برنامج شموس القُرَّاء

برنامج شموس القراء الحلقة - 28 - الإمام الجليل علي بن حمزة الكسائي الكوفي - د. #أيمن_سويد

أيمن سويد

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين السادة المشاهدون السيدات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. ننتقل الى الامام السابع من - 00:00:00ضَ

القراء السبعة رحمهم الله تعالى اجمعين وهو الامام علي ابن حمزة الكسائي الكوفي شيخ الكوفة في القرآن وشيخ في النحو رحمه الله تعالى ولد سنة تسع عشرة ومئة ومات سنة تسع وثمانين ومئة. يعني انه عاش - 00:00:46ضَ

سبعين سنة عاش الامام الكسائي سبعين سنة. آآ في في ترجمته بعض اللطائف. الكسائي وصل في العلم الى منزلة حتى ان هارون الرشيد امير المؤمنين في الدولة العباسية اختصه ليكون يعني استاذا آآ لاولاده واماما له وكان يعني يحضره مجلسه - 00:01:06ضَ

تباحث معه في المسائل العلمية. يقول الكسائي واسمعوا هذه القصة اللطيفة الطريفة يقول الكسائي صليت اماما بهارون الرشيد فاعجبتني قراءتي يعني لما عم نسمع قراءة عم يسمع قراءة نفسه في الصلاة يعني يصاب يقول لنفسه والله هذه القراءة جميلة ما شاء الله ايش الحروف هذه ايش المخارج صوتي - 00:01:29ضَ

الى اخره فاراد الله عز وجل ان يؤدبه ويعيده ليعرف الفضل لله سبحانه وتعالى. يقول الكسائي فاعجبتني فغلطت في اية ما اخطأ فيها صبي قط اردت ان اقول لعلهم يرجعون - 00:01:56ضَ

فقلت لعلهم يرجعين. نعم ما في بالقرآن لعلهم يرجعون ولا باللغة ايضا في لعلهم يرجعون قال الكسائي فوالله ما اجترأ هارون ان يقول لي اخطأت ولكنه لما سلمت لما سلم الكسائي من الصلاة قال هارون - 00:02:16ضَ

آآ يا كسائي اي لغة هذه؟ يعني في سائر هارون الرشيد رحمه الله كانوا ائمة وخلفاء وكانوا علماء. فيعني هو عرف ان هذا خطأ لكن اراد يعني ينظر ماذا عند الكسائية من كلام. فقال له يا كسائي اي لغة هذه؟ قلت يا امير المؤمنين قد يعثر - 00:02:36ضَ

يعني اعترف بان هذه جرت على لسانه على سبيل السهو والخطأ. فقال اما هذا فنعم يعني اما هذا الجواب فنعم يعني فانا اقبله منك. ما شاء الله. يعني هنا الانسان يعجب بادب هارون الرشيد من جهة. ويعجب بان - 00:02:56ضَ

رحمه الله اعترف بالخطأ من جهة اخرى ويعجب ايضا بان الله بان الله عز وجل اذا احب عبدا وهزا العبد اخطأ واخذه شيء من الغرور في نفسه فان الله عز وجل يؤدبه مباشرة حتى يعود الى الله عز وجل. لذلك جاء - 00:03:16ضَ

التأديب مباشرة من الله عز وجل. هذه القصة آآ من القصص الجميلة التي تروى عن كسائي. ايضا من القصص التي تروى عنه رحمه الله آآ التي ذكرها آآ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد يقول اجتمع الكسائي وابو محمد اليزيدي عند هارون الرشيد. ابو محمد اليزيدي - 00:03:40ضَ

من البصرة وهو تلميذ ابي عمرو ابن العلاء. والكسائي من الكوفة ونحن نعلم بان البصر والكوفة في ذلك الزمان كانتا مدينة العلم فيعني دائما مدن العلم يعني يصير بينهم نوع من يعني كما يجري بين الاقران. كل واحد يحاول ان يقول نحن افضل منكم - 00:04:02ضَ

الكسائي وهو من الكوفة ومع مع ابي محمد اليزيدي وهو من البصر عند هارون الرشيد عند امير المؤمنين. فحضرت صلاة يجهر فيها يعني في القراءة فقدموا الكسائي لعلها كانت صلاة المغرب مثلا. فقدموا الكسائية يصلي فارتج عليه في قراءة قل يا ايها الكافرون - 00:04:24ضَ

كما نعلم سورة قل يا ايها الكافرون ان فيها متشابهة. فسبحان الله في ذلك المجلس لامر يريده الله اشكلت هذه السورة اثناء الصلاة على على الكسائي فلما ان سلم انتهت الصلاة قال اليزيدي اليزيدي اللي جاي من البصرة يعني يريد ان يعني يطعن قليلا في الكساء - 00:04:44ضَ

فقال قال اليزيدي قارئ اهل الكوفة يرتج عليه بقل يا ايها الكافرون الكسائي لم لم يجب بشيء. سكت. فحضرت صلاة يجهر فيها لعلها الصلاة التي بعدها العشاء مثلا. فقدموا اليزيدي. تفضل - 00:05:05ضَ

تصلي فارتج عليه في سورة الفاتحة سبحان الله العظيم ارتج مع انه امام كبير. ارتج عليه في سورة الفاتحة. يعني بمعنى اخطأ فيها طبعا صححوا صححوا له. فلما ان سلم - 00:05:23ضَ

فتفقال قال بيتا من الشعر احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ان البلاء موكل بالمنطق احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ان البلاء موكل بالمنطق. ايضا هذه القصة تدل على على ان الذين يحبهم الله ان اخطأوا - 00:05:40ضَ

يؤدبهم مباشرة. فهؤلاء هم اعلامنا ولكنهم ليسوا بمعصومين. فلو غلطوا قليلا فان الله عز وجل يعني يعيدهم الى الصواب وهذا دليل محبته لهم. ويذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد فيقول - 00:06:00ضَ

قال الفراء الفراء من كبار العلماء ومن كبار القراء وهو تلميذ الكسائي. يقول لقيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي فقلت له ما يبكيك؟ فقال هذا يحيى بن خالد احد الحكام الموجودين في ذلك الزمان يوجه الي فيحضرني فيسألني عن الشيء فان ابطأت - 00:06:17ضَ

في الجواب لحقني منه عيب. وان بادرت لم امن الزلل يعني بيسألني احيانا قد اخطأ انا اذا اسرعت في الجواب واذا تباطأت اصغر في عينه. قال فقلت له ممتحنا له. يا ابا الحسن - 00:06:37ضَ

من يعترض عليك؟ قل ما شئت فانت الكسائي شوفوا سبحان الله فاخذ الكسائي بلسانه امسك لسانه بيده فقال قطعه الله اذا انا قلت ما لا اعلم ما شاء الله. ارأيتم يا اخواننا هؤلاء الائمة الذين هم اشياخنا والذين تنتهي اليهم اسانيدنا. ما صاروا ائمة هكذا وانما صاروا - 00:06:53ضَ

تبقي اللهجة بصدق اللهجة امسك لسانه وقال قطعه الله اذا انا قلت ما لا اعلم. ويذكر ابن وهبان ايضا في احسن الاخبار عن القاسم ابن سلام يقول ما رأيت اعلم من الكسائي بالقرآن. المتكلم ابو عبيد القاسم ابن سلام الامام العظيم في اللغة والقرآن والتفسير والشعر - 00:07:18ضَ

يقول ما رأيت اعلم من الكسائي بالقرآن. ويقول يحيى بن معين وما ادراك ما يحيى ابن معين؟ من كبار علماء الحديث وعلم الجرح والتعديل قل ما رأيت بعيني هاتين اصدق لهجة من الكساء. ويقول هارون الرشيد سبحان الله تأتيه الشهادات من كل الطبقات من العلماء - 00:07:39ضَ

المحدثين والقراء بل ومن من الخليفة نفسه. يقول هارون الرشيد ما رأيت افضل منه. يعني عن الكسائي ولا اورع ولا ابصر بالقرآن والعربية. الكسائي كان بالاضافة الى كونه يصلي اماما لهارون الرشيد كان استاذا للامين والمأمون ولداه - 00:07:59ضَ

هارون الرشيد. يذكر الصفدي رحمه الله في الوافي بالوفيات في كتابه الوافي بالوفيات ان هارون الرشيد اطلع يعني نظر يوما وكان الكسائي جالسا ومعه الامين والمأمون طلع الكسائي من مكان هو يراهم وهم لا يرونه - 00:08:19ضَ

تذكر الرواية قام الكسائي ليلبس نعليه فابتدر الامين والمأمون فوضعاها بين يديه. يعني اولاد امير المؤمنين يتسابقان في وضع نعل شيخهما واستاذهما الذي علمهما القرآن الامام الكسائي. فماذا كان رد فعل الكسائي؟ فقبل رؤوسهما وايديهما. واقسم عليهما - 00:08:43ضَ

الا يعودوا الى ذلك ابدا. يعني عادة الله يجزيهم الخير للمشايخ والعلماء ما يحبون احد ان يفعل معهم هذا. يعني تواضعا. فكيف اذا كان الذي يفعل هذا اولاد امير المؤمنين. هارون الرشيد امير المؤمنين رأى هذا المنظر - 00:09:09ضَ

فلما جلس هارون الرشيد في مجلسه الذي يجلس فيه سأل الجالسين اي الناس اكرم خدما فقالوا امير المؤمنين اعزه الله يعني انت اكرم الناس خدما. فقال هارون بل الكسائي يعني هو الكسائي اكرم الناس خدما يخدمه الامين والمأمون - 00:09:26ضَ

ما شاء الله. هذه المنزلة نالها الامام الكسائي رحمه الله ببركة القرآن العظيم. فان القرآن العظيم كتاب مبارك. كتاب الله عز وجل وهو مبارك ومن صاحب المبارك لا بد ان تصيبه بركته. قال تعالى كتاب انزلناه اليك - 00:09:50ضَ

كمبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. نسأل الله عز وجل ان يبارك لنا واياكم في القرآن العظيم. وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا اللهم امين. الامام الكسائي كان من من الائمة الثقات في الرواية - 00:10:10ضَ

ويذكر عنه ابن وهبان في كتاب احسن الاخبار يقول قال الكسائي لو قرأت على قياس العربية لقرأت والذي تولى كبره بضم الكاف لان الله عز وجل اراد عظمه عظمه يعني معظمه. ولكني قرأت على الاثر - 00:10:29ضَ

ما معنى قرأت على الاثر؟ يعني قرأت كبره كما تلقيت من شيوخي اذا الكسائي رحمه الله تلقى هذه الكلمة والذي تولى كبره منهم. فيقول لولا انه ليس لي ان اقرأ الا بالرواية - 00:10:50ضَ

لقرأتها كبره. الظاهر ان الامام الكسائي رحمه الله لم يبلغه ان هناك قراءات متصلة السند الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبره ان الكاف وهي قراءة يعقوب الحضرمي رحمه الله تعالى في هذه الكلمة بالذات. لذلك يقول ليس لي ان اقرأ على قياس العربية - 00:11:06ضَ

هذا دليل على انه كان متبعا. ايضا يذكر ابن وهبان في احسن الاخبار يقول كان الكسائي رحمه الله يبدأ بالاقرار لمن سبق فيأخذ عليه. لاحظتم اخواننا الذين تابعونا في هذا البرنامج من بدايات حلقاته. هذه العبارة ان - 00:11:26ضَ

انه يبدأ بمن سبق. رويت عن كل الائمة تقريبا. فنافع كان كذلك. وابن كثير كان كذلك. وابو عمرو وكل الائمة الذين ترجمنا هم ذكر عنهم انهم كانوا يأخذون ويقرؤون لمن سبق. واعود فاذكر الحكمة من ذلك ان الذي يسبق هذا دليل الهمة ودليل - 00:11:46ضَ

الصدق الاقبال. لذلك لابد ان تكون له مزية على الذي جاء متأخرا فيما بعد ويقولوا ما زال الكلام لابن وهبان يقول واصفا الكسائي وكان متواضعا في علمه. هذه مزية نحن بحاجة - 00:12:07ضَ

يا اخواننا التواضع في العلم يعني بعض اخواننا لما بيتعلم بعض المسائل حفظ آآ منظومة الجزرية في التجويد ما شاء الله رفع مناخيره آآ حفظ الشاطبية رفع راسه حفظ الدرة ما عاد احد يستطيع ان يكلمه. لم يا اخي؟ المفروض الانسان كلما ازداد علما - 00:12:23ضَ

يزداد تواضعا لله عز وجل. وقد شبه الذي يتواضع لله عز وجل بازدياد العلم بغصن الشجرة الذي يحوي ثمارا كثيرة. فكلما كثر الثمر على غصن الشجر كلما انحنى ذلك الغصن الغصن حتى قد يلامس الارض في بعض الاحيان. بينما الغصن الذي نراه شامخا الى السماء - 00:12:44ضَ

وانا جيت وسط الشجرة مرفوعا هكذا لو نظرت اليه لوجدته خاليا من الثمر. وهكذا العلم. العلم كما ورد العلم ما اورث الخشية ولذلك كلما ازداد الانسان علما عليه ان يزداد تواضعا لله عز وجل. فما اجمل هذا الوصف للكساء! كان متواضعا في علمه - 00:13:09ضَ

يأخذ على كل انسان يأتيه يأخذ يعني يقرئ كل انسان يأتيه وهو اهل لحمل القراءة يقرئه. ولا يفضل احدا على احد. ايضا هذه من من اجمل الاوصاف آآ في الشيوخ ان لا يفضل - 00:13:29ضَ

احدا على احد من طلابهم بل ينظر الى طلابهم جميعا نظرة واحدة يقولون حتى اذا كثر الناس عليه يعني في معلومكم العلماء يمر عليهم مراحل مرحلة يكونون مجهولين بالنسبة انها ستكون طلابهم قلائل لكن يمر عليهم مرحلة تزداد طلابهم ويكثرون. فعندئذ يكثر الاقبال عليهم. فلما كثر الاقبال عليهم - 00:13:43ضَ

الكسائي كان يقرأ عليهم ويتتبعون الفاظه. كان يجلس على كرسي وهم يمسكون معهم الاوراق ويضبطون تلاوة قوة القرآن من فمه. يقول الكسائي رحمه الله عن نفسه فكنت اقرأ على الناس فمن الناس من يجيئني فيما بعد يعني فيستثبتني فيما كنت قرأت. يستثبتني - 00:14:10ضَ

ان يقول هذه ضمة ولا فتحة؟ كسرة ولا ضمة الى اخره. ومنهم من كان يفهم ويشكل يعني يضبط بالشكل بالفتحة والكسرة ومنهم من كان يفهم ويشكل فلا يأتيني. يقول الكسائي عن نفسه فلما فرغت من القرآن على هذه الطريقة يعني للناس - 00:14:36ضَ

الجالسون وهو يقرأ ويعلمهم ويضبطونه عنه مكتوبا فلما فرغت من القرآن رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال لي انت الكسائي فقلت نعم يا رسول الله. قال علي ابن حمزة - 00:14:56ضَ

يعني اسمك علي ابن حمزة؟ قلت نعم يا رسول الله. قال الذي اقرأ امتي بالامس القرآن قلت نعم يا رسول الله قال فاقرأ علي ايات يقول الكسائي فجرا على لساني والصافات صفا. استفتح بسورة الصافات. ثم يقول الكسائي قال - 00:15:14ضَ

لي رسول الله باهيت بك. يقول الكسائي لا ادري قال الملائكة او القراء. يعني كأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له باهيت بك الملائكة او باهيت بك القراء. هنيئا له على هذه المنزلة. وايضا يذكر امامنا الجزري رحمه الله في غاية النهاية في طبقات القراء. عن تلميذ من تلاميذ - 00:15:39ضَ

الامام الكسائي وهو الامام العظيم نصير ابن يوسف الرازي الذي وصفه ابن الجزري بقوله استاذ كامل ثقة استاذ كامل ثقة. يقول عنه قال الكسائي في مرضه الذي مات فيه اني كنت اقرئ الناس في مسجد دمشق فاغفيت في المحراب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم - 00:15:59ضَ

داخلا من باب المسجد. فقام اليه رجل فقال بحرف من نقرأ؟ يعني بقراءة من تأمرنا يا رسول الله ان نقرأ اومأ الي اومأ الي ناشارني. اخبر بها الكسائي في مرضه الذي مات فيه. لان الانسان لما يصل الى هذه المرحلة نسأل الله ان يعيننا واياكم عليه - 00:16:27ضَ

يعني يحب ان يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف. اما في حال الشباب فعليه ان يغلب جانب الخوف على جانب الرجاء. لان النفس جموحة ويعني كالخيل التي تسرع فيأخذ بها بالتخويف من الله عز وجل. اما لما يشعر بانه قد قارب اللقاء وانتهى وقارب الاجل على - 00:16:47ضَ

فالانسان يميل الى الى ان يغلب جانب الرجاء. نسأل الله عز وجل ان يحسن ختامنا وختامكم اخواني. وان يجعل اخر كلامنا من هذه الدنيا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:17:11ضَ

- 00:17:30ضَ