باب قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال حدثني محمد بن عبد العزيز قال حدثنا ابو عمر حفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار - 00:00:00
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم. هل تضارون في - 00:00:17
رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب. قالوا لا. قال وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب. قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية احدهما - 00:00:39
اذا كان يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل امتي ما كانت تعبدا فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبرات اهل الكتاب - 00:01:09
اليهود فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير بن الله. فيقال لهم كذبتم ما اتخذتم الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون فقالوا عطشنا ربنا فاسقنا. فينشار الا تلدون - 00:01:37
فيحشرون الى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا يتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون - 00:02:03
فكذلك مثل الاول حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله من بر او فاجر اتاهم رب العالمين في ادنى صورة من التي رأوه فيها فيقال ماذا تنتظرون؟ تتبع كل امة ما كانت تعبده - 00:02:35
قالوا فارقنا الناس في الدنيا على افقر ما كنا اليهم ولم نصاحبهم ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد فيقول انا ربكم فيقولون لا نشرك بالله شيئا مرتين او ثلاثة هذا الحديث العظيم - 00:03:01
ذكره المؤلف رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. هذه الاية جاءت بعد ذكر اعمال اهل النفاق - 00:03:27
اهل البخل الذين يسعون في الارض فسادا فقد امر الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له وامر بالاحسان الى الخلق ابتداء بالوالدين فقال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا - 00:03:44
اعبدوه اي وحدوه وحققوا هذا التوحيد بان تسلموا من الشرك كله ثم قال وبالوالدين احسانا فبدأ بعد ذكر حقه بحقوق الخلق وقدم في الذكر الوالدين لانهما اعظم الخلق حقا على الانسان - 00:04:03
وبالوالدين احسانا اي احسنوا اليهم بكل ما تستطيعون سواء كان ذلك الاحسان بالمال او كان ذلك الاحسان بالبدن او كان ذلك الاحسان بالقول او كان ذلك الاحسان بالاعانة بكل وجه من اوجه الاحسان الممكنة - 00:04:23
فليس ذلك مقصورا على صورة ولا محدودا عمل لا يتجاوزه بل كل احسان مشمول بقوله تعالى وبالوالدين احسانا فكلما يحسن بالانسان ان يفعله مع غيره قولا او فعلا او مالا - 00:04:47
اعانة فانه داخل في قوله وبالوالدين احسانا. ثم قال وبذي القربى يعني احسانا وذوي القربى هم القرابات ممن تجتمع في ولادة قريبة او بعيدة. وقد حدها العلماء بمن دون الجد الرابع - 00:05:09
ممن تلتقي معهم فيما دون الجد الرابع. قال واليتامى واليتامى هم من جمع يتيم واليتيم هو من فقد اباه وهو دون البلوغ. ولا يشترط في هذا ان يكون فقيرا. بل الاحسان الى اليتيم شامل - 00:05:28
لليتيم الغني لان المقصود هنا جبر المقصود هنا هو جبر ما حصل له من النقص بفقد من يعطف عليه ومن يأوي اليه ومن يحن له وما اشبه ذلك. فقال تعالى - 00:05:48
واليتامى ثم قال والمساكين والمساكين جمع مسكين وهو الذي اسكنته الحاجة. وهم من لا شيء عنده بالكلية او من عنده ما لا يكفيه فكلاهما يصدق عليه انهما مسكين. قال تعالى والجار ذي القربى والجار الجنب. اي كل من جاورته سواء كان جارا قريبا - 00:06:07
فله حقان او كان جارا اجنبيا والصاحب بالجنب اي المرافق سواء كان هذا في عمل او في سفر او في اقامة او او في او في سفر وذهاب كل ذلك داخل في قوله تعالى والصاحب بالجمع. وابن السبيل اي - 00:06:33
الذي اعوزته الحاجة وهو منقطع في سفر. فابن السبيل هو من كان ذا حاجة وهو غير وهو من غير اهل الاقامة من اهل الانتقال والسفر فهذا يعطى ولو كان غنيا في بلده ما دام انه ليس معه ما يكفيه ولا سبيل لتحصيل - 00:06:53
من جهة بلده قال وابن السبيل ثم قال وما ملكت ايمانكم اي الارقاء. قال ان الله لا يحب من كان مختا انا فخورا. ايش المناسبة ليش قال الله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا بعد امره بعبادته وحده لا شريك له بالاحسان الى - 00:07:14
هؤلاء الذين ذكر الله تعالى الاحسان اليهم من الخلق القريب والبعيد على هذا التنوع الذي ذكره الله تعالى في هذه الاية لماذا ختمت اية ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا - 00:07:38
الجواب ان مختال الفخور يمنعه خيلاءه وفخره من اداء الحقوق يمنعه خيلاءه انه يرى لنفسه منزلة ومكانة على الخلق وايضا هذا الخيلاء ان يرى لنفسه في منزلة ومكانة يتعالى بها على الخلق. والفخر هو ان يذكر مآثر مآثره. ومناقبه ومنزلته التي - 00:07:53
يمنعه من ان يحسن الى الناس وتحمله على احتقارهم والنظر اليهم احتقار ونظرة الدور ولهذا قال تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وهذا يكفي يا اخي ان كان ان كنت صادقا في طلب مرضاة الله يكفي ان تعلم ان الله لا يحب - 00:08:24
اغتال الفخور لتلغي من نفسك كل خيلاء وكل فخر فان الخيلاء والفخر مدعاة للظلم والبغي والاعتداء وبخس الحقوق ولهذا قال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فهذه ثمرة تلك السوءات القلبية - 00:08:52
التي تحمل الانسان على هضم الحقوق. وبخسها وعدم اقامتها. ما الى ذلك مما قد يتجاوز الى العدوان والظلم بسبب ما في نفوسهم من الخيلاء والفخر والكبر على الخلق وقد قال الله تعالى في الذين يفوزون بالدار الاخرة قال تلك الدار الاخرة نجعلها لمن - 00:09:14
لمن؟ تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. فكل من اراد علوا في الارض او فسادا في الارض فانه ليس من اهل الجنة وليس من اهل تلك الدار جعلنا الله واياكم من اهلها. لهذا يقول الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح - 00:09:42
من حديث عبد الله بن مسعود ان الله قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة يعني وزن ذرة من كبر ما يدخل الجنة حتى يطهر قلبه تنقيته من هذا الذي - 00:10:04
وقع فيه من العلو على الخلق ثم يدخل الجنة. ليش ما يدخل متكبر الجنة ولو كان عنده ادنى ما يكون من الكبر؟ لماذا؟ لان ان الجنة دار عباد الله وعباد الله لا كبر معهم اعددت لعبادي العبادة اصلا روحها وقوامها على ايش - 00:10:26
ايش؟ على الذل والانخفاض والانكسار والافتقار والكبر يتنافى مع هذا. ولهذا لا يدخل الجنة الا العباد. اعددت عبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:10:49
اما اولئك الذين في نفوسهم كبر ولو قليل هؤلاء عندهم ما ينافي الذل الذي يوجب دخول الجنة فلهذا لا يدخل الجنة حتى يطهروا من ذلك بما يقسمه الله من العذاب الذي يطهر هؤلاء ثم بعد ذلك - 00:11:05
يدخلون الجنة. فقوله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا. بيان ان هذا العمل من الكبائر والعظائم التي ينبغي للمؤمن ان يطهر قلبه منها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث ابي هريرة بحسب امرئ من الشر ايش - 00:11:25
ان يحقر اخاه المسلم فاحذر ان يدب الى قلبك شيء من والكبر له بواعث كثيرة كما سبقت الاشارة قد يتكبر الانسان لماله قد يتكبر لجماله قد يتكبر نسبه قد تتكبر لحسبه قد - 00:11:46
تكبر لدينه قد يتكبر لعلمه وكل هذا في الحكم سواء كله يمنع دخول الجنة وصاحبه مهدد بهذه العقوبة سواء كان الكبر لعلم بان يرى انه قد تعلم وغيره جاهل فاعلوا عليه ويحتقر من لا علم له او لنسب او لمال او لغير ذلك من اسباب العلو - 00:12:05
التي يعلو بها الانسان على الخلق. ولهذا جاءت العقوبة شديدة في حق من جر ازاره خيلاء. فان الله لا ينظر الى من جر ازاره خيلاء كما جاء في الصحيح من حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:12:34
قوله ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فيها غاية الزجر عن كل ما يكون من الفخر والخيلا وفيها الندب وفيها التنبيه الى ان وجود خيلاء والفخر في نفس الانسان - 00:12:53
يحمله على بخس الله حقه وعدم توحيده ويحمله على ايضا بخس الناس حقوقهم بعقوق الوالدين وقطيعة الارحام وعدم اعطاء ذوي الحقوق وحقوقهم ممن ذكر الله تعالى وجوب الاحسان اليهم في قوله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى وذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار - 00:13:12
صاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم. ثم يقول الله تعالى الذين يبخلون البخل هو امساك ما وجب بذله. هذا هو البخل. كل من امسك ما يجب عليه بذله فهو بخيل - 00:13:40
وليس المقصود بالبخيل هو الذي لا يقدم الطيب من الطعام لضيفه او لا يقدم الهدايا لمن يهاديهم من الناس هذا قد يكون نوعا من البخل لكن البخل المذموم المحرم هو ما منع فيه الانسان ما - 00:13:56
عليه بذله ثم بعد ذلك قد لا يكون بخيلا اذا اخرج الزكاة واعطى النفقات وبدل ما يجب عليه بذله وبذل ما يجب عليه بذله ما يجب عليه بذلة بذله لكن يبقى ايش - 00:14:17
يبقى ان هذا قد لا يكون كريما هذا يؤدي الحقوق لكنه لا يزيد فلا يكون كريما لكن لا يوصف بالبخل فمن ادى ما عليه وبذل ما يجب بذله فهذا سلم من البخل - 00:14:36
وقد يكون كريما اذا فتح الله عليك بالعطاء والهبات وسائر اوجه الاحسان. فقوله تعالى الذين يبخلون اي يمسكوا كون ما وجب عليهم بذله ثم يقول ويأمرون الناس بالبخل فلم يقتصروا في الاساءة على انفسهم ومنع ما وجب بل يأمرون الناس بالبخل - 00:14:55
لا تعطي فلان لا تبذل في الباب الفلاني لا تخرج زكاة لا تنفق على اولادك لا تنفق على ذوي رحمك ممن تجب النفقة عليهم وما الى ذلك من اوجه الامساك المحرم - 00:15:21
ثم قال ويكتمون ما اتاهم الله من فضله الكتمان ضد الاظهار وهو اخفاء وستر ونعم الله تعالى على عباده تترى. والله يحب ان يرى اثر نعمه على عبده ولذلك قال الله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد والزينة على حسب حال الانسان - 00:15:39
تزينا له واظهارا لنعمته عليه. وقد امتن الله على عباده بما رزقهم من اللباس والطعام وغير ذلك فمن حق هذه النعم ان تشكر ولا تكتم هذا لشدة امساكه يكتم ما اتاه الله من فضله حتى لا يطلب منه عطاء حتى لا يطلب منه - 00:16:09
مال حتى يحتج لمن يسأله انا فقير انا ما عندي وهو كاذب قد كتم ما اتاه الله تعالى من من الفضل والمال. ولا تظن ان هذه الصورة لا وجود لها هي موجودة في بعض النفوس المريضة - 00:16:36
التي تمسك وليس لها في الدنيا من المال الا جمعه دون الانتفاع منه فهم اشبه ما يكون بالحصالة التي يجمع فيها المال ليأخذه غيرهم من الورثة وهذا حال البخلاء الذين يمسكون - 00:16:54
ما يجب عليهم بذله خشية الفقر خشية القلة او طلب الزيادة لان الفقر قد يكون الحامل عليه. الانسان لا يريد ان ينفق يخشى ان يفتقر. وقد لا ينفق لانه يريد ان يزيد يرى العدد زاد. اليوم مئة غدا مئتان بعده ثلاث وهلم جر يريد المؤشر - 00:17:17
تصاعد لا نزول فيه وبالتالي يمسك ويقتر على نفسه فليس له من المال الا ان يجمعه. يقول الله تعالى ويكتبون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. وهذا تهديد - 00:17:41
ان هذه خصال ليست من خصال اهل الايمان. بل هي من خصال اهل الكفر الذين يمنعون ما وجب ويسعون في في انفسهم ويسعون ان يمنع الناس ما وجب عليهم من الحقوق ثم ذكر صنفا من الناس لا يمنع يبذل ويعطي لكن - 00:18:01
انه لا يخلص بل يعطي ليقال كريم. ويبذل ليقال محسن يحبي غيره مالا لاجل ان يمدح ويثنى عليه. قال والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس رياء الناس اي ليراهم الناس وطبعا المقصود برياء الناس ان ان يثنوا عليه او يدفع عن نفسه من قصة مذمة. ولا يؤمنون بالله - 00:18:21
ولا باليوم الاخر ليس عندهم ايمان يحملهم على البذل والعطاء. ليس عندهم طمع في عاقبة هذا الذي بذلوه عند الله انما يريدونه شيئا حاضرا معجلا الان بما يدركونه من ثناء الناس ومدحهم - 00:18:52
يقول الله تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا اعوذ بالله فساء قرينا اي قبح قرينا ان يكون الشيطان قرينا لهؤلاء الذين افنوا اموالهم لاجل ان يمدحوا فالشيطان يؤزهم على الانفاق ويشجعهم لكن من غير اخلاص - 00:19:11
ولا رغبة فيما عند الله عز وجل. والذي يؤجر ويكون من الابرار هو من هو من ينفق يبتغي ما عند الله. ولهذا يقول الله تعالى في وصف الابرار في صورة الانسان - 00:19:35
ان الابرار لفي نعيم ها هذه ليست اللي في صورة الانسان ها؟ الى اول الابرار اول الاية الابرار يشربون ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجير هذا الجزاء - 00:19:53
جزاء الابرار يوفون بالنذر ايش معنى يوفون بالنذر؟ اي يؤدون ما وجب عليهم من حقوق الله فالنذر هنا ليس المقصود ما يلزم الانسان نفسه به فقط بل يشمل ما يلزم الانسان به نفسه كان يقول لله علي ان - 00:20:23
اتصدق بمئة ريال او ما الزمه الله تعالى به من الواجبات في الصلاة والزكاة والصوم والحج فهذه نذور تسمى نذور ومنه قول الله تعالى واليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ثم ليوفوا نذورا ثم ليوفوا نذورهم في الحج - 00:20:42
قول الينفوا ثم ليوفوا نذورهم اي ليؤدوا ما اوجب الله تعالى عليهم من مناسك الحج فقوله تعالى يوفون بالنذر له معنيان. المعنى الاول متبادل الى الذهن انهم اذا الزموا انفسهم بشيء فانهم - 00:21:02
يدفع يبذلونه طيبة بها نفوسهم. لكن هناك معنى اخر وهو مراد بالاية انهم يقومون بما الله تعالى عليهم في سائر الفرائض والواجبات التي هي من حقه او من حق عباده. يوفون بالنذر - 00:21:19
ثم هذا الوفاء واداء الواجبات ليش اما الباعث عليه هل هو رغبة فيما عند الناس؟ لا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. منتشر نسأل الله السلامة منه يا رب يا رب سلمنا ذلك اليوم من هذا الشر المستطير - 00:21:37
هذا هذا هو الباعث خلافا لهؤلاء الذين ذكر الله تعالى هنا في قوله والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. فليس عندهم هم لا في تحصيل رضا الله ولا في توقي ما يكون في اليوم الاخر من العقوبات - 00:22:02
والعذاب يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه على حبه لها اكثر من تفسير ومن معانيها على تعلق نفوسهم به يعني يحبون هذا الطعام لكنهم مع محبتهم له يبذلونه كما قال لن تنالوا البر لن - 00:22:21
ان تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فهم يحبون هذا الطعام فهذا يدل على انه يعني الطعام الذي يعطى ينبغي ان حتى يبلغ الانسان هذه المرتبة ليس بقية الطعام والفضلات وما الى ذلك كما هو حال اكثر الناس - 00:22:44
ولا بأس انا لا اقول لا تعطى هذي بل عوظا ان ان ترمى في زبل او نحو ذلك يعني الاحسان الى الخلق باعطاء المحتاج مأمور به لكن اعلى درجة من هذا حتى يبلغ الانسان درجة الابرار - 00:23:02
ان يعطي مما يحب ومما يشتهي ومما تعلق تتعلق به نفسه لقوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ويطعمون الطعام على حبه ايش؟ مسكينا ويتيما واسيرا. انواع ذوي الحاجات - 00:23:16
انواع ذوي الحاجات ثم بعد ذلك يقول تعالى في بيان الباعث ما الذي جعلهم يبذلون ويطعمون ويخرجون مما تعلقت نفوسهم به ايش انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا - 00:23:36
لا نريد مكافأة ولا مقابلة المكافأة قولية او مالية ما نريد انما نريد ذلك من الله خلافا لهؤلاء الذين قال تعالى والذين يراؤون او الذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله واليوم الاخر - 00:23:57
ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. ثم ينبه الله تعالى الى عظيم خسر هؤلاء وماذا عليهم يعني ما الذي سينقصهم بما انهم سينفقون ويبذلون المال. ما الذي ينقصهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر - 00:24:15
كل من اراد ثناء الناس من عمل فليعلم انه لن يدرك الا بوارا وخسارا لن يثنى عليه ثناء دائما مستقرا. قد يكون محسن ومثل ما قال الله عز وجل للمنفق في الثلاثة الذين تسعر بهم النار يؤتى باحد - 00:24:37
فيقول اعطيتك المال فما صنعت فيه؟ يقول انفقته فيك وآآ تصدقت به فيقول كذبت بل تصدقت به ليقال جواب وقد قيل خلاص استوفيت اجره واخذت النصيب الذي تريده الذي تريده في في الدنيا. اما الان فلا نصيب لك في الاخرة - 00:24:58
فقد يحصل الانسان ثناء لكن هذا الثناء لا يدوم وهذا الثناء لا يستمر انما يدرك الانسان الخير كله في تمام الاخلاص لله عز وجل. فانه من اخلص لله و كان مبتغاه مرضاة مولاه جل في علاه فانه سيدرك - 00:25:24
الاجر والمثوبة والثناء وجمل الذكر والمحبة في قلوب الخلق يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ايش ودا ايش معنى ودا؟ سيجعل لهم محبة في قلوب الخلق - 00:25:48
وهذه الحبة توجب ايش؟ الثناء لانه اذا احب الخلق شخصا اثنوا عليه وتشوفت نفوسهم له وهذا ثمرة طاعة الله. لذلك المرائي خسر الدنيا والاخرة ولهذا يقول الله تعالى وماذا عليهم - 00:26:12
ما الذي ينقصهم؟ ان يحسنوا القصد والارادة وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر فاحسن المقاصد لان القصد هو مفتاح الصلاح فمن حسن قصده صلح عمله وكثر اجره وفتحت له ابواب - 00:26:29
ابواب الخير وانفقوا مما رزقهم الله وانفقوا مما رزقهم الله يعني ولم يمنعوا ما يجب بذله بل انفقوا مما رزقهم الله فجمعوا بين سلامة القصد والمسارعة الى بذل ما وجب - 00:26:47
عليهم من من الحقوق في اموالهم. ثم يطمئن الله تعالى كل منفق وكان الله بهم ايش؟ علي ما ومعنى كان بهم عليما انه لن يضيع من مما انفقت شيئا مهما قل ومهما - 00:27:06
احتقرته وقل في عينك فلن يضيع من الله عند الله شيء. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ايش سبحان الله اتقوا النار ولو ايش بشق تمرة يعني بجزء تمرة فكيف لو اتقى الله بتمرة كاملة - 00:27:30
او بتمور لكان ذلك اعظم وقاية اذا كان شق التمرة وهو جزءها يقيك النار فكيف بالتمر الكثير وكيف باوجه الاحسان الاخرى؟ لا شك انه مما يقي الله عز وجل به - 00:27:52
السوء والشر والشاهد ان شق التمرة مع انها قد لا تشبع جائعا ولا تغني فقيرا لكنها عربون صدق مع الله انني استطيع ان اقدم شق التمرة فاقدمه ابتغاء ما عند الله عز وجل - 00:28:09
وهذا ترجمة لما صنعته عائشة رضي الله تعالى عنها حيث انها جاءتها سائلة تسأل بيت من؟ سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه. تسأل عائشة شيئا من الطعام ومعها ابنتان تقول فبحثت فلم اجد الا - 00:28:30
تمرة تمرة او تمرتين فاخذتهما فاعطت او في بعض الروايات شق قطعت كل جزء جزئين واعطت مناتها من التمر وانصرفت وهذا مصداق فحدثته حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما بما رأى بما رأت من رحمة - 00:28:51
المرأة ابنتيها حيث قدمت هاتين الابنتين على نفسها فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ابتلي من هذه البنات شيء فاحسن اليهن كن سترا له من النار. الله ييسرنا واياكم من النار. ويقينا واياكم من الجحيم. ويجعلنا من اهل الفوز بالنعيم - 00:29:14
يا رب يا حي يا قيوم اذا يقول جل في علاه وماذا عليهم؟ لو انفقوا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما - 00:29:34
يأتي الان يأتي الخبر القاطع في ان القليل والكثير لن يظيع ان الله لا يظلم الناس ان الله اظلموا مثقال ذرة. ايش معنى مثقال ذرة؟ يعني وزن. المثقال هو الوزن - 00:29:47
مثقال ذرة والذرة اختلف العلماء في حقيقتها. فقيل الذرة هي صغار النمل وقيل هو النمل الاحمر وقيل هو شيء في رأس النملة وقيل غير ذلك من الاقوال والمقصود بالذرة هي ادنى - 00:30:03
ما يكون مما يمكن ان يخرجه الانسان ادنى ما يكون فانه لا يضيع عند الله عز وجل كما قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذه الاية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية - 00:30:24
الفاذة الجامعة نستكمل ان شاء الله تعالى هذه الاية وما ذكره المؤلف من حديث ابي هريرة من حديث ابي سعيد في تفسيرها في المجلس القادم ان شاء الله تعالى ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم القبول وان يعيننا على الطاعة والاحسان وان يصرف عنا كل سوء وشر - 00:30:44
اللهم صل على محمد - 00:31:07
Transcription
باب قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال حدثني محمد بن عبد العزيز قال حدثنا ابو عمر حفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار - 00:00:00
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم. هل تضارون في - 00:00:17
رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب. قالوا لا. قال وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب. قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية احدهما - 00:00:39
اذا كان يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل امتي ما كانت تعبدا فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبرات اهل الكتاب - 00:01:09
اليهود فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير بن الله. فيقال لهم كذبتم ما اتخذتم الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون فقالوا عطشنا ربنا فاسقنا. فينشار الا تلدون - 00:01:37
فيحشرون الى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا يتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون - 00:02:03
فكذلك مثل الاول حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله من بر او فاجر اتاهم رب العالمين في ادنى صورة من التي رأوه فيها فيقال ماذا تنتظرون؟ تتبع كل امة ما كانت تعبده - 00:02:35
قالوا فارقنا الناس في الدنيا على افقر ما كنا اليهم ولم نصاحبهم ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد فيقول انا ربكم فيقولون لا نشرك بالله شيئا مرتين او ثلاثة هذا الحديث العظيم - 00:03:01
ذكره المؤلف رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. هذه الاية جاءت بعد ذكر اعمال اهل النفاق - 00:03:27
اهل البخل الذين يسعون في الارض فسادا فقد امر الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له وامر بالاحسان الى الخلق ابتداء بالوالدين فقال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا - 00:03:44
اعبدوه اي وحدوه وحققوا هذا التوحيد بان تسلموا من الشرك كله ثم قال وبالوالدين احسانا فبدأ بعد ذكر حقه بحقوق الخلق وقدم في الذكر الوالدين لانهما اعظم الخلق حقا على الانسان - 00:04:03
وبالوالدين احسانا اي احسنوا اليهم بكل ما تستطيعون سواء كان ذلك الاحسان بالمال او كان ذلك الاحسان بالبدن او كان ذلك الاحسان بالقول او كان ذلك الاحسان بالاعانة بكل وجه من اوجه الاحسان الممكنة - 00:04:23
فليس ذلك مقصورا على صورة ولا محدودا عمل لا يتجاوزه بل كل احسان مشمول بقوله تعالى وبالوالدين احسانا فكلما يحسن بالانسان ان يفعله مع غيره قولا او فعلا او مالا - 00:04:47
اعانة فانه داخل في قوله وبالوالدين احسانا. ثم قال وبذي القربى يعني احسانا وذوي القربى هم القرابات ممن تجتمع في ولادة قريبة او بعيدة. وقد حدها العلماء بمن دون الجد الرابع - 00:05:09
ممن تلتقي معهم فيما دون الجد الرابع. قال واليتامى واليتامى هم من جمع يتيم واليتيم هو من فقد اباه وهو دون البلوغ. ولا يشترط في هذا ان يكون فقيرا. بل الاحسان الى اليتيم شامل - 00:05:28
لليتيم الغني لان المقصود هنا جبر المقصود هنا هو جبر ما حصل له من النقص بفقد من يعطف عليه ومن يأوي اليه ومن يحن له وما اشبه ذلك. فقال تعالى - 00:05:48
واليتامى ثم قال والمساكين والمساكين جمع مسكين وهو الذي اسكنته الحاجة. وهم من لا شيء عنده بالكلية او من عنده ما لا يكفيه فكلاهما يصدق عليه انهما مسكين. قال تعالى والجار ذي القربى والجار الجنب. اي كل من جاورته سواء كان جارا قريبا - 00:06:07
فله حقان او كان جارا اجنبيا والصاحب بالجنب اي المرافق سواء كان هذا في عمل او في سفر او في اقامة او او في او في سفر وذهاب كل ذلك داخل في قوله تعالى والصاحب بالجمع. وابن السبيل اي - 00:06:33
الذي اعوزته الحاجة وهو منقطع في سفر. فابن السبيل هو من كان ذا حاجة وهو غير وهو من غير اهل الاقامة من اهل الانتقال والسفر فهذا يعطى ولو كان غنيا في بلده ما دام انه ليس معه ما يكفيه ولا سبيل لتحصيل - 00:06:53
من جهة بلده قال وابن السبيل ثم قال وما ملكت ايمانكم اي الارقاء. قال ان الله لا يحب من كان مختا انا فخورا. ايش المناسبة ليش قال الله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا بعد امره بعبادته وحده لا شريك له بالاحسان الى - 00:07:14
هؤلاء الذين ذكر الله تعالى الاحسان اليهم من الخلق القريب والبعيد على هذا التنوع الذي ذكره الله تعالى في هذه الاية لماذا ختمت اية ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا - 00:07:38
الجواب ان مختال الفخور يمنعه خيلاءه وفخره من اداء الحقوق يمنعه خيلاءه انه يرى لنفسه منزلة ومكانة على الخلق وايضا هذا الخيلاء ان يرى لنفسه في منزلة ومكانة يتعالى بها على الخلق. والفخر هو ان يذكر مآثر مآثره. ومناقبه ومنزلته التي - 00:07:53
يمنعه من ان يحسن الى الناس وتحمله على احتقارهم والنظر اليهم احتقار ونظرة الدور ولهذا قال تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وهذا يكفي يا اخي ان كان ان كنت صادقا في طلب مرضاة الله يكفي ان تعلم ان الله لا يحب - 00:08:24
اغتال الفخور لتلغي من نفسك كل خيلاء وكل فخر فان الخيلاء والفخر مدعاة للظلم والبغي والاعتداء وبخس الحقوق ولهذا قال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فهذه ثمرة تلك السوءات القلبية - 00:08:52
التي تحمل الانسان على هضم الحقوق. وبخسها وعدم اقامتها. ما الى ذلك مما قد يتجاوز الى العدوان والظلم بسبب ما في نفوسهم من الخيلاء والفخر والكبر على الخلق وقد قال الله تعالى في الذين يفوزون بالدار الاخرة قال تلك الدار الاخرة نجعلها لمن - 00:09:14
لمن؟ تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. فكل من اراد علوا في الارض او فسادا في الارض فانه ليس من اهل الجنة وليس من اهل تلك الدار جعلنا الله واياكم من اهلها. لهذا يقول الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح - 00:09:42
من حديث عبد الله بن مسعود ان الله قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة يعني وزن ذرة من كبر ما يدخل الجنة حتى يطهر قلبه تنقيته من هذا الذي - 00:10:04
وقع فيه من العلو على الخلق ثم يدخل الجنة. ليش ما يدخل متكبر الجنة ولو كان عنده ادنى ما يكون من الكبر؟ لماذا؟ لان ان الجنة دار عباد الله وعباد الله لا كبر معهم اعددت لعبادي العبادة اصلا روحها وقوامها على ايش - 00:10:26
ايش؟ على الذل والانخفاض والانكسار والافتقار والكبر يتنافى مع هذا. ولهذا لا يدخل الجنة الا العباد. اعددت عبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:10:49
اما اولئك الذين في نفوسهم كبر ولو قليل هؤلاء عندهم ما ينافي الذل الذي يوجب دخول الجنة فلهذا لا يدخل الجنة حتى يطهروا من ذلك بما يقسمه الله من العذاب الذي يطهر هؤلاء ثم بعد ذلك - 00:11:05
يدخلون الجنة. فقوله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا. بيان ان هذا العمل من الكبائر والعظائم التي ينبغي للمؤمن ان يطهر قلبه منها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث ابي هريرة بحسب امرئ من الشر ايش - 00:11:25
ان يحقر اخاه المسلم فاحذر ان يدب الى قلبك شيء من والكبر له بواعث كثيرة كما سبقت الاشارة قد يتكبر الانسان لماله قد يتكبر لجماله قد يتكبر نسبه قد تتكبر لحسبه قد - 00:11:46
تكبر لدينه قد يتكبر لعلمه وكل هذا في الحكم سواء كله يمنع دخول الجنة وصاحبه مهدد بهذه العقوبة سواء كان الكبر لعلم بان يرى انه قد تعلم وغيره جاهل فاعلوا عليه ويحتقر من لا علم له او لنسب او لمال او لغير ذلك من اسباب العلو - 00:12:05
التي يعلو بها الانسان على الخلق. ولهذا جاءت العقوبة شديدة في حق من جر ازاره خيلاء. فان الله لا ينظر الى من جر ازاره خيلاء كما جاء في الصحيح من حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:12:34
قوله ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فيها غاية الزجر عن كل ما يكون من الفخر والخيلا وفيها الندب وفيها التنبيه الى ان وجود خيلاء والفخر في نفس الانسان - 00:12:53
يحمله على بخس الله حقه وعدم توحيده ويحمله على ايضا بخس الناس حقوقهم بعقوق الوالدين وقطيعة الارحام وعدم اعطاء ذوي الحقوق وحقوقهم ممن ذكر الله تعالى وجوب الاحسان اليهم في قوله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى وذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار - 00:13:12
صاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم. ثم يقول الله تعالى الذين يبخلون البخل هو امساك ما وجب بذله. هذا هو البخل. كل من امسك ما يجب عليه بذله فهو بخيل - 00:13:40
وليس المقصود بالبخيل هو الذي لا يقدم الطيب من الطعام لضيفه او لا يقدم الهدايا لمن يهاديهم من الناس هذا قد يكون نوعا من البخل لكن البخل المذموم المحرم هو ما منع فيه الانسان ما - 00:13:56
عليه بذله ثم بعد ذلك قد لا يكون بخيلا اذا اخرج الزكاة واعطى النفقات وبدل ما يجب عليه بذله وبذل ما يجب عليه بذله ما يجب عليه بذلة بذله لكن يبقى ايش - 00:14:17
يبقى ان هذا قد لا يكون كريما هذا يؤدي الحقوق لكنه لا يزيد فلا يكون كريما لكن لا يوصف بالبخل فمن ادى ما عليه وبذل ما يجب بذله فهذا سلم من البخل - 00:14:36
وقد يكون كريما اذا فتح الله عليك بالعطاء والهبات وسائر اوجه الاحسان. فقوله تعالى الذين يبخلون اي يمسكوا كون ما وجب عليهم بذله ثم يقول ويأمرون الناس بالبخل فلم يقتصروا في الاساءة على انفسهم ومنع ما وجب بل يأمرون الناس بالبخل - 00:14:55
لا تعطي فلان لا تبذل في الباب الفلاني لا تخرج زكاة لا تنفق على اولادك لا تنفق على ذوي رحمك ممن تجب النفقة عليهم وما الى ذلك من اوجه الامساك المحرم - 00:15:21
ثم قال ويكتمون ما اتاهم الله من فضله الكتمان ضد الاظهار وهو اخفاء وستر ونعم الله تعالى على عباده تترى. والله يحب ان يرى اثر نعمه على عبده ولذلك قال الله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد والزينة على حسب حال الانسان - 00:15:39
تزينا له واظهارا لنعمته عليه. وقد امتن الله على عباده بما رزقهم من اللباس والطعام وغير ذلك فمن حق هذه النعم ان تشكر ولا تكتم هذا لشدة امساكه يكتم ما اتاه الله من فضله حتى لا يطلب منه عطاء حتى لا يطلب منه - 00:16:09
مال حتى يحتج لمن يسأله انا فقير انا ما عندي وهو كاذب قد كتم ما اتاه الله تعالى من من الفضل والمال. ولا تظن ان هذه الصورة لا وجود لها هي موجودة في بعض النفوس المريضة - 00:16:36
التي تمسك وليس لها في الدنيا من المال الا جمعه دون الانتفاع منه فهم اشبه ما يكون بالحصالة التي يجمع فيها المال ليأخذه غيرهم من الورثة وهذا حال البخلاء الذين يمسكون - 00:16:54
ما يجب عليهم بذله خشية الفقر خشية القلة او طلب الزيادة لان الفقر قد يكون الحامل عليه. الانسان لا يريد ان ينفق يخشى ان يفتقر. وقد لا ينفق لانه يريد ان يزيد يرى العدد زاد. اليوم مئة غدا مئتان بعده ثلاث وهلم جر يريد المؤشر - 00:17:17
تصاعد لا نزول فيه وبالتالي يمسك ويقتر على نفسه فليس له من المال الا ان يجمعه. يقول الله تعالى ويكتبون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. وهذا تهديد - 00:17:41
ان هذه خصال ليست من خصال اهل الايمان. بل هي من خصال اهل الكفر الذين يمنعون ما وجب ويسعون في في انفسهم ويسعون ان يمنع الناس ما وجب عليهم من الحقوق ثم ذكر صنفا من الناس لا يمنع يبذل ويعطي لكن - 00:18:01
انه لا يخلص بل يعطي ليقال كريم. ويبذل ليقال محسن يحبي غيره مالا لاجل ان يمدح ويثنى عليه. قال والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس رياء الناس اي ليراهم الناس وطبعا المقصود برياء الناس ان ان يثنوا عليه او يدفع عن نفسه من قصة مذمة. ولا يؤمنون بالله - 00:18:21
ولا باليوم الاخر ليس عندهم ايمان يحملهم على البذل والعطاء. ليس عندهم طمع في عاقبة هذا الذي بذلوه عند الله انما يريدونه شيئا حاضرا معجلا الان بما يدركونه من ثناء الناس ومدحهم - 00:18:52
يقول الله تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا اعوذ بالله فساء قرينا اي قبح قرينا ان يكون الشيطان قرينا لهؤلاء الذين افنوا اموالهم لاجل ان يمدحوا فالشيطان يؤزهم على الانفاق ويشجعهم لكن من غير اخلاص - 00:19:11
ولا رغبة فيما عند الله عز وجل. والذي يؤجر ويكون من الابرار هو من هو من ينفق يبتغي ما عند الله. ولهذا يقول الله تعالى في وصف الابرار في صورة الانسان - 00:19:35
ان الابرار لفي نعيم ها هذه ليست اللي في صورة الانسان ها؟ الى اول الابرار اول الاية الابرار يشربون ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجير هذا الجزاء - 00:19:53
جزاء الابرار يوفون بالنذر ايش معنى يوفون بالنذر؟ اي يؤدون ما وجب عليهم من حقوق الله فالنذر هنا ليس المقصود ما يلزم الانسان نفسه به فقط بل يشمل ما يلزم الانسان به نفسه كان يقول لله علي ان - 00:20:23
اتصدق بمئة ريال او ما الزمه الله تعالى به من الواجبات في الصلاة والزكاة والصوم والحج فهذه نذور تسمى نذور ومنه قول الله تعالى واليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ثم ليوفوا نذورا ثم ليوفوا نذورهم في الحج - 00:20:42
قول الينفوا ثم ليوفوا نذورهم اي ليؤدوا ما اوجب الله تعالى عليهم من مناسك الحج فقوله تعالى يوفون بالنذر له معنيان. المعنى الاول متبادل الى الذهن انهم اذا الزموا انفسهم بشيء فانهم - 00:21:02
يدفع يبذلونه طيبة بها نفوسهم. لكن هناك معنى اخر وهو مراد بالاية انهم يقومون بما الله تعالى عليهم في سائر الفرائض والواجبات التي هي من حقه او من حق عباده. يوفون بالنذر - 00:21:19
ثم هذا الوفاء واداء الواجبات ليش اما الباعث عليه هل هو رغبة فيما عند الناس؟ لا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. منتشر نسأل الله السلامة منه يا رب يا رب سلمنا ذلك اليوم من هذا الشر المستطير - 00:21:37
هذا هذا هو الباعث خلافا لهؤلاء الذين ذكر الله تعالى هنا في قوله والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. فليس عندهم هم لا في تحصيل رضا الله ولا في توقي ما يكون في اليوم الاخر من العقوبات - 00:22:02
والعذاب يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه على حبه لها اكثر من تفسير ومن معانيها على تعلق نفوسهم به يعني يحبون هذا الطعام لكنهم مع محبتهم له يبذلونه كما قال لن تنالوا البر لن - 00:22:21
ان تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فهم يحبون هذا الطعام فهذا يدل على انه يعني الطعام الذي يعطى ينبغي ان حتى يبلغ الانسان هذه المرتبة ليس بقية الطعام والفضلات وما الى ذلك كما هو حال اكثر الناس - 00:22:44
ولا بأس انا لا اقول لا تعطى هذي بل عوظا ان ان ترمى في زبل او نحو ذلك يعني الاحسان الى الخلق باعطاء المحتاج مأمور به لكن اعلى درجة من هذا حتى يبلغ الانسان درجة الابرار - 00:23:02
ان يعطي مما يحب ومما يشتهي ومما تعلق تتعلق به نفسه لقوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ويطعمون الطعام على حبه ايش؟ مسكينا ويتيما واسيرا. انواع ذوي الحاجات - 00:23:16
انواع ذوي الحاجات ثم بعد ذلك يقول تعالى في بيان الباعث ما الذي جعلهم يبذلون ويطعمون ويخرجون مما تعلقت نفوسهم به ايش انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا - 00:23:36
لا نريد مكافأة ولا مقابلة المكافأة قولية او مالية ما نريد انما نريد ذلك من الله خلافا لهؤلاء الذين قال تعالى والذين يراؤون او الذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله واليوم الاخر - 00:23:57
ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. ثم ينبه الله تعالى الى عظيم خسر هؤلاء وماذا عليهم يعني ما الذي سينقصهم بما انهم سينفقون ويبذلون المال. ما الذي ينقصهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر - 00:24:15
كل من اراد ثناء الناس من عمل فليعلم انه لن يدرك الا بوارا وخسارا لن يثنى عليه ثناء دائما مستقرا. قد يكون محسن ومثل ما قال الله عز وجل للمنفق في الثلاثة الذين تسعر بهم النار يؤتى باحد - 00:24:37
فيقول اعطيتك المال فما صنعت فيه؟ يقول انفقته فيك وآآ تصدقت به فيقول كذبت بل تصدقت به ليقال جواب وقد قيل خلاص استوفيت اجره واخذت النصيب الذي تريده الذي تريده في في الدنيا. اما الان فلا نصيب لك في الاخرة - 00:24:58
فقد يحصل الانسان ثناء لكن هذا الثناء لا يدوم وهذا الثناء لا يستمر انما يدرك الانسان الخير كله في تمام الاخلاص لله عز وجل. فانه من اخلص لله و كان مبتغاه مرضاة مولاه جل في علاه فانه سيدرك - 00:25:24
الاجر والمثوبة والثناء وجمل الذكر والمحبة في قلوب الخلق يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ايش ودا ايش معنى ودا؟ سيجعل لهم محبة في قلوب الخلق - 00:25:48
وهذه الحبة توجب ايش؟ الثناء لانه اذا احب الخلق شخصا اثنوا عليه وتشوفت نفوسهم له وهذا ثمرة طاعة الله. لذلك المرائي خسر الدنيا والاخرة ولهذا يقول الله تعالى وماذا عليهم - 00:26:12
ما الذي ينقصهم؟ ان يحسنوا القصد والارادة وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر فاحسن المقاصد لان القصد هو مفتاح الصلاح فمن حسن قصده صلح عمله وكثر اجره وفتحت له ابواب - 00:26:29
ابواب الخير وانفقوا مما رزقهم الله وانفقوا مما رزقهم الله يعني ولم يمنعوا ما يجب بذله بل انفقوا مما رزقهم الله فجمعوا بين سلامة القصد والمسارعة الى بذل ما وجب - 00:26:47
عليهم من من الحقوق في اموالهم. ثم يطمئن الله تعالى كل منفق وكان الله بهم ايش؟ علي ما ومعنى كان بهم عليما انه لن يضيع من مما انفقت شيئا مهما قل ومهما - 00:27:06
احتقرته وقل في عينك فلن يضيع من الله عند الله شيء. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ايش سبحان الله اتقوا النار ولو ايش بشق تمرة يعني بجزء تمرة فكيف لو اتقى الله بتمرة كاملة - 00:27:30
او بتمور لكان ذلك اعظم وقاية اذا كان شق التمرة وهو جزءها يقيك النار فكيف بالتمر الكثير وكيف باوجه الاحسان الاخرى؟ لا شك انه مما يقي الله عز وجل به - 00:27:52
السوء والشر والشاهد ان شق التمرة مع انها قد لا تشبع جائعا ولا تغني فقيرا لكنها عربون صدق مع الله انني استطيع ان اقدم شق التمرة فاقدمه ابتغاء ما عند الله عز وجل - 00:28:09
وهذا ترجمة لما صنعته عائشة رضي الله تعالى عنها حيث انها جاءتها سائلة تسأل بيت من؟ سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه. تسأل عائشة شيئا من الطعام ومعها ابنتان تقول فبحثت فلم اجد الا - 00:28:30
تمرة تمرة او تمرتين فاخذتهما فاعطت او في بعض الروايات شق قطعت كل جزء جزئين واعطت مناتها من التمر وانصرفت وهذا مصداق فحدثته حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما بما رأى بما رأت من رحمة - 00:28:51
المرأة ابنتيها حيث قدمت هاتين الابنتين على نفسها فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ابتلي من هذه البنات شيء فاحسن اليهن كن سترا له من النار. الله ييسرنا واياكم من النار. ويقينا واياكم من الجحيم. ويجعلنا من اهل الفوز بالنعيم - 00:29:14
يا رب يا حي يا قيوم اذا يقول جل في علاه وماذا عليهم؟ لو انفقوا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما - 00:29:34
يأتي الان يأتي الخبر القاطع في ان القليل والكثير لن يظيع ان الله لا يظلم الناس ان الله اظلموا مثقال ذرة. ايش معنى مثقال ذرة؟ يعني وزن. المثقال هو الوزن - 00:29:47
مثقال ذرة والذرة اختلف العلماء في حقيقتها. فقيل الذرة هي صغار النمل وقيل هو النمل الاحمر وقيل هو شيء في رأس النملة وقيل غير ذلك من الاقوال والمقصود بالذرة هي ادنى - 00:30:03
ما يكون مما يمكن ان يخرجه الانسان ادنى ما يكون فانه لا يضيع عند الله عز وجل كما قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذه الاية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية - 00:30:24
الفاذة الجامعة نستكمل ان شاء الله تعالى هذه الاية وما ذكره المؤلف من حديث ابي هريرة من حديث ابي سعيد في تفسيرها في المجلس القادم ان شاء الله تعالى ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم القبول وان يعيننا على الطاعة والاحسان وان يصرف عنا كل سوء وشر - 00:30:44
اللهم صل على محمد - 00:31:07