Transcription
الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:02ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا - 00:00:18ضَ
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها - 00:00:42ضَ
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد كان التقدير ان نشرع في ذكر بعض الهدايات من سورة الكهف اه لكن لا بأس ان نذكر بنوع من الايجاز - 00:01:05ضَ
شيئا يناسب اه هذا الطقس الذي تمر به البلاد صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين رجل بثلاث من الارض - 00:01:31ضَ
اذ سمع صوتا في سحابة يقول اسق حديقة فلان تتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة فاذا شرجه من تلك الشراج يعني مسيل الماء قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء - 00:01:50ضَ
فوجد رجلا قائما في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان بالاسم الذي سمعه في السحاب وقال يا عبد الله ولم تسألني عن اسمي - 00:02:15ضَ
قال سمعت صوتا في في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فاخبرني ماذا تصنع فيها؟ اي في الحديقة قال الرجل اما اذ قلت ذلك فاني انظر ماذا يخرج منها - 00:02:35ضَ
فاتصدق بثلثه واكل انا وعيالي ثلثا وارد فيها ثلثه هذا الحديث كما ذكرنا في صحيح مسلم ان من اجل المشاهد التي ينبغي على اهل الايمان ان يحرزوها انه لا يكون شيء في كون الله عز وجل الا بقدره سبحانه وتعالى. ومن جملة ذلك - 00:02:59ضَ
تصريف الرياح وانزال الامطار وما يكون معهما من رعد او برق الى غير ذلك من تلك الظواهر التي يشاهدها كل احد. لكن ان مرت على كل احد لا تمر على اهل الايمان - 00:03:29ضَ
لابد ان يكون لاهل الايمان مع امثال هذه الظواهر وقفات واولها كما ذكرنا قول الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر فاهل الايمان يلحظون ذلك. يلحظون ذلك في افعال الرب عز وجل. التي يجريها في الكون - 00:03:48ضَ
على ايدي بعض عباده كما انهم يلحظون ذلك ايضا في امثال تلك الظواهر التي لا يكون للعباد فيها اي نوع من التدخل وقد رأيتم في هذا الحديث الشريف العظيم ان انزال الامطار انما يكون بقدر - 00:04:14ضَ
فاذا نزل المطر في مكان وشح في مكان فكل ذلك بقدر بل جاء في بعض الاثار ان كل قطرة ماء تنزل من السماء معها ملك يقررها حيث شاء الله يعني ان القطرة التي نزلت - 00:04:37ضَ
في مكان قدر لها ان تنزل في هذا المكان والا تجاوزه ولو ببعض السنتيمترات هذا مكانها ينزل معها ملك من السماء يقررها حيث شاء الله عز وجل فلا مجال للعبث - 00:04:59ضَ
ولا مجال ما يسمى بالعشوائية وانما هو تقدير الرب عز وجل العزيز الحكيم فلا تجاوز قطرة محلها الذي قدره الله عز وجل لها. وكذلك الرياح وكثير من الناس اذا ضجر - 00:05:20ضَ
بشيء من هذه الظواهر ربما سب ولعن يسب الريح او يلعنها لانها قد اذته لو افسدت عليه ماله مثلا وقد حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس في السنن - 00:05:45ضَ
ان رجلا لعن الريح على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال له صلى الله عليه وسلم لا تلعنها فانها مأمورة لا تلعنها فانها مأمورة وانه من لعن شيئا ليس له باهل - 00:06:07ضَ
رجعت لعنته عليه وكأنك لما سببت الريح او لعنتها او ضجرت منها انما من فعلها بمالك او بدنك او كذا او كذا وكل ذلك فعل الرب لا فعل الريح او تراها لما جاءت تلك الريح جاءت بغير قدر منها سبحانه وتعالى - 00:06:26ضَ
ولما اصابتك قد اخطأت قدرك بل هو قدرك ان تصيبك الريح فتمرض في بدنك او تصاب في ما لك بنوع ضرر وكل ذلك منه سبحانه وتعالى تقدير منه سبحانه وتعالى - 00:06:53ضَ
فلا تسبوا الريح فانها مأمورة فانت تلحظ ذلك ان الريح مأمورة وان الامطار مأمورة. وان الرعد والبرق كل ذلك بامره سبحانه وتعالى وقد سألت يهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ما هو؟ قال ملك - 00:07:14ضَ
معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث امره الله سبحانه وتعالى قالوا فما ذلك الصوت الذي نسمع قال زجره السحاب اذا زجره وكل ذلك جند من جنده سبحانه وتعالى يسير بامره - 00:07:37ضَ
وهو لا يعصيه طرفة عين اذا وجدتم شيئا من ذلك اذا وجدتم ما تكرهون يعني من الريح اقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح - 00:07:58ضَ
فاذا وجدتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما ارسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما ارسلت بها - 00:08:17ضَ
وانت تلحظ في هذا الدعاء نسبة الامر اليه سبحانه وتعالى في قولك وخير ما ارسلت به ان الله عز وجل هو مرسلها سبحانه وتعالى في رحلة المعراج سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام - 00:08:34ضَ
عن ميتال ما عمله فاخبره جبريل انه موكل بالقطر والنبات فثم ملك موكل بالقطر فاذا ما اذاك شيء ايضا من القطر تعلم انه انما ارسل بقدر ودعك من وتوسل الى مرسله سبحانه وتعالى - 00:09:03ضَ
فكان مما ينبغي اذا اذاك المطر ان تذكر ذلك الدعاء الذي دعا به صلى الله عليه وسلم لما حصل شيء من ذلك الايذاء وقال اللهم حوالينا لا علينا كل ذلك ربط لقلوب العباد. قلوب اهل الايمان - 00:09:34ضَ
بالله عز وجل مدبر هذا الكون وخالقه ومجريه على اكمل وجه واحسن تقدير علمت حكمة ذلك او جهلتها اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:10:05ضَ
يقول الحق وهو يهدي السبيل واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فسم وقفة اخرى مع هذا الحديث الذي صدرنا به الخطبة - 00:10:45ضَ
وهي وقفة مهمة ان الله عز وجل يحفظ على اوليائه اموالهم وضياعهم وعيالهم من غير حول منهم ولا قوة ذلك الرجل الذي وفي حديقته لا يعلم من تدبير الله عز وجل له شيئا - 00:11:01ضَ
رجل يقف في حديقته في مكان ما ربما لا يعلم به احد واتى الامر نسقي حديقة فلان يعني هذه السحابة ما ارسلت الا لهذا الرجل واين هو من الصحابة في مكان بعيد - 00:11:28ضَ
حتى ان الصحابة لم تتوجه اليه مباشرة بل افرغت ماءها في حرة في مكان مليء بالحجارة السود الضخام الكبار واذا شرج من تلك الشراج مسيل الماء يعني الذي يكون فيه - 00:11:46ضَ
الارض الصخرية مثيل للماء يعني قناة يسيل فيها الماء فاذا بهذه الصحابة تفرغ مائها كله في شرجة واحدة وهذا على خلاف عادة السحب ان الماء ينزل متفرقا اما تلك السحابة التي اتاها الامر ان اسقي حديقة فلان - 00:12:00ضَ
كله انما ارسلناه لفلان هذا. لفلان هذا فاذا بها تفرغ مائها كله في شرذة واحدة في مثيل واحد يتعجب الرجل الذي سمع الصوت يتتبع الماء فاذا رجل في ارض له في حديقة في ضيعة له - 00:12:24ضَ
لا يعلم من هذا الامر شيئا لكنه كان وليا لله عز وجل فارسل الله عز وجل له هذا الماء احاطه الله عز وجل برعايته وكلأه وحفظ عليه ضيعته وماله وحديقته - 00:12:48ضَ
ذلك انه كان يحسن التصرف فيما يخرج منها فعامل الرب سبحانه وتعالى وتاجر معها مع ارجوا منه بعد ذلك الخير هذا الرجل لما كان يعامل الرب عز وجل ويتاجر معه اربحه الله سبحانه وتعالى - 00:13:11ضَ
وحافظ له على ماله ويحافظ له على عياله. وكذلك كل شيء تريد ان يحافظ الله عز وجل لك عليه من الناس يريد لماله الحفظ او يريد لعياله الحفظ من الشرور والانحراف وكذا. عامل الرب - 00:13:37ضَ
سبحانه وتعالى وهي واحدة من هدايات سورة الكهف التي ربما نقف عليها يوما ما كيف ان رجلا كان يعامل الرب عز وجل رجلا صالحا ثم يموت يدع لاولاده كنزا يرسل الله عز وجل نبيين او نبيا ووليا - 00:14:00ضَ
ليحفظ على اولاده الكنز واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة. وكان تحتهما وكان تحته كنز لهما. وكان ابوهما صالحة فبصلاح الوالد حفظ الرب عز وجل الولدين وحفظ لهما المال - 00:14:28ضَ
ولو انقض هذا الجدار وانكشف امر المال واهل القرية على ما هم عليهم من الخبث. حتى انهم لما وجدوا رجلين غريبين لن يضيفوهما شدة في البخل فاهل قرية على هذه الصفة لو وجدوا هذا المال - 00:14:49ضَ
لفتكوا به ولا ضاع حق اليتيمين ترى بأي شيء حفظ الله عز وجل الولدين اليتيمين الصغيرين بصلاح الوالد فحفظ الله عز وجل على هذا الولي الذي معنا في قصتنا حفظ عليه ما له وقوت عياله - 00:15:09ضَ
وارسل له تلك السحابة وافرغ له ماءها وهيأ له تلك الشرجة لتستوعب الماء كله وتسوقه الى حيث هو هو لا يعلم من الامر شيئا. ذلك انه كان يحسن التصرف في ضيعته - 00:15:31ضَ
كان وليا لله وكان زمان ولا تعارض فكان ينظر ما يخرج منها فيتصدقا بالثلث وربما يعني يقف الكل مع هذه اللفظة انه كان يتصدق. فهذا الذي حفظ عليه ما له - 00:15:53ضَ
لكن الرجل كان يحسنه التصرف في كل المال ان نضيع عياله انما كان يتصدق بالثلث ويأكله هو وعياله الثلث بل ربما كان هذا الذي يأكله هو وعياله افضل عند الله عز وجل. كان افضل عند الله عز وجل مما يتصدق به - 00:16:12ضَ
وقد جاء ذلك في احاديث ان افضل الدراهم درهم تطعمه ولدك افضل من درهم تتصدق به على غيرك الثلث الباقي كان يدبر به امر معاشه حتى لا يذل نفسه ويريق ماء وجهه - 00:16:32ضَ
ويضيع دينه فكان يحفظ دينه ودنيا عياله بان يهتم بامر معاشه وهذا هو ديننا لا رهبانية في هذا الدين يهتم بامر معاشه ليحفظ على نفسه دينه اولا بانه من رق الدنيا - 00:16:55ضَ
غالبا يرق دينه لا تعارض بين ذلك وبين الحديث الذي جاء في سنن الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا الضيعة انها تذهب الدين هذا رجل له ضيعة له حديقة - 00:17:22ضَ
قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لا تتخذوا الضيعة اه فانها تذهب الدين او لا تتخذ الضيعة فتركنوا الى الدنيا هكذا لفظ النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:41ضَ
لا تتخذوا الضيعة فتركنوا الى الدنيا وانما المنهي عنه ان تتخذ على وجه التوسع والتنعم وعلى وجه ينسى معه المرء دينه اما اذا اتخذت على وجه النفقة على النفس والعيال - 00:17:57ضَ
وعلى وجه حفظ الدين فهذا من المرغب فيه والمحمود شرعا كما كان هذا الولي لله الوقفة التي نريد ان نقولها ان تعامل الرب عز وجل وان تتاجر معه وان الله عز وجل هو الحافظ على الحقيقة - 00:18:19ضَ
ليس تدبيرك وليس قوات ذهنك وتوقد آآ فطنتك وسريرتك لا. بل هو الحافظ سبحانه وتعالى على التحقيق وكم من ولد يتيم يخرج احسن ما يكون تربية ليس بعدها تربية. من رباه؟ الله عز وجل - 00:18:39ضَ
وكم من ولد قد فلقاه والده ووالدته وحفظاه قد يعني حوطا عليه من كل جانب وكذا ويخرج من افسد الاولاد الله عز وجل هو المربي على التحقيق والله عز وجل هو حافظ مالك على التحقيق - 00:19:06ضَ
والله عز وجل اليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه فعامله سبحانه وتعالى كما كان يعامله صاحب هذه الحديقة اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم ابرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويتوب - 00:19:28ضَ
وفيه اهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم ولي امورنا خيارنا ولا تولي امورنا شرارنا اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا. اللهم انا نسألك خير ما في هذه الريح وخير ما فيها وخير ما ارسلت به. ونعوذ بك من شر - 00:19:49ضَ
هذه الريح وشر ما فيها وشر ما ارسلت به. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار الله اكبر الله اكبر. اشهد ان لا اله الا الله. ونبينا محمد - 00:20:08ضَ
- 00:20:37ضَ