بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد شرع المؤلف رحمه الله في كلام جديد؟ نعم. وتصوره القلب مما يقرب الى - 00:00:00
الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. الله اكبر ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه - 00:00:18
الذي سماه الله ورسوله فقها. فهذا ايضا من افضل ذكر الله. وعلى اذا تدبرت لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبيرة اختلاف. طيب فهذا تلت ما تقدم من اه الجواب على سؤال اي الاعمال افضل - 00:00:38
وقد تقدم ان الشيخ رحمه الله قال في جوابه واما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب اوقاتهم فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد. ثم بعد هذا - 00:01:03
رجع الشيخ رحمه الله لبيان افضل الاعمال على وجه العموم الذي يناسب كل احد على اختلاف احوال الناس وطاقاتهم وقدراتهم وامكاناتهم واشتغالاتهم فقال رحمه الله لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما هو افضل ما شغل العبد - 00:01:20
به نفسه في الجملة ثم بعد هذا التفظيل للذكر بين المؤلف رحمه الله ان الذكر ينقسم الى قسمين ذكر مطلق وذكر مقيد وان اقل ما ينبغي ان يشتغل به الانسان من الذكر الذكر - 00:01:44
المقيد وهو ما يكون في اوقات محددة اوله اسباب محددة ثم قال رحمه الله بعد هذا القسم من الذكر وهو الذكر المطلق ثم ملازمة الذكر مطلقا وافظله لا اله الا الله - 00:02:02
وبعد ذلك قال رحمه الله بعد بيان ان الاذكار تتفاضل وان افظلها لا اله الا الله وانه قد يعرظ للذكر لغير هذا الذكر من الفضل في زمان مقيد ما يجعله افضل من قول لا اله الا الله لا باعتبار الكلمة نفسها لكن باعتبار امور اخرى خارجة عن ذات العبادة نفسها او ذات - 00:02:22
المتكلم به نفسه يقول رحمه الله ثم يعلم ان كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب الى الله تعالى من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله وهذا يبين لنا سعة ذكر الله وانه لا ينحصر فقط بقول سبحان الله - 00:02:44
والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله وما اشبه ذلك. بل ذكر الله اوسع من ذلك. فكل ما تصوره القلب او تكلم به اللسان من ذكر الله عز وجل مما يقرب الى الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو - 00:03:03
ومن ذكر الله وهذا يبين لنا ان الذكر لا ينحصر فقط في الاوراد المحددة والاذكار المقيدة بل هو اوسع من ذلك فالذكر يكون بالقلب بما يجري فيه من ذكر نعمة الله والتفكر في الاء الله عز وجل والتفكر في صفاته سبحانه وتعالى - 00:03:22
وما الى ذلك من الامور القلبية ويكون ايضا بما يجري على اللسان من تعليم العلم وتعلمه وترداد العلم بحفظه واستذكاره وايضا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا من ذكر الله ولذلك - 00:03:45
كان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس ذكرا لانه لا ينفك ذاكرا لله عز وجل فهو اما في تسبيح واما في قراءة القرآن واما في دعوة الخلق وهدايتهم واما في امر بالمعروف ونهي عن المنكر واما في - 00:04:01
ادارة شؤون اهله بما يحقق كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وكل هذا من ذكر الله عز وجل فينبغي للمؤمن ان يستحظر هذا المعنى العام لذكر الله حتى يستكثر من الاعمال الصالحة وحتى يثاب لان العمل الصالح اذا فقد النية نقص - 00:04:21
ميزانه وقل اجره عند الله عز وجل. يقول رحمه الله ولهذا من اشتغل بطلب العلم بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه الفقه كمجلسنا هذا مثلا الذي سماه الله ورسوله فقها فهذا ايضا من افضل ذكر الله وعلى ذلك اذا - 00:04:40
لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبر اختلاف لكونها ترجع كلها الى اعتبار حال من السائل اعتبار حال العبد فقد يكون الافضل له في هذا المقام كذا والافضل له في هذا المقام كذا ومن قال ان افضل اعمال الذكر فانه لا يحصره فقط - 00:05:00
بالذكر اللساني الذي فيه ذكر اسم الله عز وجل بتسبيحة وتحميد او تقديس او تمجيد بل هو اكثر من ذلك فيشمل التعليم ويشمل ويشمل الامر بالمعروف ويشمل النهي عن المنكر ويشمل دعوة الناس الى الهدى ويشمل ايضا الذب عن الشريعة ويشمل رد شبهات المشبهين - 00:05:22
وما اشبه ذلك كله يدخل في اي شيء بذكر الله عز وجل فيكون ما بين العلماء المتقدمين من اختلاف في اي الاعمال افضل انما هو من باب اختلاف التنوع او التضاد - 00:05:42
اختلاف التنوع فالاختلاف نوعان اختلاف تنوع وهو ان يتفقوا على المعنى وان اختلفوا في اللفظ والثاني اختلاف تضاد وهو ان تتقابل الاقوال من كل وجه فيكون ما قاله فلان مقابل لما قاله فلان لا يتفق معه لا في الصورة واللفظ ولا في المعنى والحقيقة - 00:05:57
نعم وما اشتبه امره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة. فما ندم من استخار الله تعالى وليكثر من ذلك ومن الدعاء فانه مفتاح كل خير. ولا يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب - 00:06:17
وليتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك يقول رحمه الله وما اشتبه امره على العبد انتبه امره يعني اختلط ولم يتضح ولم يبن فيه وجه الخير - 00:06:39
سواء كان من الامور الخاصة او من الامور العامة من الامور العبادية اذا كان الانسان مخيرا بين انواع من العبادات في ايها السلوك هل العلم هل يشتغل بالدعوة؟ هل يشتغل بالجهاد؟ هل يشتغل بالاغاثة؟ هل يشتغل بحفظ القرآن؟ ام بحفظ السنة - 00:07:00
بهما جميعا اذا اشتبه الامر على الانسان ولم يتبين له الخير في امور من الخير فليستخر فليستخر اي ليطلب خير الامرين. ومن هذا نفهم ان الاستخارة تكون في المفاضلة بين الاعمال الصالحة - 00:07:20
ومن قال من العلماء انه لا استخارة في الخير مراده انه لا استخارة فيما تبين خيره سواء كان في امر الدنيا او في امر الاخرة ولذلك لا يستخر الانسان هل يحج او لا - 00:07:38
لكن اذا كان بين ان يحج وبين ان يجلس للتعليم بين ان يحج او يخرج للجهاد بين ان يحج او يشتغل اغاثة المنكوبين من المسلمين او ما الى ذلك من الاعمال التي - 00:07:51
تكون كلها خير لكن ما يتبين له وجه الخير. هل هو في هذا او في هذا؟ ففي هذه الحال ماذا يفعل؟ يستخير بعد ان يستشير لان الاستشارة مرحلة مقدمة على الاستخارة - 00:08:04
اذ الاستخارة لا تكون الا في نهاية المطاف عندما يقلب الانسان الرأي من كل وجه فلا يتبين له نوع ترجيح عند ذلك يطلب الخير من رب العالمين بالاستخارة اي بطلب الخير منه ان يوفقه الى خير هذه الامور التي هو مقبل عليها - 00:08:17
يقول وما اشتبه امره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة فما ندم من استخار يقول وليكثر من ذلك ما ندم من استخار هذا بعضهم يجعله حديثا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكنه ليس بحديث ولا يثبت - 00:08:35
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول وانما هو من اقوال بعض سلف الامة. يقول وليكثر من ذلك اي من الاستخارة وفيه انه يشرع اقرأ الاستخارة فله ان يكرر الاستخارة مرة ومرتين وثلاث - 00:08:51
فلا بأس بذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير فريضة ثم ليقل ولم يبين هل هذا في مرة او في مرتين او في ثلاث - 00:09:06
فما دام انه لم تركن نفسه ولم يطمئن الى شيء من الامور فلا بأس ان يكرر استخارة لانه من قبيل تكرار الدعاء لان الاستخارة نوع من الدعاء. فقوله وليكثر من ذلك اي من الاستخارة - 00:09:19
تروح بتكرارها اذا دعت حاجة. يقول ومن الدعاء اي ومن سؤال الله عز وجل مطلقا حتى في غير الاستخارة لان الاستخارة هي دعاء خاص بان يصلي ركعتين ثم يدعو الله عز وجل فيقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب - 00:09:35
اللهم ان كنت تعلم ان في كذا خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان في كذا شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني - 00:09:59
اصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان. هذا يقوله اما قبل ان يسلم واما بعد ان يسلم والحديث يحتمل هذا وهذا وان كان بعض العلماء يقول ان الحديث يظهر منه انه يقول ذلك بعد الفراغ من الصلاة لقوله فليركع ركعة - 00:10:12
من غير فريضة ثم يقول مع انه ليس بظاهر في الحقيقة ولذلك قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله له ان يدعو بهذا الدعاء قبل السلام وله ان يدعو به بعد السلام وهما - 00:10:30
قولان لاهل العلم والمسألة فيها سعة فان دعا قبل السلام فهو محل للدعاء وان دعا بعد السلام فهو يحتمله قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر في الصحيح فليركع ركعتين من غير الفريظة ثم ليقل اللهم اني استخيرك الحديث. واما قوله ومن الدعاء فهذا يكون في الركوع اي يكون في السجود ويكون في - 00:10:42
ادبار الصلوات ويكون في هدئات الاسحار ويكون بين الاذان والاقامة يقول اللهم دبرني على ما فيه الخير ويسر لي الخير حيث كان اللهم اهدني لخير الامرين دون ان يكون بصلاة ودعاء خاص كالدعاء المتقدم في حديث جابر - 00:11:04
يقول فانه مفتاح كل خير الدعاء مفتاح كل خير. يعني به يستفتح كل خير ولا شك ان دعاء مفتاح كل الخير. لماذا؟ لان الانسان لا يعدم اما ان يحصل مقصوده بدعائه - 00:11:19
فان فاته المقصود فانه لا يعدم من فظيلتين ان يدفع الله عنهم الى الشر نظير ما دعا فاذا لم يكن ذلك فان الله عز وجل يدخره له في الاخرة اجرا وثوابا. ثم قال ولا يعجل اي لا يستعجل في الدعاء - 00:11:32
وبيان العجلة فيقول قد دعوت فلم يستجب لي وهذا فيه احتجاج على القدر وسوء ظن بالله عز وجل. يا اخي انت لا تسأل فقيرا معدما ان تسأل من بيده مقاليد الامور وله ما في السماوات وما في الارض - 00:11:49
يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحانه وبحمده فاذا منعك انما يمنعك لحكمة ما يمنعك بخلا. وهذا اذا استحضره الانسان طابت نفسه بقضاء الله عز وجل ورضي بما يقسمه الله له - 00:12:05
فلا تجد عنده غظاظة على القدر ولا كراهية لما يجريه الله من الاقدار بل تجده مستسلما يدعو الله ويتظرع لكنه مع اي وتضرعه هو راض بما يقضيه الله جل وعلا من اجابة الدعاء او من ادخاره في الاخرة او من دفع نظير ما دعا الله عز وجل به فينبغي - 00:12:19
المؤمن ان يكون على هذه الحال مع ربه. واذا فكر في عظيم قدرة الله وسعة غناه وواسع كرمه وعظيم رحمته تلاجت في نفسه هذه الظنون السيئة التي ينتج عنها مثل هذا القول الرديء قد دعوت فلم يستجب لي - 00:12:39
يقول ولا يتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك. اي من الاوقات التي جاء في السنة انها من اوقات الاجابة والتي يرجى فيها جواب الله عز وجل وحصول مقصود العبد بدعائه - 00:13:01
ثم قال رحمه الله واما ارجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به. وذلك انه وينبغي للمهتم بامر الرزق ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه. كما قال سبحانه فيما يأثر عنه - 00:13:18
كلكم جائع الا من اطعمته. الله اكبر. فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار من كسوته فاستكسوني اكسكم وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:40
يسأل احدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله اذا انقطع فانه ان لم ييسره لم يتيسر. الله اكبر. وقد قال الله تعالى في كتابه واسألوا الله من فضله. وقال فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. وهذا وان كان في - 00:14:06
معناه قائم في جميع الصلوات. ولهذا والله اعلم امر النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يدخل المسجد ان يقول؟ اللهم افتح لي ابواب رحمتك. واذا خرج ان يقول الله - 00:14:36
اللهم اني اسألك من فضلك وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق او اعبدوا هو اشكروا له. يقول رحمه الله ببيان افضل المكاسب لان السائل سأله عن افضل المكاسب - 00:14:56
حيث قال في سؤاله للشيخ رحمه الله وبين لي ارجح المكاسب. يحتمل قوله وبين لي ارجح المكاسب يعني من الاعمال الصالحة لانه قال وينبهني على افضل الاعمال بعد الواجبات ويبين لي - 00:15:16
ارجح المكاسب فيحتمل ان مراده بارجح المكاسب يعني افضل ما يكسبه الانسان من الاعمال الصالحة ويحتمل ان مراده بالمكاسب هنا المكاسب المالية الدنيوية التي يكتسب بها ويغتني عن الناس. قال رحمه الله واما - 00:15:34
المكاسب فالتوكل على الله ولا شك ان التوكل على الله عز وجل اعظم ما يكتسبه العبد في الدنيا وهو خير ما يقدم به على ربه في الاخرة فهو كسب دنيوي - 00:15:53
في غاية النفاسة وهو كسب اخروي في غاية العلو والارتفاع وذلك ان التوكل هو صدق الاعتماد على الله جل وعلا في جلب المنافع ودفع المضار صدق الاعتماد على الله عز وجل - 00:16:08
في جلب المنافع يعني في كل ما ينفع من امر الدنيا وامر الاخرة ودفع المضار يعني في كل ما يضر من امر الدنيا ومن امر الاخرة فاذا ركن العبد بقلبه الى ربه - 00:16:26
فانه قد اوى الى ركن شديد منه يأتي كل خير وبه يندفع كل شر فاذا كان قلب العبد على هذا الوزن من الاعتماد على الله عز وجل وعلى هذا المقدار من الثقة به فانه - 00:16:37
في غاية الاستسلام لله عز وجل وفي منتهى السعادة به سبحانه وتعالى وله منه غاية الكفاية اي منتهى الكفاية ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه - 00:16:56
والكفاية هنا كفاية هم الدنيا وهم الاخرة ولذلك كان ارجح المكاسب التوكل على الله عز وجل. يقول رحمه الله والثقة بكفايته وهذا فرع التوكل فرع التوكل ان تثق بكفاية الله والثقة هي زوال كل توهم - 00:17:11
تخلف الميعاد لانه من توكل على الله فما هي نتيجة هذا التوكل في القرآن ما هي نتيجة هذا التوكل فهو حسبه ايش معنى فهو حسبه يعني فهو كافيه. ولذلك اذا - 00:17:32
صدقة في التوكل فانه ينبغي له ان يثق بالكفاية وثمرة صدق التوكل الثقة بالكفاية وهو حصول ما يرغبه الانسان والامن مما يرهبه. لان الكفاية في تحصيل المطالب والامن من المخاوف - 00:17:46
هذا مدار الكفاية مدار الكفاية على امرين ان تدرك ما تطلب وترغب وان تأمن مما تخاف وترهب يقول رحمه الله وحسن الظن بالله ولا شك انه لا يمكن يا اخواني لا يمكن ان يتوكل الانسان على الله عز وجل حق التوكل الا اذا احسن الظن به - 00:18:04
وكل من نقص توكله على الله انما هو لسوء ظنه بالله عز وجل او لعدم معرفته به واذا لم يعرف فانه محل لكل سوء ظن اما من احسن ظنه بالله عز وجل فانه يركن اليه جل وعلا ويفزع اليه في كل - 00:18:24
مطلوب ومن كل مرفوض ثم قال رحمه الله وذلك انه ينبغي للمهتم بامر الرزق ويشمل الرزق الدنيوي والرزق الاخروي كلاهما يسمى رزقا ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه يلجأ فيه الى الله لانه منه جل وعلا يأتي كل مطلوب - 00:18:44
ويدعوه اي ويسأله جل وعلا ذلك. فاللجأ بالقلب والعمل والفؤاد والدعاء باللسان وانزال الحاجة حتى بالمقال به سبحانه وتعالى. كما قال سبحانه وتعالى فيما يأثر عنه نبيه ان يرويه عنه. وهذا ما يعرف - 00:19:04
في الحديث الالهي الحديث الالهي الذي يسميه كثير من اهل الاصطلاح بالحديث القدسي وهو ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جمهور المحدثين على انه يرويه عن ربه لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله - 00:19:22
والصحيح ان لفظه ومعناه من الله سبحانه وتعالى اللفظ والمعنى من الله لكنه يختلف عن القرآن انه يجوز روايته بالمعنى كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار - 00:19:42
الا من كسوته فاستكسوني عكسكم وهذا فيه انه لا يحصل للعبد كفاية الا من قبل الله عز وجل. لا فيما يقوم به بدنه ولا فيما يحفظ به بدنه الحديث اشار الى امرين ما يقوم به بدنه وهو - 00:20:00
الطعام وما يحفظ به بدنه وهو الكساء واللباس فليس للانسان كفاية فيما يقوم به البدن ولا ما يحفظ به البدن الا من قبل الله سبحانه وتعالى. فاستطعموني اطعمكم عبادي كلكم عار الا من كسوته. والعري هنا - 00:20:21
هو العري من اللباسين لباس التقوى ولباس البدن فاذا لم يكسك الله عز وجل بلباس البدن فانت عار واذا لم يكسوا الله جل وعلا قلبك بلباس التقوى فانت عار ولذلك نستكسر الله جل وعلا ونسأله ان يكسو قلوبنا الايمان والتقوى وابداننا بما يحصل به الستر والجمال - 00:20:40
ثم قال وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل احدكم ربه حاجته كلها حاجته كلها يعني كل ما يحتاجه ويكفي في العموم قول حاجته لان حاجة مفرد مضاف لكنه اتى - 00:21:04
بقوله كلها تأكيد للعموم حتى يسأل الانسان كل حاجة دقيقة او جليلة خاصة او عامة صغيرة او كبيرة لا يترك من حوائجه شيء الا وينزلها بالذي له الامر كله واليه يرجع الامر كله. قال حتى شسع النعل وشسع النعل هو رباطه والسير - 00:21:22
الذي يربط به النعل اذا انقطع فانه ان لم ييسره الله لم ييسره. وصحيح والله لو لم ييسر الله عز وجل لنا هذا ما تيسر ولو لم ييسر الله جل وعلا لنا شربة الماء على سهولتها ويسرها لم تتيسر. بل لو لم يسر الله الهوى الذي به تقوم ابداننا لم يتيسر - 00:21:42
فيسير الامر الذي قد يراه الانسان لا شيء ولا يشعر بمنة الله عليه فيه اذا لم ييسره الله عز وجل لم يسر وفي انفسكم افلا تبصرون. الذي يجري الدماء في عروقنا الله جل وعلا ولو لم يجعل ذلك منة منه وفضلا لما تيسر. ما عندنا مواطير - 00:22:01
تمشي الدماء في عروقنا وتحفظ كياننا انما هو الله جل وعلا الذي به كل حركة وسكون سبحانه وبحمده استشعار هذه المعاني مما ينمو به الايمان في القلب ويربو به اليقين في القلب ويصبح به العمل ويكون الانسان دائم الذكر لفظل الله عليه لكننا نغفل يا اخوان - 00:22:20
نغفل نأكل ونشرب ونقوم ونقعد ولا نذكر نعمة الله علينا في ذلك كله قد قال تعالى واسألوا الله من فضله والفضل هنا يشمل فظله الدنيوي وفظله الاخروي وقلنا ان الفضل يعبر به في كتاب الله عز وجل او يراد - 00:22:38
به في كتاب الله عز وجل التجارة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتدوا من فضل الله. هذا في صلاة الجمعة ويقول الشيخ رحمه الله وهذا وان كان في الجمعة. يعني هذه الاية كان جاءت في صلاة الجمعة - 00:22:54
فمعناه اي معنى ما تظمنته من ابتغاء فضل الله والانتشار في الارظ لتحصيله قائم في جميع الصلوات يعني لا يختص صلاة الجمعة انما هو في كل الصلوات فالانسان يسأل الله من فضله بعد كل صلاة ولذلك - 00:23:06
ذكر الشيخ رحمه الله المناسبة لهذا العموم من حديث ابي اسيد وابي حميد في صحيح الامام مسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال احدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج فليقل اللهم اني اسألك من فضلك - 00:23:22
نعم وهذا امر والامر يقتضي الايجاب. فالاستعانة بالله واللجوء اليه في امر الرزق وغيره عظيم يشير بذلك الى قول الله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له. يقول وهذا امر - 00:23:40
اي من الله عز وجل لانه جاء بصيغة الامر والامر يقتضي الايجاب هذا على وجه الاصل لان هذا هو الاصل في الامر انه يقتضي الايجاب يقول فالاستعانة بالله واللجوء اليه في امر الرزق - 00:24:00
وغيره اصل عظيم لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:13
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد شرع المؤلف رحمه الله في كلام جديد؟ نعم. وتصوره القلب مما يقرب الى - 00:00:00
الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. الله اكبر ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه - 00:00:18
الذي سماه الله ورسوله فقها. فهذا ايضا من افضل ذكر الله. وعلى اذا تدبرت لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبيرة اختلاف. طيب فهذا تلت ما تقدم من اه الجواب على سؤال اي الاعمال افضل - 00:00:38
وقد تقدم ان الشيخ رحمه الله قال في جوابه واما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب اوقاتهم فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد. ثم بعد هذا - 00:01:03
رجع الشيخ رحمه الله لبيان افضل الاعمال على وجه العموم الذي يناسب كل احد على اختلاف احوال الناس وطاقاتهم وقدراتهم وامكاناتهم واشتغالاتهم فقال رحمه الله لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما هو افضل ما شغل العبد - 00:01:20
به نفسه في الجملة ثم بعد هذا التفظيل للذكر بين المؤلف رحمه الله ان الذكر ينقسم الى قسمين ذكر مطلق وذكر مقيد وان اقل ما ينبغي ان يشتغل به الانسان من الذكر الذكر - 00:01:44
المقيد وهو ما يكون في اوقات محددة اوله اسباب محددة ثم قال رحمه الله بعد هذا القسم من الذكر وهو الذكر المطلق ثم ملازمة الذكر مطلقا وافظله لا اله الا الله - 00:02:02
وبعد ذلك قال رحمه الله بعد بيان ان الاذكار تتفاضل وان افظلها لا اله الا الله وانه قد يعرظ للذكر لغير هذا الذكر من الفضل في زمان مقيد ما يجعله افضل من قول لا اله الا الله لا باعتبار الكلمة نفسها لكن باعتبار امور اخرى خارجة عن ذات العبادة نفسها او ذات - 00:02:22
المتكلم به نفسه يقول رحمه الله ثم يعلم ان كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب الى الله تعالى من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله وهذا يبين لنا سعة ذكر الله وانه لا ينحصر فقط بقول سبحان الله - 00:02:44
والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله وما اشبه ذلك. بل ذكر الله اوسع من ذلك. فكل ما تصوره القلب او تكلم به اللسان من ذكر الله عز وجل مما يقرب الى الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو - 00:03:03
ومن ذكر الله وهذا يبين لنا ان الذكر لا ينحصر فقط في الاوراد المحددة والاذكار المقيدة بل هو اوسع من ذلك فالذكر يكون بالقلب بما يجري فيه من ذكر نعمة الله والتفكر في الاء الله عز وجل والتفكر في صفاته سبحانه وتعالى - 00:03:22
وما الى ذلك من الامور القلبية ويكون ايضا بما يجري على اللسان من تعليم العلم وتعلمه وترداد العلم بحفظه واستذكاره وايضا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا من ذكر الله ولذلك - 00:03:45
كان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس ذكرا لانه لا ينفك ذاكرا لله عز وجل فهو اما في تسبيح واما في قراءة القرآن واما في دعوة الخلق وهدايتهم واما في امر بالمعروف ونهي عن المنكر واما في - 00:04:01
ادارة شؤون اهله بما يحقق كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وكل هذا من ذكر الله عز وجل فينبغي للمؤمن ان يستحظر هذا المعنى العام لذكر الله حتى يستكثر من الاعمال الصالحة وحتى يثاب لان العمل الصالح اذا فقد النية نقص - 00:04:21
ميزانه وقل اجره عند الله عز وجل. يقول رحمه الله ولهذا من اشتغل بطلب العلم بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه الفقه كمجلسنا هذا مثلا الذي سماه الله ورسوله فقها فهذا ايضا من افضل ذكر الله وعلى ذلك اذا - 00:04:40
لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبر اختلاف لكونها ترجع كلها الى اعتبار حال من السائل اعتبار حال العبد فقد يكون الافضل له في هذا المقام كذا والافضل له في هذا المقام كذا ومن قال ان افضل اعمال الذكر فانه لا يحصره فقط - 00:05:00
بالذكر اللساني الذي فيه ذكر اسم الله عز وجل بتسبيحة وتحميد او تقديس او تمجيد بل هو اكثر من ذلك فيشمل التعليم ويشمل ويشمل الامر بالمعروف ويشمل النهي عن المنكر ويشمل دعوة الناس الى الهدى ويشمل ايضا الذب عن الشريعة ويشمل رد شبهات المشبهين - 00:05:22
وما اشبه ذلك كله يدخل في اي شيء بذكر الله عز وجل فيكون ما بين العلماء المتقدمين من اختلاف في اي الاعمال افضل انما هو من باب اختلاف التنوع او التضاد - 00:05:42
اختلاف التنوع فالاختلاف نوعان اختلاف تنوع وهو ان يتفقوا على المعنى وان اختلفوا في اللفظ والثاني اختلاف تضاد وهو ان تتقابل الاقوال من كل وجه فيكون ما قاله فلان مقابل لما قاله فلان لا يتفق معه لا في الصورة واللفظ ولا في المعنى والحقيقة - 00:05:57
نعم وما اشتبه امره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة. فما ندم من استخار الله تعالى وليكثر من ذلك ومن الدعاء فانه مفتاح كل خير. ولا يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب - 00:06:17
وليتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك يقول رحمه الله وما اشتبه امره على العبد انتبه امره يعني اختلط ولم يتضح ولم يبن فيه وجه الخير - 00:06:39
سواء كان من الامور الخاصة او من الامور العامة من الامور العبادية اذا كان الانسان مخيرا بين انواع من العبادات في ايها السلوك هل العلم هل يشتغل بالدعوة؟ هل يشتغل بالجهاد؟ هل يشتغل بالاغاثة؟ هل يشتغل بحفظ القرآن؟ ام بحفظ السنة - 00:07:00
بهما جميعا اذا اشتبه الامر على الانسان ولم يتبين له الخير في امور من الخير فليستخر فليستخر اي ليطلب خير الامرين. ومن هذا نفهم ان الاستخارة تكون في المفاضلة بين الاعمال الصالحة - 00:07:20
ومن قال من العلماء انه لا استخارة في الخير مراده انه لا استخارة فيما تبين خيره سواء كان في امر الدنيا او في امر الاخرة ولذلك لا يستخر الانسان هل يحج او لا - 00:07:38
لكن اذا كان بين ان يحج وبين ان يجلس للتعليم بين ان يحج او يخرج للجهاد بين ان يحج او يشتغل اغاثة المنكوبين من المسلمين او ما الى ذلك من الاعمال التي - 00:07:51
تكون كلها خير لكن ما يتبين له وجه الخير. هل هو في هذا او في هذا؟ ففي هذه الحال ماذا يفعل؟ يستخير بعد ان يستشير لان الاستشارة مرحلة مقدمة على الاستخارة - 00:08:04
اذ الاستخارة لا تكون الا في نهاية المطاف عندما يقلب الانسان الرأي من كل وجه فلا يتبين له نوع ترجيح عند ذلك يطلب الخير من رب العالمين بالاستخارة اي بطلب الخير منه ان يوفقه الى خير هذه الامور التي هو مقبل عليها - 00:08:17
يقول وما اشتبه امره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة فما ندم من استخار يقول وليكثر من ذلك ما ندم من استخار هذا بعضهم يجعله حديثا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكنه ليس بحديث ولا يثبت - 00:08:35
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول وانما هو من اقوال بعض سلف الامة. يقول وليكثر من ذلك اي من الاستخارة وفيه انه يشرع اقرأ الاستخارة فله ان يكرر الاستخارة مرة ومرتين وثلاث - 00:08:51
فلا بأس بذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير فريضة ثم ليقل ولم يبين هل هذا في مرة او في مرتين او في ثلاث - 00:09:06
فما دام انه لم تركن نفسه ولم يطمئن الى شيء من الامور فلا بأس ان يكرر استخارة لانه من قبيل تكرار الدعاء لان الاستخارة نوع من الدعاء. فقوله وليكثر من ذلك اي من الاستخارة - 00:09:19
تروح بتكرارها اذا دعت حاجة. يقول ومن الدعاء اي ومن سؤال الله عز وجل مطلقا حتى في غير الاستخارة لان الاستخارة هي دعاء خاص بان يصلي ركعتين ثم يدعو الله عز وجل فيقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب - 00:09:35
اللهم ان كنت تعلم ان في كذا خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان في كذا شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني - 00:09:59
اصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان. هذا يقوله اما قبل ان يسلم واما بعد ان يسلم والحديث يحتمل هذا وهذا وان كان بعض العلماء يقول ان الحديث يظهر منه انه يقول ذلك بعد الفراغ من الصلاة لقوله فليركع ركعة - 00:10:12
من غير فريضة ثم يقول مع انه ليس بظاهر في الحقيقة ولذلك قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله له ان يدعو بهذا الدعاء قبل السلام وله ان يدعو به بعد السلام وهما - 00:10:30
قولان لاهل العلم والمسألة فيها سعة فان دعا قبل السلام فهو محل للدعاء وان دعا بعد السلام فهو يحتمله قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر في الصحيح فليركع ركعتين من غير الفريظة ثم ليقل اللهم اني استخيرك الحديث. واما قوله ومن الدعاء فهذا يكون في الركوع اي يكون في السجود ويكون في - 00:10:42
ادبار الصلوات ويكون في هدئات الاسحار ويكون بين الاذان والاقامة يقول اللهم دبرني على ما فيه الخير ويسر لي الخير حيث كان اللهم اهدني لخير الامرين دون ان يكون بصلاة ودعاء خاص كالدعاء المتقدم في حديث جابر - 00:11:04
يقول فانه مفتاح كل خير الدعاء مفتاح كل خير. يعني به يستفتح كل خير ولا شك ان دعاء مفتاح كل الخير. لماذا؟ لان الانسان لا يعدم اما ان يحصل مقصوده بدعائه - 00:11:19
فان فاته المقصود فانه لا يعدم من فظيلتين ان يدفع الله عنهم الى الشر نظير ما دعا فاذا لم يكن ذلك فان الله عز وجل يدخره له في الاخرة اجرا وثوابا. ثم قال ولا يعجل اي لا يستعجل في الدعاء - 00:11:32
وبيان العجلة فيقول قد دعوت فلم يستجب لي وهذا فيه احتجاج على القدر وسوء ظن بالله عز وجل. يا اخي انت لا تسأل فقيرا معدما ان تسأل من بيده مقاليد الامور وله ما في السماوات وما في الارض - 00:11:49
يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحانه وبحمده فاذا منعك انما يمنعك لحكمة ما يمنعك بخلا. وهذا اذا استحضره الانسان طابت نفسه بقضاء الله عز وجل ورضي بما يقسمه الله له - 00:12:05
فلا تجد عنده غظاظة على القدر ولا كراهية لما يجريه الله من الاقدار بل تجده مستسلما يدعو الله ويتظرع لكنه مع اي وتضرعه هو راض بما يقضيه الله جل وعلا من اجابة الدعاء او من ادخاره في الاخرة او من دفع نظير ما دعا الله عز وجل به فينبغي - 00:12:19
المؤمن ان يكون على هذه الحال مع ربه. واذا فكر في عظيم قدرة الله وسعة غناه وواسع كرمه وعظيم رحمته تلاجت في نفسه هذه الظنون السيئة التي ينتج عنها مثل هذا القول الرديء قد دعوت فلم يستجب لي - 00:12:39
يقول ولا يتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك. اي من الاوقات التي جاء في السنة انها من اوقات الاجابة والتي يرجى فيها جواب الله عز وجل وحصول مقصود العبد بدعائه - 00:13:01
ثم قال رحمه الله واما ارجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به. وذلك انه وينبغي للمهتم بامر الرزق ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه. كما قال سبحانه فيما يأثر عنه - 00:13:18
كلكم جائع الا من اطعمته. الله اكبر. فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار من كسوته فاستكسوني اكسكم وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:40
يسأل احدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله اذا انقطع فانه ان لم ييسره لم يتيسر. الله اكبر. وقد قال الله تعالى في كتابه واسألوا الله من فضله. وقال فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. وهذا وان كان في - 00:14:06
معناه قائم في جميع الصلوات. ولهذا والله اعلم امر النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يدخل المسجد ان يقول؟ اللهم افتح لي ابواب رحمتك. واذا خرج ان يقول الله - 00:14:36
اللهم اني اسألك من فضلك وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق او اعبدوا هو اشكروا له. يقول رحمه الله ببيان افضل المكاسب لان السائل سأله عن افضل المكاسب - 00:14:56
حيث قال في سؤاله للشيخ رحمه الله وبين لي ارجح المكاسب. يحتمل قوله وبين لي ارجح المكاسب يعني من الاعمال الصالحة لانه قال وينبهني على افضل الاعمال بعد الواجبات ويبين لي - 00:15:16
ارجح المكاسب فيحتمل ان مراده بارجح المكاسب يعني افضل ما يكسبه الانسان من الاعمال الصالحة ويحتمل ان مراده بالمكاسب هنا المكاسب المالية الدنيوية التي يكتسب بها ويغتني عن الناس. قال رحمه الله واما - 00:15:34
المكاسب فالتوكل على الله ولا شك ان التوكل على الله عز وجل اعظم ما يكتسبه العبد في الدنيا وهو خير ما يقدم به على ربه في الاخرة فهو كسب دنيوي - 00:15:53
في غاية النفاسة وهو كسب اخروي في غاية العلو والارتفاع وذلك ان التوكل هو صدق الاعتماد على الله جل وعلا في جلب المنافع ودفع المضار صدق الاعتماد على الله عز وجل - 00:16:08
في جلب المنافع يعني في كل ما ينفع من امر الدنيا وامر الاخرة ودفع المضار يعني في كل ما يضر من امر الدنيا ومن امر الاخرة فاذا ركن العبد بقلبه الى ربه - 00:16:26
فانه قد اوى الى ركن شديد منه يأتي كل خير وبه يندفع كل شر فاذا كان قلب العبد على هذا الوزن من الاعتماد على الله عز وجل وعلى هذا المقدار من الثقة به فانه - 00:16:37
في غاية الاستسلام لله عز وجل وفي منتهى السعادة به سبحانه وتعالى وله منه غاية الكفاية اي منتهى الكفاية ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه - 00:16:56
والكفاية هنا كفاية هم الدنيا وهم الاخرة ولذلك كان ارجح المكاسب التوكل على الله عز وجل. يقول رحمه الله والثقة بكفايته وهذا فرع التوكل فرع التوكل ان تثق بكفاية الله والثقة هي زوال كل توهم - 00:17:11
تخلف الميعاد لانه من توكل على الله فما هي نتيجة هذا التوكل في القرآن ما هي نتيجة هذا التوكل فهو حسبه ايش معنى فهو حسبه يعني فهو كافيه. ولذلك اذا - 00:17:32
صدقة في التوكل فانه ينبغي له ان يثق بالكفاية وثمرة صدق التوكل الثقة بالكفاية وهو حصول ما يرغبه الانسان والامن مما يرهبه. لان الكفاية في تحصيل المطالب والامن من المخاوف - 00:17:46
هذا مدار الكفاية مدار الكفاية على امرين ان تدرك ما تطلب وترغب وان تأمن مما تخاف وترهب يقول رحمه الله وحسن الظن بالله ولا شك انه لا يمكن يا اخواني لا يمكن ان يتوكل الانسان على الله عز وجل حق التوكل الا اذا احسن الظن به - 00:18:04
وكل من نقص توكله على الله انما هو لسوء ظنه بالله عز وجل او لعدم معرفته به واذا لم يعرف فانه محل لكل سوء ظن اما من احسن ظنه بالله عز وجل فانه يركن اليه جل وعلا ويفزع اليه في كل - 00:18:24
مطلوب ومن كل مرفوض ثم قال رحمه الله وذلك انه ينبغي للمهتم بامر الرزق ويشمل الرزق الدنيوي والرزق الاخروي كلاهما يسمى رزقا ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه يلجأ فيه الى الله لانه منه جل وعلا يأتي كل مطلوب - 00:18:44
ويدعوه اي ويسأله جل وعلا ذلك. فاللجأ بالقلب والعمل والفؤاد والدعاء باللسان وانزال الحاجة حتى بالمقال به سبحانه وتعالى. كما قال سبحانه وتعالى فيما يأثر عنه نبيه ان يرويه عنه. وهذا ما يعرف - 00:19:04
في الحديث الالهي الحديث الالهي الذي يسميه كثير من اهل الاصطلاح بالحديث القدسي وهو ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جمهور المحدثين على انه يرويه عن ربه لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله - 00:19:22
والصحيح ان لفظه ومعناه من الله سبحانه وتعالى اللفظ والمعنى من الله لكنه يختلف عن القرآن انه يجوز روايته بالمعنى كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار - 00:19:42
الا من كسوته فاستكسوني عكسكم وهذا فيه انه لا يحصل للعبد كفاية الا من قبل الله عز وجل. لا فيما يقوم به بدنه ولا فيما يحفظ به بدنه الحديث اشار الى امرين ما يقوم به بدنه وهو - 00:20:00
الطعام وما يحفظ به بدنه وهو الكساء واللباس فليس للانسان كفاية فيما يقوم به البدن ولا ما يحفظ به البدن الا من قبل الله سبحانه وتعالى. فاستطعموني اطعمكم عبادي كلكم عار الا من كسوته. والعري هنا - 00:20:21
هو العري من اللباسين لباس التقوى ولباس البدن فاذا لم يكسك الله عز وجل بلباس البدن فانت عار واذا لم يكسوا الله جل وعلا قلبك بلباس التقوى فانت عار ولذلك نستكسر الله جل وعلا ونسأله ان يكسو قلوبنا الايمان والتقوى وابداننا بما يحصل به الستر والجمال - 00:20:40
ثم قال وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل احدكم ربه حاجته كلها حاجته كلها يعني كل ما يحتاجه ويكفي في العموم قول حاجته لان حاجة مفرد مضاف لكنه اتى - 00:21:04
بقوله كلها تأكيد للعموم حتى يسأل الانسان كل حاجة دقيقة او جليلة خاصة او عامة صغيرة او كبيرة لا يترك من حوائجه شيء الا وينزلها بالذي له الامر كله واليه يرجع الامر كله. قال حتى شسع النعل وشسع النعل هو رباطه والسير - 00:21:22
الذي يربط به النعل اذا انقطع فانه ان لم ييسره الله لم ييسره. وصحيح والله لو لم ييسر الله عز وجل لنا هذا ما تيسر ولو لم ييسر الله جل وعلا لنا شربة الماء على سهولتها ويسرها لم تتيسر. بل لو لم يسر الله الهوى الذي به تقوم ابداننا لم يتيسر - 00:21:42
فيسير الامر الذي قد يراه الانسان لا شيء ولا يشعر بمنة الله عليه فيه اذا لم ييسره الله عز وجل لم يسر وفي انفسكم افلا تبصرون. الذي يجري الدماء في عروقنا الله جل وعلا ولو لم يجعل ذلك منة منه وفضلا لما تيسر. ما عندنا مواطير - 00:22:01
تمشي الدماء في عروقنا وتحفظ كياننا انما هو الله جل وعلا الذي به كل حركة وسكون سبحانه وبحمده استشعار هذه المعاني مما ينمو به الايمان في القلب ويربو به اليقين في القلب ويصبح به العمل ويكون الانسان دائم الذكر لفظل الله عليه لكننا نغفل يا اخوان - 00:22:20
نغفل نأكل ونشرب ونقوم ونقعد ولا نذكر نعمة الله علينا في ذلك كله قد قال تعالى واسألوا الله من فضله والفضل هنا يشمل فظله الدنيوي وفظله الاخروي وقلنا ان الفضل يعبر به في كتاب الله عز وجل او يراد - 00:22:38
به في كتاب الله عز وجل التجارة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتدوا من فضل الله. هذا في صلاة الجمعة ويقول الشيخ رحمه الله وهذا وان كان في الجمعة. يعني هذه الاية كان جاءت في صلاة الجمعة - 00:22:54
فمعناه اي معنى ما تظمنته من ابتغاء فضل الله والانتشار في الارظ لتحصيله قائم في جميع الصلوات يعني لا يختص صلاة الجمعة انما هو في كل الصلوات فالانسان يسأل الله من فضله بعد كل صلاة ولذلك - 00:23:06
ذكر الشيخ رحمه الله المناسبة لهذا العموم من حديث ابي اسيد وابي حميد في صحيح الامام مسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال احدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج فليقل اللهم اني اسألك من فضلك - 00:23:22
نعم وهذا امر والامر يقتضي الايجاب. فالاستعانة بالله واللجوء اليه في امر الرزق وغيره عظيم يشير بذلك الى قول الله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له. يقول وهذا امر - 00:23:40
اي من الله عز وجل لانه جاء بصيغة الامر والامر يقتضي الايجاب هذا على وجه الاصل لان هذا هو الاصل في الامر انه يقتضي الايجاب يقول فالاستعانة بالله واللجوء اليه في امر الرزق - 00:24:00
وغيره اصل عظيم لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:13