Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معشر المشاهدين والمشاهدات في حلقة تتمة لحلقة مضت جرى الحديث فيها عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقرر ان من الاصول العظيمة لاهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:54ضَ
سلامة قلوبهم من الغل والحقد والشحناء وسلامة السنتهم من السب واللعن والشتم والقذف وهكذا وصف الله تعالى عباده المؤمنين حين ذكر اطباقهم في سورة الحشر فذكر المهاجرين فقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله - 00:01:18ضَ
اولئك هم الصادقون ثم ثنى بالانصار فقال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة - 00:01:51ضَ
امي قشح نفسه فاولئك هم المفلحون ثم ثلث بالتابعين فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف - 00:02:07ضَ
الرحيم هذا حال الامة لاحقها مع سابقها هذا حال التابعين وتابعيهم باحسان مع من سبقهم من المهاجرين والانصار الدعاء لهم والترضي عنهم ومحبتهم وموالاتهم ذلك ان المؤمنين امة واحدة ولو تباعدت الاقطار والازمان. قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم - 00:02:27ضَ
اولياء بعض وقال نبينا صلى الله عليه وسلم في شأن خصومة عارضة جرت بين صحابيين احدهما سابق بالاسلام والاخر اسلم بعد الفتح فحين جرت مشادة او ملاسنة بين خالد بن الوليد رضي الله عنه وعبد الرحمن بن عوف وهو من السابقين الى الاسلام رضي الله عنه - 00:02:56ضَ
فقال خالد ما بالكم يا اصحاب محمد تستيطلون علينا بايام سبقتمونا بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما بلغت تلك المقالة الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا اصحابي - 00:03:27ضَ
فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيحة لا تسبوا اصحابي. اذا هذا كلام يوجه لصحابي تأخر اسلامه في حق صحابي تقدم اسلامه - 00:03:47ضَ
فما بال من ليس بصحابي فما بال من ليس بسني بل كان مبتدعا كما هو حال الرافضة عليهم من الله ما يستحقون. الذين اتخذوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غرضا - 00:04:07ضَ
واعمل السنتهم اوغروا صدورهم ببغضهم فانهم لم يزالوا ينالون من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصقون بهم شتى التهم وربما استغلوا احداثا جرت في زمن الفتنة اوغروا بها الصدور ونفروا بها الدهماء عن اجلة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:23ضَ
ومن المعلوم تاريخيا انه قد جرى بين بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتن وخطوب ولكن تلك الفتن كان مآلها فيما بينهم رضي الله عنهم الى ان يقول بعضهم عن بعض - 00:04:55ضَ
اني لارجو ان اكون انا وفلان كما قال الله تعالى فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم فيما جرى بينهم من فتن وقعة الجمل وصفين - 00:05:14ضَ
كان كل منهم مجتهد ولكنهم اصابوا واخطأوا ولذلك فان الاثار المروية في مساوئهم التي ينقلها من ينقلها من المصنفين تنقسم الى ثلاثة اقسام منها ما هو كذب محض مما اختلقته الرافضة قبحهم الله وشينوا به صورتهم ودسوه في كتب التاريخ - 00:05:32ضَ
ولهم في هذا شأن كبير فان منهم والضاعون كذابون دجالون كابي مخنف لوط ابن ابن يحيى الذي نقل عنه الطبري وغيره في التواريخ اه قصص واحاديث اه الفتنة فانه شيعي جلد محترق كما قال عنه الذهبي - 00:06:02ضَ
فهذه الروايات مكذوبة من اصلها. ترد على قائلها ولا تجوز روايتها اللهم الا للتنبيه على بطلانها واما النوع الثاني منها فاصلها صحيح وقد زيد فيه ونقص. اي انه قد دخله التحريف - 00:06:30ضَ
وربما كان اصل القصة صحيحا كما نقطع بان بانه قد وقعت وقعة الجمل وحادثة التحكيم وما اشبه ذلك بل ان نبينا صلى الله عليه وسلم اخبر فيما اخبر به من - 00:06:50ضَ
الغيب التي اطلعه الله تعالى عليها ان مثل ذلك يقع فهذا القدر لا شك في ثبوته لكن ايدي التحريف قد زادت فيه ونقصت واضافت مقولات وافسدت الصورة حتى خرج الامر على غير حقيقته - 00:07:10ضَ
فلا بد من الحذر والتنبه لهذه الاضافات وعدم الاسترسال والتصديق لكل ما يروى في هذا المقام واما النوع الثالث امر ربما كان حقا وذلك ان الصحابة رضوان الله عليهم بشر - 00:07:30ضَ
غير معصومين فقد يلحقهم ما يلحق البشر من آآ المعصية او الغفلة او غير ذلك لكن هذا القدر نزر يسير بجنب فضائلهم وسوابقهم فان لهم من الحسنات الماحية ما ليس لغيرهم - 00:07:50ضَ
لهم فضل الصحبة التي لا يشاركهم احد فيها ولهم ايضا فضل النصرة ولهم فضل الهجرة فقد خرجوا من ديارهم واموالهم مهاجرين لله ورسوله ولهم فضل النصرة حيث بذلوا اموالهم ودماءهم نصرة لله ورسوله - 00:08:11ضَ
ومن ذلك الجهاد في سبيل الله فقد عرظوا صدورهم واعناقهم للعرب والعجم بذلوا اموالهم في سبيل الله ولهم ايضا من الاعمال الصالحة ما لا يبلغه احد ممن كان بعدهم كما في قوله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم - 00:08:39ضَ
نصيفه والمد هو ربع الصاع ونصيفه نصفه. اي ثمن الصاع فثمن الصاع من واحد من الصحابة يفوق لو ان احدا ممن بعدهم انفق مثل جبل احد ذهبا فيا له من فضل عظيم يجعل ما ينسب اليهم ان كان حقا نزر يسير مغمور بجنب فضائلهم - 00:09:08ضَ
فلابد من احسان الظن باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقاد ان ما صدر منهم ان صدر وثبت صدوره انه مغفور له وان لهم من الحسنات الماحية او ان يكون اصابهم من البلاء في انفسهم او اموالهم - 00:09:36ضَ
ما يكفر الله تعالى به تلك الخطايا وبهذا يتحقق للمؤمنين ولاهل السنة على وجه الخصوص سلامة الصدور والالسنة اهل السنة والجماعة امة واحدة يدعو بعضهم لبعض بالمغفرة والرحمة بخلاف اصحاب البدع - 00:09:57ضَ
فان اهل البدع والعياذ بالله يلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا ولهذا قيل في الامثال المضروبة لو قيل لليهود من خير ملتكم؟ لقالوا اصحاب موسى ولو قيل للنصارى من خير ملتكم؟ لقالوا اصحاب عيسى. ولو قيل للرافضة من شر ملتكم؟ لقالوا اصحاب محمد - 00:10:19ضَ
عجبا لهم فقوم اختارهم الله تعالى بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم عن علم وحكمة واقامهم بين يديه وكانوا وزراء واصحابه يغدوا ويروح معهم كيف يكونون على هذا الوصف الذي ادعاه الروافض عليهم من الله ما - 00:10:44ضَ
وهؤلاء الروافض قد غلوا غلوا شنيعا في علي رضي الله عنه وال البيت حتى انزلوا عليا ذريته فوق منزلتهم وخلعوا عليهم من الالقاب ما لا يكون الا للانبياء. بل في بعض الاحيان ما لا يكون الا لله عز وجل - 00:11:06ضَ
واتوا بهتانا عظيما وعلى النقيض منهم الخوارج اهل الجفاء الذين قاتلوا عليا رضي الله عنه ومن معه من المهاجرين والانصار واستحلوا دماءهم وكفروهم فلذلك كان اهل السنة والجماعة وسطا بين طرفين - 00:11:33ضَ
بين الروافض الذين غلوا في علي وال البيت وبين النواصب الذين ناصبوا عليا وسائر الصحابة العداء فكان اهل السنة والجماعة بحمد الله طريقهم وسط ومنهجهم معتدل يترضون على جميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينزلونهم منازلهم ويحفظون - 00:11:55ضَ
ولهم فضائلهم ولا يسيئون الظن باحد منهم ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم في قصة حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه لما وشى بامر مسيره الى مكة لقريش - 00:12:19ضَ
وكشف الله لنبيه صلى الله عليه وسلم امره انضرع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحمية دينية وقال يا رسول الله مرني فلأضرب عنق فلقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت - 00:12:38ضَ
فنسأل الله العظيم ان يجمعنا بصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم الكرام وان يرزقنا حسن الظن بهم وان يجمعنا بهم في جنات النعيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:02ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:13:25ضَ