فوائد من محاضرة (المولد النبوي بين الاتباع والابتداع)
الدليل الثاني في منع الاحتفال بالمولد النبوي | الشيخ عبد الله العنقري
Transcription
الدليل الثاني الذي استدل به المانعون لاقامة هذا المولد قالوا ان جميع ما ادلى به المقيمون للموالد من حجج لا يمكن ان يسمى دليلا اصلا لما تقدم من انهم ليس عندهم اي دليل على صنيعهم - 00:00:00ضَ
وانما اوردوا حججا استنبطوها هم استنباطا ليسوغوا ما ابتدعوه وكل ما اوردوه من حجج يجاب عنه بجوابين اولهما جواب مجمل والثاني جواب مفصل يناقشون من خلاله في كل ما يريدون - 00:00:17ضَ
والمقام الان هو بيان مقام الجواب الجواب المجمل فيقال كل اية او حديث تدعون ان فيها ما يشهد لابتداعكم يواجهكم معه ما لا قبل لكم به من ان كل نص توردونه فان السلف قد قرؤوه قبلكم - 00:00:34ضَ
ولم يفهموا منه ابدا ما فهمتموه فانحصر الامر بينكم وبين السلف في واحد من امرين اما ان السلف غفلوا عن حق من حقوق نبي الله صلى الله عليه وسلم. ولم يتفطنوا له مع دلالة النصوص عليه حتى اتيتم انتم - 00:00:53ضَ
بدقيق استنباطكم ولطيف علمكم فوصلتم في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم الى الى ما لم يصلوا اليه وهذا يعني ان لدى السلف تقصيرا قبيحا في جانب فهم النصوص اذ غفلوا عن ما ترشد اليه الادلة في امر عظيم يتعلق بحق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:10ضَ
فبقي هذا الحق معطلا حتى اتى المتأخرون فوصلوا الى مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم بعد ان اغفله السلف وائمة الاسلام سنين عددا فان قال المجيزون للاحتفال بالمولد معاذ الله. لا يقال هذا في السلف - 00:01:32ضَ
فالجواب ان يقال الم تصلوا الى تسويغ الاحتفال من خلال تلك النصوص التي قرأها السلف فلماذا لم يفهموا منها مثل ما فهمتم؟ في امر ليس محل اجتهاد قابلا للاخذ والرد - 00:01:52ضَ
بل هو في امر يتعلق بالاعتقاد وهو حقوق النبي صلى الله عليه وسلم يبقى الامر الثاني الذي ينبغي ان تسلموا له حتى لا تكونوا من المنتقصين لسلف الامة. وهو ان تقروا ان النصوص ليس فيها اي دلالة - 00:02:07ضَ
على تسويق الاحتلاف على تسويغ الاحتفال وتتركوا عنكم الجدل الذي لا معنى لا معنى له ومن هنا فان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله اوصى احد امراءه الذين سألوه عن البدع اوصاه ان يرضى بما رضي به السلف - 00:02:23ضَ
انفسهم قال فانهم السابقون فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا فان قلت فاين اية كذا فقد قرأوا منه ما قرأتم وعلموا منه ما جهلتم فقول عمر رحمه الله هو عين ما نقرره هنا - 00:02:41ضَ
من ان كل مبتدع في امور العبادة شيئا لم يكن يعمله السلف ثم ادعى ان عنده على بدعته دليلا فان ذلك من اظهر شيء على جهله هو لا على جهل السلف - 00:03:00ضَ
لان عدم وصول السلف الى ما وصل اليه المستدل بالنص الذي قرأه السلف قبله هو الدليل على جهل ذاك المستدل لا على علمه. وهو معنى قول عمر رحمه الله قد قرأوا منه ما قرأت - 00:03:13ضَ
وعلموا منه ما جهلتم قال المانعون للاحتفال ومما يدخل عليكم معاشر المحتفلين بالمولد امتدادا لهذا الجواب المجمل ان يقال ان احداث هذا الاحتفال لو كان حقا لترتب عليه امر عام - 00:03:27ضَ
وهو ان الذين احتفلوا اهدأ من هذه الزاوية من جميع الذين لم يحتفلوا من جهة انهم قاموا بحق للنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم به السلف فانه لا يخلو الامر بين ان يكون احتفال هؤلاء المحتفلين حقا - 00:03:42ضَ
فرط فيه السلف فلم فمن لم يفرط فيه فهو اهدى ولا بد او ان يكون ضلالة فلذا تركه السلف كما تركوا غيره من الضلالات وهذا ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه للذين ابتدعوا الذكر الجماعي - 00:04:01ضَ
في زمنه حيث كانوا يسبحون ويهللون ويحمدون بطريقة جماعية فاتاهم ابن مسعود وقال انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او انكم مفتتحوا باب الضلالة - 00:04:17ضَ
ومراده رضي الله عنه ان ان ما ابتدعتموه ان كان حقا فقد وفقتم لامر هو اهدى من ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان قلتم معاذ الله لا هدي اهدى من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقروا على انفسكم بانكم على ضلالة - 00:04:34ضَ
واتركوا عنكم هذا الاختراع فاذا قال ابن مسعود رضي الله عنه هذا في امر الذكر الذي اصله مشروع وانما انكر عليهم الهيئة الجماعية فما عساه ان يقول في هذه الموالد التي يقيم اهلها الدنيا ولا - 00:04:53ضَ
اذا اتت مناسبتها وهذا امر كان السلف ينبهون عليه كثيرا الاوزاعي رحمه الله يقول منبها على بعض البدع التي خرجت في وقته. ولم تكن زمن السلف يقول لو كان هذا خيرا - 00:05:09ضَ
ما ما خصصتم به دون اسلافكم فانه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم وبعثهم قال المانعون للاحتفال بالمولد - 00:05:25ضَ
لو لم يكن من الشر في هذه الموالد الا ان يظهر اهلها بالمنزلة التي هي افضل من منزلة السلف لكان كافيا وحاصل هذا الدليل ان عدم اقامة السلف للموالد دليل مؤكد على انها ابتداع - 00:05:42ضَ
ولو كان في اقامتها خير لكانوا اسبق الامة اليها ولما غفلوا عنها اذا فكل امر يتقرب به العبد الى الله فانه لا يمكن ان يكون مشروعا اذا لم يكن السلف قد تعبدوا الله به - 00:05:58ضَ
ولذا قال حذيفة رضي الله عنه واسمع دقة كلام حذيفة كل عبادة لم يتعبد بها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها فان الاول لم يدع للاخر مقالا - 00:06:14ضَ
فاتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم وكلامه رضي الله عنه منطبق على الاحتفال بالمولد فانه مما يتقرب به اصحابه وحذيفة ينهى كل احد عن التعبد في عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:31ضَ
ثم بين السبب في ذلك وهو ان الصحابة رضي الله عنهم لم يدعوا مجالا من مجالات الخير الا وقد سبقوا اليه فعلى من بعدهم ان يسلك سبيلهم ان كان يعي اي قوم اولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم - 00:06:51ضَ
وقد قال الاوزاعي رحمه الله قف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عن ما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك. فانه يسعك ما وسعهم تأكد على المسلم ان يتبع السلف لا في القول بما قالوا فحسب - 00:07:08ضَ
بل يتبعهم حتى فيما كفوا عنه فانهم كما انهم لا يقولون الا بعلم فانهم لا يكفون عن الشيء الا بعلم. فعلى الناصح لنفسه ان يسلك سبيلهم في كل ذلك. فان - 00:07:25ضَ
هم اعلم من جميع من يأتي بعدهم اذ هم كما قال الامام الشافعي رضي الله عنه عن الصحابة رضي الله عنهم قال هم فوقنا في كل علم وعقل وكل سبب ينال به علم او يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لانفسنا - 00:07:37ضَ
ولهذا استعظم الامام مالك ابتداع امر لم يكن عليه السلف وقال في فاعله قولا شديدا جدا هنالك ما نقله عنه ابن ماجشون قال من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة - 00:07:58ضَ
لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا وما ذاك انتهى كلامه رحمه الله. وما ذاك الا لكمال هذا الدين وعدم احتياجه الى اختراع المخترعين - 00:08:18ضَ
وكل امر ديني فلا شك انه مبين في النصوص على احسن ما يكون من البيان فمن اخترع تعبدا لم يكن زمن السلف فكأنه يقرر ان هذا جزء من الدين لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته والعياذ بالله - 00:08:33ضَ
ولذا قال مالك رحمه الله جملة من احسن ما يكون من الجمل فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا وصدق رحمه الله فهل يمكن ان يوجد شيء من الدين اليوم وهو لم يكن زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الدين هذا محال - 00:08:50ضَ
لان كمال الدين يعني انه قد تم ولم يحتج الى اي اضافة. فمن اضاف الى الدين عبادة اليوم فليعلم انها ليست من الدين بحال لان الذي لم يكن زمن النبي صلى الله عليه وسلم داخلا في الدين يستحيل ان يكون اليوم داخلا فيه. ولهذا - 00:09:08ضَ
كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول اياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق اي بالقديم وهو الذي كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجود هذه البدع المحدثة الجديدة. ولذا قال في رواية - 00:09:26ضَ
فعليكم بالامر الاول قال المانعون لاقامة الموالد انتم معاشر المحتفلين بالموالد انما الفتم هذه الموالد لانها مما وجدتم عليه من قبلكم فقلدتموهم دون ان يكون عندكم او عند من قلدتموهم دليل شرعي - 00:09:44ضَ
ويدلك على هذا قولكم واحتجاجكم على اقامة الموالد بانه لو كان هذا من الباطل لما سكت العلماء عن انكاره قال المانعون وهذه طريقة من افلس من الدليل فانه اذا لم يتمكن من اقامة الدليل فر الى مثل هذه الدعاوى التي تنادي على من لجأ اليها بالافلاس من الدليل - 00:10:02ضَ
ومن اسهل ما يرد به عليكم ان يقال ان عددا غير قليل من اهل العلم من جميع المذاهب الاربعة انكروا هذا الابتداع فان كان المقام عندكم مقام استدلال بكلام اهل العلم - 00:10:24ضَ
فان من اهل العلم من انكر هذا وهم كثير بحمد الله. ولم يخلي الله هذه الامة من علماء جهروا ببدعية ما انتم عليه وردوا عليكم فعلكم اما ان قلتم ان هذا منتشر في الامة. لا يكاد يخلو منه بلد. فهذا استدلال بفعل جماهير الناس. وليس وليس استشهادا بفتوى عالم - 00:10:38ضَ
ومن اضعف المسالك في الاستدلال. اذ متى كان العوام مصدرا تتلقى منه احكام الشرع فاحتفالكم هو مجرد شيء الفتموه منذ صغركم ورأيتم عليه كباركم من ابائكم واجدادكم وهم كذلك الفوه واخذوه عمن قبلهم ليس الا - 00:10:59ضَ
وهذا عين ما خافه السلف على هذه الامة من جهة انتشار البدع ثم اعتياد الناس عليها حتى يعدوها سنة وقربى. كما قال حذيفة رضي الله عنه والله لتفشون البدع حتى اذا ترك منها شيء قيل تركت السنة - 00:11:19ضَ
وقال ابن مسعود رضي الله عنه كيف انتم اذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير. تجري على الناس يتخذونها سنة. اذا اذا غيرت قيل تغيرت السنة فمسألة احتفالكم بالمولد مسألة اعتياد والف لعادة درج عليها الناس - 00:11:37ضَ
وليس الامر فيها امر دليل او برهان وهذا امر واقع في كثير من البدع يألفها الناس ويستمسكون بها اشد الاستمساك وليس عندهم من دليل والعجيب ان من هذه البدع المنكرة - 00:11:58ضَ
التي الفها الناس بدعا ينكرها المقيمون للموالد ويفتون بالمنع منها. لانها لا دليل عليها ويذكرون ان انتشارها ليس هو الذي يسوغ فعلها. قالوا بل هي منكرة وان بلغ انتشارها كل مبلغ - 00:12:13ضَ
قال المانعون فكذلك يقال لكم وان بلغ انتشار الاحتفال بالمولد ما بلغ فليس ذلك بالذي يسوغ لاحد فعله - 00:12:30ضَ