Transcription
وعلى كل حال قوله ثم صلى ثلاثا ذكر فيه العلماء للوتر صفتين صفة الاولى الفصل وهو ما دل عليه كثير من الاحاديث في وصف وتره صلى الله عليه وسلم فيكون صلى ثلاثا اي صلى ركعتين ثم صلى - 00:00:00ضَ
ركعتان القول الثاني ان الوتر قلا بثلاث متصلة والذي يظهر انه يصلح هذا وهذا. لورود الصفتين عنه صلى الله عليه وسلم فيصلح في الثلاث التي يوتر بها ان تكون موصولة وان تكون مفصولة - 00:00:26ضَ
فقد جاء هذا وهذا عنه صلى الله عليه وسلم وقد تقدمت الاحاديث المشيرة الى انه فصل. اما الاحاديث التي تدل على انه وصل فقد جاء ذلك في حديث ابي بن كعب - 00:00:50ضَ
وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنهما اما حديث ابي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث يقرأ في الاولى يسبح وفي الثانية الكافرون وفي الثالثة بالاخلاص - 00:01:02ضَ
وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قريب من هذا انه كان يوتر بثلاث وفي بعض الروايات لا يسلم الا في اخرهن وهذا نص اما اذا ذكر انه اوتر بثلاث ولم ولم تأتي هذه الزيادة لا يسلم الا في اخرهن فانه يحتمل او - 00:01:19ضَ
بثلاث مع الفصل لانه لا دلالة في القراءة في الخبر عن القراءة في الركعة الاولى والثانية والثالثة على الوصل او الفصل وان كان الوصل محتملا لعده الثالثة مع الثنتين قبلها لكن لما كان الوتر شيئا واحدا - 00:01:40ضَ
فانه يصلح ان يقول ثلاث كما قال ثم ثم يصلي ثلاثا فيقرأ بالاولى بسبع في الاولى بسبح والثانية بالكافرون ويسلم ثم يقرأ في التي توتر صلاته قل هو الله احد - 00:02:04ضَ
والخلاصة ان الوتر في فيه صورتان اما ان تكون موصولة واما ان تكون مفصولة وكلاهما جاء به الخبر فماذا يصنع المأموم؟ المأموم يتبع امامه في كل صفة جاءت بها السنة - 00:02:19ضَ
فعلى اي وجه صلى الامام مما جاءت به السنة فالمأموم يتابعه في ذلك ولكن ينبغي له ان يحرص على ما فيه الرفق لو ان اماما صلى تسعا بسلام واحد جاءت به السنة - 00:02:43ضَ
لكن هذا فيه مشقة على الناس ولذلك ينبغي ان يحرص على الفصل وانما الحديث فيما يتعلق اه التخيير بين الفصل والوصل في الثلاث واما اذا صلى بالناس فانه ينبغي له ان يحرص على الفصل لانه الاكثر في وصف صلاته صلى الله عليه وسلم - 00:03:00ضَ
وبه قال جماهير العلماء وهو الارفق بالناس وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في الصحيح اذا صلى احدكم فليطل ما شاء واذا صلى بالناس فليخفف فان من ورائه - 00:03:23ضَ
الصغيرة والكبيرة والمريضة وذا الحاجة قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فقلت يا رسول الله اتنام قبل ان توتر اتنام قبل ان توتر هذا سؤال من عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:03:45ضَ
للنبي صلى الله عليه وسلم عن نومه قبل الوتر وهذا فيه الاشارة الى صحة ما جاء به الخبر في رواية بقي ابن مخلد التي فيها انه كان يفصل بين الاربع والاربع - 00:04:03ضَ
والثلاث بالنوم حيث قالت اتنام قبل ان توتر وقال بعضهم ان قولها اتنام قبل ان توتر اي تنام اول الليل ولا تخشى ان يغلبك النوم يفوتك الوتر لكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان السؤال يحتمل هذا وهذا - 00:04:19ضَ
يحتمل انه انها سألته عن تركه الصلاة اول الليل ويحتمل انها سألته عن الفاصل النوم الذي يكون في الفواصل بين هذه الركعات الركعات الاولى الاربعة الاولى والاربعة الثانية والثلاثة قال يا عائشة - 00:04:43ضَ
ان عيني تنامان ولا ينام قلبي هذا جواب النبي هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم لما سألت عنه عائشة من عدم خشية النبي صلى الله عليه وسلم ان يفوته - 00:05:06ضَ
يرجو من صلاة الليل والوتر بسبب النوم. قال ان عيني تنامان فاظاف النوم الى العين واضافة النوم الى العين دليل على انه يجري لعينه ما يجري لعين النائم من عدم الرؤية - 00:05:24ضَ
والمشاهدة والادراك فلا يدرك ببصره شيئا اذا نام قال ولا ينام قلبي وما يدرك بالقلب يختلف عما يدرك بالعين فما ينام فما يدرك بالقلب هو ما يكون من الانسان من - 00:05:50ضَ
مما يحفظ به طهارته واما يدرك به ما يؤلمه ومما يدرك به ما يريد ادراكه او ما يأمل ادراكه من الخير ولذلك قال ولا ينام قلبي يعني فلا يفوتني ما - 00:06:18ضَ
ارجو من الوتر بسبب نومي لان النوم للعين دون القلب وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه ينام تنام عيناه ولا ينام قلبه وغالب الناس بل الاصل في في الناس انهم اذا ناموا غاب عنهم - 00:06:40ضَ
ما يكون من ادراك السمع والبصر وما يكون من ادراك القلب لا سيما اذا استغرق استغرقوا في النوم النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه. واختلف العلماء - 00:07:07ضَ
فمنهم من قال ان هذا خبر عن حاله في نومه الذي يريد ان يقوم منه لصلاة الوتر وانه لم يكن نوما مستغرقا يغيب فيه عن ادراك ما يرجوه من صلاة الليل - 00:07:28ضَ
وقال اخرون بل هذا وصف نومه على كل احواله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا القول وقع استشكال في نومه صلوات الله وسلامه عليه في سفر عندما نام واصحابه عن صلاة الفجر فقالوا كيف - 00:07:48ضَ
يكون منه النوم ولا ينام قلبه ومعلوم ان حضور القلب لادراك صلاة الفرض اولى من حضور القلب لادراك صلاة النفل فاجابوا عن هذا الاشكال بان بالجواب المتقدم بان هذا فيما يتعلق بتلك الحالة التي سألت عنها عائشة وليس في كل نومه - 00:08:09ضَ
وقال اخرون بل هذا في كل احواله وما جرى من نومه صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفجر امر خارج عما ذكره في هذا الحديث من انه لا ينام قلبه لان ادراك الفجر لا يتعلق - 00:08:35ضَ
القلب انما يتعلق بايش بالنظر فالفجر يتبين بالابصار لا بعلم القلب وبالتالي لا تعارض بين هذا وذاك لا تعارض بين هذا وذاك هذا ما يتعلق معاني الحديث. اما فوائده فالحديث فيه جملة من الفوائد - 00:08:55ضَ
من فوائد الحديث حرص التابعين رضي الله تعالى عنهم ورحمهم على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عباداته على وجه العموم وفي عبادته في رمظان وفيه من الفوائد - 00:09:24ضَ
ان رمظان يستوجب مزيد عناية واهتمام ولذلك سأل ابو ابو سلمة ابن عبد الرحمن عائشة عن كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وفيه من الفوائد - 00:09:50ضَ
ان عمل النبي صلى الله عليه وسلم كان ديمة ولذلك قالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة وفيه من الفوائد حرص الصحابة على نقل - 00:10:15ضَ
ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغ الناس هديه وفعله صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد النصح في الجواب فان عائشة رضي الله تعالى عنها اجابت جوابا وافيا - 00:10:38ضَ
تبين به للسائل ما احتاج الى بيانه فبينت العدد بصلاته وبينت الصفة لهذه الصلاة وبينت انه لم يكن يختلف حاله في صلاته من حيث العدد على رمظان او غيره وفيه من الفوائد - 00:10:57ضَ
ان العبادة ينبغي ان يسوس الانسان فيها نفسه بما يحقق له الكمال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد هذه الاحدى عشرة ركعة جميعا بل كان يفصل تحقيقا - 00:11:30ضَ
لتكميل هذه الصلوات واعطاء للنفس حظها من الراحة فيكون قد جمع بين الاتقان في العمل والعبادة واعطاء النفس حظها من الراحة عدم تحميلها ما يشق عليها وفيه ان النبي صلى وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:54ضَ
كان يحسن في صلاته ويطيل فكان صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه وهذا يبين الطول المذكور في قولها عن حسنهن وطولهن وما يبين الطول ايضا ما جاء في - 00:12:21ضَ
صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم بحذيفة حيث صلى فافتتح البقرة ثم قرأ النساء ثم قرأ ال عمران وكذلك عائشة رضي الله تعالى عنها تخبر انه لما تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:12:46ضَ
كان يصلي جالسا حتى اذا بقي على ركوعه ثلاثون او اربعون اية قام ثم ركع عن قيام صلى الله عليه وسلم اي انه يجلس يقرأ ما شاء الله حتى اذا بقي ثلاثون او اربعون اية قام صلى الله عليه وسلم. هذا لما ثقل - 00:13:13ضَ
في اخر وقته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا كله يبين الطول الذي كان عليه كانت عليه صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه من الفوائد ان الليل كله - 00:13:34ضَ
محل للصلاة والعبادة كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها من كل الليل اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانتهى وتره الى السحر وفيه من الفوائد جواز صلاة اربع - 00:13:52ضَ
بسلام واحد في صلاة الليل لقولها رضي الله تعالى عنها يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن واما السنة فقد تقدم بيانها وان نسن في هذه الاربع ان تكون مفصولة - 00:14:16ضَ
فتكون فتكون بسلامين وفيه من الفوائد جواز الوتر على صورتين ان يصلي ثلاثا بسلام واحد وان يصلي ركعتين ثم يوتر بركعة وفيه من الفوائد ان السنة في عدد صلاة التراويح او صلاة القيام ان تكون احدى عشرة ركعة - 00:14:40ضَ
لقولها رضي الله تعالى عنها ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على احدى عشرة ركعة وقد ذهب عامة العلماء وحكى غير واحد الاجماع على جواز الزيادة على احدى عشرة ركعة - 00:15:11ضَ
فما اخبرت به عائشة فما اخبرت به عائشة رضي الله تعالى عنها انما هو خبر عن فعله صلى الله عليه وسلم وفعله لا يدل على المنع لما زاد ولذلك جاء عنه انه كان يصلي احدى عشرة ركعة صلى الله عليه وسلم - 00:15:34ضَ
وقد اختلف العلماء رحمهم الله فيما يتعلق بالسنة في عدد صلاة التراويح فذهب جمهور العلماء الى ان السنة في صلاة التراويح ان تصلى عشرين ركعة هذا مذهب الجمهور من الحنفية - 00:15:55ضَ
والشافعية والحنابلة وغيرهم واستندوا في ذلك الى ما جاء من حديث ابن عباس الذي ذكرناه عند ابن ابي شيبة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى عشرين ركعة الا في رمظان عشرين ركعة - 00:16:21ضَ
لكن هذا لا يصح كما تقدم ولم يثبت عنه واستدلوا ايضا بما جاء عن السائب ابن يزيد ان عمر رضي الله تعالى عنه لما امر ابي ان يصلي بالناس امره ان يصلي بهم عشرين ركعة - 00:16:46ضَ
ويخالف هذا ما جاء في الموطأ عن الساب ابن يزيد من ان عمر رضي الله تعالى عنه لما امر ابي بن كعب وتميما الداري ان يصلي بالناس امرهم ان يصلوا احدى عشرة ركعة وهذا اثبت من حيث الاسناد - 00:17:09ضَ
هذا هو القول الاول واما القول الثاني فذهبوا الى ان سن في عدد صلاة التراويح ان يصلوا ستا وثلاثين ركعة والى هذا ذهب المالكية وقد ادرك مالك عليه الناس في زمن - 00:17:29ضَ
التابعين فكان عليه عمل اهل المدينة ولذلك قالوا يسن ان يصلوا ستا وثلاثين ركعة وليس على هذا دليل الا ما نقل من انه عمل اهل المدينة وعملها المدينة حجة عند الامام مالك - 00:17:54ضَ
لانهم الذين تلقوا عم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولقرب عهدهم عهد الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم وجعل وذكر ذلك جملة من المرجحات وخالفه في ذلك جماهير العلماء - 00:18:22ضَ
اما القول الثالث فهو ان السنة في عدد صلاة التراويح وصلاة القيام في رمضان احدى عشرة ركعة وهؤلاء استندوا في ذلك الى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:42ضَ
في حديث عائشة حيث قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة وهذا القول اسعدها من حيث الدليل اي من حيث موافقة ما - 00:19:01ضَ
ثبت عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا قول مروي عن الامام مالك رحمه الله والقول الرابع انه ليس في عدد صلاة القيام والتراويح في رمضان شيء ثابت قال يصلي الائمة - 00:19:19ضَ
ما كان انسب لحال الناس فان كان الانسب للناس قصر الصلاة فيكثرون من الركوع والسجود يكثرون من الركعات وان كان الانسب لهم طول الصلاة يقلون في في الركعات ويقتصرون على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة احدى عشرة ركعة - 00:19:42ضَ
وهذا هو الظاهر من اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فهذه اقوال اربعة فيما يتعلق عدد الركعات ولا اعلم احدا قال بانه لا يجوز الزيادة على احدى عشرة ركعة - 00:20:11ضَ
وهذا قدمت به في تحرير محل النزاع الخلاف في الافضلية واما في الجواز فحكى غير واحد من اهل العلم الاجماع على جواز الزيادة وانما اختلفوا في الافضلية على النحو الذي ذكرناه من الاقوال - 00:20:30ضَ
واذا كانت الحال على هذا فان الامر فيه سعة زادوا او نقصوا او اتفقوا على عدد كل ذلك مما لا حرج فيه ولو اداموه لان بعض الناس يقول ادامة عمل معين يجعله بدعة؟ الجواب لا. ليس بدعة. لان الاصل - 00:20:49ضَ
قد جاء به الاثر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشيت الصبح فاوتر بواحدة ولان عمر رضي الله تعالى عنه نقل عنه انه امر ابي ان يصلي بالناس عشرين ركعة وهذا تثبيت - 00:21:10ضَ
لعدد محدد ويمكن الجمع بينه وبين الخبر الاخر الذي فيه ان انه امر بان يصلي بالناس احدى عشرة ركعة ان ذلك على اختلاف الاحوال فامره في الاول ان ان يقيم احدى عشرة ركعة ثم لما - 00:21:31ضَ
على الناس زاد في عدد الركعات والامر في هذا واسع هذا ما يتصل بمسألة عدد ركعات التراويح وفيه من من الفوائد ان الافضل في صلاة الليل طول القراءة و طول الركوع والسجود - 00:21:52ضَ
وفيه من الفوائد الفصل بين ركعات صلاة الليل بما يحقق النشاط وحضور القلب وحسن الصلاة وفيه من الفوائد ان من خشي ان ينام عن وتره فانه ينبغي ان يبادر اليه - 00:22:28ضَ
لان النبي صلى الله عليه وسلم اجاب عائشة لما ذكرت يا رسول الله اتنام قبل ان توتر قال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي فامن صلى الله عليه وسلم من الفوات ولذلك كان يصلي اخر الليل - 00:23:04ضَ
لكن من كان يخشى ان لا يدرك فينبغي ان يحرص على الصلاة اول الليل وقد جاء النص بذلك في حديث جابر في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:23:24ضَ
من خشي الا يصلي اخر الليل فليوتر اوله. ومن طمع ان يصلي اخر الليل فليوتر اخره فان صلاة اخر الليل مشهودة وذلك افضل هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث الذي - 00:23:38ضَ
آآ ذكره المصنف رحمه الله في اخر كتاب صلاة التراويح - 00:24:02ضَ