احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:00:10
هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول المؤلف رحمه الله فلا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم من اي طائفة - 00:00:24
كان واولياء الله الذين هم اولياؤه هم الذين امنوا وكانوا يتقون. الله اكبر. فقد اخبر الله سبحانه ان اولياءه هم المؤمنون المتقون وقد بين المتقين في قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من - 00:00:40
امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء - 00:01:00
بين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. والتقوى هي فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة اولياء الله وما صاروا به اولياء. ففي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي - 00:01:20
صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. الله اكبر. وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به - 00:01:40
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. فبي يسمع وبيبصر وبيبطش وبيمشي. ولا فان سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت عن شيء انا فاعله. ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن - 00:02:00
يكره الموت واكره مساءته. ولابد له منه المؤلف رحمه الله ابتدأ هذا المقطع المهم من كلامه ببيان انه لا يجوز ان يوالى ولا يعادى على الالقاب سوى لقب الايمان والاسلام. واما ما عداه فانه ليس مناط الولاية او الموالاة والمعاداة - 00:02:20
فلا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها فلا يوالي على وصف من الاوصاف غير وصف الاسلام والايمان ثم بين ما الذي جعل وصف الايمان والاسلام هو المدار في الموالاة والمعاداة؟ قال بل اكرم الخلق - 00:02:43
عند الله اتقاهم. حنفيا كان او شافعيا او مالكيا قادريا. او قيسيا او عدويا او يمانيا اكرم الخلق عند الله تعالى اتقاهم فمن كان قائما بالتقوى فهو المقدم على غيره. ان اكرمكم عند الله اتقاكم كما ذكر الله جل وعلا في اية اختلاف - 00:03:05
الناس يا ايها الناس انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ثم قال بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم من اي طائفة كان. وهذا يلغي التعصب والتحزب - 00:03:27
فمن كان متصفا بالتقوى فهو المقدم على غيره من اي حزب او صنف كان ثم بين بماذا تحصل الولاية فقال واولياء الله الذين هم اولياؤه يعني على الحقيقة لا بالدعوة - 00:03:45
والادعاء والكذب هم الذين امنوا وكانوا يتقون هؤلاء هم اولياء الله على الحقيقة وهذا يبين لنا ان الولاية ليست حكرا على اشخاص وليست درجة لا يبلغها الا فئة من الناس لهم مواصفات خلقوا بها انما هي نتاج عمل - 00:04:05
الولاية نتاج عمل. فكل من سلك هذا الطريق وصل الى الغاية الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ذكر الله تعالى من هم هؤلاء؟ فقال الذين امنوا - 00:04:25
وكانوا يتقون. فذكر الله تعالى وصفين بهما تتحقق الولاية للعبد الايمان والتقوى يقول الشيخ رحمه الله واولياء الله الذين هم اولياؤه هم الذين امنوا وكانوا يتقون كما قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. جاء البيان قال الذين امنوا وكانوا يتقون. والايمان - 00:04:41
يقتضي سلامة الباطل والتقوى تقتضي اسلام الظاهر لانه ذكر الايمان والتقوى فلابد ان نعرف ماء الايمان وما التقوى الايمان هو سلامة الباطن والتقوى هي فعل ما امر الله تعالى وترك ما نهى عنه. يقول فقد اخبر تعالى ان - 00:05:07
اولياءه هم المؤمنون المتقون. وقد بين المتقين. والقرآن مليء بذكر اوصاف المتقين وما اعده الله تعالى لهم. لكن اصطفى المؤلف رحمه الله اية جمعت اصول اوصاف التقوى اصول اوصاف التقوى كيف يحقق الانسان التقوى؟ نحن نسمع دائما الخطباء وغيرهم يوجهون يقولون اتقوا الله يا ايها - 00:05:29
الذين امنوا اتقوا الله عباد الله اتقوا الله. ايش هذا الامر؟ هذا امر بغز يعني او امر بامر واضح. امر باوضح ما يكون وهو ما ذكره اجمالا فعل ما امر الله به وترك ما نهى عنه. هذه هي التقوى. ذكر المؤلف رحمه الله اولياء الله الذين هم اولياءه - 00:05:55
هم الذين امنوا وكانوا يتقون. يقول رحمه الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال اولياء الله. وما صاروا به اولياء عن حال اولياء الله اي ما الذي لهم من الله تعالى من الفضل والاجر وما لهم من الله تعالى من المثوبة والعطاء - 00:06:15
كيف صاروا اولياء لله تعالى اي انه ذكر النتيجة والطريق الموصل اليها فنتيجة الولاية هي ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث الالهي قال الله تعالى - 00:06:35
فاذا احببته وهذا لا يكون الا لاولياءه. كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها فبيسمع وبيبصر هذه حال من اخر ما ذكر في الحديث - 00:06:52
هذي حالهم وهذا نتاج عملهم المقارن لفضل الله تعالى سابقا ولاحقا او المصاحب لفضل الله تعالى ففظل الله سابق لاحق فبه حصلت لهم الولاية وبه ادركوا هذه الفظيلة الطريق الذي يوصل الى هذا وهو ما اشار اليه بقوله وما صاروا به اولياء هو انهم قاموا بما فرض الله تعالى - 00:07:04
فتقربوا اليه بالفرائض فادوا حقوقه جل وعلا الواجبة ثم لم يقتصروا على اداء الحقوق الواجبة بل سارعوا الى ما يستطيعون من الاعمال المستحبة والنوافل يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث وهو حديث الولاية المشهور المعروف وهو من اشرف الاحاديث واجلها يقول يقول الله - 00:07:32
على من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب اي اعلمته واخبرته حرب الله تعالى من اذى اولياءه ليست في الاخرة فقط بل حربه لهم في الدنيا والاخرة ومن يقوم لرب السماوات والارض لا يقوم له احد سبحانه وبحمده اليه يرجع الامر كله هو القائم على كل نفس بما كسبت سبحانه وبحمده - 00:07:57
من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال في بيان تحصيل الولاية وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه والفرائض هنا تشمل الواجبات الشرعية في جميع الاعمال الظاهرة والباطنة في حقوق الله تعالى وفي حقوق الخلق - 00:08:21
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ثم بين ما الذي يحصل بعد هذا؟ فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر ما ذكر مما - 00:08:39
يدل على عظيم المعية عظيم معية رب العالمين لمن حقق الولاية ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون نسأل ان نكون منهم ثم ذكر بعد ذلك قال المؤلف معلقا على الحديث فقد ذكر في هذا الحديث ان التقرب الى الله تعالى على درجتين احداهما نعم. فقد ذكر في - 00:08:54
هذا الحديث ان التقرب الى الله تعالى على درجتين. احداهما التقرب اليه بالفرائض. والثانية هي التقرب الى الله بالنوافل بعد اداء الفرائض. فالاولى درجة المقتصدين الابرار اصحاب اليمين والثانية درجة السابقين المؤمنين. كما قال تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون. تعرف في - 00:09:15
وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. قال ابن عباس رضي الله عنهما يمزج لاصحاب اليمين مزجا ويشربه المقربون صرفا. وقد ذكر الله هذا المعنى في - 00:09:46
عدة مواضع من كتابه. فكل من امن بالله ورسوله واتقى الله فهو من اولياء الله. طيب التقرب اليه بالنوافل هذه المرتبة الاولى والمنزلة الاولى الثانية هي التقرب الى الله تعالى بالنوافل بعد اداء الفرائض. ثم قال فالاولى درجة - 00:10:06
مقتصدين الابرار اصحاب اليمين والثانية درجة السابقين المؤمنين وقد ذكر الله تعالى المؤمنين على مرتبتين في مواضع من كتابه منها ما ذكره بينا في سورة الواقعة. والسابقون السابقون اولئك المقربون. ثم قال واصحاب اليمين - 00:10:25
ما اصحاب اليمين؟ فجعلهم على مرتبتين في العمل وفي الثواب. وهم على مرتبتين في اعمالهم وثوابهم في الدنيا وثوابهم في الاخرة يقول رحمه الله كما قال تعالى ان الابرار في نعيم على ارائك ينظرون تعرف بوجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك - 00:10:45
وليتنافس المتنافسون وهذا فيه ما اعده الله تعالى للابرار وقوله ان الابرار في نعيم نعيم دائم في الدور الثلاثة كلها ليس في دار الاخرة لكنه يكمل ويتم يظهر في الدار الاخرة والا لهم الفضل والسبق من رب العالمين في الدور كلها. قال ابن عباس رضي الله عنهما يمزج لاصحاب اليمين مزجا - 00:11:07
ويشربه المقربون صرفا. وذلك في قوله تعالى عين يشرب بها المقربون بعد ان ذكر جل وعلا حال الابرار في شربهم يسقون من رحيق مختوم ختام مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجهم من تسليم عينا يشرب بها - 00:11:30
المقربون فذكر ابرارا وذكر مقربين. فالابرار والمقربون ليسوا صنفا واحدا بل هم صنفان. صنف سبقوا باداء الواجبات والمسابقة الى الطاعات وهؤلاء هم المقربون وقسم اقتصروا على اداء الواجبات وهم اصحاب اليمين الابرار - 00:11:53
يقول وقد ذكر الله هذا المعنى في عدة مواضع من كتابه فكل من امن بالله ورسوله واتقى الله فهو من اولياء الله وهذا يدل على ان الولاية ليست خاصة بالجنس ولا بصفة انما بعمل فمن تحقق في هذا العمل فاز بالثواب والاجر - 00:12:14
بعد هذا قال المؤلف رحمه الله والله سبحانه قد اوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض. واوجب عليهم معاداة الكافرين. فقال تعالى يا ايها الذين الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. ان الله لا يهدي - 00:12:32
قوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة. فعسى الله ان يأتي بالفتح اوامر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين. ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا - 00:12:55
بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم. حبطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين. يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دين فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله - 00:13:15
ولا يخافون لومة لائم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان - 00:13:35
ان حزب الله نور الغالبون. فقد اخبر سبحانه ان ولي المؤمن هو الله ورسوله وعباده المؤمنون. وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة. سواء كان من اهل نسبة او بلدة او مذهب او طريقة او لم - 00:13:55
وقال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. هذه المعاني تغيب عن كثير من الناس. فتجد ان ان ولاءه وبراءه ومحبته وبغضه تقريبه ابعاده انما على شيء مما ذكر المؤلف رحمه الله اما لنسبة او لبلدة او لمذهب او لطريقة او غير ذلك - 00:14:15
من الاسباب التي يحصل بها الموالاة والمعاداة وتحصل ويحصل بها الادناء والابعاد هذا لا شك انه خلاف ما يجب ان يسعى اليه المؤمن ولابد لاهل العلم واهل الفضل ان يشيعوا هذا باقوالهم واعمالهم - 00:14:42
المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يجب على اهل الايمان ان يبينوه باعمالهم واقوالهم ويتأكد هذا في حق طلبة العلم فيترك وينبذ كل نوع من الولا والبراء. وكل نوع من البغض والحب الا ما كان لله - 00:14:59
تعال لا يعني هذا ان الانسان لا يأنس بقريبه او بمن يوافقه في بعض الامور. الجواب هذا لا يعارض لا يعارض الولاء والبراء الحقيقي الذي يجب ان يكون. فالانسان يأنس باهل بلده ويأنس مثلا بمن ينتسب الى شيخه. لكن لا يعني ان يكون - 00:15:18
لهذا الشيخ او محبته لمن انتسب اليه وبغضه لمن اه فارقه او لمن خالفه فهذا لا شك انه من العصبية الجاهلية التي ذمها الله ورسوله ولذلك يؤكد المؤلف رحمه الله هذا المعنى فيقول والله سبحانه قد اوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض واوجب عليهم معادلة الكافرين وذكر ما ذكر من الادلة - 00:15:37
لتقتضي الموالاة والمعاداة الموالاة لاولياء الله تعالى والمعاداة لمن حاد الله ورسوله. فقد اخبر سبحانه ان ولي المؤمن هو الله ورسوله انما وليكم اي محبكم وناصركم انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم - 00:15:59
راجعون ثم بين فضيلة من حقق هذه الولاية قال ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ثم يقول رحمه الله وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة - 00:16:23
في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة. فكل مؤمن تحقق فيه الايمان واقام الصلاة وايتاء الزكاة فانه ينبغي ان ينال نصيبه المناسب الذي يستحق من هذه الولاية يقول الله جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض اي بعضهم ينصر بعضا وبعضهم يحب بعضا - 00:16:40
ثم قال بعد ذلك وقال الله تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصرو اولئك هم هم المؤمنون حقا. اولئك بعضهم اولياء بعض. اولئك بعضهم اولياء بعض ان يحبوا بعضا وينصروا بعضا. فالولاية مدارها على الامرين - 00:17:05
ايش على تحقيق المحبة والنصرة نعم وقال تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض الى قوله والذين امنوا من بعده وهاجروا وجاهدوا معكم فاولئك منكم. وقال تعالى وان طائفة - 00:17:25
من المؤمنين اقتتلوا الى قوله تعالى فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه - 00:17:52
انه قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو اعانه سائر الجسد بالحمى والسهر. وفي الصحاح ايضا انه قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض - 00:18:12
وشبك بين اصابعه. وفي الصحاح ايضا انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه فيه ما يحب لنفسه. وقال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه. وامثالها - 00:18:32
هذه النصوص في الكتاب والسنة كثيرة. وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم اولياء بعض. وجعلهم اخوة وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين. وامرهم سبحانه بالائتلاف ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء - 00:18:52
ما امرهم الى الله؟ الاية فكيف يجوز مع هذا لامة محمد صلى الله عليه وسلم ان تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة اخرى بالظن والهوى. بلا برهان من الله تعالى. وقد - 00:19:23
الله نبيه صلى الله عليه وسلم ممن كان هكذا. طيب ذكر الايات التي فيها وجوه الولاية بين المؤمنين والمناصرة ثم ذكر جملة من الاحاديث يقول رحمه الله في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد - 00:19:43
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر هذا يدل على عظيم اللحمة الكائنة بين اهل الايمان وان ما اصاب اطرافهم اقظ سائر جهاتهم وهكذا يجب ان يكون المؤمن مع اخوانه. ثم قالوا المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعظه بعظا وشبك بين - 00:20:03
اصابعي ومعلوم ان البنيان اذا وهى من جانب فان ظعفه يمتد الى سائر اطراف البناء ثم قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا يدل على وجوب النصح - 00:20:26
ومحبة الخير لاهل الايمان وان ذلك من الايمان الواجب الذي اذا خلا منه القلب نقص ايمان العبد. وقال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه وهذا فيه كف الاذى وبذل الندى ففيه صيانة المسلم - 00:20:41
وحفظه والاسلام هنا اي لا يسلمه الى ما يؤذيه او الى ما يكرهه ولا يظلمه فهو ساع في كف الشر عنه من كل وجه يكف الشر عنه ما استطاع بان يمنع منه الشر ولا يعتدي عليه بظلم او نحوه. وامثال هذه النصوص في الكتاب والسنة - 00:21:02
كثيرة وهي بحاجة الى ان تذكر ويذكر بها الناس في الخطب والمجامع واللقاءات قد يقول القائل ان هذا من المعروف. نعم قد يكون معروفا من جهة الحفظ والقول لكنه ليس معروفا من جهة العمل والتطبيق - 00:21:26
فيجب على المؤمن ان يذكر به وان يعيد ويبدي في هذا الامر حتى يشيع بين المؤمنين ما يقتضي دفع الشر عنهم كف الفتن عن الوقوع بينهم. قال رحمه الله وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم اولياء بعض. وجعلهم اخوة - 00:21:44
متناصرين متراحمين متعاطفين. وامرهم سبحانه بالائتلاف وهو الاجتماع ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال واعتصموا بحبل الله جميعا قال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء يعني في اي عمل من اعمالهم - 00:22:04
لست منهم في اي في قليل ولا في كثير. ثم قال المؤلف رحمه الله فيجوز مع هذا مع يعني هذه النصوص الكثيرة التي تأمر بالائتلاف وتدعو الى المودة والالفة بين المؤمنين وتنهى عن الفرقة وتوطد اواصر المحبة بينهم وتقيم الموالاة من النصرة والود - 00:22:22
بين اهل الايمان كيف يجوز مع هذا لامة محمد ان تفترق وتختلف. فالافتراق والاختلاف ليس من شأن هذه الامة ثم قال حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة اخرى بالظن والهوى. اي يتبعون الا الظن وان الظن - 00:22:42
لا يغني من الحق شيئا فليس عندهم برهان يوالون ويعادون عليه انما هي ظنون واوهام وهذا كثير في القديم والحديث. فكثير من السوء والشر الواقع بين المؤمنين هو بسبب الظن الفاسد. اما ظن في اقوال او في - 00:23:02
نوايا واعمال وقد قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم فكيف بمن بنى عمله وصلاته ووسع رحاله على الظنون والاوهام؟ يقول بلا برهان من الله تعالى - 00:23:19
لا وقد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم ممن كان هكذا اي يبني عمله على الظنون والاوهام ويوالي ويعادي على غير الكتاب والسنة وما كان عليه خير الامة من عمل يقول رحمه الله فهذا فعل اهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المؤمنين واستحلوا دماء من خالفهم وكله - 00:23:36
واوهام ليس لهم فيه اصول تعتمد او بينات يستند اليها يقول رحمه الله فهذا فعل اهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم. واما اهل السنة والجماعة - 00:23:59
فهم معتصمون بحبل الله واقل ما في ذلك ان يفضل الرجل من يوافقه على هواه وان كان غيره اتقى لله منه. الله اكبر. يعني اقل ما يكون مما يتحقق به - 00:24:18
ما تقدم من العمل المذموم واتباع الهوى والظن ان يقدم الرجل من يوافقه على هواه وهذا ما اكثره يا اخوان لا في المسائل العلمية ولا في المسائل العملية ولا في المسائل المنهجية بل حتى في بعض الاحيان الامور الدنيوية تجده يقدم من يوافقه على - 00:24:35
امر من الامور ولو كان من امور الدنيا على من هو اتقى لله تعالى منه. وهذا لا شك انه لم يحقق الولاء والبراء لم يحقق الحب والبغض والذي هو اوثق عرى الايمان. وان ادعى انه ينصر كتاب الله وانه يغضب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وانه ينصر منهج اهل السنة - 00:24:58
جماعة فانه بهذا العمل خارج عن صراطهم منابذ لطريقهم فان العبد المؤمن يقدم من كان لله اتقى لا يقدم من كان موافقا لهواه. ولذلك تجد الان بعض من يشتغل بالعلم ولو كان اشتغاله قليلا. اذا رأى عالما او شيخا - 00:25:18
يوافقوا في ما اختار من الاقوال العلمية فانه يتعصب له يجله ويذكره ويثني عليه فاذا خلفه في مسألة من المسائل جعلها منابذة ومفاصلة على هذه المسألة ولو كانت هذه المسألة من مسائل الفروع - 00:25:40
فكم من شخص ترك عالما او نال منه او وقع في عرضه لكونه خالفه في مسألة من المسائل التي قد يكون الجمهور مع من خالف. يعني قد يكون قول الجمهور او قول - 00:25:59
الشيخ الذي خالفه او هذا العالم الذي خالفه هذا الرجل في حين انه يطالب ان يوافقه الناس ويرى ان كل من خالفه فقد خالف الدليل وكانه هو الدليل سبحان الله العظيم - 00:26:14
الامام احمد على عظيم تعظيمه للسنة وقيامه بها ودعوته اليها. يقول لبعض اصحابه لا تحمل الناس على مذهبك لا تحمل الناس على مذهبك دع الناس يترخصون بمذاهب الناس او دعهم فيترخصون بمذاهب الناس الواحد منا الان اذا اقتنع بقول من - 00:26:27
الاقوال يريد ان العالم كله يسير على هذا القول. وين يا خي عقلك هذا لا يمكن ان يكون ولا يمكن ان يتحقق لاحد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما الزم الناس بفهم واحد بل اقر اختلاف افهامهم فيما هو مظنة الاختلاف - 00:26:48
فلما قال لاصحابه لا يصلين احد منكم العصر الا في بني قريظة فصلى بعضهم في الطريق وقالوا انما اراد ان نبادر الى المسير واخر الصاد حتى وصلوا الى بني قريظة ما عنف لا هؤلاء ولا اولئك لان النص يحتمل فعل هؤلاء ويحتمل فعل هؤلاءك - 00:27:05
فكيف يريد الواحد منا ان يحمل الناس على قوله في مسائل الخلاف ومسائل الاختيارات العلمية ولذلك كل مسائل الفروع على اختلافها حتى ما لم يشع في بلدك من الاقوال ينبغي ان يتسع صدرك له. وان تعلم ان القائل بها - 00:27:24
اذا كان يقول بها بدليله او حتى يقلد عالما معتبرا فينبغي لك الا تضيق بذلك ذرعا. وان يتسع صدرك لمثل هذا الخلاف. وان لا تعده نقصا في دينه وان الدين والورع والتقى هو الاخذ بقولك ليس الدين والورع هو ان يكون يعني في قول احد من اهل العلم انما - 00:27:41
الدين والورع ان يكون قلب العبد مع الحق تابعا يريد مراضي الله تعالى ويتبع ما يحب جل وعلا في التشديد وفي الترخيص في التيسير وفي التثقيل فان من الناس من يظن ان الشدة في كل امر هي الحق وهي الهدى وهي الطريق - 00:28:01
المستقيم الذي ينبغي التزامه وهذا منهج الخوارج هذا هو طريق الخوارج حيث انهم شددوا فشددوا على انفسهم فشددوا على الناس حتى اوصلوهم الى الكفر ينبغي يعني تتسع الصدور للخلاف وانما يعني يحتاج انسان ان يعيد ويبدي في هذا الامر ويكرر لان كثيرا ممن ينتسب للعلم - 00:28:21
لا يطيق ان يخالفه احد ثم اذا نصح وقل له يا اخي اتق الله ولا تحمل الناس على قولك قال يا اخي لتتسع صدوركم للنصيحة ما يخالف النصيحة ليست النصيحة بان تحمل الناس على قولك النصيحة - 00:28:42
ان تبين قولك بدليله على وجه لبق. اما ان تقول مثلا المتعين في هذه بعض الكلمات تسمعونها من بعض طلبة العلم تدل على الغاء الاقوال الاخرى المتعين في هذه المسألة هو كذا. الصواب الذي لا صواب غيره وكذا. القول الذي لا يقبل المناقشة هو كذا. يا اخي وين - 00:28:54
مسألة تجد جماهير العلما مخالفينك فيها ثم تقول الصواب للمتعين فيها وكذا وكذا كيف الصوم متعين؟ يعني المتعين يعني الذي يجب ان يقال به وهو الذي خلافه هو الخطأ هذا ما يمكن ان يجرؤ عليه عالم لكن سبحان الله الانسان اذا قل نصيبه من - 00:29:14
من العلم صدرت منه مثل هذه الاقوال واصبح لا يطيق ان يخالفه احد. وهذا ليس لرسوخ في علمه وقوة في اعتقاده ويقين فيما يعتقد انما لضعف في علمه ولذلك لو انك تأتي لمثل هذا وتناقشه وتحرر معه طيب تقول له ما الجواب على القول الفلاني؟ ما الجواب على على الدليل الفلاني؟ اسقط في يده ليس عنده جواب - 00:29:31
لانه اعتقاده مبني على انه رأى المسألة بعين واحدة واغفل الاقوال واغفل الادلة وتعصب لقوله لضعف علمه هذه مسألة مهمة والشيخ رحمه الله يشير اليها ويبين انه ينبغي لطالب العلم الا يوالي ويعادي الا على الكتاب والسنة - 00:29:54
وليس في آآ انه يوافقك في مسألة او يخالفك فيها. واقل ما في ذلك ان يفضل الرجل من يوافقه على هواه يعني على ما يشتهي ويحب وان كان غيره اتقى لله منه - 00:30:16
ثم قال رحمه الله وانما الواجب ان يقدم من قدمه الله ورسوله. الله اكبر. ويؤخر من اخره الله ورسوله. ويحب ما احبه الله رسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وان يرضى بما رضي الله به - 00:30:30
رسوله وان يكون المسلمون يدا واحدة. فكيف اذا بلغ الامر ببعض الناس الى ان يضلل غيره ويكفر وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة. الله اكبر. طيب يقول فكيف اذا بلغ بعد ما بين - 00:30:52
واجب في الحب والبغض والولاء وان يكون المؤمن على هذه الحال ان يقدم ما قدمه الله ورسوله. يا اخواني هذا الكلام عظيم ومهم. ونحتاجه بل نحن في غاية الظرورة ايه - 00:31:12
ان يقدم ما قدمه الله ورسوله وان يؤخر ما اخره الله ورسوله. فليس التقديم للهوى ولا لعصبية ولا لنوع من الموافقات التي يكون التقديم والتأخير عليها عند الناس انما التقديم لما قدمه الله ورسوله والتأخير لما اخره الله ورسوله ثم بعد ان فرغ مما هو من - 00:31:26
هذا قال وان يكون المسلمون يدا واحدة اي ان يسعى في التأليف والجمع لا في التفريق والتشقيق حتى في مسائل اذا خالفك في مسألة جعلت له حزبا ونبذته واخرجته ممن تحب وتوالي بل يجب - 00:31:46
على المسلمين ان يكونوا يدا واحدة. فكيف اذا بلغ الامر ببعض الناس الى ان يضلل غيره ويكفره؟ طيب. ما الحجة والبرهان؟ يقول وقد يكون الصواب معه يعني مع الغير هو الموافق للكتاب والسنة. هذي طامة كبرى - 00:32:03
وهذا ناشئ لا يكون الا عن جهل لا يمكن ان يصدر عن علم راسخ ولا عن بصيرة نافذة انما يكون هذا عن علم فاصل وفهم كليل ولذلك تجد ان العالم - 00:32:22
اذا رسخ علمه وعظم فقهه جل تعظيمه للكتاب والسنة وجدت عنده من القبول للخلاف ما ليس عند غيره ووجدت عنده من الاحتياط في طلب العذر للاخرين ما ليس عند غيره - 00:32:38
ولا ادل على ذلك من الشيخ رحمه الله في موقفه من مخالفيه يقول في من يناظره في الواسطية وانا من اشد الناس ان ينسب احد الى تكفير او تبديع او تفسيق - 00:32:57
فكلما عظم علم الانسان وجدت عنده من محبة العذر للناس ومن اتساع الصدر لقبول الاقوال المخالفة والرضا بالمخالفين ما ليس عند غيره ولا يعني هذا ان هذا ضعف في الايمان وضعف - 00:33:11
تلو له البراء هذا نحن نتكلم في المسائل التي تقبل الاختلاف ويصوغ فيها الاجتهاد ولابد ان يميز طالب العلم بينما يقبل فيه الخلاف ما لا يقبل فيه الخلاف. بعض الناس جلسة الاستراحة لا يقبل فيها الخلاف - 00:33:27
اما ان توافقه عليها ولا انت خارج عن السنة بمعنى انك لا لا تحتفل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهي مسألة يعني من مسائل الخلاف وجمهور العلماء قد يكون على القول الاخر وهو عدم سمى مشروعية هذه - 00:33:41
الا للحاجة فالمقصود انه ينبغي لطالب العلم ان يفقه هذه المسائل وينبغي لطلبة العلم ان يشيعوها وان ينشروها بين اخوانهم وان يبينوا مثل هذه القواعد والاصول التي تضيق دائرة الخلاف وتضيع الفرصة على اولئك الذين يسعون جهدهم في التفريق بين المؤمنين والتفريق بين اهل السنة - 00:33:54
جماعة. لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:34:18
Transcription
احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:00:10
هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول المؤلف رحمه الله فلا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم من اي طائفة - 00:00:24
كان واولياء الله الذين هم اولياؤه هم الذين امنوا وكانوا يتقون. الله اكبر. فقد اخبر الله سبحانه ان اولياءه هم المؤمنون المتقون وقد بين المتقين في قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من - 00:00:40
امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء - 00:01:00
بين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. والتقوى هي فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة اولياء الله وما صاروا به اولياء. ففي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي - 00:01:20
صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. الله اكبر. وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به - 00:01:40
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. فبي يسمع وبيبصر وبيبطش وبيمشي. ولا فان سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت عن شيء انا فاعله. ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن - 00:02:00
يكره الموت واكره مساءته. ولابد له منه المؤلف رحمه الله ابتدأ هذا المقطع المهم من كلامه ببيان انه لا يجوز ان يوالى ولا يعادى على الالقاب سوى لقب الايمان والاسلام. واما ما عداه فانه ليس مناط الولاية او الموالاة والمعاداة - 00:02:20
فلا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها فلا يوالي على وصف من الاوصاف غير وصف الاسلام والايمان ثم بين ما الذي جعل وصف الايمان والاسلام هو المدار في الموالاة والمعاداة؟ قال بل اكرم الخلق - 00:02:43
عند الله اتقاهم. حنفيا كان او شافعيا او مالكيا قادريا. او قيسيا او عدويا او يمانيا اكرم الخلق عند الله تعالى اتقاهم فمن كان قائما بالتقوى فهو المقدم على غيره. ان اكرمكم عند الله اتقاكم كما ذكر الله جل وعلا في اية اختلاف - 00:03:05
الناس يا ايها الناس انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ثم قال بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم من اي طائفة كان. وهذا يلغي التعصب والتحزب - 00:03:27
فمن كان متصفا بالتقوى فهو المقدم على غيره من اي حزب او صنف كان ثم بين بماذا تحصل الولاية فقال واولياء الله الذين هم اولياؤه يعني على الحقيقة لا بالدعوة - 00:03:45
والادعاء والكذب هم الذين امنوا وكانوا يتقون هؤلاء هم اولياء الله على الحقيقة وهذا يبين لنا ان الولاية ليست حكرا على اشخاص وليست درجة لا يبلغها الا فئة من الناس لهم مواصفات خلقوا بها انما هي نتاج عمل - 00:04:05
الولاية نتاج عمل. فكل من سلك هذا الطريق وصل الى الغاية الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ذكر الله تعالى من هم هؤلاء؟ فقال الذين امنوا - 00:04:25
وكانوا يتقون. فذكر الله تعالى وصفين بهما تتحقق الولاية للعبد الايمان والتقوى يقول الشيخ رحمه الله واولياء الله الذين هم اولياؤه هم الذين امنوا وكانوا يتقون كما قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. جاء البيان قال الذين امنوا وكانوا يتقون. والايمان - 00:04:41
يقتضي سلامة الباطل والتقوى تقتضي اسلام الظاهر لانه ذكر الايمان والتقوى فلابد ان نعرف ماء الايمان وما التقوى الايمان هو سلامة الباطن والتقوى هي فعل ما امر الله تعالى وترك ما نهى عنه. يقول فقد اخبر تعالى ان - 00:05:07
اولياءه هم المؤمنون المتقون. وقد بين المتقين. والقرآن مليء بذكر اوصاف المتقين وما اعده الله تعالى لهم. لكن اصطفى المؤلف رحمه الله اية جمعت اصول اوصاف التقوى اصول اوصاف التقوى كيف يحقق الانسان التقوى؟ نحن نسمع دائما الخطباء وغيرهم يوجهون يقولون اتقوا الله يا ايها - 00:05:29
الذين امنوا اتقوا الله عباد الله اتقوا الله. ايش هذا الامر؟ هذا امر بغز يعني او امر بامر واضح. امر باوضح ما يكون وهو ما ذكره اجمالا فعل ما امر الله به وترك ما نهى عنه. هذه هي التقوى. ذكر المؤلف رحمه الله اولياء الله الذين هم اولياءه - 00:05:55
هم الذين امنوا وكانوا يتقون. يقول رحمه الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال اولياء الله. وما صاروا به اولياء عن حال اولياء الله اي ما الذي لهم من الله تعالى من الفضل والاجر وما لهم من الله تعالى من المثوبة والعطاء - 00:06:15
كيف صاروا اولياء لله تعالى اي انه ذكر النتيجة والطريق الموصل اليها فنتيجة الولاية هي ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث الالهي قال الله تعالى - 00:06:35
فاذا احببته وهذا لا يكون الا لاولياءه. كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها فبيسمع وبيبصر هذه حال من اخر ما ذكر في الحديث - 00:06:52
هذي حالهم وهذا نتاج عملهم المقارن لفضل الله تعالى سابقا ولاحقا او المصاحب لفضل الله تعالى ففظل الله سابق لاحق فبه حصلت لهم الولاية وبه ادركوا هذه الفظيلة الطريق الذي يوصل الى هذا وهو ما اشار اليه بقوله وما صاروا به اولياء هو انهم قاموا بما فرض الله تعالى - 00:07:04
فتقربوا اليه بالفرائض فادوا حقوقه جل وعلا الواجبة ثم لم يقتصروا على اداء الحقوق الواجبة بل سارعوا الى ما يستطيعون من الاعمال المستحبة والنوافل يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث وهو حديث الولاية المشهور المعروف وهو من اشرف الاحاديث واجلها يقول يقول الله - 00:07:32
على من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب اي اعلمته واخبرته حرب الله تعالى من اذى اولياءه ليست في الاخرة فقط بل حربه لهم في الدنيا والاخرة ومن يقوم لرب السماوات والارض لا يقوم له احد سبحانه وبحمده اليه يرجع الامر كله هو القائم على كل نفس بما كسبت سبحانه وبحمده - 00:07:57
من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال في بيان تحصيل الولاية وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه والفرائض هنا تشمل الواجبات الشرعية في جميع الاعمال الظاهرة والباطنة في حقوق الله تعالى وفي حقوق الخلق - 00:08:21
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ثم بين ما الذي يحصل بعد هذا؟ فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر ما ذكر مما - 00:08:39
يدل على عظيم المعية عظيم معية رب العالمين لمن حقق الولاية ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون نسأل ان نكون منهم ثم ذكر بعد ذلك قال المؤلف معلقا على الحديث فقد ذكر في هذا الحديث ان التقرب الى الله تعالى على درجتين احداهما نعم. فقد ذكر في - 00:08:54
هذا الحديث ان التقرب الى الله تعالى على درجتين. احداهما التقرب اليه بالفرائض. والثانية هي التقرب الى الله بالنوافل بعد اداء الفرائض. فالاولى درجة المقتصدين الابرار اصحاب اليمين والثانية درجة السابقين المؤمنين. كما قال تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون. تعرف في - 00:09:15
وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. قال ابن عباس رضي الله عنهما يمزج لاصحاب اليمين مزجا ويشربه المقربون صرفا. وقد ذكر الله هذا المعنى في - 00:09:46
عدة مواضع من كتابه. فكل من امن بالله ورسوله واتقى الله فهو من اولياء الله. طيب التقرب اليه بالنوافل هذه المرتبة الاولى والمنزلة الاولى الثانية هي التقرب الى الله تعالى بالنوافل بعد اداء الفرائض. ثم قال فالاولى درجة - 00:10:06
مقتصدين الابرار اصحاب اليمين والثانية درجة السابقين المؤمنين وقد ذكر الله تعالى المؤمنين على مرتبتين في مواضع من كتابه منها ما ذكره بينا في سورة الواقعة. والسابقون السابقون اولئك المقربون. ثم قال واصحاب اليمين - 00:10:25
ما اصحاب اليمين؟ فجعلهم على مرتبتين في العمل وفي الثواب. وهم على مرتبتين في اعمالهم وثوابهم في الدنيا وثوابهم في الاخرة يقول رحمه الله كما قال تعالى ان الابرار في نعيم على ارائك ينظرون تعرف بوجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك - 00:10:45
وليتنافس المتنافسون وهذا فيه ما اعده الله تعالى للابرار وقوله ان الابرار في نعيم نعيم دائم في الدور الثلاثة كلها ليس في دار الاخرة لكنه يكمل ويتم يظهر في الدار الاخرة والا لهم الفضل والسبق من رب العالمين في الدور كلها. قال ابن عباس رضي الله عنهما يمزج لاصحاب اليمين مزجا - 00:11:07
ويشربه المقربون صرفا. وذلك في قوله تعالى عين يشرب بها المقربون بعد ان ذكر جل وعلا حال الابرار في شربهم يسقون من رحيق مختوم ختام مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجهم من تسليم عينا يشرب بها - 00:11:30
المقربون فذكر ابرارا وذكر مقربين. فالابرار والمقربون ليسوا صنفا واحدا بل هم صنفان. صنف سبقوا باداء الواجبات والمسابقة الى الطاعات وهؤلاء هم المقربون وقسم اقتصروا على اداء الواجبات وهم اصحاب اليمين الابرار - 00:11:53
يقول وقد ذكر الله هذا المعنى في عدة مواضع من كتابه فكل من امن بالله ورسوله واتقى الله فهو من اولياء الله وهذا يدل على ان الولاية ليست خاصة بالجنس ولا بصفة انما بعمل فمن تحقق في هذا العمل فاز بالثواب والاجر - 00:12:14
بعد هذا قال المؤلف رحمه الله والله سبحانه قد اوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض. واوجب عليهم معاداة الكافرين. فقال تعالى يا ايها الذين الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. ان الله لا يهدي - 00:12:32
قوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة. فعسى الله ان يأتي بالفتح اوامر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين. ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا - 00:12:55
بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم. حبطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين. يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دين فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله - 00:13:15
ولا يخافون لومة لائم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان - 00:13:35
ان حزب الله نور الغالبون. فقد اخبر سبحانه ان ولي المؤمن هو الله ورسوله وعباده المؤمنون. وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة. سواء كان من اهل نسبة او بلدة او مذهب او طريقة او لم - 00:13:55
وقال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. هذه المعاني تغيب عن كثير من الناس. فتجد ان ان ولاءه وبراءه ومحبته وبغضه تقريبه ابعاده انما على شيء مما ذكر المؤلف رحمه الله اما لنسبة او لبلدة او لمذهب او لطريقة او غير ذلك - 00:14:15
من الاسباب التي يحصل بها الموالاة والمعاداة وتحصل ويحصل بها الادناء والابعاد هذا لا شك انه خلاف ما يجب ان يسعى اليه المؤمن ولابد لاهل العلم واهل الفضل ان يشيعوا هذا باقوالهم واعمالهم - 00:14:42
المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يجب على اهل الايمان ان يبينوه باعمالهم واقوالهم ويتأكد هذا في حق طلبة العلم فيترك وينبذ كل نوع من الولا والبراء. وكل نوع من البغض والحب الا ما كان لله - 00:14:59
تعال لا يعني هذا ان الانسان لا يأنس بقريبه او بمن يوافقه في بعض الامور. الجواب هذا لا يعارض لا يعارض الولاء والبراء الحقيقي الذي يجب ان يكون. فالانسان يأنس باهل بلده ويأنس مثلا بمن ينتسب الى شيخه. لكن لا يعني ان يكون - 00:15:18
لهذا الشيخ او محبته لمن انتسب اليه وبغضه لمن اه فارقه او لمن خالفه فهذا لا شك انه من العصبية الجاهلية التي ذمها الله ورسوله ولذلك يؤكد المؤلف رحمه الله هذا المعنى فيقول والله سبحانه قد اوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض واوجب عليهم معادلة الكافرين وذكر ما ذكر من الادلة - 00:15:37
لتقتضي الموالاة والمعاداة الموالاة لاولياء الله تعالى والمعاداة لمن حاد الله ورسوله. فقد اخبر سبحانه ان ولي المؤمن هو الله ورسوله انما وليكم اي محبكم وناصركم انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم - 00:15:59
راجعون ثم بين فضيلة من حقق هذه الولاية قال ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ثم يقول رحمه الله وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة - 00:16:23
في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة. فكل مؤمن تحقق فيه الايمان واقام الصلاة وايتاء الزكاة فانه ينبغي ان ينال نصيبه المناسب الذي يستحق من هذه الولاية يقول الله جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض اي بعضهم ينصر بعضا وبعضهم يحب بعضا - 00:16:40
ثم قال بعد ذلك وقال الله تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصرو اولئك هم هم المؤمنون حقا. اولئك بعضهم اولياء بعض. اولئك بعضهم اولياء بعض ان يحبوا بعضا وينصروا بعضا. فالولاية مدارها على الامرين - 00:17:05
ايش على تحقيق المحبة والنصرة نعم وقال تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض الى قوله والذين امنوا من بعده وهاجروا وجاهدوا معكم فاولئك منكم. وقال تعالى وان طائفة - 00:17:25
من المؤمنين اقتتلوا الى قوله تعالى فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه - 00:17:52
انه قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو اعانه سائر الجسد بالحمى والسهر. وفي الصحاح ايضا انه قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض - 00:18:12
وشبك بين اصابعه. وفي الصحاح ايضا انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه فيه ما يحب لنفسه. وقال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه. وامثالها - 00:18:32
هذه النصوص في الكتاب والسنة كثيرة. وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم اولياء بعض. وجعلهم اخوة وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين. وامرهم سبحانه بالائتلاف ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء - 00:18:52
ما امرهم الى الله؟ الاية فكيف يجوز مع هذا لامة محمد صلى الله عليه وسلم ان تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة اخرى بالظن والهوى. بلا برهان من الله تعالى. وقد - 00:19:23
الله نبيه صلى الله عليه وسلم ممن كان هكذا. طيب ذكر الايات التي فيها وجوه الولاية بين المؤمنين والمناصرة ثم ذكر جملة من الاحاديث يقول رحمه الله في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد - 00:19:43
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر هذا يدل على عظيم اللحمة الكائنة بين اهل الايمان وان ما اصاب اطرافهم اقظ سائر جهاتهم وهكذا يجب ان يكون المؤمن مع اخوانه. ثم قالوا المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعظه بعظا وشبك بين - 00:20:03
اصابعي ومعلوم ان البنيان اذا وهى من جانب فان ظعفه يمتد الى سائر اطراف البناء ثم قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا يدل على وجوب النصح - 00:20:26
ومحبة الخير لاهل الايمان وان ذلك من الايمان الواجب الذي اذا خلا منه القلب نقص ايمان العبد. وقال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه وهذا فيه كف الاذى وبذل الندى ففيه صيانة المسلم - 00:20:41
وحفظه والاسلام هنا اي لا يسلمه الى ما يؤذيه او الى ما يكرهه ولا يظلمه فهو ساع في كف الشر عنه من كل وجه يكف الشر عنه ما استطاع بان يمنع منه الشر ولا يعتدي عليه بظلم او نحوه. وامثال هذه النصوص في الكتاب والسنة - 00:21:02
كثيرة وهي بحاجة الى ان تذكر ويذكر بها الناس في الخطب والمجامع واللقاءات قد يقول القائل ان هذا من المعروف. نعم قد يكون معروفا من جهة الحفظ والقول لكنه ليس معروفا من جهة العمل والتطبيق - 00:21:26
فيجب على المؤمن ان يذكر به وان يعيد ويبدي في هذا الامر حتى يشيع بين المؤمنين ما يقتضي دفع الشر عنهم كف الفتن عن الوقوع بينهم. قال رحمه الله وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم اولياء بعض. وجعلهم اخوة - 00:21:44
متناصرين متراحمين متعاطفين. وامرهم سبحانه بالائتلاف وهو الاجتماع ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال واعتصموا بحبل الله جميعا قال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء يعني في اي عمل من اعمالهم - 00:22:04
لست منهم في اي في قليل ولا في كثير. ثم قال المؤلف رحمه الله فيجوز مع هذا مع يعني هذه النصوص الكثيرة التي تأمر بالائتلاف وتدعو الى المودة والالفة بين المؤمنين وتنهى عن الفرقة وتوطد اواصر المحبة بينهم وتقيم الموالاة من النصرة والود - 00:22:22
بين اهل الايمان كيف يجوز مع هذا لامة محمد ان تفترق وتختلف. فالافتراق والاختلاف ليس من شأن هذه الامة ثم قال حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة اخرى بالظن والهوى. اي يتبعون الا الظن وان الظن - 00:22:42
لا يغني من الحق شيئا فليس عندهم برهان يوالون ويعادون عليه انما هي ظنون واوهام وهذا كثير في القديم والحديث. فكثير من السوء والشر الواقع بين المؤمنين هو بسبب الظن الفاسد. اما ظن في اقوال او في - 00:23:02
نوايا واعمال وقد قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم فكيف بمن بنى عمله وصلاته ووسع رحاله على الظنون والاوهام؟ يقول بلا برهان من الله تعالى - 00:23:19
لا وقد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم ممن كان هكذا اي يبني عمله على الظنون والاوهام ويوالي ويعادي على غير الكتاب والسنة وما كان عليه خير الامة من عمل يقول رحمه الله فهذا فعل اهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المؤمنين واستحلوا دماء من خالفهم وكله - 00:23:36
واوهام ليس لهم فيه اصول تعتمد او بينات يستند اليها يقول رحمه الله فهذا فعل اهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم. واما اهل السنة والجماعة - 00:23:59
فهم معتصمون بحبل الله واقل ما في ذلك ان يفضل الرجل من يوافقه على هواه وان كان غيره اتقى لله منه. الله اكبر. يعني اقل ما يكون مما يتحقق به - 00:24:18
ما تقدم من العمل المذموم واتباع الهوى والظن ان يقدم الرجل من يوافقه على هواه وهذا ما اكثره يا اخوان لا في المسائل العلمية ولا في المسائل العملية ولا في المسائل المنهجية بل حتى في بعض الاحيان الامور الدنيوية تجده يقدم من يوافقه على - 00:24:35
امر من الامور ولو كان من امور الدنيا على من هو اتقى لله تعالى منه. وهذا لا شك انه لم يحقق الولاء والبراء لم يحقق الحب والبغض والذي هو اوثق عرى الايمان. وان ادعى انه ينصر كتاب الله وانه يغضب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وانه ينصر منهج اهل السنة - 00:24:58
جماعة فانه بهذا العمل خارج عن صراطهم منابذ لطريقهم فان العبد المؤمن يقدم من كان لله اتقى لا يقدم من كان موافقا لهواه. ولذلك تجد الان بعض من يشتغل بالعلم ولو كان اشتغاله قليلا. اذا رأى عالما او شيخا - 00:25:18
يوافقوا في ما اختار من الاقوال العلمية فانه يتعصب له يجله ويذكره ويثني عليه فاذا خلفه في مسألة من المسائل جعلها منابذة ومفاصلة على هذه المسألة ولو كانت هذه المسألة من مسائل الفروع - 00:25:40
فكم من شخص ترك عالما او نال منه او وقع في عرضه لكونه خالفه في مسألة من المسائل التي قد يكون الجمهور مع من خالف. يعني قد يكون قول الجمهور او قول - 00:25:59
الشيخ الذي خالفه او هذا العالم الذي خالفه هذا الرجل في حين انه يطالب ان يوافقه الناس ويرى ان كل من خالفه فقد خالف الدليل وكانه هو الدليل سبحان الله العظيم - 00:26:14
الامام احمد على عظيم تعظيمه للسنة وقيامه بها ودعوته اليها. يقول لبعض اصحابه لا تحمل الناس على مذهبك لا تحمل الناس على مذهبك دع الناس يترخصون بمذاهب الناس او دعهم فيترخصون بمذاهب الناس الواحد منا الان اذا اقتنع بقول من - 00:26:27
الاقوال يريد ان العالم كله يسير على هذا القول. وين يا خي عقلك هذا لا يمكن ان يكون ولا يمكن ان يتحقق لاحد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما الزم الناس بفهم واحد بل اقر اختلاف افهامهم فيما هو مظنة الاختلاف - 00:26:48
فلما قال لاصحابه لا يصلين احد منكم العصر الا في بني قريظة فصلى بعضهم في الطريق وقالوا انما اراد ان نبادر الى المسير واخر الصاد حتى وصلوا الى بني قريظة ما عنف لا هؤلاء ولا اولئك لان النص يحتمل فعل هؤلاء ويحتمل فعل هؤلاءك - 00:27:05
فكيف يريد الواحد منا ان يحمل الناس على قوله في مسائل الخلاف ومسائل الاختيارات العلمية ولذلك كل مسائل الفروع على اختلافها حتى ما لم يشع في بلدك من الاقوال ينبغي ان يتسع صدرك له. وان تعلم ان القائل بها - 00:27:24
اذا كان يقول بها بدليله او حتى يقلد عالما معتبرا فينبغي لك الا تضيق بذلك ذرعا. وان يتسع صدرك لمثل هذا الخلاف. وان لا تعده نقصا في دينه وان الدين والورع والتقى هو الاخذ بقولك ليس الدين والورع هو ان يكون يعني في قول احد من اهل العلم انما - 00:27:41
الدين والورع ان يكون قلب العبد مع الحق تابعا يريد مراضي الله تعالى ويتبع ما يحب جل وعلا في التشديد وفي الترخيص في التيسير وفي التثقيل فان من الناس من يظن ان الشدة في كل امر هي الحق وهي الهدى وهي الطريق - 00:28:01
المستقيم الذي ينبغي التزامه وهذا منهج الخوارج هذا هو طريق الخوارج حيث انهم شددوا فشددوا على انفسهم فشددوا على الناس حتى اوصلوهم الى الكفر ينبغي يعني تتسع الصدور للخلاف وانما يعني يحتاج انسان ان يعيد ويبدي في هذا الامر ويكرر لان كثيرا ممن ينتسب للعلم - 00:28:21
لا يطيق ان يخالفه احد ثم اذا نصح وقل له يا اخي اتق الله ولا تحمل الناس على قولك قال يا اخي لتتسع صدوركم للنصيحة ما يخالف النصيحة ليست النصيحة بان تحمل الناس على قولك النصيحة - 00:28:42
ان تبين قولك بدليله على وجه لبق. اما ان تقول مثلا المتعين في هذه بعض الكلمات تسمعونها من بعض طلبة العلم تدل على الغاء الاقوال الاخرى المتعين في هذه المسألة هو كذا. الصواب الذي لا صواب غيره وكذا. القول الذي لا يقبل المناقشة هو كذا. يا اخي وين - 00:28:54
مسألة تجد جماهير العلما مخالفينك فيها ثم تقول الصواب للمتعين فيها وكذا وكذا كيف الصوم متعين؟ يعني المتعين يعني الذي يجب ان يقال به وهو الذي خلافه هو الخطأ هذا ما يمكن ان يجرؤ عليه عالم لكن سبحان الله الانسان اذا قل نصيبه من - 00:29:14
من العلم صدرت منه مثل هذه الاقوال واصبح لا يطيق ان يخالفه احد. وهذا ليس لرسوخ في علمه وقوة في اعتقاده ويقين فيما يعتقد انما لضعف في علمه ولذلك لو انك تأتي لمثل هذا وتناقشه وتحرر معه طيب تقول له ما الجواب على القول الفلاني؟ ما الجواب على على الدليل الفلاني؟ اسقط في يده ليس عنده جواب - 00:29:31
لانه اعتقاده مبني على انه رأى المسألة بعين واحدة واغفل الاقوال واغفل الادلة وتعصب لقوله لضعف علمه هذه مسألة مهمة والشيخ رحمه الله يشير اليها ويبين انه ينبغي لطالب العلم الا يوالي ويعادي الا على الكتاب والسنة - 00:29:54
وليس في آآ انه يوافقك في مسألة او يخالفك فيها. واقل ما في ذلك ان يفضل الرجل من يوافقه على هواه يعني على ما يشتهي ويحب وان كان غيره اتقى لله منه - 00:30:16
ثم قال رحمه الله وانما الواجب ان يقدم من قدمه الله ورسوله. الله اكبر. ويؤخر من اخره الله ورسوله. ويحب ما احبه الله رسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وان يرضى بما رضي الله به - 00:30:30
رسوله وان يكون المسلمون يدا واحدة. فكيف اذا بلغ الامر ببعض الناس الى ان يضلل غيره ويكفر وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة. الله اكبر. طيب يقول فكيف اذا بلغ بعد ما بين - 00:30:52
واجب في الحب والبغض والولاء وان يكون المؤمن على هذه الحال ان يقدم ما قدمه الله ورسوله. يا اخواني هذا الكلام عظيم ومهم. ونحتاجه بل نحن في غاية الظرورة ايه - 00:31:12
ان يقدم ما قدمه الله ورسوله وان يؤخر ما اخره الله ورسوله. فليس التقديم للهوى ولا لعصبية ولا لنوع من الموافقات التي يكون التقديم والتأخير عليها عند الناس انما التقديم لما قدمه الله ورسوله والتأخير لما اخره الله ورسوله ثم بعد ان فرغ مما هو من - 00:31:26
هذا قال وان يكون المسلمون يدا واحدة اي ان يسعى في التأليف والجمع لا في التفريق والتشقيق حتى في مسائل اذا خالفك في مسألة جعلت له حزبا ونبذته واخرجته ممن تحب وتوالي بل يجب - 00:31:46
على المسلمين ان يكونوا يدا واحدة. فكيف اذا بلغ الامر ببعض الناس الى ان يضلل غيره ويكفره؟ طيب. ما الحجة والبرهان؟ يقول وقد يكون الصواب معه يعني مع الغير هو الموافق للكتاب والسنة. هذي طامة كبرى - 00:32:03
وهذا ناشئ لا يكون الا عن جهل لا يمكن ان يصدر عن علم راسخ ولا عن بصيرة نافذة انما يكون هذا عن علم فاصل وفهم كليل ولذلك تجد ان العالم - 00:32:22
اذا رسخ علمه وعظم فقهه جل تعظيمه للكتاب والسنة وجدت عنده من القبول للخلاف ما ليس عند غيره ووجدت عنده من الاحتياط في طلب العذر للاخرين ما ليس عند غيره - 00:32:38
ولا ادل على ذلك من الشيخ رحمه الله في موقفه من مخالفيه يقول في من يناظره في الواسطية وانا من اشد الناس ان ينسب احد الى تكفير او تبديع او تفسيق - 00:32:57
فكلما عظم علم الانسان وجدت عنده من محبة العذر للناس ومن اتساع الصدر لقبول الاقوال المخالفة والرضا بالمخالفين ما ليس عند غيره ولا يعني هذا ان هذا ضعف في الايمان وضعف - 00:33:11
تلو له البراء هذا نحن نتكلم في المسائل التي تقبل الاختلاف ويصوغ فيها الاجتهاد ولابد ان يميز طالب العلم بينما يقبل فيه الخلاف ما لا يقبل فيه الخلاف. بعض الناس جلسة الاستراحة لا يقبل فيها الخلاف - 00:33:27
اما ان توافقه عليها ولا انت خارج عن السنة بمعنى انك لا لا تحتفل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهي مسألة يعني من مسائل الخلاف وجمهور العلماء قد يكون على القول الاخر وهو عدم سمى مشروعية هذه - 00:33:41
الا للحاجة فالمقصود انه ينبغي لطالب العلم ان يفقه هذه المسائل وينبغي لطلبة العلم ان يشيعوها وان ينشروها بين اخوانهم وان يبينوا مثل هذه القواعد والاصول التي تضيق دائرة الخلاف وتضيع الفرصة على اولئك الذين يسعون جهدهم في التفريق بين المؤمنين والتفريق بين اهل السنة - 00:33:54
جماعة. لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:34:18