Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله - 00:00:00ضَ
تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام هذه سبقت فاعبده واصطبر لعباده. وقوله واعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا وقوله وقوله ولم يكن له كفوا احد هاتان الايتان اوردهما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:00:23ضَ
في العقيدة الوسطية لاثبات بعض الصفات السلبية لان الباري جل وعلا موصوف بصفات ثبوتية وموصوف بصفات سلبية والصفات السلبية اذا اقتضت الكمال لله تبارك وتعالى وهي صفة كمال مثل قوله جل وعلا - 00:00:59ضَ
هل تعلم له سم يا مثل قولك لا سمي له الا انها ابلغ وقوله ولم يكن له كفوا احد لم يكن له كفوا احد يعني لا مثيل له ولا مكافئ له - 00:01:55ضَ
ولا شبيه له هذه الصفة لكنها اقتضت الكمال لله جل وعلا لانه لا يشبهه ولا يماثله ولا يكافئه احد تبارك وتعالى والصفات صفات ثبوتية صفة العزة صفة القدرة صفة العلم - 00:02:23ضَ
صفة الاستواء صفة الارادة وغير ذلك من صفات الباري تبارك وتعالى وصفات سلبية يعني منفية عن الله لا تأخذه سنة ولا نوم لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:02:56ضَ
هذي سلبية تسمى يعني منفية الكمال لله تبارك وتعالى. وهذه جاءت بعد قوله تبارك وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وتقدم الكلام على البركة وان البركة لله تبارك وتعالى كالعزة - 00:03:31ضَ
وانها تأتي فعل من افعال الله جل وعلا العطاء والجود والكرم صفة فهي فعل من افعال الله يعني مخلوقة وتأتي بمعنى الصفة للباري جل وعلا وصفاته الاخرى ثابتة له على ما يليق بجلاله - 00:04:02ضَ
وصفات الله جل وعلا ازلية ولا تشبه صفات المخلوقين تبارك الله احسن الخالقين هذه الصفة من صفات الباري جل وعلا وتقدم لنا ان كلمة تبارك لا يصح ان تطلق الا - 00:04:39ضَ
لله وحده لا شريك له تبارك الذي نزل الفرقان على عبده تبارك الذي بيده الملك. تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهذه صفة من صفات الله تبارك وتعالى - 00:05:03ضَ
والشيء المخلوق البركة التي يجعلها الله جل وعلا في الشيء الطعام القليل يجعل الله فيه البركة فيكفي الكثير من الناس الرجل الصالح يجعل الله في عمره البركة فيكون عمره قليل لكن نفعه كثير - 00:05:26ضَ
بعض الاشخاص عمره طويل لكن لا خير فيه هذه بركة من الله جل وعلا يجعلها فيمن شاء من عباده وهذه مخلوقة يخلقها الله جل وعلا ويجعلها في هذا الشخص وابتدأ المؤلف رحمه الله تعالى بذكر الصفات المنفية من هذه - 00:05:49ضَ
الصفات الثبوتية الى حد قوله تبارك وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى بالاية الكريمة نعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا هل - 00:06:24ضَ
معناه النفي يعني لا تعلم له سميا. لا يمكن ان تجد له سميا يساميه ويماثله فاعبده واصطبر لعبادته. يعني اعبد ربك اجعل العبادة له وحده واصطبر اصلها اس تابر وابدلت - 00:06:52ضَ
ابدلت طاعا لعبادته ويفهم من هذه معنى مجاهدة النفس وتصبير النفس حصرها على هذا الشيء فاعبده واصطبر لعبادته واصطبر على عبادته او اصطبر للعبادة يعني تحمل وائت بما عندك من القوة - 00:07:25ضَ
لاداء هذه الصفة منك وهي العبادة لله تبارك وتعالى تعبده واصطبر لعبادته. بعد قوله جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبدوا واصطبر لعبادته هو الرب وهو المعبود ويلزم العاقل اذا اعترف بالربوبية - 00:08:05ضَ
اعترف بالالوهية لانه ما يصلح اني اقول الله الرب لك بمعبود غيره ما يجوز فالزم من اعترف بالربوبية مع ان كفار قريش اعترفوا بالربوبية ولم يعترفوا بالالوهية وذلك لجهلهم وضلالهم - 00:08:39ضَ
والا فيلزم من اعترف بالربوبية ان يعترف بالالوهية هل يليق بالعاقل ان يقول خلقني الله ورزقني الله وعافاني الله واعطاني الله وجاد علي الله واعبد غيره ود من اعطاك من خلقك - 00:09:06ضَ
من يقدر على اكرامك ويقدر على تعذيبك اجعل العبادة له والعبادة هي التذلل والطاعة لله تبارك وتعالى. يعني تذلل واعبد واخلص العبادة لربك تبارك وتعالى المستحق لعبادته تعبده واصطبر لعبادته - 00:09:32ضَ
والشاهد قوله تعالى هل تعلم له سميا هل تعلم له سم يا هل تعلم له من يساميه او يشابهه او يدانيه والاستفهام في سياق النكرة يعم يعني لا يوجد له ذلك - 00:10:04ضَ
لا يوجد له لا يوجد من يساميه ولا من يشابهه ولا من يماثله قال بعض العلماء يفهم منها التحدي يعني ان كنت تعلم له سميا فاذكره هل تستطيع ان تذكر او ان تأتي له بسمي؟ لا والله - 00:10:35ضَ
او تأتي له بمشابه او تأتي له بمجانس فهو الواحد الاحد الفرد الصمد تبارك وتعالى وذلك لانه سبحانه له الكمال المطلق وغيره وانا لشيئا من الكمال فليس مطلق انه كما تقدم انه قد يسمى - 00:10:58ضَ
بعض المخلوقين ببعض اسماء الله وصفاته لكن تسمية المخلوق بها ليست كتسمية الخالق بها ووصف المخلوق بها ليس كوصف الخالق بها اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. هذا قول الله تبارك وتعالى عن يوسف - 00:11:37ضَ
عليه السلام انه قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. يقول يوسف عليه السلام اني حفيظ عليم وهل حفظ يوسف وعلم يوسف كحفظ الله تبارك وتعالى وعلم الله اولا حفظ يوسف يحفظ ما بين يديه - 00:12:07ضَ
وقد يتسلط عليه شيء من اصغر خلق الله النملة والبعوضة والحشرة فتفسد ما حفظ يوسف لا يستطيع ان يمنعها من ذلك لكن يستطيع ان يغلق على المال هذا بالاقفال وهو مؤتمن عليه - 00:12:32ضَ
ويحفظه بقدر استطاعته لكن حفظ محدود ومثل قوله تبارك وتعالى وقالت امرأة العزيز امرأة العزيز والله جل وعلا وصف نفسه بانه العزيز فهل عزة المخلوق كعزة الخالق حاشا وكلا عزة المخلوق على قدره - 00:12:55ضَ
عزيز في مصر لكن اذا مشى الى الشام صار من افراد الناس عزيز مصر اذا جاء الى الحجاز واحد من الافراد عزته في بلاده وعزته ليست دائمة اذا عزل ذهبت عزته - 00:13:27ضَ
يتعرض له الموت تذهب عزته وتذهب حياته كلها اما عزة الله جل وعلا فهي ثابتة ازلا وابدا يعني في الازل لا بداية لها وفي ابد لا نهاية لها وهو موصوف بصفة العزة على الكمال المطلق. وهذا معنى قولنا الكمال المطلق يعني الذي لا يتعرض نقص - 00:13:51ضَ
بخلاف صفة المخلوق اذا وصف بشيء من صفات الباري تبارك وتعالى لفظا ما هي صفة على قدر المخلوق عزة وحفظ وعلم مثلا محدود علم المخلوق يوصف بانه عالم وعليم لكن علم محدود - 00:14:24ضَ
يعلم شيء ويخفى عليه اشياء كثيرة وعلم الله جل وعلا في كل شيء فتضمن نفي السمي صفة الكمال المطلق الذي لا يشابهه فيه ولا يساميه فيه احد تبارك وتعالى النفي في باب الصفات - 00:14:48ضَ
قوله فاعبده الى اخره تضمنت هذه الاية الكريمة جملة من صفات السلب وهي نفي السمي والكفر والنديد والولد والشريك والولي من ذل وحاجة وما تضمنت بعض صفات الاثبات من الملك والحمد والقدرة والكبرياء والتبارك - 00:15:28ضَ
لانه اذا نفي النقص ثبت الكمال واذا ثبت الكمال انتفى النقص فهما متلازمتان ولابد من النفي والاثبات اما قوله تعالى هل تعلم له سم يا فقد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قاله رحمه الله في غير هذا الموضع - 00:15:59ضَ
هنا اورد الايات رحمه الله لكن كلامه على هذه الاية في غيرها اذا الموضع نعم قال قال اهل اللغة هل تعلم له سم يا اي نظيرا استحق مثل اسمه ويقال مسميا مساميا مسميا يساميه مساميا - 00:16:35ضَ
يعني مماثل يماثله او يقاربه او يشبهه تعالى وتقدس. نعم وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس هل هذا معنى ما يروى عن ابن عباس يقول معناه وليس لفظ ما يروي عن ابن عباس لانه سيبين لنا ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الامة - 00:17:01ضَ
القرآن وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم فقهه في الدين يعلمه التأويل. فكان اية في تفسير كلام الله جل وعلا - 00:17:27ضَ
لا يعدل عن قوله رحمه رضي الله عنه. نعم وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس هل تعلم له سم يا مثلا او شبيهة مثلا او شبيهة يعني هل تعلم له مثيل - 00:17:46ضَ
هل تعلم لله جل وعلا شبيه يشبهه على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يعني لا يماثله ولا يشابهه شيء تعالى او اتقدس نعم والاستفهام في الاية انكاري - 00:18:07ضَ
معناه النفي الاستفهام انكاري يعني لا يطلب الجواب منك لا يستفهم منك استفهام لتخبره بشيء وانما هو جاء على سبيل الاستفهام الانكار والاستفهام الانكاري يتضمن النفي وهو متضمن للتحدي يعني ان كنت تعلم له سميا فاظهره - 00:18:26ضَ
قل هو ان كنت تعلم له سويا فقله لا يعلم نعم اي لا تعلموا له سم يا واما قوله ولم يكن له كفوا احد قوله تعالى في سورة الاخلاص ولم يكن له كفوا احد - 00:18:56ضَ
تقدم الكلام على هذه السورة في ذكر الاوصاف السابقة قل هو الله احد الله الصمد ثم ذكر الصفات النفي لان سورة الاخلاص تظمنت الاثبات وتظمنت النفي بصفات الكمال قل هو الله احد يعني واحد ما له مثيل - 00:19:19ضَ
الله الصمد لم يلد صفات النفي النفي النقائص عنه تبارك وتعالى ولم يكن له كفوا يعني احد يكافيه او يشابهه او يماثله ولم يكن له كفوا احد والمراد بالكفء المكافئ المساوي - 00:19:46ضَ
كفوا احد قال علماء القراءات فيها ثلاث قراءات كفوا ضم الكاف وضم الفاء وبدون همز كفوا هذه واحدة الكاف مضمومة والفاء مضمومة واثبات الواو واخرى بضم الكاف وضم الفاء ووجود الهمزة - 00:20:18ضَ
يعني الظم بهمز وبدون همز ضم الحرفين بهمز وبدون همز بدون همز شوفوا ان والثالثة كفئا بضم الكاف وتسكين الفاء مع الهمس يعني مع الهمز في تسكين الفاء وضم الفاء - 00:21:03ضَ
وبدون الهمز ضم الفاء مع الواو كفوا فان شئت ان تقول الضم مع الواو ومع الهمز الظن كفوا وقوف وقوف وكفوا ان يعني الظم ظم الفاء مع الواو ومع الهمس - 00:21:47ضَ
وتسكين الفاء مع الهمز ويأتي الهمز مع فتح الفاء مع تسكين الفاء ومع ظمها ويأتي عدم الهمز مع ظم الفاء كفوا كفوا نعم وهذه الاية تنفي عنه سبحانه النظير والشبيه - 00:22:23ضَ
من كل وجه لا احد لان احد وقع نكرة في سياق النفي فيعم وقد تقدم الكلام على تفسير سورة الاخلاص كلها فليرجع اليها ونفي الكفء يتضمن الكمال جمال العلم وكمال القدرة وكمال العزة وكمال الارادة وكمال الحكم وغير ذلك من صفات - 00:22:55ضَ
الباري تبارك وتعالى اذا والصفات منها صفات ثبوتية اثبت لله تبارك وتعالى لما تضمنته من الكمال وصفات منسية لان نفيها يتضمن الكمال والنفي والاثبات يتوقف فيه على ما ورد يتوقف فيه - 00:23:29ضَ
على ما ورد الادب مع الباري تبارك وتعالى ان ننفي عنه على سبيل العموم جميع صفات النقص والعيب وعلى سبيل الخصوص ما ورد من هذا على سبيل الخصوص التخصيص الصفات المنفية نقتصر على ما ورد - 00:24:10ضَ
ادبا مع ربنا واما على سبيل العموم فننفي عنه جميع صفات النقص والعيب لكن يأتي متحذلق مثلا يقول كل صفة عيب ام فيها عن الباري جل وعلا اقول له ما يليق - 00:24:42ضَ
ان تقول ان ربي ليس باعمى ان ربي ليس باعرج ان ربي ليس بكذا ليس بكذا ليس بكذا هذا جهل وظلال وسوء ادب مع الباري تبارك وتعالى يقول ربي موصوف بصفات الكمال؟ نقول نعم - 00:25:04ضَ
يقول ربي منزه عن كل صفة نقص وعيب نعم يقول ربي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قل نعم هذا ورد قل ربي لا تأخذه سنة ولا نوم. اقول نعم - 00:25:27ضَ
لكن ما تقول ربي ليس باعمى ليس باعرج ليس بكذا ليس بكذا اقول لا هذا سوء ادب هذا سوء ادب لو بدأت تعدد صفات مخلوق من المخلوقين له شيء من العزة وقلت انه ليس باعرج ولا اعمى ولا بخيل ولا كذا ولا كذا - 00:25:54ضَ
يقول هذا اساءة ادب واذا كان هذا اساءة ادب مع المخلوق فهو مع الخالق تبارك وتعالى اولى الا يقال وذكر في شرح الطحاوية قول بعضهم نفي صفات عن الله تبارك وتعالى - 00:26:20ضَ
وقال هذا لا يليق ما وردت في وصف الله ولا ورد نفيها وانما هي منفية على سبيل الاجمال والعموم وضربني هذا مثل قال لو ان واحد قال ان الملك ليس بزبال ولا خراز ولا كذا ولا نجار ولا كذا ولا كذا اليس هذا اساءة ادب - 00:26:51ضَ
هذا اساءة ادب ومخلوق وتأتي بالصفات الحسنة والصفات الذميمة تم فيها تقول انه منزه عن الصفات الزميمة وصفات الدنيئة وصفات كذا فلا يليق ان تقول ان ربي ليس كذا وربي ليس كذا وليس كذا من الصفات التي ما ورد في القرآن ذكرها - 00:27:22ضَ
واما ما ورد في القرآن ذكرها فنعم على العين والرأس. نقول لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لا تأخذه سنة ولا نوم لا ينام ولا ينبغي له ان ينام - 00:27:50ضَ
وهكذا من الصفات التي وردت في الكتاب او السنة احذر الزلل في هذا وكما قال علماء السلف رحمة الله عليهم الاثبات توقيفي يعني لا تصف ربك جل وعلا بصفة لم ترد في الكتاب والسنة - 00:28:07ضَ
حتى وان تضمنت في نظرك صفة كمال ويضرب لي هذا مثل مثلا المخلوق الذي يولد له احسن وافضل من مخلوق لا يولد له كل واحد منا ان يكون كذلك ما يود ان يكون لا يولد له - 00:28:33ضَ
وهذه حتى وان اثبتت في المخلوق فهي تتضمن صفة نقص لانه في حاجة الى الولد ما حرص على الولد وتمناه الا لحاجته والله منزه عن هذا لا يحتاج فلا يقال ان كل صفة مثلا تضمنت كمال في المخلوق فالله جل وعلا بها اولى؟ لا - 00:29:02ضَ
قالوا صفات الباري تبارك وتعالى توقيفية ورد في الكتاب والسنة والنفي عن الباري تبارك وتعالى اجمالا الا ما ورد بخصوم - 00:29:29ضَ