التفسير - المستوى الثالث

المحاضرة 11 - التفسير - تفسير سورة الأعلى (13:5) - المستوى الثالث - الشيخ محمد صالح المنجد

محمد صالح المنجد

يا راغبات في كل علم نافع ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعهم طوروا ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد بالعلم كالازهار في البستان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب - 00:00:00ضَ

والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات الطلاب والطالبات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فهذا هو الدرس الحادي عشر من سلسلة محاضرات مادة التفسير - 00:00:50ضَ

في اكاديمية زاد وقد سبق في الدرس الماضي الحديث عن تفسير سورة الاعلى وقلنا انها سورة مكية ومن مقاصدها بيان علو ذات الله تعالى وصفاته والابداع في خلقه واحكامه واتقانه - 00:01:12ضَ

وتأييد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك تثبيته على تلقي الوحي وقد امر الله تعالى في اولها بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته والخضوع لجلاله والاستكانة لعظمته. فقال سبح اسم ربك الاعلى - 00:01:38ضَ

وقوله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فيها بيان بعض مظاهر الابداع الالهي في الخلق والتي تقتضي تسبيحه وتنزيهه عن كل نقص واثبات كل المحامد وصفات الكمال له عز وجل - 00:02:03ضَ

وفي قوله تعالى الذي خلق فسوى اي جعل كل جنس ونوع من الموجودات مناسبا للاعمال التي خلق لاجلها وقوله تعالى والذي قدر فهدى اي قدر اقدار المخلوقات في الحال والمآل والذات - 00:02:28ضَ

والصفات فكل مخلوق له قدر محدود اجال واحوال واجسام محدودة وكل شيء مقدر تقديرا وكل شيء مقدر تقديرا وقوله فهدى اي الهداية العامة التي مضمونها انه هدى كل مخلوق الى مصالح معاشه وما يقيمه. كما قال تعالى - 00:02:52ضَ

قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقوله تعالى والذي اخرج المرعى اي انزل من السماء ماء فانبت به من جميع صنوف النباتات والزروع والعشب الكثير ما بين اخضر - 00:03:23ضَ

واصفر واحمر وابيض مما ترعاه الانعام وترتع فيه الناس والبهائم وكل حيوان وقوله تعالى فجعله غثاء احوى اي اخرج المرعى ناعما اخضر ثم ييبس فيسود من احتراقه بالشمس وغيرها فيصبح غثاء تذهب به الرياح والسيول بعد الخضرة والحسن - 00:03:39ضَ

نكمل في هذا الدرس بمشيئة الله تفسير بقية السورة ومع قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى فلما ذكر بعض نعمه الدنيوية ذكر نعمته الدينية - 00:04:10ضَ

ابتداء على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وامتن باصل هذه النعم ومن شأي وهو القرآن فقال سنقرئك فلا تنسى سنحفظ ما اوحينا اليك من الكتاب ونوعيه قلبك فلن تنسى منه شيئا - 00:04:31ضَ

وهذه بشارة كبيرة من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم انه سيعلمه علما لا ينساه وهذا وعد من الله بعون نبيه عليه الصلاة والسلام على حفظ جميع ما يوحيه اليه - 00:04:56ضَ

سنقرئك اي سنجعلك قارئا سنلهمك القراءة فلا تنسى ما تقرأه وسنعلمك بتلاوة جبريل عليك تعليما لا يزول وهذي معجزة النبي صلى الله عليه وسلم لانه امي لا يكتب ولا يقرأ - 00:05:17ضَ

وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه القرآن اكثر تحريك لسانه مخافة ان ينسى وكان لا يفرغ جبريل من اخر الوحي حتى يتكلم هو باوله مخافة النسيان فطمأنه ربه - 00:05:43ضَ

وانه لا حاجة ان يفعل ذلك فان الله سيقره في نفسه قرارا لا ينساه سنقرؤك فلا تنسى سنعلمك فتحفظه وهذا كقوله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وكذلك - 00:05:58ضَ

لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنا وبدأ بقوله سنقرؤك قبل ذكر انتفاء النسيان فلا تنسى اعلاما بان القرآن في تزايد مستمر فاذا كان قد خاف من نسيان بعض ما اوحي اليه - 00:06:23ضَ

على حين قلته وهو سيتتابع ويتكاثر وهذه بشارة عظيمة انه حتى مع ما سيأتي منه لن ينسى ما سبق ولا ما يأتي لاحقا وقد تكفل الله له بعدم نسيانه مع تزايده - 00:06:48ضَ

ونحن نعلم ان هذه السورة مكية فقوله تعالى فلا تنسى خبر وليس نهيا لان النسيان لا يدخل تحت التكليف اذا سنقرئك فلا تنسى يعني سنقرؤك قراءة لا تنساها لا تنسى بعدها - 00:07:12ضَ

شيئا مما اقرئته وقوله تعالى الا ما شاء الله اي انه سبحانه اذا اراد ان ينسيك شيئا لم يعجزوا ذلك واذا اراد لحكمة ان ينسخه من صدرك فسينسخ ففائدة هذا الاستثناء يعني الا ما شاء الله - 00:07:36ضَ

ان يعرف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقدرته التبرك بذكر المشيئة كما قال تعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله اشارة الى انه سيحدث نسخ - 00:08:07ضَ

لبعضه نسخا يزيله من الصدور وقد ذكر بعض العلماء ان سورة الاحزاب كانت بقدر سورة البقرة وان الله سبحانه وتعالى قد نسخ منها ما شاء فلم تعد موجودة في الصدور - 00:08:30ضَ

وهناك منسوخات بقيت لفظا في الصدور محفوظة لكن لم تعد من القرآن اذا سنقرؤك فلا تنسى الا ما شاء الله هذا معنى المعنى الاخر سنقرئك فلا تنسى طلب وتكون لا ناهية - 00:08:56ضَ

والمعنى سنقرؤك فلا تغفل عن قراءته وتكراره حتى لا تنساها ويكون معنى الاستثناء هنا على ما يقع من النسخ اي الا ما شاء الله رفعه ونسخه مما اقتضت حكمته ان ينسخه وان ينسيه - 00:09:32ضَ

فيرفع حكما وتلاوة الامر بيد الله كما قال يمحو الله ما يشاء ويثبت وقال ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها ومع قوله تعالى انه يعلم الجهر وما يخفى - 00:09:54ضَ

خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وامته داخلة في الخطاب والمعنى ان الله يعلم الجهر يا محمد من عملك يعلم الجهر ما اظهرته واعلنته وما يخفى منه كذلك يعلمه ويعلم جميع اعمالك - 00:10:18ضَ

سرها وعلانيتها فاحذر ان يطلع عليك على امر لا يرضاه وهذي موعظة للامة والله تعالى يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من الاقوال والافعال وقيل الجهر ما حفظته من القرآن في صدرك وما يخفى - 00:10:43ضَ

ما نسخ من حفظك مما انساكه الله تعالى وقيل الجهر ما علمه وما يخفى ما سيتعلمه من بعد وقيل عالم بجهرك في القراءة مع قراءة جبريل عليه السلام وعالم بالسر الذي في قلبك وهو انك تخاف النسيان - 00:11:10ضَ

ونتابع معكم بمشيئة الله تفسير السورة بعد الفاصل ان شاء الله وصية الله لعباده. قرن حقهما بحقه وشكرهما بشكره. امر ببرهما ونهى عن عقوقهما. انه هما الوالدان. قال تعالى الوالدين احسانا. والبر بالوالدين يعود نفعه على الولد البار بثمرات وفوائد. منها - 00:11:37ضَ

تحصيل مرضات الله تعالى. اطالة العمر وزيادة الرزق. اكتساب بر الابناء في المستقبل. فالجزاء من جنس العمل تكفير الذنوب والخطايا. فعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال - 00:12:28ضَ

يا رسول الله اني اصبت ذنبا عظيما. فهل لي توبة؟ قال هل لك من ام؟ قال لا. قال هل لك من خالة قال نعم قال فبرها وللبر بالوالدين صور واشكال - 00:12:48ضَ

منه ما يكون في حياتهما كاحسان القول اليهما. وخفض الصوت عندهما وطاعتهما فيما يأمران به وتعليمهما ما يحتاجان اليه واستئذانهما عند السفر. واظهار التقدير والاحترام لهما. وتقبيل ايديهما ورأسيهما. والسعي في ارضائهما - 00:13:06ضَ

وتحمل المشاق في سبيل ذلك. ومنه ما يكون بعد وفاتهما كالدعاء لهما والاستغفار لهما. وقضاء دينهما وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما. واكرام اصدقائهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:29ضَ

ان من ابر البر صلة الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي حياكم الله مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات ومع قوله تعالى ونيسرك لليسرى هذه بشارة اخرى للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:48ضَ

ان الله سييسر له جميع اموره وانه سيجعل شرعه ودينه يسرا والتيسير جعل العمل يسيرا على العامل والمقصود يسرك للطريقة اليسرى وهي عمل الخير فنيسرك لان تعمل خيرا ونسهل عليك - 00:14:18ضَ

افعال الخير واقواله ونشرع لك شرعا سهلا سمحا ودينا عدلا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر وهذا كما قال السمعاني وزاد وابن الجوزي في زاد المسير والقرطبي وابن كثير - 00:14:45ضَ

وغيرهم من المفسرين والمقصود نهيئك للامور اليسرى في امر الدين وعواقبه من تيسير حفظ القرآن عليك وتيسير الشريعة التي ارسلت بها وتيسير الخير لك في الدنيا والاخرة والتعبير نون التعظيم في قوله ونيسرك - 00:15:02ضَ

لان عظمة المعطي تدل على عظمة العطاء كما قال تعالى انا انزلناه انا نحن نزلنا الذكر انا اعطيناك الكوثر ودلت هذه الاية على ان الله سبحانه فتح على النبي صلى الله عليه وسلم من ابواب التيسير والتسهيل ما لم يفتحه على احد غيره - 00:15:30ضَ

كيف لا وقد كان يتيما آآ وقد كان يتيما ونشأ في قوم جهال وكان فقيرا ولكن الله تعالى اصطفاه وانقذه ولما ذكر المنة ذكر التكليف لما ذكر التشريف ذكر التكليف - 00:15:54ضَ

فقال فذكر اذا سنيسره عليك لن نجعلك تنساه هذا الدين اليسر الذي سنؤتيك اياه لابد في المقابل من اعمال انت تعملها هي مطلوبة منك ما هي هذا التذكير امر الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم ان يذكر عباد الله جميعهم - 00:16:25ضَ

وان عظهم وان يحذرهم عقوبة الله وقال فذكر ان نفعت الذكرى والتذكير تبليغ الذكر وهو القرآن والذكرى مصدر التذكير فان قال قائل اين مفعول فذكر يعني ذكر من قيل محذوف - 00:17:07ضَ

لاجل التعميم يعني ذكر الناس كلهم ويدل على ذلك قوله تعالى سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقى اقسام الجميع موجودة الذي سيتذكر والذي سيتجنب التذكرة معنى الاية عظ بالقرآن ان نفعت الموعظة والتذكير او لم تنفع لان - 00:17:28ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم بعث مبلغا للاعذار والانذار فعليه التذكير في كل حال نفع او لم ينفع وانما لم يذكر الحالة الثانية واكتفى بذكر اشرف الحالتين كقول السرابيل تقيكم الحر - 00:18:02ضَ

والمراد البرد ايضا ومما يؤكد ان التذكير مطلوب على كل حال ان الانتفاع بالذكرى مبني على حصول الخشية في القلب وصفات القلوب لاطلاع لاحد عليها الا الله عز وجل لو كان - 00:18:21ضَ

ذكر من يستفيد فقط فكيف يعرف من يستفيد ممن لا يستفيد ولذلك ذكر الجميع فوجب على النبي صلى الله عليه وسلم تعميم الدعوة تحصيلا للمقصود والمقصود تذكير من ينتفع التذكير لكن التذكير من ينتفع بالتذكير لكن لا سبيل الى ذلك الا بتعميم التذكير - 00:18:46ضَ

وقيل معنى ان نفعت الذكرى اي الارشاد الى التذكير بالاهم يعني ذكر بالمهم الذي فيها النفع الذي فيه النفع طبعا القرآن كله نافع بلا شك والمقصود ذكر به واترك غيره مما لا نفع فيه - 00:19:19ضَ

وقيل ذكرهم بما ينفعهم من امور التوحيد والاصول قبل الفروع التي تكون مخاطبتهم بها ربما صادة لهم كما ذكرت عائشة رضي الله عنها يعني اول ما اه اول ما ما ما نزل - 00:19:44ضَ

عظمة الله والجنة والنار ولو بدأ لا تشربوا الخمر لا تزنوا لا تهى ما اطاعوه ما اجاب كذلك فان التذكير مطلوب ما دامت الذكرى مقبولة والموعظة مسموعة ومفهوم الاية عند بعض العلماء - 00:20:04ضَ

انه ان لم تنفع الذكرى بان كان التذكير يزيد هذا الموعوظ اعراضا ونفورا نتوقف عن ذلك ولست مأمورا باكمال المشوار مع ناس معرضين والذكرى ينقسم الناس فيها الى قسمين. منتفعون وغير منتفعين - 00:20:33ضَ

ولذلك بين تعالى من الذي ينتفع فقال سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقى الخشية الخوف مع التعظيم سيذكر من يخشى الله من يخشى اليوم الاخر من يخشى عذاب الله سيذكر من - 00:21:05ضَ

يخشى من للجنس؟ يعني ليس اه فردا معينا سيتذكر الذين يخشون سيذكر يا محمد صلى الله عليه وسلم ويتعظ بالقرآن من يخشى الله ويخاف عقابه ويعلم انه ملاقيه وهذا معنى قول الحسن تذكرة للمؤمن وحجة على الكافر - 00:21:33ضَ

وقول ابن عباس تنفع اوليائي ولا تنفع اعدائي لكن نلاحظ قول الحسن فيه بيان وفائدة تذكير الذي لن ينتفع بان الحجة قد قامت عليه فلو قال واحد طيب التذكير لمن ينتفع - 00:22:06ضَ

فائدة واضحة طيب لما ذكر الجميع وانتفع من انتفع. طيب البقية ما الفائدة؟ ماذا كانت الفائدة في تبليغهم؟ الجواب اقامة الحجة عليهم حتى لا يدخل النار احد لم تقم عليه الحجة - 00:22:34ضَ

والذكرى ايضا تنفع الراجي فالراجي قد يتذكر الا ان تذكرة الخاشي ابلغ من تذكرة الراجي فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء وان تعلقت اصلا بالخشية والرجاء سيذكر من يخشى الذكرى نافعة حتما - 00:22:57ضَ

فريقا من الناس وهو من يخشى الله حق خشيته فيتفكر في شأن ما ذكر به ويقف على حقيقته ويؤمن به وخشية الله يوجب للعبد الانكفاف عن المعاصي والسعي في الخيرات - 00:23:28ضَ

هذا الذي سيتذكر هو السعيد واما الذي سيتجنب التذكرة فهو الشقي وسنعرف تفسير الاية بشأن ذلك بعد قليل ان شاء الله امام عادل وخليفة زاهد من اشهر الخلفاء الامويين واشبه الناس سيرة بالخلفاء الراشدين. قال عنه - 00:23:56ضَ

انس بن مالك رضي الله عنه ما صليت وراء امام اشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى فمن هو؟ انه امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز بن مروان القرشي الاموي. وامه ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب - 00:24:36ضَ

رضي الله عنهما. ولد سنة احدى وستين للهجرة بالمدينة. ونشأ فيها عند اخواله فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة رضي الله عنهم وحفظ القرآن وهو صغير. في سنة سبع وثمانين للهجرة ولاه الوليد بن عبدالملك امارة المدينة - 00:24:57ضَ

دينا ثم ضم اليه ولاية الطائف سنة احدى وتسعين للهجرة. ليصير واليا على الحجاز كلها. وقد كان في هذه في المدة من احسن الناس معاشرة واعدلهم سيرة. كان اذا وقع له امر مشكل جمع فقهاء المدينة عليه - 00:25:17ضَ

وقد عين عشرة منهم كان لا يقطع امرا دونهم او من حضر منهم. لما تولى سليمان بن عبدالملك الخلافة قربه وجعله وزيرا له. وفي سنة تسع وتسعين للهجرة كتب سليمان بن عبدالملك قبل وفاته كتابا يستخلف فيه عمر من بعده. صعد عمر المنبر بعد توليه الخلافة - 00:25:37ضَ

فقال ايها الناس اني قد ابتليت بهذا الامر عن غير رأي كان مني فيه ولا مشورة من المسلمين. واني قد خلعت ما في اعناقكم من بيعتي فاختاروا لانفسكم فاجابه الناس قائلين قد اخترناك يا امير المؤمنين ورضينا - 00:26:01ضَ

بك فولي امرنا باليمن والبركة. اجتهد رحمه الله في فترة ولايته وكانت سنتين وخمسة اشهر واربعة ايام فعزل الولاة الظالمين ورد المظالم وانتصر للمظلومين. ونشر العدل بين المسلمين. فضلا عن نشر - 00:26:21ضَ

للعلم وعمله بالشورى وامره بتدوين الحديث النبوي. في الخامس والعشرين من رجب عام مائة وواحد للهجرة توفي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وجزاه عن عدله وفعاله الحسنة خير الجزاء - 00:26:41ضَ

الحمد لله اهلا ومرحبا بكم ونحن مع الامر الالهي والتكليف للنبي صلى الله عليه وسلم لمن سار على هديه في تذكير العالم تذكير الناس وان الفائدة سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقاء. الشقاء - 00:27:01ضَ

الحالة الناشئة في الاخرة عن الكفر من الاهانة والتعذيب لان من مات مؤمنا ليس بشقي الاشقى هو الكافر. لانه اشد الناس شقاء في الاخرة لخلوده في النار الاشقى ايضا اسم جنس يشمل كل المشركين - 00:27:48ضَ

وليس المقصود فقط الوليد بن المغيرة او عتبة بن ربيعة اه بعض من ذكر وانما كل المعرضين فمعنى الاية يتجنب التذكرة ويتباعد عنها اشقى الفريقين من المؤمنين والمشركين اشقاهما هؤلاء الكفرة المعرضون - 00:28:12ضَ

الذين سيخلدون في النار نلاحظ المقابلة بين من يخشى والاشقى اشارة الى ان الشقي من شأنه ان لا يخشى بانه منهمك في غروره منغمس في لهوه فلا يبحث عن خلاص اصلا - 00:28:43ضَ

فاذا نزل به الموت صار الى العذاب الاليم ولذلك بين تعالى جزاء الاشقى فقال الذي يصلى النار الكبرى يدخلها ويحترق فيها وبها والنار الكبرى هي نار جهنم العظيمة وهي نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة - 00:29:08ضَ

وقال ابن عباس النار الكبرى الطبق الاسفل من جهنم آآ النار الكبرى نار الاخرة لانها الكبرى بالنسبة لنار الدنيا فهي الكبرى بشدتها والكبرى بمدتها والكبرى ضخامتها والكافر فيها يمتد الى ما لا نهاية - 00:29:33ضَ

ذكر الله حال هذا الاشقى الحالة التعيسة وقال ثم لا يموت فيها ولا يحيى العرب كانت اذا وصفت الرجل الذي وقع في شدة عظيمة لا هو حي ولا هو ميت - 00:30:07ضَ

فخاطبهم بالذي جرى من ذلك اي يعذب عذابا اليما من غير راحة ولا استراحة حتى يتمنى الموت فلا يحصل له كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنه من عذابها - 00:30:26ضَ

لا يموت فيها فيستريح من عذابها ولا هو يحيى حياة كريمة يسعد بها الاحساس باقي الشعور باقي ليذوق العذاب وحرف العطف ثم للتراخي في مراتب الشدة لان التردد في النار بين الموت والحياة - 00:30:43ضَ

افظع من نفس الصلي يعني الاحراق او اصلائه بالنار هذا يكون في البداية فيصير الى حال لا هو حي ولا هو ميت ثم لا يموت فيها ولا يحيا يعني ثم باستمرار العذاب عليه - 00:31:11ضَ

يصبح في حال من الشدة ده لا يموت فيها ولا يحيى نسأل الله السلامة والعافية وقيل معناه ان نفس احدهم في النار تصير في حلقه فلا تخرج فتفارق فيموت ويتوقف العذاب او يرتاح ولا ترجع الى موضعها من الجسم - 00:31:40ضَ

على اية حال هذا هذه اخبار الغيب تحتاج الى ادلة وانما نقول اه لا لا يموت فيها فيستريح بالموت ولا يحيى حياة اه كريمة او حياة اه فيها فائدة. وانما حياة ذل وشقاء واهانة وعذاب - 00:32:07ضَ

مستمر كما انه كان في حياته في الدنيا من جنس حياة البهائم لا عقل ولا فهم عن الله والاتعاظ ولا عمل صالح نسأل الله السلامة والعافية ايها الاخوة والاخوات نقف هنا عند قوله تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى - 00:32:27ضَ

نأتي على تفسيرها بمشيئة الله تعالى في الدرس القادم نسأل الله سبحانه ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وان يجعلنا ممن يعقل عن الله كلامه ويعمل بوحيه انه سميع مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:33:02ضَ

يا راغبا في كل علم نافع متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا - 00:33:31ضَ