الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا - 00:00:00
عبدالله ورسوله صفينا وخلينا خيرتنا من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا مريرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى تركها على محجة بيضاء - 00:00:22
ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك اما بعد فان نعمة الله عز وجل على اهل الايمان بالهداية الى الايمان وصالح الاعمال نعمة لا يوازيها نعمة ولا يكافرها ثناء وشكر فان الله تعالى - 00:00:45
يتفضل على من يشاء من عباده بالهداية الى الصراط المستقيم الذي هو تحقيق الغاية من الوجود فان الله عز وجل قلق الخلق لعبادته قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:01:15
اصطفاء الله عز وجل لمن يشاء من عباده لتحقيق هذه الغاية هي منحة ومنا وهبة ونعمة يتفضل الله تعالى بها على عباده لذلك جدير بالمؤمن ان يثني على الله عز وجل خيرا - 00:01:37
وان يقدر الله عز وجل في نعم في نعمته القدر الذي يبلغه بطاقته كما قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فان نعمة الله على العبد بالهداية الى الصراط المستقيم - 00:02:03
الى تحقيق الغاية من الوجود نعمة لا يكافئها نعمة ولا يوازنها شيء مما يتفضل الله تعالى به على عباده ولذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم - 00:02:22
ولهذا للمؤمن من السعادة والانشراح والطمأنينة والفلاح والتوفيق في الدنيا بلوغ الراحة بقدر ما يحقق من غاية الخلق ومقصود الوجود. فانه بقدر ما يحقق الانسان من عبادة الرحمن ينال من طمأنينة القلب وانشراحه - 00:02:45
من لهجته والتذاذه من سكونه وراحته ولذلك كان الاشتغال بذكر الله عز وجل من اعظم ما يمن الله تعالى به على العبد لانه يحقق له السعادة والسعة والانشراح قال الله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب - 00:03:16
ولهذا كان اعظم ما في الصلاة ذكر ملك الواحد الديان جل في علاه. فان ذكر الله عز وجل يشرح الصدر وينير الفؤاد يبلغ العبد من السعادة الطمأنينة ما لا يدركه بغيره - 00:03:47
قال الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ثم قال ولذكر الله اكبر يعني اعظم ما في الصلاة من المقاصد والغايات هي هو اشتغال القلب واللسان والبدن بذكر الله عز وجل - 00:04:15
ولهذا كانت الصلاة في جميع تنقلاتها وفي جميع احوالها قياما وركوعا وسجودا وقعودا وانتقالات كلها معمورة بذكر الله عز وجل فاذا افتتح الصلاة تكبر كنا مجد الله وحمده واثنى عليه. ثم - 00:04:32
قرأ شيئا من كتابه ثم هوى مكبرا للركوع ثم ذكر الله بتعظيمه في الركوع ثم رفع ذاك ايران استتم قائما حامدا مثنيا على الله تعالى بما هو اهله فهو اهل الثناء والمجد. ثم يخر ساجدا بالتكبير - 00:05:01
ويشتغل في سجوده بتعظيم ربه وسؤاله ودعائه وطلبه ثم يرفع مكبرا ويجلس بين السجدتين على نحو من الخضوع والذل في سؤال الله والتعرض لفضله وطلب مغفرته ورحمته ثم يهوي ساجدا ثانيا مكبرا - 00:05:31
يبث الله حاجة ويعرض عليه مسائل ويدعوه بما يصلح به معاشه ومعاده ثم يرفع رأسه مكبرا وهكذا في كل صلاته في تنقلات كلها ذكر تكبير وتحميد وتمجيد وثناء ودعاء سائر ما يكون - 00:05:54
من ذكر الله عز وجل فاذا فرغ من صلاته فرغها فرغ منها وشرع في ذكر الله عز وجل فان ذكر الله عز وجل في ادبار الصلوات من الموجبات لعطاء الله عز وجل وانعامه وعظيم فضله - 00:06:25
فالذكر بعد الصلاة معقبات لا يخيب من قال هن او فعلهن اين تصيبه الخيبة بل محافظة العبد على ذكر الله بعد صلاته من دلائل خيرية ومن موجبات سبقه غيره من الناس. فان خيرية الانسان تزيد - 00:06:46
بحرصه على ذكر الله عز وجل في ادبار الصلوات. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه سألوه صلى الله عليه وعلى اله وسلم عما يدركون به من سبقهم - 00:07:16
من الصحابة الكرام من اصحاب الاموال حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقتهم فقال له لهم صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بما تسبقون به غيركم ولا يذيككم من بعدكم النبي خير من بين ظهرانيكم - 00:07:31
اي بين من تعيشون فيهم الا من قال مثل ما قلت فدلهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم على التسبيح والتحميد والتكبير تسبحون ثلاثا تسبحون وتحمدون وتكبرون ثلاثا وثلاثين هذا بيان - 00:07:59
لعظيم فضل الذكر وان العبد يبلغ بذكر ربه جل في علاه مبلغا عظيما يدرك به اجرا كبيرا ويسبق به سبقا كبيرا. فجدير بالمؤمن ان يدرك هذا المعنى في صلاته وانه - 00:08:22
وانما يشتغل بصلاته بذكر الله عز وجل ثم اذا فرغ فانه يذكر الله عز وجل ولذلك قال الله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون - 00:08:41
وهكذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بالاذكار بعد الصلوات. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان عظيم الذكر لربه ومن معا من مواطن الذكر التي يتأكد فيها الحرص على الذكر الذكر بعد الصلوات فانه عمل يسير اجره كبير - 00:08:58
واثره عظيم يدرك بالانسان خيرا كبيرا جزاء جزيلا من رب يعطي على القليل الكثير وينبغي ان يعلم ان الوارد من الاذكار بعد الصلوات شيء كثير. والمطلوب من المؤمن ان يحرص على - 00:09:18
قال ايه؟ الاتيان بكل ما يستطيع من ذكر الله عز وجل. مما جاءت به السنة فان استطاع ان يجمع بين ذلك فهذا هو الغاية والمطلوب. فان لم يتمكن من ذلك فيفعل منه - 00:09:38
ويطيق ويستطيع. نقرأ شيئا من الاذكار الاحاديث التي وردت نقرأ شيئا من الاحاديث التي وردت في هدي النبي صلى الله عليه سلم في ذكر الله عز وجل بعد الصلاة ونعلق على ذلك بما يفتح الله من كتاب بلوغ المرام - 00:09:54
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله في باب صفة الصلاة - 00:10:14
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين. وكبر الله ثلاثا وثلاثين - 00:10:42
فتلك تسع وتسعون وقال تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر - 00:11:03
رواه مسلم هذا الحديث فيه فظل التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة وقد جاء هذا في احاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم على صيغ متعددة هذا الذي تضمنه الحديث - 00:11:25
هو صورة مما جاءت به السنة فيما يتعلق بالتسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات الحبيب كما قال المصنف رحمه الله رواه الامام مسلم في صحيحه وقد رواه من طريق عطاء ابن ابي عنتر من طريق عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من - 00:11:48
سبح الله دبر كل صلاة المقصود بالصلاة هنا الصلوات المكتوبة ودبر الصلاة يطلق على موضعين الموضع الاول ما يكون في اخر الصلاة قبل السلام فيكون في اخر الصلاة قبل السلام - 00:12:18
ويطلق ايضا على ما يكون بعد الفراغ من الصلاة بالسلام مباشرة فدبر الشيء يطلق على هذين المعنيين ما كان متصلا بالشيء جزءا منه وما كان واليا له بعد الفراغ منه - 00:12:42
وقوله صلى الله عليه وسلم هنا من سبح الله دبر كل صلاة المقصود بدبر الصلاة هنا الفراغ منها اي بعد بعد انقضاء الصلاة والفراغ منها وذلك بعد ان يسلم من الصلاة - 00:13:03
ويأتي بما يسر الله تعالى من الذكر المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم مما تقدم ذكر بعضه من الاستغفار قول استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام وكذلك - 00:13:26
كالتهليل كما في حديث المغيرة بن شعبة ثم بعد ذلك يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير وهي ثلاث كلمات قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم من سبح الله اي من قال سبحان الله - 00:13:46
هذا معنى قوله من سبح الله اي من قال سبحان الله. ومعنى هذه الكلمة سبحان الله اي انزه الله تعالى واجله سبحانه وبحمده عما لا يليق به مما اعتقده الجاهلون او نسبه اليه الضالون - 00:14:03
ومن اعتقاد ما يمكن ان يدب الى القلوب من مماثلة الخلق لرب العالمين فليس كمثله شيء وهو السميع العليم فتسبيح الله هو تعظيمه وتنزيه جل وعلا عن كل عيب ونقص - 00:14:27
وعن كل مماثلة للمخلوقين وعن كل ما يدعيه فيه الجاهلون برب العالمين هذا معنى قولك سبحان الله فعندما تقول سبحان الله فانت تنزل الله عن مماثلة المخلوقين ليس كمثله شيء - 00:14:47
الله عنان يكون في وصفة او اسمه او فعله نقص فهو جل وعلا الذي له المثل الاعلى وله الاسماء الحسنى فليس في شيء من اسمائه ولا في شيء من اوصافه ولا في شيء من افعاله شيء من النقص بل هو جل وعلا العلي الاعلى - 00:15:06
سبحانه وبحمده العزيز الذي يمتنع ان يتفرق اليه شيء من العيب والنقص الثالث مما يندرج في معنى التسبيح هو تنزيه الله تعالى عما وصفه به الجاهلون كقول اليهود يد الله مغلولة - 00:15:32
ونحو ذلك كقولهم ان الله فقير ونحن اغنياء. فكل هذه المعاني الله تعالى منزه عنها فانت اذا قلت سبحان الله فانك تنزه الله وتجله عن كل عيب ونقص ولذلك تكرر التسبيح تحقيقا لهذا المعنى - 00:15:53
بالاقرار بعظمة الله عز وجل وتنزهه سبحانه وبحمده عن كل عيب ونقص. وهذا دأب الخلق فما من شيء الا يسبح بحمده سبحانه وبحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم السماوات والارض ومن فيهن يسبحون لله الجليل سبحانه وبحمده والمؤمن - 00:16:16
الموفق لطاعة الله عز وجل سائر في ركب هذا الكون الذي يسبح الله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض يسبح له من في السماوات والارض فسبحانه جل شأنه. هذا - 00:16:41
معنى قوله صلى الله عليه وسلم من سبح الله اين الزهاء جل في علاه؟ دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين اي قال ذلك ثلاثا وثلاثين ثم قال وحمد الله ثلاثا وثلاثين اي قال الحمدلله الحمدلله الحمدلله كرر ذلك ثلاثا - 00:16:59
وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين. اي قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر و مجموع ذلك بينه صلى الله عليه وسلم بقوله فتلك تسع وتسعون اي تسع وتسعون كلمة تسع وتسعون كلمة يعظم العبد فيها الله عز وجل ويجله سبحانه وبحمده - 00:17:22
وله في هذا صورتان اما ان يأتي بها منفردا فيأتي بالتسبيح اولا ثم يأتي بالتحميد ثانيا ثم يأتي بالتكبير واما ان يجمعها ويكون مجموعها تسعة وتسعين كلمة فله الخيار في هذا او هذا وكلاهما - 00:17:55
مما تحتمله النصوص فان من النصوص ما يدل على الخلط بين هذه كلمات في الذكر في ان يقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر او ان يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله - 00:18:20
حتى يفرغ ثم يقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله حتى يفرغ ثم يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر حتى يقرأ. فهذه الصورة تلقى صورة كلاهما جائز ولا يضيق على الانسان في ان يأتي بهذه الصورة او تلك الصورة فمن النصوص ما يدل على هذا ومنها ما يدل على هذا والمقصود - 00:18:37
استيفاء العدد بان يقول تسبيحا ثلاثا ثلاثا وثلاثين وتحميدا ثلاثا وثلاثين وتكبيرا ثلاثا وثلاثين قال وقال تمام المئة اي تمام هذا العدد والتمام هنا بكلمة مختلفة عن الكلمات الثلاث وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:18:59
هذه الكلمة ختام تلك الكلمات. هذه الكلمة بها يتم هذا الذكر ويختم تختم هذه الاذكار من التسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير ولا شك ان ختم هذه الكلمات الثلاث سبحان الله والحمد لله والله اكبر بالتهليل لان مقتضى تمجيد الله - 00:19:30
وتنزيهه وتكبيرة الا يعبد غيره. ولهذا تختم بالتوحيد لا اله الا الله اذا كان هو المسبح واذا كان هو المحمود واذا كان هو الكبير الذي لا اكبر منه جل في علاه فان من لازم - 00:20:02
الاقرار بهذه المعاني ان يكون لا اله سواه الا يكون معبود يستحق العبادة غيره جل في علاه ولهذا جاء في السنة الختم في هذه الكلمة بعد التسبيح والتحميد والتمجيد لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:20:22
وهذه الكلمة تضمنت افراد الله تعالى بالتوحيد واثبات انفراده بذلك فلا اله الا الله اقرار بانه لا يستحق العبادة سواه. وقوله وحده لا شريك له تأكيد للمعنى السابق من انه جل وعلا المنفرد بالتوحيد - 00:20:52
وانه سبحانه وبحمده الذي لا يستحق العبادة سواه. ثم ذكر بعد ذلك الملك والحمد الملك له جل في علاه فهو يملك ما في السماوات وما في الارض جل في علاه - 00:21:15
وله الحمد اي لا يستحق الحمد سواه فانه المعبود وهو المالك جل في علاه المحمود على كل ما يجريه في الكون من فعلا قضاء وخلق وتدبير ولذلك قال وله الحمد بعد ذلك عاد الى تنجيد الله في الكلمة الخامسة او في الكلمة الخامسة - 00:21:32
فمن هذه الكلمات وهو على كل شيء قدير فلا يعجزه شيء سبحانه وبحمده له تمام القدرة جميع ما يمكن ان يكون فانه مشمول بقوله تعالى وهو على كل شيء قدير - 00:22:00
فلا يعجزه شيء سبحانه وبحمده هذا ما تظمنته هذه الكلمة التي تختم بها هذه كلمات المباركات المكررات من التسبيح والتحميد والتمجيد. ثم قال في بيان جزاء ذلك قال غفر له غفرت له خطاياه غفرت له اي سترت - 00:22:27
ومحيت وتجوز عنها المغفرة تتضمن معنيين المعنى الاول الستر والمعنى الثاني المحو فان الله يمحو الخطايا بمغفرتها ويستر العبد بها فلا يفضحه بها ولا يظهرها ولا يظهر ولا يظهر للخلق - 00:22:54
اذا غفر له فهي نعمة عظمى من الله عز وجل على العبد اذا تحققت له. هذه الكلمات اذا قالها العبد غفرت له خطاياه خطاياه جمع خطيئة والخطيئة هي المعصية والخطيئة هي الذنب وهذا يشمل - 00:23:18
ترك الواجبات وفعل المحرمات. فالخطايا منها ما هو ترك لواجب ومنها ما هو فعله لمحرم وانتهاك لحرمة فكلاهما خطيئة وهو مشمول لقوله صلى الله عليه وسلم غفرت له خطاياه ظاهر الماء الحديث - 00:23:41
تمول ذلك لكل ما يكون من خطايا الانسان الصغائر والكبائر فظاهر الحديث ان الصغائر والكبائر مشغولة مشغولتان بالمغفرة. فالله تعالى يغفر الخطايا جميعها وجماهير العلماء على ان المقصود بالخطايا هنا - 00:24:14
الصغائر دون الكبائر لان الصلاة ذاتها وهي من اعظم الاعمال ومن اجل الاذكار قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصلوات الخمس مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. حديث مغفرة الصلوات قيد ذلك بما اذا اجتنبت الكبائر. فكذلك - 00:24:42
الاذكار بعد الصلوات مغفرتها للخطايا ليست شاملة لكل الخطايا انما للصغائر اما الكبائر فان لابد له ان يتوب منها. وقال بعض اهل العلم بل يجب امضاء ما اطلق على اطلاقه - 00:25:10
واما ما ورد مقيدا فانه يعمل بما جاء فيه من طير. فالصلوات الخمس مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر واما هذا الحديث فانه لم يقيده النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:33
بقيد بل قال غفرت خطاياه ومقتضى الاظافة العموم لكل ما يكون من الذنوب والخطايا هذا ما افاده قوله صلى الله عليه وسلم غفرت خطاياه قال وان كانت مثل زبد البحر - 00:25:51
ان كانت مثل زبد البحر كثرة و عظما وهذا يؤيد قول من قال بان قوله غفرت خطاياه يشمل كل الذنوب الصغيرة والكبير لان قوله وان كانت مثل زبد البحر وزبد البحر معلوم انه قد يكون كثيرا - 00:26:14
من حيث افراده وقد يكون عظيما من حيث حجمه وفرته وقوله صلى الله عليه وسلم وان كان مثل زبد البحر كثرة وضخامة هذا ما تضمنه هذا الحديث من المعاني. اما ما دل عليه من الفوائد فيه جملة من الفوائد من الفوائد عظيم فظل هذا - 00:26:42
الذكر لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في فضله انه يغفر الله تعالى به الخطايا وان كانت على هذا النحو كثرة وعظما وفيه من الفوائد ان الذكر لا يقتصر في تحصيل نفعه على - 00:27:08
قول واحد بل يحتاج فيه الانسان الى التكرار وهذا هو السبب في ان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الى الذكر ثلاثا وثلاثين بالتسبيح والتحميد والتكبير وذلك ان الذكر غذاء القلوب - 00:27:32
وبها وبه حياتها الذكر غذاء القلوب وبها حياتها. فحياة القلوب انما تكون بذكر الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت. فدل ذلك على - 00:27:50
ان الذكر كلما زاد منه الانسان ازداد حياة كلما زاد منه الانسان ازداد حياة في قلبه واشراقا في صدره ونورا في فؤاده وانشراحا في نفسه وطمأنينة في قلبه فقد قال ربك الا بذكر الله تطمئن القلوب. لكن فيما جاء من الاذكار المقيدة - 00:28:14
اعادة المشروع ان يقتصر في تلك الاذكار المقيدة بعدد ان يقتصر الانسان على ما جاء من عدد ثلاثة تشرع الزيادة على ثلاث وثلاثين في التسبيح والتحميد والتكبير. وهذه الصيغة التي وردت في هذا الحديث - 00:28:41
في احدى الصيغ الواردة في الاذكار في التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات. وقد جاء ذلك على عدة صيام هذا هذه الصيغة هي احداها ومن صيغ التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات ان - 00:29:02
يسبح عشرا وان يحمد عشرا وان يكبر عشرا. يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله حتى يأتي العشر وكذلك الحمد لله حتى يأتي على عشر وكذلك التكبير حتى يأتي على عشر الله اكبر الله اكبر حتى يستكمل عشرا - 00:29:30
ولو انه خلطها قال سبحان الله والحمد لله والله اكبر حتى يأتي من مجموعهن ثلاثين لكل واحد عشر تحقق حققت هذه تحققت السنة في هذه الصورة هذه ثاني الصور وقد جاءت في صحيح الامام البخاري - 00:29:50
وجاءت في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص وغيره رظي الله تعالى عنهما وعن سائر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصيغ الواردة في التسبيح والتكبير والتحميد بعد الصلاة ان يأتي - 00:30:08
بالتسبيح خمسا وعشرين والتكبير خمسا وعشرين والتحميد خمسا وعشرين وياتي بالتهليل خمسا وعشرين. وهذا في حديث زيد ابن ثابت في السنن باسناد جيد وهذه هي الصيغة الثالثة من صيغ الذكر بعد الصلاة تسبيحا وتحميدا وتكبيرا. اما الصيغة الرابعة فهي ان - 00:30:30
بسبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر اربعا وثلاثين وهذه صيغة ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح فهذه اربع صيغ للذكر بعد الصلاة وثمة صيغة خامسة قال بها بعض اهل العلم وهو وهي ان يأتي سبحان الله احدى عشرة مرة والحمد لله - 00:31:00
احدى عشرة مرة والله اكبر احدى عشرة مرة فهذه خمس صيغ جاءت في السنة في صور الذكر بعد الصلاة وبايها فعل الانسان اصاب السنة الا انه كلما كان اكثر كان افضل - 00:31:28
اعظم وكان افضل واعظم اجرا ولهذا ينبغي ان يحرص الانسان على الكمال في ذلك. ولو نوع جاء مرة بهذا ومرة بهذا. فاذا كان مستعجلا للخروج قال سبحان الله سبحان الله سبحان الله عشر الحمدلله الحمدلله عشر مرات والله اكبر الله اكبر عشر مرات - 00:31:52
ادرك السنة في التكبير في الذكر بعد الصلاة وان كان معه فسحة من الوقت فانه ينبغي ان يزيد في هذا ليبلغ ما جاءت به السنة فان الاجر المرتب على الذكر عظيم - 00:32:15
غفرت خطاياه وان كانت مثل وان كانت مثل زبد البحر. وكلنا ذو خطأ وكلنا ذو تقصير وكل هنا ذو ذنب فينبغي لنا ان نحرص على التخفف من الذنوب ومن رحمة الله ان نوع اسباب المغفرة فالصلاة بذاتها تحط الخطايا - 00:32:31
والتكبير والذكر بعد الصلاة يحط الخطايا وكثير من الاعمال جاءت مبينا ان من اجلها وثوابها ان الله تعالى يحط الخطايا وهذا يدل على عظيم الاجر الحاصل هذه الاذكار على اختلاف انواعها - 00:32:53
هذا ما يتصل بهذا الحديث وما فيه من مسائل - 00:33:16
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا - 00:00:00
عبدالله ورسوله صفينا وخلينا خيرتنا من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا مريرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى تركها على محجة بيضاء - 00:00:22
ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك اما بعد فان نعمة الله عز وجل على اهل الايمان بالهداية الى الايمان وصالح الاعمال نعمة لا يوازيها نعمة ولا يكافرها ثناء وشكر فان الله تعالى - 00:00:45
يتفضل على من يشاء من عباده بالهداية الى الصراط المستقيم الذي هو تحقيق الغاية من الوجود فان الله عز وجل قلق الخلق لعبادته قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:01:15
اصطفاء الله عز وجل لمن يشاء من عباده لتحقيق هذه الغاية هي منحة ومنا وهبة ونعمة يتفضل الله تعالى بها على عباده لذلك جدير بالمؤمن ان يثني على الله عز وجل خيرا - 00:01:37
وان يقدر الله عز وجل في نعم في نعمته القدر الذي يبلغه بطاقته كما قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فان نعمة الله على العبد بالهداية الى الصراط المستقيم - 00:02:03
الى تحقيق الغاية من الوجود نعمة لا يكافئها نعمة ولا يوازنها شيء مما يتفضل الله تعالى به على عباده ولذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم - 00:02:22
ولهذا للمؤمن من السعادة والانشراح والطمأنينة والفلاح والتوفيق في الدنيا بلوغ الراحة بقدر ما يحقق من غاية الخلق ومقصود الوجود. فانه بقدر ما يحقق الانسان من عبادة الرحمن ينال من طمأنينة القلب وانشراحه - 00:02:45
من لهجته والتذاذه من سكونه وراحته ولذلك كان الاشتغال بذكر الله عز وجل من اعظم ما يمن الله تعالى به على العبد لانه يحقق له السعادة والسعة والانشراح قال الله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب - 00:03:16
ولهذا كان اعظم ما في الصلاة ذكر ملك الواحد الديان جل في علاه. فان ذكر الله عز وجل يشرح الصدر وينير الفؤاد يبلغ العبد من السعادة الطمأنينة ما لا يدركه بغيره - 00:03:47
قال الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ثم قال ولذكر الله اكبر يعني اعظم ما في الصلاة من المقاصد والغايات هي هو اشتغال القلب واللسان والبدن بذكر الله عز وجل - 00:04:15
ولهذا كانت الصلاة في جميع تنقلاتها وفي جميع احوالها قياما وركوعا وسجودا وقعودا وانتقالات كلها معمورة بذكر الله عز وجل فاذا افتتح الصلاة تكبر كنا مجد الله وحمده واثنى عليه. ثم - 00:04:32
قرأ شيئا من كتابه ثم هوى مكبرا للركوع ثم ذكر الله بتعظيمه في الركوع ثم رفع ذاك ايران استتم قائما حامدا مثنيا على الله تعالى بما هو اهله فهو اهل الثناء والمجد. ثم يخر ساجدا بالتكبير - 00:05:01
ويشتغل في سجوده بتعظيم ربه وسؤاله ودعائه وطلبه ثم يرفع مكبرا ويجلس بين السجدتين على نحو من الخضوع والذل في سؤال الله والتعرض لفضله وطلب مغفرته ورحمته ثم يهوي ساجدا ثانيا مكبرا - 00:05:31
يبث الله حاجة ويعرض عليه مسائل ويدعوه بما يصلح به معاشه ومعاده ثم يرفع رأسه مكبرا وهكذا في كل صلاته في تنقلات كلها ذكر تكبير وتحميد وتمجيد وثناء ودعاء سائر ما يكون - 00:05:54
من ذكر الله عز وجل فاذا فرغ من صلاته فرغها فرغ منها وشرع في ذكر الله عز وجل فان ذكر الله عز وجل في ادبار الصلوات من الموجبات لعطاء الله عز وجل وانعامه وعظيم فضله - 00:06:25
فالذكر بعد الصلاة معقبات لا يخيب من قال هن او فعلهن اين تصيبه الخيبة بل محافظة العبد على ذكر الله بعد صلاته من دلائل خيرية ومن موجبات سبقه غيره من الناس. فان خيرية الانسان تزيد - 00:06:46
بحرصه على ذكر الله عز وجل في ادبار الصلوات. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه سألوه صلى الله عليه وعلى اله وسلم عما يدركون به من سبقهم - 00:07:16
من الصحابة الكرام من اصحاب الاموال حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقتهم فقال له لهم صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بما تسبقون به غيركم ولا يذيككم من بعدكم النبي خير من بين ظهرانيكم - 00:07:31
اي بين من تعيشون فيهم الا من قال مثل ما قلت فدلهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم على التسبيح والتحميد والتكبير تسبحون ثلاثا تسبحون وتحمدون وتكبرون ثلاثا وثلاثين هذا بيان - 00:07:59
لعظيم فضل الذكر وان العبد يبلغ بذكر ربه جل في علاه مبلغا عظيما يدرك به اجرا كبيرا ويسبق به سبقا كبيرا. فجدير بالمؤمن ان يدرك هذا المعنى في صلاته وانه - 00:08:22
وانما يشتغل بصلاته بذكر الله عز وجل ثم اذا فرغ فانه يذكر الله عز وجل ولذلك قال الله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون - 00:08:41
وهكذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بالاذكار بعد الصلوات. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان عظيم الذكر لربه ومن معا من مواطن الذكر التي يتأكد فيها الحرص على الذكر الذكر بعد الصلوات فانه عمل يسير اجره كبير - 00:08:58
واثره عظيم يدرك بالانسان خيرا كبيرا جزاء جزيلا من رب يعطي على القليل الكثير وينبغي ان يعلم ان الوارد من الاذكار بعد الصلوات شيء كثير. والمطلوب من المؤمن ان يحرص على - 00:09:18
قال ايه؟ الاتيان بكل ما يستطيع من ذكر الله عز وجل. مما جاءت به السنة فان استطاع ان يجمع بين ذلك فهذا هو الغاية والمطلوب. فان لم يتمكن من ذلك فيفعل منه - 00:09:38
ويطيق ويستطيع. نقرأ شيئا من الاذكار الاحاديث التي وردت نقرأ شيئا من الاحاديث التي وردت في هدي النبي صلى الله عليه سلم في ذكر الله عز وجل بعد الصلاة ونعلق على ذلك بما يفتح الله من كتاب بلوغ المرام - 00:09:54
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله في باب صفة الصلاة - 00:10:14
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين. وكبر الله ثلاثا وثلاثين - 00:10:42
فتلك تسع وتسعون وقال تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر - 00:11:03
رواه مسلم هذا الحديث فيه فظل التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة وقد جاء هذا في احاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم على صيغ متعددة هذا الذي تضمنه الحديث - 00:11:25
هو صورة مما جاءت به السنة فيما يتعلق بالتسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات الحبيب كما قال المصنف رحمه الله رواه الامام مسلم في صحيحه وقد رواه من طريق عطاء ابن ابي عنتر من طريق عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من - 00:11:48
سبح الله دبر كل صلاة المقصود بالصلاة هنا الصلوات المكتوبة ودبر الصلاة يطلق على موضعين الموضع الاول ما يكون في اخر الصلاة قبل السلام فيكون في اخر الصلاة قبل السلام - 00:12:18
ويطلق ايضا على ما يكون بعد الفراغ من الصلاة بالسلام مباشرة فدبر الشيء يطلق على هذين المعنيين ما كان متصلا بالشيء جزءا منه وما كان واليا له بعد الفراغ منه - 00:12:42
وقوله صلى الله عليه وسلم هنا من سبح الله دبر كل صلاة المقصود بدبر الصلاة هنا الفراغ منها اي بعد بعد انقضاء الصلاة والفراغ منها وذلك بعد ان يسلم من الصلاة - 00:13:03
ويأتي بما يسر الله تعالى من الذكر المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم مما تقدم ذكر بعضه من الاستغفار قول استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام وكذلك - 00:13:26
كالتهليل كما في حديث المغيرة بن شعبة ثم بعد ذلك يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير وهي ثلاث كلمات قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم من سبح الله اي من قال سبحان الله - 00:13:46
هذا معنى قوله من سبح الله اي من قال سبحان الله. ومعنى هذه الكلمة سبحان الله اي انزه الله تعالى واجله سبحانه وبحمده عما لا يليق به مما اعتقده الجاهلون او نسبه اليه الضالون - 00:14:03
ومن اعتقاد ما يمكن ان يدب الى القلوب من مماثلة الخلق لرب العالمين فليس كمثله شيء وهو السميع العليم فتسبيح الله هو تعظيمه وتنزيه جل وعلا عن كل عيب ونقص - 00:14:27
وعن كل مماثلة للمخلوقين وعن كل ما يدعيه فيه الجاهلون برب العالمين هذا معنى قولك سبحان الله فعندما تقول سبحان الله فانت تنزل الله عن مماثلة المخلوقين ليس كمثله شيء - 00:14:47
الله عنان يكون في وصفة او اسمه او فعله نقص فهو جل وعلا الذي له المثل الاعلى وله الاسماء الحسنى فليس في شيء من اسمائه ولا في شيء من اوصافه ولا في شيء من افعاله شيء من النقص بل هو جل وعلا العلي الاعلى - 00:15:06
سبحانه وبحمده العزيز الذي يمتنع ان يتفرق اليه شيء من العيب والنقص الثالث مما يندرج في معنى التسبيح هو تنزيه الله تعالى عما وصفه به الجاهلون كقول اليهود يد الله مغلولة - 00:15:32
ونحو ذلك كقولهم ان الله فقير ونحن اغنياء. فكل هذه المعاني الله تعالى منزه عنها فانت اذا قلت سبحان الله فانك تنزه الله وتجله عن كل عيب ونقص ولذلك تكرر التسبيح تحقيقا لهذا المعنى - 00:15:53
بالاقرار بعظمة الله عز وجل وتنزهه سبحانه وبحمده عن كل عيب ونقص. وهذا دأب الخلق فما من شيء الا يسبح بحمده سبحانه وبحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم السماوات والارض ومن فيهن يسبحون لله الجليل سبحانه وبحمده والمؤمن - 00:16:16
الموفق لطاعة الله عز وجل سائر في ركب هذا الكون الذي يسبح الله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض يسبح له من في السماوات والارض فسبحانه جل شأنه. هذا - 00:16:41
معنى قوله صلى الله عليه وسلم من سبح الله اين الزهاء جل في علاه؟ دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين اي قال ذلك ثلاثا وثلاثين ثم قال وحمد الله ثلاثا وثلاثين اي قال الحمدلله الحمدلله الحمدلله كرر ذلك ثلاثا - 00:16:59
وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين. اي قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر و مجموع ذلك بينه صلى الله عليه وسلم بقوله فتلك تسع وتسعون اي تسع وتسعون كلمة تسع وتسعون كلمة يعظم العبد فيها الله عز وجل ويجله سبحانه وبحمده - 00:17:22
وله في هذا صورتان اما ان يأتي بها منفردا فيأتي بالتسبيح اولا ثم يأتي بالتحميد ثانيا ثم يأتي بالتكبير واما ان يجمعها ويكون مجموعها تسعة وتسعين كلمة فله الخيار في هذا او هذا وكلاهما - 00:17:55
مما تحتمله النصوص فان من النصوص ما يدل على الخلط بين هذه كلمات في الذكر في ان يقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر او ان يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله - 00:18:20
حتى يفرغ ثم يقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله حتى يفرغ ثم يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر حتى يقرأ. فهذه الصورة تلقى صورة كلاهما جائز ولا يضيق على الانسان في ان يأتي بهذه الصورة او تلك الصورة فمن النصوص ما يدل على هذا ومنها ما يدل على هذا والمقصود - 00:18:37
استيفاء العدد بان يقول تسبيحا ثلاثا ثلاثا وثلاثين وتحميدا ثلاثا وثلاثين وتكبيرا ثلاثا وثلاثين قال وقال تمام المئة اي تمام هذا العدد والتمام هنا بكلمة مختلفة عن الكلمات الثلاث وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:18:59
هذه الكلمة ختام تلك الكلمات. هذه الكلمة بها يتم هذا الذكر ويختم تختم هذه الاذكار من التسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير ولا شك ان ختم هذه الكلمات الثلاث سبحان الله والحمد لله والله اكبر بالتهليل لان مقتضى تمجيد الله - 00:19:30
وتنزيهه وتكبيرة الا يعبد غيره. ولهذا تختم بالتوحيد لا اله الا الله اذا كان هو المسبح واذا كان هو المحمود واذا كان هو الكبير الذي لا اكبر منه جل في علاه فان من لازم - 00:20:02
الاقرار بهذه المعاني ان يكون لا اله سواه الا يكون معبود يستحق العبادة غيره جل في علاه ولهذا جاء في السنة الختم في هذه الكلمة بعد التسبيح والتحميد والتمجيد لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:20:22
وهذه الكلمة تضمنت افراد الله تعالى بالتوحيد واثبات انفراده بذلك فلا اله الا الله اقرار بانه لا يستحق العبادة سواه. وقوله وحده لا شريك له تأكيد للمعنى السابق من انه جل وعلا المنفرد بالتوحيد - 00:20:52
وانه سبحانه وبحمده الذي لا يستحق العبادة سواه. ثم ذكر بعد ذلك الملك والحمد الملك له جل في علاه فهو يملك ما في السماوات وما في الارض جل في علاه - 00:21:15
وله الحمد اي لا يستحق الحمد سواه فانه المعبود وهو المالك جل في علاه المحمود على كل ما يجريه في الكون من فعلا قضاء وخلق وتدبير ولذلك قال وله الحمد بعد ذلك عاد الى تنجيد الله في الكلمة الخامسة او في الكلمة الخامسة - 00:21:32
فمن هذه الكلمات وهو على كل شيء قدير فلا يعجزه شيء سبحانه وبحمده له تمام القدرة جميع ما يمكن ان يكون فانه مشمول بقوله تعالى وهو على كل شيء قدير - 00:22:00
فلا يعجزه شيء سبحانه وبحمده هذا ما تظمنته هذه الكلمة التي تختم بها هذه كلمات المباركات المكررات من التسبيح والتحميد والتمجيد. ثم قال في بيان جزاء ذلك قال غفر له غفرت له خطاياه غفرت له اي سترت - 00:22:27
ومحيت وتجوز عنها المغفرة تتضمن معنيين المعنى الاول الستر والمعنى الثاني المحو فان الله يمحو الخطايا بمغفرتها ويستر العبد بها فلا يفضحه بها ولا يظهرها ولا يظهر ولا يظهر للخلق - 00:22:54
اذا غفر له فهي نعمة عظمى من الله عز وجل على العبد اذا تحققت له. هذه الكلمات اذا قالها العبد غفرت له خطاياه خطاياه جمع خطيئة والخطيئة هي المعصية والخطيئة هي الذنب وهذا يشمل - 00:23:18
ترك الواجبات وفعل المحرمات. فالخطايا منها ما هو ترك لواجب ومنها ما هو فعله لمحرم وانتهاك لحرمة فكلاهما خطيئة وهو مشمول لقوله صلى الله عليه وسلم غفرت له خطاياه ظاهر الماء الحديث - 00:23:41
تمول ذلك لكل ما يكون من خطايا الانسان الصغائر والكبائر فظاهر الحديث ان الصغائر والكبائر مشغولة مشغولتان بالمغفرة. فالله تعالى يغفر الخطايا جميعها وجماهير العلماء على ان المقصود بالخطايا هنا - 00:24:14
الصغائر دون الكبائر لان الصلاة ذاتها وهي من اعظم الاعمال ومن اجل الاذكار قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصلوات الخمس مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. حديث مغفرة الصلوات قيد ذلك بما اذا اجتنبت الكبائر. فكذلك - 00:24:42
الاذكار بعد الصلوات مغفرتها للخطايا ليست شاملة لكل الخطايا انما للصغائر اما الكبائر فان لابد له ان يتوب منها. وقال بعض اهل العلم بل يجب امضاء ما اطلق على اطلاقه - 00:25:10
واما ما ورد مقيدا فانه يعمل بما جاء فيه من طير. فالصلوات الخمس مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر واما هذا الحديث فانه لم يقيده النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:33
بقيد بل قال غفرت خطاياه ومقتضى الاظافة العموم لكل ما يكون من الذنوب والخطايا هذا ما افاده قوله صلى الله عليه وسلم غفرت خطاياه قال وان كانت مثل زبد البحر - 00:25:51
ان كانت مثل زبد البحر كثرة و عظما وهذا يؤيد قول من قال بان قوله غفرت خطاياه يشمل كل الذنوب الصغيرة والكبير لان قوله وان كانت مثل زبد البحر وزبد البحر معلوم انه قد يكون كثيرا - 00:26:14
من حيث افراده وقد يكون عظيما من حيث حجمه وفرته وقوله صلى الله عليه وسلم وان كان مثل زبد البحر كثرة وضخامة هذا ما تضمنه هذا الحديث من المعاني. اما ما دل عليه من الفوائد فيه جملة من الفوائد من الفوائد عظيم فظل هذا - 00:26:42
الذكر لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في فضله انه يغفر الله تعالى به الخطايا وان كانت على هذا النحو كثرة وعظما وفيه من الفوائد ان الذكر لا يقتصر في تحصيل نفعه على - 00:27:08
قول واحد بل يحتاج فيه الانسان الى التكرار وهذا هو السبب في ان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الى الذكر ثلاثا وثلاثين بالتسبيح والتحميد والتكبير وذلك ان الذكر غذاء القلوب - 00:27:32
وبها وبه حياتها الذكر غذاء القلوب وبها حياتها. فحياة القلوب انما تكون بذكر الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت. فدل ذلك على - 00:27:50
ان الذكر كلما زاد منه الانسان ازداد حياة كلما زاد منه الانسان ازداد حياة في قلبه واشراقا في صدره ونورا في فؤاده وانشراحا في نفسه وطمأنينة في قلبه فقد قال ربك الا بذكر الله تطمئن القلوب. لكن فيما جاء من الاذكار المقيدة - 00:28:14
اعادة المشروع ان يقتصر في تلك الاذكار المقيدة بعدد ان يقتصر الانسان على ما جاء من عدد ثلاثة تشرع الزيادة على ثلاث وثلاثين في التسبيح والتحميد والتكبير. وهذه الصيغة التي وردت في هذا الحديث - 00:28:41
في احدى الصيغ الواردة في الاذكار في التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات. وقد جاء ذلك على عدة صيام هذا هذه الصيغة هي احداها ومن صيغ التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات ان - 00:29:02
يسبح عشرا وان يحمد عشرا وان يكبر عشرا. يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله حتى يأتي العشر وكذلك الحمد لله حتى يأتي على عشر وكذلك التكبير حتى يأتي على عشر الله اكبر الله اكبر حتى يستكمل عشرا - 00:29:30
ولو انه خلطها قال سبحان الله والحمد لله والله اكبر حتى يأتي من مجموعهن ثلاثين لكل واحد عشر تحقق حققت هذه تحققت السنة في هذه الصورة هذه ثاني الصور وقد جاءت في صحيح الامام البخاري - 00:29:50
وجاءت في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص وغيره رظي الله تعالى عنهما وعن سائر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصيغ الواردة في التسبيح والتكبير والتحميد بعد الصلاة ان يأتي - 00:30:08
بالتسبيح خمسا وعشرين والتكبير خمسا وعشرين والتحميد خمسا وعشرين وياتي بالتهليل خمسا وعشرين. وهذا في حديث زيد ابن ثابت في السنن باسناد جيد وهذه هي الصيغة الثالثة من صيغ الذكر بعد الصلاة تسبيحا وتحميدا وتكبيرا. اما الصيغة الرابعة فهي ان - 00:30:30
بسبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر اربعا وثلاثين وهذه صيغة ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح فهذه اربع صيغ للذكر بعد الصلاة وثمة صيغة خامسة قال بها بعض اهل العلم وهو وهي ان يأتي سبحان الله احدى عشرة مرة والحمد لله - 00:31:00
احدى عشرة مرة والله اكبر احدى عشرة مرة فهذه خمس صيغ جاءت في السنة في صور الذكر بعد الصلاة وبايها فعل الانسان اصاب السنة الا انه كلما كان اكثر كان افضل - 00:31:28
اعظم وكان افضل واعظم اجرا ولهذا ينبغي ان يحرص الانسان على الكمال في ذلك. ولو نوع جاء مرة بهذا ومرة بهذا. فاذا كان مستعجلا للخروج قال سبحان الله سبحان الله سبحان الله عشر الحمدلله الحمدلله عشر مرات والله اكبر الله اكبر عشر مرات - 00:31:52
ادرك السنة في التكبير في الذكر بعد الصلاة وان كان معه فسحة من الوقت فانه ينبغي ان يزيد في هذا ليبلغ ما جاءت به السنة فان الاجر المرتب على الذكر عظيم - 00:32:15
غفرت خطاياه وان كانت مثل وان كانت مثل زبد البحر. وكلنا ذو خطأ وكلنا ذو تقصير وكل هنا ذو ذنب فينبغي لنا ان نحرص على التخفف من الذنوب ومن رحمة الله ان نوع اسباب المغفرة فالصلاة بذاتها تحط الخطايا - 00:32:31
والتكبير والذكر بعد الصلاة يحط الخطايا وكثير من الاعمال جاءت مبينا ان من اجلها وثوابها ان الله تعالى يحط الخطايا وهذا يدل على عظيم الاجر الحاصل هذه الاذكار على اختلاف انواعها - 00:32:53
هذا ما يتصل بهذا الحديث وما فيه من مسائل - 00:33:16