ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة - 00:00:18
وادى الامانة ونصح الامة حتى تركها على محجة بيضاء سبيل بين واضح ظاهر لا لبس فيه ولا غبش. لا يزيغ عنه الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:42
اما بعد فان الله تعالى قص محمد بن عبدالله سيد الاولين والاخرين وخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه بخصائص عديدة خصائص منها ما يعود لذاته وشخصه الكريم صلوات الله وسلامه عليه - 00:01:07
ومنها ما يتصل بقرابته من امن به منهم ومنها ما خصه به فمنحه لامته ومنها ما خصه الله تعالى به فيما يتعلق بالشرع الذي جاء به والهدى الذي انزله عليه - 00:01:34
وخصائصه صلى الله عليه وسلم ومزاياه التي تفضل الله تعالى بها عليه كثيرة وعديدة ووفيرة وذاك انه صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم. فالله تعالى اصطفاه من بين المرسلين وجعله خاتمهم وسيدهم - 00:01:59
والمقدمة فيهم وجعله مصطفى على الاولين والاخرين فانزل الله تعالى عليه احسن الكتب واتمها وشرع له اكمل الدين واحسن وعده فظائل في الدنيا بظهور دينه واتمام ما جاء به هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون - 00:02:23
مما خصه الله تعالى به ما يكون في الاخرة ما يظهر الله تعالى به مكانته وعظيم منزلته وكريمة ما خصه به فان الله تعالى في يوم البعث والنشور عندما يجتمع الخلق - 00:02:56
في ذلك الموقف العظيم الذي يحشر الناس فيه حفاة عراة غرلا قد تخلوا عن كل ما كان في دنياهم من المتع والهبات والمزايا كما قال جل في علاه ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة في ذلك اليوم - 00:03:17
يظهر الله تعالى فضل رسوله ومصطفاه محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يطول الموقف على الناس على نحو يشق عليهم مشقة بالغة في حر شديد وكرب عظيم واهوال متتابعة - 00:03:43
تطيش لها الالباب وتزيغ لها الابصار ولا يأمن فيها الا من اتى الله بقلب سليم ولا يأمن فيها الا من جاء بصالح العمل وراسخ الايمان يقول الناس بعضهم لبعض اذهبوا الى ابيكم ادم - 00:04:04
فيذهبون اليه فيقولون له الا ترى ما قد بلغنا الا ترى ما قد نزل بنا؟ ويذكرنا من الحال ما يعرفه ويشاهده من شدة الكرب وعظيم الهول ويطلبون منه الشفاعة عند الله عز وجل - 00:04:25
في المجيء لفصل القضاء فيعتذر ادم عليه السلام ثم يحيلهم الى نوح اول رسول ارسله الله تعالى الى الخلق ثم يأتونه ويقولون له قريبا من مقالتي ما قالوه او قريبا من مقالتهم لادم في وصف ما هم فيه من الشدة والكرب - 00:04:44
يعتذر ويحيلهم الى ابراهيم خليل الرحمن فيأتون اليه ويعرضون عليهما نزل بهم من كربة وشدة ويطلبون منه ان يشفع لهم عند رب العالمين فيعتذر ويحيلهم الى موسى كليم الله الذي - 00:05:09
كتب الله تعالى له التوراة بيده جل في علاه وخصه بخصائص عظمى فيأتون اليه فاعتذر ويحيلهم الى عيسى وكل واحد من هؤلاء الكرام والمرسلين الذين هم من اولي العزم من الرسل وادم عليه السلام ابو البشر يذكر ما - 00:05:34
تقصر به منزلته عن ان يشفع عند رب العالمين في ذلك الموقف العظيم فادم يذكر خطيئته نوح يذكر دعوته على قومه وابراهيم يذكر ما جرى منه من كذبات ثلاث تأول فيها - 00:06:00
موسى يذكر ما كان منه من قتل ثم يأتون الى عيسى عليه السلام وهو خاتم الرسل الذين يأتيهم الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم لكن عيسى عليه السلام اذا جاؤوا اليه يعتذر دون ان يذكر خطيئة او وصفا يقصر به - 00:06:22
عن ان يشفع للناس بل يقول اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون اليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيقولون له نظير ما قالوا من تقدم من المرسلين والانبياء - 00:06:50
فيقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها ثم انه صلى الله عليه وسلم يأتي ليشفع عند رب العالمين ولا يبدأ بالشفاعة اولا لانه لا يشفع عند الله احد الا باذنه ورضاه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه - 00:07:10
يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى فلا يشفع احد عند الله عز وجل الا باذنه فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسجد بين يدي ربه جل في علاه - 00:07:31
ويفتح الله تعالى على رسوله في ذلك الموقف من المحامد والثناء على الله وتمجيده وتقديسه ما لا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ثم انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع - 00:07:46
فيرفع رأسه صلى الله عليه وسلم ويشفع في مجيء الله لفصل القضاء وبهذا يظهر مقامه وشريف منزلته وعلو مكانته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهو المقام المحمود الذي ذكره الله في محكم كتابه. ومن الليل فتهجد به نافلة لك. عسى ان يبعثك ربك - 00:08:07
مقاما محمودا فالمقام المحمود هو المقام الذي يحمده عليه الاولون والاخرون من الانس والجن وهو مجيء رب العالمين لفصل القضاء بين الناس ثم انه صلى الله عليه وسلم يشفع في امته على وجه الخصوص بعد شفاعته العامة - 00:08:34
فيقول امتي امتي فيشفعه الله تعالى فيمن شاء من هذه الامة لكن هذه الشفاعة لا تكون الا باذن الله عز وجل ولا تكون الا لمن رضي الله تعالى عنه من اهل التوحيد - 00:08:56
واهل الاخلاص فليست هذه الشفاعة لكل من هب ودب بل هي منح ومن ان وكرامات وهبات يتفظل الله تعالى بها على الشافع من عباده من الملائكة والرسل والشهداء والصالحين ويتفضل بها على المشفوع فيهم - 00:09:14
من عباده الذين يشفع فيهم هؤلاء اما اخراجهم من النار واما في عدم دخولهم لها اذا استحقوها واما برفع درجاتهم في الجنة وذاك كله مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبره وقوله في بيان - 00:09:37
شفاعاته وشفاعات من يشفع من عباد الله الصالحين واسعد الناس بالشفاعة هم اهل لا اله الا الله الذين اخلصوها من قلوبهم وحققوها في اقوالهم واعمالهم. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم خصه الله بخصائص كثيرة وفيرة عظيمة كثيرة ذاك لعظيم منزلته - 00:10:00
وكبير مكانته عند رب العالمين ومما خصه الله تعالى به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد اخبر به ان الله تعالى تفضل عليه بان جعل الارض كلها محل الصلاة والتطهر - 00:10:27
فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا وهذا من الخصائص الالهية التي خص الله تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم وبه يتبين امور من هذا التخصيص اولا - 00:10:48
انتشار هذه الامة وكثرتها. فلا يسعها مسجد ولا يحويها معبد ولذلك جعلت لها الارظ مسجدا وطهورا هذا من فوائد التي يمكن ان تستفاد من قوله جعلت هي الارض مسجدا وطهورا. ومن الفوائد ايضا - 00:11:07
ان هذه الامة تتعبد الله جل وعلا في كل اوقاتها فايما رجل اراد ان يصلي وايما شخص اراد ان يصلي فعنده مادة الطهارة وموضع الصلاة فيتطهر ويصلي وفيها من الفوائد عظيم قدر الصلاة عند رب العالمين - 00:11:28
اذ ان الله تعالى شرعها لعباده المؤمنين ويسرها فلم يجعلها مقيدة بمكان ولا بمحل ولا بمادة يتطهر بها لا يتطهر بغيرها بل جعلت لي الارض مسجدا وطهورا اي محلا للتطهر - 00:11:51
رفع الاحداث المانعة من الصلاة وكل هذا يبين عظيم ما خص الله تعالى به هذه الشعيرة العظيمة التي هي الصلاة وهي المناجاة بين العبد وربه وهي الباب الذي اذا فتحه العبد - 00:12:10
فتح له من ابواب الخير والبر والسعادة والانشراح والبهجة والسرور ما لا يرد له على باطل على بال ولا يدركه هو خيال فالصلاة فيها من الفوائد والمنافع في دنيا الناس ودينهم في اخلاقهم وسلوكهم واعمالهم - 00:12:27
ما اذا حققوا الصلاة على الوجه المطلوب ادركوا شيئا عظيما من ذلك ولقائلنا يقول نشاهد من يصلي لا يحقق ولا يدرك تلك الفضائل هذا قصور في فعله ومن نقص نقص له في - 00:12:46
عطاء ومن بلغ الغاية بالخشوع وحضور القلب واتقان الصلاة فتح له من ابواب الفلاح ما يصدق قول رب العالمين قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والفلاح هو الغاية والمنتهى التي يطلبها كل بشر. فان الفلاح ادراك السعادة ادراك المرغوبات - 00:13:05
والامن من المرهوبات هذه هذا الفلاح الذي قظى الله به وحكم للمؤمنين في قوله قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون حديثنا بعد هذه المقدمة عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من المواضع ان يصلى فيها - 00:13:31
فانه بعد ان اخبر صلى الله عليه وعلى اله وسلم بان الارض كلها موضع للصلاة فحيثما ادركت العبد صلاته ادركت العبد صلاته صلى عنده مسجده وعنده طهوره فانه منع من الصلاة في بعض المواطن التي جاءت - 00:13:54
بها السنة ومرجع النهي في هذه المواطن الى اسباب اما ان تكون مواضع يحظر فيها الشيطان واما ان تكون مواضع قذر ونجاسة واما ان تكون مواضع شغل وعدم حضور قلب - 00:14:20
واما ان تكون مواضع غضب ومحال سخط هذه هذه المعاني التي ذكرها العلماء والعلل التي يرجع اليها النهي عن الصلاة في المواضع التي هي عن الصلاة فيها اما ان تكون - 00:14:41
مواضع تحضرها الشياطين واما ان تكون مواضع نجاسة وقدر واما ان تكون مواضع انشغال وعدم حضور قلب واما ان تكون مواضع نزل فيها عذاب وسخط هذه اربعة اسباب ذكرها العلماء في العلة والغاية من - 00:15:02
النهي عن الصلاة في المواضع التي نهي عن الصلاة فيها نستمع الى ما ورد في ذلك وقد جاء فيه عدة احاديث ذكر منها المؤلف رحمه الله الحافظ بن حجر في بلوغ المرام ثلاثة احاديث نستمع اليها ونعلق على ما تضمنه - 00:15:32
بعد القراءة ان شاء الله تعالى ايه السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله - 00:15:49
الله في كتابه بلوغ المرام من ادلة الاحكام. قال رحمه الله تعالى في باب شروط الصلاة وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى - 00:16:23
في سبع مواطن المزبلة والمجزرة. والمقبرة وقارعة الطريق. والحمام ومع موطن الابل وفوق ظهر بيت الله. رواه الترمذي مضعفه. وعن ابي غنوي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا - 00:16:43
الى القبور ولا تجلسوا عليها. رواه مسلم هذان الحديثان وقبلهما حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام - 00:17:13
هذه الاحاديث الثلاثة انتظمت المواضع التي نهي عن الصلاة فيها هذه الاحاديث الثلاثة جمعت المواضع التي نهي عن الصلاة فيها واجمعها حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه الذي - 00:17:34
ذكر المواظع التي نهي عن الصلاة فيها وقد تقدم الكلام على حديث ابي سعيد وعلى كثير مما تضمنه حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عن الجميع اما حديث ابي سعيد فاخبر بما ميز الله تعالى بهذه الامة من ان الارض كلها مسجد والمقصود بهذا انها موضع للصلاة - 00:17:52
الارض كلها مسجد اي ان الارض جميعها موضع يصلى فيه لا يستثنى من ذلك شيء الا ما بينه الحديث وجاء به الخبر عن سيد الورى صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:18:14
صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي على محمد اذا ذكر النبي فصلوا عليه اللهم صلي عليه يزيدكم الله تعالى بها فضلا واجرا قال صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد - 00:18:29
الا المقبرة والحمام فقوله كلها مسجد اي موضع صلاة. والا فمعلوم ان البيوت والاسواق والطرقات الفظاءات ليست مساجد تأخذ احكام المساجد المعهودة مما جرى فيه تحديد تبيين من حيث اقامتها وبناؤها ومن حيث ما يتعلق بها من الاحكام - 00:18:45
فالمساجد تطلق على شيئين على موضع الصلاة مطلقا اينما كان وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا وقوله صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد - 00:19:15
وتطلق المساجد ايضا على المواطن التي بنيت لعبادة الله عز وجل واقامة ذكره وقراءة القرآن والصلاة وهذا المشار اليه بقوله في قوله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال - 00:19:30
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار فهذا يطلق على البناء المعهود الذي له من الاحكام ما يخصه في قوله صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال اذا دخل احدكم المسجد - 00:19:53
فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. وفي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القدر. انما هي للصلاة ولذكر الله ولتلاوة القرآن فهذه في المساجد المعهودة. فقوله كلها مسجد اي موضع للسجود - 00:20:12
ثم استثنى النبي صلى الله عليه وسلم المقبرة والحمام في حديث ابي سعيد الخدري والمقبرة المقصود بها مدفن الموتى ولا فرق في ذلك بين ان يكون قد دفن فيها عدد كثير او لم يدفن فيها الا قبر واحد. ما دام انها - 00:20:33
قد جعلت اي جعلت هذه الارض للدفن فان المقبرة اسم يصدق على كل موضع يدفن فيه الموتى ولو كان قبرا واحدا ما دام انه موضع دفن فيه ميت قوله صلى الله عليه وسلم والحمام اي مكان الاغتسال بالماء الحار هذا المقصود بالحمام - 00:20:53
وليس المراد بالحمام ما اصطلح عليه الناس اليوم من اطلاق هذا الاسم على موضع قضاء الحاجة بل الحمام المقصود به الموضع الذي يستعمله الناس للاغتسال واستعمال الماء الحار في تنقية ابدانهم وتطهيرها وتطييبها. اما المواضع التي ذكرها في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه فهي سبعة - 00:21:18
حديث ابي سعيد ضعفه بعض اهل العلم وصححه اخرون والاقرب والله تعالى اعلم انه لا بأس به فقد صححه الامام البخاري وابن خزيمة والذهبي وابن حزم وقال عنه ابن تيمية رحمه الله رواه احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة باسانيد جيدة ومن تكلم - 00:21:44
فلم يستوفي طرقه في حديث ابي سعيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام. حديث جيد من حيث الاسناد وان كان قد ضعفه من ضعفه من المحدثين. لكن صححه صححه ائمة اعلام ذكرت بعضهم - 00:22:06
واما حديث عبدالله ابن عمر الذي قال فيه نهى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصلى في سبعة في سبعة مواضع او في سبع مواطن نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبع مواطن هذا الحصر - 00:22:28
لذكر الجهاد والبقاع التي لا يصلى فيها وهو من حيث الاسناد حديث ظعيف في قول عامة اهل العلم لظعف رواته. لكن اكثر ما جاء ما يشهد له في احاديث اخر - 00:22:44
نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبع مواطن المواطن جمع موطن وهو مذكر والعادة جارية في لسان العرب على ان العدد يخالف المعدود في في التذكير والتأنيث - 00:23:05
كان المعدود مذكرا كان العدد مؤنثا. واذا كان المعدود مؤنثا كان العدد مذكرا. هنا جرى على في القاعدة فقال صلى الله عليه وسلم في سبع مواطن وموطن اللفظ مذكر لكن المخرج من هذا والله - 00:23:19
تعالى اعلم ان هذا الموطن قد يطلق آآ على آآ قد يكون المنظور فيه الجمع فتقول هذه مواطن ولا تقول هذا موطن هذا مواطن. انما تقول هذه مواطن. فالتذكير والتأنيث هنا روعي فيه اللفظ وان كان - 00:23:39
مفرده مذكرا قال في عد المواطن المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام ومواطن الابل وفوق ظهر بيت الله هذه سبعة مواطن بدأها بالمزبلة. المزبلة مكان اجتماع الزبل وهو القذر والوسخ - 00:23:59
والعلة في النهي عن الصلاة في المزبلة انها مواطن اجتماع القدر الذي قد يلابس النجاسات وايضا ان المؤمن مأمور في صلاته بان يأخذ زينته في لباسه وبدن يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد - 00:24:25
فلا يتناسب ان يكون موضع الصلاة موضع زبل اذا كان اذا كان المؤمن مأمورا باخذ احسن لباسه واخذ زينته في بدنه وثيابه للصلاة فينبغي ان يكون الموضع على حال تتناسب مع حال الجاء اليها - 00:24:47
وهو ان يكون في موضع حسن لا في موضع الزبل اذا قيل في علة النهي عن الصلاة في المزابل انها قد تتضمن نجاسات وقيل انه لا تتناسب مع الصلاة التي ينبغي ان يطلب لها الطيب من - 00:25:10
اللباس والطيب من الزينة فكذلك ينبغي ان يطلب الطيب من المكان وقيل ان الزبل والمزابل مواطن اجتماع الجن والشياطين وهذا مما ينفر منه المؤمن ويتباعد منه وينأى بنفسه عنه ولذلك اذا دخل مواطن قضاء الحاجة - 00:25:27
فانه يستعيذ بالله من الخبث والخبائث من الشر واهله وهم الجن والشياطين الذين يقعدون للناس بالمرصاد. فالمزابل قيل انها مأوى لهؤلاء لانهم يجتمعون في اماكن القذر و الوسخ واما المجزرة وهي ثاني ما ذكره من المواطن - 00:25:50
العلة في النهي عن الصلاة فيها هو انها قد تتضمن نجاسات وان لم تكن متظمنة لنجاسات فانها لا تخلو من اقذار والمؤمن مطلوب ان يطلب لصلاته موطنا بعيدا عن القدر وبعيدا عن النجس. النجس في الدم المسفوح - 00:26:16
الذي قال الله تعالى فيه قل لا اجد فيما اوحي علي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحما خنزير فانه رجس هكذا قال الله عز وجل اي نجس فانه رجس - 00:26:41
الدم المسفوح دم نجس اذا اصاب الثياب او البدن او البقعة وجب على المؤمن ان يطهر ثيابه وبدنه والبقعة التي يصلي فيها من هذه النجاسة ولذلك نهي عن الصلاة في المجزرة ولو سلمت المجزرة من الدم المسفوح فانها لا تسلم من - 00:26:56
اقذار ودماء وهي مما يطلب التجنب منه والتخلي عنه في صلاته اما الموطن الثالث فهو المقبرة وقد تقدم ذكره في حديث ابي سعيد وسيأتي مزيد ايضاح في حديث ابي مرثد الغنوي رضي الله تعالى عنه. اما الموطن الرابع قارعة قارعة الطريق. قارعة الطريق اي الطريق المسلوك - 00:27:17
وسمي الطريق المسروق قارعة لان الاقدام ايش؟ تقرعه فلذلك سمي قارعة الطريق اي ما تقرؤه الاقدام من الطرق فهو الطريق المسلوك الذي تسير عليه الاقدام ويكون ويمر منه الناس. سواء كان المرور - 00:27:44
ليه الراكبين على وسائل النقل من حيوان ودواب وغيرها من المركوبات او كان مطروقا بالارجل الممرات والساحات التي تخصص للمارة سواء كان ذلك في المساجد او في آآ سائر الاماكن - 00:28:04
فانه لا يقصر الطريق فقط على ما تسير فيه المراكب او ما يسير فيه المسافرون بل كل طريق تسلكه الاقدام ويسلكه الناس مشيا او ركوبا فانه داخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:26
بنهيه عن الصلاة في هذه المواطن. اما الموطن الخامس الحمام وقد تقدم بيان معناه والعلة في النهي عن الحمام انه موطن لا يخلو من قذر وان كان قد يسلم من النجاسات - 00:28:50
هذا من جهة فان الناس يتخلون في اماكن استحمامهم مما اصابهم من قدر فلا يتناسب هذا ان يكون موضعا للصلاة. وقيل انه تكشف فيه العورات ومواضع كشف العورات مواضع تتوقع - 00:29:12
وتجتنب وقيل انها مواضع للجن والشياطين وذلك ان الجن والشياطين يأتوا يأتون الناس ويغشونهم في حال تخليهم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء قال اعوذ بالله من الخبث والخبائث لحظورهم - 00:29:30
صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الحديث الصحيح حديث علي رضي الله تعالى عنه قال ستر ما بين اعين الجن وعراة بني ادم ان يقول بسم الله الجن - 00:29:54
آآ الشياطين يرقبون الانسان في حال خلواته وحال آآ تعريه فيكون ذلك سببا لتسلطهم عليه واذاه لهذا كان الحمام مجمعا لهم فنهي عن الصلاة في الحمام لانها مواطن اجتماع الشياطين. وقد جاء - 00:30:08
في مواطن قضاء الحاجة قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره باسناد جيد ان هذه الحشوش محتضرة ان هذه الحشوشة محتضرة. الحشوش جمع حش والحش هو الكريف الذي تقضى فيه الحاجة - 00:30:31
الحمام الذي يغتسل فيه يشابه الحشوش والكنف ودورات المياه في انها مواطن تكشف فيها العورات فيكون فيها للشياطين من التسلط والحضور ما ينبغي ان يتوقعه لذلك نهي عن الصلاة في - 00:30:51
الحمام اما الموطن السادس الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معاطن الابل ومعاطن الابل هي اماكن بروكها على وجه الايواء يعني الاماكن التي تأوي اليها وتبرك فيها - 00:31:12
وذلك ل كوني هذه الاماكن مواطن لحضور هذه الدواب كثيرة النفرة شديدة الحركة التي يحصل معها من التشويش على المصلي ما لا يتناسب مع الحالة التي ينبغي ان يكون عليها من الخشوع وحضور القلب - 00:31:32
هذا ما قيل في علة النهي عن الصلاة في معاطل الابل وقيل في علة ذلك ان معاطن الابل موضع لقضاء الحاجة من الرعاة الرعاة يقصدون معاطن الابل وهي مباركها التي تأوي اليها فيقضون حاجتهم بين الابل فيكون ذلك - 00:31:58
عرضة لمباشرة النجاسات فنهي عن الصلاة في معاطل الابل وقيل ان النهي عن الصلاة في معاطن الابل لكون الابل خلقت من جن ومعنى خلقت من جن ان فيها من الشيطنة - 00:32:21
وقرب الشياطين منها ما ينفر منه المؤمن حال صلاته لاجل الا يشوش عليه فان المؤمن يطلب في موضع صلاته موطن سكون وطمأنينة وحضور قلب. فلذلك نهي عن الصلاة في معاطن الابل واذن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في مبارك الغنم كما جاء في حديث جابر بن سمرة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه - 00:32:42
وسلم فقال يا رسول الله ان اصلي في مبارك الغنم يعني اماكن ايواءها اه قربها ورجوعها بعد اه رعيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال له ان اصلي في معاطن الابل؟ قال صلى الله عليه وسلم لا - 00:33:11
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة - 00:00:18
وادى الامانة ونصح الامة حتى تركها على محجة بيضاء سبيل بين واضح ظاهر لا لبس فيه ولا غبش. لا يزيغ عنه الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:42
اما بعد فان الله تعالى قص محمد بن عبدالله سيد الاولين والاخرين وخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه بخصائص عديدة خصائص منها ما يعود لذاته وشخصه الكريم صلوات الله وسلامه عليه - 00:01:07
ومنها ما يتصل بقرابته من امن به منهم ومنها ما خصه به فمنحه لامته ومنها ما خصه الله تعالى به فيما يتعلق بالشرع الذي جاء به والهدى الذي انزله عليه - 00:01:34
وخصائصه صلى الله عليه وسلم ومزاياه التي تفضل الله تعالى بها عليه كثيرة وعديدة ووفيرة وذاك انه صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم. فالله تعالى اصطفاه من بين المرسلين وجعله خاتمهم وسيدهم - 00:01:59
والمقدمة فيهم وجعله مصطفى على الاولين والاخرين فانزل الله تعالى عليه احسن الكتب واتمها وشرع له اكمل الدين واحسن وعده فظائل في الدنيا بظهور دينه واتمام ما جاء به هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون - 00:02:23
مما خصه الله تعالى به ما يكون في الاخرة ما يظهر الله تعالى به مكانته وعظيم منزلته وكريمة ما خصه به فان الله تعالى في يوم البعث والنشور عندما يجتمع الخلق - 00:02:56
في ذلك الموقف العظيم الذي يحشر الناس فيه حفاة عراة غرلا قد تخلوا عن كل ما كان في دنياهم من المتع والهبات والمزايا كما قال جل في علاه ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة في ذلك اليوم - 00:03:17
يظهر الله تعالى فضل رسوله ومصطفاه محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يطول الموقف على الناس على نحو يشق عليهم مشقة بالغة في حر شديد وكرب عظيم واهوال متتابعة - 00:03:43
تطيش لها الالباب وتزيغ لها الابصار ولا يأمن فيها الا من اتى الله بقلب سليم ولا يأمن فيها الا من جاء بصالح العمل وراسخ الايمان يقول الناس بعضهم لبعض اذهبوا الى ابيكم ادم - 00:04:04
فيذهبون اليه فيقولون له الا ترى ما قد بلغنا الا ترى ما قد نزل بنا؟ ويذكرنا من الحال ما يعرفه ويشاهده من شدة الكرب وعظيم الهول ويطلبون منه الشفاعة عند الله عز وجل - 00:04:25
في المجيء لفصل القضاء فيعتذر ادم عليه السلام ثم يحيلهم الى نوح اول رسول ارسله الله تعالى الى الخلق ثم يأتونه ويقولون له قريبا من مقالتي ما قالوه او قريبا من مقالتهم لادم في وصف ما هم فيه من الشدة والكرب - 00:04:44
يعتذر ويحيلهم الى ابراهيم خليل الرحمن فيأتون اليه ويعرضون عليهما نزل بهم من كربة وشدة ويطلبون منه ان يشفع لهم عند رب العالمين فيعتذر ويحيلهم الى موسى كليم الله الذي - 00:05:09
كتب الله تعالى له التوراة بيده جل في علاه وخصه بخصائص عظمى فيأتون اليه فاعتذر ويحيلهم الى عيسى وكل واحد من هؤلاء الكرام والمرسلين الذين هم من اولي العزم من الرسل وادم عليه السلام ابو البشر يذكر ما - 00:05:34
تقصر به منزلته عن ان يشفع عند رب العالمين في ذلك الموقف العظيم فادم يذكر خطيئته نوح يذكر دعوته على قومه وابراهيم يذكر ما جرى منه من كذبات ثلاث تأول فيها - 00:06:00
موسى يذكر ما كان منه من قتل ثم يأتون الى عيسى عليه السلام وهو خاتم الرسل الذين يأتيهم الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم لكن عيسى عليه السلام اذا جاؤوا اليه يعتذر دون ان يذكر خطيئة او وصفا يقصر به - 00:06:22
عن ان يشفع للناس بل يقول اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون اليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيقولون له نظير ما قالوا من تقدم من المرسلين والانبياء - 00:06:50
فيقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها ثم انه صلى الله عليه وسلم يأتي ليشفع عند رب العالمين ولا يبدأ بالشفاعة اولا لانه لا يشفع عند الله احد الا باذنه ورضاه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه - 00:07:10
يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى فلا يشفع احد عند الله عز وجل الا باذنه فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسجد بين يدي ربه جل في علاه - 00:07:31
ويفتح الله تعالى على رسوله في ذلك الموقف من المحامد والثناء على الله وتمجيده وتقديسه ما لا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ثم انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع - 00:07:46
فيرفع رأسه صلى الله عليه وسلم ويشفع في مجيء الله لفصل القضاء وبهذا يظهر مقامه وشريف منزلته وعلو مكانته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهو المقام المحمود الذي ذكره الله في محكم كتابه. ومن الليل فتهجد به نافلة لك. عسى ان يبعثك ربك - 00:08:07
مقاما محمودا فالمقام المحمود هو المقام الذي يحمده عليه الاولون والاخرون من الانس والجن وهو مجيء رب العالمين لفصل القضاء بين الناس ثم انه صلى الله عليه وسلم يشفع في امته على وجه الخصوص بعد شفاعته العامة - 00:08:34
فيقول امتي امتي فيشفعه الله تعالى فيمن شاء من هذه الامة لكن هذه الشفاعة لا تكون الا باذن الله عز وجل ولا تكون الا لمن رضي الله تعالى عنه من اهل التوحيد - 00:08:56
واهل الاخلاص فليست هذه الشفاعة لكل من هب ودب بل هي منح ومن ان وكرامات وهبات يتفظل الله تعالى بها على الشافع من عباده من الملائكة والرسل والشهداء والصالحين ويتفضل بها على المشفوع فيهم - 00:09:14
من عباده الذين يشفع فيهم هؤلاء اما اخراجهم من النار واما في عدم دخولهم لها اذا استحقوها واما برفع درجاتهم في الجنة وذاك كله مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبره وقوله في بيان - 00:09:37
شفاعاته وشفاعات من يشفع من عباد الله الصالحين واسعد الناس بالشفاعة هم اهل لا اله الا الله الذين اخلصوها من قلوبهم وحققوها في اقوالهم واعمالهم. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم خصه الله بخصائص كثيرة وفيرة عظيمة كثيرة ذاك لعظيم منزلته - 00:10:00
وكبير مكانته عند رب العالمين ومما خصه الله تعالى به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد اخبر به ان الله تعالى تفضل عليه بان جعل الارض كلها محل الصلاة والتطهر - 00:10:27
فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا وهذا من الخصائص الالهية التي خص الله تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم وبه يتبين امور من هذا التخصيص اولا - 00:10:48
انتشار هذه الامة وكثرتها. فلا يسعها مسجد ولا يحويها معبد ولذلك جعلت لها الارظ مسجدا وطهورا هذا من فوائد التي يمكن ان تستفاد من قوله جعلت هي الارض مسجدا وطهورا. ومن الفوائد ايضا - 00:11:07
ان هذه الامة تتعبد الله جل وعلا في كل اوقاتها فايما رجل اراد ان يصلي وايما شخص اراد ان يصلي فعنده مادة الطهارة وموضع الصلاة فيتطهر ويصلي وفيها من الفوائد عظيم قدر الصلاة عند رب العالمين - 00:11:28
اذ ان الله تعالى شرعها لعباده المؤمنين ويسرها فلم يجعلها مقيدة بمكان ولا بمحل ولا بمادة يتطهر بها لا يتطهر بغيرها بل جعلت لي الارض مسجدا وطهورا اي محلا للتطهر - 00:11:51
رفع الاحداث المانعة من الصلاة وكل هذا يبين عظيم ما خص الله تعالى به هذه الشعيرة العظيمة التي هي الصلاة وهي المناجاة بين العبد وربه وهي الباب الذي اذا فتحه العبد - 00:12:10
فتح له من ابواب الخير والبر والسعادة والانشراح والبهجة والسرور ما لا يرد له على باطل على بال ولا يدركه هو خيال فالصلاة فيها من الفوائد والمنافع في دنيا الناس ودينهم في اخلاقهم وسلوكهم واعمالهم - 00:12:27
ما اذا حققوا الصلاة على الوجه المطلوب ادركوا شيئا عظيما من ذلك ولقائلنا يقول نشاهد من يصلي لا يحقق ولا يدرك تلك الفضائل هذا قصور في فعله ومن نقص نقص له في - 00:12:46
عطاء ومن بلغ الغاية بالخشوع وحضور القلب واتقان الصلاة فتح له من ابواب الفلاح ما يصدق قول رب العالمين قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والفلاح هو الغاية والمنتهى التي يطلبها كل بشر. فان الفلاح ادراك السعادة ادراك المرغوبات - 00:13:05
والامن من المرهوبات هذه هذا الفلاح الذي قظى الله به وحكم للمؤمنين في قوله قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون حديثنا بعد هذه المقدمة عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من المواضع ان يصلى فيها - 00:13:31
فانه بعد ان اخبر صلى الله عليه وعلى اله وسلم بان الارض كلها موضع للصلاة فحيثما ادركت العبد صلاته ادركت العبد صلاته صلى عنده مسجده وعنده طهوره فانه منع من الصلاة في بعض المواطن التي جاءت - 00:13:54
بها السنة ومرجع النهي في هذه المواطن الى اسباب اما ان تكون مواضع يحظر فيها الشيطان واما ان تكون مواضع قذر ونجاسة واما ان تكون مواضع شغل وعدم حضور قلب - 00:14:20
واما ان تكون مواضع غضب ومحال سخط هذه هذه المعاني التي ذكرها العلماء والعلل التي يرجع اليها النهي عن الصلاة في المواضع التي هي عن الصلاة فيها اما ان تكون - 00:14:41
مواضع تحضرها الشياطين واما ان تكون مواضع نجاسة وقدر واما ان تكون مواضع انشغال وعدم حضور قلب واما ان تكون مواضع نزل فيها عذاب وسخط هذه اربعة اسباب ذكرها العلماء في العلة والغاية من - 00:15:02
النهي عن الصلاة في المواضع التي نهي عن الصلاة فيها نستمع الى ما ورد في ذلك وقد جاء فيه عدة احاديث ذكر منها المؤلف رحمه الله الحافظ بن حجر في بلوغ المرام ثلاثة احاديث نستمع اليها ونعلق على ما تضمنه - 00:15:32
بعد القراءة ان شاء الله تعالى ايه السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله - 00:15:49
الله في كتابه بلوغ المرام من ادلة الاحكام. قال رحمه الله تعالى في باب شروط الصلاة وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى - 00:16:23
في سبع مواطن المزبلة والمجزرة. والمقبرة وقارعة الطريق. والحمام ومع موطن الابل وفوق ظهر بيت الله. رواه الترمذي مضعفه. وعن ابي غنوي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا - 00:16:43
الى القبور ولا تجلسوا عليها. رواه مسلم هذان الحديثان وقبلهما حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام - 00:17:13
هذه الاحاديث الثلاثة انتظمت المواضع التي نهي عن الصلاة فيها هذه الاحاديث الثلاثة جمعت المواضع التي نهي عن الصلاة فيها واجمعها حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه الذي - 00:17:34
ذكر المواظع التي نهي عن الصلاة فيها وقد تقدم الكلام على حديث ابي سعيد وعلى كثير مما تضمنه حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عن الجميع اما حديث ابي سعيد فاخبر بما ميز الله تعالى بهذه الامة من ان الارض كلها مسجد والمقصود بهذا انها موضع للصلاة - 00:17:52
الارض كلها مسجد اي ان الارض جميعها موضع يصلى فيه لا يستثنى من ذلك شيء الا ما بينه الحديث وجاء به الخبر عن سيد الورى صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:18:14
صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي على محمد اذا ذكر النبي فصلوا عليه اللهم صلي عليه يزيدكم الله تعالى بها فضلا واجرا قال صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد - 00:18:29
الا المقبرة والحمام فقوله كلها مسجد اي موضع صلاة. والا فمعلوم ان البيوت والاسواق والطرقات الفظاءات ليست مساجد تأخذ احكام المساجد المعهودة مما جرى فيه تحديد تبيين من حيث اقامتها وبناؤها ومن حيث ما يتعلق بها من الاحكام - 00:18:45
فالمساجد تطلق على شيئين على موضع الصلاة مطلقا اينما كان وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا وقوله صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد - 00:19:15
وتطلق المساجد ايضا على المواطن التي بنيت لعبادة الله عز وجل واقامة ذكره وقراءة القرآن والصلاة وهذا المشار اليه بقوله في قوله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال - 00:19:30
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار فهذا يطلق على البناء المعهود الذي له من الاحكام ما يخصه في قوله صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال اذا دخل احدكم المسجد - 00:19:53
فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. وفي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القدر. انما هي للصلاة ولذكر الله ولتلاوة القرآن فهذه في المساجد المعهودة. فقوله كلها مسجد اي موضع للسجود - 00:20:12
ثم استثنى النبي صلى الله عليه وسلم المقبرة والحمام في حديث ابي سعيد الخدري والمقبرة المقصود بها مدفن الموتى ولا فرق في ذلك بين ان يكون قد دفن فيها عدد كثير او لم يدفن فيها الا قبر واحد. ما دام انها - 00:20:33
قد جعلت اي جعلت هذه الارض للدفن فان المقبرة اسم يصدق على كل موضع يدفن فيه الموتى ولو كان قبرا واحدا ما دام انه موضع دفن فيه ميت قوله صلى الله عليه وسلم والحمام اي مكان الاغتسال بالماء الحار هذا المقصود بالحمام - 00:20:53
وليس المراد بالحمام ما اصطلح عليه الناس اليوم من اطلاق هذا الاسم على موضع قضاء الحاجة بل الحمام المقصود به الموضع الذي يستعمله الناس للاغتسال واستعمال الماء الحار في تنقية ابدانهم وتطهيرها وتطييبها. اما المواضع التي ذكرها في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه فهي سبعة - 00:21:18
حديث ابي سعيد ضعفه بعض اهل العلم وصححه اخرون والاقرب والله تعالى اعلم انه لا بأس به فقد صححه الامام البخاري وابن خزيمة والذهبي وابن حزم وقال عنه ابن تيمية رحمه الله رواه احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة باسانيد جيدة ومن تكلم - 00:21:44
فلم يستوفي طرقه في حديث ابي سعيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام. حديث جيد من حيث الاسناد وان كان قد ضعفه من ضعفه من المحدثين. لكن صححه صححه ائمة اعلام ذكرت بعضهم - 00:22:06
واما حديث عبدالله ابن عمر الذي قال فيه نهى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصلى في سبعة في سبعة مواضع او في سبع مواطن نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبع مواطن هذا الحصر - 00:22:28
لذكر الجهاد والبقاع التي لا يصلى فيها وهو من حيث الاسناد حديث ظعيف في قول عامة اهل العلم لظعف رواته. لكن اكثر ما جاء ما يشهد له في احاديث اخر - 00:22:44
نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبع مواطن المواطن جمع موطن وهو مذكر والعادة جارية في لسان العرب على ان العدد يخالف المعدود في في التذكير والتأنيث - 00:23:05
كان المعدود مذكرا كان العدد مؤنثا. واذا كان المعدود مؤنثا كان العدد مذكرا. هنا جرى على في القاعدة فقال صلى الله عليه وسلم في سبع مواطن وموطن اللفظ مذكر لكن المخرج من هذا والله - 00:23:19
تعالى اعلم ان هذا الموطن قد يطلق آآ على آآ قد يكون المنظور فيه الجمع فتقول هذه مواطن ولا تقول هذا موطن هذا مواطن. انما تقول هذه مواطن. فالتذكير والتأنيث هنا روعي فيه اللفظ وان كان - 00:23:39
مفرده مذكرا قال في عد المواطن المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام ومواطن الابل وفوق ظهر بيت الله هذه سبعة مواطن بدأها بالمزبلة. المزبلة مكان اجتماع الزبل وهو القذر والوسخ - 00:23:59
والعلة في النهي عن الصلاة في المزبلة انها مواطن اجتماع القدر الذي قد يلابس النجاسات وايضا ان المؤمن مأمور في صلاته بان يأخذ زينته في لباسه وبدن يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد - 00:24:25
فلا يتناسب ان يكون موضع الصلاة موضع زبل اذا كان اذا كان المؤمن مأمورا باخذ احسن لباسه واخذ زينته في بدنه وثيابه للصلاة فينبغي ان يكون الموضع على حال تتناسب مع حال الجاء اليها - 00:24:47
وهو ان يكون في موضع حسن لا في موضع الزبل اذا قيل في علة النهي عن الصلاة في المزابل انها قد تتضمن نجاسات وقيل انه لا تتناسب مع الصلاة التي ينبغي ان يطلب لها الطيب من - 00:25:10
اللباس والطيب من الزينة فكذلك ينبغي ان يطلب الطيب من المكان وقيل ان الزبل والمزابل مواطن اجتماع الجن والشياطين وهذا مما ينفر منه المؤمن ويتباعد منه وينأى بنفسه عنه ولذلك اذا دخل مواطن قضاء الحاجة - 00:25:27
فانه يستعيذ بالله من الخبث والخبائث من الشر واهله وهم الجن والشياطين الذين يقعدون للناس بالمرصاد. فالمزابل قيل انها مأوى لهؤلاء لانهم يجتمعون في اماكن القذر و الوسخ واما المجزرة وهي ثاني ما ذكره من المواطن - 00:25:50
العلة في النهي عن الصلاة فيها هو انها قد تتضمن نجاسات وان لم تكن متظمنة لنجاسات فانها لا تخلو من اقذار والمؤمن مطلوب ان يطلب لصلاته موطنا بعيدا عن القدر وبعيدا عن النجس. النجس في الدم المسفوح - 00:26:16
الذي قال الله تعالى فيه قل لا اجد فيما اوحي علي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحما خنزير فانه رجس هكذا قال الله عز وجل اي نجس فانه رجس - 00:26:41
الدم المسفوح دم نجس اذا اصاب الثياب او البدن او البقعة وجب على المؤمن ان يطهر ثيابه وبدنه والبقعة التي يصلي فيها من هذه النجاسة ولذلك نهي عن الصلاة في المجزرة ولو سلمت المجزرة من الدم المسفوح فانها لا تسلم من - 00:26:56
اقذار ودماء وهي مما يطلب التجنب منه والتخلي عنه في صلاته اما الموطن الثالث فهو المقبرة وقد تقدم ذكره في حديث ابي سعيد وسيأتي مزيد ايضاح في حديث ابي مرثد الغنوي رضي الله تعالى عنه. اما الموطن الرابع قارعة قارعة الطريق. قارعة الطريق اي الطريق المسلوك - 00:27:17
وسمي الطريق المسروق قارعة لان الاقدام ايش؟ تقرعه فلذلك سمي قارعة الطريق اي ما تقرؤه الاقدام من الطرق فهو الطريق المسلوك الذي تسير عليه الاقدام ويكون ويمر منه الناس. سواء كان المرور - 00:27:44
ليه الراكبين على وسائل النقل من حيوان ودواب وغيرها من المركوبات او كان مطروقا بالارجل الممرات والساحات التي تخصص للمارة سواء كان ذلك في المساجد او في آآ سائر الاماكن - 00:28:04
فانه لا يقصر الطريق فقط على ما تسير فيه المراكب او ما يسير فيه المسافرون بل كل طريق تسلكه الاقدام ويسلكه الناس مشيا او ركوبا فانه داخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:26
بنهيه عن الصلاة في هذه المواطن. اما الموطن الخامس الحمام وقد تقدم بيان معناه والعلة في النهي عن الحمام انه موطن لا يخلو من قذر وان كان قد يسلم من النجاسات - 00:28:50
هذا من جهة فان الناس يتخلون في اماكن استحمامهم مما اصابهم من قدر فلا يتناسب هذا ان يكون موضعا للصلاة. وقيل انه تكشف فيه العورات ومواضع كشف العورات مواضع تتوقع - 00:29:12
وتجتنب وقيل انها مواضع للجن والشياطين وذلك ان الجن والشياطين يأتوا يأتون الناس ويغشونهم في حال تخليهم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء قال اعوذ بالله من الخبث والخبائث لحظورهم - 00:29:30
صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الحديث الصحيح حديث علي رضي الله تعالى عنه قال ستر ما بين اعين الجن وعراة بني ادم ان يقول بسم الله الجن - 00:29:54
آآ الشياطين يرقبون الانسان في حال خلواته وحال آآ تعريه فيكون ذلك سببا لتسلطهم عليه واذاه لهذا كان الحمام مجمعا لهم فنهي عن الصلاة في الحمام لانها مواطن اجتماع الشياطين. وقد جاء - 00:30:08
في مواطن قضاء الحاجة قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره باسناد جيد ان هذه الحشوش محتضرة ان هذه الحشوشة محتضرة. الحشوش جمع حش والحش هو الكريف الذي تقضى فيه الحاجة - 00:30:31
الحمام الذي يغتسل فيه يشابه الحشوش والكنف ودورات المياه في انها مواطن تكشف فيها العورات فيكون فيها للشياطين من التسلط والحضور ما ينبغي ان يتوقعه لذلك نهي عن الصلاة في - 00:30:51
الحمام اما الموطن السادس الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معاطن الابل ومعاطن الابل هي اماكن بروكها على وجه الايواء يعني الاماكن التي تأوي اليها وتبرك فيها - 00:31:12
وذلك ل كوني هذه الاماكن مواطن لحضور هذه الدواب كثيرة النفرة شديدة الحركة التي يحصل معها من التشويش على المصلي ما لا يتناسب مع الحالة التي ينبغي ان يكون عليها من الخشوع وحضور القلب - 00:31:32
هذا ما قيل في علة النهي عن الصلاة في معاطل الابل وقيل في علة ذلك ان معاطن الابل موضع لقضاء الحاجة من الرعاة الرعاة يقصدون معاطن الابل وهي مباركها التي تأوي اليها فيقضون حاجتهم بين الابل فيكون ذلك - 00:31:58
عرضة لمباشرة النجاسات فنهي عن الصلاة في معاطل الابل وقيل ان النهي عن الصلاة في معاطن الابل لكون الابل خلقت من جن ومعنى خلقت من جن ان فيها من الشيطنة - 00:32:21
وقرب الشياطين منها ما ينفر منه المؤمن حال صلاته لاجل الا يشوش عليه فان المؤمن يطلب في موضع صلاته موطن سكون وطمأنينة وحضور قلب. فلذلك نهي عن الصلاة في معاطن الابل واذن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في مبارك الغنم كما جاء في حديث جابر بن سمرة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه - 00:32:42
وسلم فقال يا رسول الله ان اصلي في مبارك الغنم يعني اماكن ايواءها اه قربها ورجوعها بعد اه رعيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال له ان اصلي في معاطن الابل؟ قال صلى الله عليه وسلم لا - 00:33:11