مجالس التعليق على كتاب أدب الدنيا والدين || غير مكتمل

باب فضل العقل ( من قوله وأما العقل المكتسب_ وإصابة الوهم)

أحمد الصقعوب

عفا الله عنك. فاما العقل المكتسب فهو نتيجة العقل الغريزي. وهو وهو نهاية المعرفة وصحة السياسة. واصابة الفكر فكري وليس لهذا حد. لانه ينوي ان استعمل وينقص اذا اهمل. ونماؤه يكون باحد وجهين. الوجه الاول - 00:00:01ضَ

اما بكثرة الاستماع ان اما بكثرة الاستعمال. اذا لم يكن يعارضه مانع من هوى. ولا صاد من شهوة كالذي يحصل لذوي الاسنان من الحنكة وصحة الرؤية بكثرة الروية عفا الله عنك كالذي يحصل لذوي الاسنان من الحنكة وصحة الروية بكثرة التجارب. بكثرة التجارب وممارسة - 00:00:21ضَ

ولذلك حمدت العرب اراء الشيوخ حتى قالوا المشايخ اشجار الوقار ومنابع الاخبار. لا يطيش لهم سهم ولا يسقط لهم وهم. ان رأوك في قبيح صدوك. وان ابصروك على جميل امدوك. وقال وقالوا عليكم باراء الشيوخ - 00:00:47ضَ

فانهم فقدوا فانهم فقدوا ذكاء الطبع فانهم ان فقدوا فانهم ان فقدوا ذكاء الطبع فقد مرت على عيونهم وجوه العبر وتصدت لاسماعهم اثار الغير وقيل في منثور الحكم من طال عمره نقصت قوة بدنه وزادت قوة عقله. وقيل فيه لا - 00:01:07ضَ

لا تدع الايام جاهلا الا ادبته. وقال بعض الحكماء كفى بالتجارب كفى بالتجارب تأديبا. وبتقلب الايام وقال بعض البلغاء التجربة مرآة العقل والغرة ثمرة الجهل. وقال بعض الادباء كفى مخبرا - 00:01:32ضَ

ما بقي ما مضى كفى مخبرا عما بقي ما مضى وكفى عبرا لاولي الالباب ما جربوا. وقال بعض الشعراء ان ترى ان العقل زين لاهله ولكن تمام ولكن تمام العقل. عفا الله عنك ولكن تمام - 00:01:52ضَ

ولكن تمام العقل التجارب. وقال اخر اذا طال عمر المرء في غير افة افادت له الايام في كرها واما الوجه الثاني فقد يكون بفرط الذكاء وحسن الفطنة وذلك جودة الحجز. في زمان غير - 00:02:12ضَ

غير مهل للحج. فاذا فاذا امتزج بالعقل الغريزي صارت نتيجتهما نمو العقل المكتسب. كالذي في الاحداث من وفور العقل وجودة الرأي حتى قال هرموا ابن قطبة حين تنافر اليه عامر ابن الطفيل وعلقمة ابن علافة عليكم بالحديث السن الحديد الذهن - 00:02:32ضَ

ولعل هرما اراد ان يدفعهما عن نفسه فاعتذر بما قال لكن لم ينكرا قوله اذعانا للحق فصار الى فصار الى ابي جهل لحداثة سنه وحدة ذهنه فابى ان يحكم بينهما فرجع الى هرم فحكم بينهما - 00:02:56ضَ

وفيه يقول لبيد يا هرم ابن يا هرم ابن يا هرم ابن الاكرمين منصبا انك قد اوتيت حكما معجبا وقد قالت العرب عليكم بمشاورة الشباب فانهم ينتجون رأيا لم ينله فانهم ينتجون رأيا لم ينله طول القدم - 00:03:17ضَ

ولا استولت عليه رطوبة الهرم. وقال الشاعر رأيت العقل لم يكن انتهابا ولم يقسم على عدد السنين ولو ان السنين تقاسمته حوى الاباء انصبة حوى الاباء انصبة البنين. نعم هو الان يشير الى ان العقل المتقن - 00:03:37ضَ

نماءه بامرين. لا تعارض بينهما. الاول ان يكون بفرط الذكاء حسن الفطنة فبعض الناس يعطيه الله عز وجل ذكاء قويا. وفطنة قوية وسرعة بديهة. يفوق غيره من الشيوخ الكبار من اهل التجارب. والنوع الثاني يكون بالتجربة وطول السنين والتقلب في الاحوال ونحوها من ذلك - 00:03:57ضَ

فاذا وجد عند الانسان اصل الذكاء الغريزي واعطي فطنة وسرعة بديهة وقوة ذكاء. ثم كان معه تجربة. ماذا بسم الله سيحصل يعني من الذكاء والفطنة ما يتمنى كل احد ان يصل اليه - 00:04:25ضَ

والثمرة من هذا ما سيشير المؤلف اليه من المواقف نعم العرب كان يحادثني فامتعني بفصاحته وملاحته ايسرك ان يكون لك مئة الف درهم وانك احمق؟ قال لا الله فقلت ولما؟ قال اخاف ان يزني علي حمقي جناية تذهب بمالي ويبقى علي حمقي. فانظر الى هذا الصبي كيف - 00:04:50ضَ

استخرج بفرط ذكائه واستنبط بجودة قريحته ما لعله يدق على من هو اكبر منه سنا واكثر واكثر تجربة واحسن من هذا الذكاء والفطنة ما حكى ابن قتيبة ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما رضي الله عنه مر مر - 00:05:20ضَ

يلعبون وفيهم عبد الله بن الزبير فهربوا منه الا المواقف حقيقة تدل على انها نابعة من سرعة بديهة وذكاء فطري انتج هذه الاجوبة السريعة المسكة وغالبا الجواب السريع المسكت لا يصدر الا من صاحب فطنة وذكاء - 00:05:40ضَ

عفا الله عنك. فقال له فهربوا منه الا عبد الا عبد الله. فقال له عمر رضي الله عنه. يعني عبد الله ابن الزبير فقال له عمر رضي الله عنه ما لك لم تهرب مع اصحابك؟ فقال يا امير المؤمنين لم اكن على ريبة فاخافك. ولم يكن - 00:06:01ضَ

طريقي ضيق فاوسع لك فانظر ما تضمنه هذا الجواب من الفطنة وقوة وقوة المنة وحسن البديهة كيف نفى عنه اللوم واثبت له الحجة؟ فليس للذكاء غاية ولا لجودة القريحة نهاية. وحكي ان سليمان بن عبدالملك - 00:06:22ضَ

امر الفرزدق. امر الفرزدق بضرب اعناق اسارى من الروم. فاستعفاه الفرزدق فلم يفعل. واعطاه سيفا لا يقطع فقال الفرزدق بل اضربهم بسيف ابي رغوان مجاشع يعني سيف نفسه فقام فضرب به عنق رومي من - 00:06:42ضَ

فضحك سليمان بمعنى ايه انحرف ما ما ضرب ما اثر في عنقه شيئا عفا الله عنك فضحك سليمان ومن حوله فقال الفرزدق ايعجب الناس ان ضحكت اسأل؟ ايعجب الناس ان اضحكت سيدهم - 00:07:02ضَ

خليفة الله يستسقى به المطر لم ينبس سيفي من رعب ولا دهش عن الاسير ولكن اخر القدر ولن ولن قدم نفسا قبل ميتتها جمع اليدين ولا الصمامة الذكر. جمع جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر - 00:07:25ضَ

ثم غمد سيفه وهو يقول ما ان يعاب ما ان يعاب سيد اذا صبا ولا يعاب صارم اذا نبأ ولا يعاب شاعر اذا كبى. ثم جلس وهو يقول كاني بابن بابن المراغة قد هجاني فقال - 00:07:45ضَ

الان المقصد من ايراد هذه القصة اه ما سيأتي يقول كيف بفطنته وذكائه وحدسه تطابق ما توقع ان يقول له جرير مع ما انشده جرير ولم يكن حاضرا عفا الله عنك ثم جلس وهو يقول كأني بابن المراغة قد هجاني فقال بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ضربت ولم تضرب - 00:08:05ضَ

سيف ابن ظالم ثم قام فانصرف وحضر جرير فخبر بالخبر ولم ينشد له الشعر فانشأ يقول بسيف ابي رغوة سيف مجاشع ولم تضرب بسيف ابن ظالم. ثم قال يا امير المؤمنين كاني بابن القين وقد اجابني فقال ولا نقتل الاسرى ولكن - 00:08:34ضَ

نفكهم اذا اثقل الاعناق حمل المغارم فاستحسن سليمان حدس الفرزدق على جرير ثم اخبر الفرزدق بشعر جرير ولم يخبر بحجزه فقال الفرزدق كذاك سيوف الهند تنبض باتها وتقطع احيانا مناط التمائم. وان نقتل الاسرى - 00:08:59ضَ

ولكن نفكهم اذا اثقل الاعناق حمل المغارم. وهل ضربة الروم جاعلة لكم؟ ابا عن كليب او اخا مثل فشاع حديث الفرزدق بهذا حتى حكي ان المهدي اوتي باسرى من الروم. فامر بقتلهم وكان عنده شبيب بن شيبة. فقال - 00:09:19ضَ

فقال له اضرب عنق هذا العلج. فقال يا امير المؤمنين قد عرفت ما ابتلي به الفرزدق فعير به قومه الى اليوم فقال انما اردت تشريفك وقد اعفيتك. وكان ابو الهول الشاعر حاضرا. فقال جزعت من الرومي وهو مقيد - 00:09:39ضَ

فكيف وقد فكيف ولو لاقيته وهو مطلق؟ دعاك امير المؤمنين لقتله فكاد شبيب عند ذلك يفرق. تنحي عن قراع كتيبة وابن شبيبة من كلام يلفق. وليس العجب من خبر الفرزدق ان صح من جودة - 00:09:59ضَ

في القضيحتين ولكن من اتفاق الخاطرين ولمثل ذلك قالت الحكماء اية العقل سرعة الفهم غايته اصابة الوهم. نقف على هذا القبر. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد طبعا - 00:10:19ضَ