التفسير - المستوى الثالث

المحاضرة 3 - التفسير - تفسير سورة الانشقاق (25:16) - المستوى الثالث - الشيخ محمد صالح المنجد

محمد صالح المنجد

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه طور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد. زاد اكاديمية هذا كتاب بالعلم كالازهار في البستاني بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب - 00:00:00ضَ

رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فهذه الحلقة هي الدرس الثالث من سلسلة محاضرات مادة التفسير - 00:00:50ضَ

في اكاديمية زاد وقد سبق في الدرس الماضي الحديث عن تفسير قول الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا الايات وفي هذا الدرس نختم الكلام بمشيئة الله تعالى - 00:01:13ضَ

في تفسير بقية سورة الانشقاق ومع قول الله عز وجل فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق فاقسم الله تعالى في هذه الايات ببعض - 00:01:33ضَ

ايات الليل الكونية التي تشهد بقدرته وتدعو الى الايمان به والتصديق باليوم الاخر وبما يكون فيه من الاهوال وهذا الكلام خطاب لجنس الانسان المنادى اولا في قوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح - 00:01:53ضَ

الى ربك وذلك باعتبار شموله لجميع افراد الانسان ولا زائدة مؤكدة. بمعنى فاقسم برب الشفق وقد اختلف العلماء في المراد بالشفق على عدة اقوال فقيل هو شفق الليل وهو الحمرة التي تبقى في الافق بعد غروب الشمس - 00:02:15ضَ

وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما واكثر المفسرين وبسقوط الشفق يخرج وقت المغرب ويدخل وقت العشاء عند عامة العلماء وقد ثبت في الحديث وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق - 00:02:42ضَ

رواه مسلم وعلى هذا فالمعنى ان الله تعالى اقسم بالنهار مدبرا وبالليل مقبلا فلا اقسم بالشفق والليل وقيل المراد بالشفق البياض الذي يعقب تلك الحمرة فالشفق هو حمرة الافق اما قبل طلوع الشمس - 00:02:57ضَ

واما بعد غروبها قال علماء اللغة الشفق الحمرة من غروب الشمس الى وقت العشاء الاخرة فاذا ذهب يعني خلاص صار صار الظلام دامسا معتما غاب الشفق خلاص دخل وقت العشاء خرج لوقت المغرب - 00:03:26ضَ

وقيل المقصود بالشفق بقية ضوء الشمس وقيل ما بقي من النهار فاذا بعضهم يلاحظ الشفق الذي عند الغروب وبعضهم يلاحظ الشفق الذي يكون اه الصباح. ولذلك قال مجاهد والنهار كله - 00:03:56ضَ

وفي رواية انه قال الشفق الشمس وانما حمله على هذا قرنه بقوله تعالى والليل وما وسق يعني جمع فكأنه فهم رحمه الله الشفق الشفق النهار والليل اقسم الله بهما متقابلين - 00:04:19ضَ

طيب اذا بعض العلماء قالوا الشفق هذا هذا الذي اذا ذهب خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء. فما هو الشفق الحمرة الباقية بعد غروب الشمس طيب هذا واحد من المعاني. وقيل ايضا - 00:04:44ضَ

الشفق اسم للحمرة والبياض فهو من الاضداد وهذا ذكره الطبري والسمعاني والبغوي وابن كثير وغيرهم وقول الله تعالى والليل وما وسق اي جمع وضمه فلا فلا اقسم بالشفق لو قلنا قول مشهور - 00:05:07ضَ

الحمرة الباقية بعد الغروب. والليل طبعا لانه يتلوها اذا سقط الشفق جاء الليل المعتم فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق. يعني وما جمع وضم المقصود بالقسم والليل وما جمعه لان النهار يفرق. وينشر - 00:05:31ضَ

يخرجون في طلب المعاش والدواب تخرج في طلب الكلأ والمرعى والطعام الليل يجمعها مرة اخرى. ويضمها الى اوكارها واعشاشها والى مراحها ومعاطنها وحظائرها حتى الادمي آآ حتى الناس يرجعون الى بيوتهم - 00:06:02ضَ

والليل وما وسق وما جمع وما ضم مما كان منتشرا في النهار وما سكن فيه وهدأه من ذي روح كان يطير او يدب بالنهار وذلك ان الليل اذا اقبل اوى كل شيء الى مأواه - 00:06:37ضَ

وظلمة الليل تسوق كل شيء الى مأواه وقال قتادة في تفسير الاية وما وسق يعني وما جمع من نجم ودابة وقيل في معنى وما وسق يعني وما ستر وغطاه جنة يعني غطى وستر - 00:06:59ضَ

واكثر المفسرين على ان قوله تعالى وما وسق يعني ما جمع وما اوى وما ستر وقوله تعالى والقمر اذا اتسق. اذا نلاحظ هذه اقسام من الله. الله يقسم باشياء عظيمة من مخلوقاته. فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق. والقمر - 00:07:20ضَ

اذا اتسق اجتمع واستوى وامتلأ واكتمل وتم نوره مأخوذ من الوسق وهو الجمع يقال وسقته فاتسقه كما يقال وصلته فاتصله امر فلان متسق يعني مجتمع امر الجماعة هؤلاء متسق يعني - 00:07:39ضَ

منتظم ويقال في اللغة اتسق يعني تتابع. اتسق الشيء اذا تتابع كما في تفسير القرطبي فاذا اقسم الله تعالى بالقمر اذا اجتمع واستوى وتم نوره وهذا متى يكون يا اخواني؟ في الايام البيض - 00:08:05ضَ

وهو ليلة الثالث عشر من الشهر والرابع عشر والخامس عشر وذلك احسن ما يكون واكثر منافع. ولذلك الله اقسم به وقال قتادة في معنى اتسق يعني استدار وقيل اذا طلع مضيئا - 00:08:27ضَ

والمعاني متقاربة ومعنى الكلام ان الله يقسم بالقمر اذا تكامل نوره وابدر وصار مقابلا لليل وما وسق كما في كتاب النكت والعيون وتفسير السمعان والبغب ابن كثير والسعدي وقوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق هذا جواب القسم. اذا فلا اقسم بالشفق - 00:08:43ضَ

والليل وما وسق. والقمر اذا اتسق طيب اقسم على ايش؟ على حقيقة اقسم بمخلوقاته هذه على امر فما هو هذا الامر؟ لتركبن مؤكد طبقا عن طبق لتركبن يا ايها الناس - 00:09:06ضَ

ما معنى لتركبن يعني ستلاقون طيب طبقا عن طبق ما المراد بالطبق؟ الحالة المطابقة لغيرها لتلاقن ايها الناس حالا بعد حال كل حال مطابقة لغيرها في الشدة والهول لتركبن طبقا عن طبق - 00:09:27ضَ

حالا ومرتبة لتركبن احوالا بعد احوال واهوالا بعد اهوال. طبقات في الشدة اذا كان المقصود بالاحوال ماذا؟ الموت وما بعده لتركبن طبقا عن طبق خلاص تأتيكم المنية الموت ومن بعدها البرزخ والقبر وما بعده - 00:10:00ضَ

النشر من الموت والقيام من القبور وما بعده الحشر وما بعده. الحساب والجزاء طائر الاوراق والميزان آآ سيأتيكم الحوض والصراط آآ المرور على اخري الى دخول جنة ونار اذا لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال من الموت فما بعده - 00:10:27ضَ

طيب هذا معنى او قول وفسر بعض المفسرين الاحوال التي يلاقيها الناس يعني لتركبن يا ايها البشر يا ايها الناس لتركبن طبقا عن طبق طبقا بعد طبق في الدنيا يعني نطفة - 00:10:56ضَ

علقة مضغة عظام لحم نفخ الروح يكبر يولد يرتظع يتغذى وهكذا اه ومن رضيع الى غلام الى بالغ الى شاب الى وهكذا يكون بعد ذلك كهلا وبعد ذلك شيخا ويكبر في السن ويهرم - 00:11:17ضَ

آآ اذا لتركبن يعني لتلاقن وتكونن في اطوار متعددة وتكونون في متعددة واحوال متباينة كما قلنا من النطفة الى العلقة الى المضغة الى نفخ الروح وليدا طفلا مميزا يجري عليه قلم التكليف - 00:11:51ضَ

الى ان يموت ثم يبعث يجازى باعماله يعني الله يقسم اننا سنتقلب في الاحوال حالا بعد حال ما في ثبات الامور تتغير بنا وننتقل ننتقل من حال الى حال. حتى نصير الى دار القرار - 00:12:13ضَ

حتى نصير دار القرار. خذ من النطفة الى الجنة والنار كم حال رضيع فطين غلام شاب شيخ هذا كلام عكرمة. حال بعد حال مقاتل قال الموت ثم الحياة ثم الموت ثم الحياة - 00:12:36ضَ

لانه النطفة يكون موت ما في روح اذا نفخت الروح في بطن امه دبت فيه الحياة ثم يولد فيموت بعدما يبلغ من العمر ما شاء الله ثم ثم يبعثه الله يوم القيامة هذه حياة اخرى - 00:12:56ضَ

قال الحسن حالا بعد حال المقصود بها رخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء. غنى بعد فقر وفخر بعد غنى. صحة بعد سقم وبعد سقم وسقم ووسقما بعد صحة هذا اذا قول اخر في معنى لتركبن طبقا عن طبق. تتغير بكم الاحوال - 00:13:21ضَ

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يعني الشدائد واهوال الموت ثم البعث ثم العرض قال ابو عبيدة لتركبن سنن من كان قبلكم واحوالهم هذي اذا اه يعني بعض الاقوال التي وردت في - 00:13:47ضَ

قوله تعالى في جواب القسم لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال وتتغير بكم الاحوال ولا يدوم لكم حال نسأل الله سبحانه وتعالى ان يسلمنا ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن نعوذ بالله من فتنة المحيا ومن فتنة الممات - 00:14:05ضَ

وقفة قصيرة ثم نعود اليكم في تكملة تفسير هذه السورة العظيمة من نعم الله تعالى على عباده نعمة انزال المطر. فقد وصفه الله عز وجل بانه ماء طهور. فقال وانزلنا من السماء ما طهورا. كما وصفه بانه ماء مبارك - 00:14:31ضَ

في قوله تعالى انبتنا من جنات وحب الحصيد. وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند المطر سنن قولية وسنن فعلية. فمن سننه القولية قوله عليه الصلاة والسلام اللهم صيبا نافعا - 00:15:10ضَ

وقوله مطرنا بفضل الله ورحمته. ويدعو الانسان بما شاء. قال صلى الله عليه وسلم تنتان لا ترد دان الدعاء عند النداء اي الاذان وتحت المطر. وكان عليه الصلاة والسلام اذا خشي ضرر المطر - 00:15:40ضَ

قال اللهم حوالينا ولا علينا ومن سننه الفعلية انه عليه الصلاة والسلام كان يكشف بعض بدنه يصيبه المطر ويقول لانه حديث عهد بربه الحمد لله مرحبا بكم مرة اخرى ايها الاخوة والاخوات والطلاب والطالبات ومع تفسير قوله تعالى في درس التفسير لهذه - 00:16:00ضَ

آآ الليلة في قوله عز وجل تركبن طبقا عن طبق لتركبن لتركبن لتركبن لتركبن قراءتان مشهورتان وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي لتركبن بفتح الباء خطابا للمفرد فمن المقصود؟ ومن الموجه اليه الخطاب؟ قالوا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:38ضَ

والمعنى لتركبن يا محمد صلى الله عليه وسلم طبقا عن طبق يعني السبع الطباق السماوات يعني ما حدث ليلة المعراج ما حدث ليلة المعراج فصعدت الى السماء وقيل لتركبن درجة بعد درجة ورتبة بعد رتبة في التقرب الى الله وكل ما مضى من عمرك اكثر - 00:17:09ضَ

تقترب من الله اكثر ويرتفع مقامك اكثر فيكون معنى لتركبن طبقا عن طبق ترتقين لترتقين وجاء عن ابن عباس قال لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم - 00:17:45ضَ

في هذه الحالة يكون تكون الآية بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم اه اولا بالرحلة العلوية انها ستحدث او بانه سيقترب من الله اكثر واكثر يزداد اجرا وثوابا ومنزلة آآ - 00:18:08ضَ

لتركبن طبقا يعني النصر بعد الضعف يعني في مكة كان مستضعفا عليه الصلاة والسلام فجاءت اية جاءت هذه الاية بالمواساة لتركبن يا محمد صلى الله عليه وسلم طبقا بعد طبق - 00:18:31ضَ

اه ولن يعني لن يبقى حالك هكذا. كما انت مستضعف مكة بل سيتغير الى الظفر والغلبة والقوة والعزة. وهذا ما حدث بعد الهجرة كما نعلم وبالتالي ستركبن طبقا عن طبق حتى يختم لك بجميل العاقبة - 00:18:55ضَ

ستفتح مكة فلا يحزنك تكذيبهم وتماديهم في كفرهم كذلك ممكن يكون المعنى لتركبن طبقا عن طبق آآ ظفر بعد آآ هزيمة وآآ العكس آآ خوف وشدة وامن ضعف قوة ويحتمل ان المعنى ان الله سبحانه وتعالى يبدله بالمشركين انصارا من المسلمين - 00:19:22ضَ

ويكون لتركبن طبقا عن طبق يعني طبقات الناس فبدلا من هؤلاء المشركين حولك سيكون حولك انصار ومهاجرون وقيل ان الخطاب آآ المقصود به السماء وتغير السماء من حال الى حال - 00:20:03ضَ

والمعنى لتركبن السماء يوم القيامة حالة بعد حالة يعني لتركبن ما يكون خطاب موجه النبي صلى الله عليه وسلم يكون موجه للسماء او المقصود السماء لتركبن السماء حالا بعد حال. لان السما لها احوال يوم القيامة وليست حالا واحدة - 00:20:33ضَ

اذا السماء انشقت ثم تنفطر اذا السماء انفطرت ثم تصير وردك الدهان ثم كلمه ثم الى اخره تفتح تصير ابوابا تذوب تطش على الناس لها احوال تنتقل السماء من حال الى حال - 00:20:57ضَ

طيب عرفنا الان لتركبن بفتح الباء المعاني التي فيها قرأ بقية السبعة لتركبن بضم الباء لتركبن خطاب للجمع للامة والناس لتركبن يا ايها الناس حالا بعد حال وتنتقلون من مرحلة الى مرحلة - 00:21:16ضَ

حتى تصيرون حتى تصيروا الى الله طيب فاذا كما قلنا يعني من نطفة الى علقة الى الى حياة ثم موت ثم حياة مرة اخرى طيب جمع الطبري بين القراءتين وهذه المعاني - 00:21:44ضَ

فقال والصواب من التأويل قول من قال لتركبن انت يا محمد صلى الله عليه وسلم حالا بعد حال وامرا بعد امر من الشدائد والمراد بذلك وان كان الخطاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم موجها - 00:22:06ضَ

يعني وان كان خطاب النبي صلى الله عليه وسلم موجها المراد جميع الناس وانهم يلقون من شدائد يوم القيامة واهواله احوالا وعلل الطبري رحمه الله ذلك بان سياق الايات جرى بخطاب الجمع - 00:22:25ضَ

قبل هذه الاية وبعدها يعني يا ايها الانسان مقصود فيها كل الناس. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه فاما من اوتي كتابه بيمينه وسيأتي بعدها يعني بعد بعد اية لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون - 00:22:41ضَ

فقالوا اذا يناسب لتركبن اكثر من لا تركبن طبعا اه الطبري ابن جرير رحمه الله حاول ان يجمع قال لتركبن يا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الناس الناس من بعدك ايضا حالا بعد حال تتغير بهم الاحوال. تتقلب بهم - 00:23:01ضَ

تتقلب بهم الدنيا وتتغير بهم الاحوال فان قال قائل ما هي مناسبة الجواب القسم للقسم يعني الان في عندنا مقسم به مقسم عليه المقسم به الشفق والليل وما وسق طيب - 00:23:27ضَ

الشفق والليل وما وسق لتركبن طبقا عن طبق فما هي المناسبة انه الشفق والليل والقمر احوال ظلمة ونور فمناسبة لقوله لتركبن طبقا عن طبق يعني هذه مناسبة المقسم به للمقسم عليه - 00:23:52ضَ

جواب القسم فكما ان الشفق والليل والقمر اذا اتسق الشفق والليل والقمر فيها يعني اعتام كامل في الليل وفي انارة كبيرة في القمر اذا اتسق وفي شفق نور بينهما يعني بين الاعتام الكامل وبين نور البدر - 00:24:19ضَ

فهذه احوال كذلك انتم يا ايها الناس ستركبون احوالا وتنتقلون من طور الى طور من شيء الى شيء تتغير بكم الدنيا وحتى انتقالكم الى الاخرة وما بعد ما بعد قيام الساعة كذلك في احوال - 00:24:57ضَ

ولعل ذكر الشفق ايماء واشارة الى انه يشبه حالة انتهاء الدنيا يعني حالة غروب الشمس مثل حالة الموت وذكر الليل ايماء الى اهوال الحساب وذكر القمر ايماء الى حصول الرحمة للمؤمنين - 00:25:23ضَ

كما فهم بعضهم طيب ما هي العبرة الان من كل الكلام هذا؟ فما لهم لا يؤمنون واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون يعني بعد كل هذه التذكرة والايات يعني فما فلا اقسم بالشفق - 00:25:41ضَ

والليل وما وسق والقمر اذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق طيب الموعظة الدرس فما لهم لا يؤمنون الا يرون الايات التي يقسم الله بها الا يرون جواب القسم كيف هم فعلا يسيرون من حال الى حال وتتغير بهم الامور - 00:26:00ضَ

فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليه القرآن لا يسجدون ما في اي تفاعل مع القرآن ما في اي انفعال مع القرآن ما في اي تأثر بالقرآن اذا فما لهم هذا استفهام استنكاري - 00:26:25ضَ

كفار مكة كفار العرب مشركو العرب فما لهم لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ويمكن ان يكون الاستفهام تعجبيا بمعنى اعجبوا منهم اعجبوا من هؤلاء. كل هذه الايات وكل هذه المواعظ - 00:26:44ضَ

لا يؤمنون بالرغم من البيان ووضوح البرهان كما ذكر البغوي وزاد المسير القرطبي والتفسير البسيط ووجد تعجب هنا انهم ارباب الفصاحة والبلاغة فعندهم يعني يسمعون القسم فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق - 00:27:08ضَ

يسمعون جوابه لتركبن طبقا عن طبق فيذكرهم باحوالهم. يعني يذكر لهم الايات ويذكر بالاحوال ثم يقول ما لكم لا تؤمنون ما يكفي هذا لكم اية الا ترون اياته في السماء - 00:27:36ضَ

وفي انفسكم السماء هذه التي اقسم بها وفي انفسكم لتركبن طبقا عن طبق انت ترى نفسك الان آآ يعني شدة ورخاء وغنى وفقر وعز وذل وصحة ومرض وكبر شباب وشباب طيب انت بتتغير احوالك الان - 00:27:57ضَ

من الذي يغيرها الا ترى انك تنتقل من حال الى حال؟ طيب وبعدين راح يجي الموت وما بعده اتعظوا ما لكم لا تؤمنون واذا قرئ عليه القرآن لا يسجدون لماذا لا يسجدون - 00:28:23ضَ

لماذا لا يطيعون؟ لماذا لا يذعنون؟ لماذا لا يتأثرون بهذا القرآن؟ ما الذي يمنعهم من الايمان وقد اقسم لهم ربهم انهم راكبون حلب بعد حال من شدائد القيامة واهوالها الاية فيها تعجيب استنكار من عدم الايمان مع ظهور دلائل صدق ما دعوا اليه وانذروا به - 00:28:42ضَ

كما قال صاحب التحرير والتنوير فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد. دالة على ان الله هو المعبود الموحد المدبر لعبادي سبحانه وان العبد فقير عاجز تحت تدبير العزيز الرحيم الحكيم - 00:29:04ضَ

فما لهم لا يؤمنون واذا كان حالهم يوم القيامة كما اشير والانتقالات هذه والاهوال افلا يتعظون ولو كان آآ يعني ولو اخذنا قراءة لتركبن يا محمد صلى الله عليه وسلم طبقا عن طبق - 00:29:22ضَ

افلا تنظرون الى حاله؟ وكيف ينتقل من حال الى حال فلماذا لا تؤمنون به انظروا الي لقد كان في مكة مستضعفا كان واحد فامن به قلة ثم زادوا ثم انتشر امره خارج مكة - 00:29:49ضَ

ثم هاجر ثم قاتلكم وانتصر عليكم فما لكم لا تؤمنون ما تشوفوا امره كيف الى انتشار؟ القرآن هذا اللي نزل عليه اذا قرئ عليكم لماذا لا تسجدون اه هل المقصود بالسجود سجود التلاوة - 00:30:10ضَ

يعني مثلا افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وانتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا ولا المقصود فما لهم لا يعني لا يؤمنون واذا قرأ عليهم قرآن لا يسجدون يعني سجود الصلاة - 00:30:34ضَ

او المقصود بالسجود الخضوع والاستكانة لله كما اختار الطبري ما لهم اذا قرأت عليهم ايات الرحمن لا يخضعون ولا ينقادون لاوامر ونواهيه طبعا احتج بها بعض العلماء بهذه الاية على وجوب على وجوب سجود التلاوة - 00:30:49ضَ

لكن الراجح انها سنة مستحبة ليست بواجبة ويدل على هذا انه اضاف السجود الى جميع القرآن. يعني واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون فلو كان مقصود سجود التلاوة فان سجود التلاوة يختص بمواضع منه. وليس بكل القرآن - 00:31:10ضَ

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يفتح علينا وان يجعلنا من العاملين بكتابه نعود اليكم ان شاء الله في القسم الاخير من هذا الدرس بعد قليل كلمات قصيرة تحمل بين طياتها تنبيها وتحريرا خطيرا. وتوجه حواسنا ومداركنا الى دورنا الحقيقي - 00:31:31ضَ

الذي سنحاسب عليه. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فمن اهم ادوارنا الجديرة باهتمامنا في هذه الحياة. التركيز على مسؤوليتنا تجاه رعيتنا. فالاباء والامهات لهم الاثر بعد الله في مستقبل الابناء والاجيال. لذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر فقال - 00:32:07ضَ

والرجل راع في اهله وهو مسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيت زوجها. ومسؤولة عن رعيته ان الابناء زهرة الحياة. وقرة اعين الاباء والامهات وبصلاحهم ودعائهم ترفع الدرجات في الاخرة - 00:32:37ضَ

ولكن يجب ان ندرك ان ذلك مرهون بحسن تربيتهم. وصلاح نشأتهم. فهنا كان لزاما علينا البحث عن ابرع الطرقات. وافضل الاساليب في التربية والتوجيه ليكون ابناؤنا في قابل ايامهم مصدر بر وسعادة لنا وسواعد خير وبناء للمجتمع - 00:33:00ضَ

الانسانية بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان حياكم الله ايها الاخوة والاخوات في ختام السورة قال الله. بل الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يوعون فبشرهم بعذاب اليم - 00:33:26ضَ

الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون لما تعجب واستنكر عدم الايمان وعدم السجود بين ان هذا من سجيتهم ومن طبعهم والله اعلم بهم هو دعاهم واستنكر عدم ايمانهم ثم قال بل - 00:33:53ضَ

بل الذين كفروا يكذبون بالقرآن والبعث بمحمد صلى الله عليه وسلم ويعاندون اريهم اياتي في السماء والشفق والليل القمر اذا اتسق وايات في انفسهم واقلب بهم الاحوال ولا يؤمنون فعلى اية حال ليس مستغربا ايمانهم - 00:34:15ضَ

وعدم القيادة بالقرآن لانهم مكذبون. لانهم معاندون قوله بل يجوز ان تكون الاضراب الانتقالي. يعني من التعجيب من عدم ايمانهم وانكاره عليهم الى الاخبار عنهم بانهم مستمرون على الكفر والطعن - 00:34:36ضَ

والعناد فيكون الكلام ارتقاء في التعجيب والانكار الى الاخبار في الاستمرار ويجوز ان يكون بل اضرابا ابطاليا. شوف ما هو الفرق بين الاضراب الانتقالي والاضراب الابطالي كل الانتقالي فمالهم لا يؤمنون واذا قال عنهم لا يسجدون هذا اسلوب انكار او اسلوب استفهام انكار او استفهام تعجيب - 00:34:52ضَ

وآآ اضراب انتقالي انتقل من استنكار والتعجيب الاستفهام والاستنكار واستفهام التعجيب الى الاخبار عن عنادهم وكفرهم واصرارهم على ذلك ويجوز ان يكون بل اضرابا ابطاليا. يعني لا يوجد ما لاجله لا يؤمنون ولا يصدقون بالقرآن بل الواقع بضد ذلك فان بواعث الايمان من الدلائل متوافرة - 00:35:15ضَ

ودواعي الاعتراف بصدق القرآن والخضوع لدعوته المتظاهرة لكنهم يكذبون فما لهم لا يؤمنون؟ واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون. في سبب في عائق في مانع لأ ما في. هذا اضرار هذا اه كما قلنا اه يكون اضرابا ابطاليا - 00:35:40ضَ

لا يوجد بل اضراب ابطالي ما في سبب لعدم ايمانهم ما في سبب لاصرارهم على كفرهم وهنا لطيفة لما ذكر الله انهم اذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون بين ان سبب تركهم للسجود هو تكذيب بما جاءت به الرسل - 00:36:03ضَ

لان كل من كان ايمانه صادقا فلابد ان يمتثل الامر ويجتنب النهي اما ينتهك المحارم اتركوا الواجبات لا ولذلك الايمان عند اهل السنة والجماعة والتصديق المستلزم للقبول والافعال مو مجرد المعرفة - 00:36:22ضَ

لأ في الايمان اذعان انقياد فمتى رأيت الرجل يترك الواجبات او بعضها او يفعل المحرمات او بعضها فاعلم ان ايمانه ضعيف فلو كان الايمان قويا ما اضاع الواجبات وانتهك المحظورات - 00:36:38ضَ

ثم قال تعالى والله اعلم بما يوعون اي بما يجمعون في صدورهم من التكذيب والاثم وما يضمرون في قلوبهم من الشر وما يكتمون والله اعلم بما يوعون قيل بما يجمعون من السيئات. يوعون يجمع سيئات فوق سيئات - 00:36:53ضَ

الله يعلم سرا مجارا وسيجازيهم يوعون مأخوذ من الوعاء الذي الذي يجمع ما فيه بناء على هذا تكون الاية فيها تهديد وانذار يعني الله اعلم بما يعون بما يجمعون من الاعمال السيئة لانه سيجازيهم عليها - 00:37:14ضَ

ولذلك قال فبشرهم بعذاب اليم بعدها اعد لهم عذابا اليما. الله اعلم بما يعون فبشرهم بعذاب اليم سيأتيهم على ما يعون من الاعمال. وما يجمعون البشارة تكون بالخير والشر. فبشرهم بعذاب اليم - 00:37:33ضَ

لانها تؤثر في البشرة سميت بشارة وقد تؤثر سرورا او غما استثنى الله طائفة قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون قيل هذا استثناء منقطع. يعني الا - 00:37:55ضَ

الذين امنوا وعملوا الصالحات صدقوا اقاموا الفرائض وعملوا بما انزل الله اه مستثنون من ذلك. والمعنى وقيل المعنى ومن الناس فريق هداهم الله فامنوا بالله وقبلوا ما جاءت به الرسل - 00:38:15ضَ

لهم اجر غير ممنون فاذا قيل الاستثناء متصل وقيل ليس بمتصل بل هو منقطع فعلى قول الاستثناء منقطع معناه لكن الذين امنوا وعملوا الصالحات فريق هداهم الله لهم اجر غير ممنون - 00:38:34ضَ

وقيل بل الاستثناء متصل يعني هؤلاء الكفار لهم عذاب اليم الا الذين امنوا منهم وتابوا فلهم اجر غير ممنون فاستثنى من امن من الكفار بقوله الا الذين امنوا. فهل الان يعني - 00:39:00ضَ

الا الذين امنوا من الكفار هؤلاء ولا الا الذين امنوا يعني اهل الايمان المقصود عموما قولان طيب لهم اجر غير ممنون. ما معنى ممنون؟ مقطوع غير مقطوع غير منقوص ولهم رزق فيها بكرة وعشية مستمر - 00:39:20ضَ

ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا الاجر المستمر في جنات النعيم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اهلها وبهذا نختم تفسير هذه السورة العظيمة. نسأل الله عز وجل ان يفقهنا في كتابه - 00:39:41ضَ

وان يجعله ربيع قلوبنا. استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يأتيك ميسورا باي مكان صافي هذا كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم القرآن بشرى لنا فساد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان - 00:40:01ضَ