التعليق على منظومة سلم الوصول إلى مباحث علم الاصول
المجالس العلمية | سلم الوصول إلى مباحث علم الأصول | درس 32 / 39 | أ.د. أحمد القاضي
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقد عقد الناظم رحمه الله فصلا يتعلق بمسألة الايمان - 00:00:04ضَ
وتبين لنا حقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة. وحقيقة الايمان عند المرجئة على اختلاف طبقاتهم وعند الوعيدية فاراد بهذا الفصل ما عبر عنه بقوله في آآ ترجمته في كون الامام يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وان فاسق - 00:00:21ضَ
اهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك الا اذا استحله وانه تحت المشيئة وان التوبة مقبولة ما لم يغرغر عبر عن هذه المعاني بالابيات التالية فقال ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون بالزلات - 00:00:41ضَ
من عقيدة اهل اهل السنة والجماعة في مسألة الايمان ان الايمان يزيد وينقص وقد جاءت بذلك ناطق الكتاب في نحو سبعة مواضع في كتاب الله منها اولا في سورة ال عمران قول الله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - 00:01:01ضَ
فزادهم ايمانا وفي سورة الانفال يقول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون وفي سورة براءة موضعان واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا - 00:01:23ضَ
فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون اه ثم في سورة الفتح هو الذي اه اه نعم في سورة الاحزاب قال الله تعالى وما زادهم الا ايمانا وتسليما ثم في سورة الفتح هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم - 00:01:48ضَ
والسابع في سورة المدثر في قول الله تعالى وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا انظر الى صراحة الادلة في اثبات زيادة الايمان - 00:02:13ضَ
واي شيء يزيد فانه ينقص. فان بين الزيادة والنقصان تلازم عقلي. فكل امر قابل للزيادة فهو قابل للنقصان لانه قبل ان يزيد كان انقص منه بعد ان زاد. فالزيادة والنقصان امران متلازمان. فلهذا قطع اهل السنة والجماعة - 00:02:33ضَ
على ان الايمان يزيد وينقص وروي عن الامام مالك وعن ابن المبارك اه نوع خلاف الامام مالك رحمه الله روي عنه انه قال اقول يزيد ولا اقول ينقص. وعنه رواية اخرى في موافقة الجماعة - 00:02:53ضَ
الجواب عن كلام الامام مالك هذا اقول يزيد ولا اقول ينقص جوابا اما انه اراد موافقة ظاهر القرآن كوني ظاهر القرآن اتى بلفظ الزيادة ولم يأتي بلفظ النقصان. فلكمال تأدبه مع النص آآ لزم تعبير القرآن - 00:03:13ضَ
واما وهذا الاحتمال الثاني قدمه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه خشي رحمه الله اعني الامام مالك خشي ان اه تتذرع الخوارج بقوله ينقص الى باطلهم من اذهاب الايمان عن صاحبه - 00:03:33ضَ
بالقول بنقصانه فيقول ما دام قد نقص فقد ذهبت هيئته ولم يعد ايمانا وعلى كل حال فعنه رواية اخرى بموافقة الجماعة وابن المبارك عبر بالتفاضل. والواقع ان التفاضل هو بمعنى الزيادة. فاتفقت كلمة اهل السنة كما قال الامام البخاري ادركت الف - 00:03:56ضَ
ممن يكتب عنهم الحديث من علماء الانصار كلهم يقول الايمان قول وعمل ويزيد وينقص وفي السنة ما يدل على لفظ النقصان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين. اذهب للب الرجل - 00:04:18ضَ
حازم من احداكن قامت امرأة من صفة النساء وقالت يا رسول الله ما نقصان عقلنا وما نقصان ديننا وفي هذا ادب بليغ من نساء المؤمنين. لم تقل كما تقول هؤلاء السفيهات اللواتي آآ يملان اعمدة الصحف احيانا - 00:04:36ضَ
اعتراف على كلام النبي صلى الله عليه وسلم من حيث شعرنا ام لم يشعرن يقول قائلهم او تقول قائلتهن انتهى زمن ناقصات عقل ودين. سبحان الله وكأنها كلمة صدرت من شاعر - 00:04:56ضَ
ولا من اه اه قاص ولا من هذه كلمة محكمة ثابتة بالاحاديث الصحيحة صدرت ممن ممن لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى لكن القوم لعجلتهم وسفههم واجتراءهم على الله ورسوله لم - 00:05:12ضَ
يتيحوا لانفسهم ولم يمنحوا انفسهم فرصة البيان والسؤال ما معنى ذلك؟ اما نساء المؤمنين فقامت امرأة وقالت يا رسول الله ما نقصان عقلنا وما نقصان ديننا فبين لها ذلك بيانا شافيا مقنعا. قال اما نقصان آآ عقلكن فلان شهادة امرأتين تعدل - 00:05:31ضَ
شهادة رجل اليس الله تعالى قد قال فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء فليس المقصود بنقصان عقلهن انهن مجنونات اه مخبولات لا وانما المقصود ان الرجل امكن من المرأة واضبط امكن من المرأة واضبط فعند - 00:05:57ضَ
رجل من آآ القدرة على الادلاء بالشهادة والتحكم بالعواطف والانفعالات ما ليس عند المرأة. وهذا امر معروف مستثير تعرفه النساء قبل كل الرجال في المرأة تغلبها العاطفة فربما تقول بعض الحقيقة ولو لم تقصد ذلك لكن تغلبها العاطفة - 00:06:20ضَ
والرجل امكن واضبط في الاداء والتحمل فهذا هو المراد بنقصان عقلها لا كما يصوره البعض او تصوره بعضهن من ان هذا اتهام للمرأة وتنقص لها وازدراء وغير ذلك. يريدون بذلك الطعام - 00:06:41ضَ
بالشريعة وبالسنة النبوية قال واما نقصان دينكن فلان احداكن ثبيت الليالي ذوات العدد لا تصلي ولا تصوم. يشير الى ما الى الحيض الذي يعتري النساء بشكل طبيعي اه جبلة من عند الله عز وجل - 00:07:00ضَ
فليس المراد بنقصان دينهن وصفهن بالفسق والفشوء والفجور كما يريد بعض المتهوكين ان ويدعي عند الناس لينفر من الشريعة بين النبي صلى الله عليه وسلم كلامه. فلا مزايدة في هذه المسألة ويجب الرضا بما اخبر الله تعالى به ورسوله. اذا لفظ النقصان - 00:07:21ضَ
ثابت في السنة تبين بحمد الله ان ان هذه العبارة السلفية عبارة مؤسسة على الكتاب والسنة. ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون بالزلات في البيت ايضا اشارة الى ذكر سبب من اسباب الزيادة. وسبب من اسباب النقصان - 00:07:46ضَ
وان للزيادة اسباب وللنقصان اسباب. فمن اعظم اسباب زيادة الايمان فعل الطاعات والمقصود فعل الطاعات تقربا الى الله. ومن اعظم اسباب نقص الايمان فعل المحرمات فانه يثلب الايمان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين - 00:08:09ضَ
وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن فهذا الحديث يدل على ان من باشر الزنا او السرقة او شرب الخمر او الانتهاب انه - 00:08:39ضَ
ينقص ايمانه وانه لا يكون في حال الايمان الواجب او الايمان الكامل. بل يكون نقص ايمانه وليس في هذا الحديث دليل للخوارج من للوعيدية من الخوارج والمعتزلة. الذين اه يكفرون مرتكب الكبيرة - 00:08:59ضَ
لان الايمان الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم عن الزاني والشارب السارق والمنتهب ليس اصل الايمان وانما هو الايمان الواجب. ولو كان المنفي هو اصل الايمان لكان السارق لا تقطع يده يقطع يضرب عنقه. ولكان شارب الخمر لا يكتفى بجلده - 00:09:19ضَ
فليقتل لو كان المنفي هو اصل الايمان هذا دليل عليهم لا لهم وذلك ان الايمان درجات. اصل الايمان والايمان الواجب والايمان الكامل اصل الايمان هو الاتيان بالشهادتين من قال لا اله الا الله شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والتزم بفعل الواجبات - 00:09:43ضَ
وترك المحرمات يعني التزم بمقتضى الشهادة فالاصل انه قد اتى باصل الايمان فان هو فعلا فعلى الواجبات وترك المحرمات وحسب فقد حقق الايمان الواجب وان هو اخل بالواجبات وقع في شيء من المحرمات فقد نقص عن الايمان الواجب لكن بقي له اصل الايمان - 00:10:08ضَ
وان هو اتى بالواجبات والمستحبات. وترك المحرمات والمكروهات فقد اتى بالايمان الكامل. وهذا وعلى هذا قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه اذا لاحظوا ان كل المذكورين الان هم من المصطفين الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه وهو الذي - 00:10:34ضَ
حل بترك اتى باصل الايمان واخل ببعض الواجبات ووقع في بعض المحرمات ومنهم مقتصد وهو الذي اتى باصل الايمان وفعل الواجبات وترك المحرمات وحسب كالرجل الذي قال يا رسول الله ارأيت - 00:11:02ضَ
صليت المكتوبات وصمت رمظان وذكر اركان الاسلام او بعظها ادخل الجنة؟ قال نعم. قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص ثم ولى فقال النبي صلى الله عليه وسلم افلح وابيه ان صدق - 00:11:19ضَ
اما ثم قال ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. وهم الذين ضموا الى فعل الواجبات فعل المستحبات وانواع المروءة وتركوا المحرمات والمكروهات وخوارم المروءات فهؤلاء هم الكمل في ايمانهم الايمان يزيد بفعل الطاعة وينقص بفعل المعصية - 00:11:34ضَ
وهذا امر وجدي يجده الانسان من نفسه. فان احدنا اذا اطاع الله تعالى بطاعة من الطاعات احس منسوب ايمانه. واذا قارف معصية من المعاصي وقع في قلبه ظلمة. وفي نفسه انقباض بسبب ذهاب وهج الايمان - 00:11:58ضَ
وبشاشته بسبب تلك المعصية على ان للايمان اسباب اخرى تزيده كالتفكر في ملكوت السماوات والارض انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ويقابله في اسباب النقص الاعراض عن التفكر في خلق السماوات والارض. ولهذا عاب الله تعالى على - 00:12:18ضَ
المشركين بلادتهم وعدم التفاتهم الى ما بثه في الكون والافاق من مظاهر ربوبيته. فقال سبحانه وتعالى الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا - 00:12:45ضَ
وبنينا فوقكم سبعا شدادا. وجعلنا سراجا وهاجا. وانزلنا من المعسرات ماء زجاجا. لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا هذا لفت لانظارهم البليدة الى التفكر في ملكوت السماوات والارض ومن اسباب زيادة الايمان ما تقدم فعل الطاعة تقربا الى الله تعالى. اما من فعل طاعة لا على وجه التقرب الى الله - 00:13:07ضَ
فانها لا تزيد ايمانه. كما لو فعل الطاعة من باب الموافقة الاجتماعية او من باب اه الصحة البدنية. او من باب دفع السبة والمذمة عن نفسه فهذه لا تزيده ايمانا. ينبغي ان يكون ذلك بنية التقرب الى الله عز وجل حتى يحصل الاثر - 00:13:37ضَ
ومن اسباب نقص الايمان ترك الطاعة فمن ترك طاعة من الطاعات الواجبة عليه نقص ايمانه لهذا قال الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين - 00:13:57ضَ
اه ومن اسباب زيادة الايمان ترك المعصية خوفا من الله تعالى ترك المعصية خوفا من الله تعالى. لا خوفا من الناس او خوفا من الاثار الصحية. وانما خوف من الله. ان الذين يخشون - 00:14:17ضَ
يخشون ربهم بالغيب فاذا تركها من جراء خوفه لله زاده الله تعالى ايمانا. فمن صرف بصره عن حرام القى الله في قلبه حلاوة يجد طعمها في قلبه ومن اسباب نقصان الايمان - 00:14:34ضَ
اقتراف المعصية لا سيما اذا كانت مع ضعف الداعي فانه ينقص ايمانه مع ضعف الداعي اليها اشد من نقصه مع قوة الداعي كيف ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم. اشيمط زان وعائل مستكبر ومنفق سلعة - 00:14:54ضَ
بالحلف الكاذب اشيمط زان يعني بلغ من الكبر عتيا ثم يزني يعني عسى الله مع ضعف الداعي لمعصيته وعائل مستكبر يعني صعلوك فقير ومع ذلك مستكبر فلو كان ذا مال كثير لقيل انما حمله على الكبر ما بين يديه فكيف وهو معدم - 00:15:17ضَ
اذا ضعف الداعي ووقع الانسان في المعصية نقص ايمانه باكثر كما ان الحسنات ايضا التي يفعلها الانسان تتفاوت زيادة الايمان بخلافها فيزيد الايمان بفعل الفرائض اعظم من زيادته بفعل النوافل ما تقرب الي عبدي باحب الي مما افترضته عليه - 00:15:44ضَ
وهكذا فهذه اسباب في الزيادة واسباب في النقصان. وعلى المؤمن العاقل ان يحرص على زيادة رصيده من الايمان اعظم من حرصه على زيادة رصيده من المال تجد اه احدنا ينظر في رصيده كم بلغ؟ كم زاد؟ كم نقص - 00:16:08ضَ
في الحساب البنكي ولا يفكر في زيادة رصيده الايماني كم بلغ ايمانه؟ ايزيد ايمانه ام ينقص وهذا اولى لانه هو التجارة الباقية واما متاع الدنيا فمتاع قليل وزائل قال واهله فيه على تفاضلي. اهل السنة والجماعة يعتقدون ان المؤمنين متفاضلين. كما تلونا في اية فاطر ثم - 00:16:29ضَ
اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. هل انت كالاملاك او كالرسل؟ هذا سؤال انكاري يشير فيه الى خلاف المرجئة. لان المرجئة تزعم ان الايمان شيء واحد - 00:16:56ضَ
وان اهله فيه سواء وانه لا فرق بين ايمان اتقى الناس وافجر الناس. لا فرق بين ايمان افجر الناس وايمان ابي بكر وعمر وجبرائيل وميكائيل لماذا؟ لان الايمان عندهم يقولون التصديق والتصديق لا يختلف - 00:17:17ضَ
وهذا باطل حتى قولهم التصديق لا يختلف ولا يتفاوت باطل فان التصديق يتفاوت التصديق نفسه يتفاوت. ففرق بين خبر واحد وخبر الاثنين. خبر الاثنين والثلاثة. فرق بين الخبر الذي يأتي عن طريق الاحاد والذي يثبت بالتواتر. لا شك ان الانسان يزداد تصديقا مع كثرة - 00:17:34ضَ
المخبرين كذلك ايضا بالنسبة للخبر والمعاينة فليس الخبر كالمعاينة فما رأيت فما رأيته بعيني رأسك اقوى في التصديق مما اخبرت به وابلغت. فقولهم ان التصديق لا يتفاوت غير مسلم وفزعموا بناء على هذا الاصل الفاسد ان ايمان المؤمنين واحد وانه لا فرق بين ايماني اتقى الناس وافجل - 00:18:01ضَ
لا فرق بين ايمان افجر الناس وايمان جبرائيل ميكائيل وابي بكر وعمر. لهذا سأل هذا السؤال الانكاري هل انت الاملاك يعني الملائكة او كالرسل والجواب لا لا يمكن ان يكون ذلك سواء - 00:18:32ضَ
ولما ذكر هذه المسألة اه وقبل ان نغادرها نبين بان كلا من المرجئة والوعيدية على كونهما طرفي نقيض فهؤلاء اهل تساهل وتفريط وهم المرجئة والوعيدية اهل تشدد وافراط الا ان كلا الفريقين يعتقد بان الايمان شيء واحد لا يزيد ولا - 00:18:50ضَ
اما اهل السنة والجماعة فانهم نظروا فوجدوا ان الايمان خصال متنوعة منها ما يتعلق بالقلب ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق بالجوارح وبناء عليه فالايمان يزيد بزيادة خصاله. وينقص بنقص ما نقص من خصاله. فلهذا طرأ - 00:19:13ضَ
اما المرجئة فمأخذهم في قولهم ان الايمان لا يزيد ولا ينقص لكون الايمان عندهم هو التصديق والتصديق عندهم لا يتفاوت والاعمال اصلا غير داخلة عندهم في مسمى الايمان فكيف اذا يقع اه تفاوت وتفاضل بين اهله - 00:19:36ضَ
واما الوعيدية فقالوا الايمان هو الدين كله واما ان تأتي به جميعا او يزول عنك جميعا والعياذ بالله فلذلك قالوا ما يزيد ولا ينقص لانه شيء واحد يعني عندهم يا اخوة ان الايمان - 00:19:57ضَ
مثل الهوية الهوية الوطنية انت تحمل بطاقة احوال مدنية او هوية تثبت انك مثلا سعودي او مصري او غير ذلك اما ان توجد واما ان لا توجد فعندهم انه اذا انتقص شيء من الايمان بطل الايمان باكمله - 00:20:16ضَ
واستدلوا بمثل الحديث السابق لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وبينا لكم جوابه وان الذين فاه النبي صلى الله عليه وسلم هو ماذا نفى الايمان الواجب ولم ينفي اصل الايمان. وانه لو نفى اصل الايمان لما اكتفي بالسارق بقطع يده ولا بالشارب بجلده - 00:20:35ضَ
او بالزاني غير المحصن بجلده بل كان حق الجميع القتل وايضا يجاب عنهم بان الله تعالى اثبت الاخوة الايمانية مع وجود الكبائر فقال في حق القاتل فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. فسمى القاتل اخا للمقتول - 00:20:59ضَ
وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فسماهم مؤمنين. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء. الى بامر الله سماهم بغاة والبغي كبيرة ثم قال انما المؤمنون اخوة فاين يذهبون - 00:21:21ضَ
هكذا تجدون ان اهل البدع يتمسكون بطائفة من النصوص ويغظون الطرف عن طائفة. وتأتي طائفة مقابلة تعمل اه النصوص الاخرى وتغض الطرف عن الطائفة الاخرى. فيأتي قولهم شائها خداجا ناقصا - 00:21:40ضَ
واما اهل الحق فانهم ينظرون الى النصوص مجتمعة ويعملونها جميعا على وجه لا تعارض فيه فلما كان الامر كذلك وافترق الناس الى هذين الطرفين والوسط انعكس ذلك على حكمهم على الفاسق الملي - 00:21:58ضَ
والفاسق مأخوذ من الفسق والفسق هو الخروج عن طاعة الله. تقول العرب فسقت التمرة كيف فسقت التمرة؟ كيف تكون التمرة فاسقة اذا خرجت من قشرها. يعني اراد الانسان ان ان يجنيها فخرجت من قشرها يقال فسقت التمرة. هذا اصلها في الوضع اللغوي - 00:22:17ضَ
الفسق هو الخروج عن طاعة الله والملي يعني المنسوب الى ملة الاسلام يقول والفاسق الملي الملي ذو ذو العصيان يعني صاحب العصيان الذي يبدر منه معصية وكبيرة لم ينفى عنه - 00:22:39ضَ
الايمان اي ان اهل السنة لا ينفون عن مرتكبي الكبيرة مطلق الايمان. لكن لا يمنحونه الايمان المطلق ففرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان الايمان المطلق ما هو؟ الايمان الكامل. مطلق الايمان هو الحد الادنى منه - 00:22:54ضَ
الايمان المطلق من جنس ما ذكر الله تعالى في سورة الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياتهم زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا - 00:23:13ضَ
هذا هذا الايمان المطلق. وقوله في الحجرات انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. هذا هو الايمان المطلق اما مطلق الايمان فالحد الادنى منه - 00:23:33ضَ
ولهذا استدل الامام الشافعي اه على اه ان الايمان آآ لا يزول بارتكاب الكبيرة بقول الله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة فلو ان انسانا ترتبت عليه كفارة وفيها عتق رقبة فاعتق عبدا - 00:23:52ضَ
زانيا سارقا كذابا نماما مغتابا فانه يجزئه باتفاق المسلمين اذا يصدق عليها انها رقبة مؤمنة ولا لا؟ يصدق لها عليها وصف الايمان. لكن هذا الايمان هو مطلق الايمان. وليس الايمان المطلق - 00:24:15ضَ
لهذا قال لم ينفى عنه مطلق الايمان هذا وللحديث صلة ان شاء الله. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:24:33ضَ