الكافي | لابن قدامة المقدسي

الكافي لابن قدامة المقدسي | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 64- باب صلاة الخوف 3

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل الضرب الثاني الخوف الشديد مثل التحام الحرب والقتال - 00:00:00ضَ

ومصيري. يقول المؤلف رحمه الله تعالى فصل الظرب الثاني تقدم لنا ان صلاة الخوف وصلى على كيفيات متعددة وان الخوف على ظربين خوف غير شديد وخوف الخوف غير الشديد لا يخلو - 00:00:29ضَ

اما ان يكون العدو تجاه القبلة او على خلاف اتجاه القبلة ولكل صفة من صفات صلاة الخوف وهنا يتكلم المؤلف رحمه الله عن الظرب الثاني النوع الثاني من انواع الخوف - 00:01:15ضَ

وهو الخوف الشديد الخوف غير الشديد كما تقدم لنا ان يكون العدو من الكفار معسكر في مكان ما والمسلمون متاخبون له وانه قد يكون بينهم وبين القبلة فيصلون وهم يرقبون العدو - 00:01:51ضَ

واما ان يكون العدو على اليمين او على الشمال ويقسم الامام الجماعة الى قسمين قسم يصلي مع الامام وقسم يحرص المسلمين اتجاه العدو ولم يكن هناك ضربهم بالسيوف ولا بالرماح - 00:02:21ضَ

وانما فيه متاخمة وقرب من العدو ويأخذ المسلمون حذرهم ولا يصلوا جميعا فيصيب العدو منهم غرة فيأتيهم من خلفهم او على يمينهم او على شمالهم اما في هذا الظرب وهذا النوع - 00:02:54ضَ

المسلمون يقاتلون بالسيوف والرماح والبنادق والمدافع وغيرها من انواع الاسلحة والقنابل فحينئذ اذا كانوا في التحام مع العدو فيصلوا كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ما وصف المؤلف رحمه الله الان. نعم - 00:03:30ضَ

الضرب الثاني الخوف الشديد مثل التحام الحرب والقتال ومصيرهم الى المطاردة يعني فيه مطاردة وفيه متابعة وفيه سعي شديد وضرب شديد فلهم ان يصلوا كيف ما امكنهم رجالا وركبانا يومئذ بالركوع والسجود على قدر الطاقة - 00:04:05ضَ

ويتقدمون ويتأخرون ويضربون ويطعنون ولا يؤخرون الصلاة عن وقتها وصلاتهم صحيحة هذه الصفة يضرب ويتقدم ويتأخر وهو راكب وهو راجل على قدميه ويكر ويفر ويطاعن وهو يصلي المهم الا يؤخر الصلاة عن وقتها - 00:04:35ضَ

وهذا دليل اكيد على اهمية الصلاة وعظم شأنها ولا تسقط الصلاة عن المسلم بحال ما دام فكره وعقله باق ولا يجوز تأخيرها عن وقتها بحال ما دام فكره وعقله باق - 00:05:14ضَ

الا المجموعة مع اختها فلا يجوز ان يؤخر صلاة الفجر الى ما بعد طلوع الشمس في حال من الاحوال ما دام ذكره معه كما لا يجوز ان يؤخر صلاة العشاء - 00:05:45ضَ

الى ما بعد طلوع الفجر ولا يؤخر صلاة العصر الى ما بعد غروب الشمس ما دام في الوقت حتى وان كان وان اخرها الى وقت الظرورة فلا بأس الى وقت الظرورة. لكن لا يؤخرها عن وقت الظرورة - 00:06:14ضَ

مثلا بدأوا القتال مع العدو عند زوال الشمس وهذا هو الوقت الذي يحسن فيه بدأ القتال عند الزوال فيؤخر صلاة الظهر يجمعوها مع العصر نعم ويؤخر صلاة العصر الى قبيل الغروب - 00:06:43ضَ

فاذا حان وقت الغروب وقرب فيجب ان يصلي على اي حال يبدأ الصلاة ويخر ويفر ويضرب ويطاعن ويركب وينزل وهو يصلي ويومي ايماء بالركوع والسجود واذا لم يستطع الايماء فيكون - 00:07:12ضَ

بالانتقال بالتكبير فقط يكبر تكبيرة الاحرام ويقرأ الفاتحة ويضارب ويقول الله اكبر وان لم يركع سبحان ربي العظيم الركوع ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويقول الله اكبر سبحان ربي الاعلى وهو واقف يظارب - 00:07:41ضَ

ما دام العقل باق فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها يجوز تأخيرها لوقت الظرورة وقت الظرورة مثل العصر اصفرار الشمس هذا وقت ظرورة لا يجوز التأخير اليه هو من الوقت لكن لا يجوز التأخير اليه الا لضرورة - 00:08:16ضَ

وقت العشاء وقتها الى الى طلوع الفجر الى نصف الليل الاول او ثلث الليل الاول على الخلاف هذا وقت اختيار ما بعد منتصف الليل وقت ظرورة يجوز التأخير للضرورة لكن لغير ظرورة لا يجوز التأخير - 00:08:41ضَ

وهاتان الصلاتان هما اللتان لهما وقت اختيار وقت وظرورة واما المغرب وكل وقتها وقت اختيار والفجر كذلك والظهر كذلك وان هرب هربا مباحا من عدو او سيل او سبع او نار لا يمكن التخلص الا بالهرب - 00:09:07ضَ

او كان اسيرا يخاف الكفار ان صلى او مختفي في موضع يخاف ان يظهر عليه صلى كيفما امكنه قائما وقاعدا ومستلقيا الى القبلة وغيرها بالايماء في السفر والحظر. نعم ثم ذكر رحمه الله - 00:09:35ضَ

الحالات التي تلحق في قتال الكفار حالات خوف وليس فيها قتال قال فان هرب هربا مباحا هرب من ظالم او هرب من عدو الكفار او هرب عن سبع او هرب - 00:09:58ضَ

عن نار لحقته او هرب من سيل جارف ويخشى ان وقف يصلي ان يدركه السيل او تدركه النار او يدركه العدو او يدركه السبع وفي هذه الحال يصلي على حسب ما يستطيع - 00:10:30ضَ

يكبر تكبيرة الاحرام ويتوجه الى جهة سيره ويقرأ ويركع ويسجد بالايماء وهو شاعر مسرع وصلاته صحيحة او كان اسيرا يخاف الكفار ان صلى نشره الكفار وهم ربما لا يعلمون عن حاله - 00:11:05ضَ

فاذا رأوه يصلي عرفوا انه مسلم وقتلوه او اسره الكفار ويعرفون انه ينتمي للاسلام لكن يتوقعون انه مسلم بالاسم ويتركوه او مسلم حقيقة فيقتلوه ويستدلون على ذلك بالصلاة اذا رأوه يصلي عرفوا انه مسلم حقيقة - 00:11:43ضَ

وقتلوه وان رأوه لا يصلي قالوا هذا مسلم بالاسم فلا فائدة ولا يريدون قتله فيتركونه ففي هذه الحال له ان يصلي بالايمان بقلبه من دون ان يظهر يظهر للاعداء انه يصلي - 00:12:21ضَ

لانه لو ركع وسجد واستقبل القبلة عرفوا انه مسلم حقيقة فقتلوه واذا رأوه نضيع للواجبات الشرعية تركوه فيتظاهر لهم كأنه لا يصلي ولا يعرف الصلاة ليسلم من شرهم فلا حرج عليه حينئذ - 00:12:48ضَ

يتكلم معهم بالكلام يقول انه لا يعرف الصلاة وانما ابوه وامه مسلمان او نحو ذلك. وهو لا يعرف من الاسلام شيء وهكذا ثم لا يتظاهر لهم بالصلاة يصلي بقلبه ولسانه بدون ان يفعل شيء بجوارحه - 00:13:13ضَ

او ان يكون مختف عن الكفار في غار ونحوه ويخشى ان جلس الصلاة او قام للصلاة اطلعوا عليه فاتوا فيصلي وهو مستلقي على حسب حاله يكبر ويقرأ ويكبر ويركع الركوع سبحان ربي العظيم ويكبر ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول الله اكبر ويسجد يعني يقول - 00:13:36ضَ

ربي الاعلى وهو على حالته مستقبل القبلة وغير مستقبلها او كان اسيرا يخاف الكفار ان صلى او مختفيا في موضع يخاف ان يظهر عليه لو قام يصلي قائما لاطلعوا عليه فيصلي على حسب حاله - 00:14:13ضَ

كيف ما امكن قائما ان امكن او قاعدا ان امكن او مستلقيا اذا لم يمكنه قائما ولا قاعدا مستقبلا للقبلة وغير مستقبل للقبلة حسب الامكان بالايماء بالايماء برأسه ورقبته ان امكن - 00:14:39ضَ

والا فبالنطق فقط الانتقالات وله هذا في السفر والحذر حتى وان كان حشر في مكان اقامته في بلاد الكفار وسجن ان يفعل ذلك حتى وان كان مقيما. غير مسافر فان امن في صلاته اتمها صلاة امن - 00:15:09ضَ

وان امن في صلاته اتمها صلاة امن من امن في صلاته كأن يكون مثلا يصلي صلاة هارب فسلط الله على هذا السبع شهاب من نار احرقه وقتله فحين اذ يكمل صلاته على الوجه المشروع وعلى صفة صلاة الامن - 00:15:43ضَ

يصلي مستلقيا لانه يراقب من قبل عدو فكفاه الله شر ذلك العدو وهلك يقوم ويكمل صلاته ويبني على ما سبق ولا يبطل صلاته لان الله جل وعلا قال ولا تبطلوا اعمالكم - 00:16:26ضَ

فيبني على ما مضى حتى لو صلى ثلاث ركعات في صلاة حذر وهو خائف ثم امن في الركعة الرابعة فيتمها وهكذا فان امن في صلاته اتمها صلاة امن. ولا يقطعها ويقول ابدأ من جديد - 00:16:50ضَ

ولا يكملها على صفتها لانه امن وان ابتدعها امنا فعرض له الخوف واتمها صلاة خائف فان ابتدأها صلاة امن بان يكون في مكان ما ما حوله احد وهو في بلاد الاعداء - 00:17:17ضَ

فيصلي قائم يركع ويسجد ويقرأ ثم لاحظ عدو قد توجه اليه فيصلي صلاة خائف اذا كان السلقاء يجعله يختفي عن اعين الاعداء ويستلقي واذا كان جلوسه يجعله يختفي عن اعين الاعداء فيجلس ويصلي جالس - 00:17:43ضَ

يصلي استلقي يصلي على جنب وهكذا فاذا ابتدأ الصلاة امنا ثم جد الخوف فيصلي صلاة خائف ولا حرج لانه بدأ لانه يبني على صلاة صحيحة وبناء صلاة المرض على صلاة الصحة - 00:18:15ضَ

لانه يبني على صلاة صحيحة امن ثم خاف فيصلي صلاة خوف لان صلاة الخوف هذه مبنية على صلاة صحيحة خائف صلى صلاة خوف ثم امن فيبني على ما مضى من صلاته لان صلاته صلاة خائف - 00:18:43ضَ

مبنية صلاة صحيحة فيبني عليها كبناء صلاة المرظ على صلاة الصحة مثلا شخص يصلي في اي مكان المسجد مع الجماعة قائم يركع ويسجد في الركعة الثالثة او الرابعة اعتل اصابه شيء - 00:19:11ضَ

فما يستطيع ان يقوم يكمل صلاته وهو جالس ما يستطيع ان يجلس يكمل صلاته وهو مستلقي لا حرج عليه فيجوز ان يبني صلاة المرظ على الصحة ويبني صلاة الصحة على صلاة - 00:19:41ضَ

المرظ وان رأى سوادا فظنه عدوا فصلى فصلى صلاة الخوف ثم بان انه غير عدو او بينه وبينه ما يمنع العبور اعاد لانه لم يوجد المبيح فاشبه من ظن انه متطهر فصلى ثم علم بحدثه - 00:20:09ضَ

هذه الحال رأى جهام امامه وهو في بلاد الاعداء وظن ان هذا عدو وخاف فصلى صلاة خائف صلاة الفجر مثلا ثم لما اسفر النهار رأى ان الجهام الذي رآه بعير - 00:20:34ضَ

او شاة او حمار وهو ظن انه فارس على فرسه مثلا ما حكم صلاته التي صلاها صلاة خوف هذي يعيدها لانه بناها على شيء غير صحيح بخلاف صلاة الخائف ثم تبين له الامن فيما بعد - 00:21:12ضَ

هذه بناها على شيء صحيح صلاة الخوف خوف مما امامه فزال الخوف اهلك الله العدو ما زال الخوف عنه فيتمها لانه بناءها على شيء صحيح لكن هذي لا بناها على شيء توقعه - 00:21:43ضَ

رأى بعيرا من بعد وظن انه فارس على فرسه وقال ان تبينت في صلاتي اتاني فقتلني فصلى صلاة خوف على اي صفة امكنه ثم في اخر الصلاة او بعدما صلى وانتهى - 00:22:06ضَ

ووجد النور رأى ان هذا ليس معه احد فيكون بنى صلاته على شيء غير صحيح توهم فنقول يعيد الصلاة وقاس لنا هذا على من توقع انه على وضوء من ظن انه على طهارة - 00:22:31ضَ

ثم لما انتهت الصلاة تذكر انه نقض الوضوء قبل الصلاة ولم يتوضأ فهل تصح صلاته التي صلاها وهو محدث لا فكذلك هنا صلى صلاة خوف في غير خوف خوف متوقع - 00:23:04ضَ

او صلى صلاة خوف وهو يراقب عدو من بعد فصلى صلاة خوف وهو مستلقي حتى لا يراه العدو ثم لما اسفر النهار وجد ان بينه وبين العدو نهر او بحر - 00:23:24ضَ

او سور حاجز عظيم ما يستطيع العدو ان يتجاوزه ما حكم صلاته الصلاة غير صحيحة لانه توهم الخوف ولم يكن هناك خوف هيعيد الصلاة قال اصحابنا لانه لم يوجد المبيح - 00:23:54ضَ

اشبه من ظن انه متطهر فصلى ثم علم بحدثه فانه يعيد الصلاة. يعني مثلا لتحصل مع الانسان مثلا يتوضأ لصلاة الظهر ثم بعد صلاة الظهر بساعة مثلا ينقض الوضوء ويستنجي - 00:24:18ضَ

ويقول مثلا في نفسه اؤخر الوضوء الى دخول وقت صلاة العصر حينما اريد اصلي صلاة العصر ودخل وقت صلاة الظهر وظن انه على وضوء نسي انه محدث بعد صلاة الظهر - 00:24:44ضَ

ظن انه على وضوءه في وقت صلاة الظهر فصلى العصر ثم لما صلى العصر وانتهى تذكر انه احدث بين صلاة الظهر والعصر ولم يتوضأ فلا بد هنا ان يعيد الصلاة - 00:25:01ضَ

انه تختلف الحال بين من نسي نجاسة معه وبين من نسي وضوءه الحدث فمن نسي الحدث لا بد ان يعيد الصلاة يتوضأ ويعيد الصلاة نسي نجاسة مع هذا صلاته صحيحة - 00:25:19ضَ

لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبره جبريل ان في نعليه قذى خلعهما وقد كانت اول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في نعليه وفيهما النجاسة. فبنى عليها صلى الله عليه وسلم - 00:25:41ضَ

قال اصحابنا ويجوز ان يصلوا في شدة الخوف جماعة رجالا وركبانا ويعفى عن تقدمهم الامام لاجل الحاجة كما عفي عن العمل الكثير وترك الاستقبال قال اصحابنا الفقها رحمهم الله ويجوز ان يصلي في شدة الخوف جماعة. يعني له ان يصلي في شدة الخوف منفرد وحده - 00:26:04ضَ

من اجل ان يضبط تكبيره ويصلي وحده وهو يطاعن ويظارب العدو ولهم ان يصلوا جماعة اذا كان ممكن ان يعلموا بتكبير الامام ويتابع الامام فلهم ان يصلوا جماعة ولو تقدم بعضهم على - 00:26:33ضَ

الامام ولو لم تكن هناك صفوف لهم ان يصلوا جماعة وان يصلوا فرادى. المهم ان لا يؤخروا الصلاة عن وقتها ويعفى عن تقدمهم على الامام ويعفى عن استدبارهم للقبلة ويعفى عن الحركة الشديدة والركوب والنزول - 00:27:00ضَ

واخذ السيوف والطعن والرماح والبنادق والسيوف وغيرها والقنابل وغيرها كل هذه الحركة والعمل معفو عنه حال القتال والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:27:28ضَ