برنامج التفسير

بصلاته في المحراب بشّرهُ الوهاب ولدعائه أجاب | جزء 1 لقاء 259 من تفسير القرآن | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب داعية بلغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء هو الحجة البالغة الدلالة الدامغة - 00:00:00ضَ

والنعمة الباقية والعصمة الواقية هو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه وازواجه امهات المؤمنين - 00:00:21ضَ

وصل علينا يا ربي معهم بمنك وكرمك وانت ارحم الراحمين وبعد فان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها انا لا اقلل من قدرها وشأنها الا ان اعلاها قدرا - 00:00:48ضَ

واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير شمس ضحاها وبدر دجاها. ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعي وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة - 00:01:08ضَ

ومعدن كل فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن الليلة بحول الله على موعد مع اللقاء التاسع والخمسين بعد المائتين - 00:01:34ضَ

اللقاءات التفسير هو اللقاء الرابع عشر من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا توقفنا في اللقاء الماضي مع فضل الله المتتابع المتواصل على مريم عليها السلام عند قوله جل وعلا وكفلها - 00:01:55ضَ

زكريا وزكريا هو احد انبياء بني اسرائيل نبي كريم عظيم من انبياء بني اسرائيل هو من نسل سليمان ابن داود عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وكفل يكفل كفالة وهو كافل - 00:02:17ضَ

وهو الذي يتولى شؤون انسان ينفق عليه وهو الذي يتولى شؤون انسان ينفق عليه ويهتم باصلاحه وتولي مصالحه وقد شاء الله جل وعلا وقدر ان يكفل مريم عليها السلام زكريا - 00:02:43ضَ

وهذا من فضل الله عليها ومن عظيم بركتها لتسعد بتربية نبي كريم لها وللطاعة والعبادة التوحيد ولتقتبس منه العلم النافع والعمل الصالح وكان زكريا زوجا لخالة مريم كما ذكر ابن اسحاق وابن جرير - 00:03:07ضَ

وقيل بل هو زوج اخت مريم كما في الصحيح في حديث الاسراء الطويل وفيه ان النبي الجليل صلى الله عليه وسلم قال فاذا بيحيى وعيسى وهبى ابناء الخالة انتبه معي هنا سؤال - 00:03:40ضَ

كيف يكون يحيى وعيسى ابن الخالة وامرأة عمران حنة بنت فاقود او فاقوذا او فاقود لم تكن تحمل ولا تلد فلما حملت بمريم باذن الله نذرتها لله ولخدمة بيت المقدس - 00:04:05ضَ

هذا ما يفهم من السياق القرآني هذا ما يفهم من السياق القرآني والجواب اختلف فيه اهل العلم على قولين تدبروا معي. الاول ان عمران وهو والي ابن مريم قد تزوج حنا - 00:04:27ضَ

بنت فاقوذ ورزقه الله منها مريم عليها السلام وان زكريا عليه السلام قد تزوج من سيدة تسمى اشاع ورزقه الله منها يحيى عليه السلام من اهل التاريخ والسير من قال ان اشاع - 00:04:50ضَ

هي اخت مريم هذا قول الجمهور واستدلوا بحديث الذي ذكرته في الصحيحين في حديث الاسراء والمعراج وفيه لما اتى السماء الثانية فاستفتح ففتح له فلما قال فلما خلوا خلصت اذا يحيى وعيسى وهما ابناء الخالة - 00:05:16ضَ

هذا هو القول الاول القول الثاني ان اشاع هي اخت ام مريم هي اخت ام مريم حنا بنت فاقوذ فتكون اشاع خالة مريم عليها السلام. وهذا ما ذكره ابن اسحاق وابن جرير - 00:05:42ضَ

واقتصر عليه الحافظ ابن حجر وتأولوا اذا كان الامر كذلك كيف يكون عيسى ويحيى ابن خاله قالوا الخالة بمنزلة الام الخالة بمنزلة الام ولان خالة الام بمنزلة الخالق الحقيقية فام يحيى - 00:06:05ضَ

هي خالة ام مريم هي خالة ابنها عيسى عليه السلام كما ان مريم تكون ابنة قالت يحيى فيكون ابنها عيسى ايضا ابن خالته. والله تعالى اعلم ثم يبين الحق جل جلاله - 00:06:28ضَ

كرامتها ومكانتها وسيادتها في محل عبادتها في مكانها الذي تنفرد فيه بربها جل جلاله وتخلو فيه بعبادة سيدها سبحانه وتعالى وقال جل وعلا مبينا هذه الكرامة العظيمة كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا - 00:06:48ضَ

ما شاء الله ولا قوة الا بالله كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. وكلما تفيد التكرار فكان كل ما دخل عليها المحراب وهو مكان يخلو فيه الانسان للعبادة وللصلاة - 00:07:21ضَ

كما قال ابن منظور في لسان العرب المحراب القبلة ومحراب المسجد ايضا صدر المسجد واشرف موضع فيه ومحاريب بني اسرائيل مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها ويجتمعون فيها للصلاة كان كلما دخل عليها - 00:07:43ضَ

زكريا المحراب وقد تولى كفالتها وجد الكفيل الحق جل جلاله قد عجل لها برزق من عنده هو الذي تولى ان بات مريم نباتا حسنا طيبا كريما مباركا فيه هو الذي تولى اصلاحها - 00:08:07ضَ

وتهيئتها لكرامته ولينفخ فيها من روحه فكانت العذراء البتول الطاهرة مريم قافلة هي لزكريا باطن وقلبا وروحا ان كفلها بدنا في بعض الاوقات والاحيان فقد كفلته قلبا وروحا حين ابدى الله جل وعلا له من امره - 00:08:36ضَ

ما لم يكن باديا له من قبل لانه لما رأى الرزق المنزل عليها من عند الله بين يدي مريم في غير وقته وفي غير حينه وقالت حين سألها هو من عند الله - 00:09:13ضَ

في هذا الوقت طلب من الله جل وعلا ان يرزقه الولد وان كان في غير اوانه كما رزق مريم الرزق في غير اوانه كلمة قال يا مريم انى لك هذا - 00:09:31ضَ

انى لك هذا يشعر باستغراب زكريا تعجبه من وجود ذلك الرزق وهو المتكفل بها من وجوه مختلفة من جهة الزمان والذي يدخل ويخرج والرزق ليس في زمانه ومن جهة المكان - 00:09:48ضَ

هو الذي يدخل ويخرج عليه المكان ومع ذلك يأتيها الرزق من غير المكان الذي يعرفه بل ومن غير الجهة وبغير الكيفية التي يعرفها فلما اخبرته لانه رزق من عند الله - 00:10:13ضَ

الذي خرق لها القوانين وخرق لها العادات وهيأ لها الاسباب ثم اكدت ان ذلك ليس في مقدور البشر بل هو من كرامات الله لاوليائه الخارقة للعادة وعقيدة اهل السنة والجماعة الايمان بكرامات الاولياء - 00:10:35ضَ

وانها حق وانها من خوارق العادات والولي هو المؤمن التقي كما قال الرب العلي الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون قالت لزكريا - 00:10:58ضَ

حين قال متعجب مستغربا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب اي من غير حسبان من العبد كما قال سبحانه - 00:11:17ضَ

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب في هذه اللحظات في هذا المكان هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء - 00:11:37ضَ

هنا ظرف مكان واللام للبعد والكاف للخطاب هنالك اي في ذلك المكان المبارك الذي تجلس فيه مريم دعا زكريا ربه جل جلاله وقال الزجاج من علماء اللغة ان هنا هنالك - 00:12:00ضَ

هنا مستعارة للجهة والحال من هذا المكان وتلك الحال. دعا زكريا ربه الكبير المتعال وقال الحسن لما وجد زكريا عند مريم ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء قال لها انى لك هذا في غير حينه - 00:12:31ضَ

ان لك هذا في غير حينه قالت هو رزق من عند الله يأتيني به ان الله يرزق من يشاء بغير حساب وطمع زكريا في الولد وقال ان الذي اتى مريم بهذه الفاكهة في غير حينها - 00:13:01ضَ

لقادر سبحانه وتعالى على ان يصلح لي زوجتي وان يهب لي منها ولدا وانه قد بلغ من الكبر عتيا مع ان امرأته عاقر لا تلد وهنا دعا زكريا ربه بهذا الدعاء الودود الجميل - 00:13:21ضَ

رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء وجاء الطلب من زكريا بلفظ الهبة رب هب لي لان الهبة احسان محض وفضل محض ليس في مقابله شيء فهي عطاء بغير عوض - 00:13:45ضَ

يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور فاستجاب الله جل وعلا دعاء زكريا وحقق رجاءه وجاءت الاجابة سريعة ببشرى الملائكة له بالنداء عليه. وهو قائم يصلي في المحراب بين يدي الملك الوهاب. فنادته - 00:14:11ضَ

الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ما شاء الله لا قوة الا بالله - 00:14:36ضَ