Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02ضَ
اسعد الله اوقاتكم. معشر المشاهدين والمشاهدات في حلقة جديدة من سلسلة الدروس العقدية في بيان عقيدة اهل الاسلام وحديثنا في هذا المقام عن نوع مهم ومقام شريف في الايمان بالله تعالى وهو الايمان بالوهيته - 00:00:57ضَ
فان الايمان بالوهيته سبحانه يعني الاعتقاد الجازم بانه وحده المستحق للعبادة دون ما سواه وهذا النوع من الايمان وهذا النوع من التوحيد هو الذي بعث الله تعالى به انبيائه جميعا - 00:01:24ضَ
فان الله تعالى خلق الخلق لعبادته قال سبحانه وبحمده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فحقيقة العبادة تأليه الله سبحانه وتعالى وافراده بجميع انواع العبادة فلا يصرف شيء منها لغير الله عز وجل - 00:01:43ضَ
والايمان بالوهيته مبني على العلم بمعنى الاله فان الاله في لغة العرب بمعنى المألوه فهو فعال بمعنى مفعول وذلك كثير في اللغة. كما يقال كتاب ويراد مكتوب وفراش ويراد مفروش. وبساط ويراد مبسوط وغراس ويراد مغروس وهكذا - 00:02:07ضَ
الاله اذا بمعني المألوه اي المعبود الاله هو الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما الهو اي بمعنى تنجذب له فالألوهية والعبادة تعني كمال المحبة مع كمال الذل والتعظيم وذلك لا يمكن ان يجتمع - 00:02:34ضَ
الا لله سبحانه وتعالى فربما احب الانسان اباه او ولده او زوجة او نوعا من الطعام وربما عظم اباه او السلطان او العالم او نحو ذلك لكن لا يجتمع كمال المحبة وكمال التعظيم الا لله الواحد القهار - 00:03:01ضَ
فحين يقول المؤمن لا اله الا الله فان هذه الجملة الشريفة تعني لا معبود بحق الا الله الاله اذا هو المعبود وبهذا بعث الله جميع انبيائه ورسله كما قال سبحانه وبحمده وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون - 00:03:25ضَ
هذه سنة الله في خلقه اجمعين. قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمهمة الانبياء جميعا من اولهم الى اخرهم دعوة الناس الى توحيد رب العالمين - 00:03:53ضَ
وافراده بالعبادة ولهذا نجد ان جميع انبياء الله كما حكى الله عنهم ذلك في سورة الاعراف وفي سورة الشعراء يبادئون قومهم بهذه الجملة يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره - 00:04:13ضَ
قالها نوح عليه السلام قال ها هود عليه السلام قالها صالح عليه السلام قالها شعيب عليه السلام كل اولئك ونبينا صلى الله عليه وسلم دعا قومه اليها لان الله تعالى امره بها - 00:04:29ضَ
فقال سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت اول المسلمين ايها الاخوة والاخوات ان هذه القضية هي اعظم قضية تهم البشرية لان عليها مدار سعادتهم - 00:04:50ضَ
ونجاتهم وسلامتهم في الدنيا والاخرة ولاجل ذا ارسل الله تعالى رسله تباعا لتحقيق هذا الامر فلم يكن بين الانبياء وبين اقوامهم مشكلة تتعلق في تحقيق الربوبية. نعم ربما صححوا بعض ما كان ينتابهم من شرك - 00:05:15ضَ
وبدعة ونحو ذلك. لكن المهمة الاولى الاساسية هي دعوتهم الى توحيد رب العالمين وقد جاء في السير ان قريشا اتت ابا طالب فقالت يا ابا طالب هذا ابن اخيك يعنون نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:05:37ضَ
قد سفه احلامنا وشتم الهتنا وشتم الهتنا فخذ له منا وخذ لنا منه اي انهم كانوا يعرضون على على ابي طالب حلا وسطا او مشروعا للالتقاء في منتصف الطريق فارسل ابو طالب الى نبينا صلى الله عليه وسلم يدعوه - 00:05:59ضَ
وكان الى جنب ابي طالب موضع يتسع لجلوس رجل واحد فلما اقبل النبي صلى الله عليه وسلم خشي ابو جهل لعنه الله ان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع فيرق قلب عمه عليه - 00:06:22ضَ
المقام الخبيث فجلس في ذلك الموضع وقام نبينا صلى الله عليه وسلم ممسكا بعبادتي الباب ثم ان ابا طالب خاطب نبينا صلى الله عليه وسلم وقال يا ابن اخي هؤلاء قومك قد اتوني وقالوا خذ لنا من من ابن اخيك وخذ له منا - 00:06:43ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمي لا اسألهم الا كلمة واحدة ابو جهل على ركبتيه وقال وابيك نعطيك عشرا. يعني ليس كلمة واحدة نبذل لك عشرا. قل فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله - 00:07:08ضَ
فقام القوم ينفضون ازرهم ويقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ان هذا الا اختلاق وابوا ان يذعنوا للتوحيد. كان القوم يدركون معنى لا اله الا الله. يعلمون مقتضاها. يعرفون ما تدل عليه بخلاف كثير - 00:07:29ضَ
كثير من الناس اليوم يملأون الجو بالتهليل وربما تلوثوا بشيء من شوائب الشرك اما العرب الاوائل فكانوا عربا اقحاحا يدركون معاني الكلمات ودلالات الامور ومآلاتها. ولذلك بنوا فهم على هذا الفهم - 00:07:52ضَ
اما نبينا صلى الله عليه وسلم فاستمر على سنن المرسلين يدعو قومه الى توحيد الله حتى انه لما حج في اخر اخر عمره حجة الوداع. واحرم من ذي الحليفة اهل بالتوحيد. اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد - 00:08:14ضَ
قائلا لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك. هكذا سماها جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وهو ممن حكى حجة النبي صلى الله عليه وسلم فقال فاهل بالتوحيد - 00:08:34ضَ
وقد كان اهل الجاهلية يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك ملكته وما اذا فالتوحيد هو مشروع الانبياء والمرسلين الذي بعثهم الله تعالى جميعا به - 00:08:57ضَ
ودعوا الناس اليه ولهذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالمين ممتثلا امر ربه وقال يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله - 00:09:16ضَ
ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون اذا هذا هو التوحيد الذي يجب ان يفرد الله تعالى به ولا يشرك معه فيه احد قد كان للمشركين الهة شتى يدعونهم من دون الله كاللات والعزى - 00:09:35ضَ
فنعى الله تعالى عليهم ذلك وامر نبيه ان يناظرهم قائلا افرأيتم اللث والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان - 00:10:00ضَ
ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى فالقوم لم يكن لهم حجة ولا برهان. لم يكن عندهم الا مجرد الظن والتخمين والتخرس وينبغي ان نعلم معشر المشاهدين والمشاهدات ان توحيد الله عز وجل - 00:10:21ضَ
يتعلق بجميع صور العبادة سواء كانت تلكم العبادة عبادة قلبية او كانت عبادة لسانية او كانت عبادة مالية او كانت عبادة بدنية فجميع انواع العبادة يجب ان تصرف لله وحده ولا يجوز ان تصرف لغيره. فان صرف شيء منها لغير الله فقد وقع صارفها في الشرك الاكبر - 00:10:42ضَ
الذي لا يغفره الله واشرف انواع العبادات على الاطلاق هي العبادات القلبية وامهاتها ثلاث المحبة والخوف والرجاء فهذه الثلاث يجب ان يوحد الله تعالى بها قال الله عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله - 00:11:10ضَ
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم احبوا الله من كل قلوبكم فيجب على المؤمن ان يفرد الله تعالى بمحبة السر. وهي المحبة التي لا تنبغي الا لله عز وجل ايضا يجب على المؤمن ان يوحد الله تعالى - 00:11:37ضَ
في عبادة الخوف كما قال سبحانه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فلا يحل ان يخاف من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ويجب ان يوحد الله تعالى - 00:11:56ضَ
بعبادة الرجاء فلا يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله قال سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذه الثلاث معشر المشاهدين والمشاهدات هن امهات العبادات القلبية التي اذا قامت في القلب صلح القلب - 00:12:12ضَ
وقد اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري وقد شبه بعض اهل العلم هذه الثلاث - 00:12:38ضَ
بمثال جميل فقال المحبة مثلها مثل جسم الطائر والخوف والرجاء مثل جناحيه فلا يستقيم الطيران الى الله والسير اليه الا بهذه الثلاث وصورها بعضهم بصورة اخرى فقال المحبة بمنزلة المركبة التي يستقلها الراكب - 00:12:56ضَ
الرجاء يقودها. والخوف يمنعها من الحيدة يمنة ويسرة وافضل واشرف هذه الثلاثة هي المحبة وذلك ان الخوف يذهب والرجاء والرجاء ينقطع حينما يصل الانسان الى مقصوده حينما يبلغ المؤمن جنة ربه ورضوانه فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:13:25ضَ
اما المحبة فانها تبقى ولا تنقطع بل انها تعظم عندما يبلغ المؤمن لقاء ربه من من العبادات التي يفرض الله تعالى بها العبادات اللسانية فيجب على المؤمن ان يفرد الله تعالى بالدعاء - 00:13:52ضَ
وبالذكر وبالاستعاذة فلا يدعو غير الله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقال سبحانه وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا اذ كانوا اذا نزلوا منزلا في الجاهلية يقول قائلهم اعوذ بسيدي هذا الوادي من سفهاء قومه. فامر الله تعالى بافراد الدعاء - 00:14:14ضَ
والاستعاذة وغيرها من العبادات اللسانية له وحده كذلك هم العبادات المالية. لا يجوز ان يتقرب العبد لغير الله تعالى بعبادة مالية الذبح والنذور والقرابين بل يجب ان يكون ذلك خالصا لله عز وجل - 00:14:39ضَ
قال الله سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر النحو عبادة مالية وكذلك ايضا يجب ان يفرد العبد ربه بالعبادات البدنية كالطواف الوقوف بعرفة واماطة الاذى عن الطريق والركوع والسجود وغير ذلك من العبادات العملية - 00:15:02ضَ
فبهذا يتحقق توحيد رب العالمين في جميع امور الحياة ويصدق على المؤمن قوله تعالى ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم - 00:15:29ضَ
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:15:56ضَ