Transcription
وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه - 00:00:00ضَ
وكانوا اكثر من الف واربعمائة بركة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يتحدث عن اعتقاد اهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم الكلام على ان افضل هذه الامة - 00:00:21ضَ
بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق اهو افضل الامة بعد نبيها وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وصاحبه في الهجرة وخليفته على امته من بعده رضي الله عنه - 00:00:57ضَ
والصحابة رضي الله عنهم عموما يعترفون بهذا ويؤمنون به فعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال هذا على منبر الكوفة حينما سئل هو عوهو على المنبر من افضل هذه الامة - 00:01:28ضَ
قال ابو بكر الصديق قيل ثم من؟ قال عمر وسأله ابنه رضي الله عنه ورحمه من افضل هذه الامة قال ابو بكر الصديق قال ثم من قال عمر قال الابن ثم انت - 00:01:57ضَ
قال انما انا فرد من افراد المسلمين. رضي الله عنه وارضاه يقول خشي يقول الابن خشيت ان يقول عثمان فقلت ثم انت فقال انما انا فرد من افراد المسلمين. رضي الله عنهم جميعا وارضاهم - 00:02:29ضَ
هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترفون بالفضل لمن فضله الله جل وعلا وفظله رسوله صلى الله عليه وسلم وان افضل الصحابة اهل بدر يؤمنون اي صححها اهل السنة والجماعة - 00:02:53ضَ
بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم لموقفهم العظيم مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم الخلفاء الاربعة من اهل بدر الثلاث مئة وبضعة عشر - 00:03:26ضَ
منهم الخلفاء رضي الله عنهم وارضاهم فهم افضل الصحابة رضي الله عنهم وسمى الله جل وعلا يوم بدر يوم الفرقان الذي فرق الله جل وعلا به بين الحق والباطل اظهر الله الحق - 00:03:59ضَ
ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وارضاهم وخذل المشركين ودحرهم واخزاهم وحصل منه فيهم القتل العظيم الذي سيأتي بيانه وموقعة بدر بدر معروفة بين مكة والمدينة - 00:04:28ضَ
بلدة معروفة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة وفي شهر رمضان المبارك علم صلى الله عليه وسلم ان عيرا لقريش بقيادة ابي سفيان قدمت من الشام - 00:05:04ضَ
الى مكة وسيكون مرورها قريبا من المدينة فانتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة ولم يلزمهم لانه خرج صلى الله عليه وسلم لملاقاة هذه العير فلم يخرج لملاقاة جيش حتى يستعد - 00:05:37ضَ
ويخرج بالمسلمين معه وانما انتدب من خف ولم يعزم عليهم صلى الله عليه وسلم وخروجه صلى الله عليه وسلم لعير قريش لان قريش اخرجت النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم المهاجرين - 00:06:10ضَ
من وطنهم وبلدهم مكة وسلبوا اموالهم واذوهم في دينهم احب صلى الله عليه وسلم ان ينتقم للمسلمين منهم فخرج معه صلى الله عليه وسلم كما ذكر المؤلف رحمه الله ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا - 00:06:40ضَ
معهم سبعون بعيرا الثلاثة يعتقدون بعير والاربعة يعتقدون بعير وفرسان وكانوا في قلة من الزاد وقلة من العتاد وما خرجوا لقتال وانما خرجوا للاعتراظ للعير فعلم ابو سفيان وكان على رأس العير - 00:07:12ضَ
بخروج النبي صلى الله عليه وسلم لملاقاتهم فاخذ بالعرق جانب الساحل وابعد عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وارسل رسولا يستنفر قريش لنجدة العير ومناصرتها ثم ان ابا سفيان - 00:07:46ضَ
ذهب بالعير وابعد عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ولما علم انه احرز العير ارسل كفار قريش بعدما خرجوا لان عيركم التي خرجتم لمناصرهاتها قد سلمت واحسنت اعود - 00:08:16ضَ
فتشاور كفار قريش ورغب الكثير منهم بالعودة قالوا خرجنا مناصرة العير وقد سلمت العير سنعود فابى ابو جهل لعنه الله بحكمة يريدها الله جل وعلا بمصرعه اللعين وقال والله لا نرجع - 00:08:43ضَ
حتى نريد بدر وننحر الجزر ونشرب الخمر وتغني علينا القيام الرقيقات وتسمع بنا العرب فلا تزال تهابنا كبرياء وغطرسة وتجبر على الحق جل وعلا ما وردوا ماء بدر وكان حتفهم هناك والحمد لله على ذلك - 00:09:12ضَ
علم النبي صلى الله عليه وسلم ان ابا سفيان ذهب بالعير وابعد وان قريش خرجت استشار الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وكان عليه الصلاة والسلام كثير الاستشارة للصحابة ليشرع للامة وهو يأتيه الوحي من السماء عليه الصلاة والسلام - 00:09:54ضَ
ومعصوم من الزلل والخطأ فاشار المهاجرون في ملاقاة الجيش والتقدم للقتال واعاد صلى الله عليه وسلم الاستشارة اكثر من مرة يقول ايها الناس اشيروا علي يحب صلى الله عليه وسلم ان يتكلم احد من الانصار - 00:10:23ضَ
لان الاتفاق بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم على انهم يناصرون الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ويمنعون عنه الاعداء في المدينة وما كان الاتفاق معه على انهم يخرجون للقتال - 00:10:55ضَ
فاشار الانصار رضي الله عنهم وارضاهم بطلاقة ووضوح بانك يا رسول الله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك. وما تخلف منا رجل واحد فسر عليه الصلاة والسلام وتقدم الى بدر - 00:11:19ضَ
والتقى الجيشان صبيحة يوم الجمعة اليوم السابع عشر من رمضان فاعز الله جل وعلا رسوله والمؤمنين واهلك الكفار ومن معهم وقتل من صناديدهم ومن رؤسائهم ومن عامتهم سبعون في ذلك اليوم - 00:11:40ضَ
واسر سبعون الاسر والقيد وممن قتل ابو جهل الذي حلف الا يرجع حتى يصل بدر ويعمل ما يعمل فيها وكان حتفه واهلكه الله واهلك من معه من صناديد الكفر وسمى الله جل وعلا هذا اليوم - 00:12:06ضَ
يوم الفرقان اليوم السابع عشر من رمضان فرق الله جل وعلا به بين الحق والباطل حينما تقابلت الفئتان وهي غير متكافئتين قريش معهم العدد الكثير والعدة والزاد والقوة والنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه - 00:12:42ضَ
اقل عددا واقل عدة وما خرجوا لقتال وانما خرجوا لاعتراظ العير ولكن الله جل وعلا اوحى الى انبيائه ان ثبتوا الذين امنوا في قلوب الى ملائكته ان ثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين - 00:13:15ضَ
اذا كفروا الرعب اوحى الله جل وعلا الايات التي في سورة الانفال اكثرها تتحدث عن موقعة بدر اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق - 00:13:39ضَ
واضربوا منهم كل بنان. ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب عليكم فالوقوه ان للكافرين عذاب النار ثم ان الله جل وعلا قيد رسوله - 00:14:15ضَ
واظهر دينه واعلى كلمته وثبت المؤمنين على القتال وهم لم يستعدوا ومن عجائب ما رؤي يوم بدر ان الصحابي يقول للنبي صلى الله عليه وسلم اني كنت متوجه الى الكافر - 00:14:47ضَ
اريده فيسقط قبل ان اصل اليه وتفانى الصحابة رضي الله عنهم في هذا شعارهم وصغارهم حتى شبابهم يقول عبد الرحمن بن عوف جاء شاب على يميني فقال يا عم تعرف ابا جهل؟ قال نعم. قال ارني اياه - 00:15:08ضَ
قلت وما تريده وما تريد منه؟ قال اريد ان اراني الله اياه لن اتجاوز حتى يموت الاول منا فالتفتوا شمالا فاذا شاب اخر يسأل نفس السؤال وما قصدكم من ابي جهل؟ قالوا انه حاد الله ورسوله - 00:15:34ضَ
نذروا انفسهم لمناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قلت هو ذا فتسارع اليه الشابان وضرباه ضربة واحدة نهايته ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بصناديدهم وكبرائهم المقتولين ان يلقوا في قليب من قلوب بدر - 00:15:56ضَ
منتنة خبيثة القوا فيها وبعد ثلاثة ايام جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووقف على القليب على ناقته وقال يا فلان يا فلان يا فلان يناديهم باسمائهم واسماء ابائهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فاني وجدت ما وعدني ربي حقا او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:16:30ضَ
قال الصحابة يا رسول الله ما تكلم اناسا جيفوا جيف ماتوا من ثلاثة ايام جيف قال والله ما انتم باسمع لما اقول منهم لكنهم لا يستطيعون جوابا ما يقدرون يجيبون ولا يسمعون - 00:17:03ضَ
فهم قد وجدوا العذاب في الدنيا وفي الاخرة اشد يقول الله جل وعلا ذلكم فذوقوه وان للكافرين عذاب النار فاهل بدر هؤلاء هم من خيار الصحابة رضي الله عنهم وهم من فضلائهم - 00:17:44ضَ
ويفظلهم اهل السنة والجماعة على غيرهم رظي الله عنهم واخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح ان الله جل وعلا اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - 00:18:15ضَ
وبهذا يظهر ان اهل بدر مغفور لهم كلهم ان حصل من احد منهم شيئا فهو مغفور له وهم ليسوا بمعصومين لكن الله جل وعلا غفر لهم واهل السنة والجماعة يؤمنون بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:47ضَ
لان الله جل وعلا لا يدخل احدا ممن بايع تحت الشجرة النار وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة والشجرة هذه في الحديبية على الحد الفاصل بين الحرم والحل - 00:19:30ضَ
وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء في السنة السادسة من الهجرة معتمرا واحرم عليه الصلاة والسلام وساق الهدي وتوجه الى مكة محرمة فلما وصل الحديبية واراد صلى الله عليه وسلم - 00:20:01ضَ
التقدم توقفت القسوة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة يريدها الله وقال الناس خلأت القسوة يعني ضعفت او تلكأت وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلعت القسوة وليس ذلك لها بخلق - 00:20:33ضَ
ولكن حبسها حابس الفيل وتحمست قريش لصد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول الى مكة حتى وان كان محرما وقد ساق الهدي فلما رأى صلى الله عليه وسلم ما رأى من القسوة قال والله ما يسألوني شيئا - 00:21:02ضَ
يعظمون به البيت الا اجبتهم اليه تعظيم البيت حق على كل مسلم فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى كفار قريش بانه جاء معتمر ومحرم وقد ساق الهدي ولا يريد قتالا فخلوا بينه وبين بيت الله يؤدي عمرته ويعود - 00:21:29ضَ
وارسل صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه لان له قوم في مكة يناصرونه ويمنعون عنه فدخل عليهم عثمان رضي الله عنه مرسلا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:04ضَ
واخبر كفار قريش بهدف النبي صلى الله عليه وسلم وهو العمرة وكان محرما وقد ساق الهدي وليس من حقكم ان تمنعوه جاء لتعظيم بيت الله وانتم تزعمون انكم معظمون لبيت الله - 00:22:28ضَ
وجاء محرما وساق الهدي وفي ذاك الوقت لا يمنع من البيت احد الكفار يحجونه ويعتمرونه وقالوا والله لا يدخل علينا عنه هكذا وقال له قوم اعوان قرابته قرابة عثمان قالوا له ان احببت ان تطوف بالبيت فطف - 00:22:44ضَ
نحن ندافع عنك. قال لا والله لا اطوف حتى يطوف رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأخر رضي الله عنه في مكة ولم يطف بالبيت فاشيع بان كفار قريش قتلوا عثمان - 00:23:18ضَ
والعرف السائد في الجاهلية والاسلام على ان الرسل لا تقتل ايا كان الرسول لا يقتل واشيع ان عثمان قتل وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فانتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة للبيعة على قتال الكفار حتى الموت - 00:23:43ضَ
وتسارع الصحابة رضي الله عنهم كلهم وكانوا في حدود الف واربع مئة على البيعة وجلس النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يستظل بها ويبايع الناس فلما انتهوا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:24:16ضَ
بيده اليمنى عن عثمان رضي الله عنه وقال هذه عن عثمان اهو مبايع مع بيعة الصحابة رضي الله عنهم بعد هذا جاء عثمان رضي الله عنه عرف انه لم يقتل - 00:24:45ضَ
وارسلت قريش سفراء يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم وكلها تعود بلا نتيجة لانهم متعنتون معاندون ثم ان قريش ارسلت سهيل بن عمرو فلما اقبل سهيل قال الصحابة رضي الله عنهم - 00:25:04ضَ
هذا سهيل بن عمرو وكان رسول المشركين قال النبي صلى الله عليه وسلم تفاؤلا وكان يحب الفأل سهل امركم عليه الصلاة والسلام من اسم سهيل والفعل يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويكره الطيرة والتشاؤم - 00:25:33ضَ
فجاء سهيل بن عمرو وحصل ابرام الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سهيل بن عمرو نيابة عن كفار قريش عن اهل مكة وابرم الصلح وفي ظاهره ان فيه غواضة على المسلمين - 00:25:59ضَ
ان في بعض الشروط ان من جاء مسلما من كفار قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم يرد ومن ارتد ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع الى مكة يقبل - 00:26:16ضَ
وفي الصلح بنود رأى عمر رضي الله عنه ان فيها غضاضة على المسلمين وما احب ان توقع وان يتفق عليها وانما احب ان يناجزوا لانهم معاندون والرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم واثقون بوعد الله وان الله سينصرهم - 00:26:39ضَ
لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى مناجستهم الان وابرم الصلح مع عدم رغبة بعض الصحابة رضي الله عنهم وحصل الاتفاق على ان يعود النبي صلى الله عليه وسلم تلك السنة. في السنة السادسة الى المدينة. ويأتي معتمرا بعد سنة في السنة - 00:27:08ضَ
وانزل الله جل وعلا على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا - 00:27:31ضَ
ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما وانزل الله جل وعلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدعو الله فوق ايديهم. فمن نكث فانما ينكث على نفسه. ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤذنه - 00:27:59ضَ
فيه اجرا عظيمة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتلا عليه الايات فقال افتح هذا يا رسول الله لانه رضي الله عنه كان يشعر بان فيهم في هذه الشروط غظاظة على المسلمين وما كان يعتبره فتح - 00:28:24ضَ
يرجع الرسول قبل ان يصل الى مكة ويتحلل في الحديبية وينحر الهدي في الحديبية ولا يتمكن من وصول بيت الله. وقد خرج من المدينة معتمرا فيمنع والله جل وعلا سماه فتح - 00:28:50ضَ
نعم هو فتح حقا تبين فيما بعد فاهل بيعة الرضوان هؤلاء هم من خيار الصحابة رضي الله عنهم ورظي الله عنهم في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة - 00:29:07ضَ
هذه شهادة ربانية وشهادة محمدية من النبي صلى الله عليه وسلم بان من بايع تحت الشجرة تلك البيعة لا يدخل النار والله جل وعلا يقول وهو احكم الحاكمين لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة - 00:29:38ضَ
جل وعلا ما يغضب عليهم لا يمكن ان يكون غضب بعد الرضا لان الله جل وعلا يعلم بما كان وبما سيكون وما يمكن ان يرضى عنهم اليوم ام ويغضب عنهم غدا جل وعلا - 00:30:03ضَ
فاهل السنة والجماعة يؤمنون ويصدقون بانه لن يدخل النار احد بايع تحت الشجرة مكافأة عظمى من الله جل وعلا لهم بهذا الرضا الذي سجله الله في كتابه بشر به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:29ضَ
وكانوا اكثر من الف واربع مئة الى الف واربع مئة الف وخمس مئة بينهما متى هذا؟ في السنة السادسة من الهجرة سماه الله جل وعلا فتح هذا الصلح اذا نظرنا الى عدد المسلمين في السنتين هاتين - 00:30:55ضَ
تبين انه فتح عظيم فحصيلة دعوة النبي صلى الله عليه حصيلتهم الف واربع مئة الف وخمس مئة جاء النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة في السنة الثامنة في شهر رمضان - 00:31:27ضَ
معه عشرة الاف في السنتين انظر الفرق هذا الفتح العظيم لان الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم انطلقوا الى الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الله والدعوة الى كلمة التوحيد - 00:31:51ضَ
مش شايف والسنان والبيان والحجة تسارع الناس في الدخول في دين الله دخلوا وكثروا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية الف واربع مئة الف وخمس مئة. معه في غزوة الفتح - 00:32:18ضَ
عشرة الاف وبينهما سنتان فقط والله جل وعلا كافأ اهلا هذه البيعة العظيمة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت وعلى الا يفروا ويقاتلوا كفار قريش حتى ينتصروا عليهم او يلحقوا بربهم - 00:32:38ضَ
رضي الله عنهم وارضاهم والله جل وعلا سجل لهم الرضا في كتابه العزيز والنبي صلى الله عليه وسلم بشر بانه لن يدخل النار احد بائع تحت الشجرة وهذه الشجرة كانت بالحديبية - 00:33:15ضَ
استظل بها النبي صلى الله عليه وسلم ويروى انهم عادوا في السنة الثانية فما اهتدوا الى تلك الشجرة. اخفاها الله ويروى ان انه في زمن عمر كان بعض الناس يأتون الى شجرة في الحديبية يصلون خلفها تحتها يظنون انها - 00:33:37ضَ
الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم تحتها فامر رضي الله عنه بقطعها حتى لا تعبد من دون الله ولا يظن بها البركة او يظن لها التميز بما لم يميزها الله جل وعلا به - 00:34:01ضَ
فلا يجوز لمسلم ان يعتقد في بقعة الا ما ثبت النص بتفضيله كالمشاعر المقدسة وكالكعبة والحجر الاسود والحرم والمسجد الحرام التي فضلها الله جل وعلا. واما ما عداها والمسجد النبوي. واما ما عداها فلا فضيلة لبقعة على بقعة - 00:34:22ضَ
ولا حرم في الدنيا سوى المسجد الحرام والمدينة حرم المدينة فقط وقول بعض الناس عن المسجد الاقصى خلصه الله من ايدي اليهود لانه ثالث الحرمين لا هو ثالث المسجدين المفظلين. نعم - 00:34:49ضَ
هو ثالث المساجد لكنه ليس بثالث الحرمين فليس هناك حرم وانما فيه المسجد المفضل فصلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة فيما سواه وصلاة في المسجد النبوي بالف صلاة فيما سواه. وصلاة في المسجد الاقصى خلصه الله من ايدي اليهود - 00:35:13ضَ
بخمس مئة صلاة فيما سواه الا المسجدين ولا حرم ثالث سوى الحرم المكي والحرم المدني فقط فاهل السنة والجماعة ينزلون الصحابة رضي الله عنهم منازلهم بالفظل حسب ما انزلهم الله جل وعلا وبين ذلك رسوله صلى الله - 00:35:37ضَ
الله عليه وسلم فلا يغلون ولا يجفون وهم وسط بين فرق ظالة فرق غلت وتجاوزت الحد فهلكت وفرق جفت فتجاوزت الحد فهلكته واهل السنة والجماعة وسط بين الطائفتين الظالتين يحبون اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم وينزلونهم منازلهم ويترضون عنهم ويعترفون - 00:36:03ضَ
فضلهم على سائر الامة كما فضلهم الله جل وعلا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله خير القرون قرني فلا شك ان خير القرون من ادم عليه السلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها خير القرون هم صحابة رسول - 00:36:48ضَ
الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فالتابعون افضل ممن بعدهم. وتابعوا التابعين افضل ممن بعدهم. ثم الناس - 00:37:10ضَ
ولا يمنع ان يكون ممن جاء بعد التابعين من هو مثلا افضل من بعد افراد من بعض افراد التابعين وانما على سبيل العموم فيقال التابعون افضل ممن بعدهم وهكذا فهذه عقيدة اهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان افظلهم الخلفاء الاربعين - 00:37:28ضَ
وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وارضاهم والعشرة المبشرون بالجنة سيأتي بيانهم ان شاء الله. ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له بالجنة. كما شهد عليه الصلاة - 00:38:00ضَ
والسلام واما قوله ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر الى اخره فقد ورد ان عمر رضي الله عنه لما اراد قتل حاطب ابن ابي بلتعة وكان قد شهد بدرا لكتابته كتابا الى قريش - 00:38:22ضَ
يخبرهم فيه بمسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وما رضي الله عنه احد الصحابة ممن شهد بدر رضي الله عنه ولما توجه النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة - 00:38:47ضَ
جعل الله جل وعلا ان يعمي العيون عيون كفار قريش عن مخرجه حتى لا يعلموا به حتى يداهمهم. لانهم نقضوا العهد الذي ابرم في صلح الحديبية فخرج صلى الله عليه وسلم لقتالهم - 00:39:10ضَ
ثمان حاطب رضي الله عنه كتب ورقة لكفار قريش بان الرسول صلى الله عليه وسلم قد توجه اليكم وهذه لا شك كبيرة من كبائر الذنوب وعظيمة وانا كما قلت سابقا هم ليسوا بمعصومين رضي الله عنهم - 00:39:32ضَ
العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن عاداه يخطئ ويصيب لكن خطأهم مغفور فهو اخطأ رضي الله عنه في هذا وارسله مع امرأة ولفت عليه شعرها لتذهب به لكفار قريش - 00:39:55ضَ
فجاء الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم من السماء فارسل رجلين الى هذه المرأة احدهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه واخبرهم بانهم يجدون هذه الظعينة التي هي المرأة في مكان كذا ومعها خطاب - 00:40:19ضَ
كفار قريش فاتوني به فذهبوا اليها وقالوا اخرجوا الخطاب قالت ما معي خطاب وليس معي شيء الحوا عليها ارغموها اكدوا عليها ابد اصرت قال علي رضي الله عنه والله لا نرجع - 00:40:40ضَ
وما كذبنا وما كذبنا اما ان تخرجيه واما ان نجردك والامر اليك اما ان تخرج الخطاب واما ان نجردك من ثيابك حتى يتبين لنا الامر ما كذبنا ولا كذبنا فلما رأت الجد وانهم لابد - 00:41:00ضَ
ان تخرج الكتاب او يجردوها فلت شعارها واخرجته من ثنايا شعرها واذا فيه من حاطب ابن ابي بلتعة الى بعض كفار قريش ان محمدا صلى الله عليه وسلم توجه اليكم - 00:41:25ضَ
فقرأ انه قرأ الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا حاطب وقال ما هذا يا حاطب كيف تكتب فاقسم رضي الله عنه بانه لا خيانة ولا نفاق ولا كفر - 00:41:47ضَ
وانما قال من معك لهم اناس من كفار قريش يدافعون عنهم وانا ملصق فيهم ما معي احد وليس لي احد. فاردت ان اضع لي يد عندك انفار قريش فتقدم عمر رضي الله عنه القوي في الحق - 00:42:05ضَ
الصلب قال يا رسول الله دعني اضرب عنقه فقد خان الله ورسوله منافق استأذن رضي الله عنه ان يضرب عنق حاطب هذا الخطاب ولا شك ان هذا الخطاب خطأ وكبيرة من كبائر الذنوب وخيانة - 00:42:30ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم بالامة مهلا يا عمر ان حاطب شهد بدر قال وما ومع شهوده بدر بدر لكن تراجع قال وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. هذا وعد كريم من الله - 00:42:56ضَ
الله جل وعلا بالمغفرة لمن شهد بدرا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - 00:43:27ضَ
واما قوله وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة الى اخره فلاخباره صلى الله عليه وسلم بذلك ولقوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة الاية - 00:43:52ضَ
فهذا الرضا مانع من ارادة تعذيبهم ومستلزم لاكرامهم ومثوبتهم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:44:15ضَ