العقيدة السفارينية

الدرس(44) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم قال الناظم غفر الله له ولشيخنا وللحاضرين وللسامعين وكل انسان وكل جنة في دار نار او نعيم جنتي هما مصير الخلق من كل الورى فالنار دار من تعدى وافترى - 00:00:01ضَ

ومن عصى بذنبه لم يخلد وان دخلها يا بوار المعتدي وجنة النعيم للابرار مصونة عن سائر الكفار واجزم بان النار كالجنة في وجودها وانها لم تتلف فنسأل الله النعيم والنظر - 00:00:23ضَ

لربنا من غير ما شين غبر فانه ينظر بالابصار كما اتى في النص والاخبار لانه سبحانه لم يحجب. لم يحجبي الا عن الكافر والمكذب ومن عظيم منة السلام ولطفه بسائر الانام الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:00:43ضَ

محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والفاصل وفي صلة الكلام عن اليوم الاخر يبحث اهل العلم في الجنة والنار. لان الجنة والنار من علوم الاخرة ومما يتصل بالايمان باليوم الاخر يقول رحمه الله وكل انسان وكل جن. كل انسان اي جميع - 00:01:05ضَ

بني ادم وكل جن اي جميع الجن في دار نار او نعيم جنة. نسأل الله ان نكون من اهل الجنة اي ان الناس والجن سائرون الى احد هذين المنزلين في الاخرة - 00:01:31ضَ

فانهم يصيرون اما الى جنة واما الى نار كما قال العزيز الغفار جل في علاه فريق في الجنة وفريق في السعير هذا منتهى احوال الناس يوم القيامة ومآل السعين على اختلاف - 00:01:50ضَ

اه اه احوالهم الى واحد من هذين الدارين اما جنة واما نار. فقول وكل انسان وكل جنة في دار نار ان يسير الى النار او نعيم جنة قال رحمه الله هذا مصير الخلق - 00:02:07ضَ

من كل الورى اي هذا مآلهم ومنتهاهم ثم بعد ذلك فصل بمن يستحق النار ومن يستحق الجنة لكن قبل ان نمضي فيما ذكر رحمه الله وهم من كلام المؤلف ان - 00:02:29ضَ

الجن كالانس في المصير والمعاد وهذا الذي عليه عامة علماء الاسلام ان الجن كالانس بالمصير والمآل وذهب جماعة من اهل العلم الى ان مؤمن الجن لا يعذب ولكنه لا يدخل الجنة - 00:02:49ضَ

واما كافر الجن فانه يدخل النار وهذا القول قال به بعض اهل العلم والذي دلت عليه الادلة ان الجنة يدخلها كل مؤمن من الانس والجن دليل ذلك قول الله تعالى ولمن خاف مقام ربه - 00:03:17ضَ

جنتان وذكر في سياق ما ينعم به اهل الجنة مما يتعلق بالحور المقصورات وقاصرات الطرف وهل لم يطمثهن انس قبلهم ولا جن ولا جان ولو كان الجن لا يدخلونها لما احتاج الى ذكرهم - 00:03:45ضَ

فلما ذكر انه لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان دل ذلك على انهم يدخلون الجنة ويدل له ايضا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين - 00:04:05ضَ

ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب باشا فقوله اعددت لعبادي الصالحين شامل لكل صالح من عباد الله من اه من الانس والجن ذكره في ختم الحديث - 00:04:26ضَ

ما لم يخطر على قلب بشر لان الاصل في الخطاب الشرعي للبشر والجن تابعون فهم ليسوا من جنس الانس لكنه مخاطبون بالرسالة الراجح من هذين القولين ان جن كالانس بالنعيم والعذاب كما قرره المؤلف رحمه الله - 00:04:42ضَ

هذا مصير الخلق اي من الثقلين الانس والجن فالاف واللام هنا للعهد الذكر فقد تقدم ذكر الخلق بنوعيهم بقوله وكل انس هو كل انسان وكل جنة وكل انسان وكل جنة. قال رحمه الله - 00:05:05ضَ

فالنار دار من تعدى وافترى ومن عصى بذنبه لم يخلد وان دخلها يا بوار المعتدي هذا ما يتصل بالدار الاولى لانه قدم ذكر النار في النظم فقدم ذكر اهلها التفصيل وهذا من - 00:05:26ضَ

اللف والنشر المرتب او المشوش المرتب مركب لانه لو مشوش كان قدم ذكر راح اهل الجنة لكن لما ذكر الان ان كل انسان وكل جنة بدار نار او نعيم جنة ثم - 00:05:53ضَ

الان ذكر صنفين ثم لما جاء لتفصيل اهل الجنة واهل النار بدأ بذكر اهل النار فهذا مرتب وليس مشوشا. قال فالنار دار من تعدى اي من تجاوز والتعدي هنا يشمل - 00:06:13ضَ

التعدي الذي يخرج به الانسان عن الاسلام او لم يحققه من الاصل والاساس ويشمل التعدي بالخروج عن الشرائع وتعدي حدود الله فيشمل الكفر وما دونه قال وافترى اي وكذب ويمكن ان يقال التعدي هنا هو تجاوز - 00:06:30ضَ

التجاوز بالمعصية والافتراء هو التكبيب والكفر يحتمل هذا ويحتمل هذا والذي يظهر انه التعدي يشمل الصورتين ولذلك يسمى اهل الكفر بي اه ويوصفون بالاعتداء وآآ الف ترا صورة من التعدي - 00:06:55ضَ

قال رحمه الله ومن عصى بذنبه لم يخلد اي من وقع في العصيان. هنا بيان ان الدار النار ليست آآ دار دار مستقر لكل من دخلها بل هي على نوعين - 00:07:16ضَ

هناك من يدخل النار دخولا مؤقتا وينتهي به المال الى الجنة وهناك من يدخل النار وتكون داره على وجه التأبيد لا يخرجون منها فاما الذين يدخلونها ممن استحقوا دخولها فهم اهل المعصية - 00:07:35ضَ

الذين يدخلونها ما قسم الله تعالى وقدر ثم يخرجون منها اما باستيفاء العقوبة واما للشفاعة فان الله عز وجل يخرج من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان. فلا يبقى - 00:07:58ضَ

في النار مؤمن وانما هي دار الخلد لاهل الكفر والاعتداء المطلق والجحود التام والشرك بالله عز وجل اذا الذين يدخلون نفس انفان اهل المعاصي واهل الكفر. اهل المعاصي دخولهم الى النار - 00:08:23ضَ

دخول مؤقت بقدر ما يكون من العقوبة المستحقة وقد ترفع تلك العقوبة بايش بالشفاعة او برحمة ارحم الراحمين واما آآ الدخول الدائم السرمدي فهو لاهل الكفر الذين حرم الله تعالى عليهم دخول الجنة - 00:08:45ضَ

كما قال الله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. تحريم الجنة اي منعها وحبسهم عنها تحريما مطلقا ومأواهم النار اي مستقرهم ثم قالوا وجنة النعيم للابرار. هذا - 00:09:14ضَ

بيان من يستحق الدار الاخرى وهي الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها. الجنة اسم جنس لدار النعيم الكامل التي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت - 00:09:34ضَ

ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهذا حد التعريف الجنة الجنة في الشرع اسمه اسم لدار النعيم الكامل التي اعد الله تعالى فيها على عباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب - 00:09:50ضَ

بشر قال رحمه الله وجنة النعيم للابرار اي لاهل البر الابرار جمع بر وهو القائم بالطاعة المجانب جاء في للمعصية وقوله رحمه الله مصونة عن سائر الكفار اي محفوظة من ان من ان يصلها محمية من ان يصلها احد من الكفار كما قال الله تعالى - 00:10:07ضَ

في سورة المائدة انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ثم قال رحمه الله واجزم بان النار كالجنة في وجودها وانها لم تكلفي. اشرتي هذا البيت الى مسألتين - 00:10:36ضَ

من مسائل الاعتقاد في الجنة والنار. المسألة الاولى ان الجنة والنار موجودتان وهذا الذي عليه علماء الاسلام ودلت عليه الادلة في الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة ان النار والجنة داران موجودتان كما قال الله تعالى في الجنة اعدت للمتقين وفي النار قال اعدت - 00:10:56ضَ

للكافرين فهي معدة موجودة وقد قال الله تعالى في النار النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فدل ذلك على ان النار موجودة. يعرض عليها - 00:11:28ضَ

الكفار غدوا وعشية في في البكور والاصال في الصباح اخر النهار في العشي بكرة واصيلا كما دل عليه ما ذكره الله تعالى في عذاب ال فرعون و المسألة الثانية ان الجنة والنار لا تفنيان - 00:11:48ضَ

بل هما تراني السرمديتان وهذا الذي عليه عامة علماء الاسلام اما الجنة فلا خلاف بين اهل الاسلام في بقائها وخلود اهلها فيها نسأل الله ان نكون منهم. واما النار فعامة علماء الاسلام - 00:12:17ضَ

على هذا المعنى وان النار باقية كالجنة ولذلك قال واجزم بان النار كالجنة لانه لا خلاف في الجنة ولذلك قاس بقاء النار على بقاء الجنة وهذا ليس من باب اه اثبات - 00:12:44ضَ

الغيبيات بالقياس ولكن هذا من التمثيل اي ان شأنهما واحد كما دلت عليه النصوص كما جاء في حق جنة من البقاء ثابت للنار قال في وجودها وانها لم تتلفي و - 00:13:05ضَ

دليل بقاء النار وانها دائمة لا تنقطع ما ذكره الله تعالى من تخليد اهلها فيها. وقد ذكر الله تعالى ذلك في ثلاثة مواضع من القرآن الحكيم ذكر الله تعالى تأبيد - 00:13:25ضَ

بقاء اهل النار فيها في ثلاثة مواضع من القرآن الحكيم. في الموضع الاول في سورة النساء والموضع الثاني في سورة الاحزاب وفي الموضع الثالث في سورة الجن اما الموضع الاول في سورة النساء في قوله ان الذين كفروا وظلموا ان لم يكن له ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها - 00:13:52ضَ

ابدا. واما الموضع الثاني فهو قول الله تعالى ان الله لعن الكافرين هذي في سورة الاحزاب واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا والموظع الثالث في سورة الجن وهو - 00:14:16ضَ

في قول الله جل وعلا الا بلاغا من الله ورسالاته ثم قال ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هذه المواضع الثلاثة ذكر الله تعالى فيها تأبيد الخلود - 00:14:37ضَ

وليس مجرد الخلود لان الخلود يأتي ويراد به طول المكث وطول البقاء ولا يلزم من ذلك التأبيد ايش الاية الاولى اول السور التي ورد فيها ذكر تأبيد الخلود النساء والاحزاب - 00:14:55ضَ

والجن اية النساء ان الذين كفروا وظلموا لم يكن له ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها بدا في سورة اه الاحزاب ان الله لعن الكافرين واعدلهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا - 00:15:21ضَ

في اية الجن ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. هذه الايات الثلاثة التي تثبت ما ذكره المؤلف رحمه الله جرى عليه خذوا اهل السنة والجماعة من ان النار - 00:15:45ضَ

ترمدية باقية نسأل الله السلامة منها قال رحمه الله فنسأل الله النعيم والنظر نسأل الله اي نطلبه ونتوسل اليه بفظله ومنه ندعوه ان يرزقنا النعيم اي الدار التي هي محل النعيم وهي الجنة - 00:16:04ضَ

والنظر اي النظر الى وجهه وهو ذروة نعيم اهل الجنة اعلى ما في الجنة من النعيم النظر الى وجه الكريم. نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن ينظر الى وجهه وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة - 00:16:25ضَ

يقول رحمه الله والنظر لربنا من غير ما شين غبر اي من غير فتنة مظلة او بلاء نازل هذا القيد مستفاد من حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والشوق الى لقائك في غير ظراء مظرة ولا فتنة مظلة ثم بعد ذلك قرر مسألة الرؤية - 00:16:42ضَ

فقال فانه ينظر بالابصار كما اتى في النص والاخبار لانه سبحانه لم يحجب الا عن الكافر والمكذب. هذا في اثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل في الجنة وهو اعلى ما يكون من نعيمهم - 00:17:13ضَ

اقوى اية في اثبات نظر المؤمنين لربهم في الجنة قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة و اه قوله فانه ينظر بالابصار بيان ان النظر حقيقي وليس اه نظرا للثواب كما يؤوله اه من يحرف هذه الصفة - 00:17:30ضَ

ولا يثبتها والعمدة في اثبات اه النظر الى الله جل وعلا ما جاء في الخبر في النص في القرآن وفي السنة واجمع عليه علماء الامة ومن الادلة ذلك ان الله تعالى اخبر عن احتجابه - 00:17:52ضَ

عن الكفار في قوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فلما اخبر عن احتجابه عن الكفار دل ذلك على ان اهل الايمان منعمون بالنظر الى العزيز الغفار يكون في هذا قد انتهينا من هذا المقطع - 00:18:10ضَ

اه نقف على الباب الخامس والله تعالى الذي فيه ذكر النبوة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:18:24ضَ