Transcription
السلام عليكم ورحمة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:00ضَ
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم ولا تجعل لاحد سواك فيه شيئا يا رب العالمين مرحبا بكم ايها الاحباب طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا - 00:00:23ضَ
نسأل الله تبارك وتعالى كما جمعنا على طاعته ان يجمعنا في جنته ومستقر رحمته ودار كرامته وهذا هو هذا هو المجلس الثاني والاربعون من مجالس النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام - 00:00:40ضَ
وكنا توقفنا في المجلس الماضي عند آآ مسألة المسجد وبناء النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ووصلا بما كنا توقفنا عنده فذكرنا ان النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد ان نزل - 00:01:08ضَ
في اه قباء بنى مسجده. المسجد الاول اول مسجد في الاسلام وهو مسجد قباء وانه آآ لما كان سائرا من قباء الى المدينة ادركته آآ صلاة الجمعة في آآ بني سالم بن عوف فبنى هناك مسجدا - 00:01:24ضَ
وخطب فيه اول خطبة ولما نزل المدينة المنورة كان اول ما فعله ان بنى مسجده المسجد النبوي والان نتكلم في مسألة المسجد بداية المسجد آآ نستطيع ان نقول هو مؤسسة الاسلام - 00:01:42ضَ
مؤسسة الاسلام طبعا النظر السياسي البحت. يعني النظر الذي سينظر من وجهة النظر السياسية سيرى ان المسجد كان له الدور الاكبر والدور الاعظم في صناعة الاندماج بين المجتمع المسلم في المدينة المنورة - 00:02:09ضَ
نحن زكرنا ان المجتمع المسلم في المدينة المنورة المجتمع المدينة كان فيه انقسامات بين مسلمين وبين يهود وبين مشركين وانه المسلمين منقسمين اوس وخزرج وهؤلاء خرجوا من حروب وانه هذا الانقسام - 00:02:32ضَ
بين المسلمين انقسام مهاجرين وانصار الانصار منقسمين اوس وخزرج المهاجرين منقسمين الى اكثر من قبيلة جاءوا منها الان ونحن هنا في تركيا وجميعكم يعني من المحسوبين على المهاجرين واللاجئين ما تكاد - 00:02:46ضَ
مجلسا او آآ يعني ينفتح موضوع اللاجئين والمهاجرين في تركيا الا ويتكلم الناس عن مشكلة الاندماج دائما مشكلة الاندماج وانه لم لم لا يستطيع اللاجئون ان يندمجوا ولا يستطيع المهاجرون ان يندمجوا - 00:03:08ضَ
ويوصيك دائما بتعلم اللغة على اساس ان تستطيع الاندماج وليس الامر في تركيا وحدها ولكن كذلك هذه هي المشكلة الموجودة في سائر الدول التي تستقبل مهاجرين. يعني اذا ذهبت الى المانيا - 00:03:31ضَ
تتكلم عن برامج الاندماج الى هولندا عن برامج الاندماج الى فرنسا عن برامج الاندماج يعني بريطانيا نفس الكلام وكل بلد لها طريقتها في مسألة الاندماج اما ان يكون الاندماج ناعما على هيئة الذوبان والاحتواء والمزايا واما ان يكون قصريا - 00:03:47ضَ
على هيئة الالزام والاجبار الخلاصة يعني يا جماعة الخير مسألة الاندماج هذه من المسائل التي تؤرق او المسائل التي تنشأ وتنبت في اي مجتمع يضاف اليه كثير من الناس بشكل مفاجئ - 00:04:05ضَ
ونحن نرى الان في زماننا هذا في الدول المتمتعة بوفرة مالية. الدول المتمتعة بقوة تكنولوجية. الدول المتمتعة بما يسمونه البجداتا المعلومات والبيانات الضخمة التي تمكنها من معالجة الامور يعني الاصل في مسألة ان يكون لديك كثير من المعلومات انك تستطيع ان - 00:04:24ضَ
تحدد مواطن الخلل وتحدد اساليب الحل اذا نظرت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ستجد ان المسجد قد حقق اسرع تجربة معروفة من الاندماج بين العرب والمسلمين في ذلك الوقت كيف - 00:04:46ضَ
الناس يتقابلون في كل يوم خمس مرات على الاقل خمس مرات على الاقل وبالتالي فتستطيع ان تقول انه مسلا بعد شهر واحد من هذه العادة وهذا السلوك بعد شهر واحد خمس صلوات على الاقل - 00:05:08ضَ
في ثلاثين يوما يعني كل واحد منهم قابل الاخرين في الشهر الواحد على الاقل مئة وخمسين مرة هذا ما تستطيع الدول حتى الان ان تحقق هذا النوع من الاندماج بهذا القدر من السرعة - 00:05:28ضَ
يعني المسجد حين طبعا انتم تعرفون انه آآ صلاة الجماعة اه هناك خلاف بين العلماء صلاة الجماعة هذه واجب ام هي سنة مؤكدة واجب بمعنى انه يأثم من تركها. يعني لا يجوز ان يقدر المسلم على صلاة الجماعة ويتركها - 00:05:53ضَ
ويستدلون في هذا ببعض الايات وبعض الاحاديث كقول الله تبارك وتعالى واركعوا مع الراكعين يقولون انه لو كان لو كان الركوع وحده هو الواجب ما كان اضاف الله تبارك وتعالى ايه؟ مع الراكعين - 00:06:15ضَ
وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن ام مكتومة تسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب وعلى كل حال لا لا ندخل نحن في الخلاف الفقهي في حلقاتنا هذه. لكن القصد انه المسلمون كانوا حريصين على هذا الوجود - 00:06:30ضَ
دائم في كل الصلوات لدرجة ان سيدنا عبدالله بن مسعود كان يقول ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة الا منافق معلوم النفاق لقد رأيتن وما يتخلف عن الصلاة الا منافق معلوم النفاق. ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين. يعني رجل في حالة مرضية صعبة كان - 00:06:46ضَ
يمسك به رجلان اخران حتى يقيمانه في الصف اذا كانت او كان هذا المسجد كانت حياة المسلمين في المسجد على هذا النحو انهم يلتقون في اليوم الواحد خمس مرات طيب هل كان لقاؤهم هذا خمس مرات هو كلقا مثلا الذي يحصل الان في آآ المصانع او في المعامل او في الاعمال - 00:07:12ضَ
او في المدارس بالنسبة للاطفال ما هو الان انت تجد انه احيانا تعمل هذه الشعوب المتناثرة المصانع في في المزارع في المدارس ومع ذلك لا يتحقق ايضا الاندماج المطلوب لا - 00:07:40ضَ
المسجد كان فوق هذا اللقاء فوق انه يجمع بين المسلمين في مكان واحد كان يجمع بينهم في اعلى مستوى روحي لانه هؤلاء الذين كانوا يقدمون الى المسجد كانوا يتطهرون اولا - 00:07:58ضَ
التطهر من الحدثين الحدث الاكبر والحدث الاصغر ويأتي وهو مستشعر انه يصلي يقف بين يدي الله تبارك وتعالى. وانه خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه يسمع ما يتنزله من القرآن - 00:08:17ضَ
القرآن الكريم ويسمع ما يعظه به رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الاجواء التي يصنعها المسجد في اهله هي الاجواء المساعدة على هذا الارتقاء الروحي الاجواء التي يتحقق فيها ان يخرج الانسان من حظ نفسه من حظ الدنيا - 00:08:31ضَ
فلذلك يكون مستوعبا على غير حال اخر من احوال الدنيا والتعلق بالدنيا والتنافس على الدنيا ومكاسب الدنيا يكون موجودا في المسجد وجود من يتلقى دينه وجود الانسان الموجود في حالة روحية عالية - 00:08:54ضَ
ولذلك حين يسمع يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا في هذه الهوية الجديدة هذا النداء الجديد هذه الجماعة الجديدة المتميزة على من سواها الذين امنوا فلا يقع في الذهن والخاطر الا انه هؤلاء المجموعين في المسجد الواحد - 00:09:17ضَ
حقيقة جماعة واحدة اذا لديك مجتمع لما وجد فيه هذا المسجد ادى الى اسرع عملية تعارف واسرع عملية تآلف واسرع عملية اندماج في التاريخ المعروف للبشر حتى نحن الان ويعني تجربة الناس الموجودين في تركيا - 00:09:41ضَ
اكثر الناس الذين استطاعوا ان يتآلفوا سريعا مع محيطهم هم الذين كانوا يحرصون على صلاة الجماعة الحرص الدائم على صلاة الجماعة مع انه زمننا هذا وتقاليدنا الان واحوالنا الان والحاجز اللغوي الذي نحن فيه. مع انه كل - 00:10:07ضَ
هذا من معيقات حصول التآلف وما شاع فينا من الفردانية وما شاع فينا من التأثر يعني نظام المواطنة يعني خفوت الحالة الروحية وخفوت الحالة العشائرية والقبائلية وحالة الترحيب بالضيف مع كل هذا - 00:10:25ضَ
لم يزل الذين تعلقوا بالمسجد هم اكثر واسرع الناس الذين استطاعوا ان يتآلفوا مع محيطهم لم يتحقق مثل هذا لغيرهم فلا يزال المسجد حتى هذه اللحظة ورغم كل العوائق التي نتجت - 00:10:47ضَ
هو الاقدر على صناعة الاسرع اسرع من حالة تمازج واندماج بين اهله. ولو اختلفت الوانهم اختلفت لغاتهم يبقى اولا كثرة اللقاء في المسجد صنعت حالة تمازج تقبل الانسان وهو في الحالة الروحية حالة العبادة الروحية جعلته - 00:11:03ضَ
يندرج وينسلك بشكل اسرع واسهل في التمازج والاندماج من حالة الذين يلتقون في المصانع وفي المزارع وفي المدارس وفي غير ذلك طيب لكن المسجد ايضا لم يكن مجرد مكان يلتقى فيه للعبادة - 00:11:27ضَ
وهنا سنرى ان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان كل شيء كل شيء بمعنى كل شيء. يعني ازاي يعني المسجد كان بمثابة نصر الحكم والرئاسة فيه يستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفود التي تأتي اليه - 00:11:52ضَ
وفيه كان من هذا المسجد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة مع من اراد ان يتعرف على الاسلام يعني بالمصطلح المعاصر يرسل السفراء والمبعوثين والممثلين الدبلوماسيين من المسجد - 00:12:15ضَ
وفي المسجد كان يعقد مجلس الحرب فكان بمثابة وزارة الحربية او وزارة الدفاع وفيه تعقد الرايات وفيه تعقد الالوية وفيه يقسم الجيش والمسجد كان هو وسيلة الاعلام طبعا انت يعني القائد الرئيس الزعيم وهو في حالتنا نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:12:38ضَ
كان يلتقي بشعبه برعيته باهل دولته خمس مرات في اليوم وهناك لقاء عام جامع في كل يوم جمعة يأتي اليه الناس من الانحاء والاطراف واذا حزب شيء او جد شيء - 00:13:06ضَ
نادى منادي الصلاة جامعة. الصلاة جامعة فيأتي الناس الى المسجد واحيانا وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم كي يعلم الناس كما في الحديث المشهور ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فخطبنا حتى - 00:13:28ضَ
جاء صلاة الظهر فنزل فصلى ثم صعد فخطبنا فقص علينا ما قد كان وما يكون فاحفظنا اعلمنا المسجد كان وزارة الاعلام كان المكان الدائم الذي يتلقى فيه المسلمون التوجيهات الجديدة - 00:13:49ضَ
سواء التوجيهات الجديدة هذه كانت من امر الاخرة يعني نزل على رسول الله على رسول الله شيء. او كانت هذه التوجيهات يعني مما نزل من عند الله او مما يقوله رسول الله او كان من امر الدنيا - 00:14:11ضَ
وفوق ذلك المسجد كان المدرسة التي يعلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الناس وكان مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته فين المسجد واحيانا حتى اذا لم يجلس النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:26ضَ
ربما خرج النبي فوجد الصحابة جالسين في المسجد ويقول ما اقعدكم الساعة هنا؟ فيقول يا رسول الله قعدنا نذكر الله عز وجل. اللهم اقعدكم الا هذا؟ قالوا والله ما قعدنا الا لهذا - 00:14:44ضَ
فكان المسجد فيه ملتقى المسلمين يعني المسلمين ما كنش عندهم في ذلك الوقت ما نصطلح على اه مسألة النوادي والكافيهات والمطاعم وهذه الامور كان ملتقى المسلمين فيه المسجد والمسجد كان ربما سمح فيه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الالعاب. كما تعرفون في حديث عائشة المشهور انها كانت تنظر الى الحبشان وهم يلعبون - 00:14:59ضَ
في المسجد يقذفون بي الرماح وارخى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتفه لها والمسجد كان ايضا يستخدم احيانا كسجن لما جاء ثمامة ابن اثال ربطه النبي صلى الله عليه وسلم في سارية المسجد - 00:15:30ضَ
حبسه في المسجد واذا بثمامة ابن اثال يرى عبادة المسلمين وصلاة المسلمين فبعد ثلاثة ايام وقع في قلبه حب الاسلام واحيانا كان الصحابي يعاقب نفسه بان يربط نفسه الى سارية في المسجد يقول لا احل نفسي - 00:15:51ضَ
حتى يحلني رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا المسجد يا جماعة الخير لم يكن كما نفهمه الان مجرد مكان تؤدى فيه الصلوات طيب السؤال المهم ما الذي جعل المسجد يتحول من هذه المؤسسة الحية المتحركة - 00:16:10ضَ
النابضة الى الحال الذي نحن فيه نأتي اليها بعد قليل ان شاء الله واخرت لكم شيئا في ان المسجد كان مأوى من لا مأوى له يعني الفقير الغريب الطريق اللاجئ - 00:16:38ضَ
الذي لا يجد احدا ينزل عليه كان يأتي فينزل فين في المسجد ولذلك كان في اخر المسجد منطقة مظللة ذكرنا في المجلس الماضي هذه المنطقة المظللة قلت لكم ساتيكم على خبرها وهي - 00:16:59ضَ
اهل الصفة اهل الصفة هؤلاء هم الفقراء الذين لا اهل لهم في المدينة ولا مأوى لهم فكانوا ينزلون في المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان عنده طعام واحد - 00:17:17ضَ
فليذهب باثنين ومن كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام ثلاثة فليذهب باربعة اهل الصفة هؤلاء قوم كما وصفهم ابو هريرة رضي الله عنه وابو هريرة كان من اهل الصفة - 00:17:37ضَ
كانوا قوما لا يعني كان يقول لم ارى على واحد منهم ثوبا. الثوب يعني الثوب الكامل الازار والرداء لم يكن يملك الازار والرداء معا وانما كان يملك الثوب الواحد يربطه في عنقه - 00:17:58ضَ
فهؤلاء كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءته صدقة ارسل بها اليهم اذا جاءته هدية اصاب منها وارسل بها اليهم واذا اراد ان يحث احدا على الصدقة او على الهدية اشار اليه الى اهل الصفة. اذا جاءته غنيمة او نفل - 00:18:15ضَ
وكان صلى الله عليه وسلم يقدمهم على اهله يعني تعرفون الحديث المشهور حديث فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتكت الى النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله بها الرحى - 00:18:32ضَ
آآ يعني كانت تطحن القمح على الرحى الرحى الحجرين قديمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم طبعا هي ايه جاءته لكي ترجو ان او تطلب منه ان يعطيها خادما من سبي جاءه - 00:18:46ضَ
فقال لا اعطي احدا واترك اهل الصفة يطوون على جوعهم وانما ابيع هؤلاء فانفق منه على اهل الصفة ثم علمها الحديث المشهور الا اخبركم بما بما هو خير لك من خادم. اذا اذا اتيتما الى مضجعكما يكلمها وعلي رضي الله عنه - 00:19:04ضَ
فسبح الله ثلاثا وثلاثين وحمداه ثلاثا وثلاثين وكبره اربعا وثلاثين فذلك خير لكما من خادم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم اهل الصفة على حتى اهل بيته صلى الله عليه وسلم - 00:19:28ضَ
لكن القصد هنا انت لو تأملت في مسألة اهل الصوف فتكتشف امورا نكتشف اولا ان الان لو انا اتكلم من وجهة نظر ايضا سياسية ومن وجهة نظر يعني آآ الدولة وحاكم الدولة - 00:19:42ضَ
الموارد البشرية اهم مما سواها من الموارد يعني الاسلام لم يسمح لاحد من المسلمين ان يظل في بيته وفي قبيلته حتى لو انه اذا جاء للمدينة لم يجد لنفسه لا مأوى ولا رزقا - 00:19:58ضَ
يعني الاسلام فضل انه المسلم يأتي من المكان الذي فيه رزق وفيه مأوى الى دار الاسلام حتى لو لم يكن له فيها لا رزق ولا مأوى لانه الموارد البشرية وجود البشر هو اهم شيء بالنسبة للدولة - 00:20:21ضَ
الموارد البشرية هي اهم شيء هي فوق الموارد المادية فوق الذهب فوق الكنوز وبالنسبة لمسلم نفسه هنا من وجهة نظر روحية ومن وجهة نظر دينية طبعا والدين والدنيا في ديننا لا ينفصلان - 00:20:43ضَ
ان المسلم مقامه في دار الاسلام هو المكسب العظيم له حتى لو انه سيقيم في دار الاسلام على هذه الحال من الفقر والعوز والحاجة هذا خير له من ان يقيم في دار كفر - 00:20:58ضَ
وعنده بيته ورزقه واهل الصفة ايضا كانوا يزيدون لانه كلما اسلم احد من اهل الانصار جاء الى المدينة فكان اهل الصفة يزيدون يعني الانصار رغم انهم ضربوا المثل العالي الرفيع - 00:21:16ضَ
في ايواء المهاجرين وفي ايثارهم على انفسهم مما سنأتي له ان شاء الله بعد قليل رغم هذا الانصار لم يستطيعوا ان يستوعبوا كل المهاجرين لم يستطيعوا وهذا يدلك على يعني هذا يفهمك معنى قول الله تعالى - 00:21:40ضَ
ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم رصاصة يعني لو كانوا في حاجة انظر اهل مدينة اهل مدينة لا يستطيعون ان يستقبلوا عددا اقل منهم بكثير امكانياتهم لا تسمح لهم بهذا - 00:22:02ضَ
صحيح بذلوا اقصى ما يمكن ان يبذل كما سنرى في المؤاخاة بين المهاجرين والانصار لكن مع ذلك ظلت قدراتهم اقل من ان تكفي استيعاب كل المهاجرين وهذا يا جماعة الخير - 00:22:25ضَ
يعطيكم تصورا عن عظمة الانصار مرة اخرى ذكرت لكم في المجلس الماضي ولا ادري كم مرة ساكررها انه طالما دخلنا في المرحلة المدنية فنحن دخلنا امام مواقف غير منتهية من ايثار الانصار ومن عظمة الانصار - 00:22:43ضَ
شوف هؤلاء الناس الذين لم يستطيعوا ان يستوعبوا يعني لم تستطع قدراتهم المادية ان تستوعب اللاجئين المهاجرين هؤلاء كان عندهم من القوة النفسية ومن الاستعداد ومن الشجاعة ومن التضحية ان يستقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:23:03ضَ
المطلوب رقم واحد وان يكونوا شوكته وانصاره حقيقة يعني المسألة هنا ليست مسألة امكانيات مادية وحدها بقدر ما هي مسألة قوة روحية وقوة ايمانية وقوة نفسية العمر كما ضاقت بلاد باهلها ولكن - 00:23:24ضَ
احلام الرجال تضيق المسألة مبنية اصلا على هذه القوة النفسية والقوى الايمانية وهذا يخبرك ايضا عن طبيعة اقتصاد المدينة وعن ضعف اقتصاد المدينة بعد حرب بعاس وكيف انه هذا الاقتصاد لم يكن قادرا على ان يستوعب المهاجرين القادمين الى المدينة. لذلك ظهرت عندنا ظاهرة اهل الصفة - 00:23:47ضَ
الذين لم يجد لهم اهل المدينة لا مأوى ولا رزقا ولا عملا اذا فالمسجد كان هذا كله كان قصر الحكم وكان مجلس الحرب وكان البرلمان الذي يتشاور فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه. وكان المدرسة الذي التي تعلم الناس الاسلام - 00:24:14ضَ
وكان المحضن التربوي الذي يتربى ويترقى فيه الناس. وكان المحضن الاجتماعي الذي يدمج ويؤلف بين قلوب الناس هذا كله كان المسجد وبقي امر اخير حين تتأمل في سيرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:38ضَ
تجد ان المسجد كان بالنسبة اليهم اصل والحياة استثناء يعني الاصل ان الناس متعلقين بالمسجد يسعون في الدنيا ويطلبون الرزق ويضربون في الارض ولكن بالقدر الذي يحفظ عليهم حياتهم بالقدر الذي يحرص بقاءهم ووجودهم - 00:25:06ضَ
لكن لا ينغمسون فيه هم الصحابة تركيزهم الاساسي كان هو الاخرة كان هو المسجد فلذلك الاصل في حياتهم المسجد وانما يخرجون الى الدنيا ليتزودوا منها للاخرة يعني انت حين تقرأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات في قراءة السور - 00:25:35ضَ
الاطالة انتهيت طبعا افتح مثلا كتاب مثل زاد المعاد للامام ابن القيم حين تقرأ ماذا كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح صلاة الظهر صلاة العصر المغرب العشاء - 00:26:08ضَ
هذا امر لا يطيقه اهل هذا الزمن اهل هذا الزمن ازا الامام زاد عن خمس ايات ست ايات يضجروا لماذا لانه حقيقة يا جماعة الخير نحن في حياتنا الان الحياة بالنسبة الينا هي الاصل - 00:26:23ضَ
والمسجد هو الاستسناء يعني المتدين في هذه الامة هو الذي يذهب الى المسجد لكي يسقط الفريضة عليه تسقط الفريضة عنه يعني كما كما قالوا فعلا كان شعار الاقدمين ارحنا بها يا بلال - 00:26:42ضَ
اما شعار المتدينين اليوم فهو ايه ارحنا منها يا بلال عايزين نصلي وننجز نصلي ونرجع الى ما كنا فيه نصلي ونستكمل شأن الرزق وشأن الدنيا من العبارات الحكيمة حقيقة كان احدهم يقول انه حال الصحابة مع القرآن - 00:27:05ضَ
مثل حالنا الان مع الموبايل مع المحمول عالجوال هذه كلمة حكيمة جدا بصراحة الصحابة كانوا مدمنين على قراءة القرآن الكريم. كما يدمن اهل هذا العصر على الامساك به لانه الحياة صارت مختزلة - 00:27:29ضَ
وموجودة في هذا الهاتف المحمول. الصحابة كانوا يرون ان حياتهم في كتاب الله فلذلك كان اذا صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم فاطال القيام اطال الركوع اطال السجود لا يجد - 00:27:48ضَ
ضاجرين في هذا على عكس الحال الذي نحن فيه الان المسجد حين كان يقصده اناس الاصل عندهم الاخرة؟ مركزيتهم همهم هو الدار الاخرة الدنيا بالنسبة اليهم استثناء حقيقة يعني كما كما يقول الشيخ الغزالي مثلا عن هذا عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:04ضَ
يقول هذا هو البناء البسيط الذي اخرج للدنيا مؤدب الجبابرة وملوك الدار الاخرة عبارة فخمة الشيخ الغزالي كان اديب الدعوة كما يلقبونه مسجد اخرج للناس مؤدبوا الجبابرة وملوك الدار الاخرة - 00:28:30ضَ
فاين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اللي كان مفروش بالحصى وكان مسقوفا بالجريد وكان عموده من جذوع النخل من هذه المساجد التي نحن فيها ولكنها يعني الذين فيها كما وصفهم نبينا صلى الله عليه وسلم ولكنكم غثاء كغثاء السيل - 00:28:59ضَ
حتى هذا الحديث انت ترى فيه الصحابة لما قال لهم النبي يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها هم قالوا ايه ؟ ومن قلة نحن يا رسول الله - 00:29:16ضَ
مش مستوعبين ان ممكن يبقى فيه كثرة يعني نموذجهم في الحياة نموذجهم هم في الحياة لا يتسق معه ان يكفروا وتتداعى عليهم الامم فلذلك الذي وقع في خاطرهم هو ايه - 00:29:32ضَ
انهم يكونون قلة لكن النبي صلى الله عليه وسلم صحح هذا قال ولكنكم كثير قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله ان ولكنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولا ينزعن الله المهابة من صدور عدوكم - 00:29:52ضَ
منكم ايضا تأمل في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة دول الصحابة على رغم قلتهم وهم قاعدين في المدينة كده واقتصادهم التعبان اللي احنا بنتكلم عليه. انما كانوا ايه - 00:30:20ضَ
مرهوبين اصحاب هيبة النبي يفسر له انتم هتبقوا كثير لكن غثاء ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا - 00:30:34ضَ
وكراهية الموت وهذا يدلك على ان الصحابة كانوا ايه كانوا اهل دنيا كانوا اهل دار الاخرة الوهن الوهن الذي يقذف فيدمر حياة الامم وينزع المهابة من الامم هو هذا الحرص على الدنيا - 00:30:54ضَ
التعلق بالدنيا وخوف الموت فلذلك يا جماعة الخير المسجد كما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يجب ان نتصوره على هذا الحال المسجد كان يدخل اليه المسلم يسمع كلام الله غضا طريا كما نزل يتلوه رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منه شيء اخر - 00:31:14ضَ
لذلك الحديث الحديث الذي قد يشكل علينا الان ونحتاج الى تفسيره ما كان يشكل على الصحابة لانهم كانوا يعيشونه وهو قوله صلى الله عليه وسلم الارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم - 00:31:41ضَ
يغتسل منه في اليوم الواحد خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قال يا رسول الله لا يبقى من درنه شيء تمام هذا الصحابي كان يشعر بهذا الحديث شعورا حقيقيا - 00:31:58ضَ
لانه دخل المسجد بعد ساعتين او ثلاث ساعات من امر الدنيا صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم سمع موعظة من النبي صلى الله عليه وسلم خرج بشكل غير الشكل الذي دخل به - 00:32:14ضَ
ولذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الى الصلاة والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينها المسجد كان شحنة ايمانية قوية جدا جدا جدا طيب هذه الشحنة القوية هذه الشحنة الايمانية - 00:32:28ضَ
ماذا فعلت في المسلمين انا اخبركم بامر لا ننتبه نحن له حقيقة ينتبه له الغربيون والمستشرقون الغربيون المستشرقون وبعض من كتب هذا منهم جوستاف لوبون ومنهم منتسكيو طبعا بوستاف لوبون فرنسي مونتسيكو الفيلسوف الفرنسي المشهور منهم توماس ارنولد - 00:32:54ضَ
المستشرق البريطاني المشهور ان الاسلام اكثر الاديان تغلغلا في حياة في حياة اتباعه الاسلام متغلغل في حياة اتباعه لدرجة انه محاولة نزع الاسلام منهم هي محاولة في غاية العسر وفي غاية الصعوبة - 00:33:20ضَ
لانه المسلم يوميا يوميا يصلي خمس مرات وهذا شيء هو يفعله عبادة. هو يفعله عبادة وقد لا ينتبه لاثاره الاجتماعية او لاثاره الامنية ولاثاره السياسية لكن الذي يفكر من هذا المنطلق - 00:33:47ضَ
هذا الاجتماع اليومي المتكرر في الصلوات وما ينشئه من الروابط والعلاقات والمعرفة بين المسلمين هذا يصعب الامر جدا على اعداء المسلمين سمعتم قبل قليل حديث ابن مسعود ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة الا منافق معلوم النفاق - 00:34:09ضَ
طيب هذا المجتمع الذي يستطيع ان يعرف المنافقين من تخلفهم عن الصلاة من وجهة نظر امنية وسياسية كيف يمكن اختراقه؟ اختراقه سهل ولا صعب لانه العبادات المتكررة والكثيرة والتي تسهل على المؤمنين وتصعب على المنافقين - 00:34:32ضَ
هذا كاشف لاحوال المجتمع طيب هذا اي واحد جاي يخترق المجتمع الاسلامي اذا كان المجتمع في هذه الحالة من الترابط والتماسك والتدين مسألة اختراقه مسألة صعبة للغاية النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان - 00:34:56ضَ
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم اصعب صلاة على المنافقين صح اذا العبادة المتكررة كانت تهيئ للمجتمع من الاثار الاجتماعية والسياسية والامنية ما يغفل عنها المسلم لانه يعتادها لكن من الذي ينتبه لها؟ ينتبه لها هذا العدو او هذا الرجل البعيد - 00:35:21ضَ
لانه حقيقة ما كان يعني العلمانية يا جماعة الخير استطاعت ان تخترق المسيحية وان تهيمن على المجتمعات الغربية في عقود لكن العلمانية الان تحاول ان تخترق مجتمعاتنا الاسلامية منذ مائتي سنة - 00:35:44ضَ
طبعا نحن كمسلمين حين نفكر في اثار ونتائج العلمانية نرى اننا في مصيبة ونحن نعلم نعم نحن في مصيبة لكن العلماني حين يفكر في نتائج العلمانية بعد كل هذه السنين - 00:36:04ضَ
يرى انه فشل ولزلك ترى الرجل العلماني المذيع العلماني سواء كان ابراهيم عيسى ولا اسلام بحيري ولا اي حد من دول يجلس في القناة الفضائية اللي منفق عليها ملايين ومليارات وهو يتقاضى ملايين ومليارات - 00:36:18ضَ
ويشاهده الملايين من الناس يعني وتخدم عليه فرق سوشيال ميديا ويكون في مكانه يشكو من المساجد وخطباء المساجد ومنابر المساجد صح ولا لا العلماني حين يحاول ان يقيم ماذا فعلت العلمانية في العالم الاسلامي يرى انها فشلت - 00:36:35ضَ
وارى ان النتائج التي تحققت حتى الان نتائج سيئة جدا. وانتم لعلكم رأيتم اه في استشهاد ابو ابراهيم يحيى السنوار رحمه الله كيف لم يستطع بعضهم ان يمسك نفسه ويقول - 00:37:02ضَ
متى يمكن ان نستأصل هذه الافكار من المسلمين لانه تجد حتى المنحلين اخلاقيا بعض المحسوبين على الممسلين والمغنيين والراقصين. بعضهم يعظم مثل هذا المشهد الذي كان فيه ابو ابراهيم يحيى السنوار رحمه الله - 00:37:16ضَ
فبعضهم كما رأيتم افلت لسانه لم يستطع ان انا اتذكر مما لا انساه قبل اربعة وعشرين سنة من الان كان آآ كان يعني رئيس رئيس مجلس ادارة جريدة الاهرام الرسمية المصرية اسمه لبيب السباعي هو مات - 00:37:36ضَ
لكن هذا الرجل في سنة الفين لما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية انت فاضت الفين وخرج الناس في الشوارع والمظاهرات هذا الرجل كتب كيف لابناء واطفال المدارس ان يتعاطفوا مع القضية الفلسطينية - 00:37:57ضَ
هؤلاء الذين نشأوا في زمن السلام والذين كانت كل المواد الدراسية وكانت المواد الاعلامية لا تذكر هذه القضية بالشكل الذي يؤهلهم يتعاطف معها. اين ذهبت كل هذه المجهودات الخلاصة المساجد يا جماعة الخير حقيقة المعركة القائمة عليها الان - 00:38:14ضَ
هو لان هؤلاء يعرفون قيمة المساجد اكثر مما يعرفها المسلمون. ويشعرون بتأثيرها في المسلمين اكثر مما يشعر بذلك المسلمون لذلك ستجد في بلادنا نشأت وزارات الاوقاف. ايه مهمة وزارات الاوقاف - 00:38:40ضَ
ان تسلب المال وتسيطر على المساجد تمام؟ هذه هي مهمتها الا يكون ان لا تكون اموال المساجد الموقوفة على المساجد بيد الذين اوقفوها وان لا تقوم هذه المساجد بدورها يختارون لها هم الخطباء ويحاولون ان يصلوا بها الى الخطبة الموحدة التي تكون مكتوبة في اروقة داء المساجد - 00:38:57ضَ
هي البذرة التي تنشأ منها دولة الاسلام من جديد ولذلك نبينا صلى الله عليه وسلم كان يعني قال لا تنقضن عرى الاسلام عروة عروة فاولها نقض الحكم واخرها الصلاة ولذلك المساجد كانت دائما البذرة التي انطلقت منها حركات المقاومة - 00:39:25ضَ
نحن عندنا في مصر مشهور جدا اول احتلال احتلت فيه مصر كان الحملة الفرنسية فكان الازهر الشريف هو قلب المقاومة ولذلك استاذنا رحمه الله محمد جلال كشك لما كتب تأريخا للحملة الفرنسية جعل عنوان كتابه ودخلت الخيل الازهر - 00:39:50ضَ
مركز المقاومة قليل من الناس من يعرفه ايضا ان ثورة الف تسعمية وتسعتاشر التي كانت ضد الاحتلال الفرنسي الانجليزي. ايضا الانجليز اقتحموا فيها الازهر لكن الانجليز كانوا ادهى من الفرنسيين فسارعوا باخراج جنودهم وارسل المندوب السامي رسالة اعتذار لشيخ الازهر - 00:40:12ضَ
لكن لانه كان الازهر هو مركز المقاومة وكذلك اذا تأملت في الشام واذا تأملت في العراق واذا تأملت في عالمنا الاسلامي ستجد انه كانت المساجد هي المراكز التي انطلقت منها حركات المقاومة - 00:40:31ضَ
وحتى في ثوراتنا الاخيرة حتى في هذا الربيع العربي متى كانت تنطلق الثورات يا جماعة؟ اليس المساجد بعد صلاة الجمعة؟ وهذا تاريخ قريب يعني لا يمكن ان ننساه المساجد هي البذور التي يعاد منها انتاج المجتمع الاسلامي من جديد. ولهذا الحرب على المساجد حرب قاحنة - 00:40:44ضَ
المساجد هي البقعة التي ستظل محررة يعني يستطيع ان يستطيع الاحتلال الاجنبي يستطيع النظام الفاسد ان ينشئ مدارس وان آآ يجعل فيها مناهج تعليم وان يسيطر على وسائل الاعلام لكن كل هذا يتوقف عند المسجد - 00:41:08ضَ
لانه المسجد اذا صلى فيه الناس لم يسمعوا الا القرآن الكريم واذا تلقى الناس فيه دروس لم يسمعوا الا الدرس الاسلامي الصافي الخالص لم يسمعوا منهج نازل من الوزارة منهج مكتوب على هوى الحكام - 00:41:30ضَ
المسجد حقيقة هو يعني البقعة التي تناقض الشرك بالله في هذه الحياة هذا الامر يغفل عنه اغلب المسلمين ولكن ينتبه له اغلب اعداء المسلمين هذه بقعة خالصة ولذلك كثيرا ما يذهبون الى اغلاقها - 00:41:51ضَ
اغلاق المساجد وان المساجد تبقى وان الصلوات تبقى محددة بوقت والخطبة لا تزيد عن عشر دقائق. صلاة التراويح لا تزيد عن ثلث ساعة وتعمل الاجهزة في مراقبة المساجد ونطارد المساجد المفتوحة - 00:42:15ضَ
لانه حقيقة الامة الاسلامية تعيد تكوين نفسها وتعيد انتاج نفسها من المساجد فلذلك هذا امر يعني شأن المساجد هذا مما ينبغي ان الان انا اتمنى وان كان وان كنت اعرف يعني ان هذا ليس متاحا بيد الكثيرين. انا اتمنى - 00:42:32ضَ
انه كل من كان له درس كل من كان عنده علم ان يحول درسه الى المسجد الاجواء والبركات يعني ما يتنزل من رحمات الله تبارك وتعالى على الدروس التي تعقد في المساجد لا يتنزل مثلها على - 00:42:57ضَ
المحاضرات التي تكون في القاعات او في المسارح او في آآ يعني الاجهزة الاماكن المهيئة لذلك فبركة المسجد وانا يعني اتصور انه اغلبكم ممن جرب هذا سماع الدرس من الشيخ وانت في المسجد غير سماع الدرس من الشيخ - 00:43:20ضَ
على اليوتيوب مثلا المسجد فيه من البركة وفيه من الخير ما ليس موجودا في غيره طيب انا لم استطرد في هذا الامر الا لكي ابين ان المسجد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:43:43ضَ
كان فعالا للغاية في حياة المسلمين لانه اعاد تكوين الامة الاسلامية من جديد ومن بديع ما قرأته في هذا الامر هو ما كتبه الرئيس المجاهد علي عزت بيجوفيتش تسمعون عنه - 00:44:02ضَ
الرئيس علي عزت بيجوفيتش الذي كان رئيس البوسنة له كتاب من ابدع الكتب كتابه الاسلام بين الشرق والغرب وان كان فيه يعني لها نفس فلسفي قد لا يعني يقوى عليه كثير من الناس - 00:44:18ضَ
ولكن من بديع ما قاله قال بانه المسجد هو صورة المجتمع الاسلامي. يعني من اراد ان يفهم الاسلام فعليه ان ينظر في المسجد فالامام الذي يصلي بالناس هو نظير الامام او الحاكم او الرئيس او الخليفة الذي يحكمه الناس - 00:44:33ضَ
انه يقودهم شريعة هم يعرفونها يعني الان خلينا آآ خليني ابسط هذا الكلام الان الامام في المسجد والرئيس في الدولة الامام في المسجد يصلي اربع ركعات. لو طلع في مزاجه يصلي خمس ركعات مازا يحدس - 00:44:54ضَ
يطيعه الناس لا يطيعونه طيب صلى تلات ركعات سهى ما الذي يحصل يقومونه يذكرونه طيب اذا اصر على ما هو عليه لا يتبعونه لا يتبعونه تمام وبالاصل كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا اولهم رجل ام قوما وهم له كارهون - 00:45:18ضَ
الاصل ان الذي يؤم الناس يؤمهم برضاهم برغبتهم لا يتأمروا عليهم قصرا وجبرا اذا فهو تقدمهم بالرضا منهم ويقودهم بشريعة معروفة ليس بمزاجه ليس بهوائه يعني بهواه ليس بما يرى - 00:45:45ضَ
واذا اخطأ نبهوه واذا اصر على خطئه لم يتبعوه واذا تمادى في هذا اعزلوه هذه هي طبيعة الاسلام في السياسة انه الحاكم لا لا يكون حاكما الا برضا الناس لا يكون حاكما الا الا برضاهم وببيعتهم - 00:46:11ضَ
ثم هو يقودهم بشريعة هو لم يخترعها لم يقننها لم يشرعها وانما هي شريعة نزلت من عند الله تبارك وتعالى. وللناس عليه حقوق ان يقودهم بهذه الشريعة ولهم عليه ان ينصحوه - 00:46:36ضَ
وان يذكروه وان يقوموه وان يعزلوه فحالة المسجد هي تصغير لحالة المجتمع الاسلامي كما وفق الى هذا التشبيه الرئيس الشهيد علي عزت بيجوفيتش او الرئيس المجاهد علي عزت بيجوفيتش واضح يا جماعة الخير - 00:46:56ضَ
لذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم بتأسيسه هذه المساجد انما يعيد انتاج هذه الامة الاسلامية وطبعا ما يقوله الكثير من العلماء في مسألة المسجد من انه اوقات الصلوات هي تعيد تنظيم الحياة. الحياة الاسلامية من جديد - 00:47:18ضَ
يعني الان طبعا الان نحن نعيش في دول يعني او في عالم لا يأبه لاوقات الصلوات لكن الان كلكم يعني كلكم تعرفون انه مثلا مواعيد العمل الرسمية تبدأ الساعة كذا. والساعة التي تقتطع في منتصف النهار تبدأ من كذا لكذا. ومواعيد العمل - 00:47:39ضَ
تنتهي الساعة كذا هذا كله ينزموا الحياة. ينظم الحياة في ذهنك. انت بتنظم مشاويرك وبتنظم امورك على هذا الموضوع فكان تنظيم الحياة في الاسلام بناء على هذه الصلوات. شعور المسلم بالوقت هو بناء على هذه الصلوات. النظام الجديد الذي يخرج - 00:47:57ضَ
مسلمين من عالم الفوضى هو هذا النظام الذي بني على اوقات الصلوات التي تقام في المساجد فحقيقة انت امام امة حين وجد فيها المسجد اعاد تركيب وتغيير وتهيئة حياتها من جديد - 00:48:16ضَ
وصارت امة منظمة امة تشعر بمعنى الوقت. امة لها خمس محطات روحية تتلقاها في اليوم الواحد امة تستمع وتتعلم وتلتقي وتجتمع في مكان واحد وكذلك امة تخرج مجاهدة من هذا المسجد من جديد - 00:48:37ضَ
فهذا كان المسجد طيب ذكرنا انه اول الخطوات التي ذكرها النبي التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وينبغي ان نرى كيف ساهمت هذه الخطوات في حل مشكلات المدينة هي اربع امور - 00:48:59ضَ
الامر الاول هو المسجد وهذا تكلمنا عنه الامر الثاني هو المؤاخاة بين المهاجرين والانصار المؤاخاة بين المهاجرين والانصار وهذه المؤاخاة بين المهاجرين والانصار ايضا كان لها الاثر العظيم جدا في المزج بين المجتمع الاسلامي اسرع مسجد معروف - 00:49:16ضَ
لان الانصار رضوان الله عليهم تكفل كل قادر منهم بواحد من المهاجرين وطبعا ايضا ارجع واقول انه هذا الحل لمشكلة اللاجئين مات زهل الدول حتى الان عاجزة عنه بعد الف وربعمية سنة من اكتشافه - 00:49:41ضَ
يعني الدولة البسيطة التي لا تملك البيانات والتي لا تملك الامكانيات وزارة الاقتصاد الضعيف استطاعت ان تستوعب موجات مهاجرين بما عجزت عنه الدول الكبيرة الان هذه المؤاخاة بين المهاجرين والانصار - 00:50:04ضَ
كانت مؤاخاة حقيقية يعني ليس كما يمكن ان يقع في اذهان الناس الان انها مؤاخاة شكلية او مؤاخاة صورية لأ كان الاخ كالاخ من الدم يعني كانوا يتوارثون كانوا اذا مات الواحد منهم - 00:50:20ضَ
ورث اخوه المؤاخاة كما يرث اخوه في النسب حتى نزل قول الله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله لكن الان انظر الى مسألة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار انه - 00:50:42ضَ
المهم المؤاخاة بين المهاجرين والانصار صحيح كانت من النبي صلى الله عليه وسلم احد الوسائل التي يكفل بها المهاجرين والتي يستوعب بها هذه الازمة لكن ما كان لها ان تكون بهذا القدر لولا ان الانصار كانوا بهذه العظمة - 00:51:01ضَ
انت تقرأ في السيرة ما نزل مهاجرين على انصاري الا بالقرعة يعني كان هناك سباق بين الانصار على استضافة المهاجرين هذا امر آآ خطير خطير يعني خطير ان يتسابق الناس الى استضافة المهاجرين - 00:51:23ضَ
المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم الفقير الذي جاء بنفسه هكذا وطبعا الحديث موجود في البخاري قصة سيدنا عبد الرحمن ابن عوف مع سعد ابن الربيع قصة لا يمكن ان تصدق لو لم ترد بالاحاديث الصحيحة - 00:51:45ضَ
القصة لا يمكن ان تصدق يعني الرجل الذي استضاف سيدنا عبدالرحمن بن عوف ويقول له اني من اكثر اهل هذه البلد مالا فاستر ما لي نصفين ولك نصفه ونصفه طيب الان كل واحد كده لو قعد مع نفسه - 00:52:05ضَ
ويعني تصور ان هناك مهاجر لاجئ جاء الى بلده جاء الى تركيا الان ولا الى اسطنبول بلا اي شيء كم واحد يا جماعة تسمح نفسه ان ينزل عن نصف املاكه - 00:52:26ضَ
وانت برضو لازم تدرك المسافة اللي بينك وبين الانصار مسافة هائلة هائلة فعلا من من يملك ان ينزل عن نصف املاكه؟ ويعطي نصف امواله من نادر قليل قليل قليل قليل - 00:52:43ضَ
طيب لكن دي مفهومة انما اللي مش مفهوم بيقول له ولي زوجتان انظر ايهما احب اليك اطلقها كي تتزوجها اهو ده بقى الخيال فده بقى الخيال طبعا كنت بقول القصة دي مرة - 00:53:03ضَ
فاجأني تعليق نسوي فانا الحق اقوله قبل ما قبل ما اللي هو يعني هم كانوا بيبيعوا ويشتروا في في النساء يعني ما ما بيشوفش رأيها هذا الكلام قبل نزول حقوق المرأة في التسريع يا جماعة - 00:53:26ضَ
تمام المرأة في الجاهلية كانت هكذا تمام؟ وفي الجاهلية حتى الغربية المعاصرة المرأة في اوروبا الى سبعين وتمانين سنة فاتوا بس. كان كان زوجها يملك ان يبيعها في السوق الامور يعني غير مشهورة - 00:53:40ضَ
لكن الى سبعين وتمانين ومئة سنة سابقة كان الرجل يستطيع ان يبيع زوجته في السوق تمام لعب قمار خسر مسلا رايح يبيعها علشان ايه او او يبيعها للي خسر علشانه. المهم - 00:53:56ضَ
فانا بس يعني نقتطع هذا التعليق النسوي الان علشان اقول لم تكن في ذلك الوقت قد نزلت التشريعات التي تبين حقوق المرأة الرجل في لكن آآ خلينا بقى نرجع للايه؟ للكلام المهم. هذا الرجل - 00:54:11ضَ
الذي عنده زوجتان طيب انا ممكن اتخيل يعني ازيد في التخيل واقول انه مثلا ايه طبعا اي واحد متجوز اتنين بيحب واحدة اكتر من التانية ما هي حاجة معروفة يعني - 00:54:27ضَ
كان ينفع يقول له ولي زوجتان انا هاخد دي وانت خد دي. صح ولا لأ لكن انظر ايهما احب اليك اطلقها فتتزوجها! ايه ده ما هذا الخروج من حظ النفس - 00:54:43ضَ
ما هذه النفوس يا جماعة ما هذه النفوس طبعا انا يعني هذه العبارة الثانية الواحد لم يفهمها الا حين كبر وصار شابا ثم تزوج قبل ذلك هذه المسألة كانت تشبه مسألة آآ وعندي آآ يعني آآ اصدر بيني وبينك ما لي نصفين - 00:54:58ضَ
على كل حال الوقت انتهى نقف مع هذه الدروس الهائلة ان شاء الله في المجلس القادم ونستكمل الخطوات الاربعة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم فانشأ هذا المجتمع العجيب - 00:55:21ضَ
غير المسبوق وغير الملحوق ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احياء - 00:55:38ضَ
جيل على خطى السابقين - 00:55:53ضَ