Baheth

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير اجمعين. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله - 00:00:00ضَ

وصحبه اجمعين اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاخوة والاخوات وحياكم الله تعالى الى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم الهدي النبوي في رمضان ايها الاحبة روى الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:56ضَ

كان اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل يدارسه القرآن كل ليلة لقد توقفنا في حلقة مضت عند جملة يدارسه القرآن وفي هذا اللقاء باذن الله تعالى نتوقف عند جملة كان اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان - 00:01:16ضَ

ان هذه الجملة العظيمة لتوحي بدلالات جليلة في ميدان الخلق العظيم الذي كان يتحلى به رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي زكاه ربه من فوق سبع سماوات وهو اللطيف الخبير - 00:01:41ضَ

وهو العليم سبحانه وبحمده زكاه قديما في اول ما نزل من القرآن وانك لعلى خلق عظيم ايها الاحبة ان الجود من اعظم الاخلاق التي كانت تتمدح العرب بها وهي من المناقب التي فطرت النفس السوية على حبها - 00:01:57ضَ

وكل يفخر بها وان لم يكن من اهلها. حتى البخيل يتمنى ان يوصف بالجود فلننظر في هذا الجود الذي اخبرنا عنه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. كان اجود الناس. الله اكبر. ما اجمله من وصف - 00:02:18ضَ

للحالة التي كان عليها صلوات الله وسلامه عليه. هذا حكم عام في حياته كلها صلوات الله وسلامه عليه. فهو عند عليه الصلاة والسلام واعظمهم بذلا واسخاهم كفا واكرمهم نفسا واعظمهم جودا واكرمهم عطاء - 00:02:34ضَ

ان هذا الجود لم يكن يتوقف لحظة من الزمن. لقد جاءه رجل مرة وسأله غنما بين وادي فاعطاه اياها وجاءه رجل وجاءه اخر وثالث جاءه مرة اعرابي كما في حديث المسور ابن مخرمة رضي الله تعالى عنهما - 00:02:54ضَ

يقول جاء اعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي وعليه برد غليظ الحاشية اشبه ما يكون بهذا المشلح الذي البسه الان فجاء ولكن الرداء فيه شيء يربطه حول العنق فجاء هذا الاعرابي وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس ما قسم من غنائم احدى الغزوات - 00:03:17ضَ

فجذبه وجبده حتى اثر هذا الجذب في صفحة عنقه صلوات الله وسلامه عليه. وقال يا محمد اعطني من مال الله الذي اعطاك وانظر الى هذا الجفاء. جذب فهو نوع من سوء الخلق الفعلي - 00:03:40ضَ

وسوء في الخطاب يا محمد جرده من لقبه الشرعي الذي سماه الله تعالى به محمد رسول الله. ثم خاطبه بهذا الجفاء الذي كان ربما يناسب حاله التي كان عليها ويقول اعطني من مال الذي اعطاك - 00:03:59ضَ

فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم واعطاه مراده. وهذا هو الجود. يجود بالنفس ان ظن البخيل بها والجود بالنفس اعلى غاية الجود. ثم يقول ابن عباس وكان اجود ما يكون في رمضان - 00:04:17ضَ

وانما قال هذه الجملة عقب قوله كان اجود الناس حتى لا يظن ظان ان جوده صلوات الله وسلامه عليه ينحصر في هذا الزمن كمان في ثلاثين يوما من العام كلا بل كان بابي هو وامي جوادا طيلة حياته لكن جوده يتضاعف في هذا الزمان - 00:04:35ضَ

وذلك له اسبابه. اولها انه في زمان فاضل والزمان الفاضل بلا شك مما يحفز الانسان على ان يسعى في انواع الجود التي يقدر عليها. كما سيأتي الاشارة الى ذلك بعد قليل باذن الله تعالى. امر اخر - 00:04:55ضَ

اثر الصوم على الانسان فانه اذا ذاق قرصة الجوع واحس بالم العطش فان ذلك يذكره باناس اخرين محتاجين ربما تضاغى الصبية عند احدهم فلم يجد لهم ما يطعمهم وكذلك ايضا اثر هذا القرآن العظيم الذي الذي وقعت فيه المدارسة بين خير رسول ملكي وخير رسول بشري - 00:05:15ضَ

اثمر هذا الجود والعطاء وهكذا يصنع القرآن بأهله. يحفزهم على مكارم الأخلاق. وينمي فيهم المعاني الكريمة والشمائل الفاضلة ايضا من اسباب تضاعف جوده اثر هذه الصحبة والرفقة مع جبريل عليه الصلاة والسلام ولا شك ان الصاحب - 00:05:40ضَ

كما يقال ساحب والجليس يؤثر فقد كان جبريل اذا لقي محمدا عليه الصلاة والسلام وهما يتدارسان القرآن تمر بهما حياة الانفاق تمر بهما ايات الجود. تمر بهم مثل قوله سبحانه وتعالى وفي اموالهم حق للسائل والمحروم. وفي ويمر بهم - 00:06:00ضَ

قول الله تبارك وتعالى الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ الى اخره من الايات. فهذا اللقاء والتدارس هو حث معنوي وربما حصل الحث الحسي بالانفاق على الفقراء والمعوزين. ايها الافاضل ان امر الجود - 00:06:20ضَ

لا ينحصر بعطاء مادي محض. لا ببذل مال ولا ببذل طعام او شراب ولا ريب ان هذا من الجود العظيم الذي يثنى به على صاحبه لكنه يمتد ليشمل صورا اخرى. فالجود تتسع دائرته بحسب حال الانسان. فالعالم مثلا يتسع جوده بعلمه - 00:06:40ضَ

ليشمل الناس بما اتاه الله سبحانه وتعالى وفضله به. خصوصا في مثل هذا الموسم الذي تكثر فيه اسئلة الناس عن مسائل الصيام مسائل الزكاة وعن مسائل العمرة وعن مسائل الطهارة وخصوصا فيما يخص النساء في الحيض والحمل والارضاع ومسائل كثيرة جدا - 00:07:01ضَ

العالم في هذا الشهر وطالب العلم الذي وفقه الله تعالى لنيل ما يسر الله من علم وينفع ينفع به الناس عليه ان يتسع صدره وعليه ان يزداد جوده تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. كذلك ايضا يتسع الجود ليشمل الوقت ويشمل - 00:07:21ضَ

المعاشرة مع الاهل والصحبة والرفقة لاهل البيت. لقد كان السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم. يتمثلون هذا الجود في مواقف وصور منها مثلا ما يعني سيمر بنا في لقاء قادم لكن اشير اليه على عجل هنا وهو ان الصحابة رضي الله - 00:07:41ضَ

جعل عنهم كانوا يجودون بالتربية لاولادهم على الصيام يجوعونهم وربما صاح الطفل الصغير الهوه باللعبة من العهن حتى يحين وقت الافطار. هذا نوع من الجود. جود في الوقت من اجل تربية الصبيان والاولاد. جود بالوقت مع الاهل - 00:08:01ضَ

يصحبهم يجلس معهم مجلسا رمضانيا كما سبقت الاشارة اليه في لقاء سابق. كل ذلك من الجود الذي لا ينحصر حتى لا يظن ظان ان الجود انما يحدث به ارباب الاموال او اهل العلم فحسب. بل كل واحد منا يستطيع ان يغرف من بحر - 00:08:21ضَ

حسب وبالقدر الذي يملكه وبقدر ما معه من ماعون وكلما اتسع ماعونه كان غرفه اكبر واعظم. ايها الافاضل ان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان بليغا جدا. حينما شبه نبينا صلى الله عليه وسلم بهذا التشبيه - 00:08:41ضَ

الجميل الرائع فقال فلا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة. سبحان الله لماذا اختار ابن عباس الريح المرسلة بالذات اختارها لسببين كما قال اهل العلم اما اولهما فان الريح غالبا تكون عامة وشاملة وهكذا كان - 00:09:03ضَ

صلوات الله وسلامه عليه. الامر الاخر حينما وصفها بالمرسلة اي المتتابعة والمتواترة. فجوده لا ينقطع عليه الصلاة والسلام فمنذ ان القى الله عليه هذا الوحي بل قبل ذلك كان معروفا بالجود وكان معروفا بالكرم وكان معروفا بالسخاء - 00:09:26ضَ

تذكر كتب التاريخ ان المأمون سأل موسى الرضا رحمه الله تعالى اي حكمة وفائدة في الصوم فقال له موسى الرضا رحمه الله تعالى ان الله تعالى علم ما ينال الفقير من الم الجوع وقرصه - 00:09:46ضَ

فنبه بذلك الاغنياء ليجودوا باموالهم على الفقراء فاعجب ذلك المأمون وقال والله لا كتبت هذا الا بيدي. اعجب بهذه الحكمة وتذكر ايضا كتب التاريخ ان احد الاجواد وهو الحكم ابن المخزومي - 00:10:04ضَ

قدم على ناحية من النواحي وفي بلد من البلاد فيقول اهل تلك البلاد عن الحكم هذا قالوا ما وردنا اكرم من الحكم هذا قالوا وكيف ماذا صنع بكم هل اخدع عليكم الاموال - 00:10:23ضَ

قالوا لا وانما علمنا مكارم الاخلاق حتى تحرك اغنياؤنا فجادوا باموالهم على فقرائنا وتلك والله تلك والله المنقبة وذاك والله وذاك والله الشرف ذكر ايضا في ترجمة علي ابن محمد ابن علي ابن هذيل - 00:10:37ضَ

وقد كان من الاجواد الاسخياء الذين يجودون جودا جعل اهله مرة يقولون يا محمد انك او يا علي انك لتجود بالمال حتى افقرت اولادك. فكان يقول لها لا والله بل - 00:11:00ضَ

انا شيخ طماع اسعى في غناهم. ولسان حاله يقول انفق يا ابن ادم انفق عليك. ولسان حاله يقول ان الانفاق مظنة الانفاق انفاقك انت يا ابن ادم هو مظنة لجود الله تبارك وتعالى عليك. ايها الافاضل - 00:11:19ضَ

لنختم هذه الوقفة مع هذا الحديث المبارك العظيم بذكر شيء من الفوائد التي ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى شيئا منها حول هذا الحديث فاولها عظم وجوده عليه الصلاة والسلام. وثانيها استحباب الجود كما اشرنا اليه انفا. والحرص على الاكثار منه في مثل - 00:11:39ضَ

لهذا الموسم العظيم ومثله موسم الحج وغيره من المواسم الفاضلة. كذلك ايضا نلحظ اثر الصحبة صالحة فانهم بلا شك يؤثر بعضهم على بعض. كم سمعنا من الاغنياء الافاضل الصالحين؟ يجتمع بعضهم الى بعض فيذكر - 00:12:00ضَ

هذا هذا فينفق هذا بفضل تذكير هذا. ويجتمع اناس محرومون من ارباب الملايين وربما المليارات. فيقول هذا لهذا يا رجل لا تنفق او اصبر ونم المال ثم يبدأ يفتح له مشاريع دنيوية من اجل تنمية ماله وربما اغلق - 00:12:20ضَ

عليه بسبب سوء نصحه هذه الابواب العظيمة ايها الافاضل هذا رسولكم صلى الله عليه وسلم كان جوادا كريما. فكونوا مثله فنعم الاسوة اللهم ارزقنا التأسي بنبينا صلى الله عليه وسلم. وارزقنا الاقتداء به ظاهرا وباطنا. واختم لنا بخير يا رب العالمين - 00:12:40ضَ

الان القاكم في حلقة قادمة استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:13:04ضَ