«سلسلة دروس في شرح صحيح مسلم » .18 المحرم 1436هـ
اللقاء الخامس: « دروس في شرح صحيح مسلم » - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي .
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وهذا الدرس في صحيح مسلم - 00:00:24ضَ
قال الامام النووي رحمه الله تعالى باب هل يؤاخذ باعمال الجاهلية قال الامام مسلم رحمه الله تعالى حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن ابي وائل - 00:00:53ضَ
عن عبد الله قال قال اناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انآخذ بما عملنا في الجاهلية قال اما من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بها - 00:01:21ضَ
ومن اساء بعمله في الجاهلية والاسلام قال اما من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بها ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام ثم قال حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير قال حدثنا ابي ووكيع حاء - 00:01:46ضَ
وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة واللفظ له قال حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابي وائل عن عبد الله قال قلنا يا رسول الله نؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من احسن في الاسلام - 00:02:20ضَ
لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن اساء في الاسلام اخذ بالاول والاخر حدثنا من جابر ابن الحارث التميمي قال اخبرنا علي ابن مسهر عن الاعمش بهذا الاسناد مثله هذا الباب - 00:02:44ضَ
علاقته بكتاب الايمان علاقة ظاهرة المقصود مقصود الامام النووي رحمه الله تعالى لقوله باب هل يؤاخذ باعمال الجاهلية يعني لمن اسلم وامن اذا اسلم الانسان وقد كان عمل في الجاهلية - 00:03:18ضَ
معاصي واثاما فهل يؤاخذ بها اما من لم يسلم شأنه ظاهر واضح ويدل على هذا احاديث البينة الظاهرة المقصود من هذه الترجمة وهذا الباب بيان هذا الامر اذا اسلم الانسان - 00:03:49ضَ
وله معاص كان قد اسلفها في جاهليته فهل من المحتمل ان يؤاخذ بها ويجازى عليها مع انه قد اسلم هذا مقصود هذا الباب وقبل ان نتكلم عن هذه المسألة هي مسألة مهمة - 00:04:16ضَ
ورد هنا قوله عليه الصلاة والسلام في جوابه الكريم من احسن منكم الاسلام وقوله صلى الله عليه وسلم ومن اساء بعمله في الجاهلية والاسلام نريد ان نقف على المعنى معنى قوله احسن في الاسلام او المقصود - 00:04:46ضَ
لقوله عليه الصلاة والسلام احسن الاسلام اساء في الاسلام ما المقصود بذلك هنا ايضا ورد بها في هذا الماء في هذا الباب وردت بعض النصوص نستحضرها منها ما علقه الامام البخاري في الصحيح - 00:05:15ضَ
من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا اسلم العبد فحسن اسلامه حسن اسلامه وجاء ايضا في الصحيح موصولا من حديث - 00:05:41ضَ
ابي هريرة رضي الله عنه اذا احسن احدكم اسلامه اذا احسن احدكم اسلامه فما المقصود بحسن الاسلام هنا قال بعض العلماء المقصود ان يعمل الواجبات ويترك المحرمات التي كان يعملها في جاهليته - 00:06:06ضَ
قال بعض العلماء المقصود من احسان الاسلام ان يعمل الواجبات التي كان ان يعمل الواجبات ان يؤدي الواجبات ويترك المحرمات والمنهيات التي اعتاد عليها او التي كان يعملها في جاهليته - 00:06:43ضَ
وقال بعض العلماء ان المراد باحسان الاسلام هو ان يدخل في الاسلام حقيقة اما الاساءة في الاسلام وهي ان يدخل فيه نفاقا او ان يدخل فيه ثم يرتد عنه والعياذ بالله. يعني يكون مسلم او غير مسلم - 00:07:13ضَ
قال بعض العلماء وهذا بعيد جدا المعنى الثالث الذي ذكره بعض العلماء اذا احسن في الاسلام يعني صار محسنا بحيث يؤدي الواجبات على اكمل هيئاتها ويترك المحظورات ويكون في طاعاته كأنه يرى الله تعالى - 00:07:43ضَ
الاحسان الذي فسره النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل الطويل قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك طيب اذا هذا هذا هذه المعاني الاحسان في الاسلام او الاساءة في الاسلام - 00:08:11ضَ
وكأن من اقربها بناء على النظر في الفاظ هذه الاحاديث وكلها له معنى او القول الاول والاخير لها وجه وكأن المقصود في بعض احاديث الباب والله تعالى اعلم هو الباب هو المعنى الاول. اذا احسن احدكم اسلامه - 00:08:38ضَ
يعني دخل في الاسلام وعمل الواجبات وعمل ما امره الله وترك المحظورات والمحرمات التي كان يفعلها قبل اسلامه طيب هنا قوله عليه الصلاة والسلام من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بها - 00:09:00ضَ
لا يؤاخذ بمعاصيه التي كان قد عملها في الجاهلية ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام طيب قال بعض العلماء بما دل عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله - 00:09:28ضَ
وقالوا ان الانسان اذا اسلم ستغفر له ذنوبه ومعاصيه التي كانت في الكفر وكانت في الجاهلية اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله واستدلوا ايضا على هذا المعنى لقول الله تعالى - 00:10:01ضَ
قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. طيب فدلت هذه الاية وقبلها الحديث على ان من اسلم - 00:10:22ضَ
فانه يغفر له ما كان قبل اسلامه طيب فكيف يقول في هذا الحديث حديث ابن مسعود ومن اساء يعني في جاهليته لان السؤال كان عن المعاصي في الجاهلية او عن معاصي ايضا مثل - 00:10:51ضَ
الذين يسلمون يدخلون في الاسلام الان وفي كل زمان. المعاصي التي كانوا يفعلونها في في حال كفرهم قبل اسلامهم فقال ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام طيب الذي ذهب اليه بعض المحققين من اهل العلم ومنهم الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى - 00:11:12ضَ
ان الكافر اذا اسلم الكافر اذا اسلم فانه تاب من كفره من كفره لكن يعني هذا المدلول المعنى يعني هذا تقريب للمعنى. ان الكافر اذا اسلم فقد تاب من كفره - 00:11:45ضَ
تاب من شركه لكن قد يبقى انه مثلا مثلا يشرب الخمر او يسمع المحرمات او يقترف الزنا مثلا هنا ننتقل الى مسألة مهمة عند اهل العلم حتى نستكمل مسألتنا الاساس - 00:12:10ضَ
اذا كان عند الانسان اكثر من معصية عنده بعض الكبائر مثلا يسرق مثلا ويشرب الخمر فاذا تاب من واحدة من هذه المعاصي هل تصح توبته منها ام ان توبته لا تصح الا اذا ترك جميع الذنوب والمعاصي - 00:12:35ضَ
رحمة الله واسعة يظهر والله تعالى اعلم وهذا هو الظاهر من الادلة الشرعية ان من تاب من ذنب صحت توبته من ذلك الذنب حتى ولو لم يتم من ذنب اخر - 00:13:05ضَ
هذا امر ظاهر لان الكمال ما يمكن ان يتوب الانسان من كل شيء والا ما يقبل منه توبة فاذا تاب من ذنب ولو كان عليه ذنب اخر صحت توبته من ذلك الذنب الذي تاب منه - 00:13:23ضَ
وان لم تكن توبته هذه توبة نصوحة ما يقال توبة نصوحة لماذا لان الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا قال بعض العلماء ابن القيم رحمه الله - 00:13:41ضَ
من من سمات التوبة النصوح ان يتوب من جميع الذنوب لا شك هذا اكمل وهذه هي التوبة النصوح لكن هذا شيء وصحة التوبة شيء اخر الانسان مثلا يسرق يشرب الخمر - 00:13:59ضَ
ويفعل ما يفعل ثم تاب من من السرقة مثلا تاب توبة شروطها الصحيحة تابت الى الله بصدق اين تصح توبته وتقبل منه ان شاء الله تصح توبته وهكذا لو نقلت الصورة - 00:14:18ضَ
الى الكافر الذي كان على كفره وعنده معاصي وكبائر ثم تاب من كفره بماذا تاب؟ بالاسلام وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقبل منه اسلامه وما يلحق به. يلحق به مثل اخلاص الدعاء لله وعدم عبادة غير الله وعدم التوجه الى الله - 00:14:33ضَ
يقبل منه ذلك طيب عنده مثلا مثلا عنده شرب الخمر كان يفعله في كفره واستمر عليه بعد اسلامه هل يقال انه اذا اسلم يعفى عنه تماما من كل ما سبق - 00:15:00ضَ
هذا الدليل حديث عبد الله بن مسعود في الصحيح بل في الصحيحين يدل على انه على ان اسلامه يصح ان شاء الله عفوا حديث عبد الله بن مسعود يدل على انه - 00:15:16ضَ
اذا لم يتب من هذا الذنب واستمر عليه فهذا ليس حسن في الاسلام. اسلم لكنه لم يحسن اسلامه اسلم اسلامه صحيح لكنه لم يحسن اسلامه فيؤاخذ على شربه للخمر الذي عمله - 00:15:33ضَ
في الاسلام والذي عمله في الجاهلية ما تاب منه ومما يدل على ذلك ادلة منها ما جاء في الصحيح من حديث امنا عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله ابن جدعان كان يعمل ويعمل في الجاهلية له اعمال خيرية - 00:15:51ضَ
فهل ذلك نافعه عند الله شيئا نافعه عند الله شيئا قال لا انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. ما عنده ايمان ما امن فلما لم يؤمن - 00:16:15ضَ
اعماله الصالحة والخيرية التي كان يعملها في الجاهلية لا يجازى عليها في الاخرة انه لم يؤمن. دل هذا الحديث على انه لو قال في اخر يوم من حياته امنت بالله وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:16:36ضَ
لجازاه الله تعالى على اعماله الصالحة التي كان يعملها في الجاهلية الظاهر من الحديث قالت يا رسول الله كان يعمل ويعمل يعني في الجاهلية. فهل ذلك نافعه عند الله شيئا؟ قال لا - 00:16:53ضَ
انه لم يقل يوما لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. يعني لو قال يوما ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين وامن وشهد ان لا لا اله الا الله فان الله تعالى يثيبه على ما كان يعمله من الاعمال الصالحة التي كان يعملها في الجاهلية - 00:17:08ضَ
ايضا جاء في الصحيح من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال يا رسول الله ارأيت امورا كنت اتحدث بها في الجاهلية. يعني اتعبد بها يتعبد في الجاهلية في الجاهلية - 00:17:27ضَ
يعني ليس عنده اصل الايمان ولا اصل الاسلام الذي به تصح الاعمال والعبادات ما عندهم. في الجاهلية منعه كفره الذي كان عليه في الجاهلية ان يثاب عليها فقال يا رسول الله ارأيت امورا كنت اتحنث بها في الجاهلية - 00:17:45ضَ
هل لي منها من شيء؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام اسلمت على ما اسلفت من خير اذا فلما اسلم جوزي على اسلامه وعلى اعماله الصالحة التي كانت في جاهليته فكذلك عكسه اذا اسلم - 00:18:06ضَ
ولكنه استمر على ما كان يعمله من المعاصي فانه ايضا يجازى عليها وان كان عنده اصل الاسلام هذا المعنى ذكره الامام ابو عبد الله احمد بن حنبل رحمه الله واستدل بحديث عبد الله بن مسعود هذا الذي عندنا. ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام - 00:18:31ضَ
طيب اذا هذا على معنى ان احسان ان احسان الاسلام هو العمل بما اوجب الله عز وجل وترك المحرمات والمحظورات طيب اذا كان الاحسان بمعنى ان يعبد الله تعالى كأنه يرى الله فيتقن في عباداته ويستحضر - 00:18:57ضَ
معية الله له ومراقبته اياه نعم فهذا فهذا مؤثر في مضاعفة الحسنات هذا مؤثر في مضاعفة الحسنات فقد جاء عن النبي صلى الله عليه بل جاء قبل ذلك عن الله تبارك وتعالى - 00:19:30ضَ
قوله مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وسلم يا نساء النبي من ياتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين الى ان قال ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا - 00:19:57ضَ
نؤتيها اجرها مرتين انظر كيف ذكر الله عز وجل مضاعفة ثوابهن وايضا جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اسلم العبد فحسن اسلامه يكفر الله عنه - 00:20:15ضَ
كل سيئة كان ازلفها. وكان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشرة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الاحسان اتقان العبادة والتقرب الى الله عز وجل على على طريقة على طريقة المحسنين بان يعبد الله كأنه يراه فان لم يكن يرى الله فيكون في داخلة نفسه كأن - 00:20:42ضَ
اعبدوا الله وكأنه يرى الله هذا تؤثر في مضاعفة الحسنات وكذلك ايضا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة اذا احسن احدكم اسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر امثالها - 00:21:13ضَ
الى سبعمائة ضعف هذه الاحاديث فيها الاشارة الى ان الاحسان الاسلام اذا كان كان المقصود به الاحسان في العبادة واتقانها انه مؤثر في مضاعفة المضاعفة الحسنات طيب كنا قبل قليل ان بعض العلماء قالوا ان الانسان ان الكافر اذا اسلم - 00:21:32ضَ
كما قال النبي عليه الصلاة يهدي اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله الان قبل قليل قررنا ما ذكره بعض المحققين من اهل العلم لان الانسان الكافر اذا اسلم ولم يتب من بعض ما كان عليه من المعاصي - 00:22:05ضَ
نعم فانه يؤاخذ بها في الجاهلية والاسلام الدليل حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام نحتاج الى الجواب عن ادلة من قالوا لا انه لا يؤاخذ - 00:22:25ضَ
دليلهم الاول قول الله عز وجل قل للذين كفروا ان ينتهوا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف قال بعض العلماء المقصود والله تعالى اعلم ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف يغفر لهم ما انتهوا عنه - 00:22:44ضَ
قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف يعني ممن انتهوا عنه انتهوا عن الكفر واسلموا. انتهوا عن الكفر واسلموا قبل منهم ذلك. غفر لهم ما سلف من الكفر. انتهوا عن بعض الكبائر والفواحش واسلموا وتابوا منها قبل قبل منهم ذلك - 00:23:04ضَ
غفر لهم ذلك طيب ما انتهوا من بعض الذنوب صح اسلامهم واخذوا بما اصروا عليه بعد اسلامهم. ظاهر هذا والله تعالى اعلم وكذلك ايضا اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله - 00:23:26ضَ
يعني يهدم ما كان قبله مما يناقض الاسلام من الشرك والكفر اما اذا استمر الانسان وان صح اسلامه اذا استمر على بعض المعاصي واصر عليها بعد اسلامه صح اسلامه واخذ - 00:23:44ضَ
واخذ بمعاصيه التي اصر عليها ولم يتب منها ذكر الامام احمد قول بعض قول بعض العلماء الذين قالوا بانه اذا اسلم لا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية مطلقا ثم قال الامام احمد كيف - 00:24:00ضَ
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في غير حديث انه يؤاخذ يعني حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه نعم ومما يدل ايضا على احد هذين المعنيين ان الانسان اذا اسلم فحسن اسلامه - 00:24:19ضَ
ان الله تعالى يضاعف حسناته بل يبدل سيئاته حسنات قوله عز وجل والذين لا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما - 00:24:46ضَ
يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا الا من تاب من اي شيء اول ما يدخل في تابه هذه الاشياء المذكورة في الاية الشرك والزنا وقتل النفس وكذلك سائر الذنوب. الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله - 00:25:15ضَ
سيئاتهم حسنات نعم فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات طيب اعمال الكافر التي عملها في كفره ولو لم يسلم الاعمال الصالحة الاعمال الصالحة يعني مثل التي هي الاعمال الصالحة ما تكون صالحة بمعنى انه يجازى عليها في الاخرة - 00:25:41ضَ
الا اذا اسلم وامن لكن عمل عملا كما قال حكيم ابن حزام اتحنف كان يتعبد او عمل عملا مثل بعض الاعمال الخيرية التي يفعلها بعض الكفار هل يجازون عليها؟ نعم يجازون عليها لكن - 00:26:20ضَ
الدنيا في الدنيا بل ما يجازون عليها بل يوفونها كاملة قال الله عز وجل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم اين فيها في الدنيا اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة - 00:26:37ضَ
الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. الاعمال الصالحة التي يسمى صالحة ليست صالحة اذا لم اذا لم تكن على اصل الايمان التي ينظرون اليها على انها صالحة اول اعمال - 00:27:06ضَ
التي فيها نفع او فيها بعض اعمال مثل اغاثة الملهوفين واطعام الطعام وغير ذلك من الاعمال التي يفعلها الناس فيها يعني مقتضاها الثواب لو كان مسلما فحبط حبط عنهم ما كانوا يعملون. ما ما لا يثابون عليها في الاخرة - 00:27:20ضَ
وقدمنا الى ما عملوا من عمل جعلناه هباء منثورا في الاخرة. اما في الدنيا فمن كمال عدل الله تبارك وتعالى ان الله تعالى يجازيهم بها كاملة في الدنيا قال نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. ايضا - 00:27:43ضَ
قال الله عز وجل في اسارى بدر يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى بعض كفار قريش اسرهم المسلمون ووقعت عليهم هذه المصيبة انهم اسروا الله عز وجل يقول قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم - 00:28:05ضَ
طيب يعني ان يعلم الله في قلوبكم خيرا اذا امنتم واسلمتم اجركم واثابكم على مصيبتكم السابقة. التي اصبتم بها وانتم في حال كفركم آآ اجرهم واثابهم عليها اذا اذا صبروا واحتسبوا وامنوا - 00:28:28ضَ
طيب اذا كانت المصيبة مع ان المصيبة في الاصل المصيبة في الاصل ليست هي محل الثواب انما محل الثواب هو الصبر عليها المصيبة في الاصل ان بعض الناس يصاب بمصيبة فيجزع فلا يثاب - 00:28:51ضَ
الذي يثاب عليه هو الصبر عليها اذا كان قد ذكر الله عز وجل هؤلاء الناس ووعدهم خيرا ان حسن ان حسن ما في قلوبهم ها مع انها مصيبة ووعد ان يجازيهم عليها - 00:29:08ضَ
خيرا مما اصيبوا وهي مصيبة. فلئن يجازوا على اعمالهم الصالحة التي كانت في حال كفرهم من باب اولى طيب على كل حال ما دل عليه حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه - 00:29:27ضَ
قد سأله وقد ذكر ان اناسا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم انؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال اما من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بها. ولا يؤاخذ بها - 00:29:50ضَ
بل اذا وصل الى مرتبة الاحسان او اذا احسن اسلامه واصبح على مرتبة فان الله تعالى يضاعف له ذلك الى سبع مئة ضعف الى ما شاء الله ومن اساء ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام - 00:30:04ضَ
ثم قال الامام قال الامام النووي رحمه الله باب كون الاسلام يهدم ما قبله وكذا الحج والهجرة قال الامام مسلم رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن المثنى العنزي وابو معن الرقاشي واسحاق ابن منصور كلهم عن ابي عاصم - 00:30:26ضَ
واللفظ لابن المثنى قال حدثنا الضحاك يعني ابا عاصم قال اخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني يزيد ابن ابي حبيب عن عن ابن شماسة المهري عن ابن شماسة وابن شماسة المهري - 00:30:49ضَ
قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يعني وهو احتضر شبكة طويلا عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم شبكة طويلا وحول وجهه الى الجدار - 00:31:08ضَ
فجعل ابنه يقول يا ابتاه امام بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا يعني مرتين ذكرها يعني اذ يعدد له بشارات النبي صلى الله عليه وسلم - 00:31:31ضَ
قال فاقبل بوجهه فقال ان افضل ما نعد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اني قد كنت على اطباق ثلاث يعني على احوال ثلاث لقد رأيتني وما احد اشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني - 00:31:51ضَ
ولا احب الي اني اكون قد استمكنت منه فقتلته هذه الحالة الاولى فلو مت على تلك الحال لكنت من اهل النار فلما جعل الله الاسلام في قلبي اتيت النبي صلى الله عليه وسلم - 00:32:25ضَ
فقلت ابسط يمينك فلابايعك فبسط يمينه قال فقبضت يدي عمرو بن العاص قال فقبضت يدي. قال ما لك يا عمرو؟ وجاء الان يسلم فلما قال ابسط يمينك يا رسول الله فلما بسط النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وقبض يده - 00:32:48ضَ
قال ما لك يا عمرو؟ قال قلت اردت ان اشترط قال تشترط بماذا قلت ان يغفر لي قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها - 00:33:11ضَ
وان الحج يهدم ما كان قبله هذا هو الشاهد من ايراد هذا الحديث في هذا الباب وما كان احد هذه الحال قال وما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:33:35ضَ
ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لاني لم اكن املأ عيني منه ولو مت على تلك الحال - 00:33:57ضَ
لرجوت ان اكون من اهل الجنة هذه الحالة الثانية كيف كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كنت ومعه صلى الله عليه وسلم قال ثم ولينا اشياء ما ادري ما حالي فيها - 00:34:19ضَ
فاذا انا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فاذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا او فسنوا علي التراب سنا ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحرج زور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم - 00:34:39ضَ
وانظر ماذا اراجع به رسل ربي شاهدوا من هذا الحديث وما تقدم ذكره في الباب السابق وقد تقدم مرارا ان الامام مسلما رحمه الله يرتب الاحاديث ترتيبا دقيقا بديعا متقنا جدا - 00:35:03ضَ
لما ذكر في الحديث السابق ان اهل الجاهلية يؤاخذون اذا اسلموا ولم يحسنوا اسلامه اساءوا في الاسلام يؤاخذون بما عملوا في الجاهلية والاسلام ذكر الحديث الاخر الذي به تكتمل الصورة في فهم هذه المسألة - 00:35:28ضَ
وهو حديث عبد الله بن حديث عمرو بن العاص اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وقد تقدم الكلام عليه في هذا الحديث ايضا فوائد مهمة نشير اليها اشارات - 00:35:49ضَ
منها ان من المستحب وقد نقل بعض العلماء الاتفاق عليه يعني تنبيه المحتظر الى احسان ظنه بربه المحتضر لان الانسان في حال الاحتضار لم يعد بامكانه العمل الا ما يختم به حياته من الشهادة - 00:36:04ضَ
من الشهادة شهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والنبي عليه الصلاة والسلام قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه هنا عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:36:34ضَ
لما كان في سياقة الموت وكان يحتضر تأثر وبكى فمن فقه ابنه عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه انه ذكره بما كان النبي عليه الصلاة والسلام بشره به حتى يكون في هذه الحال محسنا للظن بربه - 00:36:50ضَ
فمن الحسن بل من من المستحب ان يذكر المحسن بفظل الله ورحمته ونحو ذلك ان يذكر المحتظر بفضل الله واحسانه ورحمته نعم الامر الثاني ايضا فيه فضيلة حسن الجلساء حسن - 00:37:12ضَ
فضيلة الجلساء الصالحين ابو طالب وهو يحتضر قال النبي عليه الصلاة والسلام قل كلمة احاج لك بها عند الله وجعل رؤوس الكفر الذين حضروا يقولون اتموت على غير على غير ملة عبد المطلب - 00:37:39ضَ
وجعلوا يعيرونه حتى مات والعياذ بالله ولم يقلها انظر كيف اثر الجليس يعني قد يصل الى الى درجة الكفر او الايمان او قد يصل الى درجة السعادة والشقاوة الصالح والجليس السوء - 00:38:01ضَ
نعم هذا عمرو ابن العاص لما حضره هؤلاء الصحابة الاخيار عبدالله بن عمرو ذكروه بما كان عليه حتى يتحقق له احسان الظن بالله تعالى في تلك الحال الامر الاخر ايضا من فوائد هذا الحديث العظيمة جدا - 00:38:25ضَ
المنزلة العظمى باعظم الاعمال هو توحيد الله عز وجل عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي له في الاسلام عمل عظيم وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة - 00:38:46ضَ
وما كانوا عليه رضوان الله عليهم ومع ذلك يقول ان افضل ما نعده او ما نعد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذا في منزلة الشهادتين - 00:39:07ضَ
اذا ادى الانسان مقتضاهما نعم ايضا فيه فائدة وهي ما كان عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من عدم العجب والاتكال على العمل انظر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:39:20ضَ
وهم يقولون بشترك رسول الله بشترك رسول الله يقول افضل ما نعد لا اله الا الله محمد رسول الله ما كانوا ينظرون الى اعمالهم نعم ثم ذكر لهم ما كان من احواله - 00:39:49ضَ
الحالة الاولى شدة بغضه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللاسلام وانه كان من احرص ما يكون على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما اسلم وامن وهذه الحالة الثانية - 00:40:06ضَ
وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه على الاجلال والتعظيم حتى ما كان يملأ عينيه منه الى اخر ما قال رضي الله تعالى عنه وارضاه ثم يقول ولو مت على تلك الحال لرجوت ان اكون من اهل الجنة - 00:40:22ضَ
هذا يدلك على الخطر الذي يقع فيه بعض المتأخرين يقول احنا احسن من غيرنا نحن احسن من غيرنا دائما يقيس نفسه يعني كبار العصاة كبار العتاة والمجرمين يقول احسن من غيرنا. نحن بعضهم يقول نحن نصلي ونصوم ويبدأ يعد - 00:40:42ضَ
يبدأ يعد نصلي ونصوم واحسن. وبعضهم يقول يزيد على هذا يقول نعرف كل شيء نحن صرنا نحن الان نعرف كل شيء كل شيء لا يعرفه الا واحد احد لا شريك له كل شيء - 00:41:06ضَ
هذا مع ان العمل المتأخرين ما يقارن ولا يقاس بعشر ام عشار لحظة من صحبة هؤلاء الاخيار لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بما عملوه؟ لو ان احدكم انفق - 00:41:20ضَ
مثل احد ذهبا مثل الجبل جبل احد. ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه فيه ايضا ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الخشية والخوف من الله عز وجل والحذر من سوء العاقبة - 00:41:37ضَ
الخوف من الذنوب والمعاصي مع انها بعضها قد تكون اجتهادات. بعضها يقول ولينا اشياء ما ادري ما حالي فيها ثم ايضا فيه فائدة عظيمة وهي الوصية الانسان يوصي بعد موته باتباع السنن والحذر من المخالفات والبدع والمحرمات - 00:41:56ضَ
قال فاذا انا مت فلا تصحبني نائحة لترفع الصوت ولا نار سواء ببخور او غيره اذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنة ادفنه او سنوا علي التراب سنا. ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها. يعني - 00:42:17ضَ
العرب والناس كانوا يقيسون الزمن بالوقت الاعمال نعم مثل هذا يعني وقت تقريبي عندهم قال حتى استأنس بكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي اشارة الى ما تقرر عند الصحابة والسلف من السؤال في القبر - 00:42:33ضَ
نعم وفيه ايضا دلالة على ان الميت يستأنس بمن عند القبر اذا كانوا من اهل الايمان ويدعون ويدعون له اخر حديث في هذا الباب وفي هذه الجلسة قال الامام مسلم رحمه الله حدثني محمد بن حاتم بن ابن ميمون - 00:42:55ضَ
حدثني محمد ابن حاتم ابن ميمون وابراهيم ابن دينار واللفظ لابراهيم حدثنا حجاج وهو ابن محمد عن ابن جريج قال اخبرني يعلى ابن مسلم انه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس - 00:43:17ضَ
ان ناسا من اهل الشرك قتلوا فاكثروا وزنوا فاكثروا ثم اتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو اليه لحسن ولو هذا موجودة في صحيح البخاري في رواية البخاري - 00:43:36ضَ
ان الذي تقول وتدعو اليه لحسن. ولو تخبرنا ان لما عملنا كفارة اين جواب لو محذوف تقديره فاجبنا واسلمنا قال فنزل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق - 00:43:59ضَ
ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما الى اخر الاية التي فيها الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال ونزل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم - 00:44:23ضَ
لا تقنطوا من رحمة الله ناسا من اهل الشرك قتلوا فاكثروا وزنوا فاكثروا ثم اتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث مع مع ضميمة هذه الايات دلالة على ان الكافر اذا اسلم وتاب مما كان عليه - 00:44:42ضَ
فانه من الشرك والمعاصي ذكر ذكر الشرك ذكر الزنا ذكر القتل الشرك والزنا والقتل فنزلت الاية شاملة ذلك فمن تاب من ذلك كله قبل منه وبدلت سيئاته حسنات الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع - 00:45:05ضَ
العمل الصالح وان يهدينا سواء السبيل صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين - 00:45:29ضَ