العقيدة الواسطية

العقيدة الواسطية | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- هو الذي أرسل رسوله بالهدى

عبدالرحمن العجلان

وصحبه اجمعين وبعد بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا والدين يأتي والدين يأتي لعدة معا منها الجزاء كما في قوله تعالى ما لك يوم الدين - 00:00:00ضَ

ومنه قولهم كما يدان الفتى يدان ومن هول المؤلف رحمه الله تعالى الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق - 00:00:36ضَ

تقدم ان قلنا ان الهدى والهداية يأتي لمعان منها الدلالة والارشاد ومنها التوفيق والالهام والدلالة والارشاد هذه لله جل وعلا ولرسله وانبيائه والدعاة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكل مسلم يدعو الى خير - 00:01:13ضَ

وهي المثبتة للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. يعني تدل وترشد والمثبتة للقرآن العظيم في قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم - 00:02:01ضَ

يدل ويوضح ويبين والهداية بمعنى التوفيق والالهام هذه لله جل وعلا وحده لا يملكها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فافضل الخلق على الاطلاق محمد صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا له - 00:02:30ضَ

انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فنفى جل وعلا الهداية عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى الذي هو التوفيق والالهام الى الصراط المستقيم. لان هذه لا يملكها الا الله جل وعلا - 00:02:59ضَ

وفي قوله بالهدى ودين الحق. دين الحق الدين يأتي لمعان منها الجزاء والحساب والمكافأة والمقابلة كما في قوله تعالى ما لك يوم الدين يوم الدين يعني يوم الجزاء والحساب والقضاء بين الناس - 00:03:35ضَ

وكما في قول القائل كما يدين الفتى يدان يعني مثل ما يقدم يعامل يجازى بمثل ما قدم ان قدم خيرا جزي خيرا وان قدم غير ذلك جزي بمثله ومنها يعني من معاني الدين الخضوع والانقياد - 00:04:14ضَ

يقال دان فلان لفلان. دان له. يعني كان اول رافع الرأسة محارب له مثلا ثم استولى عليه وسيطر عليه فيقال دان له يعني خضع وذل له دين الله يعني الخضوع لله جل وعلا - 00:04:47ضَ

ومنها الخضوع والانقياد يقال دان له بمعنى ذل وخضع ويقال دان الله بكذا او على كذا. بمعنى اتخذه دينا يعبده به. دان الله بكذا يعني عبد الله بكذا تقول ندين الله - 00:05:22ضَ

بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم. ندين الله بمحبة العلماء والفضلاء والاتقياء والصالحين يعني نتعبد لله جل وعلا بمحبة هؤلاء. ندين الله متابعة النبي صلى الله عليه وسلم يعني نخضع لله - 00:05:48ضَ

بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم تقول ادينوا الله بمحبتك يعني كانك تقول احبك لله يقول اتقرب الى الله بمحبة ما اتقرب اليك اتقرب الى الله بمحبتك. اعبد الله بمحبتك لانك مطيع - 00:06:16ضَ

لله نعم والمراد بالدين هنا جميع ما ارسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الاحكام والشرائع اعتقادية كانت ام قولية ام فعلية واضافته الى الحق من اضافة الموصوف الى صفته - 00:06:41ضَ

اي الدين الحق والحق مصدر حق يحق اذا ثبت ووجب. فالمراد به الثابت الواقع. ويقابله الذي لا حقيقة له والمراد بالدين هنا الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. ما المراد بدين الحق؟ قال جميع ما ارسل الله - 00:07:05ضَ

به محمدا صلى الله عليه وسلم من الاحكام والشرائع الاعتقادية والقولية والفعلية دين الحق ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. بعثه الله بدين الحق بعثه الله بالاحكام الشرعية - 00:07:34ضَ

بعثه الله بالاوامر والنواهي الاوامر بعبادة الله جل وعلا وما يقرب من ذلك والنواهي عن الشرك وما يقرب من ذلك اعتقادية كانت ام قولية ام فعلية اعتقادية يعتقدها القلب يدين بها القلب - 00:08:10ضَ

يخضع بها القلب مثل الايمان بوحدانية الله جل وعلا. هذي اعتقادية الايمان بالكتب والرسل والملائكة. هذي اعتقادية النطق بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذه قولية - 00:08:44ضَ

الصلاة فعلية الحج فعلية وهكذا يعني شرائع الدين سواء كانت مما ينطق به باللسان او يعمل بالجوارح او يعتقد بالقلب والغالب انها تجتمع في العبادات الشرعية لان الافعال اذا تجردت ولم تقترن بالاعتقاد ما نفعت لانها تكون كافعال المنافقين - 00:09:16ضَ

المنافقون يصلون ويزكون ويحجون ويعتمرون لكنهم يفعلون هذه الافعال ظاهرا بدون اعتقاد من القلب بدون تقرب لله جل وعلا وانما لحقن دماءهم واموالهم. وحفظ مراكزهم في المجتمع وغير ذلك هؤلاء يفعلون لكن ما تنفعهم - 00:09:55ضَ

والاعتقاد يكون موافقا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم. فينفع صاحبه اعتقاد مخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم ما ينفع صاحبه ولا ولا يفيده لا في الدنيا ولا في الاخرة - 00:10:30ضَ

فالاعمال الشرعية قول كما قرر اهل السنة والجماعة في تعريف الايمان بانه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان قول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقراءة القرآن والذكر. وكل ما ينطق به باللسان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:10:57ضَ

وتعلم العلم وتعليم العلم وغير ذلك مما ينطق باللسان. هذا قول باللسان واعتقاد بالقلب اعتقاد بوحدانية الله ايمان به وتصديق بوعده ووعيده عن اخلاص وصدق وايمان بالملائكة والرسل والكتب وايمان بالقدر خيره وشره - 00:11:27ضَ

وايمان باليوم الاخر هذا اعتقاد بالقلب وعمل بالاركان يعني الجوارح عمل بالجوارح الشيء الذي يعمله المسلم ببدنه من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر الوالدين وصلة الارحام وجميع الاعمال البدنية يزيد بالطاعة - 00:12:00ضَ

يعني كلما تقرب المسلم الى الله جل وعلا بمثل هذه الاعمال زاد ايمانه وينقص بالمعصية يكون المرء مؤمن فيحصل منه الزنا او السرقة او شرب الخمر فيرتفع عنه الايمان. ويبقى معه اسم - 00:12:32ضَ

ثم ان تاب واناب الى الله جل وعلا عاد اليه اسم الامام. والا قد يرتفع عنه اسم الاسلام فيكون كافرا والعياذ بالله اذا استحل شيئا من المحرمات او حرم شيئا من الحلال المجمع على حلة او المجمع على تحريمه - 00:12:55ضَ

يذهب عنه حتى اسم الاسلام يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فاذا عصى المسلم ربه نقص ايمانه واذا اكثر من الطاعات من نوافل العبادة من الصلاة والصيام والتقرب الى الله جل وعلا بالاعمال الخيرة زاد ايمانه - 00:13:21ضَ

وقوي وكما قال عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي يعني في ايمانه خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير وقال تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى يزداد هداهم وايمانهم بالاعمال الصالحة وبتقوى - 00:13:48ضَ

الله جل وعلا يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية اذا فدين الحق هو ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الشرائع القولية والفعلية والاعتقادية والحق مصدر حق الفعل الماضي يحق الفعل المضارع حقا - 00:14:10ضَ

اذا ثبت ووجب ودين الحق يعني الدين الثابت فالمراد به الثابت الواقع يعني المطمئن المرء فيه ويقابله الباطل دين الحق هنا دين حق ودين باطل دين الحق هو الصواب الذي يدين العبد ربه جل وعلا به. والدين الباطل خضوع وذل - 00:14:56ضَ

وخوف ورجاء لكن بغير حق. كخوف عباد القبور من من يعبدونهم تعبد المشركين لالهتهم. هذا خضوع وذل لكن وهو دين يسمى دين لكنه ليس بحق. دين باطل اللام في قوله ليظهر لام التعليل وهي متعلقة بارسل - 00:15:32ضَ

ودين الحق ليظهره اللام لام التعليل يعني لاجل اظهاره لاجل ان يظهره ليظهره جل وعلا. وهي متعلقة بارسل لان الجار والمجرور كما تقدم لنا اكثر من مرة لا بد ان يتعلق بفعل او - 00:16:08ضَ

مشتق وهنا ليظهره متعلق بارسل ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره لاجل ان يظهره على دين كله. فدل على ان الاديان المعبودات من دون الله وما عبد يقال له دين لكنه دين ليس بحق ولهذا قال ليظهره على الدين كله يعني كل الاديان الباطلة ليظهر الله جل وعلا - 00:16:33ضَ

رسوله ودينه عليها وهو من الظهور بمعنى العلو والغلبة. ليظهره بمعنى ليعلو يظهره ظهر عليه ويقال ظهر الارض يعني فوق الارض ليظهره ليعليه ويجعله عاليا على الاديان كلها نعم اي ليجعله عاليا على الاديان كلها بالحجة والبرهان - 00:17:06ضَ

بالحجة والبرهان بالادلة القاطعة البينة الواضحة وبالسيف والقوة الحسية لان الله جل وعلا وعد رسوله بان يظهر له دينه وقد اظهره الله جل وعلا ولما كان المسلمون قائمون بامر الله جل وعلا صار لهم الظهور والغلبة وكل - 00:17:41ضَ

الامم تخضع لهم فلما ضيعوا وفرطوا وتفرقوا تسلطت عليهم الامم فغلبتهم وما غلبتهم الا بسبب ما حصل من تقصير منهم المسلمون يؤتون من قبل انفسهم اذا قاموا بامر الله جل وعلا نصرهم الله وحقق الله - 00:18:11ضَ

جل وعلا لا لهم ما اعدهم من النصر والتأييد واذا ضيعوا امر الله جل وعلا ضاعوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها يعني ينادي بعضهم بعض هلموا الى هذه اللقمة السائغة - 00:18:37ضَ

قالوا يا رسول الله ما من قلة؟ قال لا. انتم كثير يومئذ مثل حال المسلمين اليوم ولكنكم غثاء كغثاء السير كثير من ممن يدعي الاسلام ادعاء فقط والا يقال مثلا فلان مسلم - 00:19:04ضَ

اسمه اسم مسلم يصلي؟ قالوا لا ما يصلي. كيف يكون مسلم وهو ما يصلي ويعبدون اصحاب القبور ويسألون غير الله جل وعلا ويتقربون الى غير الله ويخافون من غير الله ما في اسلام انما اسم - 00:19:25ضَ

ولكنكم غثاء كغثاء السير وحجة الله قائمة على الخلق لانه لا يزال طائفة قلت او كثرت اجتمعت او تفرقت على الدين الحق حجة الله جل وعلا على خلقه حتى تقوم الساعة - 00:19:46ضَ

في الدين للجنس والف للجنس يعني ليظهره على الدين الالف واللام الشمسية يعني جنس الدين ما ما هو نوع من انواع الدين يظهره على اليهود او يظهره على النصارى او يظهره على المجوس - 00:20:09ضَ

او يظهره على عباد الاوثان لا ليظهره على جنس الاديان كلها على عموم الاديان وال في الدين للجنس فيدخل فيه كل دين باطل. كل دين باطل سواء كان دين اليهود او دين النصارى او دين المشركين او دين عباد الاوثان - 00:20:36ضَ

او البوذيين عباد البقر عباد الاشجار والاحجار وغيرهم كل هذا يقال له دين والله جل وعلا وعد رسوله ان يظهره على الدين كله وهو ما عدا الاسلام وهو ما عدا الاسلام لان جميع الاديان باطلة ما عدا الدين الاسلامي بعد بعثة - 00:20:59ضَ

صلى الله عليه وسلم ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين لا يقال ان اليهود او ان بعضهم او فيهم طائفة على حق او ان النصارى او بعضهم او طائفة منهم على حق - 00:21:23ضَ

او غيرهم من الامم ابدا. بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الله جل وعلا العمل بالاديان كلها سوى الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين - 00:21:45ضَ

ان الدين عند الله الاسلام والشهيد وهو مبالغة من شهد وهو نفع بالله شهيدا. يعني عالما مطلعا على رسوله على وعده جل وعلا. نعم وفي مبالغة من شهد. شهد يشهد شهيد. نعم. وهو مبالغة من شهد - 00:22:04ضَ

وهو اما من الشهادة بمعنى الاخبار والاعلام او من الشهادة بمعنى الحضور. وهو اما من الشهادة بمعنى الاخبار والاعلام مثل الشاهد الذي يأتي عند القاضي مثلا يعلن يشهد يعلم بانه يعرف ان عنده فلان لفلان كذا او ان فلان حصل منه كذا او نحو ذلك. هذا اخبار واعلام - 00:22:35ضَ

او بمعنى الشهادة بمعنى الحضور يعني حاظر مطلع يقال فلان شاهد يعني حاظر هذا الشيء وكفى بالله شهيدا بالمعنيين وكفى بالله شهيدا مخبرا بصدق رسوله او حاظرا مطلعا لا يغيب عنه - 00:23:03ضَ

وكفى بالله شهيدا مخبرا بصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. لانه لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام وحاشاه ان يكون لو كان كاذبا ما اقره الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا ولو تقول علينا بالاقاويل لاخذنا منه - 00:23:31ضَ

لاخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتيل لاخذنا منه بالقوة يعني لا يعجزنا لو كان كاذب ما تركناه وكفى بالله شهيدا مخبرا بصدق رسوله او حاظرا مطلعا على رسوله صلى الله عليه وسلم واقره على دعوته. وصدقه انه مرسل من الله - 00:23:56ضَ

تعالى نعم وكفى بالله شهيدا. مخبرا بصدق رسوله. او حاضرا مطلعا لا يغيب عنه شيء يعني ان شهيد بالمعنيين سائغة. بمعنى الاخبار لانه اخبر جل وعلا ان رسوله صادق وحاضرا بمعنى انه مطلع على - 00:24:28ضَ

ما يقوله ويدعو اليه محمد صلى الله عليه وسلم واقره على ذلك لان الله جل وعلا لا يغيب عنه شيء والمعنى الاجمالي لما تقدم؟ يعني للمقدمة التي هي مبدوءة بالحمد لله - 00:24:56ضَ

الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. هذه خلاصة معناها الاجمالي نعم والمعنى الاجمالي لما تقدم ان جميع اوصاف الكمال ثابتة لله على اكمل الوجوه واتمها - 00:25:22ضَ

ومما يحمد عليه سبحانه نعمه على عباده التي لا يحصي احد من الخلق عددها وان تعدوا نعمة الله لا تحسبها لو تفكر الانسان في نعمة الله عليه لو اخذ اياما وليالي يعدد - 00:25:46ضَ

ما في بدنه من النعم غير ما هو خارج عن بدنه لما احصاها واعظمها ارساله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق اعظم النعم على الاطلاق لا يعادلها شيء - 00:26:08ضَ

هي ارسال محمد صلى الله عليه وسلم مع الهداية للاسلام. لان هذه هي الحياة الحقيقية فمن حرمها وحرم الخير كله ومن اعطيها حصل على الخير كله مهما اصيب بالمصائب وابتلي بالبلايا وحصل له من الامور التي تضايقه - 00:26:31ضَ

فهو في نعمة عظيمة ما دام ان الله جل وعلا من عليه بالاسلام والايمان فهو على خير واعظمها ارساله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين وبشرى للمتقين رحمة للعالمين كلهم - 00:26:55ضَ

وبشرى لا للعالمين وانما للمتقين. نعم ليظهره على جميع الاديان بالحجة والبرهان بالحجة الدليل والبرهان الساطع البين الواضح والعز والتمكين والسلطان الغلبة والسيف والقهر نعم والعز والتمكين والسلطان وكفى بالله شهيدا على صدق رسوله وحقيقته وحقيقة ما جاء به - 00:27:21ضَ

وشهادته سبحانه تكون بقوله وفعله وتأييده لرسوله بالنصر والمعجزات والبراهين المتنوعة وكفى بالله شهيدا شهادته سبحانه وتعالى تكون بقوله لانه اخبر جل وعلا ان محمدا على الحق وان محمدا يدعو الى الحق - 00:28:00ضَ

وفعله تأييده جل وعلا ونصره. وتمكينه لرسوله صلى الله عليه وسلم ما اعطاه الله جل وعلا لمحمد صلى الله عليه وسلم من المعجزات التي تدل على صدقه ومن اعظم المعجزات اتيانه صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن - 00:28:25ضَ

العظيم وهو عليه الصلاة والسلام لا يكتب ولا يقرأ ويأتي بهذا القرآن كما يعلمه اياه جبريل وهذا البلاغة والايضاح والبيان والاحكام الشرعية وما اشتمل عليه من الامور الغيبية التي لا يعلمها الا الله - 00:28:51ضَ

ظهرت بهذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فكثير من المفكرين اسلم واهتدى لما اطلع على شيء مما في القرآن الذي لا يعرفه الناس لا يعرفه بشر - 00:29:12ضَ

ذكر في القرآن فعرف ان محمدا صلى الله عليه وسلم ما اتى بهذا القرآن من عند نفسه ولا يستطيع مخلوق ان يأتي به واطلاع الرسول صلى الله عليه وسلم على اشياء - 00:29:37ضَ

ما يعرفها البشر باطلاع الله جل وعلا اياه. الثلاثة الذين كانوا حول الكعبة يوم فتح مكة ثلاثة من ممن لم يدخل الايمان في قلوبهم اجتمعوا وتكلموا فيما بينهم ما عندهم احد - 00:29:55ضَ

فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال ماذا قلتم واخبرهم صلى الله عليه وسلم بما قال كل واحد منهم فكان ذلك سببا لزيادة الايمان وايمانهم واحد منهم يقول الحمد لله الذي اكرم اسيد - 00:30:16ضَ

اركب حضير حيث لم يحضر هذا الذي سمع اذان بلال فوق الكعبة يقول لو سمع ابي اذان بلال فوق الكعبة هذا العبد الحبشي يؤذن فوق الكعبة. لو سمع ابي ذلك لا - 00:30:35ضَ

غضب وتأثر فالحمد لله الذي لم يحضره ولم يسمعه ابي والعياذ بالله وتكلموا بكلام فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوا ولما اسر العباس رضي الله عنه وارضاه قال له النبي صلى الله عليه وسلم تدفع الفدا مثل ما يدفع غيرك - 00:30:52ضَ

فقال تعرفني ما عندي شيء ولا املك شيء ولا كذا ولا كذا يريد ان يعفيه النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الفدا او يخفف عنه. قال المال الذي اعطيت وجدته وان لم اعد فاعملي به كذا - 00:31:16ضَ

قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك محمدا رسول الله ما كان مسلم من قبل اخبره صلى الله عليه وسلم بما قال لزوجته وليس عنده معها احد حينما تكلم بهذا - 00:31:38ضَ

فجاء الوحي من الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم بان العباس قال كذا وكذا فاطلع الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم على امور ومعجزات ما يطلع عليها الناس ولا - 00:31:58ضَ

فدل على انه مؤيد من الله جل وعلا بالمعجزات والبراهين الظاهرة وشهادته سبحانه. وشهادته سبحانه تكون بقوله وفعله وتأييده لرسوله بالنصر والمعجزات والبراهين والبراهين المتنوعة على ان ما جاء به هو الحق المبين - 00:32:17ضَ

ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. هذا القرآن العظيم والتشريع الحكيم ما يخالف بعضه بعض الشهادة الاخبار بالشيء عن علم به قوله واشهد ان لا اله الا الله وحده - 00:32:51ضَ

وحده لا شريك له قال الشهادة الاخبار بالشيء. نعم الشهادة الاخبار بشيء عن علم به واعتقاد لصحته وثبوته هذه الشهادة. الاخبار بالشيء عن علم به واعتقاد لصحته وثبوته. بخلاف شهادة المنافقين. فالمنافق يشهد بلسانه اشهد - 00:33:15ضَ

ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكنه ليس بموقن ولا معتقد لهذا وانما يقول هذا لاجل حقن دمه وحفظ ماله. نعم ولا تعتبر الشهادة الا اذا كانت مصحوبة بالاقرار والاذعان وواطأ القلب عليها اللسان - 00:33:46ضَ

اذا تواطأ عليها صارت شهادة حقيقية اما الشهادة باللسان بدون مواطئة من القلب كشهادة المنافقين فهي كذب لان المنافقون كما اخبر الله جل وعلا عنهم انه قالوا اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله - 00:34:10ضَ

قال الله جل وعلا والله يشهد انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون فهم كذبة وهم ما هم كذبة بهذه الشهادة. هذه الشهادة صحيح الله يعلم انك لرسوله. والله يشهد - 00:34:33ضَ

ان المنافقين لكاذبون فهم يكذبون في ادعائهم الشهادة وهم غير شهود. غير موقنين نعم فان الله قد كذب المنافقين في قولهم نشهد انك لرسول الله مع انهم قالوا بالسنتهم قالوا بالسنتهم اشهدوا انك لرسول الله وهذه حقيقة انه انه هو رسول عليه الصلاة والسلام. لكن هم كذبة - 00:34:51ضَ

انهم قالوا بالسنتهم غير ما في قلوبهم ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد التي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وكلمة لا اله الا الله هي كلمة التوحيد - 00:35:25ضَ

يعني كلمة الايمان كلمة الاسلام توحيد الله جل وعلا نعم ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد التي اتفقت عليها كلمة الرسل صلوات الله وسلامه سلامه عليهم اجمعين. كلهم يدعون الى لا اله الا الله - 00:35:47ضَ

اختلفوا في شرائعهم في بعض العبادات في كيفية الصلاة في كيفية الصيام فيما يجب من الزكاة في الشرائع لكن التوحيد اتفقوا عليه ما احد منهم اساغ واجاز عبادة احد مع الله كائنا من كان - 00:36:14ضَ

كل الرسل متفقون على كلمة التوحيد وموسى عليه الصلاة والسلام قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بمئات السنين قال يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله. هذي الكلمة - 00:36:39ضَ

قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا لانه يريد شيء يخصه. ما يأتي به احد فقال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع وعامرهن في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله - 00:37:02ضَ

يعني شأنها عظيم لانها دلت على توحيد الله جل وعلا. ادلت على افراد الله جل وعلا بالعبادة. دلت على نفي وبطلان عبادة ما سوى الله كائنا من كان لا اله - 00:37:34ضَ

لا اله حق الا اله واحد هو الله نعم بل هي خلاصة دعواهم وزبدة رسالاتهم. هي خلاصة دعوتهم دعوة الرسل خلاصتها توحيدهم كلهم من اولهم الى اخرهم نعم. وما من رسول منهم الا جعلها مفتتح امره. وقطب رحاه. يعني اهم ما يدعو اليه - 00:37:55ضَ

والعمود الفقري لدعوته الا مفتتح امره اول ما يدعو اليه لا اله الا الله. والرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث عشرة سنة في مكة يدعو الى لا اله الا الله ما اتاه من الشرائع الا الصلاة والصلاة قبيل هجرته صلى الله عليه وسلم - 00:38:27ضَ

ولكل دعوته يدعو الناس الى لا اله الا الله وحينما نادى صلى الله عليه وسلم على الصفا بطون قريش عمم وخصص وحضروا عنده قال كلمة تقولونها تدين لكم بها العرب وتملكون بها العجم. يعني كل العالم تخضع لكم اذا قلتموها - 00:38:54ضَ

قال ابو جهل وابو لهب كلمة واحدة قال نعم. قالوا هي لك وعشر امثالها. ما دام فيها هذا هذه الميزة. لك وعشر امثالها. نعطيك كلمات ما دام يبي يحصل لنا هذا. قال قولوا لا اله الا الله - 00:39:25ضَ

قال ابو لهب لعنه الله تبا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا وولوا وهم يقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب؟ فهموا معنى لا اله الا الله ابوا ان يقولوا - 00:39:46ضَ

ومع هذا الثواب العظيم الدنيوي قبل الاخروي. تدين لكم بها العرب وهم يحبون الشرف ويحبون الولاية ويحبون السيطرة تدين لكم بها العرب وتملكون بها العجم لكنهم عرفوا معناها انها افراد الله جل وعلا وحده بالعبادة ونبذ عبادة ما سواه. من الالهة اللات والعزى ومنات وغيرها - 00:40:04ضَ

قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ونفروا وتركوه ومع الاسف الشديد كثير اليوم ممن يدعي الاسلام ابو جهل وابو لهب اعرف منهم بمعنى لا اله الا الله ما قالوها ابو جهل وابو لهب لكنهم يعرفون معناها - 00:40:33ضَ

لكن مع الاسف الشديد كثير ممن يدعي الاسلام اليوم يقول لا اله الا الله نطقا ويخالفها فعلا يعبد غير الله اتوجه الى فلان والى علان والى الولي الفلاني والى السيد الفلاني والى الظريح الفلاني. ويطلب منهم - 00:40:59ضَ

ما لا يجوز ان يطلب الا من الله وهؤلاء ابو جهل وابو لهب اعرف منهم بمعنى لا اله الا الله. لان اولئك ابو ان يقولوها لانهم عرفوا معناها وهؤلاء قالوها وجهلوا معناها وخالفوها فعلا - 00:41:19ضَ

عبدوا غير الله وتوجهوا الى غير الله فكفروا بلا اله الا الله وهم يرددونها بالسنتهم كما قال نبينا. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله - 00:41:40ضَ

فاذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل وحسابهم على الله عز وجل حتى يقولوا لا اله الا الله لان من قال لا اله الا الله اتى بما يلزم لها - 00:42:08ضَ

افتقدها ومن ابى ما نفعه اي عمل. والرسول عليه الصلاة والسلام حينما ارسل معاذا الى اليمن امره ان يدعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله قبل كل شيء وهي الاساس - 00:42:28ضَ

فمثلا المشرك الذي يعبد غير الله جل وعلا ما يقال له اخشع في صلاتك او عفوا لحيتك او لما تجر ثوبك اقصر ثوبك لا يعالج عند الاصل الاساس لان كل هذه لو كان ثوبه الى نصف ساقه او الى ركبته - 00:42:47ضَ

ما نفعه ذلك ولو اعفى لحيته ولو اخذ بما اخذ من الاعمال اذا لم يكن معها شهادة لا اله الا الله محمدا رسول الله حقيقة ما نفع اهم المهمات واوجب الواجبات واعظم الاركان هو شهادة ان لا اله الا الله - 00:43:12ضَ

وما من رسول منهم الا جعلها مفتتح امره وقطب رحاه. قطب الرحى الذي عليه الرحى تدور يعني بدونه ما تدور ولا تشتغل ولا تعمل يعني الاساس الاصيل هو شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهما كلمتان مقترنتان ما - 00:43:40ضَ

تنفك واحدة عن الاخرى لو زعم انه يشهد ان لا اله الا الله لكن لم يشهد ان محمدا رسول الله ما نفعته لو زعم انه يشهد ان محمدا رسول الله لكن ما شهد ان لا اله الا الله ما نفعته - 00:44:04ضَ

فهما كلمتان متلازمتان لا تنفك احداهما عن الاخرى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:44:22ضَ