بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نشرع في نوعا من انواع الطهارة التي تندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان - 00:00:00
وهو باب الوضوء فان الوضوء من الطهارة المتكررة التي شرعها الله تعالى لعباده وهي شريعة دالة على الايمان ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان وجاء في المسند - 00:00:26
باسناد لا بأس به قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن فهذا وذاك يبينان ان هذه الطهارة للاعضاء لا يقتصر اثرها على بهاء المنظر وجماله - 00:00:52
ونظافة الاعظاء وسلامتها من الاقذار بل يتجاوز ذلك الى القلوب تطهيرا وتطييبا ودليل ذلك ان هذه الطهارة تؤثر على القلب تسكينا وتطييبا وتطهيرا ان النبي صلى الله عليه وسلم امر - 00:01:13
من غضب ان يتوضأ والغضب في القلب فانه انفعال القلب لما يكره او لما يؤلم هذا تعريف الغضب فهو امر قلبي والوضوء عمل بدني بايصال الماء الى اعضاء الطهارة ومع ذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم سببا لطيب القلب وطهارته - 00:01:35
فثمة ارتباط بين هذا الظاهر وذاك الباطن فالوضوء ليس اثره فقط على جمال المظهر ووضاءته بل هو عام للمظهر والمخبر عام الصورة والجوهر ولهذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن - 00:02:04
وقد مثله النبي صلى الله عليه وسلم في اثره على الانسان بالنهر الجار بالنهر الجار في باب احدكم فانه صلى الله عليه وسلم اخبر عن الوضوء والصلوات الخمس بانها كنهر جهر - 00:02:32
عند باب احدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات قال هل يبقى من درنه شيء اذا كان على هذه الحال من متابعة التطهر والوضوء والصلاة فانه لا يبقى من درنه شيء - 00:02:53
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء اذا توظأ المؤمن واحسن الوضوء خرجت خطاياه مع اخر قطر الماء. وقد جاء تفصيل ذلك في حديث عمرو ابن عبسة الذي فيه انه اذا تمضمض واستنشق واستنثر خرجت خطايا وجهه - 00:03:09
مع اخر قطر الماء من خياشيمه واذا غسل وجهه خرجت خطايا وجهه وبصره مع اخر قطر الماء الذي يتقاطر من لحيته. وهكذا حتى استوعب ذكرى كل اعضاء الطهارة صلى الله عليه وسلم في بيان ان هذه الطهارة ليست طهارة حسية فقط - 00:03:33
بل هي طهارة حسية ومعنوية طهارة للظاهر والباطن طهارة للاعضاء وطهارة للقلوب فثمة ارتباط وثيق بين طهارة المظهر وطهارة المخبر بين طهارة اعضائك للصلاة والذكر وبين طهارة قلبك مما علق به من الافات والاثام - 00:04:00
فان كل معصية يقارفها الانسان لابد ان تترك اثرا. هذا الاثر اصله في القلب ولذلك جاء في الصحيح من حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب كعبد الحصير - 00:04:25
عودا عودا فايما قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء. وين هذه النكتة هي في القلب وايما قلب اشربها اي قبلها وانس بها نكتت فيه نكتة سوداء وهكذا تتوالى النقاط البيضاء والنقاط السوداء على القلب بالمعاصي والسيئات وبالطاعات والحسنات حتى يؤول حال القلوب الى - 00:04:41
كما قال صلى الله عليه وسلم على ابيظ مثل الصفا لا تظره فتنة ابيض بهاء لون ومثل الصفا صلابة وقوة في رد الفتن والشهوات والشبهات واسود مرباد كالكوز مجخيا هذا تشبيه للقلب المنكوس الذي - 00:05:10
استوعبته المعاصي حتى غدا اسود مربادا اي شديد السواد مبهم ليس فيه نور ولا ظياء هذا في ظلمته واما في حال استقباله للهدى والحق وما يرد عليه من النور والذكر فهو كالكوز مجخيا يعني كالكوب مقلوبا - 00:05:35
لا يمكن ان ينفذ اليه شيء. الكوب اذا قلبته فانك لا توصل الى جوفه وداخله شيء لانه كلما جاءه ما تناثر بسبب قلبه كذلك القلب اذا استوعبته المعاصي وتمكنت منه - 00:06:03
كانت حاله حال هذا النحو فهو اسود بهيم لا يرى فيه هدى ولا نور وهو ايضا من حيث استقبال المواعظ والهدايات على هذا النحو من الاغلاق اسود مربادا كالكوز مجخيا الكوب مقلوبة لا يمكن ان ينفذ شيء. لا يمكن ان ينفذ اليه شيء. بسبب - 00:06:23
غلقي ابواب الهداية عليه فلهذا الوضوء يخفف ويحاصر هذا الاثر العالق في القلب من اسباب المعاصي فان الخطايا تخرج واذا خرجت طهرت القلوب من وطهرت الافئدة من تلك النقط التي هي بسبب ما يقترفه الانسان من سيء العمل - 00:06:49
وهذا السر في تكرار الصلاة في اليوم عدة مرات والوضوء لها عدة مرات كل ذلك لتطييب القلب وتطهيره وتخليصه مما علق به من سيء العمل فينبغي للمؤمن ان يحرص على هذه الشعيرة وان يحتسب الاجر عند الله تعالى فيها - 00:07:14
فهي مفتاح خير عظيم يريد الله ليطهركم. ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم فالله تعالى شرع الوضوء ليطهرنا. الطهارة هنا ليست فقط في المظاهر والاشكال والصور بل في الاصل - 00:07:37
طهارة القلوب وثمة ارتباط وثيق ولذلك يجد المؤمن بوضوءه من الانشراح والسكون والطمأنينة ما لا يجده في غيره. وقد حدثنا بعض المهتمين العلوم العصرية انه يفرق في الاثر النفسي والمعاملة بين المتطهر وغيره ولو لم يثبت ذلك من كلامه فهو بين واضح فان المتطهر قريب - 00:07:56
من كل خير وغيره قد يتسلط عليه الشيطان فيصيب منه ما لا يصيب من الوضوء فهي مصدات وحصون يتحصن بها المؤمن عن كيد الشيطان وتسلطه فضائل الوضوء ايها الاخوة كثيرة - 00:08:26
ففظائله ليست مقصورة على حط الخطايا بل حتى على رفع الدرجات ونيل المنازل العاليات جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال - 00:08:47
الا ادلكم على ما يحط الله تعالى به الخطايا ويرفع الدرجات قلنا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال صلى الله عليه وسلم فذلكم الرباط - 00:09:01
فذلكم الرباط فذلكم الرباط اي المحافظة على هذه الخصال رباط بطاعة الله ورباط في القيام بحقه جل في علاه. فانه لا يزال المؤمن يمشي الى المسجد ويصلي ويتطهر فاليوم خمس مرات على اقل الاحوال - 00:09:21
على وجه الفرض والوجوب وهذا رباط لانه ملازمة لطاعة الله عز وجل واقامة على ما يحب ويرضى من العمل الظاهر والباطن فالطهارة لها اثر بالغ في تطهير القلب وتطييبه فليحرص المؤمن على ذلك. وبه نفهم تلك الاحاديث التي تبلغ بالوضوء منزلة ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحافظ - 00:09:44
وعلى الوضوء الا مؤمن ليس لانه تطهير للظاهر. فمن الناس من يغتسل في اليوم مرات. لكنه لا ينوي التعبد بذلك فلا يكون له اثر لا يكون هذا الا لمن استصحب النية في عمله - 00:10:11
ورغب فيما عند الله عز وجل من الاجور المرتبة على هذا العمل الوضوء ايها الاخوة ترعه الله تعالى لهذه الامة وهو مشروع في الامم السابقة على الراجح من قولي العلماء - 00:10:26
فانه ليس مما يخص هذه الامة بل هو في هذه الامة وفي الامم السابقة جاء ذلك خبر سارة مع الملك كما في صحيح البخاري ان ابراهيم خرج بسارة فجاء الى ارض فيها ملك من الملوك او جبار من الجبابرة فارسل اليه يطلبها بعد ان ذكر - 00:10:40
انها جميلة فلما جاءت توظأت هكذا في الصحيح توظأت وصلت وسألت الله ان يكفيها اياه فلم يصل منها الى شيء والشاهد قول الراوي فتوضأت وصلت فالوضوء في الامم السابقة في ملة ابراهيم عليه السلام وكذلك في بني اسرائيل في قصة - 00:11:06
فانه عندما اتهمته البغي بان الحمل منه دعا وجاءه قومه وهدموا صومعته واذوه بالقول توظأ وصلى ودعا الله عز وجل ان يبين الامر ففضح الله تعالى تلك البغي واقرت بكذبها عليه. الشاهد من هذا انه توظأ وصلى. فالوضوء ليس من خصائص هذه الامة من - 00:11:27
حيث مشروعيته بل هو مشروع قبل ذلك على الصحيح من قولي العلماء وانما الذي خص هذه الامة ان الله تعالى جعل الوضوء على لها يوم القيامة كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. فهذه هي العلامة التي ميز الله تعالى بها - 00:11:58
هذه الامة عن سائر الامم وهي العلامة الفارقة بين الناس التي يعرف بها النبي صلى الله عليه وسلم امته واتباعه ومن امن به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة - 00:12:20
تبلغ الحلية من المؤمن ما يبلغ الوضوء. اي تبلغ آآ ما يتحلى به ويتزين به ولا نعلم ما هي الحلية التي جاء ذكرها في في الحديث هل هي الحلية المعهودة مما يتحلى به الناس؟ من ذهب وفضة وغيرهما؟ ام انها حلية - 00:12:39
نور يجعله الله تعالى على هذه المواضع ومن فضائل الوضوء ان اهل التوحيد من اصحاب الكبائر الذين يدخلون النار يحترق منهم كل شيء الا مواضع الوضوء مواضع الطهارة مواضع الصلاة - 00:13:02
فانها تسلم من النار. نسأل الله ان يسلمنا واياكم منها اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار لانه اذا دخلوا النار بسبب ما استحقوه من سيء العمل - 00:13:21
احترق منهم كل شيء الا مواضع الصلاة. مواضع الوضوء وهذا يدل على فضيلة هذه العبادة وان اثرها ينتفع به المؤمن في دنياه وفي اخراه فان هذا الوضوء يقيك النار ويقي اعظاءك النار اسأل الله ان يقينا واياكم من النار - 00:13:38
الوضوء له اداب واحكام وسنن هذا ما يتصل بمسألة هل شرع في الامم السابقة او لا من المسائل التي يذكرها العلماء باب الوضوء وكتاب الوضوء يذكرون متى شرع الوضوء اي متى - 00:14:00
جاءت مشروعية الوضوء. معلوم ان الوضوء ذكره الله تعالى في سورة المائدة. في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم وافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين - 00:14:21
وان كنتم جنبا فاطهروا لا خلاف بين العلماء ان الغسل مشروع للنبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فهذه الاية لا تدل على ابتداء مشروعيته. انما تؤكد المشروعية السابقة - 00:14:34
وهذا محل اجماع كما حكى ذلك ابن عبدالبر واما الوضوء فان جمهور العلماء ذهبوا الى انه مشروع في الجملة قبل الهجرة وان الوضوء كان في مكة لكنه مختلف في حكمه. فمنهم من قال انه كان واجبا - 00:14:58
فلم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الا بوضوء ومنهم من قال انه مستحب ولم يكن واجبا الا بعد الهجرة لما نزل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة - 00:15:22
فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وقال اخرون بل لم يشرع الوضوء وجوبا وفرضا الا بعد الهجرة وكان الناس يصلون قبل الهجرة من غير وضوء وهذا ما ذهب اليه ابن حزم رحمه الله ابتلاء استنادا الى نزول الاية. والراجح من هذه الاقوال - 00:15:37
ان الوضوء مشروع قبل الهجرة وانه كان واجبا فلا صلاة الا بوضوء ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى صلاة من غير وضوء هذا فيما يتعلق وقت مشروعية - 00:16:00
الوضوء المصنف رحمه الله ذكر جملة من الاحاديث في باب الوضوء وهي احاديث متنوعة منها ما هو من الاداب والسنن ومنها ما هو من الواجبات ومنها ما هو من المنهيات - 00:16:21
ومنها ما هو من السنن السابقة ومنها ما هو من السنن اللاحقة وسنأتي على ذلك ان شاء الله تعالى في قراءتنا لاحاديث بلوغ المرض نعم بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي ونسلم على رسوله الكريم - 00:16:40
قال المؤلف رحمه الله باب الوضوء وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل مع كل وضوء. اخرجه مالك واحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة - 00:17:03
يقول المصنف رحمه الله باب الوضوء باب اي مدخل الباب هو المدخل للشيء والمراد المدخل الذي يبحث فيه مسائل الوظوء والوضوء بالظم هو ما يكون من فعل الوضوء فالوضوء والوضوء - 00:17:27
اسمعني لامرين الوضوء بالظم فعل الوضوء والوضوء بالفتح بفتح الواو هو الماء الذي يتوظأ به وهذا جار في لسان العرب ان ما كان على هذا الوزن فانما كان مظموما فهو للفعل وما كان مفتوحا ما كان المظلوم الاول فهو للفعل وما كان مفتوحا - 00:17:49
الاول فهو لمادة ذلك الشيء مثل الوقود والوقود. تقول رأيت وقودا اي نارا مشتعلة ورأيت وقودا اي ما يشعل به النار مادة النار التي تشعل ومثله الطهور والطهور الطهور هو فعل الطهارة - 00:18:16
والطهور بالفتح مادة التطهر وقيل لا فرق بينهما فيصلح الوضوء والوظوء لكن الاصل الذي عليه اكثر اهل اللغة هو التفريق فعلى هذا ايهما انسب هنا؟ ان يقال باب الوظوء ولا باب الوظو الوضوء - 00:18:41
باب الوضوء اي فعله واحكام والاحكام المتعلقة به ذكر المصنف في اول باب الوضوء حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وقد نقله المصنف رحمه الله فقال عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرت - 00:19:00
بالسواك بالسواك مع كل وضوء اي عند كل عند فعل كل وضوء اخرجه ما لك واحمد والنسائي ثم قال المصنف وصححه ابن خزيمة اخرجه مالك موقوفا من طريق ابن شهاب - 00:19:23
محمد ابن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه و اخرجه احمد والنسائي من نفس الطريق موصولة فهو حديث صحيح وقد صححه جماعات من اهل العلم - 00:19:46
حتى ان ابن عبد البر لما علق على الموطأ في هذا الحديث قال هذا الحديث يدخل في المسند. لاتصاله من غير وجه ولما يدل عليه اللفظ في قوله لامرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:20:05
فالحديث من حيث الاسناد اسناده صحيح وقد جاء هذا الحديث في الصحيحين من طريق ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:24
لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة. وهذان الحديثان يدلان على جملة من الفوائد قبل ذلك نتكلم لماذا ساق المصنف هذا الحديث في اول باب الوضوء؟ الجواب على هذا - 00:20:41
ان المشروع بداية التطهر السواك فالسواك مشروع في الجملة بما جاء من الاحاديث الدالة على فضله والندب اليه. لكنه يتأكد في مواطن ومن المواطن التي يتأكد فيها استعمال السواك الوضوء والصلاة - 00:21:03
لهذين الحديثين حديث ابي هريرة لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء واحاديث ابي هريرة الاخر في الصحيحين لولا ان اشق على امتي قيل امرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:21:29
فالمجيء به هو لبيان فضيلة السواك عند الوضوء وقد اختلف العلماء رحمهم الله في كون السواك من سنن الوضوء او انه سنة مطلقة فمن العلماء من قال انه سنة مطلقا - 00:21:43
ومنهم من قال انه سنة مطلقا ويتأكد عند هذا الموضع وهذا القول هو الاصوب الذي دل عليه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى العالم فمن سنن الوضوء السواك من سنن الوضوء الى السواك اي يسن ان يستاك عند وضوءه - 00:21:58
لما جاء في هذا الحديث واما احاديث السواك العامة فهي كثيرة جدا حتى ان بعض اهل العلم عد في فضل السواك احاديث كثيرة جاءت من طرق عديدة فقد جاء ذلك - 00:22:18
من طرق تبلغ حد التواتر كما قال ذلك جماعة من اهل العلم حتى قال الكتاني انه قد بلغ من روى احاديث السواك ندبا وفظلا اه عملا قريب من ثلاثين صحابيا كلهم ينقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه كان يستاك - 00:22:40
اذا مناسبة ذكر المصنف رحمه الله لهذا الحديث في اول باب الوضوء هو التنبيه الى ان السواك من سنن الوضوء خلافا لمن قال انه لا ليس من سنن الوضوء بل هو من المستحبات التي دلت عليها العمومات وليس مما يتعلق بالوضوء على وجه الخصوص - 00:23:07
وقوله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء يدل على امور ان السواك متأكد تأكدا شديدا فقوله لولا ان اشق على امتي لولا حرف امتناع لوجود كما يقول اهل اللغة. فلولا المشقة لجعل النبي صلى الله عليه وسلم السواك مأمورا به - 00:23:30
امرا لازما امرا لازما لا ينفك عنه الناس فان لولا تدل على انتفاء الشيء لثبوت غيره فلاجل ثبوت المشقة بهذا الامر امتنع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من - 00:24:00
الامر به دفعا للحرج والمشقة عن الامة وقوله صلى الله عليه وسلم لامرتهم اين طلبت منهم طلبا لازما على وجه الاستعلاء ان يستعملوا السواك فقوله لامرتهم بالسواك اي الزمتهم باستعماله - 00:24:18
امر ايجاب مع كل وضوء سواء كان وضوءا واجبا او مستحبا لعموم قوله مع كل وضوء والوضوء اما ان يكون واجبا في حال الحدث. واما ان يكون تجديدا مسنونا فيما اذا كان عن غير - 00:24:43
حدث فقوله مع كل وضوء اي لا جعلته واجبا مأمورا به في كل وضوء يتوضأونه سواء كان ذلك الوضوء على وجه الاستحباب على او على وجه الوجوب وقد جاء مصرحا - 00:25:00
نفي الفرضية فيما رواه النسائي من طريق سعيد المقبور عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لفرضت عليهم السواك - 00:25:19
مع كل وضوء لفرضت عليهم السواك مع كل وضوء اين الزمتهم به وجعلته فرضا لازما - 00:25:33
Transcription
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نشرع في نوعا من انواع الطهارة التي تندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان - 00:00:00
وهو باب الوضوء فان الوضوء من الطهارة المتكررة التي شرعها الله تعالى لعباده وهي شريعة دالة على الايمان ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان وجاء في المسند - 00:00:26
باسناد لا بأس به قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن فهذا وذاك يبينان ان هذه الطهارة للاعضاء لا يقتصر اثرها على بهاء المنظر وجماله - 00:00:52
ونظافة الاعظاء وسلامتها من الاقذار بل يتجاوز ذلك الى القلوب تطهيرا وتطييبا ودليل ذلك ان هذه الطهارة تؤثر على القلب تسكينا وتطييبا وتطهيرا ان النبي صلى الله عليه وسلم امر - 00:01:13
من غضب ان يتوضأ والغضب في القلب فانه انفعال القلب لما يكره او لما يؤلم هذا تعريف الغضب فهو امر قلبي والوضوء عمل بدني بايصال الماء الى اعضاء الطهارة ومع ذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم سببا لطيب القلب وطهارته - 00:01:35
فثمة ارتباط بين هذا الظاهر وذاك الباطن فالوضوء ليس اثره فقط على جمال المظهر ووضاءته بل هو عام للمظهر والمخبر عام الصورة والجوهر ولهذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن - 00:02:04
وقد مثله النبي صلى الله عليه وسلم في اثره على الانسان بالنهر الجار بالنهر الجار في باب احدكم فانه صلى الله عليه وسلم اخبر عن الوضوء والصلوات الخمس بانها كنهر جهر - 00:02:32
عند باب احدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات قال هل يبقى من درنه شيء اذا كان على هذه الحال من متابعة التطهر والوضوء والصلاة فانه لا يبقى من درنه شيء - 00:02:53
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء اذا توظأ المؤمن واحسن الوضوء خرجت خطاياه مع اخر قطر الماء. وقد جاء تفصيل ذلك في حديث عمرو ابن عبسة الذي فيه انه اذا تمضمض واستنشق واستنثر خرجت خطايا وجهه - 00:03:09
مع اخر قطر الماء من خياشيمه واذا غسل وجهه خرجت خطايا وجهه وبصره مع اخر قطر الماء الذي يتقاطر من لحيته. وهكذا حتى استوعب ذكرى كل اعضاء الطهارة صلى الله عليه وسلم في بيان ان هذه الطهارة ليست طهارة حسية فقط - 00:03:33
بل هي طهارة حسية ومعنوية طهارة للظاهر والباطن طهارة للاعضاء وطهارة للقلوب فثمة ارتباط وثيق بين طهارة المظهر وطهارة المخبر بين طهارة اعضائك للصلاة والذكر وبين طهارة قلبك مما علق به من الافات والاثام - 00:04:00
فان كل معصية يقارفها الانسان لابد ان تترك اثرا. هذا الاثر اصله في القلب ولذلك جاء في الصحيح من حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب كعبد الحصير - 00:04:25
عودا عودا فايما قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء. وين هذه النكتة هي في القلب وايما قلب اشربها اي قبلها وانس بها نكتت فيه نكتة سوداء وهكذا تتوالى النقاط البيضاء والنقاط السوداء على القلب بالمعاصي والسيئات وبالطاعات والحسنات حتى يؤول حال القلوب الى - 00:04:41
كما قال صلى الله عليه وسلم على ابيظ مثل الصفا لا تظره فتنة ابيض بهاء لون ومثل الصفا صلابة وقوة في رد الفتن والشهوات والشبهات واسود مرباد كالكوز مجخيا هذا تشبيه للقلب المنكوس الذي - 00:05:10
استوعبته المعاصي حتى غدا اسود مربادا اي شديد السواد مبهم ليس فيه نور ولا ظياء هذا في ظلمته واما في حال استقباله للهدى والحق وما يرد عليه من النور والذكر فهو كالكوز مجخيا يعني كالكوب مقلوبا - 00:05:35
لا يمكن ان ينفذ اليه شيء. الكوب اذا قلبته فانك لا توصل الى جوفه وداخله شيء لانه كلما جاءه ما تناثر بسبب قلبه كذلك القلب اذا استوعبته المعاصي وتمكنت منه - 00:06:03
كانت حاله حال هذا النحو فهو اسود بهيم لا يرى فيه هدى ولا نور وهو ايضا من حيث استقبال المواعظ والهدايات على هذا النحو من الاغلاق اسود مربادا كالكوز مجخيا الكوب مقلوبة لا يمكن ان ينفذ شيء. لا يمكن ان ينفذ اليه شيء. بسبب - 00:06:23
غلقي ابواب الهداية عليه فلهذا الوضوء يخفف ويحاصر هذا الاثر العالق في القلب من اسباب المعاصي فان الخطايا تخرج واذا خرجت طهرت القلوب من وطهرت الافئدة من تلك النقط التي هي بسبب ما يقترفه الانسان من سيء العمل - 00:06:49
وهذا السر في تكرار الصلاة في اليوم عدة مرات والوضوء لها عدة مرات كل ذلك لتطييب القلب وتطهيره وتخليصه مما علق به من سيء العمل فينبغي للمؤمن ان يحرص على هذه الشعيرة وان يحتسب الاجر عند الله تعالى فيها - 00:07:14
فهي مفتاح خير عظيم يريد الله ليطهركم. ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم فالله تعالى شرع الوضوء ليطهرنا. الطهارة هنا ليست فقط في المظاهر والاشكال والصور بل في الاصل - 00:07:37
طهارة القلوب وثمة ارتباط وثيق ولذلك يجد المؤمن بوضوءه من الانشراح والسكون والطمأنينة ما لا يجده في غيره. وقد حدثنا بعض المهتمين العلوم العصرية انه يفرق في الاثر النفسي والمعاملة بين المتطهر وغيره ولو لم يثبت ذلك من كلامه فهو بين واضح فان المتطهر قريب - 00:07:56
من كل خير وغيره قد يتسلط عليه الشيطان فيصيب منه ما لا يصيب من الوضوء فهي مصدات وحصون يتحصن بها المؤمن عن كيد الشيطان وتسلطه فضائل الوضوء ايها الاخوة كثيرة - 00:08:26
ففظائله ليست مقصورة على حط الخطايا بل حتى على رفع الدرجات ونيل المنازل العاليات جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال - 00:08:47
الا ادلكم على ما يحط الله تعالى به الخطايا ويرفع الدرجات قلنا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال صلى الله عليه وسلم فذلكم الرباط - 00:09:01
فذلكم الرباط فذلكم الرباط اي المحافظة على هذه الخصال رباط بطاعة الله ورباط في القيام بحقه جل في علاه. فانه لا يزال المؤمن يمشي الى المسجد ويصلي ويتطهر فاليوم خمس مرات على اقل الاحوال - 00:09:21
على وجه الفرض والوجوب وهذا رباط لانه ملازمة لطاعة الله عز وجل واقامة على ما يحب ويرضى من العمل الظاهر والباطن فالطهارة لها اثر بالغ في تطهير القلب وتطييبه فليحرص المؤمن على ذلك. وبه نفهم تلك الاحاديث التي تبلغ بالوضوء منزلة ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحافظ - 00:09:44
وعلى الوضوء الا مؤمن ليس لانه تطهير للظاهر. فمن الناس من يغتسل في اليوم مرات. لكنه لا ينوي التعبد بذلك فلا يكون له اثر لا يكون هذا الا لمن استصحب النية في عمله - 00:10:11
ورغب فيما عند الله عز وجل من الاجور المرتبة على هذا العمل الوضوء ايها الاخوة ترعه الله تعالى لهذه الامة وهو مشروع في الامم السابقة على الراجح من قولي العلماء - 00:10:26
فانه ليس مما يخص هذه الامة بل هو في هذه الامة وفي الامم السابقة جاء ذلك خبر سارة مع الملك كما في صحيح البخاري ان ابراهيم خرج بسارة فجاء الى ارض فيها ملك من الملوك او جبار من الجبابرة فارسل اليه يطلبها بعد ان ذكر - 00:10:40
انها جميلة فلما جاءت توظأت هكذا في الصحيح توظأت وصلت وسألت الله ان يكفيها اياه فلم يصل منها الى شيء والشاهد قول الراوي فتوضأت وصلت فالوضوء في الامم السابقة في ملة ابراهيم عليه السلام وكذلك في بني اسرائيل في قصة - 00:11:06
فانه عندما اتهمته البغي بان الحمل منه دعا وجاءه قومه وهدموا صومعته واذوه بالقول توظأ وصلى ودعا الله عز وجل ان يبين الامر ففضح الله تعالى تلك البغي واقرت بكذبها عليه. الشاهد من هذا انه توظأ وصلى. فالوضوء ليس من خصائص هذه الامة من - 00:11:27
حيث مشروعيته بل هو مشروع قبل ذلك على الصحيح من قولي العلماء وانما الذي خص هذه الامة ان الله تعالى جعل الوضوء على لها يوم القيامة كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. فهذه هي العلامة التي ميز الله تعالى بها - 00:11:58
هذه الامة عن سائر الامم وهي العلامة الفارقة بين الناس التي يعرف بها النبي صلى الله عليه وسلم امته واتباعه ومن امن به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة - 00:12:20
تبلغ الحلية من المؤمن ما يبلغ الوضوء. اي تبلغ آآ ما يتحلى به ويتزين به ولا نعلم ما هي الحلية التي جاء ذكرها في في الحديث هل هي الحلية المعهودة مما يتحلى به الناس؟ من ذهب وفضة وغيرهما؟ ام انها حلية - 00:12:39
نور يجعله الله تعالى على هذه المواضع ومن فضائل الوضوء ان اهل التوحيد من اصحاب الكبائر الذين يدخلون النار يحترق منهم كل شيء الا مواضع الوضوء مواضع الطهارة مواضع الصلاة - 00:13:02
فانها تسلم من النار. نسأل الله ان يسلمنا واياكم منها اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار لانه اذا دخلوا النار بسبب ما استحقوه من سيء العمل - 00:13:21
احترق منهم كل شيء الا مواضع الصلاة. مواضع الوضوء وهذا يدل على فضيلة هذه العبادة وان اثرها ينتفع به المؤمن في دنياه وفي اخراه فان هذا الوضوء يقيك النار ويقي اعظاءك النار اسأل الله ان يقينا واياكم من النار - 00:13:38
الوضوء له اداب واحكام وسنن هذا ما يتصل بمسألة هل شرع في الامم السابقة او لا من المسائل التي يذكرها العلماء باب الوضوء وكتاب الوضوء يذكرون متى شرع الوضوء اي متى - 00:14:00
جاءت مشروعية الوضوء. معلوم ان الوضوء ذكره الله تعالى في سورة المائدة. في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم وافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين - 00:14:21
وان كنتم جنبا فاطهروا لا خلاف بين العلماء ان الغسل مشروع للنبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فهذه الاية لا تدل على ابتداء مشروعيته. انما تؤكد المشروعية السابقة - 00:14:34
وهذا محل اجماع كما حكى ذلك ابن عبدالبر واما الوضوء فان جمهور العلماء ذهبوا الى انه مشروع في الجملة قبل الهجرة وان الوضوء كان في مكة لكنه مختلف في حكمه. فمنهم من قال انه كان واجبا - 00:14:58
فلم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الا بوضوء ومنهم من قال انه مستحب ولم يكن واجبا الا بعد الهجرة لما نزل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة - 00:15:22
فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وقال اخرون بل لم يشرع الوضوء وجوبا وفرضا الا بعد الهجرة وكان الناس يصلون قبل الهجرة من غير وضوء وهذا ما ذهب اليه ابن حزم رحمه الله ابتلاء استنادا الى نزول الاية. والراجح من هذه الاقوال - 00:15:37
ان الوضوء مشروع قبل الهجرة وانه كان واجبا فلا صلاة الا بوضوء ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى صلاة من غير وضوء هذا فيما يتعلق وقت مشروعية - 00:16:00
الوضوء المصنف رحمه الله ذكر جملة من الاحاديث في باب الوضوء وهي احاديث متنوعة منها ما هو من الاداب والسنن ومنها ما هو من الواجبات ومنها ما هو من المنهيات - 00:16:21
ومنها ما هو من السنن السابقة ومنها ما هو من السنن اللاحقة وسنأتي على ذلك ان شاء الله تعالى في قراءتنا لاحاديث بلوغ المرض نعم بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي ونسلم على رسوله الكريم - 00:16:40
قال المؤلف رحمه الله باب الوضوء وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل مع كل وضوء. اخرجه مالك واحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة - 00:17:03
يقول المصنف رحمه الله باب الوضوء باب اي مدخل الباب هو المدخل للشيء والمراد المدخل الذي يبحث فيه مسائل الوظوء والوضوء بالظم هو ما يكون من فعل الوضوء فالوضوء والوضوء - 00:17:27
اسمعني لامرين الوضوء بالظم فعل الوضوء والوضوء بالفتح بفتح الواو هو الماء الذي يتوظأ به وهذا جار في لسان العرب ان ما كان على هذا الوزن فانما كان مظموما فهو للفعل وما كان مفتوحا ما كان المظلوم الاول فهو للفعل وما كان مفتوحا - 00:17:49
الاول فهو لمادة ذلك الشيء مثل الوقود والوقود. تقول رأيت وقودا اي نارا مشتعلة ورأيت وقودا اي ما يشعل به النار مادة النار التي تشعل ومثله الطهور والطهور الطهور هو فعل الطهارة - 00:18:16
والطهور بالفتح مادة التطهر وقيل لا فرق بينهما فيصلح الوضوء والوظوء لكن الاصل الذي عليه اكثر اهل اللغة هو التفريق فعلى هذا ايهما انسب هنا؟ ان يقال باب الوظوء ولا باب الوظو الوضوء - 00:18:41
باب الوضوء اي فعله واحكام والاحكام المتعلقة به ذكر المصنف في اول باب الوضوء حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وقد نقله المصنف رحمه الله فقال عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرت - 00:19:00
بالسواك بالسواك مع كل وضوء اي عند كل عند فعل كل وضوء اخرجه ما لك واحمد والنسائي ثم قال المصنف وصححه ابن خزيمة اخرجه مالك موقوفا من طريق ابن شهاب - 00:19:23
محمد ابن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه و اخرجه احمد والنسائي من نفس الطريق موصولة فهو حديث صحيح وقد صححه جماعات من اهل العلم - 00:19:46
حتى ان ابن عبد البر لما علق على الموطأ في هذا الحديث قال هذا الحديث يدخل في المسند. لاتصاله من غير وجه ولما يدل عليه اللفظ في قوله لامرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:20:05
فالحديث من حيث الاسناد اسناده صحيح وقد جاء هذا الحديث في الصحيحين من طريق ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:24
لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة. وهذان الحديثان يدلان على جملة من الفوائد قبل ذلك نتكلم لماذا ساق المصنف هذا الحديث في اول باب الوضوء؟ الجواب على هذا - 00:20:41
ان المشروع بداية التطهر السواك فالسواك مشروع في الجملة بما جاء من الاحاديث الدالة على فضله والندب اليه. لكنه يتأكد في مواطن ومن المواطن التي يتأكد فيها استعمال السواك الوضوء والصلاة - 00:21:03
لهذين الحديثين حديث ابي هريرة لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء واحاديث ابي هريرة الاخر في الصحيحين لولا ان اشق على امتي قيل امرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:21:29
فالمجيء به هو لبيان فضيلة السواك عند الوضوء وقد اختلف العلماء رحمهم الله في كون السواك من سنن الوضوء او انه سنة مطلقة فمن العلماء من قال انه سنة مطلقا - 00:21:43
ومنهم من قال انه سنة مطلقا ويتأكد عند هذا الموضع وهذا القول هو الاصوب الذي دل عليه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى العالم فمن سنن الوضوء السواك من سنن الوضوء الى السواك اي يسن ان يستاك عند وضوءه - 00:21:58
لما جاء في هذا الحديث واما احاديث السواك العامة فهي كثيرة جدا حتى ان بعض اهل العلم عد في فضل السواك احاديث كثيرة جاءت من طرق عديدة فقد جاء ذلك - 00:22:18
من طرق تبلغ حد التواتر كما قال ذلك جماعة من اهل العلم حتى قال الكتاني انه قد بلغ من روى احاديث السواك ندبا وفظلا اه عملا قريب من ثلاثين صحابيا كلهم ينقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه كان يستاك - 00:22:40
اذا مناسبة ذكر المصنف رحمه الله لهذا الحديث في اول باب الوضوء هو التنبيه الى ان السواك من سنن الوضوء خلافا لمن قال انه لا ليس من سنن الوضوء بل هو من المستحبات التي دلت عليها العمومات وليس مما يتعلق بالوضوء على وجه الخصوص - 00:23:07
وقوله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء يدل على امور ان السواك متأكد تأكدا شديدا فقوله لولا ان اشق على امتي لولا حرف امتناع لوجود كما يقول اهل اللغة. فلولا المشقة لجعل النبي صلى الله عليه وسلم السواك مأمورا به - 00:23:30
امرا لازما امرا لازما لا ينفك عنه الناس فان لولا تدل على انتفاء الشيء لثبوت غيره فلاجل ثبوت المشقة بهذا الامر امتنع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من - 00:24:00
الامر به دفعا للحرج والمشقة عن الامة وقوله صلى الله عليه وسلم لامرتهم اين طلبت منهم طلبا لازما على وجه الاستعلاء ان يستعملوا السواك فقوله لامرتهم بالسواك اي الزمتهم باستعماله - 00:24:18
امر ايجاب مع كل وضوء سواء كان وضوءا واجبا او مستحبا لعموم قوله مع كل وضوء والوضوء اما ان يكون واجبا في حال الحدث. واما ان يكون تجديدا مسنونا فيما اذا كان عن غير - 00:24:43
حدث فقوله مع كل وضوء اي لا جعلته واجبا مأمورا به في كل وضوء يتوضأونه سواء كان ذلك الوضوء على وجه الاستحباب على او على وجه الوجوب وقد جاء مصرحا - 00:25:00
نفي الفرضية فيما رواه النسائي من طريق سعيد المقبور عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لفرضت عليهم السواك - 00:25:19
مع كل وضوء لفرضت عليهم السواك مع كل وضوء اين الزمتهم به وجعلته فرضا لازما - 00:25:33