Baheth

يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. ايها الاخوة ان من رحمة الله تعالى - 00:00:00ضَ

عبادة ان فتح لهم ابوابا من الخير تبقى لهم بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في الصحيح من حديث ابي هريرة اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث. الا من صدقة جارية او علم ينتفع به - 00:00:24ضَ

به او ولد صالح يدعو له. ومن اعظم ما يضبط ويعين على تحقيق هذه الاعمال. الوصية الشرعية التي حث عليها ديننا ورغبنا ورغبنا فيها ربنا بكتابه. وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:44ضَ

من الجور فيها. والوصية التي هي التبرع بالمال بعد الموت. عظم الله شأنها في كتابه. وعلى احسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال فقال عز وجل كتب عليكم اي اوجب الله عليكم اذا - 00:01:04ضَ

احدكم الموت ان ترك خيرا اي مالا ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين فاكد هذا الامر باكثر من مؤكد. وفي قوله عز وجل من بعد وصيتي يوصي بها - 00:01:24ضَ

من بعد وصيتي يوصي بها او دين. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين وفي رواية ثلاث ليال الا - 00:01:44ضَ

ووصيته مكتوبة عنده. قال ابن عمر ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك الا ووصيتي عند رأسي. متفق عليه. واللفظ لمسلم. قال الامام الشافعي رحمه الله من صواب الامر - 00:02:04ضَ

للمرء الا تفارقه وصيته. ومن اعظم فوائد تحرير الوصية وظبطها بالكتابة امتثال الامر الشرعي وبراءة الذمة وحماية الاموال. ورعاية القصر الى غير ذلك من الفوائد. التي يعرفها ويدركها اولئك الذين اطلعوا على احوال الموتى بعد وفاتهم وتركوا اموالا لا يدرى مدخلها ولا مخرجها - 00:02:24ضَ

ومما ينبغي ان يعلم ايها ايها الاحبة ان الوصية تجب في احوال وتستحب وتحرم وتكره في احوال اخرى فاما حال وجوبها فعندما يكون الانسان فعندما يكون على الانسان ديون او حقوق لا يعلم بها الا هو - 00:02:54ضَ

هو وصاحب الحق فيجب عليه ان يكتب لتثبيت الحق لصاحبه ولقطع الخصومات التي تنشأ غالبا في مثلها هذه الاحوال بسبب عدم قدرة صاحب الحق على اثبات حقه. وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. وتستحب - 00:03:14ضَ

حين يكون عند الانسان فضل مال وورثته مستغنون. فيوصي بشيء من ماله على الا يتجاوز الثلث ليكون صدقة جارية بعد موته. وتكره الوصية اذا كان الورثة محتاجين. والمال قليلا. لقوله - 00:03:34ضَ

صلى الله عليه وسلم لما زار سعد بن ابي وقاص في مرضه بمكة انك انتظر اورثتك اغنياء انك ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس. وهنا يا عباد الله تبرز - 00:03:54ضَ

عظمة هذا الدين بضبط العواطف التي تحيط بالناس في مثل هذه الحال حال مفارقة الدنيا او قرب ذلك ليوازن بين مصلحة الحي ومصلحة الميت. وليبين السبيل الاعظم اجرا. ولان كان المرء يؤجر على كل - 00:04:14ضَ

كبد الرطبة ولو كانت حيوانا فكيف بالورثة الذين هم احق الناس بمال مورثهم وليس هذا بل ان الشرع حرم صورا من الوصية وضابطها وجود الضرر ومخالفة النص الشرعي. ومن صورها - 00:04:34ضَ

زيادة الوصية على الثلث لقوله عليه الصلاة والسلام. الثلث والثلث كثير كما في حديث سعد الذي سبق ومن صور الاضرار ان تكون ومن صور الوصية المحرمة ان تكون لوارث. فان الله تعالى لما - 00:04:54ضَ

قسم الفرائض والمواريث. قال بعد ذلك تلك حدود الله. ثم قال ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين. ثم جاءت السنة المطهرة لتقطع الطريق على المستدرك - 00:05:14ضَ

على قسمة المواريث باجتهاداتهم. في الحديث المشهور المتلقى بالقبول. حيث يقول عليه الصلاة والسلام ان الله قد اعطى كل ذي حق حقه. فلا وصية لوارث. ومن الصور المحرمة في الوصية ان يكون المقصد بها الاضرار - 00:05:34ضَ

عياذا بالله بان يقر مثلا بكل ماله او ببعضه لغير مستحق. او يقر على نفسه بدين لا حقيقة له ليمنع الورثة من حقه. او يبيع شيئا من املاكه بثمن زهيد. او يبيع بيعا صوريا او يشتري شيئا - 00:05:54ضَ

بثمن فاحش ليضر بالورثة ويمنعهم حقوقهم او يبخسها. نعوذ بالله من الخذلان. كيف يتجرأ هذا الصنف من الناس وهم في هذه الحال حال الادبار عن الدنيا والاقبال على الاخرة. كيف يتجرأون على هذا - 00:06:14ضَ

المنكر العظيم اذا تبين ذلك ايها الاحبة فعلى من اوكل اليه امر الوصية ان يبادر الى تنفيذها والعمل بها ويجب هذا اذا حل زمن الموصى به كدين ونحو ذلك. ولا يحل للموصى ان يتساهل بالوصية كما - 00:06:34ضَ

قالوا بعض الناس وللاسف وينبغي ان تكتب الوصية واضحة في لفظها ومعناها وكتابتها عادلة في شهودها لتحمد سيرة الموصي. ولتحفظ الحقوق من بعده. ولا يبقى اهله من بعده في منازعات. ويلقى ربه - 00:06:54ضَ

وقد ادى ما عليه وابرأ ذمته وبيض صحيفته وحسنت باذن الله تعالى خاتمته وخف في الاخرة حسابه فقد تعرض لحرمان الثواب واهمل في براءة الذمة. وليعلم حفظكم الله ورعاكم ان وجوه البر - 00:07:14ضَ

كثيرة من فقراء الاقارب غير الوارثين وعمارة المساجد وخدمتها وقضاء ديون المعسرين والصدقة على المحاويج على طلبة العلم ودعم جمعيات تحفيظ القرآن وسقي الماء وتعبيد طرق المسلمين وطبع الكتب المفيدة ونشرها والوصية - 00:07:34ضَ

في الحج والاضاحي عن نفسه وغيره. وهذا الباب بفظل الله تعالى واسع ووجوه البر فيه لا تنحصر. وان من التحجير الذي درج عليه بعض الناس عندنا تقليدا لا اتباعا لاثر بل تقليدا لوالد وجد ان يحصر الوصية في - 00:07:54ضَ

امور غيرها اهم منها بكثير. فترى بعضهم يقصر وصيته على اضحية او عشاء الوالدين في رمضان مثلا وهذا وان كان يؤجر عليه المسلم الا ان نفعه ضعيف وقاصر خاصة في هذا الزمان الذي اتسعت - 00:08:14ضَ

على اكثر الناس ارزاقهم. كم هو جميل ايها الاخوة. كم هو جميل وحسن. ان نسأل ونستشير غيرنا من اهل العلم والعقل في موارد اعظم اعظم للاجر ونفكر في سبل يمتد اثرها ويعظم نفعها خاصة مع ازدياد حوائج - 00:08:34ضَ

الناس وتنوع مصارف البر في هذا الزمان. واني ضارب لكم مثلا املاه الواقع المعاش. في مجتمعنا فئة ليست بالقليلة سواء كانت هذه الفئة من اخواننا من اخواننا الوافدين او من المواطنين لا يقدرون - 00:08:54ضَ

على دفع تكاليف العلاج اللازم لبعض الامراض. التي تنوعت وكثرت في عصرنا. وقد وقفت بنفسي على حالات من ذلك فاسأل ايها الباغون للخير ايهم اكثر نفعا واعظم اثرا عشاء في رمظان ربما يكلف الفا او الفين يوظع - 00:09:14ضَ

لاناس شباع لا يجد احدهم مكانا للاكل والشرب. اهذا اعظم؟ ام دفع هذا المال؟ ام دفع هذا المال؟ ليه فقراء او لمستشفى خاص لينفق منه على علاج المرضى. الذين لا يجدون ما ينفقون. وربما فاضت اعينهم - 00:09:34ضَ

من الدمع الما وحزنا الا يجدوا ما يعالجون به مرضاهم. ومثال اخر للمصارف الشرعية للوصية هو ما يسمى بالوقف الصحي. فالحاجة بل الضرورة تدعو اليه. وان اجره لعظيم عند الله. يوم ان يكتب على يديك - 00:09:54ضَ

تفريج كربة مريظ وتخفيف شدة المه بوصوله الى العلاج عن طريق ما لك الذي اوصيت به واوقفته. الا اتقوا الله يا عباد الله وقوموا بما اوجب عليكم وادوا الحقوق الى اهلها واحفظوها قبل ان لا يكون دينار ولا درهم - 00:10:14ضَ

واياكم والتفريط فيها فان الانسان لا يدري متى يفجأه الاجل. نفعني الله واياكم نفعني الله واياكم كتابه وبسنة خير انبيائه. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل - 00:10:34ضَ

فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فها هنا تنبيهان مهمان يتصلان - 00:10:54ضَ

موضوع الوصية اجملهما في امرين او في تنبيهين. الاول يظن اكثر الناس ان الوصية بالثلث افضل وهذا ليس بدقيق. فان النبي صلى الله عليه وسلم حين حين الح عليه سعد بن ابي وقاص والحديث في - 00:11:14ضَ

حين حين الح عليه ان يوصي بماله نهاه وابى. ثم قال بنصفه فابى. ثم لما قال ثلث مالي؟ قال الثلث والثلث كثير. ولقد فهم اكابر الصحابة رضي الله عنهم هذا. فهم اسبق الناس الى الايمان - 00:11:34ضَ

والانفاق فهذا ابو بكر رضي الله عنه لم يوصي الا بخمس ما له فقط وقال واسمع الى الفقه. ارضى من ما لي بما رضي الله به من غنائم المسلمين يقصد بذلك الخمس ويشير بذلك الى اية الانفال. وهذا حبر الامة وترجمان - 00:11:54ضَ

القرآن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما يقول كما في الصحيحين لو ان الناس غضوا من الثلث الى الربع لان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال الثلث والثلث كثير. وحكى ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله وهو احد اكابر التابعين عن - 00:12:14ضَ

رضي الله عنهم انهم كانوا يكرهون ان يوصي بالثلث لقوله صلى الله عليه وسلم والثلث كثير. وقال شيخنا ابن باز رحمة الله عليه فاذا اوصى الانسان بالربع او بالخمس كان افضل من الثلث ولا سيما اذا كان المال - 00:12:34ضَ

كثيرا وان اوصى بالثلث فلا حرج. والقصد من هذا التنبيه هو ازالة الوهم العالق باذهان كثير من الناس ان الوصية بالثلث افضل. والا فلو اوصى فلا حرج. اما التنبيه الثاني فينبغي للموصي ان يوسع - 00:12:54ضَ

في وصف المصرف بحيث يكتب عبارة فيها نوع من العموم اوصي بخمس مالي يصرف في اعمال البر فيما الحاجة زمانا ومكانا وحالا واشخاصا. ويتولى ذلك فلان حسب ما يراه نافعا ومناسبا. نقول هذا - 00:13:14ضَ

لانه بعد الاطلاع على بعض الوصايا نجد بعض الناس يحجر واسعا حتى انك لا تكاد تجد في وصيته مخرجا ومصرفا ومصرفا الا في نطاق ضيق جدا في اعمال البر. وهناك تفاصيل يطول ذكرها في هذا - 00:13:34ضَ

يحسن السؤال عنها وكم هو حسن اذا اراد احدنا ان يكتب وصيته ان يستشير طالب علم او عالم او عالما يعينه على كتابة الوصية على الوجه الشرعي. فقد يشير عليه برأي عزب عن ذهنه. او يدله على مصرف - 00:13:54ضَ

احسن مما في ذهنه. ختاما يا عباد الله انبه على امرين اثنين ايضا لهما صلة بالوصية احدهما يظن بعض الناس انه لا يجوز التعديل في الوصية. فيظن انه اذا كتبها فانها تبقى كما هي - 00:14:14ضَ

لا يغير فيها وهذا غلط. بل يجوز التعديل فيها. ولهذا ينبغي للانسان بين الفينة والاخرى ان يراجع وصيته قد يرغب في تعديل بعض ما اوصى به. وقد تجد مصارف جديدة اخرى اولى من التي كتبها سابقا او يحذف شيئا - 00:14:34ضَ

او غير ذلك من الامور التي تطرأ. والامر الثاني ما اجمل ان يجد الابناء في وصية والدهم كتلك التي اوصى بها يعقوب عليه الصلاة والسلام بنيه حين حضرته الوفاة. وهي الوصية العظيمة الوصية - 00:14:54ضَ

بالتوحيد التي اثبتها القرآن الكريم في قوله ام كنتم شهداء؟ اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدونني من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق اله واحدا - 00:15:14ضَ

له مسلمون فان لم تكن هذه الوصية مكتوبة فلتكن منطوقة ان ان ادرك الانسان ان ادرك الانسان ذلك وحضره اجله واولاده عنده. فلا تبخلوا يا عباد الله في وصاياكم بالتنبيه على اعظم قضية واخطرها - 00:15:34ضَ

وهي قضية التوحيد والتنبيه ايضا والوصية بالصلاة وبر الوالدين وصلة الرحم والاجتماع وعدم الفرقة وغيرها من الوصايا النافعة التي قد لا يدرك كثير من الاباء اثرها العظيم. على نفوس ابنائهم وسلوكهم طيلة حياتهم. رزقنا - 00:15:54ضَ

الله تعالى الفقه في دينه والبصيرة فيه. كما اسأله سبحانه وبحمده ان يطرح البركة في اعمارنا واعمالنا واموالنا وازواجنا وذرياتنا اسأله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن امتد اجرهم وثوابهم - 00:16:14ضَ

بعد مماتهم. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم اجعلنا ممن عمره وحسن عمله. اللهم اجعلنا ممن طابت حياتهم وطاب مماتهم. وطاب اليك منقلبهم. اللهم توفنا وانت - 00:16:34ضَ

عنا برحمتك يا ارحم - 00:16:54ضَ