العقيدة السفارينية

الدرس(4) من شرح العقيدية السفارينية

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول اه السفاريني رحمه الله تعالى محمد ابن احمد ابو العون في مقدمة المنظومة السفارينية - 00:00:00ضَ

يقول رحمه الله بعد بيان موظوع هذه القصيدة وهذا النظم. قال فاعلم ان كل العلم كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي لانه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لفهمه لم يبتغي فيعلم الواجب والمحال - 00:00:33ضَ

كجائز في حقه تعالى ثم قال وصار الان بعد ان بين موظوع النظم وانه في علم التوحيد وما يتصل به قال وصار من عادات اهل العلم اي من طريقتهم ومسلكهم ان يعتنوا في سبر ذا بالنظم اي في بحثه وتناوله - 00:00:52ضَ

تحقيق مسائله بالنظم قال لانه يسهل للحفظ كما يروق السمع ويشفي من ظمأ فمن هنا اي لاجل هذا لكونه يحقق المصالح المتقدمة وهو من عادة اهل العلم نظمت نظمتها اه فمن هنا نظمت لي عقيدة - 00:01:13ضَ

اي هذه المنظومة التي بين ايدينا ارجوزة هذا بيان البحر الذي نظم عليه هذا النظم فهو من الرجز وهو من اسهل وايسر بحور الشعر يتسامح فيه ما لا يتسامح في غيره - 00:01:40ضَ

ولذلك يستعمل كثيرا بل قيل انه لا يدخل في الشعر فمن قاله ليس بشاعر فقد يقوله من يحسن صف الكلام لكنه لا يصنف بانه شاعر لكونه من ايسر البحور نظما - 00:02:04ضَ

ويتجوز فيه ما لا يتجوز في غيره من البحور وقوله وجيزة المختصرة لابسط فيها ولا تفصيل من جهة ومن جهة اخرى انها اشتملت على مهمات مسائل الاعتقاد فلم تأتي على كل المسائل - 00:02:33ضَ

فوجزتها في الفاظها وفي مسائلها وقول مفيدة اي ذات فائدة هذا من تزكية المصنف رحمه الله لهذه المنظومة وتزكية صاحب الصنعة صنعته سائغ اذا كان ذلك يدعو ويرغب بالاقبال عليها والافادة منها - 00:02:57ضَ

وكان ذلك الوصف مطابقا للواقع. يعني لابد في مدح الانسان عمله ان يكون لمصلحة وان يكون صادقا فيما ذكر ومنه قول يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ - 00:03:31ضَ

عليم ليس هذا من التزكية المذمومة لدعاء الحاجة اليه او لتحقق المصلحة به وقد درج عليه اهل العلم رحمهم الله ولم يعدوا ذلك من التزكية المذمومة ومنه قول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه لو اعلم احدا - 00:03:51ضَ

يعلم في اية من كتاب الله ما لا اعلم تصله الابل لجئت وهذا يشير انه رضي الله تعالى عنه قد حوى من العلم كلام الله عز وجل ما اغناه عن الرحيل الى غيره طلبا - 00:04:23ضَ

ببيانه او لايضاحه قال نظمتها هذا بيان للذي سلكه المصنف رحمه الله في منظومته فهو يشبه بيان منهجه بيان خطته التي سار عليها وهو ما يعرف بالدراسات المعاصرة خطة البحث - 00:04:48ضَ

قال نظمتها في سلكها مقدمة وست ابواب كذاك خاتمة فاجتمع مضمون ومحتوى هذه العقيدة في ثمانية اجزاء مقدمة وخاتمة وست ابواب قال رحمه الله وسمتها قسمتها اي علمتها بان جعلت - 00:05:08ضَ

اسمها الدرة المضيئة وسمتها بالدرة المضيئة والدرة هي النفيس من التي تحصل من البحور وقوله رحمه الله الدرة المضيئة بيان انها امتازت بالاظاءة والوظوح وذلك ان الدر على الوان واشكال - 00:05:39ضَ

فمنهما يأتي مضيئا ومنه ما يأتي مظلما ومنه ما يأتي كاسفا ومنه ما يأتي على صورة لا اشعاع فيها لكنه انتقى اطيب الدر وهو ما كان مظيئا قال رحمه الله في عقد اهل الفرقة المرظية - 00:06:29ضَ

هذا تتميم للاسم فالاسم الدرة المضيئة في عقد اهل الفرقة المرضية واهل الفرقة المرظية هم اهل السنة والجماعة وسماهم فرقة لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بافتراق هذه الامة - 00:06:54ضَ

الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة اي الا واحدة من تلك الفرق كما في حديث معاوية وغيره فقوله بعقد اي في اعتقادي والعقد هو ما طوى عليه القلب مما يتعلق باصول الايمان - 00:07:15ضَ

الايمان بالله الايمان بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر. الايمان بالقدر خيره وشره وسماها مرضية لانه قد رضي الله تعالى عنها ورضي عنها رسوله اما رضى الله تعالى عنها فهو - 00:07:41ضَ

لانه قد رضي ما اعتقدته فقد اعتقدت ما رضيه الله تعالى من الدين كما قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالفرقة المرظية هي فرقة اهل الاسلام - 00:08:04ضَ

الصحيح السالم من الشوب الخالص من الانحراف والزيغ والضلال ورظيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال الا واحدة فسلمها من النار وانما سلمت من النار لسلامتها من الانحراف والزيغ والضلال - 00:08:26ضَ

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بقوله هم من كان على مثل ما انا عليه واصحابي كما في حديث انس وان كان في اسناده مقال لكنه يصدقه ما جاء من النصوص في بيان - 00:08:52ضَ

الطائفة المنصورة وقوله رحمه الله على اعتقاده بالسداد الحنبلي امام اهل الحق بالقدر العلي الى اخره هو بيان ان هذه العقيدة جرى فيها على اعتقادي الامام احمد رحمه الله وانما ذكر الامام احمد ولم يذكر ابو بكر وعمر - 00:09:14ضَ

والصحابة ان الامام احمد رحمه الله جاء في وقت ظهرت فيه الفرق المنحرفة عن طريق اهل السنة ظهورا جليا فلم يسبق لامة الاسلام انجر عليها من الفتنة والبلاء في مسائل الاعتقاد - 00:09:43ضَ

كما جرى في زمن الامام احمد رحمه الله وقد ثبت الله تعالى الامام احمد بما فتح الله عليه من لزوم طريقه اهل السنة والجماعة والثبات على ما كان عليه سلف الامة - 00:10:12ضَ

فلهذا كان رحمه الله شامة في معرفة الاعتقاد الصحيح وكان من بعده ينسب اليه لسلامة الاعتقاد وصحته ولهذا ابو الحسن الاشعري رحمه الله عندما ترك ما ترك مع انه لم يكن حنبليا - 00:10:33ضَ

في الفروع لكنه عندما ترك ما كان عليه من آآ الانحراف في الاعتقاد بالسير على طريق ابن كلاب رجع عنه الى عقد الامام احمد وقال انا على ما عليه الامام احمد ابو عبد الله - 00:11:01ضَ

ووصف بانه امام اهل السنة وذاع صيته حتى ارتضاه جميع فرق الامة ومذاهبها المختلفة هذا وجه ذكر الامام احمد والانتساب اليه في مسائل الاعتقاد على انه ينبغي ان يعلم ان مسائل الاعتقاد - 00:11:23ضَ

ليس فيها مذاهب لافراد بل هي طريق جامع يجمع اهل السنة والجماعة على اختلاف مذاهبهم الفقهية بخلاف المذاهب الفقهية فانها تتنوع وتختلف لكن فيما يتعلق بالاعتقاد ان الجميع يأرز الى - 00:11:51ضَ

كتابا او سنة او ما كان عليه سلف الامة ولهذا ليس تمت اعتقاد شافعي اعتقاد مالكي اعتقاد حنفي اعتقاد حنبلي انما الجميع يصدر عن شيء واحد وانما ينتسب الى الامام احمد لكونه رحمه الله رد الله تعالى به البدعة - 00:12:16ضَ

واظهر به السنة في زمن قتل الناس في عقيدة السلف حملوا على عقيدة الضلال والانحراف فثبته الله تعالى فكان ثباته ثباتا للحق وظهورا له ولذلك ارتضاه علماء عصره وذكروه بالجميل وكذا من جاء بعدهم من علماء الامة - 00:12:38ضَ

قال رحمه الله على اعتقادي بالسداد اي الصواب. فالسداد اصابة الحق الحنبلي امام اهل الحق ذي القدر العلي امام اهل الحق اي امام اهل السنة والجماعة وامامته تقدم بيان وجهها وسببها - 00:13:11ضَ

وقول ذي القدر العلي اي صاحب المقام العلي الرفيع حيث انه رحمه الله ذكره كل من عاصره وعرف مقامه في نصرة الحق بالجميل بلهجة الالسن بذكره ومحبته والثناء عليه وشكر صنيعه رحمه الله في اظهار الحق والثبات عليه - 00:13:36ضَ

قول حبر الملأ فارض العلا الرباني رب الحجاب ما حدج الشيباني حبر الملأ اي عالم الملأ والملأ هم الخلق الكثير وفرد العلا اي المتفرد في الارتفاع والسمو الرباني الذي ربى الناس بصغار العلم قبل كباره - 00:14:04ضَ

وقيل الرباني الذي خلص في عمله وفي سعيه رب الحجاب اي صاحب العقل والفهم وحسن النظر محدو جا اي مزيل الظلام الشيباني نسبه رحمه الله فانه امام اهل الاثر اي امام من استمسك بالاثر وهو ما جاء عن الله - 00:14:44ضَ

وعن رسوله وعن تلف الامة الصالح فالاثر يطلق على الخبر المنقول في الجملة والمأثور في الجملة وهذا ما معناه العام ام معناه الخاص فالاثر يطلق على المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن - 00:15:24ضَ

غيره من سلف الامة والمقصود هنا المعنى العام ليشمل كل ما جاء به دليل من كتاب او سنة او جرى عليه سلف الامة فانه امام اهل الاثر اي الذين يقدمون الاثار - 00:15:46ضَ

في الاعتقاد خلافا لمن يجعلون الاعتقاد صادرا عن افكار والعقول التي لا تدرك الغيبيات ولا تعرفها ولو ادركتها لادركتها اجمالا دون دون التفصيل وسيأتي ان شاء الله تعالى بيان ذلك بالايضاح الجلي ان - 00:16:05ضَ

مسائل الاعتقاد مرجعها الاثار والمنقول عن مختار صلوات الله وسلامه عليه وما كان عليه سلف الامة الاخيار تمنح منحاه ايمن صار بطريقه وجرى في سبيله فهو الاثري اي السائل على طريق الاثر - 00:16:35ضَ

السائر على طريق السلف هكذا بين المصنف رحمه الله على ما على ما بنى عقيدته وهذه الاوصاف ذكر بعض اهل العلم انها على وجه التقييد وليست على وجه الاطلاق فقوله رحمه الله - 00:17:01ضَ

امام اهل الحق ذي القدر العلي كل ذلك مقيد حبر الملا فرد العلا الرباني رب الحجامة حدوا جى الشيباني كل هذا مقيد بقيود اما باهل زمانه او العلماء بعده او ما اشبه ذلك - 00:17:32ضَ

والذي يظهر والله تعالى اعلم انها ان المصنف رحمه الله قد اكثر في المدح وزاد بما ينبغي الاقتصار عنه فهذا سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه عندما قالوا انت سيدنا وابن سيدنا - 00:17:54ضَ

واطولنا طولا وافضلنا فضلا قال قولوا ببعض قولوا ببعض قولكم قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان اي لا يسترقظنكم الشيطان فيجعلكم تقعون ب المدح الذي هو نوع من الاسراف والخروج عن الحق - 00:18:16ضَ

قوله رحمه الله سقى وضريحه سقى ضريحا حله صوب الرضا اي سقى الله ضريحا وهو القبر الذي حله رحمه الله طلب الرضا اي مطر الرضا فالصوم هنا المقصود بهما ينزل - 00:18:44ضَ

من الصيب والعفو والغفران ما نجم اي على تعاقب الزمن فدعا له بنزول المغفرة بنزول الرضا والعفو والغفران. على تتابع الزمان الليالي والايام والرضا على المنازل فمن رضي الله عنه ادرك كل بر وسعادة - 00:19:11ضَ

وقوله والعفو تجاوز والصفح والغفران الستر وعدم الاظهار قال وحله وسائر الائمة منازل الرضوان على الجنة اي وانزله وسائر الائمة اي وبقية ائمة الاسلام الذين لهم جميل الذكر وطيبوا الصنع - 00:19:38ضَ

منازل الرظوان اي الفردوس واعلى النعيم الذي اعده لاوليائه منازل الرضوان اي الاماكن التي يحل فيها رضوان الله اعلى الجنة وهي الفردوس نسأل الله ان نكون من اهلها هذا ما ذكره المصلي في المقدمة ثم بعد ذلك شرع في بيان مسائل الاعتقاد في - 00:20:10ضَ

ابواب ستة ثم خاتمة هذه هي المقدمة ثم يأتي الباب الاول بعد ذلك في ترجيح مذهب السلف على غيره وسيأتي ان شاء الله تعالى في الدرس القادم والله تعالى اعلم - 00:20:41ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:52ضَ