Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا - 00:00:01ضَ
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:00:30ضَ
واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما - 00:00:56ضَ
اما بعد يعلم ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها الاخوة في الله - 00:01:25ضَ
نحمد الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا واياكم في هذا المكان المبارك في بيت من بيوت الله لمذاكرة شيء من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ونسأل الله تعالى - 00:01:55ضَ
ان ينفعنا واياكم في هذا اللقاء وان يجعله خالصا لوجهه الكريم ونشكر اخانا الشيخ عبدالله الريني على ترحابه واستضافته في هذه الليلة المباركة وهكذا نشكر جميع اخواننا على حضورهم واجتماعهم في هذا المكان - 00:02:22ضَ
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بهذا الاجتماع وسنتكلم واياكم حول حديث من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام حديث يكثر ترداده على الاسماع ولكنه حديث عظيم النفع عظيم الفائدة - 00:02:57ضَ
وهو ما اخرجه الامام مسلم في صحيحه عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري الذي اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا من ارض الشام وكان قبل ذلك على دين اهل الكتاب - 00:03:28ضَ
يروي لنا هذا الحديث العظيم ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فهذا الحديث العظيم الذي قال فيه الامام النووي رحمه الله - 00:03:53ضَ
انه يدور عليه الاسلام ونقل عن بعظ اهل العلم انه قال انه رابع اربعة احاديث يدور عليها الاسلام ثم انتقد النووي رحمه الله هذا القول وقال بل يدور الاسلام على هذا الحديث وحده - 00:04:31ضَ
يدور الاسلام وكثير اي يدور الاسلام واحكامه وتعاليمه على هذا الحديث العظيم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه الدين النصيحة فقد حصر الدين في النصيحة فجعل الدين كله - 00:05:02ضَ
هو النصيحة فان هذه الجملة الدين النصيحة مبتدأ وخبر ومعلوم عند اهل العلم ان الجملة الاسمية المبتدأ والخبر اذا عرف طرفاها افادت الحصر فالمبتدأ معرف والخبر معرف فيفيدنا فائدة عظيمة - 00:05:32ضَ
ان الدين كله بدون استثناء هو النصيحة فكل الدين نصيحة ولذا لما سمعوا هذه المقالة العظيمة وهذه الكلمة الجامعة من الرسول صلى الله عليه وسلم ان الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ لمن تكون النصيحة التي هي الدين - 00:06:10ضَ
فقال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم النصيحة لله جل وعلا وتكون النصيحة لله سبحانه وتعالى بمعنى افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص النية له في كل العبادات النصيحة لله جل وعلا - 00:06:39ضَ
تعظيمه وتوقيره واجلاله النصيحة لله جل وعلا امتثال ما امر به واجتناب ما نهى عنه فمن فعل ما امره الله وترك ما نهاه الله تعالى عنه فقد نصح لله فاذا النصيحة لله جل وعلا - 00:07:20ضَ
شاملة لكل ذلك قال لله ولكتابه والنصيحة لكتاب الله الايمان به وتصديق اخباره وامتثال اوامره واجتناب نواهيه النصيحة لكتاب الله بالتصديق انه حق من عند الله سبحانه وتعالى النصيحة لكتاب الله - 00:07:51ضَ
باعتقاد انه كتاب معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه النصيحة لكتاب الله تعالى باعتقاد انه كتاب ناسخ لكل الكتب السابقة ومهيمن على كل الكتب السابقة كما قال الله سبحانه وانزلنا اليك الكتاب بالحق - 00:08:28ضَ
مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال ولرسوله النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصديق برسالة ونبوته وانه رسول الله تعالى حقا - 00:08:58ضَ
النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالدفاع عنه وعن دينه وعن سنته النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم باحياء سنته وبثها ونشرها بين الناس بالعمل بما جاء به - 00:09:24ضَ
وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم باحترام صحابته واهل بيته رضي الله عنهم اجمعين فمن فعل ذلك فقد نصح لرسول الله - 00:09:50ضَ
واما من لم يصدق برسالته او لم يتبع ما جاء به او لم يدافع عنه وعن دينه وصحابته فهذا ما نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان النصح بمعنى الصدق - 00:10:17ضَ
فالذي ما فعل ذلك ما صدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولائمة المسلمين وائمة المسلمين يشمل امراءهم وعلماءهم وكلهم من ائمة المسلمين فالنصح لائمة المسلمين لامرائهم بجمع الكلمة عليهم - 00:10:38ضَ
بعدم شق العصا عن طاعتهم بعدم تأليب الناس وتثويرهم عليهم باعانتهم على الامر الذي حملوه وكلفوه وهكذا بازالة ما يعلق في قلوب الناس من الافكار الخاطئة في معاملتهم والتصرف معهم - 00:11:09ضَ
فهذه النصيحة لائمة المسلمين فمن لم يفعل كذلك فما نصح لهم وما قام بهذا الواجب العظيم الذي هو واجب النصيحة وهكذا ائمة المسلمين من العلماء فانهم ائمة المسلمين كما قال الله تعالى عنهم - 00:11:41ضَ
واذا جاهم امر من الامن والخوف ذاعوا به ولو ردوا الى الرسول والى اولي الامر منهم الى العلماء الذين هم اولوا امرهم لعلموا الذين يستنبطونه منهم فالنصح لهم بمحبتهم وببث علومهم - 00:12:06ضَ
وبعدم بعدم الافتاءات عليهم وظلمهم ورميهم بما لا يليق بهم فان من فعل كذلك لم ينصح لائمة المسلمين وهكذا النصح قال ولعامة ولائمة المسلمين وعامتهم اذا هذا نصح لعامة المسلمين - 00:12:29ضَ
لعموم الناس بدون استثناء والنصح لعامة المسلمين بارشادهم الى ما ينفعهم بتحذيرهم مما يضرهم فمن ارشد المسلمين الى ما ينفعهم وحذرهم من الشيء الذي يضرهم فقد نصح لهم فبهذا تعلم ان هذا الواجب - 00:13:01ضَ
الذي هو واجب النصيحة ليس بالامر اليسير الا على من يسره الله تعالى عليه امر شامل للدين كله ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اذا الدين كله - 00:13:36ضَ
هو النصيحة كما سبق في الحديث نصيحة لله نصيحة لرسوله نصيحة لكتابه نصيحة لائمة المسلمين نصيحة لعامتهم فمن فعل ذلك ادى هذا الواجب واذا ادى هذا الواجب يكون قد قام بهذا الدين - 00:13:59ضَ
فان النصيحة لا خلاف بين العلماء في انها فرض وواجب لادلة الامر بها الكثيرة في الكتاب والسنة واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس على النصح لكل مسلم كما يبايعهم على الصلاة والصيام - 00:14:29ضَ
كما في حديث جرير ابن عبد الله البجلي في الصحيحين قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع من يسلم على النصح لكل مسلم - 00:14:52ضَ
كما يبايعه على الصلاة والصيام وهذا مما يبين ان النصيحة فرض واجب ان يقوم به المسلم ان ينصح للمسلمين ايها الاخوة في الله ان هذا الامر وهو امر النصيحة لله ولرسوله - 00:15:18ضَ
ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم من الامور المهمة التي يحتاجها كل مسلم وفي هذا الموقف اليسير في هذا المقام اليسير نقف واياكم مع نبذة مختصرة في هذا الواجب العظيم كما دل عليه حديث نبينا عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة - 00:15:50ضَ
وحتى لا نتشعب ونختصر الكلام ان شاء الله في ثلاث نقاط النقطة الاولى في معنى النصيحة والنقطة الثانية في فضائل النصيحة وفوائدها وثمراتها وفيه اشارة ان شاء الله الى مفاسد ترك النصيحة - 00:16:23ضَ
والنقطة الثالثة في امور مهمة ينبغي مراعاتها في النصيحة لكل من اراد القيام بها اما الامر الاول وهو معنى النصيحة فمعنى النصيحة عند ائمة اللغة راجع الى امرين الى معنيين عظيمين - 00:16:58ضَ
المعنى الاول الملاءمة بين الشيئين والمقاربة بينهما فكل من قارب بين شيئين ولاء ما بينهما صح ان يقال له انه نصح وناصح ولذا كان يسمى الخياط ناصحا لانه يجمع بين اطراف الثياب. ويقرب بينها - 00:17:35ضَ
فالنصيحة اذا من معانيها العظيمة التئام الامور والتقريب بينها التقريب بينما تباعد منها والجمع بينما تفرق منها والمعنى الثاني النصيحة بمعنى الاخلاص والتصفية وازالة الشوائب وعدم الغش فهذا معنى النصيحة في اللغة - 00:18:11ضَ
اخلاص وتصفية وهكذا ازالة الشوائب وابعاد الغش ولذا يقال فلان اخلص المودة او نصح في مودته لفلان اي اخلص فيها وصفاها من كل شائبة ويقولون نصحت العسل العسل فيه شوائب - 00:18:56ضَ
من اثار بيوت النحل ومن اثار المواضع التي يخرج منها النحل العسل فتصفية العسل من هذه الشوائب يسمى نصحا ونصح العسال العسل اي صفاه وخلصه من كل شائبة فاذا علمنا معنى هذه الكلمة في لغة العرب - 00:19:30ضَ
نعرف ما هو المراد بالنصيحة فالنصيحة اذا اخلاص للمنصوح له النصيحة اذا تصفية كل شائبة عند المنصوح له فاذا نصحت فلان فمعنى انك تخلصه وتصفيه من كل شائبة تريد نفعة - 00:19:59ضَ
اذا نصحت شخصا معنى انك تريد تلائم اموره التي هي متفرقة ومتشتتة فالنصح على هذا امر عظيم. ولذا قال اهل العلم في معنى النصيحة انها ارادة حيازة الخير للمنصوح له - 00:20:30ضَ
ارادة حيازة الخير للمنصوح له فالناصح يريد بنصيحته ان يحوز الخير لاخيه المسلم لا يريد توبيخه لا يريد ذمة والتشنيع عليه لا يريد شفاء صدره واخراج ما في قلبه على اخيه بصورة نصيحة - 00:20:55ضَ
لا يريد تقريع اخيه وتوبيخه لا يريد نفعه يريد ان يحوز له الخير وان يبعد عنه الشر فمن فعل ذلك بذل لاخيه النصح والارشاد بهذه النية فهو ناصح ومن فعل ذلك - 00:21:28ضَ
بنية الذم والعيب والتقريع والتوبيخ فهو شامت ومعير وليس بناصح وقد الف الحافظ ابن رجب رحمه الله كتابا رسالة مختصرة سماها الفرق بين النصيحة والتعيير فان بعض الناس قد يغلط - 00:22:02ضَ
او يغالط اما انه هو يغلط لانه لا يفرق بين النصيحة والتعيير او يغالط السامعين وهو لا يريد النصح يريد الذم والعيب ماذا قال الله تعالى عن ابليس وقاسمهما الابوين ادم وحواء اني لكما لمن الناصحين - 00:22:29ضَ
يحلف ابليس ويقسم انه ناصح لادم وحواء وهو ليس بناصح وهكذا قال الله تعالى عن اخوة يوسف الذين ارادوا قتله والتخلص منه قالوا يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون - 00:23:02ضَ
هذا اخونا ونحن ناصحون له وهم كائدون له فاظهروا كيدهم له وتدبيرهم لايقاع الشر به في صورة نصيحة ولذا فيجب الحذر من الخلط بين الامرين من النصيحة بين النصيحة والتعيير - 00:23:27ضَ
فالنصيحة عبادة النصيحة هي الدين والتعيير ذنب فلا يخلط الانسان بينما هو معصية وبين ما هو عبادة وطاعة وليحذر ان يغلط فان النصيحة يبذلها الانسان لرجاء مصلحة عامة لعامة المسلمين - 00:23:54ضَ
او مصلحة خاصة ببعض المسلمين او مصلحة المنصوح نفسه فهذه النصيحة ولا تكون الا كذلك. اما لمصلحة المسلمين عامة ينصح للمسلمين من شر. يحذرهم من شر يخاف الشر على فعمومهم هذه نصيحة لمصلحة عامة - 00:24:23ضَ
او مصلحة خاصة ببعض المسلمين يحذر شخصا من الناس ينصحه الا يخالط فلانا الا يجالس فلانا الا يزوج ابنته فلانا الا يشارك فلانا في تجارة. نصيحة يرجو من ورائها مصلحة خاصة لهذا الشخص الذي نصحه - 00:24:50ضَ
او يكون المراد من ذلك وهذا لا بد منه مصلحة المنصوح نفسه يرى المنصوح على خطأ وعلى خلاف الصواب فينصحه يريد بذلك مصلحته يريد بذلك نفعه وازالة العيب عنه فهذه النصيحة - 00:25:14ضَ
واما التعيير والتوبيخ والشماتة فانه يشبه النصيحة يأتي واعظا لغيره ولكن المراد بذلك الذم المراد بذلك العيب المراد بذلك نشر وافشاء عيوب فلان من الناس المراد بذلك شفاء ما في صدره من غيظ او غل على اخيه المسلم - 00:25:42ضَ
فهذه ليست بنصيحة وان زين له الشيطان انها نصيحة فليحاسب نفسه فان النصيحة صافية النصيحة خالصة من كل شائبة ليس فيها الا ارادة الخير للمنصوح له فعلى هذا اذا اردت ان تنصح لاخيك - 00:26:17ضَ
سؤال نصيحة سرية فيما بينك وبينه وهذا هو الاصل كما سيأتي بيان ان شاء الله او نصيحة جهرية اذا اقتضى المقام اذا كان خطأ اخيك قد انتشر وشاع ولا يمكن تدارك الا بان تنصحه علنا - 00:26:41ضَ
فحاسب نفسك هل تنصح لمصلحة عموم المسلمين هل تنصح لمصلحة بعض المسلمين على اقل تقدير هل تنصح لاجل مصلحة المنصوح نفسه لا يزداد اثم ولا يقع في الضرر ام انك تنصح تريد اشاعة عيبه - 00:27:02ضَ
تريد نشر خطأه تريد ذمه وتوبيخه تريد افراغ ما في قلبك من كمائن في نفسك على على اخيك يجب على المسلم ان يحاسب نفسه على ذلك. ونسأل الله تعالى ان يعيننا على ذلك جميعا - 00:27:31ضَ
هذا الامر الاول وهو معنى النصيحة الامر الثاني الذي سنتحدث عنه ان شاء الله اذا عرفنا معنى النصيحة فلنعلم ان للنصيحة فضائل عظيمة وثمرات كثيرة في الدنيا وفي الاخرة فمن اعظم فضائلها - 00:27:58ضَ
انها هي طريق الانبياء فكل الانبياء نصحه لاممهم كل الانبياء نصحه ما جاء الانبياء الى الناس الا لنصحهم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله ابن عمرو الذي اخرجه الامام مسلم - 00:28:28ضَ
ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان حقا عليه. اي واجبا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم فاذا كل الانبياء اوجب الله تعالى عليهم - 00:28:53ضَ
ان يدلوا اممهم على خير ما يعلمونه لهم وان يحذروهم من شر ما يعلمونه لهم. وهذه هي النصيحة بعينها. هذا هو النصح ان يدل الناس على الخير الذي يعلمه لهم - 00:29:17ضَ
وان يحذر من الشر الذي يعلمه لهم ولذا تأمل انبياء الله تعالى ماذا قالوا لقومهم قال الله تعالى عن نوح انه قال لقومه ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم اي جئت بهذا الامر - 00:29:37ضَ
جئت ابلغكم الرسالة التي ارسلني الله تعالى بها وانصح لكم وقال الله تعالى عن هود انه قال لقومه وانا لكم ناصح امين وانا لكم ناصح امين اريد ان انصحكم وانا امين على هذه النصيحة - 00:29:59ضَ
وقال الله تعالى كذلك عن نبي صالح انه قال لقومه قال يا قوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين. ونحو ذلك قال الله تعالى عن شعيب انه قال لقومه يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي - 00:30:30ضَ
ونصحت لكم فكيف اسى على قوم كافرين فانبياء الله تعالى كلهم جاءوا بالنصح للامم فالناصح للمسلمين سائر على طريق الانبياء والمرسلين ولذا جاء في حديث جابر الطويل في صحيح الامام مسلم - 00:30:54ضَ
ان نبينا صلى الله عليه وسلم حين خطب في حجة الوداع قال للناس وانتم مسؤولون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت هذه شهادة المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته في حجة الوداع. نشهد انك قد بلغت - 00:31:20ضَ
واديت ونصحت فهذه وظيفة انبياء الله ورسله النصح للامم النصح للمسلمين فالناصح لا يحتقر عمله ولا يستصغر ما يقوم به سواء نصح نصيحة عامة او نصيحة فردية ولو اخذ شخصا ينصحه في ايسر الامور - 00:31:56ضَ
فهو سائر على طريق الانبياء والرسل النصيحة من حق المسلم على المسلم اذا لم ينصح المسلم اخاه ضيع حقا من حقوقه واذا ضيع حقا من حقوقه حصلت مفاسد جاء في صحيح الامام مسلم واصل الحديث في الصحيحين - 00:32:27ضَ
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق المسلم على المسلم ست وذكر منها واذا استنصحك فانصح له اذا استنصحك اخوك المسلم طلب منك النصيحة فانصح له - 00:32:53ضَ
استشارك ان علمت ان ذاك الشيء الذي استشارك فيه خيرا اشر عليه وشجعه فيه وان علمت انه شر حذره منه وان علمت انه مشتمل على المصالح والمفاسد والخير والشر. فبين له ذلك واشرح له - 00:33:16ضَ
اذا استنصحك اخوك فانصح له هذا من حق المسلم على المسلم فمن حق المسلم على المسلم النصيحة له ولذا من لم ينصح والعياذ بالله متوعد بالوعيد العظيم كما جاء في حديث معقل ابن يسار في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من راع - 00:33:40ضَ
يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه الا لم يجد رائحة الجنة كل راع الاب راعي اذا لم ينصح لرعيته ومن تحت يده لم يجد رائحة الجنة الام راعية الخادم راع في مال سيده - 00:34:09ضَ
الامام راع الولايات الخاصة رعاية ما من راع يسترعي الله رعية لم يحطها بنصحه ويخلص بالنصيحة لها الا لم يجد رائحة الجنة فالنصيحة امرها عظيم. ولذا كان الوعيد الشديد في حق من ضيع هذا الواجب العظيم - 00:34:37ضَ
من فضائلها وفوائدها العظيمة انها تؤلف القلوب تؤلف القلوب تصفي الصدور من كل شائبة اشار نبينا صلى الله عليه وسلم الى هذا المقصد العظيم والفائدة النبيلة في الحديث الذي جاء عن جماعة من الصحابة حديث متواتر - 00:35:06ضَ
عن النعمان ابن بشير وعن المغيرة بن شعبة وعن عبد الله بن مسعود وعن غيره من الصحابة ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال ثلاث لا يغل او لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم - 00:35:35ضَ
ثلاث خصال ثلاثة امور اذا وجدت عند المسلم لا يكن في قلبه غل اخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم فهذه الثلاث تصفي الصدر من الغل - 00:35:57ضَ
اخلاص العمل لله فان المخلص لا يريد باعماله الناس يريد بها رب العالمين. فسواء اثنى عليه الناس او ذموه لا يبالي فقلبه صاف من هذه الامراض وهكذا النصيحة للمسلمين تزيل الغل - 00:36:28ضَ
وذلك لان المسلم اذا رأى من اخيه المسلم خطأ اذا رأى من اخيه المسلم ذنبا معصية تساهلا فاذا كتم النصيحة ولم ينصح اخاه ولم يبين له تحول هذا الكتمان للنصيحة في صدره الى غل - 00:36:54ضَ
فلا يدري الا وقد امتلأ صدره غلا على اخيه المسلم يقول فلان عاصي. فلان يرتكب المحرمات. فلان يفعل ويفعل من المنكرات ولو نصحه لاستفاد فوائد كثيرة اولا يقوم بهذا الواجب الذي اوجب الله عليه - 00:37:19ضَ
ثانيا ينفع اخاه المسلم اخوك المسلم الذي يعمل معصية وانت انقبضت منه قد يكون جاهلا يحتاج انك تعلمه قد يكون غافلا غير منتبه في غفلة فاذا نصحته استفاق وتبين له انه كان في غفلة - 00:37:40ضَ
وهكذا تستفيد فائدة ان الغل يزول من قلبك على اخيك والله كم من انسان امتلأ قلبه غلا على اخيه؟ لانه رآه على مخالفة او معصية او منكرات ولم ينصحوا ولو نصحه لنفع اخاه بان يخرجه من معصية له من المخالفة وبان يصفي صدره على اخيه - 00:38:04ضَ
فبكتمان النصيحة لا لا سلم اخوك من المعصية بل هو مستمر فيها ولا سلمت انت من الغل والحقد عليه فالنصيحة تصفي الصدر. اذا جاء الانسان الى اخيه الذي يراه على خطأ يقول يا اخي - 00:38:30ضَ
هذا الشيء محرم هذا الشيء منكر ومعصية. قال الله تعالى كذا وقال الرسول كذا فيترك اخوه المعصية كم يستفيد من فوائد فمن اعظم فوائد النصيحة انها تزيل الغل من الصدور - 00:38:51ضَ
وكم من اخ نزغ الشيطان بينه وبين اخيه كم من اخ افترق مع من يحبه بسبب عدم التناصح بسبب المباعدة ولو نصح لاخيه لانتفع اخوه انتفع هو وارغموا الشيطان الرجيم الذي يريد ان يجعل في قلوبهم الغل على بعضهم البعض - 00:39:13ضَ
فاذا بذل النصيحة من فوائده العظيمة تصفية الصدور تنقية الصدور ولذا فانقى الناس صدرا للناس هو الناصح لهم وعلى قدر نصحك للناس يكون صدرك نقيا عليهم ومتى كان كنت كاتما للنصيحة عدم بادر لها كلما امتلأ قلبك غلا على اخيك بل ربما - 00:39:44ضَ
ربما يمتلئ قلب الانسان غلا على ولده او على زوجته او على جاره او اقرب الناس اليه لانه لم ينصحه ولذا انظر الخوارج والروافض الذين لا ينصحون للمسلمين هم اعظم الناس غلا على المسلمين - 00:40:20ضَ
يستحلون دماء المسلمين واموالهم واعراضهم لانهم لم ينصحوا للمسلمين ولم يلزموا جماعة المسلمين فمن فوائد النصيحة العظيمة تنقية الصدور من الغل وجرب ذلك تجد اثره جرب النصيحة وانظر كيف تنقي صدرك - 00:40:44ضَ
وجرب الكتمان وانظر كيف يملأ قلبك غلا وغيظا على اخوانك ايضا من فوائد النصيحة العظيمة انها سبب لزوال المعاصي والمحرمات والمنكرات فاذا نصح الناصحون قل الشر واذا سكتوا فشى الشر وانتشر - 00:41:14ضَ
فنصيحة الناصح هي علاج لتقليل الشرور وازالتها وعدم النصح هو سبب في استشرائها وفشوها وانتشارها بين المسلمين فلذا من اعظم الامور التي تواجه به المخالفات والمحرمات والمنكرات الفاشية هو النصح - 00:41:47ضَ
هو التذكير هو عدم السآمة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان المقصود من النصيحة لو تأملت في الادلة تجد ان المقصود من النصيحة امران عظيم ان الامر الاول نفع المنصوح - 00:42:15ضَ
تريد ان تنفع وان تخلصه من ذلك الشيء الذي تراه خطأ او منكرا او محرما فهذا اول مقصد من مقاصد النصيحة هو نفع المنصوح له ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة في سنن ابي داوود المؤمن - 00:42:39ضَ
مرآة المؤمن لك ان تتخيل انسانا توظأ ولبس ثيابه وعمامته يخرج يصلي قد يكون في ثوبه او في لحيته او في وجه عيب لا يدري به ولا يشعر به. فاذا وقف امام المرآة - 00:43:04ضَ
ظهر له هذا العيب رأى العيب الذي في وجهه او في ثوبه او في لحيته فازاله هكذا المؤمن لاخيه المؤمن كالمرآة يوضح له عيبه ليزيله يوضح له خطأه ليتخلص منه - 00:43:27ضَ
فالمؤمن للمؤمن كالمرآة فاعظم مقصود في النصيحة هو ابعاد الخطأ والمخالفة عن اخيك المسلم. نفع المنصوح لا تريد ان تنفعه اذا لم تنصح له لا ينتفع كم من انسان انقذه الله تعالى بنصيحة من النار - 00:43:48ضَ
الم يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم على يهودي ويقدم له نصيحة انقذته من نار جهنم دخل اليه وهو مريض قال له يا غلام اسلم فالتفت الغلام الى ابيه قال له ابو اطع ابا القاسم فاسلم الغلام ثم مات فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحمد لله الذي - 00:44:16ضَ
ينقذه من النار فالمقصود الاول من مقاصد النصيحة ان تنفع اخاك المسلم المقصود الثاني من مقاصد النصيحة ان تبرأ ذمتك فانك مسؤول امام الله جل وعلا اذا لم تنصح فاذا نصحت - 00:44:38ضَ
برئت ذمتك ولذا لما ذكر الله تعالى اصحاب القرية اولئك من اليهود الذين كانوا يحتالون في الصيد. نهاهم الله تعالى عن الاصطياد يوم السبت فكانت الحيتان يوم السبت تخرج على ظهر البحر - 00:44:58ضَ
فاذا ذهب السبت اختفت الحيفان الحيتان ابتلاء من الله جل وعلا واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ظاهرة ويوم لا يسبتون لا تأتيهم - 00:45:20ضَ
كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. ابتلاء فاحتالوا جعلوا الشباك في البحر يوم الجمعة واخرجوها من البحر يوم الاحد وقد امتلأت اسماكا فبعض الصالحين قام ينصحهم. لا تفعلوا هذا الفعل. انتم خالفتم امر الله - 00:45:45ضَ
قالوا نحن لا نصطاد في يوم السبت فبينوا لهم انهم خالفوا امر الله فقامت طائفة ثالثة تقول لماذا تنصحونهم؟ هؤلاء هالكون هؤلاء سيعذبهم الله فلماذا تنصحون بماذا اجاب الصالحون واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا - 00:46:07ضَ
قالوا معذرة الى ربكم نعذر عند الله واجب هذا نقوم به لاجل لا نأثم والفائدة الثانية ولعلهم يتقون. ممكن ان ينتفعوا ممكن ان يتعظوا ويتركوا هذا الامر المحرم فاذا القصد - 00:46:31ضَ
من النصيحة هذان الامران العظيمان ازالة المنكر والمخالفة عن المنصوح له ونفع المنصوح له والفائدة الثانية معذرة للناصح يعذر امام الله جل وعلا لان الله تعالى سيسأله اذا لم ينصح لماذا لا ينصح - 00:46:53ضَ
وتعذب الامم بسبب عدم النصح فبهذا نعلم هذه الفائدة العظيمة من فوائد النصح انها سبب في ازالة الشرور وفي تقليل المخالفات والمنكرات من فوائد النصح ايضا ان الناصح الصادق في نصيحته يرفعه الله تعالى - 00:47:16ضَ
يرفعه الله يرفع الله قدره عند الله جل وعلا وعند عباد الله نرى المسلمين لا يكنون له الا الحب والاجلال والاحترام والتقدير لانه ناصح يعلمون ان فلانا ناصح قد يصدر منه في بعض الاوقات نصح بغلظة - 00:47:42ضَ
ولكن يقبلون منه لانهم يعلمون انه ناصح رفعه الله تعالى عليهم يكون له مقامه في مجتمعه في بلده في منطقته وهكذا له الرفعة العظيمة التي هي المقصودة عند الله جل وعلا في الاخرة - 00:48:05ضَ
فالناصح مرفوع ذكر ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عن الفضيل ابن عياض انه قال والله ما ادرك من ادرك اي بلغ الرتب العالية وادرك المنازل العالية والله ما ادرك من ادرك - 00:48:26ضَ
بكثرة الصلاة والصيام ولكن ادرك من ادرك بسخاوة النفس والنصح للامة والنصح للامة كانوا كان العلماء نصحة فرفعهم الله وادركوا مراتب الكمال. وادركوا المراتب العظيمة بنصحهم للامة فلا تتردد من النصيحة - 00:48:49ضَ
بل بادر اليها مهما كان انصح للصغير والكبير بحسب ما تراه مناسبا وبما يكون موافقا للشرع والله سبحانه وتعالى سيرفع قدرك. وسيجري على يديك خيرا كثيرا هذا الامر الثاني وهو ذكر بعض الفوائد - 00:49:25ضَ
والفظائل للنصيحة الامر الثالث وبه نختم ان هناك امورا مهمة ينبغي للناصح ان يراعيها في نصيحته فالناس تختلف طباعهم من المنصوحين من يكون سريع التقبل. ومنهم من يكون شديدا بطيء التقبل - 00:49:54ضَ
من المنصوحين من يكون صاحب خلق حسن ومنهم من يكون صاحب خلق سيء. قد يواجهك بما تكره من المنصوحين من يؤثر فيه الدليل ويردع ويخاف الله. اذا سمع الاية او الحديث - 00:50:27ضَ
خاف واستعظم انه يجاوز ذلك ومن المنصوحين من يكون متساهلا لا يبالي بكلام الله ولا كلام رسوله فالناصح على هذا يحتاج الى مراعاة امور مهمة لابد ان يراعيها في نصحه للمسلمين حتى ينفع - 00:50:45ضَ
الله تعالى بنصحه فاول الامور التي يراعيها الناصح في نصحه الاخلاص لله جل وعلا الا يكون الدافع ليل النصيحة حب الرياء. يرائي الناس انه ينصح في المنكرات والمحرمات حب السمعة - 00:51:09ضَ
حب الشهرة ارادة التقرب والتزلف من فلان او فلان صحح النية فالنصيحة هي تصفية النية ارادة الخير للمنصوح له ازالة جميع الشوائب فاول ما ينبغي ان يراعيه الناصح في نصحه - 00:51:32ضَ
ان تكون نصيحة خالصة لله يريد الا يوجد هناك مخالفة لامر الله ولامر رسوله يريد الا يكون هناك احد المسلمين على خطأ او مخالفة او ذنب يريد نفع عباد الله جل وعلا - 00:51:56ضَ
فيكون خالصا في نصحه وهذا الامر من اهم ما يحاسب المسلم عليه نفسه هكذا من الامور التي يراعيها الناصح في نصحه وهو متعلق بالذي قبل ايظا وسبق الاشارة اليه ان يحذر من الخلط - 00:52:15ضَ
بين النصيحة وبين التوبيخ والتعيير فانهما يشتبهان وقد يزين لك الشيطان. تعييرك لاخيك وتوبيخك له بصورة نصيحة فجاهر نفسك وحاسبها على هذا الامر حتى لا تقع في المخالفة نريد ازالة مخالفة وتقع انت في مخالفة - 00:52:40ضَ
ايضا من الامور المهمة التي يراعيها الناصح في نصحه ان يكون نصحه سرا الا اذا اقتضى المقام ان يجهر به والا فاصل النصيحة ان تكون في السر وعلى هذا كان السلف كما حكاه جماعة من اهل العلم - 00:53:11ضَ
جاء عن معمر بن راشد وقريب منه عن الامام الشافعي. وذكره الامام ابن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم بمعنى كلامهم ان السلف كانوا اذا اراد احدهم ان ينصح اخاه وعظه سرا - 00:53:38ضَ
فيما بينه وبينه وكان الشافعي وغير واحد من السلف يقولون من نصحك من وعظك في السر قد نصحك ومن وعظك على رؤوس الناس فقد وبخك وعيرك فالنصيحة انت تريد قبول نصيحتك - 00:53:57ضَ
انت تريد نفع اخيك المنصوح فانصح له سرا لا تعيره امام الناس. قد يكون اخطأ واذا راجعته رجع عن خطأه وبين للناس ان ذلك الامر خطأ وحصلت الفائدة لا والفائدة للمسلمين - 00:54:20ضَ
واما لو اشهرت خطأه امام الناس ربما عاندك ونزغ الشيطان بينك وبينه واستمر على ذلك الخطأ فلم ينتفع هو ولم ينتفع المسلمون ببيان ذلك الخطأ لهم ولم تسلم لك نيتك ايها الناصح - 00:54:42ضَ
فاصل النصيحة ان تكون في السر تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة. فان النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا ارضى استماعه فاصل النصيحة ان تكون في السر - 00:55:06ضَ
والا يعلن ولا يجهر بها الا اذا كان هناك باطل قد انتشر وخطأ قد فشى في الناس واعتقده الناس صوابا ولم يرجع عنه صاحبه فهنا لا بد من الجهر بالنصيحة - 00:55:25ضَ
لاجل مصلحة المسلمين العامة. لم تتوفر لنا المصلحة الخاصة وهي مصلحة المنصوح. فلابد ان نراعي المصلحة العامة التي هي مصلحة عموم المسلمين والا فالاصل في النصيحة هو السر هو الانفراد وعدم الجهر بها - 00:55:49ضَ
ايظا من الامور التي ينبغي مراعاتها في النصيحة الا تكون نصيحتك مشروطة بالقبول بعض الناس يجعل نصيحته كأنها قرآن لابد ان تقبلها واذا لم تقبلها فانت لم تقبل الحق. وقد يكون على غير صواب - 00:56:10ضَ
فانت تبذل النصيحة ولا تجعلها مشروطة بقبول الناصح لها وانه يجب ان يقبلها وان ينقاد لها فقد تكون نصحت في امر والذي عليه اخوك الذي نصحت له وجه من الصحة - 00:56:39ضَ
او قد يكون هو الصحيح وانت على خطأ في نصيحتك فلا تجعل نصيحتك مقبول مشروطة بالقبول. انت متدين بالنصيحة متعبد بها وفي كلام جميل لابن حزم رحمه الله بمعنى كلامه - 00:56:59ضَ
في كتاب رسائل ابن حزم كان مما قال قال فمن بذل النصيحة بشرط القبول فهو ظالم لا ناصح وهو طالب طاعة لا مؤذن ديانة وعبادة قال بل هذا شأن الراعي مع رعيته - 00:57:17ضَ
وشأن العبد مع سيده. لا شأن الاخ مع اخيه بمعنى كلامي رحمه الله ان النصيحة اذا كان الناصح لابد انها تقبل هذا لم تصل نصيحة هذا صار امرا يجب اتباعه - 00:57:42ضَ
صار امرا يجب تنفيذه ولكن الناصح ينصح فان قبل اخوه نصيحته فالحمد لله هذا المراد. وان لم يقبل نصيحته برئت ذمته وادى الذي عليه امام الله وهذا الذي لم يقبل النصيحة هو المتظرر - 00:57:59ضَ
فاذا كان هناك ظرر يلحق المسلمين بين للمسلمين ان ذلك الشيء الذي قاله او فعله فلان خطأ اما شيء في خاصة نفس الانسان حتى ولو لم يقبله الا يضرك شيئا هو الذي يتضرر - 00:58:20ضَ
فهذا امر ينبغي لناصح ان يفهمه بعض الناصحين ينصح اخاه في خطأ فاذا لم يستجب له اعرض عنه جفاه لماذا؟ قال فلان لا يقبل النصح. وربما مرة واحدة نصحه في خطأ واحد وهذا من الخطأ - 00:58:39ضَ
فليست النصيحة مشروطة ان يقبلها المنصوح والا لا تكن نصيحة بل ابذل النصيحة فان قبلها فهذا الذي تريد وثبت اجرك على الله وصلح حال اخيك واذا لم يقبلها برئت ذمتك - 00:58:59ضَ
وثبت اجرك على الله وهو الذي يتحمل وزر خطأه فلا تكون النصيحة مشروطة بالقبول الامر الاخير مما ننبه عليه والا الامور كثيرة مما ينبغي ان يراعي المسلم في نصيحته ان يرفق بالمنصوح له - 00:59:17ضَ
لا يغلظ عليه المنصوح له ما دام مخطئا بصره برفق واعلم ايها المسلم انك تصل بالرفق الى ثمرات ونتائج كثيرة لا تصل اليها بالعنف والشدة العنف والشدة له مواضع في الشرع - 00:59:40ضَ
قليلة والا الاصل هو الرفق اشار نبينا عليه الصلاة والسلام الى ثمرات الرفق الكثيرة بقوله ما كان الرفق في شيء الا زانه. وما نزع من شيء الا شانه. زانه اي جمله. نصيحة - 01:00:07ضَ
فيها رفق تكون نصيحة جميلة الزين والتزيين هو التجميل والشين اي جعله مشينا قبيحا فيه عيوب فاي شيء فيه عنف فهو معيب واي شيء فيه رفق فهو مزين مجمل مقبول الى النفوس - 01:00:29ضَ
ما كان الرفق في شيء الا زانه تريد ان تكون نصيحتك مزينة مجملة مقبولة مستساغة تنفتح لها القلوب جملها بالرفق. واحذر العنف الذي ينفر والذي يشين قد تكون انت على حق - 01:00:55ضَ
ونصيحتك من انفس النصائح واعظم ما يكون من الخير ولكن اخطأت في اسلوب نصحك اخطأت في طريقة تقديم نصيحتك فمتى تقبل منك هذه النصيحة والناس لا يستوون لا تظن ان كل الناس - 01:01:20ضَ
مثلك في الانقياد للحق وسرعة الاستجابة اذا سمعوه. لا ماذا قال الله لموسى وهارون حين ارسلهم الى طاغية فقولا له قولا لينا فرعون الذي يقول انا الله يقول انا ربكم الاعلى ما علمت لكم من اله غيري - 01:01:42ضَ
قال الله لموسى وهارون فقولا له قولا لينا اي مثل هذا العافي الجبار لو جئتموه بالكلام الغليظ لنفر منكم ولم يقبل بل ربما قتلكم والمقصود هو ان تنفعوه. قولوا له قولا لينا. لعله يتذكر او يخشى - 01:02:07ضَ
ولذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام من يحرم الرفق يحرم الخير من يحرم الرفق يحرم الخير فاذا حرم الانسان الرفق حرم الخير وقال نبينا صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله باهل بيت خيرا - 01:02:28ضَ
ادخل عليهم الرفق حتى في بيت المسلم ونصحه لابنائه وزوجته واهله ان لم يكن مزينا بالرفق صار خلاف الخير اذا اراد الله باهل البيت خيرا ادخل عليهم الرفق فيا اخواني - 01:02:55ضَ
مراعاة الرفق بالمنصوح امر مهم كم انفتحت من قلوب عاتية وكم استجاب من اناس غليظون بسبب الرفق بهم رسولنا عليه الصلاة والسلام كيف كان ينصح في حين كان بعظ الصحابة رظي الله عنهم ربما - 01:03:16ضَ
يتألم من المنكر الذي يراه فيغلظ في القول فيعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم الاعرابي الذي جاء بال في المسجد انكر عليه الصحابة مسجد بيت الله يرفع ثوبه ويبول امام الناس - 01:03:44ضَ
وقال قالوا مهما قال لهم النبي دعوه دعوه يكمل امرهم ان يجعلوه يتم بوله لانه اذا لم يتم بوله يتضرر ينحبس بوله فيحصل له ظرر. والنبي نبي الرحمة ايضا لانهم اذا زجروه ربما يقوم وهو يبول فيتناثر البول في اماكن كثيرة. بدل من ان كان في مكان واحد يصير في اماكن كثيرة من المسجد - 01:04:00ضَ
ايضا يصيب جسمه وثيابه بالبول ويصير ثيابه غير طاهرة انظر الى المصلحة طلعوه. فلما انتهى قال ان هذه البيوت بيوت الله لا تصلح لشيء من البول ولا الخبث. انما هي لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة. ماذا قال هذا الاعرابي - 01:04:30ضَ
قال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا تأثر هناك زجرو والنبي صلى الله عليه وسلم رفق به وهو اعرابي جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا رسول الله ائذن لي في الزنا - 01:04:51ضَ
فعجب الصحابة من المسألة وقالوا مهما يزجرونه قال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه كيف لو جانا اليوم الواحد الى هنا الى المسجد؟ قال يا امام المسجد اريد ازني يقوم المسجد كله يضربه - 01:05:13ضَ
ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال ادنوا وضع يده على صدره هل ترضى هذا الزنا لامك ترظى ان امك يأتي الناس يزنون بها وهي امك؟ قال لا يا رسول الله جعلني الله فداءك - 01:05:33ضَ
قال كذلك الناس لا يرظون لامهاتهم. هذا الذي تزني بها هي ام غيرك هو لا يرظى ترضى لاختك؟ قال لا يا رسول الله جعلني الله فداءك قال وكذلك الناس لا يرظون لاخواتهم - 01:05:51ضَ
قال ترضاه لابنتك؟ قال لا يا رسول الله جعلني الله فداك. قال وكذلك الناس لا يرظون لبناتهم. قال ترضى لعمتك لخالك يعدد له تصور له النبي صلى الله عليه وسلم الزنا في اهل بيته - 01:06:09ضَ
كانت هذه الحقيقة غائبة عن ذهن هذا الشاب لم يتخيل ان زناه بامرأة هو معناه انه يزني بام غيره او بنت غيره او اخت غيره او عمة غيره او خالة غيره - 01:06:27ضَ
فصور له النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفاحشة في اهل بيته. فاستعظم الامر رأه امرا عظيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه - 01:06:44ضَ
قال فكان ذلك الشاب من اصلح الناس ولا يلتفت الى شيء من المحرمات انظر هذه النصيحة لما كانت بالرفق من الرسول عليه الصلاة والسلام كيف صيرت من انسان يطلب الزنا الى انسان من الصالحين - 01:07:00ضَ
الاعفاء وهكذا هدي الرسول عليه الصلاة والسلام. كثير في نصحه للناس تأمل كيف كان يعلم علم معاوية ابن الحكم السلمي الذي جاء يتكلم في الصلاة اعرابي ما يعلم عطس فحمد الله. عطس رجل فقال له يرحمك الله في الصلاة - 01:07:21ضَ
نظر الناس اليه قال واثقل امياه. لماذا تنظرون الي؟ وهو يصلي فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم علمه قال هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن - 01:07:46ضَ
فماذا قال معاوية قال بابي هو وامي. والله ما رأيت معلما قبله ولا بعده احسن تعليما منه والله ما قهرني ولا شتمني. اثرت هذه الكلمة في قلب هذا الاعرابي. وصار ذكره في خيار الصحابة - 01:08:05ضَ
وبهذا تعلم ان النصيحة ايها المسلم لابد ان تكون في بذلها لغيرك رفيقا به. رفيقا وهذا هو الاصل النصح وفي الدعوة وفي معاملة المسلمين ان يكون رفيقا بهم فاذا صحبت النصيحة بالرفق تؤثر والله تثمر - 01:08:27ضَ
يجعل الله تعالى فيها خير واذا فقد منها الرفق فقدت منها البركة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيها الشين اخواني في الله هذه النصائح في هذا الامر المهم - 01:08:52ضَ
وهو امر النصيحة التي نحن بامس الحاجة اليها. ونحن كطلبة علم وكدعاء الى الله تعالى وكسلفيين مصلحين نسعى في اصلاح الناس واحوالهم لا بد ان نعلم عظمة هذه العبادة وان نتعلم ادابها وما يتعلق بها لتؤتي ثمراتها وليظهر - 01:09:06ضَ
خيرها علينا وعلى من ننصحه نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل. وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. والحمد لله رب العالمين - 01:09:35ضَ
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 01:09:55ضَ