبيل الله اي حبسوا في سبيل الله واوقفوا انفسهم على سبيل الله - 00:18:25
الجهاد او بغيره من اوجه الطاعة والقربى. لا يستطيعون ضربا في الارض يعني ليس عندهم قدرة على التكسر. هذا هو الوصف الثالث يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف هذا هو الوصف الرابع. اي يظنهم الجاهل اي الذي لا يعرف - 00:18:42
حالهم ولا يعرف حقيقة الامور وتخفى عليه الحقائق يظنهم اغنياء وهم فقراء يقول يقول تعالى يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف اي من عدم السؤال فهم لا يسألون الناس. والسؤال له طريقان اما سؤال حال او سؤال مقال. سؤال مقال يقول اعطني - 00:19:01
سؤال حال ان يظهر لك عاهته او افته ان كان فيه صاحب عاهة او يظهر لك رثاثة حاله او يتعرض لك من انواع التعرض هذا سؤال حال. والتعفف من هؤلاء - 00:19:27
شمل الصورتين فهم لا يسألون الناس يحسبهم الجاهل يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف فهم متعففون عن ان يطلبوا الناس شيئا. قال تعالى وهذا الوصف الخامس تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا - 00:19:43
تعرفهم بسيماهم كيف يحسبهم الجاهل واغنياء من التعفف وتعرفهم بسيماهم ما في تعارض. الذي لا يعرفهم هو الجاهل لكن صاحب الفراسة والبصيرة يعرف ان هذا ذو حاجة وانه ذو فقر. يقول جل وعلا لا يسألون الناس الحافا. اي لا يطلبون من الناس - 00:20:05
طلبا محفيا طلبا ملحا طلبا مشقا عليهم سواء كان ذلك بالمقال او بالحال لا يسألون الناس الحافا. وهذا هو موضع ما ذكر المؤلف رحمه الله فيه الاثر حيث قال فيما ساقه باسناده - 00:20:28
من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ليس المسكين الذي ترده اي اذا اعطيته تمرة او اعطيته تمرتين انصرف ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة - 00:20:53
ولا اللقمتان انما المسكين انما المسكين الذي يتعفف اي لا يطلب الناس واقرأوا ان شئتم يعني قوله تعالى لا يسألون الناس الحافا فهو عفيف عن سؤال الناس بقوله عفيف عن سؤال الناس بحاله - 00:21:13
وهذا بيان لفضيلة التعفف وفضيلة ترك السؤال واعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده اللقمة ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان وفي رواية ولا الاكلة ولا الاكلتان - 00:21:38
هذا ليس نفيا للمسكنة عن هذا بالكلية. انما بيان ان المسكين الحقيقي الذي هو اولى بهذا الوصف هو من كانت حاله حال اعواز وحاجة لكنه يترك السؤال ولذلك قال انما المسكين الذي ينبغي ان يفتش عنه - 00:22:06
ويطلب وتقضى حاجته الذي يتعفف اي الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يظهر لهم فقره مع حاجته وفاقته هذا هو المسكين على وجه الكمال. لكن هل هذا يعني ان المسكين الذي - 00:22:26
ترده اللقمة واللقمتان لا يجوز اعطاؤه من الزكاة والصدقة؟ الجواب لا. بل هذا اذا كانت حاجته دون ما عنده من مال فانه يعطى قدر كفايته لكن الحديث مراده ومقصوده التنبيه الى مسكين يغفل عنه. واما المسكين الذي يتنبه اليه بسؤاله وطلبه فهذا قد - 00:22:52
ابانا حالة فلا حاجة الى ان يطلب لانه ظاهر ويأتي ويقول عطني انا عندي ايجار انا عندي عائلة انا عندي كذا وكذا فيسأل فهذا قد ابان عن حاجته فلا يحتاج الى ان يفتش عنه - 00:23:20
وانما الذي ينبغي ان يفتش عنه ويطلب لتسد حاجته هو ذاك الذي يتعفف ولا يسأل الناس شيئا فان هذا هو الذي قد تعوزه الامور ولا يقوى على السؤال وابانة الحال فسد حاجته من باب اولى وهو اولى بسد الحاجة من الذي اظهر حاجته لان الذي - 00:23:35
اظهر حاجته سيدرك مطلوبه بالتمرة والتمرتين والاكل والاكلتين والريال والريالين ستقضى حاجته. فقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ينبغي ان يفهم على هذا السياق وهذا المعنى - 00:23:58
ان مقصود النبي صلى الله عليه وسلم التنبيه الى صنف من المساكين يغفل عنهم ولا يتنبه لهم مع عظيم حاجتهم. وشدة فقرهم وعظيم عوزهم لكنهم لا يسألون الناس الحافا ويحسبهم الجاهل اغنياء اي مكتفين والمقصود بالغنى هنا الكفاية من التعفف - 00:24:17
واعلم ان هذا الحديث قد استدل به بعض اهل العلم على ان المسكين اشد حاجة من الفقير لان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما المسكين الذي يتعفف اي لا يسأل الناس مع شدة حاجته - 00:24:46
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ايهما اشد حاجة؟ الفقير او المسكين قال الله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والفرق بين الفقير والمسكين ان الفقير هو الذي لا شيء معه - 00:25:09
واما المسكين فهو الذي معه شيء لا يكفي حاجته في فرق بينهم واضح الفرق؟ الفقير لا شيء معه واما المسكين فمعه شيء لكنه لا يكفي حاجته وهذا الذي عليه جمهور العلماء في التفريق بين الفقير والمسكين. وعلى هذا ايهما اشد حاجة؟ الفقير والمسكين - 00:25:29
الفقير ولهذا قدمه الله ذكرا في بيان المستحقين للزكاة فقال انما الصدقات للفقراء والمساكين فبدأ بالفقير لانه اشد حاجة من المسكين وقال بعض اهل العلم بل المسكين اشد حاجة من الفقير - 00:25:56
فالفقير عنده شيء واما المسكين فقد اسكنته الحاجة فلا شيء عنده لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما المسكين الذي يتعفف فلا يؤبه له ولا يدرى عنه ولا يعلم بحاله مع شدة حاجته - 00:26:19
وقال جماعة من اهل العلم الفقير والمسكين شيء واحد هما سواء وهذا مذهب الامام مالك رحمه الله فالعلماء في التفريق بين الفقير والمسكين لهم ثلاثة اقوال. جمهور العلماء على ان الفقير اشد حاجة من المسكين - 00:26:38
والقول الثاني وهو مذهب الحنفية ان المسكين اشد حاجة من الفقير. والقول الثالث ان المسكين والفقير على حد سواء والذي يظهر والله تعالى اعلم وما ذهب اليه الجمهور من ان الفقير اشد حاجة والفقير - 00:26:56
اصله فعيل من مفعول اي مفقور مفقور مثل طبيخ مطبوخ ولماذا سمي الفقير فقيرا؟ قالوا لانه اصيب في فقار ظهره فلا يقوى على حركة فلذلك سمي الفقير فقيرا فهو مفقور مصاب بفقرات ظهره ومعلوم ان الاصابة بفقرات الظهر تشل الانسان عن الحركة والكسب والعمل - 00:27:14
واما المسكين فانه مأخوذة فانه مأخوذ من السكون والذي اسكنه عدم قدرته على على الكسب او انه لا سبيل له الى كسب ما يكفيه. وعلى كل حال هذه اشتقاقات لغوية ذكرها العلماء في التفريق بين الفقير - 00:27:47
والمسكين - 00:28:08
Transcription
يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون ولذلك جدير بالمؤمن ان يتحرى الاخلاص في كل اعماله وفي كل احواله والاخلاص يحتاج الى مكابدة يحتاج الى دوام مراقبة يحتاج الى حضور قلب لان - 00:00:00
النفس غلابة يا اخوان حظوظ النفس غلابة فان لم يكن الانسان على يقظة وانتباه يوشك ان يكون كهذا الذي ذكر الله عز وجل فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت ويا له من خسار في وقت في وقت ضعف وافتقار - 00:00:21
لانه عند عندما يفد الى الله عز وجل ويأمل ان ينتفع من هذه الاعمال الصالحة التي عملها يقدم وهو خالي اليدين ولا في امكانية استرجاع ومراجعة ومعاودة العمل لانه انتهى الامر واصبحت النفوس مرهونة باعمالها كما قال تعالى كل نفس - 00:00:45
بما كسبت رهينة فاحرص على الاخلاص في قولك احرص على الاخلاص في عملك والاخلاص على وضوحه ويسره الا انه يحتاج الى معالجة ودواء نظر في قلبك ونيتك ولهذا يجب على المؤمن ان يتحرى الاخلاص في كل احواله واقواله وان يتفقد نفسه في انه لا يريد من الناس جزاء ولا شكورا ولا يمكن - 00:01:09
ان يبلغ الانسان هذه المرتبة الا اذا قطع نظره عن الخلق فاقطع نظرك عن الخلق لا تلتفت اليهم فانهم لا ينفعون ولا يضرون انما النافع الضار هو الله جل في علاه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. اما الخلق فان مدحوك - 00:01:38
فان ذلك لا يرفعك وان ذموك فان ذلك لا ينقصك بل الذي ينفعك ويفرحك ويبهجك هو مدح الله لك وقد ذكر الامام احمد رحمه الله في مسنده ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اعطني - 00:01:57
اي عطاء من المال فان مدحي زين وذمي شين يعني اذا مدحت فمدحي يرفع الشخص واذا ذممت فذمي يسقطه وينزله وهو بهذا يرغب النبي صلى الله عليه وسلم في ان يعطيه لاجل ان يمدحه فبماذا اجابه صلى الله عليه وسلم؟ قال - 00:02:20
ذاك هو الله من الذي مدحه يزيد؟ هو الله ومن الذي مدحه ذمه يشين؟ هو الله. فقال له ذاك هو الله الذي مدحه يزين هو الله. والذي ذمه يشين هو الله واما الخلق - 00:02:44
فمدحهم وذمهم سيان فما من احد الا وله مادح وله قادح وانما الذي ينفع ويسمو به الانسان ويعلو به وتعلو به مراتبه هو ان يمدحك الله جل في علاه ولهذا علق قلبك بالله لا تلتفت الى سواه - 00:03:00
فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه فالنوايا المدخولة جنبها عن عملك واقصد ربك واحرص على اخفاء عملك ما استطعت فان اخفاء من دلائل الاخلاص - 00:03:23
ومن المعينات عليه ما لم يكن هناك حاجة للبيان حاجة عند ذلك واو المصلحة خارجة عن الاصل في عمل الانسان فليحرص المؤمن على الاخلاص والاخلاص قد يكون في العمل الظاهر وعدم الاخلاص قد يكون في العمل الخفي - 00:03:42
فليحرص الانسان على نظره الى قلبه وان لا يكون في قلبه سوى طلب مرضات الله جل وعلا فان الاخلاص ملخصه جملة واحدة فقالها سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله قال يا رسول الله الرجل يقاتل - 00:04:06
يبتغي الاجر والذكر يريد الاجر من الله ويحب ان يمدحه الناس. يبتغي الاجر والذكر يقول هذا يقولون هذا شجاع. هذا مقاتل هذا صنديد هذا مقدام فيبتغي الاجر والذكر. قال ما له؟ الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما له؟ يعني ايش الذي يرجع به من من الاجر والثواب اذا قصد الاجر والذكر بعمله - 00:04:28
قال لا شيء له لا شيء له عاد الرجل السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر ما له قال لا شيء له. عاد السؤال مرة ثالثة. قال الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر - 00:04:56
ما له؟ قال لا شيء له ثم قال صلى الله عليه وسلم انما يتقبل الله من العمل انتبه كلنا نعمل فانظر شرط القبول انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا - 00:05:16
وابتغي به وجهه خالصا اي لا شعبة فيه وابتغي به وجهه هو تفسير للاخلاص كيف تحقق الاخلاص؟ ان تبتغي بعملك الله جل في علاه ان تقصد بالعمل مرضاته. ان تقصد بالعمل تحصيل رضاه - 00:05:36
ولا تلتفت الى سواه ويا لها من سعادة فكلما حقق الانسان الاخلاص عظم الثواب والاجر وانشرح الصدر وكل ما تؤمله انتبه لهذه المسألة. كل ما تؤمنه ترجوه بمراءة الناس واظهار العمل له لهم ستدركه بالاخلاص - 00:06:00
فمن اخلص لله احبه الله واذا احبه الله نادى في السماء جبريل نحب فلانا فاحبه. وينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه. واذا احبه اهل السماء وضع له القبول في الارض - 00:06:25
فما فما ترجوه من ثناء الناس ومحبتهم تدركه بالاخلاص. لكن اذا قصدت محبة الناس والتفت الى ما عندهم اذا جاء يوم القيامة وفت على الله تعالى بلا عمل وقدمناها الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - 00:06:44
ما هو الهباء مهو بهباء مجتمع شف يقول هباء ومنثور. الهباء لو كان مجموعا ما حصلت منه شيئا. فكيف اذا كان منثورا؟ لا يمكن ان تدرك شيئا واذا اردت ان تعرف الهباء انظر الى اشعة الشمس من نافذة بيتك - 00:07:07
وهذا المتطاير من الهباء فيها هو الهباء. هذه العوالق المتطايرة في في اشعة الشمس هي الهباء. لو تمسك الليل والنهار. تريد ان تمسك منها شيء هل تحصلوا شيئا تحصل شي ولا ما تحصل؟ لا تحصل لا تحصل شي - 00:07:27
هذا هو عمل من لم يكن لله مخلصا. لا يحصل منه شيئا. ولذلك قال الله تعالى في عمل المرائين لا لا يقدرون على شيء مما كسبوا اي لا يدركون ولا ينتفعون بشيء مما كسبوا لانهم لم يخلصوا لله العمل - 00:07:46
وقد نبه عمر رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث الى ضرورة الاخلاص وان الاخلاص في غاية الاهمية في صلاح العمل والمعنى الذي ذكره عمر رضي الله تعالى عنه ذكر - 00:08:11
الوجه الثاني في تفسير الاية انه الذي يحبط عمله فيختم له بسوء. حيث قال في في تفسير الاية قال هذا مثل لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى - 00:08:32
اغرق اعماله حتى اغرق اعماله او يفناها بسيء العمل ولهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على حفظ حسناته وحفظ الحسنات يكون صيانتها عن عن كل ما يمكن ان يبطلها. ممن من اذى من رياء من سمعة من - 00:08:52
من محبطات الاعمال والاعمال لها محبطات تذهب بها فمثلا من اتى كاهنا او عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا من محبطات الاعمال هذا الحديث في صحيح الامام مسلم عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:21
كصلاة اربعين يوم اجرها وثوابها ذاهب بايش باتيان الكاهن لسؤاله ولو لم تصدقه فاذا سألت الكاهن او العراف وهذا شائع عطني كفك خلني اشوف حظك هذا هو اتيان الكهان الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عطني الفنجال خلني اشوف - 00:09:44
ما يكون لك في مستقبل الايام هذا هو اتيان الكهان الذي يتصل على البرامج التي يخبر فيها اللي يسمونه النوراني او الروحاني او ما الى ذلك من الاسماء الكاذبة التي يزينون بها الباطل ويقول له ماذا سيكون في العام القادم؟ هؤلاء كلهم داخلون فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اتى - 00:10:12
او عرافا فسأله فقد لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا مثال من من محبطات الاعمال من محبطات الاعمال من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله وكم هم الذين يتركون صلاة العصر حتى يخرج وقتها بلا عذر؟ كثيرون - 00:10:38
حبط عمله عمل اليوم كامل يذهب فينبغي للمؤمن ان يحفظ عمله وان لا يحبطه فيتوقع اسباب اسباب حبوط العمل ويحافظ عليه ويتقي الله تعالى وسييسر الله تعالى له زيادة هذه الاعمال ويبارك له فيها. اما الذي يسيبها او يغفل - 00:10:59
انهى يوشك ان يكون كما ذكر عمر رضي الله تعالى عنه في الرجل في رجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم يبعث له شيطان فيزين له المعاصي حتى يغرق عمله. واعلم ان الاعمال بالخواتيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:25
والرجل يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينها الا ذراع بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وهذا المقصود به انه يختم له بعمل سيء ولا يلزم ان يكون العمل السيء هو الكفر - 00:11:48
لان عمل اهل النار الكفر فما دونه فقد يعمل بالكفر وقد يعمل بالمعاصي. التي تحبط الاعمال او المعاصي التي توجب دخول النار فالمؤمن يجب ان يكون شديد العناية بعمله كما انك تحفظ نقودك وتخشى عليها من السراق - 00:12:07
والنهاب والعابث وتخشى عليها من العابثين فكذلك اعمالك الصالحة هي انفس ما تخزنه واعظم ما تفد به على الله عز وجل فاحرص على الا تحبط او يعتريها شيء من النقص - 00:12:27
فيذهب بها فيكون كما وصف الله تعالى في هذه الاية ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين الله - 00:12:45
لكم الاية اي كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتفكرون نعم لعلكم كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. نعم باب قول الله تعالى لا يسألون الناس الحافا قال حدثنا ابن ابي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثني شريك ابن ابي نمر - 00:13:05
ان عطاء ابن يسار وعبدالرحمن ابن ابي عمرة الانصارية قال سمعنا ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان اللقمة ولا اللقمتان انما المسكين الذي يتعفف. واقرأوا ان شئتم يعني قوله - 00:13:35
لا يسألون الناس الحافا هذه الاية او هذا الجزء من الاية قوله تعالى لا يسألون الناس الحافا جاء في سياق ذكر النفقات. يقول الله تعالى ان تبدوا الصدقات فانعم ما هي - 00:14:07
وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويكفر عنكم ويكفر عنكم سيئة من سيئاتكم والله بما تعملون خبير فسوى الله تعالى بين الاعلان والاخفاء في الصدقات وفظل الاخفاء لان الاصل - 00:14:27
في الاخفاء انه اقرب الى الاخلاص ثم قال تعالى ليس عليك هداهم وهذا في بيان ان النفقة تكون للمسلم والكافر الانفاق والاحسان لا يقتصر فقط على مسلم بل يكون للمسلم والكافر ليس عليك هداهم فانفق على كل من شئت واحسن الى كل احد مسلم او كافر بر او فاجر - 00:14:50
فان هدايتهم ليس اليك وليس هذا من مقصود النفقات ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال وما تنفقوا من خير فلانفسكم انما تنفق انت لمصلحة نفسك فما تمضيه وتنفقه عائد نفعه اليك. وان انتفع منه الاخر. لكن النفع الاكبر والاعظم هو لك - 00:15:13
حيث ان ذلك تجده في صحائف اعمالك والمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة وما تنفق من خير فلانفسكم وما تنفقوا الا وجه الله هذا هو المقصود بالنفقات وهذا هو الفيصل الذي ينبغي ان يعتني به الانسان ان تكون ابتغاء وجه الله. لا - 00:15:39
طلب رياء ولا سمعة ولا مدح ولا ما الى ذلك من المقاصد. يقول وما تنفقوا من خير يشمل كل النفقات الواجبة والمستحبة حتى نفقتك على نفسك. وما تنفق من خير يوفى اليكم ان يعطيكم الله اجره - 00:16:02
ويثيبكم عليه وانتم لا تظلمون. ثم قال الله تعالى للفقراء الذين احصروا. بعد ان بين ان لا حرج في ان ينفق الانسان على كل احد. ليس عليك هداهم. بين اولى واحق من تصرف اليه النفقات - 00:16:21
فالاول بيان الجواز وان الانفاق يجوز على كل احد. طبعا هذا في الانفاق غير غير الزكاة. الزكاة لا تكون الا لمسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن قال لمعاذ لما بعثه الى اليمن - 00:16:44
فانهم اطاعوك لذلك فاعلموا ان الله افترض عليهم صدقة صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد الى فقرائهم فلابد في الصدقات اللي هي الزكاة لا بد ان تكون لاهل الاسلام اما سائر النفقات فانها تكون لكل من - 00:17:00
طالت لكل من بذلت اليه الاحسان من مسلم او غيره. لكن من اولى الناس ان تنفق عليه؟ الجواب اولى الناس من تنفق عليه وتتصدق عليه هو من يستعين بالمال على طاعة الله - 00:17:20
من يستعين بما تعطيه على طاعة الله فهو اولى من تعطيه من صدقاتك ومالك يقول الله تعالى في بيان اولى من ينفق عليه قال للفقراء اي انفقوا النفقات والصدقات للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم - 00:17:37
وجهلوا اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا. وما تنفقوا من خير فان الله به عليم. ذكر الله خمسة خصال خمسة اشياء او خمس ذكر الله خمس صفات خمس خصال - 00:18:05
للمنفق عليهم في اعلى ما يكون ممن ينفق عليهم للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. اول وصف الفقراء الثاني احصروا في سبيل الله اي حبسوا في سبيل الله واوقفوا انفسهم على سبيل الله - 00:18:25
الجهاد او بغيره من اوجه الطاعة والقربى. لا يستطيعون ضربا في الارض يعني ليس عندهم قدرة على التكسر. هذا هو الوصف الثالث يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف هذا هو الوصف الرابع. اي يظنهم الجاهل اي الذي لا يعرف - 00:18:42
حالهم ولا يعرف حقيقة الامور وتخفى عليه الحقائق يظنهم اغنياء وهم فقراء يقول يقول تعالى يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف اي من عدم السؤال فهم لا يسألون الناس. والسؤال له طريقان اما سؤال حال او سؤال مقال. سؤال مقال يقول اعطني - 00:19:01
سؤال حال ان يظهر لك عاهته او افته ان كان فيه صاحب عاهة او يظهر لك رثاثة حاله او يتعرض لك من انواع التعرض هذا سؤال حال. والتعفف من هؤلاء - 00:19:27
شمل الصورتين فهم لا يسألون الناس يحسبهم الجاهل يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف فهم متعففون عن ان يطلبوا الناس شيئا. قال تعالى وهذا الوصف الخامس تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا - 00:19:43
تعرفهم بسيماهم كيف يحسبهم الجاهل واغنياء من التعفف وتعرفهم بسيماهم ما في تعارض. الذي لا يعرفهم هو الجاهل لكن صاحب الفراسة والبصيرة يعرف ان هذا ذو حاجة وانه ذو فقر. يقول جل وعلا لا يسألون الناس الحافا. اي لا يطلبون من الناس - 00:20:05
طلبا محفيا طلبا ملحا طلبا مشقا عليهم سواء كان ذلك بالمقال او بالحال لا يسألون الناس الحافا. وهذا هو موضع ما ذكر المؤلف رحمه الله فيه الاثر حيث قال فيما ساقه باسناده - 00:20:28
من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ليس المسكين الذي ترده اي اذا اعطيته تمرة او اعطيته تمرتين انصرف ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة - 00:20:53
ولا اللقمتان انما المسكين انما المسكين الذي يتعفف اي لا يطلب الناس واقرأوا ان شئتم يعني قوله تعالى لا يسألون الناس الحافا فهو عفيف عن سؤال الناس بقوله عفيف عن سؤال الناس بحاله - 00:21:13
وهذا بيان لفضيلة التعفف وفضيلة ترك السؤال واعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده اللقمة ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان وفي رواية ولا الاكلة ولا الاكلتان - 00:21:38
هذا ليس نفيا للمسكنة عن هذا بالكلية. انما بيان ان المسكين الحقيقي الذي هو اولى بهذا الوصف هو من كانت حاله حال اعواز وحاجة لكنه يترك السؤال ولذلك قال انما المسكين الذي ينبغي ان يفتش عنه - 00:22:06
ويطلب وتقضى حاجته الذي يتعفف اي الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يظهر لهم فقره مع حاجته وفاقته هذا هو المسكين على وجه الكمال. لكن هل هذا يعني ان المسكين الذي - 00:22:26
ترده اللقمة واللقمتان لا يجوز اعطاؤه من الزكاة والصدقة؟ الجواب لا. بل هذا اذا كانت حاجته دون ما عنده من مال فانه يعطى قدر كفايته لكن الحديث مراده ومقصوده التنبيه الى مسكين يغفل عنه. واما المسكين الذي يتنبه اليه بسؤاله وطلبه فهذا قد - 00:22:52
ابانا حالة فلا حاجة الى ان يطلب لانه ظاهر ويأتي ويقول عطني انا عندي ايجار انا عندي عائلة انا عندي كذا وكذا فيسأل فهذا قد ابان عن حاجته فلا يحتاج الى ان يفتش عنه - 00:23:20
وانما الذي ينبغي ان يفتش عنه ويطلب لتسد حاجته هو ذاك الذي يتعفف ولا يسأل الناس شيئا فان هذا هو الذي قد تعوزه الامور ولا يقوى على السؤال وابانة الحال فسد حاجته من باب اولى وهو اولى بسد الحاجة من الذي اظهر حاجته لان الذي - 00:23:35
اظهر حاجته سيدرك مطلوبه بالتمرة والتمرتين والاكل والاكلتين والريال والريالين ستقضى حاجته. فقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ينبغي ان يفهم على هذا السياق وهذا المعنى - 00:23:58
ان مقصود النبي صلى الله عليه وسلم التنبيه الى صنف من المساكين يغفل عنهم ولا يتنبه لهم مع عظيم حاجتهم. وشدة فقرهم وعظيم عوزهم لكنهم لا يسألون الناس الحافا ويحسبهم الجاهل اغنياء اي مكتفين والمقصود بالغنى هنا الكفاية من التعفف - 00:24:17
واعلم ان هذا الحديث قد استدل به بعض اهل العلم على ان المسكين اشد حاجة من الفقير لان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما المسكين الذي يتعفف اي لا يسأل الناس مع شدة حاجته - 00:24:46
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ايهما اشد حاجة؟ الفقير او المسكين قال الله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والفرق بين الفقير والمسكين ان الفقير هو الذي لا شيء معه - 00:25:09
واما المسكين فهو الذي معه شيء لا يكفي حاجته في فرق بينهم واضح الفرق؟ الفقير لا شيء معه واما المسكين فمعه شيء لكنه لا يكفي حاجته وهذا الذي عليه جمهور العلماء في التفريق بين الفقير والمسكين. وعلى هذا ايهما اشد حاجة؟ الفقير والمسكين - 00:25:29
الفقير ولهذا قدمه الله ذكرا في بيان المستحقين للزكاة فقال انما الصدقات للفقراء والمساكين فبدأ بالفقير لانه اشد حاجة من المسكين وقال بعض اهل العلم بل المسكين اشد حاجة من الفقير - 00:25:56
فالفقير عنده شيء واما المسكين فقد اسكنته الحاجة فلا شيء عنده لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما المسكين الذي يتعفف فلا يؤبه له ولا يدرى عنه ولا يعلم بحاله مع شدة حاجته - 00:26:19
وقال جماعة من اهل العلم الفقير والمسكين شيء واحد هما سواء وهذا مذهب الامام مالك رحمه الله فالعلماء في التفريق بين الفقير والمسكين لهم ثلاثة اقوال. جمهور العلماء على ان الفقير اشد حاجة من المسكين - 00:26:38
والقول الثاني وهو مذهب الحنفية ان المسكين اشد حاجة من الفقير. والقول الثالث ان المسكين والفقير على حد سواء والذي يظهر والله تعالى اعلم وما ذهب اليه الجمهور من ان الفقير اشد حاجة والفقير - 00:26:56
اصله فعيل من مفعول اي مفقور مفقور مثل طبيخ مطبوخ ولماذا سمي الفقير فقيرا؟ قالوا لانه اصيب في فقار ظهره فلا يقوى على حركة فلذلك سمي الفقير فقيرا فهو مفقور مصاب بفقرات ظهره ومعلوم ان الاصابة بفقرات الظهر تشل الانسان عن الحركة والكسب والعمل - 00:27:14
واما المسكين فانه مأخوذة فانه مأخوذ من السكون والذي اسكنه عدم قدرته على على الكسب او انه لا سبيل له الى كسب ما يكفيه. وعلى كل حال هذه اشتقاقات لغوية ذكرها العلماء في التفريق بين الفقير - 00:27:47
والمسكين - 00:28:08