دروس المسجد الحرام

الدرس (89) من شرح كتاب التفسير من صحيح البخاري بالمسجد الحرام

خالد المصلح

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله. وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة امرأة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا ان - 00:00:00ضَ

صدقوا فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رطب رقبة مؤمنة وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق منفدية مسلمة الى اهله. فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين - 00:00:30ضَ

توبة من الله وكان الله عليما حكيما. ومن قلت مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم. فجزى جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه. واعد عذابا عظيما يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. ولا - 00:01:10ضَ

اتقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة. كذلك كنتم من قبل قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهد - 00:01:56ضَ

في سبيل الله باموالهم وانفسهم. فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. وكل وعدوا الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة. وكان الله غفورا رحيما - 00:02:36ضَ

الله من مغفرته ورحمته اللهم اغفر لنا وارحمنا يا رحيم يقول الله جل وعلا وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ان يستحيل شرعا ان يقتل مؤمن مؤمنا الا وهو مخطئ في القتل - 00:03:16ضَ

فهذه الاية بينت انه لا يمكن ان يصدر عن مؤمن اعتداء على المؤمن بالقتل فان ذلك يتنافى مع الايمان ولذلك جاء فيه بما يفيد الاستحالة والامتناع فان قوله جل وعلا وما كان لمؤمن - 00:03:36ضَ

ما كان تفيد الامتناع اما شرعا واما قدرا هنا الامتناع شرعي ان يمتنعوا شرعا ان يتسلط مؤمن على مؤمن بالقتل وقد يأتي الامتناع قدريا في نحو قول الله عز وجل وما ما كان الله وما كان الله نعم - 00:03:58ضَ

من ولد قوله جل وعلا ايش ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله ان يستحيل ويمتنع ان يكون معه اله سبحانه وبحمده فهو الاحد الصمد بل فنفي الكون - 00:04:27ضَ

كلام الله عز وجل اما ان يكون الاستحالة شرعية واما ان يكون الاستحالة قدرية. هنا قال الله جل وعلا وما كان مؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. والخطأ اما ان يكون خطأ في الفعل - 00:04:49ضَ

واما ان يكون خطأ في القصد خطأ في الفعل بان يفعل فعلا يترتب عليه القتل وهو غير مريد له غير مريد للقتل ترتب عليه قتل كأن يقود سيارته يرتطم بسيارة فيموت من فيها. هذا قتل خطأ - 00:05:07ضَ

لان الفعل لم يقصد به القتل انما ترتب عليه القتل من غير قصد واما ان يكون الخطأ في القصد بان يريد القتل لكنه يريد القتل في حال يظن انه يجوز له ان يقتل - 00:05:31ضَ

كأن يرمي شيئا يتوهم انه صيد فيتبين انه مسلم. فهو قصد القتل برميه لكنه رمى فاصاب قتلا من لا يحل له قتله فكان خطأ فقوله جل وعلا وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ - 00:05:49ضَ

يشمل النوعين من الخطأ الخطأ في الفعل والخطأ في ايش والخطأ في القصد اذا وقع ذلك فما الذي يترتب عليه؟ هذه الاية الكريمة بينت ما الذي يترتب على القتل الخطأ؟ فقال تعالى ومن قتل مؤمنا خطأ اي - 00:06:12ضَ

وقع منه ذلك سواء كان خطأ في الفعل او خطأ في القصد فتحيل رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا ان يصدقوا تحرير رقبة مؤمنة اي عتق رقبة هذا هذا الامر الاول الامر الثاني - 00:06:28ضَ

دية مسلمة الى اهله اي الى ورثة الدم. الى ورثة القتيل. قال الله جل وعلا الا ان يصدقوا ان يتنازلوا عن الدية وهذا فيه ندب لورثة الدم ان يتصدقوا بالاسقاط اذا كان القتل - 00:06:46ضَ

خطأ قال الله تعالى فان كان من قوم عدو فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن اي اولياؤه اعداء فتحرير رقبة مؤمنة. وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق - 00:07:06ضَ

اي عهد وميثاق بالسلم وعدم الاعتداء فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة. ثم قال تعالى فمن لم يجد اي رقبة مؤمنة فصيام شهرين متتاليين بعيب كل هذا لماذا؟ قال توبة من الله وكان الله عليما حكيما - 00:07:20ضَ

خطأ فكيف يكون توبة الخطأ في غالب الحال ينشأ عن نوع من التقصير ولذلك جعل الله تعالى الكفارة بالعتق ليه حق الله والدية لحق المخلوق وهم وهم ورثة الدم كل هذا لتحقيق التوبة الى الله عز وجل. قال الله تعالى توبة من الله وكان الله عليما - 00:07:45ضَ

حكيمة عليما بما يصلح به حال الناس حكيما فيما يشرعه من الاحكام فله الحكمة وفيما يقظيه من الاقظية جل في علاه هذا هو القسم الاول وهو ما يتعلق بالقتل الخطأ وما يترتب عليه. اما القسم الثاني وهو ما يتعلق بالقتل العمد - 00:08:18ضَ

وذاك لا يصدر عن مؤمن صادق الايمان ولذلك قال ومن يقتل مؤمنا متعمدا اي قاصدا قتله وذلك كل وسيلة تفظي الى القتل اما بالسيف او بالة تفضي الى القتل او باطعام ما يموت به او بتسليط ما يقتله كل ذلك يندرج في - 00:08:39ضَ

قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا اي قاصدا الجناية عليه بالقتل فجزاؤه واستمع الى هذا الجزاء المغلظ الشديد فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما - 00:09:10ضَ

هذه الاية في غاية التشديد والتغليظ وكانت قد نزلت بعد اية الفرقان التي ذكر الله تعالى فيها التوبة على القاتل. قال الله تعالى في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر - 00:09:37ضَ

ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ثم جاء الاستثناء الا من تاب وامن وعمل صالحا - 00:09:59ضَ

فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات يقول زيد ابن ثابت ما بين هذه الاية اللينة يعني التي ذكر الله تعالى فيها التوبة على من وقع في شيء من المذكورات بالاية من القتل - 00:10:18ضَ

من من الشرك او القتل او الزنا وبين اية النساء المغلظة الا ستة اشهر ولذلك سئل ابن عباس عن توبة القاتل اله القاتل عمدا اله توبة فقرأ قوله جل وعلا فجزاؤه جهنم خالدا فيها - 00:10:38ضَ

وغضب الله عليه يقول ان ناله التوبة انا له التوبة يعني من اين تأتيه التوبة؟ والله تعالى يقول فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه له عذابا عظيما فكل هذه - 00:11:03ضَ

كل هذه العقوبات المتنوعة تدل على شدة عقوبته وعظيم جرمه الذي يحول بينه وبين التوبة هكذا قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ورحمه ولنقرأ ما قاله الامام البخاري في ما ذكره من اثر وحديث عن هذه الاية ثم نبين ان شاء الله تعالى - 00:11:21ضَ

ما يتصل بتوبة القاتل. نعم جهنم. قال حدثنا ادم ابن ابي الياس. قال حدثنا شعبة. قال حدثنا مغيرة ابن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير قال اية اختلف فيها اهل الكوفة فرحلت فيها الى ابن عباس رضي الله عنهما فسألته عنه - 00:11:44ضَ

فقال نزلت هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي اخر ما نزل وما نسخها شيء هذا اثر عن عبد الله ابن عباس رظي الله تعالى عنه يرويه سعيد بن جبير - 00:12:19ضَ

وهو من التابعين الاثبات ممن تلقوا عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال اية اختلف فيها اهل الكوفة وكانت حاضرة علم فاختلفوا فيها في دلالتها اية ايكون للقاتل عمدا توبة او لا - 00:12:44ضَ

يقول فرحلت فيها اي بسببها ولاجلها الى ابن عباس وكان في مكة رضي الله تعالى عنه رحل من الكوفة العراق الى مكة لاجل معرفة قول ابن عباس في هذه الاية - 00:13:07ضَ

قال رضي الله رحمه الله فسألته عنها فقال نزلت هذه الاية وهي قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي اخر ما نزل وما نسختها وما نسخها شيء. اي هي اخر ما نزل في شأن القاتل عمدا - 00:13:27ضَ

وهو يشير بذلك الى انها جاءت بعد الاية التي ذكر الله تعالى في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر وليقتلن التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب - 00:13:45ضَ

امن وعمل صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات تلك الاية كانت قد نزلت اولا ثم نزلت هذه الاية ولم ينسخها شيء. فكان ابن فكان ابن عباس رضي الله تعالى عنه فهم من الاية - 00:14:05ضَ

اية النساء انها ناسخة لاية الفرقان وان وان القاتل لا توبة له وان القاتل لا توبة له والذي عليه عامة اهل العلم من اهل السنة والجماعة انه ما من ذنب - 00:14:24ضَ

الا وللانسان منه توبة فان الله جل وعلا قال في محكم كتابه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا - 00:14:45ضَ

فاثبت في هاتين الايتين عموم مغفرة الله لكل ذنب وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اصحابه كما في حديث عبادة ابن كما في حديث عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه - 00:15:09ضَ

على الا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا اولادهم من املاق ولا يأتون ببهتان يفترينه يفترونه بين ايديهم وارجلهم. ولا يعصونه في معروف فقال صلى الله عليه وسلم بعد ان اخذ عليهم البيعة فمن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له - 00:15:26ضَ

يعني من وقع في شيء مما بايع النبي على الا يقع فيه فعوقب به اي يقيم عليه الحد في الدنيا فهو كفارة له. ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله - 00:15:51ضَ

فهو الى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه وهذا يدل على ان القتل مما يندرج تحت المشيئة في العفو وقد جاء في الصحيحين ايضا خبر الاسرائيلي الذي قتل مئة نفس - 00:16:06ضَ

فجاء الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن من يستفتيه في شأنه وهل له توبة تدل على عابد فسأله فقال انى لك التوبة وقد قتلت تسعة وتسعين نفسا فكمل به المئة - 00:16:27ضَ

قتله ثم سأل عن اعلم اهل الارض او سأل عن من يسأله فدل على عالم فسأله هل لي من توبة؟ فقال من يحول بينك وبين التوبة اجابه بان له توبة ودله على - 00:16:46ضَ

ارض يعبد فيها الله فيها قوم صالحون ان ان ان يرحل اليهم ويعبد الله معهم فسار الرجل الى تلك الجهة التي وجه اليها ومات في الطريق فاغتصبت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب - 00:17:08ضَ

فارسل الله تعالى ملكا في صورة انسان يحكم بينهم بين ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فامروا بقياس ما بين البلدتين والى ايهما اقرب فهو لها فكان اقرب الى ارض الصلاح فغفر له - 00:17:28ضَ

وقبظته ملائكة الرحمة وهذا يدل على ان التوبة تكون من القتل كسائر الذنوب وهذا الذي عليه عامة اهل العلم. اذا كان كذلك فما الجواب عن الاية اما قول ابن عباس فان ابن عباس ذكر التغليظ الذي دلت عليه الاية - 00:17:47ضَ

وان مقتضى الاية ان الظالم ان القاتل عمدا لا ليس له توبة لان الله جل وعلا توعده بالخلود فقال جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها والخلود - 00:18:12ضَ

لا يكون الا لمن الا لمن لا توبة له الا ان العلماء قالوا ان الخلود المذكور في مثل هذه الاية ونظائرها معناه طول المكث وليس المقصود به تأبيد الخلود اي ادامته على وجه لا ينقطع. فان الله لم يذكر التأبيد في معصية غير الكفر - 00:18:35ضَ

لم يذكر الله تعالى التأبيد الخلود في النار في غير الكفر فكل المواقع او المواضع التي ذكر الله تعالى فيها الخلود على ذنب من الذنوب فانه يقصد به طول الموقف - 00:19:01ضَ

واجابوا بانواع من الاجوبة لكن اسد ما يقال من الجواب ان الله تعالى ذكر عقوبة القاتل عمدا وهذه العقوبة التي علقها الله تعالى بالقتل فجعل القتل سببا لها لا تستلزم وقوع المسبب - 00:19:22ضَ

الا بشرطين الا بامرين الامر الاول توافر الشروط والامر الثاني انتفاء الموانع ومن الشروط التي توقع اه ومن الشروط التي ينتفي بها اه وقوع هذه العقوبة ان يتوب الانسان فانه اذا تاب تاب الله عليه او من الموانع التي تمنع ايقاع العقوبة - 00:19:44ضَ

في مثل هذا وجود التوبة وقد ذكر العلماء جملة من الموانع التي تمنع وقوع العقوبة التي توعد الله تعالى بها اصحاب المعاصي على وجه العموم وعلى وجه الخصوص في قتل في القتل عمدا - 00:20:13ضَ

والخلاصة ان اصحاب الكبائر مهما عظمت ذنوبهم فهم تحت المشيئة الا ان يكون الذنب شركا فان الشرك لا يغفره الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون - 00:20:35ضَ

ذلك لمن يشاء. يا ابن ادم انك لو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بها مغفرة فالشرك هو المانع الوحيد الذي يمنع من المغفرة. واما ما عداه من - 00:20:58ضَ

كبائر الاثم وعظائم الذنوب فانه تحت المشية الا ان يكون كفرا فالكفر كالشرك في منع التوبة في منع قبول التوبة ان الذين كفروا ثم ان الذين امنوا ثم كفروا ثم - 00:21:18ضَ

ازدادوا كفرا لن يغفر الله لن تقبل توبتهم لن تقبل توبتهم لانهم ازدادوا كفرا وتمادوا في الضلال والطغيان ولذلك يعتقد اهل السنة والجماعة ان اهل الكبائر من القتل والسرقة والزنا - 00:21:35ضَ

متوعدون بهذه العقوبات لكن قد يغفرها الله لهم ان شاء وقد يعاقبهم عليها ولذلك من دخل النار بسبب هذه الذنوب اما ان يمحص ويطهر حتى يدخل الجنة طيبا واما ان يشفع له فلا يدخلها واما ان يدخل ثم يخرج بشفاعة الشافعين - 00:22:01ضَ

هذا ما يعتقده اهل السنة والجماعة فيما يتصل اصحاب الكبائر والذنوب اعاذنا الله تعالى واياكم من الذنب كله. دقيقه وجليله صغير وكبيره على نيته وسره ونسأله جل وعلا ان يغفر لنا كل ذنب وخطيئة وان يتوب علينا في السر والاعلان اللهم انا نعوذ بك من شرور - 00:22:26ضَ

انفسنا وسيئات اعمالنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرا. علانيتها وسرها. اللهم انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:46ضَ