السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون - 00:00:00
واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:17
اما بعد فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حذر الامة من كل ما يشوش عليها عملها ويخرجها من الصراط المستقيم ويوقعها في غضب رب العالمين ومن اشد ذلك واخطره - 00:00:38
الظلم العظيم الذي قال الله جل وعلا فيه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ولذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرك وخصاله واعماله ممتدا لم ينتهي - 00:01:04
الى ان توفي صلوات الله وسلامه عليه وهو يحذر من الشرك وخصاله واعماله ومما جاء في ذلك ما رواه احمد وغيره من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:24
الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقال الصحابة بلى يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الشرك الخفي ثم فسره وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما - 00:01:45
يرى من نظر رجل اليه هذا الشرك سماه النبي صلى الله عليه وسلم خفيا وهو كذلك لانه لا يطلع عليه الناس ولانه قد يلتبس على الانسان فيخفى عليه في عمله - 00:02:10
فلا يتبين انه شرك بالله عز وجل وانه اراد غيره جل في علاه ولهذا من الضروري ان يعتني المؤمن بتبقي هذا النوع من الشرك وان يخشاه ان يخافه فان الاستسلام له - 00:02:33
والغفلة عنه توجب الوقوع فيه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه محمود ابن لبيد رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم اياكم وشرك السرائر يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من شرك السرائر وشرك السرائر - 00:02:54
هو هذا الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لما قالوا له وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيزين يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهلا اي مجتهدا - 00:03:15
في تزيين صلاته لما يرى من نظر الناس اليه. فذلك شرك السرائر اي شرك المقاصد والنيات لان المقاصد والنيات سرائر وخفايا لا يعلمها الا الله جل في علاه فجدير بالمؤمن ان يعتني غاية الاعتناء - 00:03:33
بتنقية عمله من اي قصد لغير الله عز وجل بل يكون عمله لله خالصا لا يبتغي سواه ولا يرجو على عمله ثناء ولا ولا جزاء ولا شكورا ولا عطاء الا من الله جل في علاه - 00:03:59
واما الناس فانه لا يطلب منهم شيء ولا يرجى منهم عطاء بل العطاء والهبات تطلب من رب الارض والسماوات جل في علاه وهو الذي عطاؤه ينفع ومنعه يضر. فلا يلتفت المؤمن الى سوى الله عز - 00:04:19
وجل ولا يمكن ان يتحقق للانسان هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بتوقيه لا يمكن ان يتوقى الانسان ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم الا بدوام المراقبة - 00:04:40
فالنوايا والمقاصد تتقلب على الناس فقد يشرع الانسان في العمل مخلصا ثم يطرأ عليه قصد غير الله عز وجل من رياء او غير ذلك من المقاصد التي تؤثر على صحة العمل - 00:04:57
او تنقص اجره. ولذلك من الضروري ان يعتني المؤمن بقصده من اول وقته في بعمله ولاجتهاده في ان يكون عمله لله خالصا لا يبتغي به سواه جل في علاه. وان يديم النظر - 00:05:13
فيبتدأ العمل لله خالصا ويديم النظر في نيته وقصده. والا يرجو من الله الا والا يرجو شيئا الا من الله قطع نظره عن الخلق عن مدحهم او ثنائهم او غير ذلك مما قد يكون سببا - 00:05:33
التفات الانسان الى غير ربه في عمله. فلا تلتفت الى سواه فكل الخير من قبله. وكل العطاء من جهته والخلق لا ينفعون ولا يضرون. ما تؤمنه من الخير عند الناس - 00:05:52
تجده عند الله عز وجل اذا صدقت في الاقبال عليه بل تجد اضعافا فتجد خير الدنيا والاخرة بالاقبال على الله عز وجل والرياء من حيث تأثيره على العمل له عدة احوال. معرفة ذلك مما يعين المؤمن على توقي - 00:06:11
ان يتورط في شيء من الشرك الخفي او شرك السرائر لذلك نذكر احوال الرياء واثر ذلك في العمل اول ما يتعلق باقسام العمل من حيث الرياء العمل السالم من الرياء - 00:06:33
وهو ما كان الباعث فيه على العمل الرغبة فيما عند الله عز وجل فلا يطلب من الناس مدحا ولا ثناء ولا ولا جزاء ولا شكورا وهذا هو العمل الخالص لله - 00:06:53
وصاحبه مأجور على حسب ما يقوم في قلبه من اخلاص لكنه لا التفات عنده الى الناس لا من قريب ولا من بعيد فهذا يرجى له الخير ويؤمل له العطاء وهذا هو العمل الخالص الذي امر الله تعالى به في قوله الا لله الدين الخالص - 00:07:12
اي الا لله العبادة الخالصة وقال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. فدين القيمة رأسه واصله وقواعده التي يبنى عليها ان يكون الدين اي العبادة له وحده لا شريك له لا - 00:07:37
يبتغي بذلك شيئا من غيره. هذا هو القسم الاول. اما القسم الثاني فهو ما كان الباعث فيه عن العمل الصالح طلبوا ما اه طلب ما عند الناس من مدح او ثناء. هذا هو القسم الثاني ان يعمل العمل الصالح يريد ان ان يثني عليه الناس. يريد ان - 00:08:03
يريد ان يذكره بالجميل فهذا عمل باطل باجماع العلماء لا نصيب لصاحبه منه شيء. فاذا كان واجبا لم تبرأ ذمته بفعله. فمن صلى العشاء مثلا مراعيا قيل له هذه الصلاة لا تجزئك ولا تبرأ بها ذمتك لان هذه الصلاة لم تبتغ بها وجه الله فهي مردودة عليك - 00:08:26
وهلم جر في سائر العمل. ان كان فرضا لم تبرأ به الذمة وان كان نفلا فلا اجر فيه ولا ابى ولا منة من الله عز وجل على هذا العمل لانه عمل باطل. هذا هو القسم الثاني وهما متقابلان. القسم الاول ما كان - 00:08:55
العامل فيه يبتغي ما عند الله فهذا له ما نوى والقسم الثاني ما كان يبتغي ما كان فيه العمل يبتغي الثواب من الناس ويبتغي الحمد والذكر فهذا عمله حابط بالاجماع. اما القسم الثالث - 00:09:17
هو ان يطرأ الرياء في صفة العمل وليس في اصله بمعنى ان يعمل العمل يبتغي ما عند الله. لكن يطرأ الرياء عليه في صفة العمل. هو يصلي يبتغي ما عند الله لكن لما - 00:09:39
علم ان احدا ينظر ان احدا ينظر اليه حسن العمل او زين العمل ينظر اليه ويمدح بطيب عمله وزينه. فهذا الرياء طرأ على صفة العمل ففي هذه الحال اصل العمل لا يبطل. فالله لا يظلم الناس شيئا لانه قصد بعمله الله عز وجل - 00:09:57
بل وابتغى به وجهه لكنه لا لا يؤجر على ما نوى من قصد الناس في صفة صلاته وتزيينها فمثلا اذا كان يسجد ومن عادته لولا نظر الناس اليه كان يقول سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى ثلاث - 00:10:23
مرات فلما رأى نظر الناس اليه زاد في التسبيح وطول سجوده ففي هذه الحال ففي هذه الحال لا يؤجر على ما كان من زيادة في صفة العمل. لان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا - 00:10:45
وابتغي به وجهه وقد قال بعض اهل العلم رحمهم الله انه اذا طرأ الرياء في صفة العمل بطل العمل كله وهذا هو القول الثاني في هذا القسم. اذا القسم الثالث من احوال طلوء الرياء على العمل ان يطرأ الرياء في صفة - 00:11:01
العمل بان يزين لاجل نظر الناس واصل العمل لله لكن طرأت طرأ طرأ الرياء في التزيين ففي هذه الحال للعلماء قولان من اهل العلم من قال انه لا يؤجر على هذا العمل لان الرياء يبطله - 00:11:22
كله وقال جماعة من اهل العلم بل الذي يبطل هو ما زينه من وصف واما اصل العمل فانه لله خالصة وبالتالي ينقص اجر ما زين دون اصل العمل. والى هذا القول ذهب ابن القيم رحمه الله واختاره شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه - 00:11:43
الله القسم الرابع من اقسام طرق الرياء على العمل ان يقصد بعمله التقرب الى الله عز وجل وايضا يقصد مع ذلك ثناء الناس ومدحهم فيكون المنشأ يكون المنشأ والباعث على العمل قصدان. القصد الاول الاخلاص - 00:12:08
لله عز وجل يبتغي ما عند الله عز وجل. والقصد الثاني يريد مدحا او ثناء او ما اشبه ذلك ففي هذه الحال من كان يريد مدحا او ثناء او ما اشبه ذلك من المقاصد التي يرائي بها العمل التي رأى بها - 00:12:31
في عمله ففي هذه الحال لا يخلو الامر من قولين. القول الاول ان العمل يبطل لان الباعث على العمل مدخول فلم يكن خالصا لله والله لا يقبل الا ما كان خالصا - 00:12:48
ويدل لذلك ما جاء في حديث ابي هريرة الحديث الالهي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه - 00:13:04
فهنا هذا عمل عمل مخلوط يقصد به الله ويقصد بهما ثناء الناس ومدحهم وما اشبه ذلك فهذا ينقص من بقدر لا ينقص فهذا ينقص فهذا القصد ينقض اجره فلا اجر له لانه لم يكن لله خالصا - 00:13:22
وهذا نظير ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سؤال الرجل له في حديث ابي موسى الاشعري في الصحيحين حيث قال صلى الله عليه وسلم حيث سئل صلى الله عليه وسلم فقيل له الرجل يقاتل اي في سبيل الله جهاد يبتغي - 00:13:42
يقاتل حمية وشجاعة وليرى مكانه هو يقاتل في سبيل الله لكن ثمة مقاصد اخرى اما حمية يعني فزعة واعانة لجماعته او من حوله ممن يحتمي لهم او شجاعة واقدام او ليرى الناس مكانه فثمة مقاصد اخرى مع كونه جهادا في سبيل الله - 00:14:06
اي ذلك في سبيل الله؟ الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اي ذلك في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله اغلق الطريق - 00:14:35
كل تلك المقاصد ليست في سبيل الله وصاحبها لا ينال الاجر من الله لان ما كان في سبيل الله هو ما كان لله خالص. الرجل يقاتل حمية وشجاعة وليرى مكانه - 00:14:50
كل ذلك يتهاوى لقوله صلى الله عليه وسلم من قاتل من قاتل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله فليس في سبيل الله وقد جاء رجل كما في المسند باسناد جيد من حديث ابي امامة الباهلي رضي الله تعالى عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله - 00:15:07
اه الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر يعني الثناء والحمد من الناس ما له؟ قال صلى الله عليه وسلم لا شيء له. كرر الرجل السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم فاجاب بنفس الجواب. لا شيء له. كرر ثالثة - 00:15:30
فقال الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر ما له؟ قال صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه. فدل ذلك على ان الذي ينشئ العمل يبتلي - 00:15:48
العمل بهذه النية فانه مردود عليه عمله لا اجر له لانه لم يكن خالصا انما يؤجر من كان عمله لله خالصا لا يبتغي الاجر من سواه ولا ينظر الى غيره. هذا الذي عليه - 00:16:06
اهل العلم من اهل التحقيق وهو الذي اختاره جماعة من اهل العلم القرطبي وغيره وادلته ظاهرة بينة. اما القسم الخامس من اقسام طرق الرياء على العمل ان يقصد بعمله الله ولكن يقرأ الرياء عليه اثناء العمل - 00:16:26
يعني هو لا يريد الا الله بعمله لكن يطرأ الرياء في اثناء العمل فيدافعه فهذا مأجور على مدافعته ولا يؤثر عليه هذا القصد لانه لم يستقر ولم يثبت بل هو في مدافعة له وهذا لا يؤثر عليه. هذا ما يتصل باقسام طرق الرياء - 00:16:55
على العمل وثمة قسم سادس وهو ان يترك العمل لاجل الناس كل ما مضى عمل يفعل لاجل عمل موجود واثر الرياء فيه لكن هذا القسم وهو الاخير هو ان يترك العمل - 00:17:23
لاجل الناس لاجل الا يقال فلان صالح او يقال فلان تقي او فلان يحافظ على صلاة الضحى او فلان يحافظ مثلا على الصدقة فيتركه لاجل الناس فهذا قال فيه الفضيل بن عياض رحمه الله من ترك العمل لاجل الناس قال رحمه الله ترك العمل لاجل - 00:17:44
رياء ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك. ثم قال والاخلاص ان يعافيك الله منهما الاخلاص ان يعافيك الله تعالى منهما وكيف يعافيك الله منهما ان تقطع نظرك عن الخلق - 00:18:07
في الفعل وفي الترك ان تقطع نظرك عن الخلق فيما تفعل وفيما تترك فلا ينفع فلا يكون لهم حساب عندك فيما اذا فعلت ولا فيما اذا تركت ولهذا قال العلماء في من كان من عادته مثلا ان يصلي الضحى ويوافق - 00:18:30
احيانا ان يكون مكان صلاته في حضرة الناس اما في يكون معتكفا مثلا فيصلي الضحى او يكون مثلا في دائرة دائرة عمل ويصلي او ما اشبه ذلك من الاحوال التي يكون فيها الانسان بين الناس - 00:18:49
فهنا يقال له لا تترك الصلاة صلاة الضحى لاجل ان الا يقول الناس انك تصلي. بل صلي الضحى ولا تهتم بنظر الناس اليك. ما قالوه او ما الم يقل ام ما لم يقولوه فليس له عندك حساب. وهذا هو الاخلاص. اذا هذه اقسام الرياء - 00:19:10
اثر الرياء على العمل نعيدها باختصار نعيد بخسارة ويكفي الماضي طيب نعيدها باختصار العمل السالم من الرياء هذا عمل صالح مقبول وهو ان يعمل الانسان العمل يبتغي به وجه الله - 00:19:34
ولا يرجو سواه وهذا اصحابه هم الفائزون نسأل الله ان نكون منهم النوع الثاني او القسم الثاني من اقسام الرياء هو ان يعمل العمل لاجل الناس. طلبا لحمدهم وثنائهم ومدحهم فهذا عمل - 00:19:53
حابط بالاجماع عمل حابط بالاجماع ولا اجر له فيه. فان كان فرضا فان الذمة لا تبرأ به. وان كان نفلا فلا نفع فيه لصاحبه بل هو مأزور تركته وشركه ليس فقط ان الله لا يقبل العمل بل يعاقب ولذلك قال قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي عن الله عز وجل تركته وشركه - 00:20:10
عقوبة له هذا القسم الثاني القسم الثالث ان يطرأ الرياء في صفة العمل وليس في اصله وفي هذه الحال ينقص من اجرك بقدر ما قصدت غير الله في صفة عملك - 00:20:37
فلا تزين عملك للناس فان ذلك لا فائدة منه ويخشى ان يعود ذلك على اصل العمل الابطال هذا هو القسم الثالث ان يكون الرياء في صفة العمل لا في اصله - 00:20:55
ان يكون الرياء في صفة العمل لا في اصله. القسم الرابع ان يكون الباعث على العمل طلبوا ما عند الله ومدح الناس فيكون لك بالعمل اصلا مقصدا مقصدان يكون لك - 00:21:11
في العمل مقصدان ان تقصد الله وتقصد غيره وهذا صاحبه عمله مردود عليه وعمله باطل. اما القسم الخامس من اقسام اثر الرياء على العمل. فهو ان يطرأ الرياء على عمل بدأه خالصا - 00:21:27
ثم دافعه ولم يستسلم له فهذا مأجور على المدافعة وهذا الرياء لا ينقص اجره ولا اثر له على عمله هذا هو القسم الخامس اما القسم السادس فهو ان يترك العمل لاجل الناس - 00:21:51
ان يترك العمل لاجل الناس وهذا رياء يأثم به الانسان لقول النبي لقول آآ النبي صلى الله عليه وسلم من من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله العمل لاجل الناس رياء وترك ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل لاجل الناس شرك - 00:22:09
والاخلاص ايش الاخلاص ان يعافيك الله منهما. طيب كيف نحقق الاخلاص؟ نحقق الاخلاص بان نقطع النظر عن الناس لا تلتفت اليهم ولا تنظر الى ماذا سيقولون او ماذا سيفعلون. بل انظر الى الله عز وجل واين انت في - 00:22:33
برضاه هل ادركت رضاه او لا؟ هنا يكون الانسان محققا للاخلاص اسأل الله ان يجعلني واياكم من المخلصين وان يخلصنا بخالصة والدار وان يعيننا على صالح الاعمال في السر والاعلان وان يغفر لنا الخطأ والزلل. هذا ما يتصل باقسام الرياظ وانا اقول الرياء ينبغي - 00:22:57
للمؤمن ان يتنبه اليه وان يحذر منه لكن ينبغي ايضا ان يحذر من وسواس الرياء. فان من الناس من يصيبه الوسواس بمعنى انه يستسلم ما يأتيه الشيطان بان تقصد كذا وانت ما تقصد كذا وانت تريد كذا بعملك - 00:23:19
ينبغي ان يعرض عن هذا وان يكون حازما في اغلاق الابواب امام كيد الشيطان ووسوسته. فان وسوسته تورط الانسان في نكد لا منتهى له فان ذلك يؤثر على استقامة عبادته والشيطان لا يبالي - 00:23:38
بما يصيبه من الانسان. هل قاده الى غلو او ورطه في انحلال ولذلك اذا عجز عن الانسان في توريطه بغلو او انحلال جاءه من طريق الوساوس وشبه عليه واورد عليه حتى - 00:24:00
يكدر عليه عبادته اسأل الله عز وجل ان يعيذنا واياكم من نزغات الشيطان ويحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا ويرزقنا صدق الاخلاص له امام الاقبال عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا - 00:24:21
محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين يمكن الصورة رحمه الله ارادة الانسان بعمله الدنيا. وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال - 00:24:44
رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد قميصه تعس عبد الخميلة. ان اعطي رضي وان لم يعطس سخطه. تعس وانتكس واذا يخشيك فلن تقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله. اشعث رأسه - 00:25:24
مغبرة قدما. ان كان في الحراسة كان في الحراسة. الله اكبر. وان كان في الساقه كان في الساق ان استأذن لم يؤذن له. وان شفع لم يشفع باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. اي ان من صور الشرك التي تبطل العمل ان يعمل الانسان عملا صالحا - 00:25:54
ليس له غرض في الاجر والثواب الاخروي. انما همه وغرضه وطلبه هو ان ينال منه نفعا ومصلحة دنيوية وهذا يبرأ على العاملين بلا استثناء فقد ذكر الله تعالى عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:26:21
الذين قاتلوا معه في غزوة احد قال صلى الله عليه قال الله جل وعلا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. يقول عبد الله ابن مسعود ما كنت احسب ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الاية. منكم من يريد الدنيا ومنكم من - 00:26:47
الاخرة ومعنى يريد الدنيا اي بعمل الاخرة اما ارادة الدنيا من حيث هي اصلا فلا شك ان هذا به الدنيا فلا اشكال ان يطلب الانسان الدنيا بما يعينه على قضائها من غير حاجة من الناس كما قال الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا. انما - 00:27:09
الوزر والحرج في ان يعمل الانسان طاعة او عبادة لا يرجو بها الاخرة انما يريد بها نفعا من الدنيا فيما تقدم في الباب السابق باب ما جاء في الرياء والرياء نوع من انواع المقاصد للعاملين فمن العاملين من يعمل يريد حمد - 00:27:37
وثنائهم اي يريد ان يدرك من ثناء الناس ومدحهم ما تحتاجه نفسه او تطلبه نفسه فهذا عمله حابط على نحو ما تقدم من حديث في الاقسام السابقة لكن هناك مقاصد اخرى - 00:28:00
اقرأ واشار اليها الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم البخاري ومسلم من حديث ابي موسى قال يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر نعم قال الرجل قال الرجل يقاتل - 00:28:17
حمية وشجاعة وليرى مكانه اي ذلك في سبيل الله؟ حميه شجاعة وليرى مكانه الرياء في قوله يرى مكانه اما الشجاعة والحمية فهذه مقاصد حتى لو لم يحمده الناس عليها هي من مقاصد النفوس في الاعمال في عمل الانسان يقاتل حمية فزعة وعصبية لقومه او - 00:28:35
جماعته او لاهل محلته لا يبتغي الاجر من الله لكن حمله غضبه وعصبيته ان يقاتل معهم على اي وجه كان هذا مقصد من من المقاصد وكذلك ان يقال فلان شاء لم يثبت شجاعته او ان يظهر شجاعته ولو لم يراه الناس انما نفسه تحمله على الاقدام والاقبال - 00:29:04
على القتال فثمة مقاصد. ايضا هناك وهذي امثلة يمكن غير موجودة في كثير من احوال الناس اليوم لكن من الناس مثلا من يحتاج الى تزكية شهادة من امام المسجد بانه يصلي. فلا يصلي الا لاجل هذه الشهادة. التي يأخذها من امام المسجد - 00:29:27
محافظ على الصلوات هذه ليست رياء انما لان الشهادة يبلغ بها حاجة ويدرك بها مصلحة من مصالح الدنيا فهو يقاتل لاجلها او عفوا فهو يصلي لاجلها هذه صور من الصور التي - 00:29:47
تندرج في قول المصنف رحمه الله من الشرك اي من الشرك الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرت منه النصوص ان يعمل العمل يريء العمل الصالح يريد به الدنيا - 00:30:05
والمقصود بالدنيا مصالحها ومنافعها وما فيها ذكر المؤلف رحمه الله في هذا اية وحديثا على نحو ما جرى في ابوابه كلها يذكر اية وحديث او اثار من كلام الصحابة والتابعين. يقول رحمه الله وقوله تعالى من - 00:30:20
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون هذا خبر من الله عز وجل عن قوم يعملون العمل الصالح لا يريدون به الاجر والثواب في الاخرة انما غرضهم وغايتهم زينة الحياة الدنيا. من كان يريد الحياة - 00:30:40
الدنيا وزينتها اي يطلب بعمله الحياة الدنيا وما فيها من المتع والزينة والزينة هنا تشمل كلما تزين به الدنيا من النساء والبنين والقناطير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة الخير المسومة والانعام والحرث والوظائف والمناصب والجاه وما اشبه ذلك من سائر مقاصد الدنيا فهو يعمل - 00:31:05
بعمل صالح ليس له غرض الا هذه المصالح. الدنيوية التي يدرك بها منافع الدنيا ليس له غرض في الاخرة ولا قصد قال الله تعالى نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. نوفي اي نقبضهم جزاء اعمالهم التي عملوها في الدنيا - 00:31:35
واما الاخرة فليس لهم فيها نصيب ولذلك قال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار نعوذ بالله من الخذلان وحبط ما صنعوا فيها اي بطل ما صنعوا في الدنيا لاجل انهم لم يقصدوا به الاخرة. وحبط ما صنعوا فيها وباطل - 00:32:04
ما كانوا يعملون. قال جماعة من اهل العلم ومنهم عبد الله ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الامة هذه الاية نزلت في اهل الكفر والشرك هذه الاية في اهل الكفر والشرك. وهي كذلك في من كان عمله كله على هذا النحو. انه لا يريد باي عمل الا الدنيا فليس له - 00:32:25
الا فيها ولا نظر له في الاخرة فهؤلاء يذهب كل ما عملوه كما قال الله جل وعلا في الدنيا يوفونه واما في الاخرة فليس لهم فيه شيء لذلك يقول اولئك الذين - 00:32:49
ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها اي بطل ماء وحبط ما صنعوا فيها وبطل ما كانوا يعملون وقال جماعة من اهل العلم ان هذه الاية ليست فقط في الكفار بل هي في الكفار وفي اهل الاسلام فان من اهل الاسلام من يعمل عملا يريد به الدنيا - 00:33:03
واذا كان عمل عملا يريد به الدنيا فانه لا ينال من هذا العمل الا ما قصد من منافع الدنيا فله ما قصد وهذا القول اقرب الى الصواب وهو ان هذه الاية ليست في الكفار فقط بل في الكفار وفي غيرهم الكافر اصل عمله - 00:33:25
وكذلك المنافق اصل ايمانه انما هو لاجل مصلحة الدنيا فهذا يدرك في الدنيا ما يعصم دمه او ما يجازيه الله تعالى فيه على عمله لكن ليس له في الاخرة من خلاق. اما المؤمن فقد يريد بعمل مفرد من اعمال - 00:33:52
الدنيا فيقال له هذا العمل الذي عملته لاجل الدنيا ليس لك في الاخرة منه نصيب بل هو ذاهب عليك فيكون تكون الاية في الكفار وفي اهل الاسلام. وهذه الاية لها نظائر في كلام الله عز وجل فقد ذكر الله - 00:34:10
جل وعلا في سورة الشورى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة ايش من نصيب ليس لهم في الاخرة حظ - 00:34:30
فهذه كتلك وهي في اهل الايمان وفي اهل الكفر وكذلك ذكر الله عز وجل في سورة الاسراء من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد وهذا تقييد للايتين السابقتين. وان التعجيل لمن اراد الدنيا ليس لكل من ارادها. بل لمن اراد الله ان يعطيه ما - 00:34:46
من امر الدنيا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد يقول جل في علاه ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا واما الاخر ومن اراد الاخرة نسأل الله ان نكون منهم وسعى لها سعيها فهناك قصد وعمل وليس مجرد قصد - 00:35:10
ومن اراد الاخر وعمل ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. اي اي هم مثابا فالله شكور ومن شكره على عمله على عمل عبده ان يجزيه عليه وان يثيبه عليه - 00:35:33
فهذه الايات الثلاث التي ذكر الله تعالى فيها مقاصد الناس بالعمل كلها تنتظر تنتظم فيما تنتظم معنى واحدا وهو ان من اراد الدنيا فانه لا يدرك من ذلك في الاخرة شيئا - 00:35:54
وان من اراد بالعمل الاخرة وسعى له وسعى لها سعيا فان الله تعالى يبلغه ما يؤمل ويعطيه لما يطلب وفضل الله تعالى الا واسع عظيم ثم ذكر بعد ذلك حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وفيه خبر ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من كان همه في عمله - 00:36:11
الدنيا تعس عبد الدرهم تعس عبد تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط ثم قال تعس وانتكس واذا شئت فلا انتقش هذه الصورة الاولى - 00:36:35
ممن يريد الدنيا والصورة الثانية ممن يريد الاخرة طوبى لعبد اللهم اجعلنا من اهل طوبى طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله اي يبتغي ما عند الله عز وجل وفي الجهاد في سبيل الله اشعث اغبر مغبرة قدماه - 00:36:55
ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع ونعلق ان شاء الله تعالى على هذا الحديث في درس يوم غد باذن الله تعالى نجيب على ما يسر الله - 00:37:18
من الاسئلة اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا السداد في الجواب وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى وان يرزقنا الاخلاص في والاعلان وان يجعلنا ممن اخلص بخالصة ذكر الدار فقصد الاخرة واجرث وثواب العزيز الغفار - 00:37:33
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون - 00:00:00
واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:17
اما بعد فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حذر الامة من كل ما يشوش عليها عملها ويخرجها من الصراط المستقيم ويوقعها في غضب رب العالمين ومن اشد ذلك واخطره - 00:00:38
الظلم العظيم الذي قال الله جل وعلا فيه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ولذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرك وخصاله واعماله ممتدا لم ينتهي - 00:01:04
الى ان توفي صلوات الله وسلامه عليه وهو يحذر من الشرك وخصاله واعماله ومما جاء في ذلك ما رواه احمد وغيره من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:24
الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقال الصحابة بلى يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الشرك الخفي ثم فسره وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما - 00:01:45
يرى من نظر رجل اليه هذا الشرك سماه النبي صلى الله عليه وسلم خفيا وهو كذلك لانه لا يطلع عليه الناس ولانه قد يلتبس على الانسان فيخفى عليه في عمله - 00:02:10
فلا يتبين انه شرك بالله عز وجل وانه اراد غيره جل في علاه ولهذا من الضروري ان يعتني المؤمن بتبقي هذا النوع من الشرك وان يخشاه ان يخافه فان الاستسلام له - 00:02:33
والغفلة عنه توجب الوقوع فيه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه محمود ابن لبيد رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم اياكم وشرك السرائر يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من شرك السرائر وشرك السرائر - 00:02:54
هو هذا الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لما قالوا له وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيزين يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهلا اي مجتهدا - 00:03:15
في تزيين صلاته لما يرى من نظر الناس اليه. فذلك شرك السرائر اي شرك المقاصد والنيات لان المقاصد والنيات سرائر وخفايا لا يعلمها الا الله جل في علاه فجدير بالمؤمن ان يعتني غاية الاعتناء - 00:03:33
بتنقية عمله من اي قصد لغير الله عز وجل بل يكون عمله لله خالصا لا يبتغي سواه ولا يرجو على عمله ثناء ولا ولا جزاء ولا شكورا ولا عطاء الا من الله جل في علاه - 00:03:59
واما الناس فانه لا يطلب منهم شيء ولا يرجى منهم عطاء بل العطاء والهبات تطلب من رب الارض والسماوات جل في علاه وهو الذي عطاؤه ينفع ومنعه يضر. فلا يلتفت المؤمن الى سوى الله عز - 00:04:19
وجل ولا يمكن ان يتحقق للانسان هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بتوقيه لا يمكن ان يتوقى الانسان ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم الا بدوام المراقبة - 00:04:40
فالنوايا والمقاصد تتقلب على الناس فقد يشرع الانسان في العمل مخلصا ثم يطرأ عليه قصد غير الله عز وجل من رياء او غير ذلك من المقاصد التي تؤثر على صحة العمل - 00:04:57
او تنقص اجره. ولذلك من الضروري ان يعتني المؤمن بقصده من اول وقته في بعمله ولاجتهاده في ان يكون عمله لله خالصا لا يبتغي به سواه جل في علاه. وان يديم النظر - 00:05:13
فيبتدأ العمل لله خالصا ويديم النظر في نيته وقصده. والا يرجو من الله الا والا يرجو شيئا الا من الله قطع نظره عن الخلق عن مدحهم او ثنائهم او غير ذلك مما قد يكون سببا - 00:05:33
التفات الانسان الى غير ربه في عمله. فلا تلتفت الى سواه فكل الخير من قبله. وكل العطاء من جهته والخلق لا ينفعون ولا يضرون. ما تؤمنه من الخير عند الناس - 00:05:52
تجده عند الله عز وجل اذا صدقت في الاقبال عليه بل تجد اضعافا فتجد خير الدنيا والاخرة بالاقبال على الله عز وجل والرياء من حيث تأثيره على العمل له عدة احوال. معرفة ذلك مما يعين المؤمن على توقي - 00:06:11
ان يتورط في شيء من الشرك الخفي او شرك السرائر لذلك نذكر احوال الرياء واثر ذلك في العمل اول ما يتعلق باقسام العمل من حيث الرياء العمل السالم من الرياء - 00:06:33
وهو ما كان الباعث فيه على العمل الرغبة فيما عند الله عز وجل فلا يطلب من الناس مدحا ولا ثناء ولا ولا جزاء ولا شكورا وهذا هو العمل الخالص لله - 00:06:53
وصاحبه مأجور على حسب ما يقوم في قلبه من اخلاص لكنه لا التفات عنده الى الناس لا من قريب ولا من بعيد فهذا يرجى له الخير ويؤمل له العطاء وهذا هو العمل الخالص الذي امر الله تعالى به في قوله الا لله الدين الخالص - 00:07:12
اي الا لله العبادة الخالصة وقال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. فدين القيمة رأسه واصله وقواعده التي يبنى عليها ان يكون الدين اي العبادة له وحده لا شريك له لا - 00:07:37
يبتغي بذلك شيئا من غيره. هذا هو القسم الاول. اما القسم الثاني فهو ما كان الباعث فيه عن العمل الصالح طلبوا ما اه طلب ما عند الناس من مدح او ثناء. هذا هو القسم الثاني ان يعمل العمل الصالح يريد ان ان يثني عليه الناس. يريد ان - 00:08:03
يريد ان يذكره بالجميل فهذا عمل باطل باجماع العلماء لا نصيب لصاحبه منه شيء. فاذا كان واجبا لم تبرأ ذمته بفعله. فمن صلى العشاء مثلا مراعيا قيل له هذه الصلاة لا تجزئك ولا تبرأ بها ذمتك لان هذه الصلاة لم تبتغ بها وجه الله فهي مردودة عليك - 00:08:26
وهلم جر في سائر العمل. ان كان فرضا لم تبرأ به الذمة وان كان نفلا فلا اجر فيه ولا ابى ولا منة من الله عز وجل على هذا العمل لانه عمل باطل. هذا هو القسم الثاني وهما متقابلان. القسم الاول ما كان - 00:08:55
العامل فيه يبتغي ما عند الله فهذا له ما نوى والقسم الثاني ما كان يبتغي ما كان فيه العمل يبتغي الثواب من الناس ويبتغي الحمد والذكر فهذا عمله حابط بالاجماع. اما القسم الثالث - 00:09:17
هو ان يطرأ الرياء في صفة العمل وليس في اصله بمعنى ان يعمل العمل يبتغي ما عند الله. لكن يطرأ الرياء عليه في صفة العمل. هو يصلي يبتغي ما عند الله لكن لما - 00:09:39
علم ان احدا ينظر ان احدا ينظر اليه حسن العمل او زين العمل ينظر اليه ويمدح بطيب عمله وزينه. فهذا الرياء طرأ على صفة العمل ففي هذه الحال اصل العمل لا يبطل. فالله لا يظلم الناس شيئا لانه قصد بعمله الله عز وجل - 00:09:57
بل وابتغى به وجهه لكنه لا لا يؤجر على ما نوى من قصد الناس في صفة صلاته وتزيينها فمثلا اذا كان يسجد ومن عادته لولا نظر الناس اليه كان يقول سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى ثلاث - 00:10:23
مرات فلما رأى نظر الناس اليه زاد في التسبيح وطول سجوده ففي هذه الحال ففي هذه الحال لا يؤجر على ما كان من زيادة في صفة العمل. لان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا - 00:10:45
وابتغي به وجهه وقد قال بعض اهل العلم رحمهم الله انه اذا طرأ الرياء في صفة العمل بطل العمل كله وهذا هو القول الثاني في هذا القسم. اذا القسم الثالث من احوال طلوء الرياء على العمل ان يطرأ الرياء في صفة - 00:11:01
العمل بان يزين لاجل نظر الناس واصل العمل لله لكن طرأت طرأ طرأ الرياء في التزيين ففي هذه الحال للعلماء قولان من اهل العلم من قال انه لا يؤجر على هذا العمل لان الرياء يبطله - 00:11:22
كله وقال جماعة من اهل العلم بل الذي يبطل هو ما زينه من وصف واما اصل العمل فانه لله خالصة وبالتالي ينقص اجر ما زين دون اصل العمل. والى هذا القول ذهب ابن القيم رحمه الله واختاره شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه - 00:11:43
الله القسم الرابع من اقسام طرق الرياء على العمل ان يقصد بعمله التقرب الى الله عز وجل وايضا يقصد مع ذلك ثناء الناس ومدحهم فيكون المنشأ يكون المنشأ والباعث على العمل قصدان. القصد الاول الاخلاص - 00:12:08
لله عز وجل يبتغي ما عند الله عز وجل. والقصد الثاني يريد مدحا او ثناء او ما اشبه ذلك ففي هذه الحال من كان يريد مدحا او ثناء او ما اشبه ذلك من المقاصد التي يرائي بها العمل التي رأى بها - 00:12:31
في عمله ففي هذه الحال لا يخلو الامر من قولين. القول الاول ان العمل يبطل لان الباعث على العمل مدخول فلم يكن خالصا لله والله لا يقبل الا ما كان خالصا - 00:12:48
ويدل لذلك ما جاء في حديث ابي هريرة الحديث الالهي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه - 00:13:04
فهنا هذا عمل عمل مخلوط يقصد به الله ويقصد بهما ثناء الناس ومدحهم وما اشبه ذلك فهذا ينقص من بقدر لا ينقص فهذا ينقص فهذا القصد ينقض اجره فلا اجر له لانه لم يكن لله خالصا - 00:13:22
وهذا نظير ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سؤال الرجل له في حديث ابي موسى الاشعري في الصحيحين حيث قال صلى الله عليه وسلم حيث سئل صلى الله عليه وسلم فقيل له الرجل يقاتل اي في سبيل الله جهاد يبتغي - 00:13:42
يقاتل حمية وشجاعة وليرى مكانه هو يقاتل في سبيل الله لكن ثمة مقاصد اخرى اما حمية يعني فزعة واعانة لجماعته او من حوله ممن يحتمي لهم او شجاعة واقدام او ليرى الناس مكانه فثمة مقاصد اخرى مع كونه جهادا في سبيل الله - 00:14:06
اي ذلك في سبيل الله؟ الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اي ذلك في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله اغلق الطريق - 00:14:35
كل تلك المقاصد ليست في سبيل الله وصاحبها لا ينال الاجر من الله لان ما كان في سبيل الله هو ما كان لله خالص. الرجل يقاتل حمية وشجاعة وليرى مكانه - 00:14:50
كل ذلك يتهاوى لقوله صلى الله عليه وسلم من قاتل من قاتل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله فليس في سبيل الله وقد جاء رجل كما في المسند باسناد جيد من حديث ابي امامة الباهلي رضي الله تعالى عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله - 00:15:07
اه الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر يعني الثناء والحمد من الناس ما له؟ قال صلى الله عليه وسلم لا شيء له. كرر الرجل السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم فاجاب بنفس الجواب. لا شيء له. كرر ثالثة - 00:15:30
فقال الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر ما له؟ قال صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه. فدل ذلك على ان الذي ينشئ العمل يبتلي - 00:15:48
العمل بهذه النية فانه مردود عليه عمله لا اجر له لانه لم يكن خالصا انما يؤجر من كان عمله لله خالصا لا يبتغي الاجر من سواه ولا ينظر الى غيره. هذا الذي عليه - 00:16:06
اهل العلم من اهل التحقيق وهو الذي اختاره جماعة من اهل العلم القرطبي وغيره وادلته ظاهرة بينة. اما القسم الخامس من اقسام طرق الرياء على العمل ان يقصد بعمله الله ولكن يقرأ الرياء عليه اثناء العمل - 00:16:26
يعني هو لا يريد الا الله بعمله لكن يطرأ الرياء في اثناء العمل فيدافعه فهذا مأجور على مدافعته ولا يؤثر عليه هذا القصد لانه لم يستقر ولم يثبت بل هو في مدافعة له وهذا لا يؤثر عليه. هذا ما يتصل باقسام طرق الرياء - 00:16:55
على العمل وثمة قسم سادس وهو ان يترك العمل لاجل الناس كل ما مضى عمل يفعل لاجل عمل موجود واثر الرياء فيه لكن هذا القسم وهو الاخير هو ان يترك العمل - 00:17:23
لاجل الناس لاجل الا يقال فلان صالح او يقال فلان تقي او فلان يحافظ على صلاة الضحى او فلان يحافظ مثلا على الصدقة فيتركه لاجل الناس فهذا قال فيه الفضيل بن عياض رحمه الله من ترك العمل لاجل الناس قال رحمه الله ترك العمل لاجل - 00:17:44
رياء ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك. ثم قال والاخلاص ان يعافيك الله منهما الاخلاص ان يعافيك الله تعالى منهما وكيف يعافيك الله منهما ان تقطع نظرك عن الخلق - 00:18:07
في الفعل وفي الترك ان تقطع نظرك عن الخلق فيما تفعل وفيما تترك فلا ينفع فلا يكون لهم حساب عندك فيما اذا فعلت ولا فيما اذا تركت ولهذا قال العلماء في من كان من عادته مثلا ان يصلي الضحى ويوافق - 00:18:30
احيانا ان يكون مكان صلاته في حضرة الناس اما في يكون معتكفا مثلا فيصلي الضحى او يكون مثلا في دائرة دائرة عمل ويصلي او ما اشبه ذلك من الاحوال التي يكون فيها الانسان بين الناس - 00:18:49
فهنا يقال له لا تترك الصلاة صلاة الضحى لاجل ان الا يقول الناس انك تصلي. بل صلي الضحى ولا تهتم بنظر الناس اليك. ما قالوه او ما الم يقل ام ما لم يقولوه فليس له عندك حساب. وهذا هو الاخلاص. اذا هذه اقسام الرياء - 00:19:10
اثر الرياء على العمل نعيدها باختصار نعيد بخسارة ويكفي الماضي طيب نعيدها باختصار العمل السالم من الرياء هذا عمل صالح مقبول وهو ان يعمل الانسان العمل يبتغي به وجه الله - 00:19:34
ولا يرجو سواه وهذا اصحابه هم الفائزون نسأل الله ان نكون منهم النوع الثاني او القسم الثاني من اقسام الرياء هو ان يعمل العمل لاجل الناس. طلبا لحمدهم وثنائهم ومدحهم فهذا عمل - 00:19:53
حابط بالاجماع عمل حابط بالاجماع ولا اجر له فيه. فان كان فرضا فان الذمة لا تبرأ به. وان كان نفلا فلا نفع فيه لصاحبه بل هو مأزور تركته وشركه ليس فقط ان الله لا يقبل العمل بل يعاقب ولذلك قال قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي عن الله عز وجل تركته وشركه - 00:20:10
عقوبة له هذا القسم الثاني القسم الثالث ان يطرأ الرياء في صفة العمل وليس في اصله وفي هذه الحال ينقص من اجرك بقدر ما قصدت غير الله في صفة عملك - 00:20:37
فلا تزين عملك للناس فان ذلك لا فائدة منه ويخشى ان يعود ذلك على اصل العمل الابطال هذا هو القسم الثالث ان يكون الرياء في صفة العمل لا في اصله - 00:20:55
ان يكون الرياء في صفة العمل لا في اصله. القسم الرابع ان يكون الباعث على العمل طلبوا ما عند الله ومدح الناس فيكون لك بالعمل اصلا مقصدا مقصدان يكون لك - 00:21:11
في العمل مقصدان ان تقصد الله وتقصد غيره وهذا صاحبه عمله مردود عليه وعمله باطل. اما القسم الخامس من اقسام اثر الرياء على العمل. فهو ان يطرأ الرياء على عمل بدأه خالصا - 00:21:27
ثم دافعه ولم يستسلم له فهذا مأجور على المدافعة وهذا الرياء لا ينقص اجره ولا اثر له على عمله هذا هو القسم الخامس اما القسم السادس فهو ان يترك العمل لاجل الناس - 00:21:51
ان يترك العمل لاجل الناس وهذا رياء يأثم به الانسان لقول النبي لقول آآ النبي صلى الله عليه وسلم من من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله العمل لاجل الناس رياء وترك ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل لاجل الناس شرك - 00:22:09
والاخلاص ايش الاخلاص ان يعافيك الله منهما. طيب كيف نحقق الاخلاص؟ نحقق الاخلاص بان نقطع النظر عن الناس لا تلتفت اليهم ولا تنظر الى ماذا سيقولون او ماذا سيفعلون. بل انظر الى الله عز وجل واين انت في - 00:22:33
برضاه هل ادركت رضاه او لا؟ هنا يكون الانسان محققا للاخلاص اسأل الله ان يجعلني واياكم من المخلصين وان يخلصنا بخالصة والدار وان يعيننا على صالح الاعمال في السر والاعلان وان يغفر لنا الخطأ والزلل. هذا ما يتصل باقسام الرياظ وانا اقول الرياء ينبغي - 00:22:57
للمؤمن ان يتنبه اليه وان يحذر منه لكن ينبغي ايضا ان يحذر من وسواس الرياء. فان من الناس من يصيبه الوسواس بمعنى انه يستسلم ما يأتيه الشيطان بان تقصد كذا وانت ما تقصد كذا وانت تريد كذا بعملك - 00:23:19
ينبغي ان يعرض عن هذا وان يكون حازما في اغلاق الابواب امام كيد الشيطان ووسوسته. فان وسوسته تورط الانسان في نكد لا منتهى له فان ذلك يؤثر على استقامة عبادته والشيطان لا يبالي - 00:23:38
بما يصيبه من الانسان. هل قاده الى غلو او ورطه في انحلال ولذلك اذا عجز عن الانسان في توريطه بغلو او انحلال جاءه من طريق الوساوس وشبه عليه واورد عليه حتى - 00:24:00
يكدر عليه عبادته اسأل الله عز وجل ان يعيذنا واياكم من نزغات الشيطان ويحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا ويرزقنا صدق الاخلاص له امام الاقبال عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا - 00:24:21
محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين يمكن الصورة رحمه الله ارادة الانسان بعمله الدنيا. وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال - 00:24:44
رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد قميصه تعس عبد الخميلة. ان اعطي رضي وان لم يعطس سخطه. تعس وانتكس واذا يخشيك فلن تقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله. اشعث رأسه - 00:25:24
مغبرة قدما. ان كان في الحراسة كان في الحراسة. الله اكبر. وان كان في الساقه كان في الساق ان استأذن لم يؤذن له. وان شفع لم يشفع باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. اي ان من صور الشرك التي تبطل العمل ان يعمل الانسان عملا صالحا - 00:25:54
ليس له غرض في الاجر والثواب الاخروي. انما همه وغرضه وطلبه هو ان ينال منه نفعا ومصلحة دنيوية وهذا يبرأ على العاملين بلا استثناء فقد ذكر الله تعالى عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:26:21
الذين قاتلوا معه في غزوة احد قال صلى الله عليه قال الله جل وعلا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. يقول عبد الله ابن مسعود ما كنت احسب ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الاية. منكم من يريد الدنيا ومنكم من - 00:26:47
الاخرة ومعنى يريد الدنيا اي بعمل الاخرة اما ارادة الدنيا من حيث هي اصلا فلا شك ان هذا به الدنيا فلا اشكال ان يطلب الانسان الدنيا بما يعينه على قضائها من غير حاجة من الناس كما قال الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا. انما - 00:27:09
الوزر والحرج في ان يعمل الانسان طاعة او عبادة لا يرجو بها الاخرة انما يريد بها نفعا من الدنيا فيما تقدم في الباب السابق باب ما جاء في الرياء والرياء نوع من انواع المقاصد للعاملين فمن العاملين من يعمل يريد حمد - 00:27:37
وثنائهم اي يريد ان يدرك من ثناء الناس ومدحهم ما تحتاجه نفسه او تطلبه نفسه فهذا عمله حابط على نحو ما تقدم من حديث في الاقسام السابقة لكن هناك مقاصد اخرى - 00:28:00
اقرأ واشار اليها الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم البخاري ومسلم من حديث ابي موسى قال يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر نعم قال الرجل قال الرجل يقاتل - 00:28:17
حمية وشجاعة وليرى مكانه اي ذلك في سبيل الله؟ حميه شجاعة وليرى مكانه الرياء في قوله يرى مكانه اما الشجاعة والحمية فهذه مقاصد حتى لو لم يحمده الناس عليها هي من مقاصد النفوس في الاعمال في عمل الانسان يقاتل حمية فزعة وعصبية لقومه او - 00:28:35
جماعته او لاهل محلته لا يبتغي الاجر من الله لكن حمله غضبه وعصبيته ان يقاتل معهم على اي وجه كان هذا مقصد من من المقاصد وكذلك ان يقال فلان شاء لم يثبت شجاعته او ان يظهر شجاعته ولو لم يراه الناس انما نفسه تحمله على الاقدام والاقبال - 00:29:04
على القتال فثمة مقاصد. ايضا هناك وهذي امثلة يمكن غير موجودة في كثير من احوال الناس اليوم لكن من الناس مثلا من يحتاج الى تزكية شهادة من امام المسجد بانه يصلي. فلا يصلي الا لاجل هذه الشهادة. التي يأخذها من امام المسجد - 00:29:27
محافظ على الصلوات هذه ليست رياء انما لان الشهادة يبلغ بها حاجة ويدرك بها مصلحة من مصالح الدنيا فهو يقاتل لاجلها او عفوا فهو يصلي لاجلها هذه صور من الصور التي - 00:29:47
تندرج في قول المصنف رحمه الله من الشرك اي من الشرك الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرت منه النصوص ان يعمل العمل يريء العمل الصالح يريد به الدنيا - 00:30:05
والمقصود بالدنيا مصالحها ومنافعها وما فيها ذكر المؤلف رحمه الله في هذا اية وحديثا على نحو ما جرى في ابوابه كلها يذكر اية وحديث او اثار من كلام الصحابة والتابعين. يقول رحمه الله وقوله تعالى من - 00:30:20
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون هذا خبر من الله عز وجل عن قوم يعملون العمل الصالح لا يريدون به الاجر والثواب في الاخرة انما غرضهم وغايتهم زينة الحياة الدنيا. من كان يريد الحياة - 00:30:40
الدنيا وزينتها اي يطلب بعمله الحياة الدنيا وما فيها من المتع والزينة والزينة هنا تشمل كلما تزين به الدنيا من النساء والبنين والقناطير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة الخير المسومة والانعام والحرث والوظائف والمناصب والجاه وما اشبه ذلك من سائر مقاصد الدنيا فهو يعمل - 00:31:05
بعمل صالح ليس له غرض الا هذه المصالح. الدنيوية التي يدرك بها منافع الدنيا ليس له غرض في الاخرة ولا قصد قال الله تعالى نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. نوفي اي نقبضهم جزاء اعمالهم التي عملوها في الدنيا - 00:31:35
واما الاخرة فليس لهم فيها نصيب ولذلك قال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار نعوذ بالله من الخذلان وحبط ما صنعوا فيها اي بطل ما صنعوا في الدنيا لاجل انهم لم يقصدوا به الاخرة. وحبط ما صنعوا فيها وباطل - 00:32:04
ما كانوا يعملون. قال جماعة من اهل العلم ومنهم عبد الله ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الامة هذه الاية نزلت في اهل الكفر والشرك هذه الاية في اهل الكفر والشرك. وهي كذلك في من كان عمله كله على هذا النحو. انه لا يريد باي عمل الا الدنيا فليس له - 00:32:25
الا فيها ولا نظر له في الاخرة فهؤلاء يذهب كل ما عملوه كما قال الله جل وعلا في الدنيا يوفونه واما في الاخرة فليس لهم فيه شيء لذلك يقول اولئك الذين - 00:32:49
ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها اي بطل ماء وحبط ما صنعوا فيها وبطل ما كانوا يعملون وقال جماعة من اهل العلم ان هذه الاية ليست فقط في الكفار بل هي في الكفار وفي اهل الاسلام فان من اهل الاسلام من يعمل عملا يريد به الدنيا - 00:33:03
واذا كان عمل عملا يريد به الدنيا فانه لا ينال من هذا العمل الا ما قصد من منافع الدنيا فله ما قصد وهذا القول اقرب الى الصواب وهو ان هذه الاية ليست في الكفار فقط بل في الكفار وفي غيرهم الكافر اصل عمله - 00:33:25
وكذلك المنافق اصل ايمانه انما هو لاجل مصلحة الدنيا فهذا يدرك في الدنيا ما يعصم دمه او ما يجازيه الله تعالى فيه على عمله لكن ليس له في الاخرة من خلاق. اما المؤمن فقد يريد بعمل مفرد من اعمال - 00:33:52
الدنيا فيقال له هذا العمل الذي عملته لاجل الدنيا ليس لك في الاخرة منه نصيب بل هو ذاهب عليك فيكون تكون الاية في الكفار وفي اهل الاسلام. وهذه الاية لها نظائر في كلام الله عز وجل فقد ذكر الله - 00:34:10
جل وعلا في سورة الشورى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة ايش من نصيب ليس لهم في الاخرة حظ - 00:34:30
فهذه كتلك وهي في اهل الايمان وفي اهل الكفر وكذلك ذكر الله عز وجل في سورة الاسراء من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد وهذا تقييد للايتين السابقتين. وان التعجيل لمن اراد الدنيا ليس لكل من ارادها. بل لمن اراد الله ان يعطيه ما - 00:34:46
من امر الدنيا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد يقول جل في علاه ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا واما الاخر ومن اراد الاخرة نسأل الله ان نكون منهم وسعى لها سعيها فهناك قصد وعمل وليس مجرد قصد - 00:35:10
ومن اراد الاخر وعمل ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. اي اي هم مثابا فالله شكور ومن شكره على عمله على عمل عبده ان يجزيه عليه وان يثيبه عليه - 00:35:33
فهذه الايات الثلاث التي ذكر الله تعالى فيها مقاصد الناس بالعمل كلها تنتظر تنتظم فيما تنتظم معنى واحدا وهو ان من اراد الدنيا فانه لا يدرك من ذلك في الاخرة شيئا - 00:35:54
وان من اراد بالعمل الاخرة وسعى له وسعى لها سعيا فان الله تعالى يبلغه ما يؤمل ويعطيه لما يطلب وفضل الله تعالى الا واسع عظيم ثم ذكر بعد ذلك حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وفيه خبر ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من كان همه في عمله - 00:36:11
الدنيا تعس عبد الدرهم تعس عبد تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط ثم قال تعس وانتكس واذا شئت فلا انتقش هذه الصورة الاولى - 00:36:35
ممن يريد الدنيا والصورة الثانية ممن يريد الاخرة طوبى لعبد اللهم اجعلنا من اهل طوبى طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله اي يبتغي ما عند الله عز وجل وفي الجهاد في سبيل الله اشعث اغبر مغبرة قدماه - 00:36:55
ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع ونعلق ان شاء الله تعالى على هذا الحديث في درس يوم غد باذن الله تعالى نجيب على ما يسر الله - 00:37:18
من الاسئلة اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا السداد في الجواب وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى وان يرزقنا الاخلاص في والاعلان وان يجعلنا ممن اخلص بخالصة ذكر الدار فقصد الاخرة واجرث وثواب العزيز الغفار - 00:37:33