Transcription
الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب. وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله - 00:00:00ضَ
كأنها موعظة مودع. فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فانه من يعش منكم فسيرى را اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنتي الخلفاء الراشدين المهديين. عضوا عليها بالنواجذ - 00:00:20ضَ
واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي. وقال حسن. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث الثامن - 00:00:44ضَ
والعشرون من احاديث الاربعون النووية وهو حديث عظيم ما احوج الناس الى تدبره لا سيما وان النبي صلى الله عليه وسلم اه اوصى به الامة بعد ان طلبت وبعد ان طلب الصحابة الوصية منه عن ابي نجيح العرباض ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة - 00:01:02ضَ
وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون آآ وعظنا الوعظ هو التذكير الذي الذي يقترن ترغيب وترهيب الموعظة تذكير يقترن بترغيب وترهيب وقول بليغة اي ان انها كانت فصيحة واضحة بينة وجلت منها القلوب فنفذت الى قلوبهم - 00:01:27ضَ
وذرفت منها عيونهم ثمرت تأثر القلب لما سمع الصحابة رضي الله عنهم تلك الموعظة قالوا له يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا وهذا طمع منهم في زيادة البيان والايضاح - 00:01:56ضَ
وبيان المخرج بما يستقبلون من امور دي دي دينهم ودنياهم يا رسول الله اوصنا ايعهد الينا ببيان ما نحتاج اليه لنثبت على الحق ونقوم على ما وعدتنا به من دين الله عز وجل - 00:02:19ضَ
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اوصيكم بتقوى الله اوصيكم ايعهد اليكم و اذكركم وامركم بتقوى الله وتقوى الله هي امتثال ما امر الله تعالى وترك ما نهى عنه - 00:02:39ضَ
رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه وقد جاء عن طلق بن حبيب رحمه الله انه اوصى بالتقوى قال عليكم بالتقوى لتنجوا من الفتن فقالوا ما التقوى؟ قال ان تعبد الله تعالى على نور من الله - 00:03:04ضَ
ترجو ثواب الله وان تترك ما نهى الله تعالى عنه تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله فهذا هو معنى التقوى الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم وما ومعناه - 00:03:24ضَ
بالاختصار هو القيام بالشريعة فقوله اوصيكم بتقوى الله اي بالتزام الشريعة امرا ونهيا اخلاصا لله رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه وهذا فيما يتعلق باصلاح ما بين العبد وربه وكذلك اصلاح ما بين العبد - 00:03:41ضَ
والناس ثم ذكر بعد ذلك قال والسمع والطاعة يعني واوصيكم بالسمع والطاعة. وهذه وان كانت داخلة في تقوى الله تعالى لكنه نص عليها لاهميتها في السلامة من الفتن والشرور وقوله والسمع والطاعة - 00:04:00ضَ
المقصود بذلك السمع والطاعة لولاة الامور وولاة الامور هم من تولى امر الناس واجتمعت عليهم الكلمة وكانت لهم السلطة سواء كان تعيينهم سواء كان اه تنصيبهم استخلاف او كان تنصيبهم - 00:04:24ضَ
بالشورى او كان او كان تنصيبهم بالتغلب وهذه ثلاثة طرق يحصل بها الولاية مما تكلم عنه الفقهاء المتقدمون وهي التي يجري عليها عمل الناس منذ الازل فان الولايات لا تخرج عن واحد من هذه الثلاث - 00:04:49ضَ
التطويرات الحديثة في اوجه الولاية هي تندرج تحت واحد من هذه الصور الثلاثة اما ان يكون بالاستخلاف واما ان يكون بالشورى واما ان يكون بالتغلب قوله والسمع والطاعة والسمع والطاعة اي لولاة الامور - 00:05:11ضَ
الذين تولوا امر الناس واجمعت واجمع عليهم اهل الحل والعقد ودان لهم الناس بالولاء سواء كان ذلك عن شورى او عن استخلاف او عن تغلب وقوله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة السمع والطاعة بعضهم قال هما شيء واحد - 00:05:33ضَ
والذي يظهر ان السمع والطاعة شيئان وليسا شيئا واحدا فالسمع هو القبول والطاعة هي الامتثال فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله تعالى الامر وقد تواردت على ذلك نصوصا كثيرة - 00:06:02ضَ
في الكتاب والسنة في الكتاب قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فامر الله تعالى بطاعة اولي الامر وكذلك في قوله تعالى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم - 00:06:26ضَ
لعلمه الذين يستنبطونه منهم فرد الامر الى اولي الامر واما السنة فالاحاديث في ذلك كثيرة في الصحيحين وفي غيرهما فغيرهما واحد من الصحابة يقول بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة - 00:06:46ضَ
وفي حديث ابن عمر في الصحيحين قال عليك بالسمع وعليكم بالسمع والطاعة فيما تحبون وفيما تكرهون وفي حديث انس وحديث ابي ذر احاديث عديدة جاء فيها الامر بالسمع والطاعة لولاة لولاة الامور. لكن ذلك كله مقيد بالسمع والطاعة - 00:07:09ضَ
فيما لا معصية فيه. فانما الطاعة بالمعروف لكن هذا لا يعني الا يقع من من ممن تولى امر المسلمين معصية انما المقصود الا تطيعه فيما اذا امرك بمعصية وليس من شرط الطاعة ان يكون - 00:07:35ضَ
غير عاص ان هذا لا يمكن ان يكون فما من احد الا هو له معصية انما المقصود الا يطاع احد يأمر بمعصية الله بامر ما فانه لا يطاع لكن هذا لا يسقط حقه في الطاعة في بقية الامور التي يأمر فيها بما هو طاعة - 00:07:55ضَ
او يأمر فيها بما هو مصلحة لان الامر لا يخرج عن ثلاثة امور اما ان يكون امر ولاة الامور لا يخرج عن واحد من ثلاث اما ان يكون امرا بطاعة الله فهنا - 00:08:19ضَ
يجب الطاعة طاعة لله ابتداء وطاعة لولاة الامور الذين امروا بطاعة الله عز وجل والثاني ان يأمروا بمعصية الله وهنا لا طاعة لاحد في معصية الله ولكن هذا لا يعني - 00:08:31ضَ
ان تسقط ولايتهم او ان يسقط حقهم في الطاعة فيما لم يأمروا فيه بمعصية الله بل لا يطاعون في هذا الامر المعين الذي امروا فيه بمعصية الله. الثالث ما لا طاعة فيه في عينه ليس هو طاعة ان يأمر بشيء ليس طاعة في ذاته ولا معصية في ذاته - 00:08:51ضَ
بل هو مباح فهنا يطاعون فيه لان ذلك مما يندرج في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولو كان لا يطاعون كما يقول بعض - 00:09:13ضَ
الناس لا يطاعون الا فيما امر الله تعالى به لفسدت مصالح الناس لان مصالح الناس قائمة على الطاعة فيما ينتظم به امر الامة ويصلح بها امر الجميع وهذه مسألة مهمة لان بعض الناس لا يقيم الترتيبات والتنظيمات التي يرتبها - 00:09:27ضَ
اصحاب الامر وزنا ويظن انها انه لا حرج عليه في مخالفته وهذا غلط ارأيتم لو ان الناس تواطؤوا على عدم التزام انظمة السير كيف سيكون سير الناس هذا يأتي في طريق الذاهب وهذا يأتي في طريق العائد وهذا يقف عند الاشارة وذاك لا يقف عند الاشارة وهذا يقف في وسط الطريق - 00:09:53ضَ
يختل نظام الناس ويحصل به من المفاسد ما لا يمكن ان يسير احد في طريق وهو امن على نفسه او سيارته وبالتالي طاعتهم في هذا النظام واجبة. ومثل هذا كل تنظيم - 00:10:22ضَ
تحصل به انتظار امر الناس صيانة مصالحهم فقوله صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة لان به يحصل الاجتماع والاجتماع به يسعد الناس فالتقوى يحقق بها تمام الصلة بالله وحسن الصلة بالله وحسن الصلة بالخلق وسمع الطاعة يحصل بها انتظام امر المجموع - 00:10:40ضَ
امر الجميع امر الامة ثم قال صلى الله عليه وسلم تأكيدا لهذا وان تأمر عليكم عبد حبشي في بعض الروايات وان تأمر عليكم عبد اي وان ولي من تكرهون ولايته - 00:11:13ضَ
لعدم قبولكم له فان العرب ذلك الزمان يأنفون ان يتولى عليهم من كان مملوكا لهم فمثل النبي صلى الله عليه وسلم باقصى ما يكون مما تنفر منه النفوس لبيان انه لا مناص - 00:11:32ضَ
من السمع والطاعة في كل حال حتى ولو كان المتأمر ابدأ ولا يلزم ان يكون هذا دليلا على جواز ولاية العبد على الرقيق على الخلق فان هذا لا يدل ليس هذا سياق دلالة على الجواز او عدمه انما هو بيان - 00:11:55ضَ
منتهى ما يكون من احوال الطاعة مثل ما قول النبي صلى الله عليه وسلم من بنى لله بيتا فمن بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة ولو كان مفحص - 00:12:16ضَ
قطعت ونفحص خطأ لا يمكن ان يكون مسجدا. لكن بيان انه لا يظيع مهما كان صغيرا ولا محد باني مفحص قطعت وبالتالي قوله وان تأمر عليكم عبد هذا دلالة على المنتهى فيما يمكن ان ان يكون من الولايات وبعضهم قال ان هذا وصف له باعتبار ما كان عبد قد تاب - 00:12:31ضَ
تحرر فصارت له ولاية وبعضهم قال ان هذا بالنظر الى تولية من له الولاية العامة فلو ولى من له الولاية العامة على احد عبدا فانه يجب عليه ان يسمع ويطيع وعلى كل حال الامر كما ذكرت المقصود بيان - 00:12:57ضَ
انه يطيع وان كرهت نفسه من من تولى ولذلك جاء في حديث انس في قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ عليكم بالسمع والطاعة وان ولو كان عبدا حبشيا وهو في - 00:13:19ضَ
قيح يعني ولو كان لمن تولى عليكم آآ عبدا حبشيا ثم بعد ذلك قال صلى الله عليه وسلم في وصيته فان فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. هذا الخطاب - 00:13:35ضَ
منه لاصحابه الذين شهدوا التنزيل وحملوا عنه صلى الله عليه وسلم الهدى ودين الحق حملوا عنه الهدى ودين الحق يقول لهم فانه من يعش منكم اي من من تطل به حياة - 00:13:52ضَ
فسيرى اختلافا كثيرا اي فسيرى تغيرا كبيرا عما يعهده في زمن النبوة وعهده صلى الله عليه وسلم وهذا من من دلائل نبوته وعلامات صدقه صلى الله عليه وسلم فلم يلبث الناس الا وحصل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال انس - 00:14:12ضَ
اني لا اعرف من شأنكم الا الصلاة اني لا اعرف مما كنت اعرفه في من زمن النبي صلى الله عليه وسلم الا الصلاة وانس يخبر بهذا للاخبار بشدة التغير الذي حصل - 00:14:39ضَ
مع قرب العهد و آآ كون المدة لم تتباعد فاذا كان هذا في لزمن في الصدر الاول في زمن الصحابة رضي الله عنهم فكيف بعد هذه القرون المتطاولة انه من يعش منكم - 00:14:57ضَ
فسيرى اختلافا كثيرا اختلافا في العقائد اختلافا في الاعمال اختلافا في الاقوال اختلافا في الاحوال تلافا في الدين اختلافا في الدنيا ثم قال صلى الله عليه وسلم موصيا اصحابه للسلامة - 00:15:16ضَ
من هذا التحول وهذا الاختلاف الكثير قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ عليكم ايلزم طريقتي السنة هي طريقته صلى الله عليه وسلم السنة هي الطريقة والمسلك - 00:15:41ضَ
والهدي والعمل والقول الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي هذا يشمل اقواله يشمل الاعتقادات ويشمل الاقوال ويشمل الاعمال فعليكم بسنتي اي الزموها لتنجو من هذا الاختلاف وتسلم منه - 00:16:05ضَ
ثم قال وسنة الخلفاء الراشدين المهديين اي وطريقة وهدي الخلفاء قال فجمع خليفة وهو من له السلطان العام الاعظم الراشدين المهديين وصفهم بوصفين الراشدين المهديين الرشد ضد الغيب والهداية ضد الضلال - 00:16:24ضَ
فقوله سنة الخلفاء الراشدين اي الذين سلموا من الغي في عقائدهم وعلومهم والمهديين في اعمالهم فالله تعالى قد بعث رسوله بالهدى ودين الحق. الهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح - 00:16:54ضَ
ثم قال عليكم ثم قال تمسكوا بها طيب قوله الخلفاء سنة الخلفاء الراشدين المهدي من هم الخلفاء الراشدون؟ المهديون الخلفاء الراشدون المهديون هم من بشر النبي صلى الله عليه وسلم بخلافتهم - 00:17:17ضَ
وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي فقد جاء في مسند الامام احمد باسناد جيد من حديث سفينة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون عاما اي بعده الخلافة الراشدة ثلاثون عاما ثم تكون بعد ذلك ثم يكون بعد ذلك الملك - 00:17:37ضَ
فالخلافة ثلاثون سنة وهي واذا حسبت كانت كانت نهايتها نهاية ولاية علي بن ابي طالب رضي الله عنه الخلفاء الراشدون بالاتفاق اتفاق اهل السنة هم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي - 00:18:00ضَ
وقد اجمع على هذا اهل العلم واضاف بعضهم الى هؤلاء الاربعة عمر ابن عبد العزيز فعدوهم من الخلفاء الراشدين لكن عمر ابن عبد العزيز متبع وليس صاحب سنة مستقلة ولهذا - 00:18:17ضَ
هو من الخلفاء الراشدين اتباعا لا استقلالا اما خلافا راشدة فهي ما كان في زمن ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين وقال بعض اهل العلم بل الخلفاء الراشدون المهديون وصف عام لكل من - 00:18:35ضَ
ساس الناس بالكتاب والسنة من هؤلاء الاربعة رضي الله عنهم ومن غيرهم عبر الزمان على اي صفة كان حكمه وهذا القول فيه توسيع لكن الذي يظهر والله اعلم ان المعنى الاول اقرب الى الصواب لانه لا يمكن ان يأتي احد - 00:18:57ضَ
يكون راشدا مهديا في ولايته اولئك الاربعة رضي الله عنهم وارضاهم الذين ماتوا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راب قال تمسكوا بها اي الزموها وخذوا بها - 00:19:25ضَ
والتمسك بالشيء هو اخذه و التزامه ثم بين صفة هذا التمسك فقال وعضوا عليها بالنواجذ وهذا مبالغة في وصف التمسك الذي امروا به وانه تمسك بالغ عظيم فان اقوى ما يتمسك به الانسان - 00:19:44ضَ
اقوى صفة يتمسك بها الانسان بالشي هو ان يعض عليه فقوله وتمسكوا بها وعضوا العض هو امساك الشيء بالاسنان ولكن قوله بالنواجذ اي بالاضراس والطواحن التي هي اشد في امساك الشيء - 00:20:07ضَ
واقوى في لزومه وهذا يعبر به عن شدة التمسك بالشيء وقال بعض اهل العلم بل تمسكوا بها واصبروا عليها فان الانسان اذا جاءه ما يؤذيه ويؤلمه عظ على نواجذه تصبرا وتحملا للالم - 00:20:29ضَ
فيكون قوله وعضوا عليها بالنواجذ اي اصبروا على ما تلقون من الم في تمسككم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فان التمسك بها نجاة ولو تألم الانسان لتمسكه بها بعد ذلك قال قال صلى الله عليه وسلم - 00:20:53ضَ
واياكم ومحدثات الامور ان يجعل هالدرس القادم ان شاء الله - 00:21:15ضَ