Transcription
رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون - 00:00:00ضَ
ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله هاتان الايتان الكريمتان اوردهما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية لاثبات ما تظمنتاه من صفات الله جل وعلا - 00:00:27ضَ
الصفات المنفية الصفات نوعان صفات مثبتة والله الذي لا اله الا هو الحي القيوم العزيز الحكيم الحميد هذه اسماء وصفات ثبوتية وهناك صفات منفية لانها تضمنت الكمال والتنزيه لله جل وعلا - 00:01:03ضَ
مثل لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لا تأخذه سنة ولا نوم هذه تسمى الصفات المنفية لانها متضمنة للكمال والتنزيه لله تبارك وتعالى وقد اورد قبل هاتين الصفتين - 00:01:47ضَ
قول الله تعالى فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ يعني ليس له سمي والاية الثانية قوله تعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لكن هذا النفي - 00:02:33ضَ
تضمن الكمال والتنزيه لله تبارك وتعالى وقد تقدم الكلام على هاتين الايتين الكريمتين والان معنا الاية الثالثة قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وهذه الاية مكملة لما قبلها قوله جل وعلا في صدر سورة البقرة - 00:03:16ضَ
يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من ثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون - 00:03:57ضَ
الاية صدر الايتين تضمن اثبات توحيد الربوبية اي انهم يعلمون ويؤمنون ويعتقدون ان الله هو الذي خلق السماوات والارض وانه هو الذي خلقهم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا - 00:04:27ضَ
والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم هذا كله في توحيد الربوبية انتم تعلمون ذلك وتؤمنون به فلا يليق العاقل ان يعبد غير من خلقه - 00:05:03ضَ
لا يليق بالعاقل ان يعبد غير من رزقه فلا يليق بالعاقل ان يعبد غير من انعم عليه بالنعم المتتابعة المرء اذا عرف توحيد الربوبية لزمه عقلا ان يوحد توحيد الالوهية - 00:05:25ضَ
ان كان عاقل هو يعترف بان الله خلقه وان الله رزقه وان الله الذي خلق السماوات والارض يعترف بهذا يؤمنون بهذا او الكثير من كفار قريش يعلمون هذا ويؤمنون به - 00:06:00ضَ
ثم عند العبادة يعبدون اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى يعبدون اصنام يعبدون اشجار يعبدون احجار كيف يليق ما دمت تعترف ان الله هو الذي خلقك فلا يليق ان تصرف - 00:06:19ضَ
عبادتك لغيره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعرابي لما جاءه كم تعبد؟ قال عشرة يعبد عشرة قال اين هم؟ قال واحد في السماء وتسعة في الارض قال من لرغبتك ورهبتك وترجوه؟ قال الذي في السماء - 00:06:39ضَ
قال اذا ماذا تستفيد من من في الارض شجر او حجر او مبنى او اي شيء وعقلا لا يليق بالعاقل ان يعبد غير الله وهو يعترف انه هو الذي خلقه ورزقه وهو الذي يحييه وهو الذي يميته وهو - 00:07:08ضَ
الذي يتصرف فيه وفي جميع المخلوقات ولهذا صدر هاتين الايتين بقوله يا ايها الناس اعبدوا اعبدوا ربكم لا تجعلوا عبادتكم لغيره ثم بين المبرر كونه هو المستحق للعبادة انه هو الذي خلقكم - 00:07:33ضَ
والذين من قبلكم الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناعا وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم اذا فلا تجعلوا لله اندادا الند ما هو الشبه والمثيل - 00:07:58ضَ
والنظير والكفر لا تجعلوا لله نظراء الهة تعبدونهم مع الله لا تجعلوا لله اشباه وانظار نكافئ او مقابل او ضد الله جل وعلا واحد احد فرض صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:08:23ضَ
فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون الواو هذه يسميها العلماء واو الحال والحال انكم تعلمون ذلك حال من ماذا فلا تجعلوا فاجعلوا اين الفاعل اليوم - 00:08:55ضَ
فلا تجعلوا لله اندادا. والحال انكم تعلمون انه لا ند له ولا مثيل له قالوا المفعول محذوف فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وانتم تعلمون ايش يعلمون ذلك تعلمون انه لا مثيل له - 00:09:26ضَ
هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت وحده. فكيف تجعلون له في العبادة وقال في الاية الرابعة من ايات الدلالة على الصفات المنفية قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا - 00:09:59ضَ
يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ومن الناس من هذه يسميها العلماء قالوا علامة من التبعيضية ان تشيلها وتجعل بدلها بعض من الناس يعني بعض الناس المراد بهم - 00:10:35ضَ
المشركون ومن الناس من يتخذ من دون الله غير الله انداد جمع ند وهو النظير والشبيه اندادا يحبونهم كحب الله يعني يحبونهم محبة تعظيم واجلال وهيبة وخشية لان بعض المشركين - 00:11:08ضَ
يخاف من الهته التي يعبدها اكثر من خوفه من الله تبارك وتعالى المتصرف في الكون ومن الناس حتى في وقتنا الحاضر من يجل ويحترم ويقدر من يعبده يعظمه من اسياده اكثر من اجلاله لله جل وعلا - 00:11:47ضَ
من الناس من اذا قيل له احلف بالله حلف ولم يبالي صادق او كاذب واذا قيل له احلف لمن يعظمه من اسياده والهته ما حلف وهو كاذب يخاف منه فخوفهم من غير الله اكثر - 00:12:19ضَ
واجلالهم لغير الله من الهتهم اكثر ومن الناس من هو بهذه الصفة وهو يدعي انه مسلم لو قيل له احلف بالله حلف حتى وان كان كاذب واذا قيل لا احلف بفلان او علان من يعبده من دون الله او جله او يعظمه ما حلف وهو كاذب - 00:12:50ضَ
يخاف منه خوف اهلاك يخاف يهلكه وذلك من ضعف عقولهم وقلة ايمانهم ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله دلت هذه الاية الكريمة على ان المشركين يحبون الله - 00:13:17ضَ
ان المشركين يحبون الله لانهم يعترفون انه هو الخالق الرازق المحي المميت ولكنهم يحبون الهتهم مثل محبتهم لله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله مثل ما يحبون الله - 00:13:44ضَ
ثم قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله الذين امنوا بالله اشد حبا لله من المشركين في محبتهم لله او اشد حبا لله من محبة المشركين لاندادهم والهتهم قولان للمفسرين رحمهم الله - 00:14:10ضَ
والمعنى متقارب وهذا من بلاغة القرآن واعجاز القرآن ان يدل على معان متعددة ويكون صالح لهذا ولهذا والمحبة قسمها العلماء رحمهم الله الى اقسام منهم من ذكرها خمسة اقسام المحبة - 00:14:38ضَ
المحبة خمسة اقسام محبة الله جل وعلا هذه توحيد وعبادة لله تبارك وتعالى الثاني من انواع المحبة محبة ما يحبه الله تبارك وتعالى وهذه قالوا هي التي تدخل في الاسلام وتخرج من الكفر - 00:15:19ضَ
لان محبة الله فقط قد لا تدخل المرأة في الاسلام لان الله جل وعلا اثبت ان من الناس من يحب الله ويحب الالهة وهذا كفر مع محبتهم لله وقالوا محبة الله وحده - 00:15:46ضَ
محبة الله لا تدخل الرجل في الاسلام حتى يتبرأ مما سوى الله القسم الاول النوع الاول محبة الله. النوع الثاني محبة ما يحبه الله وهذه هي المحبة التي تدخل المرء في الاسلام وتخرجه من الكفر - 00:16:06ضَ
اذا احب الاسلام والايمان احب الصلاة والشرائع الاسلامية وابغض الكفر والضلال محبة ما يحبه الله جل وعلا فالله يحب من عباده ان يوحدوه وان يعبدوه وحده الثالث محبة في الله - 00:16:30ضَ
محبة في الله يعني تحب في الله وتبغض في الله مثل محبتك للنبي صلى الله عليه وسلم وللانبياء عليهم الصلاة والسلام ومحبتك لاولياء الله وبغضك لاعداء الله. هذه تسمى محبة في الله - 00:16:57ضَ
انت تحب الصحابة وتترضى عنهم احببتهم لم؟ احببتهم في الله لانهم عبدوا الله وقاموا بشرع الله وادوا ما امرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نحبهم في الله - 00:17:23ضَ
نحب كل عبد صالح لله في الارض او في السماء احبه في الله لانه عابد لله النوع الثالث المحبة في الله النوع الرابع المحبة مع الله وهذه هي الشرك محبة الالهة - 00:17:47ضَ
والاصنام مع الله جريكة لله في المحبة وما دل عليه قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم ده حب الله يعني يحبونهم ويحبون الله وهذه المحبة شرك - 00:18:14ضَ
شرك اكبر مخرج من الملة المحبة مع الله النوع الخامس المحبة الطبيعية المرء يحب المال يحب الولد يحب الطعام تحب الظل يحب المكان البارد يحب الشراب البارد يحب هذه الاشياء التي - 00:18:35ضَ
يرتاح لها نفسيا وهذه لا اثم فيها ولا منازعة فيها لمحبة الله تبارك وتعالى كراهية المرء للشيء الذي يضره هذا هذه محبة وكراهية طبيعية هذه اذا لم تشغل عن طاعة الله فهي مباحة - 00:19:10ضَ
واذا فضلها المرء على طاعة الله فرته حينئذ اذا ارتاح لما يرتاح اليه جسمه وانشغل بذلك عن طاعة الله عن الصلاة اما اوجب الله جل وعلا من الفرائض هلك واما اذا احبها ولم تشغله عن طاعة الله فهذه لا ضرر فيها. هذه تسمى المحبة الطبيعية الجبلية - 00:19:47ضَ
التي يميل الى لحال الانسان بطبعه اذا محبة الله ومحبة ما يحبه الله ويلزم من هذا كراهية ما يكرهه الله الثالثة المحبة في الله يعني ان تحب من عباد الله - 00:20:20ضَ
تحبهم في الله وتكره انوس في الله لانهم عصاة لله اتحب الانبياء وتحب الرسل وتحب الملائكة وتحب الاولياء وتحب الصالحين وتحب كل من عبد الله وحده لا شريك له لما احببته - 00:20:49ضَ
احببته في الله هذه الرابعة الخامسة هذه الثالثة المحبة في الله. المحبة الرابعة المحبة الشركية المحبة مع الله يعني المشاركة مع الله محبة المشركين لله ولاندادهم. يعني ما احبوا اندادهم من اجل الله - 00:21:16ضَ
وانما احبوهم مع الله. وهذه الشرك الاكبر النوع الخامس او القسم الخامس المحبة الطبيعية او الجبلية هذه لا تأثير لها في التوحيد اذا لم تشغل عن طاعة الله قوله تعالى - 00:21:51ضَ
فلا تجعلوا لله اندادا الى اخره الانداد جمع ند ومعناه كما قيل النظير المناوئ ويقال ليس لله ند ولا ضد يعني ليس له مثل وليس له ضد يعني ظاده لان الغالب - 00:22:37ضَ
ان المتساويين اما يكون المتآلفين متحابين يقال متساوين متحابين مثلا او متنافرين يعني يتسابقون ويتنافسون زعامة او الولاية او نحو ذلك يقول فلان ظد فلان يعني هو مثله لكنه على خلاف معه - 00:23:04ضَ
والله جل وعلا ليس له ند ولا ولا ضد لا احد يشابهه او يدانيه او يفاخره تعالى وتقدس. نعم والمراد نفي ما يكافئه ويناوئه وانا فيما يضاده وينافيه وجملة وانتم تعلمون - 00:23:29ضَ
وقعت حالا من الواو في تجعل تجعل وواو الفاعل ان هذه الواو ضمير في محل رفع فاعل لتجعلوا تجعل. نعم. المعنى اذا كنتم تعلمون ان الله هو وحده الذي خلقكم ورزقكم - 00:23:59ضَ
وان هذه الالهة التي جعلتم التي جعلتموها له نظراء وامثالا وساويتنا هذه استحقاق العبادة لا تخلق شيئا بل هي مخلوقة ولا تملك لكم ضرا ولا نفعا فاتركوا عبادتها واخرجوه سبحانه بالعبادة والتعظيم - 00:24:21ضَ
واما قوله ومن الناس الثانية. نعم. ومن الناس من يتخذ الى اخر الاية اول الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم - 00:24:54ضَ
فهو اخبار من الله عن المشركين بانهم يحبون الهتهم كحبهم لله عز وجل. فدل هذا على ان المشركين يحبون الله ما يقال ان المشركين لا يحبون الله المشركون يحبون الله - 00:25:19ضَ
ويحبون الهتهم وهم اشركوا مع الله في المحبة فكفروا نعم يعني يجعلونها مساوية له في الحب والذين امنوا اشد حبا لله من حب المشركين لالهتهم لانهم اخلصوا له الحب وافردوه به - 00:25:38ضَ
والذين امنوا اشد حبا لله من المشركين لالهتهم لان المؤمنين احبوا الله وحده والمشركين احبوا الله واحبوا الهتهم. فالمحبة عندهم متوزعة ليست موجهة الى جهة واحدة. فمحبة المؤمنين لله اكثر من محبة المشركين - 00:26:10ضَ
لالهتهم اما حب المشركين لالهتهم وهو موزع بينها ولا شك ان الحب وقيل المعنى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله - 00:26:42ضَ
من محبة المشركين لله ولكن المعنى الاول اولى. اشد حبا لله من محبة المشركين لالهتهم. وقيل اشد حبا لله من محبة لله نعم ولا شك ان الحب اذا كان لجهة واحدة - 00:27:11ضَ
كان امكن واقوى وقيل المعنى انهم يحبون الهتهم كحب المؤمنين لله والذين امنوا اشد حبا لله من الكفار لاندادهم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:27:34ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:27:58ضَ