Transcription
الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله يقول تعالى يا ادم - 00:00:00ضَ
فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار متفق عليه وقوله ما منكم من احد الا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان - 00:00:25ضَ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اثبات صفات الباري جل وعلا في كتابه العقيدة الواسطية بعد ما استدل بالايات القرآنية على اثبات صفات الله جل وعلا اورد - 00:00:54ضَ
ما تيسر من الاحاديث النبوية الصحيحة المتضمنة لاثبات صفات الله تبارك وتعالى والحديث السادس قبله تقدم خمسة احاديث في اثبات الصفات وهذا الحديث السادس في اثبات صفة الكلام وان الكلام - 00:01:25ضَ
كلام بصوت يقول رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم يقول الله اثبات القول لله جل وعلا يا ادم الذي هو ابو البشر وهو اعرف الناس - 00:01:58ضَ
بذريته لان النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماوات العلى مر على ادم عليه الصلاة والسلام في السماء الدنيا وسلم النبي صلى الله عليه وسلم عليه فرد ادم - 00:02:33ضَ
على النبي صلى الله عليه وسلم السلام قائلا مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح بصفة النبي صلى الله عليه وسلم واحد من ابناء ادم وحوله هذا هو الشاهد حول ادم اسوده على يمينه وعلى شماله - 00:03:01ضَ
فاذا نظر الى على يمينه ضحك وسرا واذا نظر الى من على شماله حزن وبكى وسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل ما هذه التي على يمينه وشماله وقال هؤلاء ذريته - 00:03:31ضَ
والذين على يمينه هم من سبقت لهم السعادة وهم اهل الجنة والذين على شماله هم من سبقت لهم الشقاوة وهم من اهل النار فهو يعرف ذريته يعرف ولده يخاطبه الله جل وعلا بقول يسمع - 00:03:59ضَ
يا ادم ويقول ادم لبيك وسعديك لبيك لبيك اجابة لندائك بعد اجابة. يعني اجابة لا تنقطع مستمر في الاجابة لا يتوقف وهذه تقدمت لنا في الحج لبيك وسعديك يعني اطلب السعادة منك فانت معطيها - 00:04:28ضَ
انا مني الاجابة ومنك يا ربي الاسعاد لي في الدنيا والاخرة والخطاب هذا في الاخرة يخاطبه الله جل وعلا يوم القيامة ويقول يا ادم فيقول ادم لبيك وسعديك وورد في رواية اخرى من روايات البخاري - 00:05:06ضَ
والخير بيديك والخير بيديك وهذا من حسن الادب مع الله جل وعلا والا فالخير والشر كله بيد الله تبارك وتعالى ولا خالق الا الله ولا موجد الا هو. فهو بيده الامور كلها - 00:05:33ضَ
لكن يحسن بمن يخاطب ربه جل وعلا تأدبا ان يضيف اليه الخير ولا يضيف اليه الشر على غرار قول الله جل وعلا عن ابراهيم على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام واذا مرضت - 00:06:01ضَ
فهو يشفين تأدبا مع الله ما قال واذا امرضني فهو يشفين. وانما قال واذا مرضت فهو يشفين. يعني اذا اصاب المرض فهو الشافي جل وعلا والخير بيديك وينادي اي الله جل وعلا - 00:06:22ضَ
بصوت يعني صوت يسمع يسمعه ادم ويجيب ويسمعه الناس ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار ان الله يأمرك هذا من تمام العظمة والكبرياء ان ان المعبر عن نفسه - 00:06:50ضَ
يعبر عنه بالغائب ان الله صاحب العظمة والكبرياء والملكوت يأمرك بكذا كما قال الله جل وعلا في كتابه العزيز ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها هذا امر من الله وعبر عنه بلفظ الغيبة ان الله يأمركم - 00:07:22ضَ
بخلاف قوله عن موسى عليه السلام ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فهذا منسوب الى موسى عليه السلام. الله جل وعلا يخبر ان موسى قال ان الله يأمركم ليس من هذا الباب - 00:08:00ضَ
وانما الذي من هذا الباب قول الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك هؤلاء الذي بين يديك لانه يراهم وبين يديه في عرصات القيامة - 00:08:14ضَ
بعثا الى النار الشاهد عندنا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقول يا ادم يقول الله تعالى يا ادم ان الله يأمرك اي ان الله جل وعلا يتكلم - 00:08:41ضَ
بكلام يسمعه ادم فيستجيب لنداء الله جل وعلا والله جل وعلا ينادى وينادي فهو ينادي من شاء من عباده ويخاطب من شاء من عباده كما جاء في الحديث الاخر ان الله جل وعلا اذا احب عبدا - 00:09:06ضَ
نادى جبريل ان الله يحب فلانا فاحبه من الذي ينادي؟ الله جل وعلا ينادي من؟ جبريل عليه السلام فيقول ان الله يحب فلانا فاحبه لا يحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه - 00:09:40ضَ
فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض توضع له المحبة في نفوس الناس من وصله معروفه ومن لم يصله ربما من عرفه ومن لم يعرفه الا باسمه يحبه - 00:10:06ضَ
يجد في نفسه ميل ومحبة الى فلان وكذلك العكس اذا ابغض الله عبدا نادى جبريل ان الله يبغض فلانا فابغضه. فيبغضه جبريل ثم ينادي جبريل ان الله يبغض فلانا فابغضوه فيبغضه اهل السماوات - 00:10:26ضَ
ثم يوضع له الكراهية والبغض في الارض والعياذ بالله يكون ممقوت عند الناس مبغض مكروه يكرهه من اساء اليه ومن لم يعرفه بشيء يجد من نفسه الميل الى كراهية فلان - 00:10:47ضَ
الشاهد المناداة وورد اثبات صفة الكلام لله تعالى في القرآن العزيز في ايات كثيرة وكلم الله موسى تقليما والله نادى ادم ورد في تمام الحديث عند البخاري وعند مسلم رحمة الله عليهما - 00:11:11ضَ
وما بعث النار فيقول الله له من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين وواحد الى الجنة فشق ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم افظل الامة قالوا واينا ذلك الواحد يا رسول الله - 00:11:44ضَ
تسع مئة وتسعة وتسعين الى النار وواحد الى الجنة اينا ذلك الواحد فظهر عليهم التأثر فهدأهم النبي صلى الله عليه وسلم وطمأنهم وقال من يأجوج ومأجوج تسعمئة وتسعة وتسعون في النار - 00:12:12ضَ
ومنكم واحد في الجنة وبين صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة انما هي في سائر الامم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالشعرة السوداء في جلد الثور الابيض - 00:12:38ضَ
يعني انتم قليل وكثرة الناس من قبلكم الكثير منهم الى النار لان يأجوج ومأجوج كفار وهم بينهم وبين الناس ردم فاذا شاء الله جل وعلا انطلاقهم انصدع هذا الرجم وخرجوا - 00:12:59ضَ
الناس ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم طمأن الصحابة وقال اني لارجو والله اني لارجو الله ان تكونوا ربع اهل الجنة يقول الصحابي فكبرنا وحمدنا الله ثم قال اني والله لارجو الله ان تكونوا ثلث اهل الجنة - 00:13:24ضَ
فكبر الصحابة وحمدوا الله ثم قال اني والله لارجو الله ان تكونوا ترى اهل الجنة يعني نصف اهل الجنة فكبر الصحابة وحمدوا الله والشاهد عندنا هو قوله يقول الله تعالى يا ادم ان الله ينادي - 00:13:55ضَ
بصوت وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الله يتكلم والكلام صفة تابعة لمشيئة الله جل وعلا تكلم ويتكلم متى شاء وكيفما شاء ولا يليق بنا ان نسأل عن كيفية الكلام - 00:14:18ضَ
المعنى واضح والكيفية مجهولة ولا يخطر على بالنا ان الله يتكلم بلسان وشفتين واسنان وغير ذلك مما هو من صفات البشر الله اعلم بالكيفية الله يتكلم وكلم الله موسى تكليما - 00:14:43ضَ
ولكن الكيفية مجهولة ولا نشغل أنفسنا ولا يجوز لنا ان نكيف او نقول كيف وانما نقول سمعنا و امنا بما جاء عن الله على مراد الله وامنا بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:12ضَ
حي عادي بصوت ومن المعلوم ان النداء لا يكون الا بصوت لان هناك نداء وهناك مناجاة المناجاة سرا قد لا يسمع لها صوت وحينما قال الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله اربنا قريب - 00:15:49ضَ
فنناجيه ام بعيد فنناديه نداء النداء للبعيد فانزل الله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون الحديث السابع - 00:16:16ضَ
في اثبات الكلام ايضا قوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجما ما منكم ليس المراد الصحابة ولا المراد المسلمون ما منكم يعني ما من العباد - 00:17:04ضَ
ما منكم من احد هذه عامة لجميع الثقلين الجن والانس والله اعلم. اما الانس فهي ثابتة بان الله جل وعلا سيخاطب كل واحد وليس هذا الخطاب خطاب رحمة ولطف ويكون منافيا لقوله تعالى لا يكلمهم الله لا هذه تكليم حساب - 00:17:33ضَ
ومناقشة في الاعمال التي قدموها فمن قدم خيرا يبشر بالسعادة ومن قدم غير ذلك فان الله يأمر به الى النار والعياذ بالله ما منكم من احد يعني ما من احد من - 00:18:06ضَ
الناس الا سيكلمها الله ليس بينه وبين الله ترجمان. يعني ما يكون بين الله وبين مخاطبة المخلوق هذا واسطة الله يخاطبه مباشرة الترجمان هو الذي يسمع من المتكلم ويلقي الكلام على المتكلم معه باللغة - 00:18:33ضَ
التي يفهمها الترجمان يكون بين متحدثين لا لا يفهم احدهما ولا يعلم لغة الاخر ويكون بينهما ترجمان يسمع من هذا ما يقول ثم يلقيه على الاخر باللغة التي يعرفها. ثم يسمع الجواب من الاخر - 00:19:02ضَ
بلغته ثم يلقيه على صاحبه الاول بلغته التي يفهمها. هذا الترجمان يعني لا يكون بينكم وبين الله ملك من الملائكة او مترجم يسمع منكم ويلقي لله جل وعلا وانما الله جل وعلا يخاطب العبد مبال - 00:19:27ضَ
مباشرة وهذه مخاطبة حساب ونقاش للاعمال المرء يتخوف ان يفتضح في عرصات القيامة اذا لم يسر الله جل وعلا عليه يفتضح لان الله يعلم السر واخفى ويقال له عملت كذا كذا وكذا - 00:19:49ضَ
ومن العباد من يرخي الله جل وعلا عليه كنفه وستره فيقرره بذنوبه ثم يقول له غفرت اه لك في الدنيا ولا يعاقب عليها في الاخرة. ومن العباد من يفتظح امام الملأ - 00:20:17ضَ
وكما ورد ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان وقول الله جل وعلا واما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتاب - 00:20:37ضَ
اما هو وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وفي هذا هذين الحديثين اثبات صفة الكلام لله جل وعلا بصوت خلافا للمبتدعة ينفون الكلام او ينفون الصوت عن الله جل وعلا. او يقولون هو معنى في ذات الله جل وعلا - 00:20:58ضَ
ويعبر عنه معبر غير الله. تعالى الله قال الشارح رحمه الله قوله يقول تعالى يا ادم الى اخره في هذين الحديثين اثبات القول والنداء والتكليم لله عز وجل وقد سبق ان بينا مذهب اهل السنة والجماعة في ذلك - 00:21:28ضَ
وانهم يؤمنون بان هذه الصفات افعال له سبحانه تابعة لمشيئته وحكمته. تابعة لمشيئته ليس معنى هذا انه دائما وابدا يتكلم متى شاء تكلم جل وعلا نعم ويقول ونادى وينادي وكلم ويكلم وان قوله ونداءه وتكليمه انما - 00:21:59ضَ
تكون بحروف واصوات يسمعها من يناديه ويكلمه وفي هذا رد على الاشاعرة في قولهم ان كلامه قديم وانه بلا حرف ولا صوت وقد دل الحديث الثاني على انه سبحانه سيكلم جميع عباده بلا واسطة - 00:22:27ضَ
وهذا تكليم عام لانه تكليم محاسبة فهو يشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر ولا ينافيه قوله تعالى ولا يكلم الله لان المنفية هنا هو التكليم بما يسر المكلم وهو تكليم خاص ويقابله تكليمه سبحانه لاهل الجنة تكليم محبة ورضوان واحسان - 00:22:49ضَ
الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:18ضَ