الأربعون النووية

الدرس (5) من شرح الأربعين النووية

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فكنا قد اه تكلمنا عن اه اول حديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته - 00:00:00ضَ

اه الى الله ورسوله وقفنا عند قوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله. قلنا في تعريف الهجرة انها ترك شيء هذا هو الاصل والهجرة اه تكون بالقلب وتكون بالبدن وقوله هنا فمن كانت هجرته - 00:00:17ضَ

هي هجرة القلوب لان التوجه الى الله ورسوله هو توجه قلب وقصد ولذلك قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ذكر الهجرة هنا الهجرة القلبية ويتبعها - 00:00:40ضَ

هجرة البدن فان القلب اذا هاجر الى الله او هاجر الى رسوله لابد ان يتحرك البدن الى الى الله والى رسوله البدن تابع للقلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله - 00:00:59ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله متصور ان الهجرة انتقال الى مكان هنا ليس ثمة مكان ينتقل اليه علم ان الهجرة المقصودة هنا هي هجرة - 00:01:23ضَ

القلوب وليست هجرة الابدان اما هجرة الابدان فهي تابعة لهجرة القلب يقول النبي صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله الهجرة الى الله يقول تكلمنا عنها قلنا الهجرة الى الله - 00:01:38ضَ

الاقبال عليه التوجه اليه بالتوحيد والاخلاص والاعمال وسائر الاعمال القلبية والهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم بالايمان به واتباعه واختفاء اثره صلى الله عليه وسلم وطاعته والانقياد له وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هاتين الهجرتين فقال واجعل لقلبك هجرتين - 00:01:59ضَ

ولا تنم فهما على كل امرئ فرضاني هجرة الى الله والهجرة الى رسوله فرض وليست امرا متطوعا به الهجرة الاولى الى الرحمن بالاخلاص في سر وفي اعلاني والهجرة الاخرى الى المبعوث بالحق المبين وواضح برهان - 00:02:26ضَ

قال فيدور مع قول الرسول وفعله نفيا واثباتا بلا روضان الاستسلام لحكمه والانقياد لحكمه والقبول لخبره. هذا فيدور مع قول الرسول وفعله نفيا واثباتا الى روغان يعني بلا حيلة وتخلص - 00:02:53ضَ

هاتان الحجرتان المشار اليهما في قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله قال فهجرته الى الله ورسوله الفا واقعة في جواب الشرط كما هو معروف - 00:03:18ضَ

في مثل هذا التركيب ان الفاء تأتي واقعة في جواب الشرط اذا كان متى تأتي الفاء في جواب الشرط متى تأتي الفاء في جواب الشرط جواب الشرط جزاء لابد ان يكون جملة - 00:03:33ضَ

الشرط لابد ان يكون جملة الاصل ان لا تقترن الفاء بجواب الشرط الا في ما اذا كانت الجملة لا تصلح ان تكون شرطا بان تكون جملة اسمية او طلبية او مصدرة باوروبا - 00:03:57ضَ

وهي مجموعة في قول الشاعر الناظم اسمية طلبية وبجامد وبما ولن وبقد وبالتنفيز فعلى كل حال الان الف هنا واقعة في جواب الشرط والجواب الشرط الغالب والاصل في جواب الشرط ماذا يا اخوان - 00:04:27ضَ

ان يكون مغايرا للشرط فاذا جاء جواب الشرط متحدا مع الشرط فثمة امر لا بد من التوقف عنده اظن تكلمنا عن هذا فمن كانت هجرته فهجرته الى الله ورسوله قلنا في ذلك اما ان يقال ان قوله - 00:04:48ضَ

فهجرته يقدر ما تحصل به المغامرة المغايرة. فيقال فمن كانت فمن كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته الى الله ورسوله فضلا وثوابا وقال اخرون بل لا حاجة الى التقدير وانما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله - 00:05:14ضَ

بيان كمال هذا العمل وعظيمة فضله وكبير اجره ان المعنى ان من كانت هجرته الى الله ورسوله فسيدرك ما هجر له سيدرك مقصوده وسيحصل له ما يريد وهذا معنا فهجرته الى الله ورسوله - 00:05:38ضَ

ثم ذكر صلى الله عليه هذا المثل الاول وهو مثل من صحت نيته وسلم قصده وخلص في طلبه وجهه اما الثاني قال ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها لاحظ الفرق - 00:06:05ضَ

بين التركيبين. هناك قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هنا قال لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها. اللام هنا للتعليل بمعنى لاجل اسألكم ما الذي يوحيه لكم اختلاف التعبير من كانت فمن كانت هجرته الى الله ورسوله - 00:06:31ضَ

قوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها ماذا يوحي محمد احمد طيب طيب طيب اللي بيظهر يعني الاقوال التي ذكرت كلها قريبة من المعنى لكن ابرز ما يظهر والله اعلم - 00:07:00ضَ

ان يعني المعنى البارز هو ان الهجرة الى الله ورسوله فيها خروج عن المألوف واذا قال الى هنا في غاية ونهاية اما الدنيا فهي قريبة ويحصلها الانسان ولذلك قال لي - 00:07:54ضَ

بمعنى انه ليس هناك عناء لادراكها وتحصيلها بل هي قريبة ودنية على اسمها دنيا دنية يذيكها الانسان قرب وسهولة وبدنو وسفول. فليس فيها علو وارتفاع وعظمة آآ علو شأن هذا ما يفيده التنويع في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا - 00:08:19ضَ

يصيبها او امرأة ينكحها قول لدنيا اي لامر من امور الدنيا وامور الدنيا تنقسم الى قسمين منهم منها ما هو مباح منها ما هو محرم ومنها ما هو مكروه فليست امور الدنيا على حال واحدة. بل امور الدنيا متنوعة متفاوتة - 00:08:53ضَ

وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمن كانت هجرته ومن كانت هجرته لدنيا يشمل كل المقاصد الدنيوية العادية المباحة والمحرمة والمكروهة فهجرته لما هاجر اليه وهذا مفارقة بين الصيغتين ايضا اي فهي فسيدرك - 00:09:20ضَ

ما هاجر اليه ما قصده وليس له بمعاني الامور وانما قال فهجرته الى ما هاجر اليه لكون ذلك امرا لا يؤبه له يستحق ان يذكر ولا ان ينص عليه هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر - 00:09:45ضَ

اليه بعد هذا نرجع الوقوف على ابرز ما في هذا الحديث من فوائد نعم من فوائد الحديث بيان النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه هذا مستفاد من التقعيد والتمثيل او التأصيل والتمثيل - 00:10:15ضَ

ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم اولا بالتأصيل ثم انتقل لتقرير ذلك المعنى او لايضاح ذلك المعنى بالتمثيل من فوائد الحديث شريف وعظيم مكانة النية وانها في منزلة عليا من - 00:10:46ضَ

اهم ما ينبغي الاعتناء به في العمل لان الاعمال تابعة لها النية اصل جميع الاعمال وهي روح العمل اذا خلى العمل من النية فلا فائدة منه ومن فوائد الحديث وان الاعمال لابد ان تقارنها نيات - 00:11:13ضَ

في قوله انما الاعمال بالنيات فكل عمل بغير نية فانه لا يجزئ ولهذا النية فرض في كل العبادات وشرط لكل الاجور والمثوبات وفي من الفوائد ان النية تكون قارنة للعمل - 00:11:52ضَ

من ابتدائه الى انتهائه فلا بد ان تكون حاضرة مستصحبة العمل ولذلك قالوا النية ركن لا يصح العمل الا به وهي شرط ركن في الابتداء وشرط في الاستصحاب والاستمرار لانه لا يكون - 00:12:17ضَ

جزء من اجزاء العمل الا ولابد فيه من نية بعض العلماء قال النية ركن وبعضهم قال النية شرط وبعضهم فصل قال هي ركن في الابتداء شرط في الاستصحاب والاثناء والذي يظهر انها شرط - 00:12:52ضَ

من ابتدائها الى انتهائها وفيه من الفوائد ان الاعمال تتميز بالنيات النيات هي التي تميز الاعمال وتفريقها تميز بين العبادة والعادة وتميز بين العبادات في ذاتها لعيبة فنية هي التي يتميز بها العمل - 00:13:10ضَ

عبادة او عادة او العبادات فيما بينها بين من فرض ومسنون وتعيين الفروض ايضا فيما اذا كانت متشابهة الصورة الاعمال من فوائد الحديث ان الانسان له من له من المترتب على - 00:13:56ضَ

ما يصدر عنه بقدر ما معه من نية فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولكل امرئ ما نوى مما يترتب على العمل من اثار احكام بقدر ما معك من النية بقدر ما معك من النية سلامة وصحة وحضورا بقدر ما تحصل - 00:14:23ضَ

من اثار واحكام العمل. احكام العمل واثاره مرتبطة بايش النية فلك منها بقدر ما معك من النية. هذا مستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولكل امرئ ما نوى - 00:14:45ضَ

وفيه من الفوائد الحث على تجويد النية واصلاحها فان صلاحها يعظم به الاجر ويكبر به العطاء. فالفظائل في الاعمال ليست بصورها انما بحقائقها وما قام في قلوب اصحابها. لذلك يقول ابن القيم رحمه الله فالفضل - 00:15:02ضَ

عند الله ليس بصورة الاعمال الفضل عند الله ليس بصورة الاعمال بل بحقائق الايمان وهذي قاعدة جليلة اذا استحضرها المؤمن كانت نافعة له في اعماله بقدر ما يقوم في قلبك - 00:15:35ضَ

من حقائق الايمان تحوز من الفضائل عند الرحمن الفضل عند الله ليس بصورة الاعمال بل بحقائق الايمان وتفاضل الاعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من البرهان ثم يمثل ابن القيم فيقول حتى يكون العاملان كلاهما في رتبة تبدو لنا بعيال يعني يظهر لنا حالهما - 00:15:56ضَ

مستوية هذا يصلي وهذا يصلي. هذا متقن لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا متقن لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون العاملان في اعيننا في رتبة واحدة لان السورة واحدة - 00:16:24ضَ

ما تختلف لكن الفرق الذي بينهما كبير هذا وبينهما كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحان مرض ذلك ايش؟ ما قام في القلوب من حقائق الايمان وما قام بقلب اصحابها من البرهان. ويكون بين ثواب ذا وثواب ذا رتب مضاعفة - 00:16:40ضَ

الى حسبان هذا عطاء الرب جل جلاله وبذاك تعرف حكمة الرحمن اذا عرفنا الان اهمية النية في ادراك هذه المراتب العلية والفظائل السنية فانه لا تدرك الا بتمام الاخلاص وكمال الاقبال والتوجه الى الله جل في علاه - 00:17:06ضَ

هذا مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم ولكل امرئ ما نوى ومن فوائد الحديث ان هذا الحديث اصل في ابطال الحيل اصل في ابطال الحيل فكل من اراد الوصول الى محرم - 00:17:32ضَ

بما ظاهره الاباحة فانه يقال له انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. يخادعون الله وهو خادعهم وقد احتج البخاري رحمه الله بهذا الحديث على ابطال الحيل فذكره صحيحة - 00:17:51ضَ

مستدلا به على ابطال الحيل. لان الاعمال بالنيات ولكل عامل ما نوى. فاذا نويت التوصل الى محرم بما ظاهره الاباحة فهذا لا لا يحله ولا يبيحه وفي فضيلة الهجرة الشريف مقامها فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:17ضَ

مثل بها وان اشرف ما يكون من الهجرة وانفع ما يكون من الهجرة هي الهجرة الى الله ورسوله وهجرة الى الله التوحيد والاخلاص له جل في علاه وسائر الاعمال القلبية - 00:18:39ضَ

والهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع والتصديق والقبول وكلما عظم ترك الانسان الشيء لله عز وجل كان اه ايمان بهذا العمل الجليل وهو الهجرة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:57ضَ

الشعبي عن عبد الله بن عمرو والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه هذا معنى ما ذكرت قبل قليل من ان الهجرة اصلها هجرة القلب - 00:19:17ضَ

الى الله تعالى وان ما يلي ذلك من سائل البدن تابع ما في القلب من هجرة وفيه من فوائد ان من كانت هجرته الى الله ورسوله فسيدرك ما هاجر اليه - 00:19:34ضَ

من الفضل سواء ادركه او لم يدركه ما دام انه قصده بقلبه فلا بد ان يبلغه ان يبلغه الله تعالى فضلا بلغ ذلك او لم يبلغه الشأن في قصد القلب وتوجهه - 00:20:02ضَ

فاذا حيل بينه وبين ما يريد لمانع فان الله تعالى يعطيه الاجر وهذا ما ذكره الله نصا في قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت - 00:20:21ضَ

فقد وقع اجره على الله هذا هجرته الى الله ورسوله لكن ما استطاع ما كمل ما وصل لكن الله تعالى بلغه ما امل لما صدق في توجهه الى ربه وكل من صدق المعاملة مع الله لابد ان يبلغه الله ما قصد - 00:20:37ضَ

الله كريم جل في علاه لا يخيب قاصدا قصده بل يعطي عطاء عطاء عظيما على ما لا يكون من العمل اذا صدق صدقة النية. ولذلك من هم بحسنة فلم يعملها كتب الله حسنة كاملة - 00:20:58ضَ

ومن هم بها وعجز عنها مع صدق رغبته فيها بلغه الله اجر العامل كل هذا فضل من الله سبحانه وبحمده من الفوائد ايضا ان اغراض الدنيا مهما تنوعت وتفننت فهي نازلة - 00:21:14ضَ

ولو كانت مباحة فانها ليست من مما يصبى اليه ويؤمل فيه ويطمع فيه بل هي الدلية لا تحتاج الى مزيد آآ عناء وتعب لادراكها هذا ابرز ما يسر الله تعالى - 00:21:37ضَ

من الفوائد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:55ضَ