دروس من الحرم الحديث الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله في الباب هو ما نقله قال حدثنا محمد بن مقاتل ابو الحسن قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا شعبة عن قتادة عن انس قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا او - 00:00:00
واراد ان يكتب فقيل له انهم لا يقرأون كتابا الا مكتوبا. كتب كتابا اي في الدعوة الى الله عز وجل لملوك الارض في ذلك الزمان. فقيل له صلى الله عليه وسلم انهم لا يقرأون كتابا الا - 00:00:27
اي الا بختم من صاحبه. فاتخذ خاتما من فضة نقشه اي كتب عليه محمد رسول الله. كاني انظر المتكلم انس الى بياضه في يده. يعني كان خاتما ابيض. والفضة منها ما هو ابيض. جلي ومنها ما - 00:00:47
علاه بعض السواد وكان خاتمه صلى الله عليه وسلم ابيض وهو من فضة فقل يقول فقلت من قال نقش نقشه محمد رسول الله؟ قال انس. هذا الحديث فيه من الفوائد حجية الكتاب فيه - 00:01:17
اثبات العلم وهو شاهد لما ذكر المؤلف في الترجمة. وفيه من الفوائد ان مشابهة الكفار فيما فيه مصلحة ولا علاقة له بدينه لا حرج فيه. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال - 00:01:37
لما قيل له انهم لا يقرأون كتابا الا مكتوبا. اتخذ خاتما من فضة اي ليختم على كتابه فدل ذلك على ان موافقة الكفار في شيء من اعمالهم لا علاقة له بالدين اما تتحقق به مصلحة - 00:01:57
لا يعد من التشبه الممنوع وانما التشبه الممنوع الذي جاءت النصوص بتحريم في نظير ما رواه احمد باسناد جيد عن عبد الله ابن عمر من تشبه بقوم فهو منهم انما يكون في واحد من امرين. التشبه بهم فيما يتعلق بدينهم - 00:02:17
او التشبه بهم فيما يتعلق بما يتميزون به عن غيرهم. اما موافقته فيما فيه مصلحة او موافقته فيما لا يختصون به فهذا ليس من التشبه المحرم. وهذا من فوائد هذا الحديث - 00:02:37
من فوائد الحديث جواز اتخاذ الخاتم من فضة. واختلف العلماء رحمهم الله في اتخاذ الخاتم. هل هو سنة هل هو مباح؟ هل هو مكروه على اقوال؟ فمنهم من قال انه يكره اتخاذ الخاتم من فضة لغير حاجة. ومن - 00:02:57
من قال انه يباح اتخاذ الخاتم من فضة لحاجة ولغير حاجة. ومنهم من قال انه يستحب اتخاذ الخاتم من فضة اذا كان حاجة لا يستحب بل يكره اذا لم يكن حاجة - 00:03:17
هذه جملة من من اقوال اهل العلم في هذه المسألة تفرقت فيها مذاهب العلماء. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان من اتخذ الخاتم اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه يؤجر على نية - 00:03:37
المتابعة لا على صورة الفعل الا ان يكون هذا الخاتم لاجل مصلحة كان يختم على كتاب ان كان قاضيا او حاكما او اميرا او صاحب مسؤولية يحتاج الى توثيق لكتابه. اذا اتخاذ الخاتم لحاجة - 00:03:57
اهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم. اما اذا لم يكن حاجة فان فعله اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم فانه مأجور على نية المتابعة لا على صورة الفعل. وهذه مسألة ينبغي التفريق فيها بين الاجر على صورة الفعل وبين الاجر - 00:04:17
على نية المتابعة. فمثلا من وضع يده على صدره في الصلاة هذا مأجور على الفعل وهو وضع اليد وعلى نية متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. فالاجر للنية وللفعل. لقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني صلوا كما رأيتموني - 00:04:37
اصلي فانت مأمور بامتثال سنته وقصد الامتثال. فالاجر في والاجر في العمل. لكن عندما توافقه عندما توافق النبي صلى الله عليه وسلم في شيء لم يأمر به انما اقتضته عادة او مصلحة او حاجة خاصة كالخاتم مثلا فهنا لا تؤجر على لبس لبس الخاتم لبس الخاتم ليس سنة - 00:04:57
على اطلاق انما هو سنة لمن احتاج اليه فمن لبسه من غير حاجة لاجل الموافقة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور على نية الموافقة لا على صورتها. طيب في من الفوائد ايضا - 00:05:27
نظافة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتصل به. هكذا قال اهل العلم ذاك ان بياض الخاتم في يده دليل على عنايته به وانه كان يعتني بحاجاته يهيئها على وجه تكون فيه نظيفة - 00:05:47
مصونة عن السوء والشر. بعد ذلك قال المصنف رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلق ومن رأى فرجة في الحلق - 00:06:07
قتف جلس فيها قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن اسحاق ابن عبد الله ابن ابي عن عبد الله قال حدثني مالك عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة ان ابا مرة مولى عقيل ابن ابي طالب اخبره عن ابي - 00:06:27
الليث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه. اذ اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحدة. قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه - 00:06:47
وسلم فأما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم واما الثالث فأجبر مذاهبا. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم الا اخبركم عن النفر الثلاثة - 00:07:07
اما احدهم فاوى اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. واما استحيا فاستحيا الله منه واما الاخر فاعرض فاعرض الله عنه. هذا الحديث هذا الباب قال فيه رحمه الله باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس. موضوع الباب فيما يتعلق باداب العلم. ايها الاخوة الكرام - 00:07:27
الشريعة جاءت باكمل الاداب. ينبغي للمؤمن ان يعرف وان ان الادب قرين الدين. الله تعالى عندما زكى رسوله قال وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس على دين عظيم. فالدين هو الخلق. ولذلك قال ابن - 00:07:57
القيم رحمه الله من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. وفضائل الاخلاق والاداب كثيرة في النصوص حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اثقل شيء في الميزان. حسن الخلق - 00:08:27
وانما كان كذلك لان حسن الخلق ينتظم الفضائل المتعلقة بصلة الانسان بربه وصلة الانسان بالخلق صلة الانسان بربه وصلة الانسان بالخلق انما تطيب بحسن الاخلاق والشريعة بكل ما فيها جاءت لاقامة حسن الخلق فيما يتعلق في يتصل بصلتك بالله وصلتك - 00:08:47
وهناك تلازم لينتبه المؤمن ان حسن الخلق مع الناس دليل حسن الخلق مع الله. وسوء الخلق الناس دليل سوء الخلق مع الله. روى الامام احمد في مسنده. باسناد جيد. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله - 00:09:17
وسلم قال سمع انصت من لا يشكر الناس لا يشكر الله. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق في معاملة الناس دليلا على حسن الخلق في معاملة الخالق. وسوء الخلق في معاملة - 00:09:37
الناس دليلا على سوء الخلق في معاملة الخالق. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يعتني بالاداب وليعلم ان الشريعة جاءت لتكميل محاسن الاخلاق. روى الامام احمد في في صحيحه باسناد لا بأس به. من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله - 00:09:57
وسلم قال انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق اي يكمل صالح الاخلاق. فينبغي لطالب العلم ان يعرف ان العلم يهذب يخلي الانسان من الرذائل. يعني انت اذا نظرت الى ما كان عليه الصحابة في جاهليتهم. وما صاروا اليه - 00:10:17
بعد اسلامهم ترى النقلة العظيمة بين ما كانوا عليه من جاهرية الجهلاء في سلوكهم واخلاقهم وعقائدهم كانوا وما ساروا اليه في عقائدهم واعمالهم. لم ينتقموا فقط من شرك وعبادة غير الله الى توحيد الله فقط - 00:10:37
دون ان يكون لي هذا اثر وثمرة في معاملة الخلق. بل كمل ما نقلهم اليه النبي صلى الله عليه وسلم في اصلاح ما بينهم وبين الله وفي اصلاح ما بينهم وبين الخلق. هذا هذا الباب هو نموذج لما ينبغي لطالب العلم ان يتحلل - 00:10:57
من العذاب فان فان طالب العلم اذا افتقد الادب افتقد روح العلم روح العلم علم الادب وغرضه الادب وقصده الادب. فمن لم يتأدب فمن تعلم ولم يتأدب لا فرق بينه وبين من لم يتعلم - 00:11:17
ولذلك ينبغي للمؤمن ان يراعي الاداب وان يحرص عليها لان بها تعلو المراتب وتسمو المنازل ان من خياركم احاسنكم احاسنكم ان من خياركم احاسنكم اخلاقا. طيب روى ذكر المؤلف رحمه الله هنا حديثا نقله فقال حدثنا إسماعيل قال حدثنا مالك عن اسحاق بن عبد - 00:11:37
ابن ابي طلحة ان ابا مرة مولى عقيل ابن ابي طالب اخبره عن ابي واقد الليثي صحابي الحديث هو ابو واقد الليثي رضي الله عنه. واسمه الحارث ابن عوف. وهو من البدريين - 00:12:07
كما قال ذلك جماعة من اهل العلم. وقال اخرون بل هو ممن لم يدرك بدر ولم يقاتل فيها وعلى كل حال هو من الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم ومن لطائف الاسناد ان ان هذا هو الحديث - 00:12:27
الوحيد الذي اخرجه البخاري لابي واقد الليثي لم يخرج له سوى هذا الحديث. قال آآ المصنف عن ابي واقد الليثي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد. جالس في المسجد كجلستنا هذه. بين اصحابه - 00:12:47
حدثهم والناس معه اي اصحابه رضي الله عنهم اذ اقبل ثلاثة نفر اتى ثلاثة نفر من اين لا اقبل ولا نعلم لكن ظاهر السياق انهم اقبلوا من خارج المسجد. ولو كانوا في المسجد لكانوا مع القوم - 00:13:07
لكنهم اقبلوا من خارج المسجد هذا فيما يظهر. اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد اقبل اثنان من هذا من هؤلاء الثلاثة وذهب واحد قال فوقفنا - 00:13:27
على فوقف هذان الاثنان فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها اقبل اثنان وانصرف الثالث الاثنان ماذا فعل؟ احدهما وجدا فرجة في - 00:13:47
المجلس فتقدم اليها. يقول فاما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم اي خلف الصحابة خلف مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. واما الثالث فادبر ذاهبا. اي رجع. النبي - 00:14:07
وسلم رأى هؤلاء الثلاثة يقول الصحابي فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغ من ايش؟ من حديثه من الشأن الذي كان يتكلم به لما فرغ لم يقطع الحديث انما لما انتهى من حديثه قال رسول الله صلى الله عليه - 00:14:27
وسلم لاصحابه الا اخبركم عن النفر الثلاثة؟ اي الا اخبركم عن شأنهم؟ وحالهم منهم اثنان في المجلس طبعا. واحدهم قد ذهب الا اخبركم عن النفر الثلاثة؟ اما احدهما اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. هذا من؟ الذي - 00:14:47
وجد فرجة فدخل فيها فجلس. اما احدهم فاوى او فاوى الى الله فاواه الله ومعنى اواه اي قربه جل في علاه. وقبل واجاب رغبته ورحمه هذا معنى اواه الله. وقد ذكر الله تعالى ايواءه - 00:15:17
في في سورة الضحى حيث قال الم الم يجدك يتيما فاوى. اي فرحمك وقربك واجاب رغبتك وبلغك مرادك وقبلك. فقوله فاوى الى الله فاواه الله اي قبله وهذا في اعلى المنازل من هؤلاء الثلاثة. واما الاخر فاستحيا فاستحيا - 00:15:47
فاستحيا ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم مما استحيا. قال بعض اهل العلم استحيا ان ينصرف كالثالث. وقال اخرون استحيا من ان يدخل في فرجة في الحلقة فجلس في خلفها مع وجود فرجة يمكن ان ينفذ اليها - 00:16:17
وفي كلا الحالين سواء قيل انه استحيا من ان ينصرف او استحيا من ان يتقدم الى فرجة فاستحيا الله منه اي استحيا الله تعالى منه فرحمه ولم يعاقبه. فكان الجزاء من - 00:16:37
من جنس عمله فلما كان اقباله على ربه غير قوي كان اقبال عليه نظيره ذا كان اقبال الله تعالى عليه نظير ذلك. واما الاخر وهو الثالث فاعرض فاعرض الله عنه نعوذ - 00:16:57
اعرض لما ذهب وتولى عن سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ووعظه. فاعرظ عنه اي فجازاه نظير ما فعل فاعرض الله عنه. واعراض الله تعالى عن العبد هو للرحمة هو حبس للاحسان هو ايقاف للقبول هو عدم مدد بالاعانة - 00:17:17
والتسديد والتوفيق. هذا معنى فاعرض الله عنه. اعراض الله هذه ثماره هذه نتائجه هذا ما تضمنه الحديث وفيه من الاداب ان من وجد فرجة في المجلس تقدم اليها وفي انه كلما عظم عظمت رغبة الانسان في العلم وجد من الله اقبالا عليه - 00:17:47
وعونا له لانه قال فاما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. فكل اقبل على العلم فانه مأوي الى الله. وسيجد من الله ايواء. وهذه فضيلة كبرى لمن اشتغل بالعلم وسواء اقبل على العلم من خلال حلقه او من خلال سماع الذكر من خلال وسائل الاتصال الحديث او من خلال قراءة - 00:18:17
كتب او من خلال سؤال اهل العلم او من اي وسيلة من الوسائل التي يقبل بها على العلم لكن اوثق ذلك واظهره المطابق للحديث هو ان يقبل على العلم في مجالسه ورياضه فانها رياض الجنة التي ينال بها الفضل العظيم - 00:18:47
والاجر الجزيل من رب العالمين. وفي من الفوائد اثبات الافعال لله عز وجل فهو جل وعلا فعال لما يشاء سبحانه وبحمده وقد اخبر في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:19:07
عن افعاله الكثيرة الجليلة العظيمة التي يحصل بها للخلق كل خير ويجري بها كل ما يكون في الكون وفيه من الفوائد ان الجزاء من جنس العمل. فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:27
ذكر هؤلاء على اختلاف اعمالهم وذكر مثوبة كل واحد منهم على نحو ما كان منه من عمل. فالذي اوى الى الله اواه الله والذي استحيا من الله استحيا الله منه والذي استحيا لم يقل استحياء من الله والذي استحيا استحيا الله - 00:19:47
ومن؟ والذي اه اعرض اعرض الله عنه. وفيه من الفوائد ان الاعراض عن العلم الواجب محرم موجب للعقوبة. ان الاعراض عن العلم الواجب. موجب للعقوبة. ولنعلم ايها الاخوة ان العلم نوعان العلم علم الشريعة نوعان علم واجب على كل مسلم - 00:20:07
لا يجوز لاحد ان يخل به. والنوع الثاني من العلم علم كفائي. يجب على بعض الامة ان تتعلمه لتحفظ دين الله عز وجل. وبينهما فرق بين في الحكم وفي الثمرة والاثر. اذا العلم - 00:20:37
علمان علم العين وعلم الكفاء. علم العين يجب على كل احد ان يتعلمه. ما ضابط العلم الواجب على كل احد ايش ضابط العلم العيني؟ ضابط العلم العيني اكتب هو ما يقيم به الانسان - 00:20:57
هذا هو العلم العيني الذي يجب على كل احد ان يتعلم ما يقيم الانسان به دينه سواء كان ذلك في العقائد او كان ذلك في الاعمال. هذا يجب على الانسان ان يتعلمه. فانت عندما - 00:21:17
تريد ان تعبد الله تحتاج الى ان تعرف من الله الذي تعبد. ان تعرف صفة من صفاتك بما يحملك على محبته ما يحملك على تعظيمه لتحقق معنى لا اله الا الله. فان لا اله الا الله معناها لا محبوب - 00:21:37
بحق الا الله ولا معظم بحق الا الله لا معبود بحق الا الله والعبادة تقوم على المحبة هو التعظيم فتحتاج ان تتعلم من العقيدة من القرآن ومن السنة ما ما - 00:21:57
تحقق به العبادة لله عز وجل في قلبك محبة وتعظيما. اما العمل فالعلم العيني في العمل الصلاة التي فرضها الله عز وجل الصوم الذي فرضه الله عز وجل كيف تصلي؟ كيف تصوم؟ كيف تحج؟ كيف تزكي؟ هذه كلها - 00:22:17
من الواجبات التي يجب على الانسان ان يتعلمها. وما في احد يقول والله انا مشغول. بتجارتي او مشغول بدراستي ما اقدر اتعلم. كيف اصلي هذه مما لا يعذر بها الانسان. يجب ان يقدمها على كل علم وعلى كل شغل. وعلى كل امر من امور الدنيا - 00:22:37
فانها لا تتحقق العبودية الا بمعرفتها. لا تتحقق العبادة الا بمعرفتها. اذا عرفنا يا اخوان ان قول النبي صلى الله عليه وسلم فاعرض فاعرض الله عنه انما هذا في ايش؟ في العلم العيني في العلم الواجب وكذلك - 00:22:57
في العلم الكفاية اذا تعين على الانسان. اذا كان الله فتح عليك فتحا في العلو. فانه لا يجوز لك ان تترك العلم وتتخلى عنه ولذلك قال بعض اهل العلم ان العلم الشرعي يلزم بالشروع يلزم بالشروع - 00:23:17
اذا شرع الانسان في التعلم وكان عنده من القدرة والفهم. ما يتمكن به من المعرفة لا يجوز له ان يترك. ويقول له خلاص كفاية بل يجب عليه ان يعلم وان يتعلم لان الله من عليه بالشروع في هذا الطريق. وعلى كل حال الخلاصة التي - 00:23:37
ينبغي ان نستحضرها ان العلم العيني هو الذي اذا تركه عرض عنه الانسان اعرظه الله عنه وكذلك العلم الكفائي اذا توجه واصبح واجبا على شخص بعينه فانه اذا اعرض عنه الانسان اعرض الله عنه - 00:23:57
اما انسان يمر على حلقة علم ويكون عنده شغل وحلقة ليست مما يجب تعلمه ويحتاج الى ان ينصرف ينشغل بشيء فهذا لا حرج فيه ولا يعرظ الله عنه. انما يحصل هذا في علم واجب. حتى لا يقول قائل طيب يعني - 00:24:17
حنا احيانا نمر في حلق في حلق علم في المساجد ولا نجلس هل نكون ممن اعرظ فاعرظ الله عنه؟ الجواب لا اذا لم يكن علما عينيا اذا كان ما هو من العلم الذي تحتاج اليه لاقامة عبادتك. من العلم المفروض عليك تعلمه. وبهذا - 00:24:40
نعم آآ ان العلم الذي يأثم الانسان بتركه هو العلم الواجب العيني وكذلك الكفاء اذا يتعين على شخص من فوائد الحديث ان الحياء في العلم مذموم. لقوله ما استحيا فاستحيا الله منه. فينبغي للانسان الا الا يمنعه الحياء من التفقه في الدين. سواء كان ذلك - 00:25:00
المزاحمة في تحصيله او كان ذلك بالسؤال الاستجلاء الاستغفار فان من الناس من لا يسأل حياء فيملعه الحياء عن السؤال الذي يحتاج الى معرفته ولا يعني هذا ان يكون الانسان - 00:25:30
فظا غليظا غير حسن التأتي في سؤاله لا ينبغي ان يسلك في سؤاله اسمح الطرق الوصول الى المطلوب. استعمال الحياء حسن والحياء لا يأتي الا بخير. لكن في هذا الموضع اذا منعك - 00:25:50
الحياء عن تعلق او عن معرفة او عن تقدم في خير فانه مذموم. فقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير انما فيما كان من الحياء الحامل على الطاعة والاحسان والخير والبر - 00:26:10
فضائل الاخلاق اما ما كان من الحياء يسميه الناس حياء يمنعهم من التعلم يمنعهم من التقدم في الخير فهذا ليس يا عم محمودة بل هو حياء مذموم. وفي تسميته حياء تجوز والا فهو خجل. اما الحياء - 00:26:30
فلا يأتي الا بخير. وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس حال هؤلاء الثلاثة بالوصف لا بالشخص. وان الحديث عن الناس بالوصف ليس غيبة ولو كان الوصف معلوما لشخص بعينه لكن لم يقصد به ذات الشخص - 00:26:50
به الوصف فانه لا يدخل في الغيبة المحرمة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما الثالث فاعرض فاعرض الله عنه وهذا ذكر له في غيبته بما يكره. اليس كذلك؟ الغيبة ذكرك اخاك بما يكره. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بما يكره في - 00:27:20
غيبته لكن هذا لا اشكال فيه لانه ذكر وصفا ولم يذكر فلان قال واما الثالث واما الاخرظ الناس عنه. ونظيره ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من التوجيه عندما يقول ما بال اقوام - 00:27:40
ضامن فانه في كثير من الاحيان كان اولئك القوم كان اولئك القوم معروفين عند بعض الصحابة لكن لما اكان الذكر للوصف لا للشخص لم تكن غيبة. وبه يعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم في حد الغيبة ذكرك اخاك - 00:28:00
تعيينا وليس وصفا. ذكرك اخاك بما يكره. فان ذكرته بالوصف كان تقول من فعل كذا وهم يعرفون فلان فعل كذا. لا حرج في ذلك لانك في هذا السياق لا تقصد الشخص انما تقصد التحذير من الوصف - 00:28:20
وشتان بين هذا وذاك فهذا تقضي به مصلحة وذاك لا مصلحة فيه بل هو غيبة محرمات الا ان كان في ذلك تنفير من من ظالم او تحذير من فاسق او ما الى ذلك. هذه بعض الفوائد - 00:28:40
التي تضمنها هذا الحديث والشاهد منه هو ما ذكره المؤلف من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها هذا وذاك على خير. هذا وذاك على خير وان كان الافضل حسب سياق الحديث - 00:29:00
ان يتقدم الانسان الى سد فرجة. طيب هنا مسألة مهمة انه يتقدم الى سد فرجة شريطة. بشرط الا يؤذي الناس. فان كان التقدم الى سد الفرجة يترتب عليه الاذى فانه لا يجوز ان يتقدم. لان - 00:29:20
انه يكون سعي في سنة بما يحصل به ضرر. وترك السنن عند الاذى هو المطلوب اذا كان فعل السنة يترتب عليه مضرة فترك السنة اولى من فعلها. نعم. ننتقل للباب الذي يليه - 00:29:40
قال رحمه الله تعالى باب قوله وللنبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ اوعى من سامع. قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر قال حدثنا ابن عن ابن سيرين عن عبد عن عبد الرحمن ابن ابي بكرة عن ابيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على - 00:30:00
وامسك انسان بخصامه او بزمامه. قال اي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه واسمه. قال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال فاي شهر هذا؟ فسكتنا حتى ظننا انه سميه بغير اسمه فقال اليس بذي الحجة قلنا بلى؟ قال فإن دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم - 00:30:30
حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا؟ ليبلغ الشاهد الغائب ان الشاهد عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه. هذا الباب فيه الحث. على تبليغ العلم - 00:31:00
والاجتهاد في نقله والحرص على نشره بكل ما يمكن من الوسائل. فان النبي صلى الله عليه وسلم حفز النفوس الى ذلك بجميل الاثر المترتب على التبليغ. قال رب مبلغ اوعى من سامع هذا شحذ للنفوس والهمم ان تجتهد في تبليغ العلم. ما بلغها من العلم - 00:31:20
ينبغي ان تحرص على تبليغه نظرا للثمرة المترتبة. فانك قد تنقل العلم الى من ينتفع به اكثر من انتفاعك سيكون لك اجر نقله. فهذا الحديث هذا الباب في بيان انه ينبغي لطالب العلم ان يحرص على نشر الخير وبذله سواء كان قد عقل ما تعلم و - 00:31:50
فهم ما حفظ او قصر فهمه لما يحفظه. فرب مبلغ رب من اليه العلم وتبلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم يكون اوعى المنقول منك رب اوعى من سامع السامع هو المباشر الحديث والمبلغ هو المنقول اليه. وهذا - 00:32:20
بيان ان من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم ان يستحضر نية نشر العلم. ولهذا كان العلم لا عدل له شريطة ان يكون بنية صالحة. كيف تكون النية صالحة في العلم - 00:32:50
كيف تكون نيتك صالحة في طلبك للعلم ان تنوي امرين. الامر الاول ان ترفع الجهل عن نفسك. انا اتعلم علوم الشريعة لان الجهة العن نفسي ازالة للجهل عن نفسي ومعرفة ما لله وما لرسوله ما لله من الحقوق في كلام - 00:33:10
له في كلام رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الثاني ان انوي رفع الجهل عن غيري. وهنا نفع متعدي نشر للخير وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حث اصحابه وحث امته على تبليغ الخير ونشره حتى - 00:33:30
اكان من سمات هذه الامة انها خير امة اخذت للناس. قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس بما ماذا؟ ما سبب الخيرية لهذه الامة؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:33:50
هو تبليغ لدين الله هو نقل لشريعة الله عز وجل هو نشر للخير في الخلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا اني ولو اية. وشرف للمسلم ان ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وان يبلغ - 00:34:10
دين الله ولو كان ذلك في اية اية اذا علمت احدا الحمد لله رب العالمين تكون قد امتثلت ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك ينبغي لنا ان نحتسب ونحن نعلم صغارنا ابناءنا لما نعلمهم الفاتحة سورة الاخلاص سورة المعوذات - 00:34:30
سؤال المعوذتين ما يسر الله من المعارف نحتسب الاجر اننا نمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بلغوا اني ولو اية يغيب هذا عن كثير منا يا اخوان تجده يشتغل بالتعليم تعليم ولده تعليم زوجته تعليم اخيه الام تعلم - 00:34:50
اولادها ويغيب عنه ان ان يستحضر بلغوا عني ولو اية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي نقله البخاري باسناده عن ابي بكرة الصحابي الجليل رضي الله عنه قال قال ابو بكر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:35:10
قعد على بعيره وامسك انسان بخطام بخطامه او بزمامه. ابو بكرة يصف النبي صلى الله عليه وسلم وانه قعد على بعيره اي في خطبته. وان شخصا امسك بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم او - 00:35:38
وبزمام راحلته قال اي يوم هذا؟ من القائل؟ النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الصحابة في مجمع عظيم في حجه في حجة الوداع يقول اي يوم هذا؟ قال فسكتنا ابو بكر ابو بكر يقول لم - 00:35:58
يجب منا احد حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه. لانهم لما سكتوا ما اجاب سكت صلى الله عليه وسلم فظنوا انه سيسميه باسم غير الاسم المعروف عندهم. قال اليس يوم النحر؟ فكانت هذه الخطبة في يوم - 00:36:18
ويوم النحر هو يوم العاشر من ذي الحجة. وهو من اشرف الايام واعظمها. قلنا بلى. قال اي فاي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس بذي الحجة؟ اليس هذا الشهر شهر ذي الحجة؟ قالوا بلى - 00:36:38
يعني هو كذلك قال فان دمائكم. هذه الرواية اقتصر على السؤال عن الشهر وعن اليوم. وكلاهما يتعلقان بايش؟ بالزمان. السؤال عن الشهر واليوم كلاهما يتعلقان بالزمان. لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية. لم ينقل - 00:37:02
رأوا ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن المكان وقد جاء في بعض الروايات انه قال اي بلد هذا؟ قال فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه. بغير اسمه. فقال اليست البلدة يعني مكة. قلنا بلى - 00:37:22
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فان دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا؟ انتبه في بلدكم هذا هذا يشير الى الرواية التي فيها السؤال عن المكان في بلدكم - 00:37:42
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم قص في هذا الحديث حرمة الدم وحرمة العرض وحرمة المال وقال في حرمة هذه الاشياء الثلاثة من حيث المنزلة والمكانة كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. فجمع النبي صلى الله عليه وسلم في بيان عظيم حرمة - 00:38:02
الدم والعرض والمال جمع حرمة الزمان والمكان. يعني حرمة دم المسلم حرمة ما للمسلم حرمة عرض المسلم تشبه وهي مثل حرمة مكة مكانا والشهر الحرام واليوم الحرام والزمان الحرام في شهر ذي الحجة في يوم النحر. فاجتمع لحرمة - 00:38:32
الدم والمال والعرظ الحرمة المكانية والحرمة الزمانية. وهذا يبين انها محرمة تحريما عظيما محرمة تحريما عظيما فهي فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في اذهان السامعين نظير اعظم ما يحرمه العرب في زمانه فان - 00:39:02
فهي اعظم ما يحرم العرب مكانا. والشهر الحرام ويوم النحر هو اعظم ما يحرمه العرب زمانا. فسوى النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الدم والمال والعرض سواء في حرمة ذلك بحرمة - 00:39:22
الزمان والمكان عند العرب الذين كانوا يعرفون حرمة هذا المكان. حتى ان احدهم كان يرى قاتل ابيه في الحرم ولا يتعرض له على ما كانوا عليه من النعرة والنخوة والثأر وطلب الانتقام وما الى ذلك لكن حرمة المكان كانت فاصلة عندهم - 00:39:42
كذلك حرمة الزمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا قال ليبلغ الشاهد الغائب. هذا الشاهد هذا موضع الاستشهاد في الحديث ليبلغ اي ليخبر الشاهد يعني من سمع مقالتي وحضر خطبتي - 00:40:02
الغائب يعني من لم يحضرها من قريب او بعيد. فان الغائب هو كل من يحضر. سواء كان في المكان او كان في غير المكان. فان شاهد هذا بيان لعلة الامر. لماذا يبلغ الشاهد الغائب؟ ما الذي يحفزه على التبليغ؟ قال فان الشاهد - 00:40:22
الحاضر عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه. اوعى يعني اكثر فهما. لمعنى كلامي الناقل هذا ما تضمنه الحديث وسنتكلم ان شاء الله تعالى على فوائده وما فيه من لطائف في المجلس القادم - 00:40:42
غدا - 00:41:02
Transcription
دروس من الحرم الحديث الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله في الباب هو ما نقله قال حدثنا محمد بن مقاتل ابو الحسن قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا شعبة عن قتادة عن انس قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا او - 00:00:00
واراد ان يكتب فقيل له انهم لا يقرأون كتابا الا مكتوبا. كتب كتابا اي في الدعوة الى الله عز وجل لملوك الارض في ذلك الزمان. فقيل له صلى الله عليه وسلم انهم لا يقرأون كتابا الا - 00:00:27
اي الا بختم من صاحبه. فاتخذ خاتما من فضة نقشه اي كتب عليه محمد رسول الله. كاني انظر المتكلم انس الى بياضه في يده. يعني كان خاتما ابيض. والفضة منها ما هو ابيض. جلي ومنها ما - 00:00:47
علاه بعض السواد وكان خاتمه صلى الله عليه وسلم ابيض وهو من فضة فقل يقول فقلت من قال نقش نقشه محمد رسول الله؟ قال انس. هذا الحديث فيه من الفوائد حجية الكتاب فيه - 00:01:17
اثبات العلم وهو شاهد لما ذكر المؤلف في الترجمة. وفيه من الفوائد ان مشابهة الكفار فيما فيه مصلحة ولا علاقة له بدينه لا حرج فيه. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال - 00:01:37
لما قيل له انهم لا يقرأون كتابا الا مكتوبا. اتخذ خاتما من فضة اي ليختم على كتابه فدل ذلك على ان موافقة الكفار في شيء من اعمالهم لا علاقة له بالدين اما تتحقق به مصلحة - 00:01:57
لا يعد من التشبه الممنوع وانما التشبه الممنوع الذي جاءت النصوص بتحريم في نظير ما رواه احمد باسناد جيد عن عبد الله ابن عمر من تشبه بقوم فهو منهم انما يكون في واحد من امرين. التشبه بهم فيما يتعلق بدينهم - 00:02:17
او التشبه بهم فيما يتعلق بما يتميزون به عن غيرهم. اما موافقته فيما فيه مصلحة او موافقته فيما لا يختصون به فهذا ليس من التشبه المحرم. وهذا من فوائد هذا الحديث - 00:02:37
من فوائد الحديث جواز اتخاذ الخاتم من فضة. واختلف العلماء رحمهم الله في اتخاذ الخاتم. هل هو سنة هل هو مباح؟ هل هو مكروه على اقوال؟ فمنهم من قال انه يكره اتخاذ الخاتم من فضة لغير حاجة. ومن - 00:02:57
من قال انه يباح اتخاذ الخاتم من فضة لحاجة ولغير حاجة. ومنهم من قال انه يستحب اتخاذ الخاتم من فضة اذا كان حاجة لا يستحب بل يكره اذا لم يكن حاجة - 00:03:17
هذه جملة من من اقوال اهل العلم في هذه المسألة تفرقت فيها مذاهب العلماء. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان من اتخذ الخاتم اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه يؤجر على نية - 00:03:37
المتابعة لا على صورة الفعل الا ان يكون هذا الخاتم لاجل مصلحة كان يختم على كتاب ان كان قاضيا او حاكما او اميرا او صاحب مسؤولية يحتاج الى توثيق لكتابه. اذا اتخاذ الخاتم لحاجة - 00:03:57
اهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم. اما اذا لم يكن حاجة فان فعله اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم فانه مأجور على نية المتابعة لا على صورة الفعل. وهذه مسألة ينبغي التفريق فيها بين الاجر على صورة الفعل وبين الاجر - 00:04:17
على نية المتابعة. فمثلا من وضع يده على صدره في الصلاة هذا مأجور على الفعل وهو وضع اليد وعلى نية متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. فالاجر للنية وللفعل. لقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني صلوا كما رأيتموني - 00:04:37
اصلي فانت مأمور بامتثال سنته وقصد الامتثال. فالاجر في والاجر في العمل. لكن عندما توافقه عندما توافق النبي صلى الله عليه وسلم في شيء لم يأمر به انما اقتضته عادة او مصلحة او حاجة خاصة كالخاتم مثلا فهنا لا تؤجر على لبس لبس الخاتم لبس الخاتم ليس سنة - 00:04:57
على اطلاق انما هو سنة لمن احتاج اليه فمن لبسه من غير حاجة لاجل الموافقة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور على نية الموافقة لا على صورتها. طيب في من الفوائد ايضا - 00:05:27
نظافة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتصل به. هكذا قال اهل العلم ذاك ان بياض الخاتم في يده دليل على عنايته به وانه كان يعتني بحاجاته يهيئها على وجه تكون فيه نظيفة - 00:05:47
مصونة عن السوء والشر. بعد ذلك قال المصنف رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلق ومن رأى فرجة في الحلق - 00:06:07
قتف جلس فيها قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن اسحاق ابن عبد الله ابن ابي عن عبد الله قال حدثني مالك عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة ان ابا مرة مولى عقيل ابن ابي طالب اخبره عن ابي - 00:06:27
الليث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه. اذ اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحدة. قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه - 00:06:47
وسلم فأما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم واما الثالث فأجبر مذاهبا. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم الا اخبركم عن النفر الثلاثة - 00:07:07
اما احدهم فاوى اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. واما استحيا فاستحيا الله منه واما الاخر فاعرض فاعرض الله عنه. هذا الحديث هذا الباب قال فيه رحمه الله باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس. موضوع الباب فيما يتعلق باداب العلم. ايها الاخوة الكرام - 00:07:27
الشريعة جاءت باكمل الاداب. ينبغي للمؤمن ان يعرف وان ان الادب قرين الدين. الله تعالى عندما زكى رسوله قال وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس على دين عظيم. فالدين هو الخلق. ولذلك قال ابن - 00:07:57
القيم رحمه الله من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. وفضائل الاخلاق والاداب كثيرة في النصوص حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اثقل شيء في الميزان. حسن الخلق - 00:08:27
وانما كان كذلك لان حسن الخلق ينتظم الفضائل المتعلقة بصلة الانسان بربه وصلة الانسان بالخلق صلة الانسان بربه وصلة الانسان بالخلق انما تطيب بحسن الاخلاق والشريعة بكل ما فيها جاءت لاقامة حسن الخلق فيما يتعلق في يتصل بصلتك بالله وصلتك - 00:08:47
وهناك تلازم لينتبه المؤمن ان حسن الخلق مع الناس دليل حسن الخلق مع الله. وسوء الخلق الناس دليل سوء الخلق مع الله. روى الامام احمد في مسنده. باسناد جيد. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله - 00:09:17
وسلم قال سمع انصت من لا يشكر الناس لا يشكر الله. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق في معاملة الناس دليلا على حسن الخلق في معاملة الخالق. وسوء الخلق في معاملة - 00:09:37
الناس دليلا على سوء الخلق في معاملة الخالق. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يعتني بالاداب وليعلم ان الشريعة جاءت لتكميل محاسن الاخلاق. روى الامام احمد في في صحيحه باسناد لا بأس به. من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله - 00:09:57
وسلم قال انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق اي يكمل صالح الاخلاق. فينبغي لطالب العلم ان يعرف ان العلم يهذب يخلي الانسان من الرذائل. يعني انت اذا نظرت الى ما كان عليه الصحابة في جاهليتهم. وما صاروا اليه - 00:10:17
بعد اسلامهم ترى النقلة العظيمة بين ما كانوا عليه من جاهرية الجهلاء في سلوكهم واخلاقهم وعقائدهم كانوا وما ساروا اليه في عقائدهم واعمالهم. لم ينتقموا فقط من شرك وعبادة غير الله الى توحيد الله فقط - 00:10:37
دون ان يكون لي هذا اثر وثمرة في معاملة الخلق. بل كمل ما نقلهم اليه النبي صلى الله عليه وسلم في اصلاح ما بينهم وبين الله وفي اصلاح ما بينهم وبين الخلق. هذا هذا الباب هو نموذج لما ينبغي لطالب العلم ان يتحلل - 00:10:57
من العذاب فان فان طالب العلم اذا افتقد الادب افتقد روح العلم روح العلم علم الادب وغرضه الادب وقصده الادب. فمن لم يتأدب فمن تعلم ولم يتأدب لا فرق بينه وبين من لم يتعلم - 00:11:17
ولذلك ينبغي للمؤمن ان يراعي الاداب وان يحرص عليها لان بها تعلو المراتب وتسمو المنازل ان من خياركم احاسنكم احاسنكم ان من خياركم احاسنكم اخلاقا. طيب روى ذكر المؤلف رحمه الله هنا حديثا نقله فقال حدثنا إسماعيل قال حدثنا مالك عن اسحاق بن عبد - 00:11:37
ابن ابي طلحة ان ابا مرة مولى عقيل ابن ابي طالب اخبره عن ابي واقد الليثي صحابي الحديث هو ابو واقد الليثي رضي الله عنه. واسمه الحارث ابن عوف. وهو من البدريين - 00:12:07
كما قال ذلك جماعة من اهل العلم. وقال اخرون بل هو ممن لم يدرك بدر ولم يقاتل فيها وعلى كل حال هو من الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم ومن لطائف الاسناد ان ان هذا هو الحديث - 00:12:27
الوحيد الذي اخرجه البخاري لابي واقد الليثي لم يخرج له سوى هذا الحديث. قال آآ المصنف عن ابي واقد الليثي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد. جالس في المسجد كجلستنا هذه. بين اصحابه - 00:12:47
حدثهم والناس معه اي اصحابه رضي الله عنهم اذ اقبل ثلاثة نفر اتى ثلاثة نفر من اين لا اقبل ولا نعلم لكن ظاهر السياق انهم اقبلوا من خارج المسجد. ولو كانوا في المسجد لكانوا مع القوم - 00:13:07
لكنهم اقبلوا من خارج المسجد هذا فيما يظهر. اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد اقبل اثنان من هذا من هؤلاء الثلاثة وذهب واحد قال فوقفنا - 00:13:27
على فوقف هذان الاثنان فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها اقبل اثنان وانصرف الثالث الاثنان ماذا فعل؟ احدهما وجدا فرجة في - 00:13:47
المجلس فتقدم اليها. يقول فاما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم اي خلف الصحابة خلف مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. واما الثالث فادبر ذاهبا. اي رجع. النبي - 00:14:07
وسلم رأى هؤلاء الثلاثة يقول الصحابي فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغ من ايش؟ من حديثه من الشأن الذي كان يتكلم به لما فرغ لم يقطع الحديث انما لما انتهى من حديثه قال رسول الله صلى الله عليه - 00:14:27
وسلم لاصحابه الا اخبركم عن النفر الثلاثة؟ اي الا اخبركم عن شأنهم؟ وحالهم منهم اثنان في المجلس طبعا. واحدهم قد ذهب الا اخبركم عن النفر الثلاثة؟ اما احدهما اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. هذا من؟ الذي - 00:14:47
وجد فرجة فدخل فيها فجلس. اما احدهم فاوى او فاوى الى الله فاواه الله ومعنى اواه اي قربه جل في علاه. وقبل واجاب رغبته ورحمه هذا معنى اواه الله. وقد ذكر الله تعالى ايواءه - 00:15:17
في في سورة الضحى حيث قال الم الم يجدك يتيما فاوى. اي فرحمك وقربك واجاب رغبتك وبلغك مرادك وقبلك. فقوله فاوى الى الله فاواه الله اي قبله وهذا في اعلى المنازل من هؤلاء الثلاثة. واما الاخر فاستحيا فاستحيا - 00:15:47
فاستحيا ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم مما استحيا. قال بعض اهل العلم استحيا ان ينصرف كالثالث. وقال اخرون استحيا من ان يدخل في فرجة في الحلقة فجلس في خلفها مع وجود فرجة يمكن ان ينفذ اليها - 00:16:17
وفي كلا الحالين سواء قيل انه استحيا من ان ينصرف او استحيا من ان يتقدم الى فرجة فاستحيا الله منه اي استحيا الله تعالى منه فرحمه ولم يعاقبه. فكان الجزاء من - 00:16:37
من جنس عمله فلما كان اقباله على ربه غير قوي كان اقبال عليه نظيره ذا كان اقبال الله تعالى عليه نظير ذلك. واما الاخر وهو الثالث فاعرض فاعرض الله عنه نعوذ - 00:16:57
اعرض لما ذهب وتولى عن سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ووعظه. فاعرظ عنه اي فجازاه نظير ما فعل فاعرض الله عنه. واعراض الله تعالى عن العبد هو للرحمة هو حبس للاحسان هو ايقاف للقبول هو عدم مدد بالاعانة - 00:17:17
والتسديد والتوفيق. هذا معنى فاعرض الله عنه. اعراض الله هذه ثماره هذه نتائجه هذا ما تضمنه الحديث وفيه من الاداب ان من وجد فرجة في المجلس تقدم اليها وفي انه كلما عظم عظمت رغبة الانسان في العلم وجد من الله اقبالا عليه - 00:17:47
وعونا له لانه قال فاما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. فكل اقبل على العلم فانه مأوي الى الله. وسيجد من الله ايواء. وهذه فضيلة كبرى لمن اشتغل بالعلم وسواء اقبل على العلم من خلال حلقه او من خلال سماع الذكر من خلال وسائل الاتصال الحديث او من خلال قراءة - 00:18:17
كتب او من خلال سؤال اهل العلم او من اي وسيلة من الوسائل التي يقبل بها على العلم لكن اوثق ذلك واظهره المطابق للحديث هو ان يقبل على العلم في مجالسه ورياضه فانها رياض الجنة التي ينال بها الفضل العظيم - 00:18:47
والاجر الجزيل من رب العالمين. وفي من الفوائد اثبات الافعال لله عز وجل فهو جل وعلا فعال لما يشاء سبحانه وبحمده وقد اخبر في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:19:07
عن افعاله الكثيرة الجليلة العظيمة التي يحصل بها للخلق كل خير ويجري بها كل ما يكون في الكون وفيه من الفوائد ان الجزاء من جنس العمل. فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:27
ذكر هؤلاء على اختلاف اعمالهم وذكر مثوبة كل واحد منهم على نحو ما كان منه من عمل. فالذي اوى الى الله اواه الله والذي استحيا من الله استحيا الله منه والذي استحيا لم يقل استحياء من الله والذي استحيا استحيا الله - 00:19:47
ومن؟ والذي اه اعرض اعرض الله عنه. وفيه من الفوائد ان الاعراض عن العلم الواجب محرم موجب للعقوبة. ان الاعراض عن العلم الواجب. موجب للعقوبة. ولنعلم ايها الاخوة ان العلم نوعان العلم علم الشريعة نوعان علم واجب على كل مسلم - 00:20:07
لا يجوز لاحد ان يخل به. والنوع الثاني من العلم علم كفائي. يجب على بعض الامة ان تتعلمه لتحفظ دين الله عز وجل. وبينهما فرق بين في الحكم وفي الثمرة والاثر. اذا العلم - 00:20:37
علمان علم العين وعلم الكفاء. علم العين يجب على كل احد ان يتعلمه. ما ضابط العلم الواجب على كل احد ايش ضابط العلم العيني؟ ضابط العلم العيني اكتب هو ما يقيم به الانسان - 00:20:57
هذا هو العلم العيني الذي يجب على كل احد ان يتعلم ما يقيم الانسان به دينه سواء كان ذلك في العقائد او كان ذلك في الاعمال. هذا يجب على الانسان ان يتعلمه. فانت عندما - 00:21:17
تريد ان تعبد الله تحتاج الى ان تعرف من الله الذي تعبد. ان تعرف صفة من صفاتك بما يحملك على محبته ما يحملك على تعظيمه لتحقق معنى لا اله الا الله. فان لا اله الا الله معناها لا محبوب - 00:21:37
بحق الا الله ولا معظم بحق الا الله لا معبود بحق الا الله والعبادة تقوم على المحبة هو التعظيم فتحتاج ان تتعلم من العقيدة من القرآن ومن السنة ما ما - 00:21:57
تحقق به العبادة لله عز وجل في قلبك محبة وتعظيما. اما العمل فالعلم العيني في العمل الصلاة التي فرضها الله عز وجل الصوم الذي فرضه الله عز وجل كيف تصلي؟ كيف تصوم؟ كيف تحج؟ كيف تزكي؟ هذه كلها - 00:22:17
من الواجبات التي يجب على الانسان ان يتعلمها. وما في احد يقول والله انا مشغول. بتجارتي او مشغول بدراستي ما اقدر اتعلم. كيف اصلي هذه مما لا يعذر بها الانسان. يجب ان يقدمها على كل علم وعلى كل شغل. وعلى كل امر من امور الدنيا - 00:22:37
فانها لا تتحقق العبودية الا بمعرفتها. لا تتحقق العبادة الا بمعرفتها. اذا عرفنا يا اخوان ان قول النبي صلى الله عليه وسلم فاعرض فاعرض الله عنه انما هذا في ايش؟ في العلم العيني في العلم الواجب وكذلك - 00:22:57
في العلم الكفاية اذا تعين على الانسان. اذا كان الله فتح عليك فتحا في العلو. فانه لا يجوز لك ان تترك العلم وتتخلى عنه ولذلك قال بعض اهل العلم ان العلم الشرعي يلزم بالشروع يلزم بالشروع - 00:23:17
اذا شرع الانسان في التعلم وكان عنده من القدرة والفهم. ما يتمكن به من المعرفة لا يجوز له ان يترك. ويقول له خلاص كفاية بل يجب عليه ان يعلم وان يتعلم لان الله من عليه بالشروع في هذا الطريق. وعلى كل حال الخلاصة التي - 00:23:37
ينبغي ان نستحضرها ان العلم العيني هو الذي اذا تركه عرض عنه الانسان اعرظه الله عنه وكذلك العلم الكفائي اذا توجه واصبح واجبا على شخص بعينه فانه اذا اعرض عنه الانسان اعرض الله عنه - 00:23:57
اما انسان يمر على حلقة علم ويكون عنده شغل وحلقة ليست مما يجب تعلمه ويحتاج الى ان ينصرف ينشغل بشيء فهذا لا حرج فيه ولا يعرظ الله عنه. انما يحصل هذا في علم واجب. حتى لا يقول قائل طيب يعني - 00:24:17
حنا احيانا نمر في حلق في حلق علم في المساجد ولا نجلس هل نكون ممن اعرظ فاعرظ الله عنه؟ الجواب لا اذا لم يكن علما عينيا اذا كان ما هو من العلم الذي تحتاج اليه لاقامة عبادتك. من العلم المفروض عليك تعلمه. وبهذا - 00:24:40
نعم آآ ان العلم الذي يأثم الانسان بتركه هو العلم الواجب العيني وكذلك الكفاء اذا يتعين على شخص من فوائد الحديث ان الحياء في العلم مذموم. لقوله ما استحيا فاستحيا الله منه. فينبغي للانسان الا الا يمنعه الحياء من التفقه في الدين. سواء كان ذلك - 00:25:00
المزاحمة في تحصيله او كان ذلك بالسؤال الاستجلاء الاستغفار فان من الناس من لا يسأل حياء فيملعه الحياء عن السؤال الذي يحتاج الى معرفته ولا يعني هذا ان يكون الانسان - 00:25:30
فظا غليظا غير حسن التأتي في سؤاله لا ينبغي ان يسلك في سؤاله اسمح الطرق الوصول الى المطلوب. استعمال الحياء حسن والحياء لا يأتي الا بخير. لكن في هذا الموضع اذا منعك - 00:25:50
الحياء عن تعلق او عن معرفة او عن تقدم في خير فانه مذموم. فقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير انما فيما كان من الحياء الحامل على الطاعة والاحسان والخير والبر - 00:26:10
فضائل الاخلاق اما ما كان من الحياء يسميه الناس حياء يمنعهم من التعلم يمنعهم من التقدم في الخير فهذا ليس يا عم محمودة بل هو حياء مذموم. وفي تسميته حياء تجوز والا فهو خجل. اما الحياء - 00:26:30
فلا يأتي الا بخير. وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس حال هؤلاء الثلاثة بالوصف لا بالشخص. وان الحديث عن الناس بالوصف ليس غيبة ولو كان الوصف معلوما لشخص بعينه لكن لم يقصد به ذات الشخص - 00:26:50
به الوصف فانه لا يدخل في الغيبة المحرمة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما الثالث فاعرض فاعرض الله عنه وهذا ذكر له في غيبته بما يكره. اليس كذلك؟ الغيبة ذكرك اخاك بما يكره. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بما يكره في - 00:27:20
غيبته لكن هذا لا اشكال فيه لانه ذكر وصفا ولم يذكر فلان قال واما الثالث واما الاخرظ الناس عنه. ونظيره ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من التوجيه عندما يقول ما بال اقوام - 00:27:40
ضامن فانه في كثير من الاحيان كان اولئك القوم كان اولئك القوم معروفين عند بعض الصحابة لكن لما اكان الذكر للوصف لا للشخص لم تكن غيبة. وبه يعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم في حد الغيبة ذكرك اخاك - 00:28:00
تعيينا وليس وصفا. ذكرك اخاك بما يكره. فان ذكرته بالوصف كان تقول من فعل كذا وهم يعرفون فلان فعل كذا. لا حرج في ذلك لانك في هذا السياق لا تقصد الشخص انما تقصد التحذير من الوصف - 00:28:20
وشتان بين هذا وذاك فهذا تقضي به مصلحة وذاك لا مصلحة فيه بل هو غيبة محرمات الا ان كان في ذلك تنفير من من ظالم او تحذير من فاسق او ما الى ذلك. هذه بعض الفوائد - 00:28:40
التي تضمنها هذا الحديث والشاهد منه هو ما ذكره المؤلف من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها هذا وذاك على خير. هذا وذاك على خير وان كان الافضل حسب سياق الحديث - 00:29:00
ان يتقدم الانسان الى سد فرجة. طيب هنا مسألة مهمة انه يتقدم الى سد فرجة شريطة. بشرط الا يؤذي الناس. فان كان التقدم الى سد الفرجة يترتب عليه الاذى فانه لا يجوز ان يتقدم. لان - 00:29:20
انه يكون سعي في سنة بما يحصل به ضرر. وترك السنن عند الاذى هو المطلوب اذا كان فعل السنة يترتب عليه مضرة فترك السنة اولى من فعلها. نعم. ننتقل للباب الذي يليه - 00:29:40
قال رحمه الله تعالى باب قوله وللنبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ اوعى من سامع. قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر قال حدثنا ابن عن ابن سيرين عن عبد عن عبد الرحمن ابن ابي بكرة عن ابيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على - 00:30:00
وامسك انسان بخصامه او بزمامه. قال اي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه واسمه. قال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال فاي شهر هذا؟ فسكتنا حتى ظننا انه سميه بغير اسمه فقال اليس بذي الحجة قلنا بلى؟ قال فإن دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم - 00:30:30
حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا؟ ليبلغ الشاهد الغائب ان الشاهد عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه. هذا الباب فيه الحث. على تبليغ العلم - 00:31:00
والاجتهاد في نقله والحرص على نشره بكل ما يمكن من الوسائل. فان النبي صلى الله عليه وسلم حفز النفوس الى ذلك بجميل الاثر المترتب على التبليغ. قال رب مبلغ اوعى من سامع هذا شحذ للنفوس والهمم ان تجتهد في تبليغ العلم. ما بلغها من العلم - 00:31:20
ينبغي ان تحرص على تبليغه نظرا للثمرة المترتبة. فانك قد تنقل العلم الى من ينتفع به اكثر من انتفاعك سيكون لك اجر نقله. فهذا الحديث هذا الباب في بيان انه ينبغي لطالب العلم ان يحرص على نشر الخير وبذله سواء كان قد عقل ما تعلم و - 00:31:50
فهم ما حفظ او قصر فهمه لما يحفظه. فرب مبلغ رب من اليه العلم وتبلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم يكون اوعى المنقول منك رب اوعى من سامع السامع هو المباشر الحديث والمبلغ هو المنقول اليه. وهذا - 00:32:20
بيان ان من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم ان يستحضر نية نشر العلم. ولهذا كان العلم لا عدل له شريطة ان يكون بنية صالحة. كيف تكون النية صالحة في العلم - 00:32:50
كيف تكون نيتك صالحة في طلبك للعلم ان تنوي امرين. الامر الاول ان ترفع الجهل عن نفسك. انا اتعلم علوم الشريعة لان الجهة العن نفسي ازالة للجهل عن نفسي ومعرفة ما لله وما لرسوله ما لله من الحقوق في كلام - 00:33:10
له في كلام رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الثاني ان انوي رفع الجهل عن غيري. وهنا نفع متعدي نشر للخير وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حث اصحابه وحث امته على تبليغ الخير ونشره حتى - 00:33:30
اكان من سمات هذه الامة انها خير امة اخذت للناس. قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس بما ماذا؟ ما سبب الخيرية لهذه الامة؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:33:50
هو تبليغ لدين الله هو نقل لشريعة الله عز وجل هو نشر للخير في الخلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا اني ولو اية. وشرف للمسلم ان ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وان يبلغ - 00:34:10
دين الله ولو كان ذلك في اية اية اذا علمت احدا الحمد لله رب العالمين تكون قد امتثلت ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك ينبغي لنا ان نحتسب ونحن نعلم صغارنا ابناءنا لما نعلمهم الفاتحة سورة الاخلاص سورة المعوذات - 00:34:30
سؤال المعوذتين ما يسر الله من المعارف نحتسب الاجر اننا نمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بلغوا اني ولو اية يغيب هذا عن كثير منا يا اخوان تجده يشتغل بالتعليم تعليم ولده تعليم زوجته تعليم اخيه الام تعلم - 00:34:50
اولادها ويغيب عنه ان ان يستحضر بلغوا عني ولو اية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي نقله البخاري باسناده عن ابي بكرة الصحابي الجليل رضي الله عنه قال قال ابو بكر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:35:10
قعد على بعيره وامسك انسان بخطام بخطامه او بزمامه. ابو بكرة يصف النبي صلى الله عليه وسلم وانه قعد على بعيره اي في خطبته. وان شخصا امسك بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم او - 00:35:38
وبزمام راحلته قال اي يوم هذا؟ من القائل؟ النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الصحابة في مجمع عظيم في حجه في حجة الوداع يقول اي يوم هذا؟ قال فسكتنا ابو بكر ابو بكر يقول لم - 00:35:58
يجب منا احد حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه. لانهم لما سكتوا ما اجاب سكت صلى الله عليه وسلم فظنوا انه سيسميه باسم غير الاسم المعروف عندهم. قال اليس يوم النحر؟ فكانت هذه الخطبة في يوم - 00:36:18
ويوم النحر هو يوم العاشر من ذي الحجة. وهو من اشرف الايام واعظمها. قلنا بلى. قال اي فاي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس بذي الحجة؟ اليس هذا الشهر شهر ذي الحجة؟ قالوا بلى - 00:36:38
يعني هو كذلك قال فان دمائكم. هذه الرواية اقتصر على السؤال عن الشهر وعن اليوم. وكلاهما يتعلقان بايش؟ بالزمان. السؤال عن الشهر واليوم كلاهما يتعلقان بالزمان. لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية. لم ينقل - 00:37:02
رأوا ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن المكان وقد جاء في بعض الروايات انه قال اي بلد هذا؟ قال فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه. بغير اسمه. فقال اليست البلدة يعني مكة. قلنا بلى - 00:37:22
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فان دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا؟ انتبه في بلدكم هذا هذا يشير الى الرواية التي فيها السؤال عن المكان في بلدكم - 00:37:42
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم قص في هذا الحديث حرمة الدم وحرمة العرض وحرمة المال وقال في حرمة هذه الاشياء الثلاثة من حيث المنزلة والمكانة كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. فجمع النبي صلى الله عليه وسلم في بيان عظيم حرمة - 00:38:02
الدم والعرض والمال جمع حرمة الزمان والمكان. يعني حرمة دم المسلم حرمة ما للمسلم حرمة عرض المسلم تشبه وهي مثل حرمة مكة مكانا والشهر الحرام واليوم الحرام والزمان الحرام في شهر ذي الحجة في يوم النحر. فاجتمع لحرمة - 00:38:32
الدم والمال والعرظ الحرمة المكانية والحرمة الزمانية. وهذا يبين انها محرمة تحريما عظيما محرمة تحريما عظيما فهي فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في اذهان السامعين نظير اعظم ما يحرمه العرب في زمانه فان - 00:39:02
فهي اعظم ما يحرم العرب مكانا. والشهر الحرام ويوم النحر هو اعظم ما يحرمه العرب زمانا. فسوى النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الدم والمال والعرض سواء في حرمة ذلك بحرمة - 00:39:22
الزمان والمكان عند العرب الذين كانوا يعرفون حرمة هذا المكان. حتى ان احدهم كان يرى قاتل ابيه في الحرم ولا يتعرض له على ما كانوا عليه من النعرة والنخوة والثأر وطلب الانتقام وما الى ذلك لكن حرمة المكان كانت فاصلة عندهم - 00:39:42
كذلك حرمة الزمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا قال ليبلغ الشاهد الغائب. هذا الشاهد هذا موضع الاستشهاد في الحديث ليبلغ اي ليخبر الشاهد يعني من سمع مقالتي وحضر خطبتي - 00:40:02
الغائب يعني من لم يحضرها من قريب او بعيد. فان الغائب هو كل من يحضر. سواء كان في المكان او كان في غير المكان. فان شاهد هذا بيان لعلة الامر. لماذا يبلغ الشاهد الغائب؟ ما الذي يحفزه على التبليغ؟ قال فان الشاهد - 00:40:22
الحاضر عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه. اوعى يعني اكثر فهما. لمعنى كلامي الناقل هذا ما تضمنه الحديث وسنتكلم ان شاء الله تعالى على فوائده وما فيه من لطائف في المجلس القادم - 00:40:42
غدا - 00:41:02