بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري يرحم الله تعالى باب ترك القيام للمريض. قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن الاسود - 00:00:00
قال سمعت جندبا يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة او ليلتين قال حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن الاسود ابن قيس عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال احتبس - 00:00:30
جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة من قريش ابطأ عليه شيطانه فلا زالت قول الله تبارك وتعالى والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك - 00:00:50
باب ترك القيام للمريض. اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ترك القيام للمريض هذه الشريعة المباركة شريعة يسر وهي حنيفية سمحة ليس فيها تعمق - 00:01:10
ولا تكليف بما لا يطيق الناس. بل بناؤها في فرائضها ونوافلها. على قول الله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ماتاها و قوله جل وعلا فاتقوا الله فاتقوا الله ما استطعتم. واسمعوا واطيعوا. فالله عز وجل امر - 00:01:30
المؤمنين من الاعمال بما يطيقون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون اي قوموا من للفرائض والمستحبات بما تستطيعون بما تتحملون. ولذلك جاءت الشريعة بالتخفيف عن الانسان في الواجبات والفرائض فيما اذا نابه عارض - 00:02:00
يشب معه ان يأتي بما فرض الله تعالى عليه من سفر ومرض وخوف ونحو ذلك قال الله تعالى في اصل التشريع فاتقوا الله ما استطعتم. وقال في افراده في الصلاة قال جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. هذا هو الواجب - 00:02:30
الصلاة فان خفتم جاء عذر ان خفتم ولم تتمكنوا من ان تأتوا بالصلاة كما امرتم قانتين فان خفتم فرجالا صلوا وانتم تمشون او ركبانا وانتم راكبون. فاذا امنتم اي اذا زال الخوف الذي اربك - 00:03:00
قلوبكم واوجب هذا التخفيف فاذا امنتم ايش؟ فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. وفي الصوم يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر - 00:03:20
ثم جاء بعد فرض الصوم ايضا على الجميع على من شهد الشهر قال ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام وفي الحج قال جل وعلا ولله على الناس حج البيت ها من استطاع اليه سبيلا - 00:03:50
فكل شرائع الدين وكل معالمه واحكامه منوطة بالاستطاعة ومن ذلك ايضا النوافل والقربات. فانه اذا عرض الانسان ما لا يتمكن معه. من القيام القربى فان الله يخفف عنه بان يسقط عنه ذلك لكن من فضله وعظيم جوده - 00:04:10
عليه ان يكتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما كما جاء في حديث ابي موسى يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب ما كان يعمله صحيحا مقيما. وهذا احسان من الله وفضل. وقوله كتب له ما كان يعمله. يشمل ما كان يعمله - 00:04:40
من الفرائض وما كان يعمله من النوافل. فكل ذلك مكتوب له لا يضيع. بل يكتب له من كان يعمله من التطوعات ويكتب له ما كان يعمله من الفرائض والواجبات على نحو ما كان يعمله. لا ينقص من اجره - 00:05:00
شيئا وذاك فضل الله فانتم تعاملون الكريم جل في علاه. قال المصنف رحمه الله في هذا الباب في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القيام للمرض قال رحمه الله باب ترك القيام - 00:05:20
اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن ترك القيام والمقصود بالقيام قيام الليل لاجل المرض. واذا قال للمريض والمقصود بالمريض هنا المريض الذي يشق عليه ان يأتي بالقيام - 00:05:40
او يثقله الاتيان بالقيام. ففي هذه الحال اذا ترك للمرض فلا حرج عليه. بل يكتبه الله تعالى له اجره كما لو كان قد عمله. والترك هنا والترك الكلي بمعنى انه لا يصلي شيء - 00:06:00
من الليل لاجل ما نزل به من المرض والمرض مراتب درجات فمن المرض ما يمنع الانسان من الصلاة بالكلية ومنه ما يمنع الانسان من الصلاة على نحو اكبر من غيره كان يصلي مثلا جالسا اذا لم يستطع القيام او يصلي مضطجعا اذا لم يستطع - 00:06:20
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. هكذا يبين صلى الله عليه وعلى اله وسلم صفة الصلاة في التنقل في الفرض وكذلك في النفل. وقد قالت عائشة رضي الله - 00:06:40
قال عنها كان اكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في اخر عمره جالسا تقصد بذلك النوافل صلاة الليل لما الناس اي اتعبوك وشق عليه ان يصلي قائما صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا حتى اذا لم يبقى - 00:07:00
من قراءته الا قدر ثلاثين اية قام صلى الله عليه وسلم حتى يركع من قيامه. فالمقصود بالمرض ترك القيام من اجله هو المرض الذي لا يستطيع معه صلاة لا قائما ولا قاعدا. وقد يصيب الانسان من - 00:07:20
المرض ما يعجز معه ان يصلي قائما وقاعدا اما لاشتغاله بغرظه او لارهاق بدنه او لغير ذلك من الاسباب لا يتمكن معها من الصلاة قائما ولا قاعدا. وذكر في ذلك ما نقله - 00:07:40
عن جندب ابن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه. يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة او ليلتين او ليلتين وهذه الشكوى كانت في مكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله اشتكى اي اصاب - 00:08:00
ما يشكو منه صلى الله عليه وسلم. ويطلق هذا على من؟ على من مرض سواء صرفت منه شكوى او لا. فيقولون فلان لكن او اشتكى فلان اي انه مريض. لان عادة المريض اذا اصابه ماء يؤلمه - 00:08:20
او ما يمرظه ان يشهو ما اصابه. فلذلك اطلق على المريظ شاة او او عبر الشكاية عن المرض. ولذلك قال اشتكى النبي يعني مرض والا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشكو - 00:08:40
الى احد ما اصابه ما نزل به من مرض فليس في الخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى الناس او لاحد من الناس وقال انا مريض بكذا انما غاية ما هنالك انه مرض صلوات الله وسلامه عليه فعبر عن المرض بالشكوى وهذا اصطلاح جاري في لسان العرب - 00:09:00
فيطلقون الشكوى على المصاب. وهذا يشمل المصاب بالمرض وبغيره. لكن السياق هنا في الشكوى من المرض وقد يصاب الانس وقد يشكو الانسان من غير المرض من هم من فقد محبوب او ما الى ذلك كما قال يعقوب - 00:09:20
حينما اشكو بثي وحزني الى الله. فالشكوى تطلق على المصاب بامر لكن جرى في لسان العرب اطلاق وعلى المرض. اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم اي بسبب الشكوى والمرض الذي نزل به ليلة او ليلة - 00:09:40
شك من الراوي لا يذكر هل هي ليلة او ليلتين؟ وساق في الحديث الثاني قصة احتباس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم اي توقف الوحي برهة من الزمن. فاحتباس جبريل اي عدم نزوله بشيء من - 00:10:00
وجبريل عليه السلام رسول رب العالمين. هو الروح هو الروح الذي وصفه الله تعالى بقوله نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. فالروح الامين هو جبريل عليه السلام - 00:10:20
ونزول بالقرآن انما هو بوحي رب العالمين لا ينزل من قبل نفسه. بل هو عبد مأمور. يرسله الله تعالى الى من شاء العبادة فقول جندب رضي الله تعالى عنه في حكايته لهذه القصة احتبس جبريل - 00:10:40
صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم اي لم ينزل عليه بشيء من الوحي برهة من الزمن. هذا لا صلة له بشكاية النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا بقية الحديث يعني جندب اخبر بخبرين الخبر الاول شكوى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة او ليلتين و - 00:11:00
ما جرى من ترك القيام بسبب ذلك والخبر الثاني هو احتباس جبريل عليه السلام لامر شاءه الله تعالى عن النزول بالوحي الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فان جبريل احتبس في مكة - 00:11:20
بعض الوقت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان المشركون يعرفون من الوحي ما يبلغهم به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان صلى الله عليه وسلم يخبرهم ويسمعون منه القرآن ويجدون من تأثير القرآن على قلوبهم شيئا - 00:11:40
لذلك فقدوا الوحي. لما احتبس جبريل تلك البرهة من الزمن فجاءت فقالت امرأة من قريش وهي ام جميل امرأة ابي لهب كما قيل في بعض الكتب وفي بعض فقالت امرأة من قريش ابطأ عليه شيطانه تأخر عليه شيطانه تعني رسول الله - 00:12:00
وسلم في احتباس الوحي عنه. لانهم كانوا يزعمون تكذيبا وامعانا في الليل من النبي صلى الله عليه يزعمون ان الذي كان يأتيه بالوحي شيطان وليس جبريل عليه السلام. فقالت ابطأ عليه شيطانه - 00:12:30
فنزلت سورة الضحى التي اقسم الله تعالى فيها في الليل والنهار قال تعالى والضحى والليل اذا سجى. اقسم الله تعالى في هذه السورة بقسمين. الضحى وهو اول النهار وقيل النهار - 00:12:50
كله والليل اذا سجى اي اذا غطى الكون بظلامه اذا راقبت غروب الشمس وجدت ان هذا الوصف ابلغ وصف في نزول الليل على الارض كما لو انك غطيت شيئا بغطاء. والليل اذا سجى اي اذا غطى الارظ فلم - 00:13:10
ما كان ظاهرا منها فينتشر الظلام على الارض فيغطيها كلها. فاقسم الله بهذين لانهما موضع الزمان الوحي والله يقسم بما شاء من خلقه سبحانه وبحمده. فله جل وعلا القسم بما شاء تعظيم - 00:13:40
ولما عظمه سبحانه وبحمده وليس لاحد ان يقول لماذا يقسم الله تعالى بما شاء من خلقه؟ ونحن لا يجوز لنا ان نقسم الا به جل في علاه ليس لاحد ان يقول هذا بل الله يقسم بما شاء من خلقه لحكم ما في شيء يقسم الله جل وعلا به - 00:14:00
الا واذا تأملت وجدت فيه من الايات والعبر والعظات ما يظهر العقول ويلفت الانصار ينبه الالباب لبديع صنع رب الارباب جل في علاه. فاقسم الله بقسمين والضحى والليل اذا سجى وجواب القسم نفي ما ودعك ربك وما قلى. ما تركك ربك - 00:14:20
ولا كرهك لانهم زعموا ان الله تركه. قالوا قلاه ربه اي كره هو ابغضه اقسم الله جل وعلا بهذين القسمين تكذيبا لهم حيث قال ما ودعك ربك وما قلى ما تركك ربك يا - 00:14:50
محمد وما قلى فهو جل وعلا المحسن المتفضل ليه؟ على رسول ما دي السورة التي تليها فيها مفاتيح الهبات والعطايا التي من الله تعالى بها على رسوله صلى الله عليه وسلم. والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى - 00:15:10
ولسوف يعطيك ربك فترضى. فوعده بالاخرة ثم اخبره بانه سيفتح عليه من العطايا ما يرضيه. ثم ذكره بمنى الم يجدك يتيما فاوى؟ هذا اول الامر. ووجدك ضالا فهدى. وهذا اعظم ما من الله عليه به من الهداية - 00:15:30
ووجدك عائلا اي فقيرا فاغنى ثم بعد ذلك قال فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدد. السورة التي تليها سورة الشرح التي فيها بين الله عز وجل ما فتح على رسوله من العطايا والهبات - 00:15:50
الهية الربانية في قلبه وفي حياته وبعد موته ويوم بعثه ونشوره. الم نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. ثم قال جل وعلا فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا - 00:16:10
فاذا فرغت فانصب طريق تحصيل العطايا السابقة الاشتغال بالعبادة فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. هذا الباب ذكر فيه المصلي رحمه الله ترك القيام للمغرب. والمرض لا يخلو من حالين اما المرض يتمكن معه الانسان ان يأتي بالعلم - 00:16:30
على نحو اه يكون اقل كمالا من الحال الصحيحة او مرض لا يستطيع ان يأتي بالعبادة بالكلية. ان كان من النوع الاول فليأت بالعبادة على حسب طاقته. كما في حديث عمران ابن حصين صلي قائما فان لم تستطع - 00:16:50
فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. اذا كان لا يتمكن من هذا فانه يترك ذلك واذا تمكن من القضاء فانه يقضي كما سيأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا نام عن حزبه من الليل او مرض صلاه ضحى ثنتي عشرة ركعة وسيأتي - 00:17:10
ان شاء الله تعالى التعليق فيما يتصل بصفة قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل اذا تركها. هذا الحديث فيه الفوائد من فوائده ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر يعتريه ما يعتريه من القوة والضعف والصحة والمرض - 00:17:30
وكان هذا ظاهرا للناس. فان مرضه وشكايته كانت عند قريش. ولم يكن صلى الله عليه وسلم خارجا في حاله عن حال الناس الا فيما خصه الله تعالى به من الخصائص التي جاء بها البيان والدليل. وفيه من الفوائد ان من عمل - 00:17:50
صالحا اذا عجز عن ذلك فان له تركه فان له ان يتركه ولا حرج عليه في تركه. فالنبي صلى الله عليه وسلم مع ان قيل انه فرض في حقه الا انه تركه لما مرض صلى الله عليه وسلم ليلة او ليلتين. وفيه ان تنزل الوحي - 00:18:10
منة عظيمة على على هذه الامة. وقد انفقدت هذه الملة بموت النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن بقي الوحي الذي يحتاجه الناس من القرآن والسنة ما يكفيهم في تحقيق العبودية لله عز وجل - 00:18:30
والا فانقطاع الوحي من السماء رزية ومصيبة عظمى بكى لها ابو بكر وعمر عندما ذكرته امرأة زاراها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فبكت ذكرت رسول الله وبكت فقال لها ما عند الله - 00:18:50
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يسليانها فقالت اما اني اعلم ان ما عند الله خير لرسوله ولكنني ابكي لانقطاع الوحي فهيجتهما على البكاء فكان انقطاع الوحي مصيبة عظمى. ولذلك لما احتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نال منه - 00:19:10
ما نالوا بهذا الكلام الذي قالوه. ثمان الله عز وجل برأه مما اتهموه به. وبين عظيم منزلته وكبير عند رب العالمين بما وعده به من العطاء الجزيل. الفضل الكبير. هذه بعض الفوائد في اه هذا - 00:19:30
الباب ننتقل للباب الذي يليه - 00:19:50
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري يرحم الله تعالى باب ترك القيام للمريض. قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن الاسود - 00:00:00
قال سمعت جندبا يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة او ليلتين قال حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن الاسود ابن قيس عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال احتبس - 00:00:30
جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة من قريش ابطأ عليه شيطانه فلا زالت قول الله تبارك وتعالى والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك - 00:00:50
باب ترك القيام للمريض. اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ترك القيام للمريض هذه الشريعة المباركة شريعة يسر وهي حنيفية سمحة ليس فيها تعمق - 00:01:10
ولا تكليف بما لا يطيق الناس. بل بناؤها في فرائضها ونوافلها. على قول الله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ماتاها و قوله جل وعلا فاتقوا الله فاتقوا الله ما استطعتم. واسمعوا واطيعوا. فالله عز وجل امر - 00:01:30
المؤمنين من الاعمال بما يطيقون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون اي قوموا من للفرائض والمستحبات بما تستطيعون بما تتحملون. ولذلك جاءت الشريعة بالتخفيف عن الانسان في الواجبات والفرائض فيما اذا نابه عارض - 00:02:00
يشب معه ان يأتي بما فرض الله تعالى عليه من سفر ومرض وخوف ونحو ذلك قال الله تعالى في اصل التشريع فاتقوا الله ما استطعتم. وقال في افراده في الصلاة قال جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. هذا هو الواجب - 00:02:30
الصلاة فان خفتم جاء عذر ان خفتم ولم تتمكنوا من ان تأتوا بالصلاة كما امرتم قانتين فان خفتم فرجالا صلوا وانتم تمشون او ركبانا وانتم راكبون. فاذا امنتم اي اذا زال الخوف الذي اربك - 00:03:00
قلوبكم واوجب هذا التخفيف فاذا امنتم ايش؟ فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. وفي الصوم يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر - 00:03:20
ثم جاء بعد فرض الصوم ايضا على الجميع على من شهد الشهر قال ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام وفي الحج قال جل وعلا ولله على الناس حج البيت ها من استطاع اليه سبيلا - 00:03:50
فكل شرائع الدين وكل معالمه واحكامه منوطة بالاستطاعة ومن ذلك ايضا النوافل والقربات. فانه اذا عرض الانسان ما لا يتمكن معه. من القيام القربى فان الله يخفف عنه بان يسقط عنه ذلك لكن من فضله وعظيم جوده - 00:04:10
عليه ان يكتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما كما جاء في حديث ابي موسى يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب ما كان يعمله صحيحا مقيما. وهذا احسان من الله وفضل. وقوله كتب له ما كان يعمله. يشمل ما كان يعمله - 00:04:40
من الفرائض وما كان يعمله من النوافل. فكل ذلك مكتوب له لا يضيع. بل يكتب له من كان يعمله من التطوعات ويكتب له ما كان يعمله من الفرائض والواجبات على نحو ما كان يعمله. لا ينقص من اجره - 00:05:00
شيئا وذاك فضل الله فانتم تعاملون الكريم جل في علاه. قال المصنف رحمه الله في هذا الباب في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القيام للمرض قال رحمه الله باب ترك القيام - 00:05:20
اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن ترك القيام والمقصود بالقيام قيام الليل لاجل المرض. واذا قال للمريض والمقصود بالمريض هنا المريض الذي يشق عليه ان يأتي بالقيام - 00:05:40
او يثقله الاتيان بالقيام. ففي هذه الحال اذا ترك للمرض فلا حرج عليه. بل يكتبه الله تعالى له اجره كما لو كان قد عمله. والترك هنا والترك الكلي بمعنى انه لا يصلي شيء - 00:06:00
من الليل لاجل ما نزل به من المرض والمرض مراتب درجات فمن المرض ما يمنع الانسان من الصلاة بالكلية ومنه ما يمنع الانسان من الصلاة على نحو اكبر من غيره كان يصلي مثلا جالسا اذا لم يستطع القيام او يصلي مضطجعا اذا لم يستطع - 00:06:20
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. هكذا يبين صلى الله عليه وعلى اله وسلم صفة الصلاة في التنقل في الفرض وكذلك في النفل. وقد قالت عائشة رضي الله - 00:06:40
قال عنها كان اكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في اخر عمره جالسا تقصد بذلك النوافل صلاة الليل لما الناس اي اتعبوك وشق عليه ان يصلي قائما صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا حتى اذا لم يبقى - 00:07:00
من قراءته الا قدر ثلاثين اية قام صلى الله عليه وسلم حتى يركع من قيامه. فالمقصود بالمرض ترك القيام من اجله هو المرض الذي لا يستطيع معه صلاة لا قائما ولا قاعدا. وقد يصيب الانسان من - 00:07:20
المرض ما يعجز معه ان يصلي قائما وقاعدا اما لاشتغاله بغرظه او لارهاق بدنه او لغير ذلك من الاسباب لا يتمكن معها من الصلاة قائما ولا قاعدا. وذكر في ذلك ما نقله - 00:07:40
عن جندب ابن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه. يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة او ليلتين او ليلتين وهذه الشكوى كانت في مكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله اشتكى اي اصاب - 00:08:00
ما يشكو منه صلى الله عليه وسلم. ويطلق هذا على من؟ على من مرض سواء صرفت منه شكوى او لا. فيقولون فلان لكن او اشتكى فلان اي انه مريض. لان عادة المريض اذا اصابه ماء يؤلمه - 00:08:20
او ما يمرظه ان يشهو ما اصابه. فلذلك اطلق على المريظ شاة او او عبر الشكاية عن المرض. ولذلك قال اشتكى النبي يعني مرض والا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشكو - 00:08:40
الى احد ما اصابه ما نزل به من مرض فليس في الخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى الناس او لاحد من الناس وقال انا مريض بكذا انما غاية ما هنالك انه مرض صلوات الله وسلامه عليه فعبر عن المرض بالشكوى وهذا اصطلاح جاري في لسان العرب - 00:09:00
فيطلقون الشكوى على المصاب. وهذا يشمل المصاب بالمرض وبغيره. لكن السياق هنا في الشكوى من المرض وقد يصاب الانس وقد يشكو الانسان من غير المرض من هم من فقد محبوب او ما الى ذلك كما قال يعقوب - 00:09:20
حينما اشكو بثي وحزني الى الله. فالشكوى تطلق على المصاب بامر لكن جرى في لسان العرب اطلاق وعلى المرض. اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم اي بسبب الشكوى والمرض الذي نزل به ليلة او ليلة - 00:09:40
شك من الراوي لا يذكر هل هي ليلة او ليلتين؟ وساق في الحديث الثاني قصة احتباس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم اي توقف الوحي برهة من الزمن. فاحتباس جبريل اي عدم نزوله بشيء من - 00:10:00
وجبريل عليه السلام رسول رب العالمين. هو الروح هو الروح الذي وصفه الله تعالى بقوله نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. فالروح الامين هو جبريل عليه السلام - 00:10:20
ونزول بالقرآن انما هو بوحي رب العالمين لا ينزل من قبل نفسه. بل هو عبد مأمور. يرسله الله تعالى الى من شاء العبادة فقول جندب رضي الله تعالى عنه في حكايته لهذه القصة احتبس جبريل - 00:10:40
صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم اي لم ينزل عليه بشيء من الوحي برهة من الزمن. هذا لا صلة له بشكاية النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا بقية الحديث يعني جندب اخبر بخبرين الخبر الاول شكوى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة او ليلتين و - 00:11:00
ما جرى من ترك القيام بسبب ذلك والخبر الثاني هو احتباس جبريل عليه السلام لامر شاءه الله تعالى عن النزول بالوحي الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فان جبريل احتبس في مكة - 00:11:20
بعض الوقت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان المشركون يعرفون من الوحي ما يبلغهم به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان صلى الله عليه وسلم يخبرهم ويسمعون منه القرآن ويجدون من تأثير القرآن على قلوبهم شيئا - 00:11:40
لذلك فقدوا الوحي. لما احتبس جبريل تلك البرهة من الزمن فجاءت فقالت امرأة من قريش وهي ام جميل امرأة ابي لهب كما قيل في بعض الكتب وفي بعض فقالت امرأة من قريش ابطأ عليه شيطانه تأخر عليه شيطانه تعني رسول الله - 00:12:00
وسلم في احتباس الوحي عنه. لانهم كانوا يزعمون تكذيبا وامعانا في الليل من النبي صلى الله عليه يزعمون ان الذي كان يأتيه بالوحي شيطان وليس جبريل عليه السلام. فقالت ابطأ عليه شيطانه - 00:12:30
فنزلت سورة الضحى التي اقسم الله تعالى فيها في الليل والنهار قال تعالى والضحى والليل اذا سجى. اقسم الله تعالى في هذه السورة بقسمين. الضحى وهو اول النهار وقيل النهار - 00:12:50
كله والليل اذا سجى اي اذا غطى الكون بظلامه اذا راقبت غروب الشمس وجدت ان هذا الوصف ابلغ وصف في نزول الليل على الارض كما لو انك غطيت شيئا بغطاء. والليل اذا سجى اي اذا غطى الارظ فلم - 00:13:10
ما كان ظاهرا منها فينتشر الظلام على الارض فيغطيها كلها. فاقسم الله بهذين لانهما موضع الزمان الوحي والله يقسم بما شاء من خلقه سبحانه وبحمده. فله جل وعلا القسم بما شاء تعظيم - 00:13:40
ولما عظمه سبحانه وبحمده وليس لاحد ان يقول لماذا يقسم الله تعالى بما شاء من خلقه؟ ونحن لا يجوز لنا ان نقسم الا به جل في علاه ليس لاحد ان يقول هذا بل الله يقسم بما شاء من خلقه لحكم ما في شيء يقسم الله جل وعلا به - 00:14:00
الا واذا تأملت وجدت فيه من الايات والعبر والعظات ما يظهر العقول ويلفت الانصار ينبه الالباب لبديع صنع رب الارباب جل في علاه. فاقسم الله بقسمين والضحى والليل اذا سجى وجواب القسم نفي ما ودعك ربك وما قلى. ما تركك ربك - 00:14:20
ولا كرهك لانهم زعموا ان الله تركه. قالوا قلاه ربه اي كره هو ابغضه اقسم الله جل وعلا بهذين القسمين تكذيبا لهم حيث قال ما ودعك ربك وما قلى ما تركك ربك يا - 00:14:50
محمد وما قلى فهو جل وعلا المحسن المتفضل ليه؟ على رسول ما دي السورة التي تليها فيها مفاتيح الهبات والعطايا التي من الله تعالى بها على رسوله صلى الله عليه وسلم. والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى - 00:15:10
ولسوف يعطيك ربك فترضى. فوعده بالاخرة ثم اخبره بانه سيفتح عليه من العطايا ما يرضيه. ثم ذكره بمنى الم يجدك يتيما فاوى؟ هذا اول الامر. ووجدك ضالا فهدى. وهذا اعظم ما من الله عليه به من الهداية - 00:15:30
ووجدك عائلا اي فقيرا فاغنى ثم بعد ذلك قال فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدد. السورة التي تليها سورة الشرح التي فيها بين الله عز وجل ما فتح على رسوله من العطايا والهبات - 00:15:50
الهية الربانية في قلبه وفي حياته وبعد موته ويوم بعثه ونشوره. الم نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. ثم قال جل وعلا فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا - 00:16:10
فاذا فرغت فانصب طريق تحصيل العطايا السابقة الاشتغال بالعبادة فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. هذا الباب ذكر فيه المصلي رحمه الله ترك القيام للمغرب. والمرض لا يخلو من حالين اما المرض يتمكن معه الانسان ان يأتي بالعلم - 00:16:30
على نحو اه يكون اقل كمالا من الحال الصحيحة او مرض لا يستطيع ان يأتي بالعبادة بالكلية. ان كان من النوع الاول فليأت بالعبادة على حسب طاقته. كما في حديث عمران ابن حصين صلي قائما فان لم تستطع - 00:16:50
فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. اذا كان لا يتمكن من هذا فانه يترك ذلك واذا تمكن من القضاء فانه يقضي كما سيأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا نام عن حزبه من الليل او مرض صلاه ضحى ثنتي عشرة ركعة وسيأتي - 00:17:10
ان شاء الله تعالى التعليق فيما يتصل بصفة قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل اذا تركها. هذا الحديث فيه الفوائد من فوائده ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر يعتريه ما يعتريه من القوة والضعف والصحة والمرض - 00:17:30
وكان هذا ظاهرا للناس. فان مرضه وشكايته كانت عند قريش. ولم يكن صلى الله عليه وسلم خارجا في حاله عن حال الناس الا فيما خصه الله تعالى به من الخصائص التي جاء بها البيان والدليل. وفيه من الفوائد ان من عمل - 00:17:50
صالحا اذا عجز عن ذلك فان له تركه فان له ان يتركه ولا حرج عليه في تركه. فالنبي صلى الله عليه وسلم مع ان قيل انه فرض في حقه الا انه تركه لما مرض صلى الله عليه وسلم ليلة او ليلتين. وفيه ان تنزل الوحي - 00:18:10
منة عظيمة على على هذه الامة. وقد انفقدت هذه الملة بموت النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن بقي الوحي الذي يحتاجه الناس من القرآن والسنة ما يكفيهم في تحقيق العبودية لله عز وجل - 00:18:30
والا فانقطاع الوحي من السماء رزية ومصيبة عظمى بكى لها ابو بكر وعمر عندما ذكرته امرأة زاراها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فبكت ذكرت رسول الله وبكت فقال لها ما عند الله - 00:18:50
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يسليانها فقالت اما اني اعلم ان ما عند الله خير لرسوله ولكنني ابكي لانقطاع الوحي فهيجتهما على البكاء فكان انقطاع الوحي مصيبة عظمى. ولذلك لما احتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نال منه - 00:19:10
ما نالوا بهذا الكلام الذي قالوه. ثمان الله عز وجل برأه مما اتهموه به. وبين عظيم منزلته وكبير عند رب العالمين بما وعده به من العطاء الجزيل. الفضل الكبير. هذه بعض الفوائد في اه هذا - 00:19:30
الباب ننتقل للباب الذي يليه - 00:19:50