الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فسنقرأ حديثا واحدا ثم نجيبه ان شاء الله تعالى على - 00:00:16
واسأل الله عز وجل ان يفتح لنا واياكم ابواب العلم والمعرفة وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر - 00:00:36
لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا - 00:01:05
لك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما شئت من شيء بعد. اهل الثناء المجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه مسلم - 00:01:29
هذا الحديث حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه نبين ما هو المشروع للمؤمن ان يقوله من الذكر بعد رفعه من الركوع فالركوع تعظيم لله عز وجل واجلال وذكر وتسبيح - 00:02:01
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما اما الركوع فعظموا فيه الرب فبعد ان يفرغ المؤمن من تعظيم ربه جل في علاه في ركوعه بتسبيحه وتمجيده وتعظيمه يرفع صلبه - 00:02:20
قائلا سمع الله لمن حمده اماما ومنفردا واما المأموم فانه يرفع صلبه قائلا ربنا لك الحمد او ربنا ولك الحمد هذا الذي عليه الجمهور وهو المشروع للمصلي اذا رفع صلبه. فان قال - 00:02:43
سمع الله لمن حمده فانه قد قال بذلك بعض اهل العلم فهو مذهب الحنفية الا ان ظاهر السنة ان المأموم اذا رفع رأسه من الركوع فانه يقول ربنا لك الحمد - 00:03:04
هذا الذي دل عليه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يقول فانه قال ثم سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد - 00:03:24
وقد جاء في غير هذا ان انه قال فاذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وهذا يدل على ان المشروع في حق المصلي اذا رفع صلبه من الركوع اذا كان مأموما ان يقول سمع ان يقول - 00:03:45
ربنا ولك الحمد اما قول سمع الله لمن حمده فهو مشروع في حق الامام وفي حق المنفرد. اما المأموم فانه يكتفي بقول ربنا ولك الحرب وقد تقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه في هذا الموضع عدة صيغ في قول ربنا ولك الحمد - 00:04:05
فاصح ذلك واثبته هو ان يقول ربنا ولك الحمد وقد جاء عنه انه كان يقول اللهم ربنا ولك الحمد. فيزيد اللهم وجاء عنه انه كان يقول اللهم ربنا لك الحمد بدون الواو. وجاء عنه ربنا لك الحمد بدون - 00:04:27
الواو هذه الصيغ كلها جاءت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما يقوله المأموم اذا رفع صلبه وايضا فيما يقوله الامام بعد رفع صلبه من الركوع واستوائه معتدلا - 00:04:50
والمشروع اذا ارتفع المأموم والامام ان يقولوا هذا الذكر الذي الذي تظمنه حديث ابي سعيد الخدري حيث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع اي اذا فرغ - 00:05:11
من ركوعه والمشروع اذا رفع رأسه من الركوع ان يعتدل قائما كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسيء في صلاته بعد - 00:05:31
ذكر الركوع قال ثم ارفع حتى تعتدل قائما. وفي رواية حتى تنتصب قائما. وكل هذا يدل على ان المشروع في حق المأموم ان والامام ان وكذلك المنفرد يعني كل يعني كل مصل المشروع في حق كل مصل انه اذا ارتفع من الركوع ان يقوم قائما - 00:05:46
يشرع له ان يقول هذا الذكر وهو ما ذكره ابو سعيد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد - 00:06:12
ملء السماء ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد. اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. واعلم - 00:06:26
بارك الله فيك ان هذا اكمل ما ورد من الذكر حال الاعتدال من الركوع فاكملوا ما جاء في السنة من الذكر بعد الرفع من الركوع هو ما رواه الامام مسلم. من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه في هذا الذكر. وقد جاء بعظه دون - 00:06:45
كمالته ولذلك من اهل العلم من يرى انه يقف بعد قوله وملء ما شئت من شيء بعد هكذا قال بعض اهل العلم انه يكتفي دون اكمال البقية. وبعضهم قال يكتفي بقوله اللهم ربنا - 00:07:07
لك الحمد والذي يظهر والله تعالى اعلم انه اذا انتصب قائما فانه يقول هذا الذكر ما امكنه منه ان كان يصلي لنفسه او اماما فالمشروع ان يأتي بذلك كله. وهذا الذكر يا اخواني الذي وجه اليه الذي - 00:07:27
اخبر اخبر ابو سعيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله اذا رفع من الركوع جاء في فضله حديث في الصحيح من حديث رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله تعالى عنه قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه - 00:07:49
وسلم فلما رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه قال رجل ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:08:09
فلما صرف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من المتكلم؟ يعني الذي سمعت قوله ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. قال رضي الله تعالى عنه - 00:08:28
قال الرجل الذي قال هذا القول قال انا. وفي بعض الروايات انه لم يقل شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل سكت القوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايكم المتكلم؟ بها اي بهذه الكلمات فانه لم يقل بأسا يعني - 00:08:43
ما قال شيئا منكرا. فقال رجل انا يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم رأيت وانتبه. رأيت هذا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امر غيبي قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها اي - 00:09:03
ايهم يكتبها اول الله اكبر رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين ما يزيد على ثلاثين ملكا يتسابقون لكتابة هذه الكلمات التي سمعوها من هذا نصلي ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ايهم يكتبها اول؟ يعني ايهم يسبق؟ لكتابتها وذلك - 00:09:23
لعظيم قدرها ولمحبة الله تعالى لها وهذا يدل على ان هذه الكلمات ليست كلمات تقال بلا اعتبار لمعناها ولا استحضار لاثرها ولا تفكر في مدلولها فانه كم من مصل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لكن الفرق بين مصل ومصل - 00:09:50
بين قائل وقائل هو ما في القلوب من استشعار معناها وتدبر مضمونها وحضور القلب عند ذكر الله تعالى بها. هذا الذي جعل الملائكة يبتدرونها وتفاوت عدد الملائكة المخبر عنهم فقد جاء في حديث اخر من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان رجلا - 00:10:21
جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس يعني استثاره كان نفسه ثائرا بسبب سرعته في ادراكه الصف فقال ذلك الرجل لما استوى في الصف قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فقط - 00:10:48
فقال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته لما فرغ من الصلاة قال صلى الله عليه وسلم ايكم المتكلم بالكلمات يعني من الذي قال تلك الكلمات؟ فارم القوم اي سكتوا ولم يرد عليه احد صلى الله عليه وسلم. فقال ايكم المتكلم بها - 00:11:10
فانه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس اي ثار نفسي فقلتها يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرون ايهم يرفعها - 00:11:30
فالحديث الاول تلأ بضعة وثلاثين ملكا رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرونها ايهم يكتبها. وفي الحديث الاخر يخبر صلى الله عليه وسلم انه رأى اثني عشر ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها - 00:11:48
وليس في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلاف ولا تعارض بل قوله صلى الله عليه وسلم وحي اوحاه الله اليه وهو ملك متفقون متسق وقد قال ربنا جل في علاه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية - 00:12:09
رأى ثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها؟ وفي الحديث الاخر رأى صلى الله عليه وسلم اثني عشر ملكا يبتدرون ايهم اما ان تكون هذه الاخبار على اختلاف القصة وهذا ظاهر فيما يبدو والله تعالى اعلم فان - 00:12:29
رفاعة قالها بعد رفعه من الركوع. وفي قصة هذا الرجل قالها حين دخل الصلاة في اولها فالموضع مختلف ايضا عدد الذين رآهم النبي صلى الله عليه وسلم مختلف والسبب في اختلاف العدد - 00:12:49
فيما يظهر والله تعالى اعلم انه ما قام في قلب قائلها من معنى فالاجور يا اخواني من العاملين عملا واحدا تتفاوت بتفاوت ما يقوم في قلب كل عامل وهذا يتنبه اليها فان الاجور وان تساوت صور الاعمال واتفقت تتفاوت عند رب العالمين - 00:13:10
ما في قلوب الخلق فالمصليان في صف واحد بينهما في الفضل والاجر كما بين السماء والارض. وذلك باختلاف ما قام في قلبيهما من حضور القلب الرب والذل له والافتقار له والخشوع في - 00:13:37
تلاوة اياته وفي ذكره وفي تدبر ما يقوله في صلاته هذا وان العاملان هذا يقول ابن القيم رحمه الله وتفاضل الاعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من البرهان هذا وان العاملان - 00:13:57
يبدو ان في رتبة تبدو لنا في رتبة بعيال هذا وبينهما كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحانه فالتفاوت تفاوت عظيم باعتبار ما يقوم في القلوب. فالقصتان قد تكون - 00:14:18
لرجل واحد وقد تكون لرجلين وهذا هو الظاهر اما اذا قلنا انها لواقعة واحدة فان التفاوت في العدد فيك الابتدار في كتابتها قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها اي - 00:14:36
يكتبها وفي الثانية قال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها فالكتابة غير رفع فالكتابة قد تكون من احدهم من هؤلاء الثلاثين واما الابتذار لرفعها كان من اثني عشر ملكا. وعلى كل حال - 00:14:56
الظاهر انهما قصتان مختلفتان. وهذا يدل على عظيم ما في هذه الكلمات من المعاني الجليلة التي جعل الملائكة تتسابق لكتابتها. قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا اللهم بمعنى ايش - 00:15:16
ها يا الله اللهم بمعنى يا الله ربنا ايضا هذا نداء لله عز وجل فدعاه بالهيته وبربوبيته واعلم ان كل دعاء يبتدأ فيه طلب فانه يصدر بذكر الربوبية كل دعاء يكون بعده يكون - 00:15:36
تيه طلب فانه يفتتحه يفتتح عادة بالربوبية. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. ربي زدني علما. ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه. ان الله لا يخلف الميعاد. وما الى ذلك من - 00:16:01
قال ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا والادعية القرآنية كثيرة بل غالبها يفتتح بالربوبية لان الغالب في الادعية القرآنية تذكر فيها مطالب ولذلك يشرع الابتداء فيها ذكر الربوبية. اما فيما يتعلق - 00:16:23
ما يفتتح بذكر الالهية من الادعية فانه يكون ثناء ومجدا تحميدا وتقديسا مثل هذا ليس فيه طلب اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء والارض وملء ما شئت بعد اهل الثناء والمجد كل ذلك تمجيد وتقديس وحمد وثناء وليس فيه طلب ولا سؤال. لذلك كان مفتتحا - 00:16:46
الالهية ثم ذكرت بعد ذلك الربوبية. اللهم ربنا لك الحمد قال لك الحمد يعني لك منفردا ليس لك فيه شريك فان تقديم محق والتأخير يفيد الحصر فان القاعدة ان الاصل في الكلام ان يقول اللهم ربنا الحمد لك - 00:17:12
لكن قدم لك على الحمد لافادة الحصر اي لك دون غيرك مثل قولك اياك نعبد الاصل نعبد اياك لكن قدم ما حقه التأخير لاجل ان يفيد الحصر والقصر. اللهم ربنا لك الحمد - 00:17:35
ثم ذكر قدر هذا الحمد وانه حمد عظيم جليل كبير لا يحيط به العبد ملء السماء وملئ الارض ثم بعد ذلك قال وملئ ما شئت من شيء بعد مما لا اعلمه ولا ادركه فله الحمد - 00:17:53
جل في علاه وهذا من اعظم واوسع صيغ الحمد ولذلك جاء في فضلها ان ان بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها اول؟ لعظيم ما فيها من حمد الله والثناء عليه. والله جل وعلا يحب - 00:18:13
والحمد سبحانه وبحمده ولذلك افتتح اعظم سورة في القرآن بحمده الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. يحب الحمد انه الكامل في اسمائه الكامل في صفاته الكامل في افعاله. فله الحمد كله جل في علاه - 00:18:32
ثمة محمود يستحق الحمد على وجه الكمال والتمام الا الله جل في علاه ولذلك كان الحمد في ذكره في قدره وافية ملء السماء وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد - 00:18:52
ثم لم يقتصر على ذلك بل زاد اهل الثناء والمجد اهل اي المستحق فاهل الشيء هو مستحقه اهل الثناء اي اهل الحمد الذي لا ينقطع. فالثناء هو تكرار المدح والحمد والثناء - 00:19:11
الثناء هو تكرار الحمد وتكرار التمجيد وتكرار المدح. ولذلك قال اهل الثناء اهل الثناء يعني تستحق ان يديم العبد حمدك والثناء عليك. والمجد اي السعة في الكمال. اي السعة في الكمال فهو اهل - 00:19:32
الثناء المتكرر واهل الحمد واهل المجد وهو سعة الجلال والجمال والبهاء والكمال سبحانه وبحمده ثم قال احق ما قال العبد احق ما قال العبد يعني احق ما قال حمدا وثناء. فبعضهم عد هذا - 00:19:52
عائدا الى الاول فانت احق من حمد واحق من مجد واحق من اثني عليه. وبعض اهل العلم قال هذا مبتدأ لم يأتي خبره احق ما قال العبد يعني اولى ما يقوله العبد بعد معرفة قدر الرب وجليل مكانته سبحانه وبحمده ومنزلته ان يقول اللهم لا مانع لما - 00:20:20
اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. هذا احق ما قال العبد. يعني اجدر واولى واكمل واثبت ما يقوله العبد من الذكر ان يقول لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفعون - 00:20:43
كالجد فهي تكون جملة احق ما قال العبد تاء الابتداء واما تتمة الجملة ففي قوله اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لماعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. طيب - 00:21:03
اذا كان كذلك فقوله وكلنا لك عبد ما شأنها بين احق ما يقول وبين القول؟ قالوا ان هذا اعتراض اي جملة معترضة جملة دخلت بين جملتين على الاستطراب احق ما قال العبد من العبد؟ كلنا لك عبد. يعني احق ما قال عبادك كلهم اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت - 00:21:21
ولا ينفع ذا الجد منك الجد. والقول هنا ليس المقصود به قول اللسان الذي لا يعقله القلب ولا يعتقده. انما المقصود به قول انما المقصود به قول اللسان الذي يصدقه الجنان ويتم اعتقاده بالقلب والفؤاد. فهذا هو - 00:21:48
ينفع العبد وهو الذي يعلي مراتبه وهو الذي يبلغه خير الدنيا والاخرة. هذا معنى هذا الذكر انتصر العظيم الذي يقوله المؤمن برفعه من الركوع ثم قال في اخره ولا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفع صاحب الغنى - 00:22:11
والحظ غناه عنك فانه لا غنى لمخلوق عن الله عز وجل. وقيل في معنى ولا ينفع ذا الجد وهو بالفتح قيل انه بالكسر ولا ينفع ذا الجد الا ان هذا قليل لكن قال به بعض اهل العلم والمقصود به انه لا ينفع صاحب الاجتهاد اجتهاده - 00:22:36
لا ينفع صاحب الاجتهاد اجتهاده لولا رحمتك وفضلك وعطاؤك واحسانك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة وكذلك جاء من حديث ابي هريرة واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا - 00:23:02
ان يتغمدني الله برحمته فصاحب الاجتهاد لا يغنيه اجتهاده عن فضل الله ورحمته وعطائه وبره واحسانه بل ان صاحب الاجتهاد يعلم عظيم فقره الى ربه ولذلك دعا اليه ويحفل ويجد ويجتهد لا اعتمادا على عمله انما اظهار انما يسعى في ذلك اظهار - 00:23:23
لتعرضه لصدق رغبته وتعرضه الى فضل الله عز وجل ومن ومنحه وهبته وعطائه. وفضل الله واسع فمن صدق الله صدقه الله. لكن الاشهر في الرواية هو قول ولا ينفع ذا الجد اي صاحب الغنى وصاحب القدرة وصاحب الحظ وصاحب المكانة وصاحب - 00:23:50
لا يغنيه عن فضلك الى وجده وقدرته وحظه بل هو فقير الى الله لا يغنيه عنك شيء. هذا معنى قولي ولا ينفع الجد منك الجد. وبهذا يتبين عظيم ما في هذا الذكر الذي يجري على كثيرين ممن يقولون له لكن دون - 00:24:15
وادكار واتعاظ وتدبر فيفوتهم بذلك تأثير هذه الكلمات المباركات. اسأل الله ان يرزقنا العبرة والعظة وان يفتح لنا ابواب التدبر والذكرى. وان يجعلنا ممن يصدق ممن يصدق قوله عقده اي قلبه وان يرزقنا واياكم اليقين والعلم النافع والعمل الصالح. نجيب على ما يسر الله - 00:24:38
تعالى من الاسئلة هذا الذكر مستحب وسنة فلولا ان يقول الانسان لم ينقص ذلك - 00:25:05
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فسنقرأ حديثا واحدا ثم نجيبه ان شاء الله تعالى على - 00:00:16
واسأل الله عز وجل ان يفتح لنا واياكم ابواب العلم والمعرفة وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر - 00:00:36
لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا - 00:01:05
لك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما شئت من شيء بعد. اهل الثناء المجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه مسلم - 00:01:29
هذا الحديث حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه نبين ما هو المشروع للمؤمن ان يقوله من الذكر بعد رفعه من الركوع فالركوع تعظيم لله عز وجل واجلال وذكر وتسبيح - 00:02:01
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما اما الركوع فعظموا فيه الرب فبعد ان يفرغ المؤمن من تعظيم ربه جل في علاه في ركوعه بتسبيحه وتمجيده وتعظيمه يرفع صلبه - 00:02:20
قائلا سمع الله لمن حمده اماما ومنفردا واما المأموم فانه يرفع صلبه قائلا ربنا لك الحمد او ربنا ولك الحمد هذا الذي عليه الجمهور وهو المشروع للمصلي اذا رفع صلبه. فان قال - 00:02:43
سمع الله لمن حمده فانه قد قال بذلك بعض اهل العلم فهو مذهب الحنفية الا ان ظاهر السنة ان المأموم اذا رفع رأسه من الركوع فانه يقول ربنا لك الحمد - 00:03:04
هذا الذي دل عليه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يقول فانه قال ثم سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد - 00:03:24
وقد جاء في غير هذا ان انه قال فاذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وهذا يدل على ان المشروع في حق المصلي اذا رفع صلبه من الركوع اذا كان مأموما ان يقول سمع ان يقول - 00:03:45
ربنا ولك الحمد اما قول سمع الله لمن حمده فهو مشروع في حق الامام وفي حق المنفرد. اما المأموم فانه يكتفي بقول ربنا ولك الحرب وقد تقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه في هذا الموضع عدة صيغ في قول ربنا ولك الحمد - 00:04:05
فاصح ذلك واثبته هو ان يقول ربنا ولك الحمد وقد جاء عنه انه كان يقول اللهم ربنا ولك الحمد. فيزيد اللهم وجاء عنه انه كان يقول اللهم ربنا لك الحمد بدون الواو. وجاء عنه ربنا لك الحمد بدون - 00:04:27
الواو هذه الصيغ كلها جاءت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما يقوله المأموم اذا رفع صلبه وايضا فيما يقوله الامام بعد رفع صلبه من الركوع واستوائه معتدلا - 00:04:50
والمشروع اذا ارتفع المأموم والامام ان يقولوا هذا الذكر الذي الذي تظمنه حديث ابي سعيد الخدري حيث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع اي اذا فرغ - 00:05:11
من ركوعه والمشروع اذا رفع رأسه من الركوع ان يعتدل قائما كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسيء في صلاته بعد - 00:05:31
ذكر الركوع قال ثم ارفع حتى تعتدل قائما. وفي رواية حتى تنتصب قائما. وكل هذا يدل على ان المشروع في حق المأموم ان والامام ان وكذلك المنفرد يعني كل يعني كل مصل المشروع في حق كل مصل انه اذا ارتفع من الركوع ان يقوم قائما - 00:05:46
يشرع له ان يقول هذا الذكر وهو ما ذكره ابو سعيد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد - 00:06:12
ملء السماء ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد. اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. واعلم - 00:06:26
بارك الله فيك ان هذا اكمل ما ورد من الذكر حال الاعتدال من الركوع فاكملوا ما جاء في السنة من الذكر بعد الرفع من الركوع هو ما رواه الامام مسلم. من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه في هذا الذكر. وقد جاء بعظه دون - 00:06:45
كمالته ولذلك من اهل العلم من يرى انه يقف بعد قوله وملء ما شئت من شيء بعد هكذا قال بعض اهل العلم انه يكتفي دون اكمال البقية. وبعضهم قال يكتفي بقوله اللهم ربنا - 00:07:07
لك الحمد والذي يظهر والله تعالى اعلم انه اذا انتصب قائما فانه يقول هذا الذكر ما امكنه منه ان كان يصلي لنفسه او اماما فالمشروع ان يأتي بذلك كله. وهذا الذكر يا اخواني الذي وجه اليه الذي - 00:07:27
اخبر اخبر ابو سعيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله اذا رفع من الركوع جاء في فضله حديث في الصحيح من حديث رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله تعالى عنه قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه - 00:07:49
وسلم فلما رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه قال رجل ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:08:09
فلما صرف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من المتكلم؟ يعني الذي سمعت قوله ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. قال رضي الله تعالى عنه - 00:08:28
قال الرجل الذي قال هذا القول قال انا. وفي بعض الروايات انه لم يقل شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل سكت القوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايكم المتكلم؟ بها اي بهذه الكلمات فانه لم يقل بأسا يعني - 00:08:43
ما قال شيئا منكرا. فقال رجل انا يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم رأيت وانتبه. رأيت هذا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امر غيبي قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها اي - 00:09:03
ايهم يكتبها اول الله اكبر رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين ما يزيد على ثلاثين ملكا يتسابقون لكتابة هذه الكلمات التي سمعوها من هذا نصلي ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ايهم يكتبها اول؟ يعني ايهم يسبق؟ لكتابتها وذلك - 00:09:23
لعظيم قدرها ولمحبة الله تعالى لها وهذا يدل على ان هذه الكلمات ليست كلمات تقال بلا اعتبار لمعناها ولا استحضار لاثرها ولا تفكر في مدلولها فانه كم من مصل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لكن الفرق بين مصل ومصل - 00:09:50
بين قائل وقائل هو ما في القلوب من استشعار معناها وتدبر مضمونها وحضور القلب عند ذكر الله تعالى بها. هذا الذي جعل الملائكة يبتدرونها وتفاوت عدد الملائكة المخبر عنهم فقد جاء في حديث اخر من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان رجلا - 00:10:21
جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس يعني استثاره كان نفسه ثائرا بسبب سرعته في ادراكه الصف فقال ذلك الرجل لما استوى في الصف قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فقط - 00:10:48
فقال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته لما فرغ من الصلاة قال صلى الله عليه وسلم ايكم المتكلم بالكلمات يعني من الذي قال تلك الكلمات؟ فارم القوم اي سكتوا ولم يرد عليه احد صلى الله عليه وسلم. فقال ايكم المتكلم بها - 00:11:10
فانه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس اي ثار نفسي فقلتها يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرون ايهم يرفعها - 00:11:30
فالحديث الاول تلأ بضعة وثلاثين ملكا رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرونها ايهم يكتبها. وفي الحديث الاخر يخبر صلى الله عليه وسلم انه رأى اثني عشر ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها - 00:11:48
وليس في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلاف ولا تعارض بل قوله صلى الله عليه وسلم وحي اوحاه الله اليه وهو ملك متفقون متسق وقد قال ربنا جل في علاه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية - 00:12:09
رأى ثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها؟ وفي الحديث الاخر رأى صلى الله عليه وسلم اثني عشر ملكا يبتدرون ايهم اما ان تكون هذه الاخبار على اختلاف القصة وهذا ظاهر فيما يبدو والله تعالى اعلم فان - 00:12:29
رفاعة قالها بعد رفعه من الركوع. وفي قصة هذا الرجل قالها حين دخل الصلاة في اولها فالموضع مختلف ايضا عدد الذين رآهم النبي صلى الله عليه وسلم مختلف والسبب في اختلاف العدد - 00:12:49
فيما يظهر والله تعالى اعلم انه ما قام في قلب قائلها من معنى فالاجور يا اخواني من العاملين عملا واحدا تتفاوت بتفاوت ما يقوم في قلب كل عامل وهذا يتنبه اليها فان الاجور وان تساوت صور الاعمال واتفقت تتفاوت عند رب العالمين - 00:13:10
ما في قلوب الخلق فالمصليان في صف واحد بينهما في الفضل والاجر كما بين السماء والارض. وذلك باختلاف ما قام في قلبيهما من حضور القلب الرب والذل له والافتقار له والخشوع في - 00:13:37
تلاوة اياته وفي ذكره وفي تدبر ما يقوله في صلاته هذا وان العاملان هذا يقول ابن القيم رحمه الله وتفاضل الاعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من البرهان هذا وان العاملان - 00:13:57
يبدو ان في رتبة تبدو لنا في رتبة بعيال هذا وبينهما كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحانه فالتفاوت تفاوت عظيم باعتبار ما يقوم في القلوب. فالقصتان قد تكون - 00:14:18
لرجل واحد وقد تكون لرجلين وهذا هو الظاهر اما اذا قلنا انها لواقعة واحدة فان التفاوت في العدد فيك الابتدار في كتابتها قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها اي - 00:14:36
يكتبها وفي الثانية قال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها فالكتابة غير رفع فالكتابة قد تكون من احدهم من هؤلاء الثلاثين واما الابتذار لرفعها كان من اثني عشر ملكا. وعلى كل حال - 00:14:56
الظاهر انهما قصتان مختلفتان. وهذا يدل على عظيم ما في هذه الكلمات من المعاني الجليلة التي جعل الملائكة تتسابق لكتابتها. قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا اللهم بمعنى ايش - 00:15:16
ها يا الله اللهم بمعنى يا الله ربنا ايضا هذا نداء لله عز وجل فدعاه بالهيته وبربوبيته واعلم ان كل دعاء يبتدأ فيه طلب فانه يصدر بذكر الربوبية كل دعاء يكون بعده يكون - 00:15:36
تيه طلب فانه يفتتحه يفتتح عادة بالربوبية. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. ربي زدني علما. ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه. ان الله لا يخلف الميعاد. وما الى ذلك من - 00:16:01
قال ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا والادعية القرآنية كثيرة بل غالبها يفتتح بالربوبية لان الغالب في الادعية القرآنية تذكر فيها مطالب ولذلك يشرع الابتداء فيها ذكر الربوبية. اما فيما يتعلق - 00:16:23
ما يفتتح بذكر الالهية من الادعية فانه يكون ثناء ومجدا تحميدا وتقديسا مثل هذا ليس فيه طلب اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء والارض وملء ما شئت بعد اهل الثناء والمجد كل ذلك تمجيد وتقديس وحمد وثناء وليس فيه طلب ولا سؤال. لذلك كان مفتتحا - 00:16:46
الالهية ثم ذكرت بعد ذلك الربوبية. اللهم ربنا لك الحمد قال لك الحمد يعني لك منفردا ليس لك فيه شريك فان تقديم محق والتأخير يفيد الحصر فان القاعدة ان الاصل في الكلام ان يقول اللهم ربنا الحمد لك - 00:17:12
لكن قدم لك على الحمد لافادة الحصر اي لك دون غيرك مثل قولك اياك نعبد الاصل نعبد اياك لكن قدم ما حقه التأخير لاجل ان يفيد الحصر والقصر. اللهم ربنا لك الحمد - 00:17:35
ثم ذكر قدر هذا الحمد وانه حمد عظيم جليل كبير لا يحيط به العبد ملء السماء وملئ الارض ثم بعد ذلك قال وملئ ما شئت من شيء بعد مما لا اعلمه ولا ادركه فله الحمد - 00:17:53
جل في علاه وهذا من اعظم واوسع صيغ الحمد ولذلك جاء في فضلها ان ان بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها اول؟ لعظيم ما فيها من حمد الله والثناء عليه. والله جل وعلا يحب - 00:18:13
والحمد سبحانه وبحمده ولذلك افتتح اعظم سورة في القرآن بحمده الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. يحب الحمد انه الكامل في اسمائه الكامل في صفاته الكامل في افعاله. فله الحمد كله جل في علاه - 00:18:32
ثمة محمود يستحق الحمد على وجه الكمال والتمام الا الله جل في علاه ولذلك كان الحمد في ذكره في قدره وافية ملء السماء وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد - 00:18:52
ثم لم يقتصر على ذلك بل زاد اهل الثناء والمجد اهل اي المستحق فاهل الشيء هو مستحقه اهل الثناء اي اهل الحمد الذي لا ينقطع. فالثناء هو تكرار المدح والحمد والثناء - 00:19:11
الثناء هو تكرار الحمد وتكرار التمجيد وتكرار المدح. ولذلك قال اهل الثناء اهل الثناء يعني تستحق ان يديم العبد حمدك والثناء عليك. والمجد اي السعة في الكمال. اي السعة في الكمال فهو اهل - 00:19:32
الثناء المتكرر واهل الحمد واهل المجد وهو سعة الجلال والجمال والبهاء والكمال سبحانه وبحمده ثم قال احق ما قال العبد احق ما قال العبد يعني احق ما قال حمدا وثناء. فبعضهم عد هذا - 00:19:52
عائدا الى الاول فانت احق من حمد واحق من مجد واحق من اثني عليه. وبعض اهل العلم قال هذا مبتدأ لم يأتي خبره احق ما قال العبد يعني اولى ما يقوله العبد بعد معرفة قدر الرب وجليل مكانته سبحانه وبحمده ومنزلته ان يقول اللهم لا مانع لما - 00:20:20
اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. هذا احق ما قال العبد. يعني اجدر واولى واكمل واثبت ما يقوله العبد من الذكر ان يقول لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفعون - 00:20:43
كالجد فهي تكون جملة احق ما قال العبد تاء الابتداء واما تتمة الجملة ففي قوله اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لماعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. طيب - 00:21:03
اذا كان كذلك فقوله وكلنا لك عبد ما شأنها بين احق ما يقول وبين القول؟ قالوا ان هذا اعتراض اي جملة معترضة جملة دخلت بين جملتين على الاستطراب احق ما قال العبد من العبد؟ كلنا لك عبد. يعني احق ما قال عبادك كلهم اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت - 00:21:21
ولا ينفع ذا الجد منك الجد. والقول هنا ليس المقصود به قول اللسان الذي لا يعقله القلب ولا يعتقده. انما المقصود به قول انما المقصود به قول اللسان الذي يصدقه الجنان ويتم اعتقاده بالقلب والفؤاد. فهذا هو - 00:21:48
ينفع العبد وهو الذي يعلي مراتبه وهو الذي يبلغه خير الدنيا والاخرة. هذا معنى هذا الذكر انتصر العظيم الذي يقوله المؤمن برفعه من الركوع ثم قال في اخره ولا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفع صاحب الغنى - 00:22:11
والحظ غناه عنك فانه لا غنى لمخلوق عن الله عز وجل. وقيل في معنى ولا ينفع ذا الجد وهو بالفتح قيل انه بالكسر ولا ينفع ذا الجد الا ان هذا قليل لكن قال به بعض اهل العلم والمقصود به انه لا ينفع صاحب الاجتهاد اجتهاده - 00:22:36
لا ينفع صاحب الاجتهاد اجتهاده لولا رحمتك وفضلك وعطاؤك واحسانك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة وكذلك جاء من حديث ابي هريرة واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا - 00:23:02
ان يتغمدني الله برحمته فصاحب الاجتهاد لا يغنيه اجتهاده عن فضل الله ورحمته وعطائه وبره واحسانه بل ان صاحب الاجتهاد يعلم عظيم فقره الى ربه ولذلك دعا اليه ويحفل ويجد ويجتهد لا اعتمادا على عمله انما اظهار انما يسعى في ذلك اظهار - 00:23:23
لتعرضه لصدق رغبته وتعرضه الى فضل الله عز وجل ومن ومنحه وهبته وعطائه. وفضل الله واسع فمن صدق الله صدقه الله. لكن الاشهر في الرواية هو قول ولا ينفع ذا الجد اي صاحب الغنى وصاحب القدرة وصاحب الحظ وصاحب المكانة وصاحب - 00:23:50
لا يغنيه عن فضلك الى وجده وقدرته وحظه بل هو فقير الى الله لا يغنيه عنك شيء. هذا معنى قولي ولا ينفع الجد منك الجد. وبهذا يتبين عظيم ما في هذا الذكر الذي يجري على كثيرين ممن يقولون له لكن دون - 00:24:15
وادكار واتعاظ وتدبر فيفوتهم بذلك تأثير هذه الكلمات المباركات. اسأل الله ان يرزقنا العبرة والعظة وان يفتح لنا ابواب التدبر والذكرى. وان يجعلنا ممن يصدق ممن يصدق قوله عقده اي قلبه وان يرزقنا واياكم اليقين والعلم النافع والعمل الصالح. نجيب على ما يسر الله - 00:24:38
تعالى من الاسئلة هذا الذكر مستحب وسنة فلولا ان يقول الانسان لم ينقص ذلك - 00:25:05