العقيدة الواسطية

العقيدة الواسطية | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 73- وسطية أهل السنة والجماعة 4

عبدالرحمن العجلان

نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم وهم وسط - 00:00:00ضَ

في باب افعال الله وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم قول المؤلف رحمه الله تعالى وهم اي اهل السنة والجماعة الاخذون في كتاب الله جل وعلا - 00:00:33ضَ

وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما ورد فيهما امنوا به ولم يأتوا بشيء لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم وسط في باب افعال الله - 00:01:05ضَ

بين الجبرية والقدرية وسط بين طائفتين ضالتين الطائفة الاولى احداهما الجبرية والثانية القدرية وهم على طرفي نقيظ الجبرية قالوا الفعل فعل الله جل وعلا وحده والعبد لا اختيار له ولا ارادة - 00:01:30ضَ

وانما هو مجبر على فعله. سموا جبرية العبد مجبر على فعله هذا ومثلوه في السعفة ونحوها في مهب الريح تصرفها الريح يمينا وشمالا وهؤلاء ظلوا عن الصراط المستقيم كيف يعذب الله جل وعلا عبدا - 00:02:06ضَ

لم يفعل وانما هو سبحانه وتعالى الفاعل وحده ولا اختيار للعبد القدرية سنعود الى هذا القدرية قالوا الفعل فعل العبد وحده والله جل وعلا لا ارادة له ولا مشيئة له في فعل العبد حتى يفعله - 00:02:53ضَ

فالعبد هو الفاعل والله جل وعلا يكتب عليه فعله والله جل وعلا لا مشيئة له ولا ارادة وقد لا يعلم فعل العبد حتى يفعله تعالى الله وكل طائفة من هاتين الطائفتين - 00:03:37ضَ

معها حسن ومعها قبيح ما يقال كل قولها قبيح ولا يقال كل قولها حسن اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية اخذوا الحسنة من كل فرقة من الفرقتين ورموا بالقبيح عرض الحائط - 00:04:08ضَ

فخرجوا بالمذهب الصحيح الذي عليه الكتاب والسنة كيف هذا الجبرية ما هو الشيء الحسن الذي عندهم نعم انهم لم يثبتوا مع الله خالق قالوا الخلق خلق الله والارادة ارادة الله - 00:04:39ضَ

والتدبير تدبير الله نقف الى على هذا هذا حسن لكنهم تجاوزوا الحسن وقالوا العبد لا اختيار له. ولا ارادة له ولا مشيئة له اولئك القدرية قالوا الفعل فعل العبد وحده - 00:05:08ضَ

قالوا الفعل باختيار العبد وبارادة العبد وبمشيئة العبد باختياره ما اجبر. نقول هذا حسن نحن معكم في هذا الذي يقوم يصلي يقوم يصلي باختياره والذي يرفض يرفض باختياره والقبيح ينفون - 00:05:58ضَ

مشيئة الله وارادة الله في هذا الجبرية قالوا الفعل فعل الله نقول حسن والعبد لا اختيار له ولا مشيئة له ولا ارادة مجبر على الخير مجبر على الشر نقول لا هذا قبيح - 00:06:35ضَ

العبد له عقل وله فكر وله اختيار القدرية نفاة القدر قالوا العبد مختار وشاء واراد وفعل باختياره نقول هذا حسن ونفوا ان يهتكون ارادة العبد ومشيئته واختياره تابعة لمشيئة الله. قالوا الله - 00:07:01ضَ

تعالى وتقدس عما يقول لا يعلم عن فعل العبد حتى يفعله ولا ارادة له ولا مشيئة له في فعل العبد نقول لا وكلا الطائفتين ترد عليها ايات القرآن واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:30ضَ

اهل السنة والجماعة قالوا العبد له اختيار وله مشيئة وله ارادة يعني تصرف وهي تابعة لمشيئة الله جل وعلا وارادته وتقديره وقد يحب جل وعلا فعل العبد وقد يكرهه وهو بمشيئته وارادته - 00:07:57ضَ

يحبه اذا فعل الطاعة ويكرهه اذا فعل الكفر الجبرية اسمهم من معتقدهم هذا انهم يقولون العبد مجبر على الفعل وهذا الواقع والحس يكذب هذا هل العبد حينما يقوم يصلي يساق الى الصلاة يجبر - 00:08:41ضَ

باختياره وقد يقوم واخر بجواره يرفض العبد له اختيار العبد حينما يتصدق ويعطي اختياره العبد حينما يقدم على القتل او سفك الدماء او شرب الخمر او الزنا اختياره مختار يريد هذا الشيء - 00:09:22ضَ

فليس مجبرا على افعاله وافعاله هذه يعلمها الله جل وعلا ازلا قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء كما جاء في الحديث الصحيح يعلمها الله - 00:10:02ضَ

وقدرها وشاءها ارادة كونية قدرية قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والعبد مختار لهذا الفعل مجبر القدرية نفاة القدر قالوا العبد هو المختار عكس اولئك قالوا العبد مختار - 00:10:21ضَ

ومريد وشاء هذا الفعل والله جل وعلا قد يقول بعضهم ما يعلم عما سيعمله العبد الا اذا عمله. تعالى الله واهل السنة والجماعة يقولون العبد مختار هذا الشق الاول من اقوال - 00:10:53ضَ

القدرية العبد مختار ومريد عكس ما تقوله الجبرية وارادته ومشيئته تابعة لمشيئة الله جل وعلا عكس ما تقوله القدرية وموافق الشق الاول من قول الجبرية ان الفاعل هو الله وحده - 00:11:28ضَ

والعبد اختار هذا الفعل وعمله قد يقول قائل مثلا اذا كان الله قد شاء له هذا الفعل واراده فكيف يعذب عليه يقول الله جل وعلا امتحن العباد واقام الحجة عليهم - 00:12:03ضَ

بين لهم طريق الخير وطريق الشر وقال اذا سلكت ايها العبد هذا الطريق يوصلك الى الجنة واذا سلكت هذا الطريق يوصلك الى النار واعطاه الله جل وعلا الادلة والبراهين والعقل - 00:12:48ضَ

وجعل له اختيار فاختار طريق الشر وسلكه هل ظلمه الله جل وعلا ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون القدرية اساءوا في انهم اوجدوا فاعلا وخالقا مع الله. ولذا سموا مجوس هذه الامة - 00:13:10ضَ

لان المجوس السابقين اثبتوا خالقين مجوس قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم امة من الامم السابقة خالق الخير وهو النور عندهم وخالق الشر وهو الظلمة عندهم القدرية نفاة القدر - 00:13:43ضَ

قالوا العبد يخلق فعله اثبتوا خالق مع الله تعالى فسموا مجوس هذه الامة كما ورد في الاحاديث لانهم اثبتوا خالقا مع الله لا تابعا لما اراده الله جل وعلا وانما قالوا مستقل - 00:14:23ضَ

يخلق فعله فاذا خلق فعله الله جل وعلا اثابه على هذا وعاقبه على هذا. والله جل وعلا لا ارادة له في فعل العبد ولا امر ولا لا ارادة له ولا يعني تعبير سيء كأنه يقولون لا قدرة له - 00:14:56ضَ

على ان ان يكون العبد كذا او يكون كذا وانما العبد هو الذي يصير فنفوا ارادة الله جل وعلا ومشيئته عما يفعله العباد وهؤلاء هم القدرية الى المعتزلة ونحوهم والمعتزلة سموا بهذا الاسم لانهم اعتزلوا - 00:15:18ضَ

مجلس الحسن البصري رحمه الله خالفوه واصل ابن عطاء وعمرو بن عبيد كانوا من تلامذة الحسن لكنهم شذوا وخرجوا عن مذهبه فاعتزلوا وطردا الحسن البصري رحمه الله واصل ابن عطاء - 00:15:51ضَ

وانتهى ناحية فسماهم قتادة ونحوهم من السلف من التابعين قالوا هؤلاء معتزلة ومن ضرائب ما جاء عنهم ان اعرابي وقف على حلقة فيها عمرو بن عبيد عمرو بن عبيد من حيث العبادة والزهد - 00:16:14ضَ

اية في هذا لكنه زاغ في الاخير فوقف على هذه الحلقة وهو في المسجد فقال لهم ان ناقتي سرقت ادعو الله لي ان يردها اعرابي ما عنده علم فرفع عمرو بن عبيد يده - 00:16:47ضَ

والحاضرون معه قال اللهم انها سرقت ناقته ولم ترد ذلك فردها عليه فقال لا حاجة لي في دعائك اسكت اللهم انها سرقت ناقته ولم ترد ذلك فردها عليه فقال لا حاجة لي في دعائك - 00:17:15ضَ

قال ولم قال ما دام انها سرقت بدون ارادته يخشى ان يريد ردها ولا يستطيع. لا حاجة لي في دعائك. انا ادعو ربي ولم ترد سرقتها عمرو بن عبيد من الذين ينفون - 00:17:42ضَ

يعني تصرف العبد يجعلونه له وخارج عن ارادة الله والسرقة هذي يقول انها سرقت خارجة عن ارادة الله ما اراد الله السرقة وهو يسأل الله ان يردها عليه يقول انها سرقت ولم ترد سرقتها - 00:18:04ضَ

وردها اليه قال لا حاجة لي في دعائك قال ولما قال لانها لانك تقول ولم ترد سرقت وهو لا يريد ذلك اخشى ان يريد ردها ولا يستطيع يعني انتقد عليه الاعرابي هذا بوجود خالق غير الله وبوجود ارادة غالبة على ارادة الله - 00:18:24ضَ

لان العبد اراد السرقة والله ما اراد السرقة معناه غلبة ارادة العبد ارادة الله تعالى الله فهم وسط في باب افعال الله. يعني نسبة الفعل الى الله بين الجبرية الذين يثبتون فعل الله لكن ينفون اختيار العبد ومشيئته - 00:18:48ضَ

وبين القدرية الذين يثبتون فعل العبد وينفون ارادة الله ومشيئته واهل السنة والجماعة اثبتوا للعبد ارادة ومشيئة وفعل وكلها تابعة لمشيئة الله جل وعلا وارادته فلا يوجد في الكون ما لا يريده الله - 00:19:17ضَ

نعم قال الشارح قوله وهم وسط الى اخره قال الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز بن مانع في تعليقه على هذه العبادة ما نصه اعلم ان الناس اختلفوا في افعال العباد هل هي مقدورة للرب ام لا - 00:19:47ضَ

فقال جهم واتباعه قال الناس اختلفوا في كتب الفقه يقول اختلف الفقهاء او اختلف العلماء وفي كتب الحديث كذلك لكن في كتب العقيدة يقول اختلف الناس لان من الناس ممن يقول هذا القول - 00:20:14ضَ

من هو كافر؟ ما يصلح ان يقال انه من العلماء او من المسلمين لكن بدون تخصيص احد بعينه حتى تقام عليه الحجة ولهذا كثيرا ما تجد في كتب العقائد وكتب التوحيد يقول اختلف الناس - 00:20:39ضَ

اختلف الناس ليشمل المسلم والكافر نعم وقال جهم واتباعه وهم الجبرية. جهل الجهل ابن صفوان نعم ان ذلك الفعل مقدور للرب لا للعبد وكذلك قال الاشعري واتباعه ان المؤثر في المقدور قدرة الرب دون قدرة العبد - 00:20:58ضَ

يعني ان الفعل فعل الرب نعم والعبد لا اختيار له انهم كانوا قالوا جبرية مجبر العبد مجبر نعم وقال جمهور المعتزلة وهم القدرية اي نفاة القدر ان الرب لا يقدر على عين مقدور العبد - 00:21:28ضَ

واختلفوا هل يقدر على مثل مقدوره؟ ربنا لا يقدر على عين مقدور العبد يعني العبد هو الذي يفعل فعله. نعم واختلفوا هل يقدر على مثل مقدوره واثبته البصريون كابي علي وابي هاشم - 00:21:49ضَ

ونفاه الكعبي واتباعه البغداديون وقال اهل الحق افعال العباد بها صاروا مطيعين وعصاة وهي مخلوقة لله والحق سبحانه منفرد بخلقه المخلوقات لا خالق لها سواه وقال اهل الحق اهل السنة والجماعة - 00:22:10ضَ

والجبرية غلو في اثبات القدر فنفوا فعل العبد اصلا قال العبد مجبر القدرية نفاة غلوا في اثبات القدر فعل العبد اصلا. يعني قالوا العبد مو جبر ما له اختيار ولا ارادة؟ نعم - 00:22:32ضَ

والمعتزل والمعتزلات نفاة القدر اجعلوا العباد خالقين مع الله. ولهذا كانوا مجوس هذه الامة وهدى الله المؤمنين اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم - 00:22:56ضَ

وقالوا العباد فاعلون والله خالقهم وخالق افعالهم كما قال خالقهم وخالق افعالهم المباشر فعل العبد والله جل وعلا خالقه وخالق فعله كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون وانما نقلنا هذه العبارة بنفسها لانها تخليص جيد لمذاهب المتكلمين في القدر وافعال العباد - 00:23:16ضَ

اورد بعض العلماء رحمهم الله هذا الاشكال قال قد تكون كيف تكون خلقا لله وهي فعل الانسان كيف تكون خلقا لله مثل الاشياء المحرمة والقبيحة كيف تكون فعل خلق لله والانسان هو اللي فاعلها هو اللي فعلها - 00:23:52ضَ

والجواب ان افعال العبد صدرت بارادته بارادة وقدرة من الله جل وعلا والذي يعني ان افعال العبد صدرت منه باختياره وقدرته وتصرفه والله جل وعلا هو الذي خلق فيه الارادة والقدرة - 00:24:22ضَ

والله جل وعلا خالق الارادة والقدرة والعبد خلق وفعل ما فعل ففعل العبد فعل ينسب اليه ويثاب عليه ان كان خيرا ويعاقب عليه ان كان شرا. والله جل وعلا هو خالق ارادته وقوته وقدرته - 00:24:52ضَ

على هذا الفعل والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:12ضَ