Transcription
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله جل وعلا. فما خاب من اتقاه ولا شقي - 00:00:00ضَ
من قام بما امره به ربه ونهاه. ايها المسلمون لا يكاد يمر على الواحد منا يوم الا وهو يسمع من بعض الناس كلمة بل كلمات توحي بالسآمة والملل. وتشعر بالهم والغم - 00:00:24ضَ
من عيشه وحياته تسمع هذه العبارات في عصر الحواسيب والطائرات ووسائل الراحة التي لا يأتي عليها حصر. عجيب هذا واعجب منه انه كلما زادت هذه الوسائل ظهورا وكثرة ازداد في مقابلها كثرة في المستشفيات والعيادات النفسية. وازداد القلق - 00:00:44ضَ
عند اناس كثيرين حتى سماه طائفة من المفكرين عصر القلق. فيا سبحان الله ليست هذه الاشياء كفيلة بايجاد الراحة وانشراح الصدر. وجوابا عن هذا السؤال يقال اه والف لا. ما دام الانسان معرضا عن امر ربه. وبحسب اعراضه يكون ضيقه وحرجه - 00:01:14ضَ
واليكم البرهان العملي. من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم. الذي كان باتفاق المسلمين اعظم الناس سعادة واشرحهم صدرا مع انه كان يمر عليه الهلال والهلالان والثلاثة اي كهران وما اوقد في ابياته نار. بيوت من؟ هذه يا عباد الله؟ انها بيوت اعظم - 00:01:44ضَ
رجل عرفه التاريخ. انها بيوت سيد ولد ادم. انها بيوت محمد بن عبدالله صلى الله وسلم وبارك عليه. وليس هذا فحسب بل يقول عمر رضي الله عنه. لقد رأيته يظل يومه - 00:02:14ضَ
يلتوي ما يجد يملأ به بطنه. والدقل هو التمر الرديء. الذي يجعله كثير من الناس اليوم لبهائمهم لا لانفسهم. ومات مات بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين. كما تقول امنا عائشة ومات عليه الصلاة والسلام - 00:02:34ضَ
ودوابه التي يركبها حمار او بعير. مات ولم يركب سيارة. او يستقل طيارة ولم يملك ارصدة فلكية في البنوك. مات مات صلى الله عليه وسلم. ولم يسكن منيفا ولا بيتا ولا بيتا ولا بيتا واسعا. بل لم يعش عشر ما نعيشه اليوم - 00:03:04ضَ
من راحة ورفاهية. ومن المقطوع به ان ما حصل له صلى الله عليه وسلم من انشراح في صدر وطيب في العيش. لم يحصل عليه لم يحصل عليه من ملك العقارات وركبوا افخم السيارات - 00:03:34ضَ
سكنوا اوسع القصور واجملها. فلماذا ان الجواب سهل ويسير ايها المؤمنون لمن وفقه الله تعالى ادراكه انه الايمان انها الصلة بالله جل وعلا. الذي لا سعادة ولا انشراح للعبد الا بالقرب منه. مصداقا لقوله عز وجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن - 00:03:54ضَ
لنحيينه حياة طيبة. ايها المؤمنون اذا كان الامر كذلك فحق على العاقل والناصح لنفسه ان يفتش عن الاسباب الحقيقية لشرح الصدر لا الاسباب الوهمية او الاسباب الزائلة التي هي بعضها تكميلي لا اصيل. وهي بحمد الله تعالى كثيرة يلحظها من له ادنى تأمل في - 00:04:24ضَ
الكتاب والسنة وفي الواقع الذي يعيشه في مجتمعه المسلم. وعلى رأس تلكم الاسباب توحيد الله عز وجل القلب به سبحانه وبحمده. فبحسب كمال توحيد العبد وقوته وزيادته. يكون انشراح صدره. ذلك - 00:04:54ضَ
ان المؤمن كلما ازداد علما بالله وباسمائه وصفاته كان اكثر خوفا وخشية كان اكثر خوفا وخشية منه سبحانه واشد تعظيما له وقذف الله في قلبه نورا يبصر به الشبهات فيدحضها - 00:05:14ضَ
والشهوات فيدفعها. تأملوا الفرق يا امة القرآن يا اهل التوحيد. تأملوا الفرق بين من قال الله افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه وبين من قال الله عنه ومن يرد ان - 00:05:34ضَ
يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. كذلك اي هذه الحال حقيقة كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون. ومن اعظم ما يعين على تحقيق المراتب العالية من هذا التوحيد - 00:05:54ضَ
والانس به. السبب الثاني من اسباب انشراح الصدر وعيش القلب. وهو العلم. العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدح في الكتاب والسنة كثيرا. فاهل هذا العلم حقا هم اهل خشية الله. وبحسب - 00:06:14ضَ
بهم من هذا العلم والعمل فانه يكون انشراح صدورهم. وانظروا يا عباد الله نظر العلم والبصر في في حال العلماء الذين انتفعت بهم الامة من قديم الزمان وحديثه. كيف كانوا اشرح الناس صدرا. واطيبهم عيشا - 00:06:34ضَ
مع قلة ذات اليد لبعض ومع قلة ذات اليد لكثير منهم. تأملوا ايها الاحبة في كلمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. المتوفى قبل سبعة قرون تقريبا. حينما سجنت ظلما. قال رحمة الله - 00:06:54ضَ
الله عليه فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ما يصنع اعدائي بي انا جنتي في صدري انا سجني خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي - 00:07:14ضَ
سياحة وكان يقول رحمة الله عليه وهو محبوس في سجن القلعة لو بذلت لهم ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة. يعني نعمة انشراح الصدر التي هو فيها. او قال ما جزيتم - 00:07:34ضَ
على ما تسببوا لي فيه من الخير وابلغ من هذا وابلغ من هذا في وصف في وصف حال هذا الامام الالباني ما ذكره تلميذه ابن القيم عنه حيث يقول وعلم الله علم الله ما رأيت احدا - 00:07:54ضَ
اطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش. وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها. ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارجاف. وهو مع ذلك اطيب الناس عيشا. واشرحهم صدرا واقواهم - 00:08:14ضَ
قلبا واسرهم نفسا تلوح تلوح نظرة النعيم على وجهه. وكنا واسمعوا يا للعجب كن وهم الاحرار الطلقاء خارج قيود السجن. كنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا - 00:08:34ضَ
الارض اتيناه اين؟ في قصره؟ لا اتيناه في سجنه. فما هو الا ان نراه ونسمع كلام فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة. يقول ابن القيم فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه. وفتح لهم ابوابها في دار العمل. فاتاهم - 00:08:54ضَ
من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة اليها. انتهى كلامه رحمه الله وهذا العلم يا عباد الله من بركاته انه يقود الى سبب ثالث من اسباب شرح الصدر الا وهو - 00:09:24ضَ
محبة الله عز وجل بالقلب. وهو وهو فرع من شجرة التوحيد الباسقة. التي اشرنا اليها انفا لكن تخصيصه بالذكر امر مهم. فان محبة الله عز وجل بالقلب. بل بكل القلب والتي تثمر - 00:09:44ضَ
انابة اليه واقبالا عليه وتنعما بعبادته هذه المحبة لا شيء اشرح لصدر العبد منها وكلما ازداد العبد منها زاد انسه بالله وانشرح صدره به وبضد ذلك فان من اعظم اسباب ضيق الصدر والقلق والقلق الاعراض عن الله وتعلق القلب بغيره سواء كان هذا التعلق - 00:10:04ضَ
بمال او بشخص او بمنصب او بغير ذلك. كما ان الغفلة عن ذكره ومحبة ما سواه شيء مشاهد مجرب اذا تعلق القلب به اذا تعلق القلب به من غير الله عذب به وسجن قلبه - 00:10:34ضَ
بمحبة ذلك الغير وكم شاهد الناس من هذا عبرا هذا متعلق بحبيب واخرى متعلقة بحبيبها وثالث بمال ورابع بمنصب. حتى صرفتهم تلك التعلقات عن الله. فكانت سببا في شقائهم وصدق الله اذ يقول ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. تأملوا يا اهل القرآن - 00:10:54ضَ
هذه الاية جاءت في سورة طه التي صدرت ببيان السبب الاعظم للسعادة. طه ما ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. اذا ان اعرظت عنه فابشر بالمعيشة الضنك. نعوذ بالله تعالى من حال هؤلاء - 00:11:24ضَ
ايها المؤمنون وذكر الله عز وجل من اعظم اسباب شرح الصدر. كيف لا وخالق هذه الصدور عالم بما يؤنسها يقول الا بذكر الله تطمئن القلوب. فمن لم يطمئن قلبه بذكر الله ولم يرتح - 00:11:44ضَ
لسماع ايات الله وعظاته. ففي قلبه مرض ولا شك. فليبادر الى علاجه في مشافي القرآن والسنة والا فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. اولئك في ضلال مبين. ايها المسلمون والاحسان - 00:12:04ضَ
الى الخلق ونفعهم بما يقدر عليه الانسان من جاه او مال او بدن او غيرها من انواع الاحسان كل من اسباب شرح الصدور. فلا تكاد ترى محسنا كريما الا وتجده منشرح الصدر طيب البال - 00:12:24ضَ
وبعكس ذلك البخيل بماله او جاهه او غيرهما. فله من نكد العيش وعظم الهم نصيب وافر. ايها الاحبة وان من وان تطهير القلب من امراضه كالحسد والحقد والنفاق كل ذلك من اسباب شرح الصدر - 00:12:44ضَ
ذلك ان هذه الصفات اذا وجدت في القلب لم يكد ينتفع بما ذكر الا كما ينتفع الا كما ينتفع باللبن اذا خالطه الماء الكثير الذي يفسده. بل وجودها مناف لكمال التوحيد. وبعيد عن اثار العلم - 00:13:04ضَ
في الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم. ومن اسباب شرح الصدر ايها الاحبة التقليل من الكلام والاكل النوم والمخالطة الزائدة عن حدها. فان هذه الاشياء بالتجربة. ومع انها مباحة اذا زادت عن حدها المعقل - 00:13:24ضَ
اورثت في القلب قسوة وفي البدن ثقلا عن الطاعة وفي الصدر ضيقا. فان فاما ان وقع الشخص في المحرم من هذه الامور كالغيبة والنميمة والكذب والنوم عن الواجبات او النظر عن المحرمات فلا تسأل عن القسوة حين - 00:13:44ضَ
اذ ان كان في القلب حياة والا فما لجرح بميت ايلام. ايها المسلمون والعفو عن الخلق من اعظم اسباب شرح الصدر فان الحقد غمامة سوداء تظل القلب وسحابة كئيبة تخير - 00:14:04ضَ
على الصدر تؤذن كل حين بامطار من الهم والنكد. حتى اذا ما عفا الانسان عن اخيه وعمن اخطأ اعليه انجلت تلك السحب وصار القلب صحوا. يدرك شمس انشراح الصدر ويراها. ويرفعه الله ويزيده - 00:14:24ضَ
عزة وانشراحا حتى ربما بكى من اثر انقشاع تلك الغمة. وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه. نفعني الله واياكم بهدي كتابه وبسنة خير انبيائه. اقول - 00:14:44ضَ
تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. واما بعد فان من اعظم اسباب شرح الصدور ايها الاحبة. ان يكون الانسان قوي القلب. لا يستسلم للاوهام ولا ينفعل - 00:15:04ضَ
ولا ينزعج من الخيالات التي متى استسلم لها احدثت له من الخوف شيئا عظيما ولا يستسلم للغضب من اتفه اسباب ولا ولا يكون دائم الوجل متوقع الحدوث للمكاره في كل حين. وان لمتلأ قلبه بالهموم - 00:15:24ضَ
قومي والغموم والامراض القلبية والبدنية. وهذا كله يزول ويضمحل اذا اعتمد القلب على الله جل جلاله وتوكل عليه ولم يستسلم لاوهامه وخيالاته السيئة. ووثق ووثق بالله وطمع ففي فضله فحينئذ يندفع عنه القلق. وتزول عنه الهموم والغموم. وكثير من الاسقام القلبية والبدنية - 00:15:44ضَ
ويحصل للقلب سرور وانشراح لا يمكن التعبير عنه. وبضد هذا فان التفكير في الماضي همومه وتقليب ملفاته والاسترسال في ذلك انما هو غم على غم. يتذكر الانسان شخصا ظلمه وآخر اعتدى عليه ومصيبة حلت به ولو فكر المؤمن ان هذا كله لا يزيده الا حزنا وهماء - 00:16:14ضَ
وانه لن يغير من قدر الله الذي مضى شيئا. لاعرض عنه وتركه. ولذا كان من اعظم مزايا عيش اولياء في الدنيا والاخرة جعلنا الله واياكم منهم انهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لا يخافون من المستقبل - 00:16:44ضَ
ولا يحزنون على الماضي. ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم دائم الاستعاذة بالله من الهم والحزن ويرشد ايضا امته بوصية عظيمة فيقول احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز ولا - 00:17:04ضَ
آآ واذا اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فانظروا رحمكم الله كيف جمع طبيب القلوب صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية القصيرة العظيمة جمع بين الامر - 00:17:24ضَ
بالحرص على الامور النافعة في كل حال. والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاسلام للامور الماضية النافذة التي لا حيلة فيها. ومشاهدة قضاء الله وقدره. وجعل صلى الله عليه وسلم - 00:17:44ضَ
قسمين قسما يمكن العبد السعي في تحصيله. او تحصيل ما يمكن منه او دفعه او تخفيفه. فهذا يبدي العبد فيه مجهوده ويستعين بمعبوده. وقسما لا يمكن فيه ذلك. وهو الامر الذي مضى. فهذا يطمئن له العبد - 00:18:04ضَ
ويرضى ويسلم. فمن راعى هذا الحديث وجعله نبراسا له سعد. سعد وزال عنه من الهم والغم شيء كثير فنسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن شرح الله صدورهم ونور قلوبهم ويسر امورهم - 00:18:24ضَ
واصلح فساد قلوبهم واغفر ذنوبهم وستر عيوبهم برحمته ومنه وكرمه انه سميع مجيب اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. لا تعلق قلوبنا باحد من خلقك. اللهم اجعل قلوبنا متوجهة - 00:18:44ضَ
الجهة لك متعلقة بك منشرحة بذكرك. مطمئنة لطاعتك. برحمتك يا ارحم الراحمين - 00:19:04ضَ