Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00ضَ
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه - 00:00:20ضَ
وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد احبتي الكرام معاشر الحاضرين ها هو اللقاء يتجدد بكم في هذه الامسية العلمية القرآنية في هذا المسجد المبارك بكم - 00:00:41ضَ
والذي نرجو الله جل في علاه وتعالى وتقدس في عالي السماء ان يجعله مسجد خير وعلم وهدى وان يكون اجتماعنا هذا حجة لنا يوم القيامة نسر به يوم القدوم على الله. انه ولي ذلك والقادر عليه - 00:01:05ضَ
مجلسنا هذا يا كرام هو المجلس الرابع من مجالس التأملات القرآنية في سورة الفاتحة فبعد ان فرغنا ولله الحمد والمنة من الحديث عن فضائل الحمد وبينا ما لهذه الكلمة العظيمة الجليلة من فضائل - 00:01:33ضَ
مما يجعل العبد يحرص اشد الحرص على لزومها وعلى ان يلهج قلبه ولسانه بذكرها. في السراء والضراء وبينا يا كرام ان سورة الفاتحة هذه السورة العظيمة التي هي اعظم سورة في القرآن - 00:02:03ضَ
استفتحت بالمحبة وذلك في قوله جل في علاه الحمد لله رب العالمين وذكرت لكم ان العبد لا يستقيم ايمانه ولا يصلح حاله الا اذا احب مولاه وخالقه وبينا ان المحبة هي رأس الطائر - 00:02:28ضَ
ذلكم الطائر الذي يحلق بقلب العبد ثم يحط به الى الجنة. رزقنا الله واياكم ووالدينا ومن نحب الجنة. انه ولي ذلك والقادر عليه بينا يا كرام ما في هذه الاية - 00:02:57ضَ
من اسرار ونفائس وذكرت لكم في مجلسنا الاخير جملة من فضائل قول العبد الحمد لله وكفاها شرفا وفضلا ان هذه الجملة الطيبة جعلها الله سببا يا كرام وموجبا من موجبات - 00:03:21ضَ
رضاه على عبده غاية ما تصبو اليه وتبحث عنه. وتفني حياتك كلها. من اجله ان تتحصل على رضا الله من اسباب الحصول على رضا رب العزة والجلال ان يقول العبد الحمد لله - 00:03:50ضَ
يا كرام جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرضى عن العبد ان الله ليرضى عن العبد ان اكل الاكلة فحمده عليها تخيل ان تأكل - 00:04:17ضَ
ان تشبع غرائزك ثم تحمد الله جل في علاه على هذا فان الله جل وعلا يرضى عنك مجلسنا اليوم سنحلق به مع جناح الطائر الاول الا وهو الرجاء فاين الرجاء في سورة الفاتحة - 00:04:48ضَ
العبد المؤمن حق الايمان هو الذي يعيش في هذه الدنيا بين خوف ورجاء مع محبة تقوده وتحط به في مرافئ العبادة. على طريق واضح مستقيم لكن يا كرام قولوا لي اين الرجاء - 00:05:16ضَ
في سورة الفاتحة الله جل في علاه نريد ان يربي عباده على ان تتعلق قلوبهم به تارة في الرجاء وتارة في الخوف ولا يستقيم الايمان ان حلق العبد بجناح واحد - 00:05:41ضَ
عبد خائف سيقنط وسيأس وسيترك العمل اما العبد ان كان عبدا راجيا يرجو ما عند الله من نعيم ثم لا يخاف فان رجاءه هذا يا كرام يدفعه الى ترك العمل ايضا. فما السبيل؟ السبيل في سورة الفاتحة - 00:06:09ضَ
رجاء مع خوف فاين الرجاء يا كرام؟ الرجاء في قوله جل في علاه بعد ان قال الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم هذان الاسمان العظيم ان واللذان جاء بهما الله جل في علاه - 00:06:40ضَ
في هذه الاية العظيمة في هذه السورة الشريفة ليس لترديد حروف فقط دون ان تحدث اثرا في قلبي وفي قلبك. لا يا كرام وانما القرآن كله جاء لاحياء قلوبنا وتصحيح عقائدنا - 00:07:04ضَ
وتصويب اعمالنا العبد حينما يقرأ الرحمن الرحيم لابد ان يعتقد اعتقادا جازما وان يستحضر بجنانه انه حينما يتلو قول الله الرحمن الرحيم انه الان يرجو الله جل وعلا الرحمن الرحيم يا كرام رجاء - 00:07:31ضَ
تعلق لقلب الاب بما اعده الله جل وعلا لعباده من عفو ومغفرة ورحمة هذا هو الرجاء هذا كله ينبغي للتالي للمصلي حينما يقول الرحمن الرحيم ان يستحضر انه هنا يخاطب الله جل وعلا مستقرا رحمته - 00:08:01ضَ
يرجو هذه الرحمة التي اعدها الله جل وعلا. يا كرام لما قال الله الرحمن وعطف عليه بالرحيم الرحمن والرحيم اسمان عظيمان جليلان يدلان على رحمة الله جل وعلا العظيمة الواسعة - 00:08:33ضَ
وعطف يا كرام الرحيم على الرحمن حتى تتعلق القلوب برحمة الله التي اتصف بها الله ذاتا فهو رحمن. واتصف بها فعلا فهو ورحيم واتصف بها اثرا في خلقه لما تقول الرحمن الرحيم فالله رحمن - 00:09:02ضَ
وهو بعباده رحيم. واثر رحمته واصل لعباده لا تحسبن ان لفظة الرحمن مساوية تماما للفظة الرحيم لا يمكن القرآن صفة من صفات الله وتعالى وتقدس ان يكون فيه حشو لذا يا كرام - 00:09:34ضَ
وقفتنا مع لفظة الرحمن هذا الاسم العظيم والذي اختص الله جل وعلا به نفسه فلا ينبغي ولا يجوز ان يتسمى به احد لفظ الرحمن. العلماء يقولون يا كرام الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة - 00:10:08ضَ
في الدنيا والاخرة والتي تشمل جميع الخلائق ماذا الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة لان لفظ فعلان في العربية يدل على امتلاء الشيء. فلا يقال عن الغاضب غضبان الا اذا امتلأ غضبا ولا يقال عن الجائع شبعان الا اذا امتلأ شبعان - 00:10:37ضَ
وكذا يا كرام لفظة الرحمن الرحمن جل في علاه وتعالى وتقدس في عالي السماء ذو رحمة واسعة في الدنيا والاخرة الخلائق كلهم. قد يسألني سائل منكم الان اوليس ابليس من الخلائق - 00:11:11ضَ
فاين شمول فاين شمول رحمة الله له اولستم تقولون الرحمن ذو الرحمة الواسعة في الدنيا والاخرة الشاملة لجميع الخلائق. نقول لكم اوليس لابليس الى يوم يبعثون. من رحمة الله بها - 00:11:37ضَ
رحمة والا تعجل له العقوبة فتأملوا يا كرام بديع هذا هذا الاسم. وهذا الاسم الكفار لا يعرفونه ولم يتسنى به احد ومن يتسمى به احد اذا يا كرام قال وهم يكفرون بالرحمة - 00:12:02ضَ
لان كفار قريش كانوا يريدون ينكرون اسم الرحمن لذلك ايها الاحبة الكرام لذلك ايها الاحبة الكرام كفار قريش كانوا ينكرون اسم الرحمن ويكفرون به لذا نبه الله جل وعلا على هذا الاسم - 00:12:37ضَ
قل ادعوا الله او ادعوا من؟ الرحمن فله الاسماء الحسنى الله جل وعلا يا كرام تسمى بهذا الاسم العظيم ولما جاء الكذاب مسيلمة حاشاكم وعافانا الله واياكم فاراد زورا وبهتانا - 00:13:16ضَ
ادعاء النبوة فسمى نفسه بسم الرحمان فاطلق على نفسه لقب رحمن اليمامة واليمامة هي موضعه الذي كان فيه سمى نفسه برحمن اليمامة. تأملوا يا كرام لا يقال مسيلمة عند بر وفاجر - 00:13:44ضَ
الا واقترن اسمه بوصف الكذب لا يقال مسيلمة الا ويقال بعده الكذاب لذلك يا كرام من نازع الله شيئا من خصائصه وصفاته اخزاه الله من نازعه في ربوبيته اذله الله - 00:14:17ضَ
بحال فرعون ومن نازعه في الوهيته فاراد ان يعبد من دون الله جل وعلا اخزاه الله ومن نازعه في صفاته اخزاه الله جل وعلا لذلك تأملوا الحديث الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه - 00:14:47ضَ
في مسألة الكبر الكبرياء كيف ان الذي يحاول ان يتقمص هذه الصفة فالله جل وعلا ماذا يخزيه. نسأل الله ان لا يخزينا يا كرام لا في الدنيا ولا في الاخرة - 00:15:17ضَ
انه ولي ذلك والقادر عليه اذا هذه لفظة الرحمة ولما كان الرحمن يشمل جميع الخلق فلما احتجنا الرحمن يكفي الرحيم خاص بالمؤمنين ورحمته في الاخرة لا تكون الا لاهل الايمان - 00:15:37ضَ
الله جل وعلا لا يرحم يوم القيامة الا اهل التوحيد المؤمنون الخلص الذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم لا بشرك ولا بامر ينقض توحيدهم اذا ايها الاحبة الكرام تتضح لك الصورة - 00:16:12ضَ
اخي الحبيب وانت تقرأ الرحمن الرحيم حينما تلفظ الرحمن تستشعر عظمة هذه الرحمة وشمولها وسعتها لك ان تتخيل ان رحمته وسعت كل شيء اذا ايها الاحبة كما قلت لكم في صدر كلامي - 00:16:39ضَ
لفظة الرحمن الرحيم او لفظتا الرحمن الرحيم نور على نور وكمال على كمال والعلماء يقولون ان اسماء الله كلها حسنى اوليس كذلك الم يقل الله ولله الاسماء الحسنى؟ ما دامت حسنا فلم يعطف اسم على اسم - 00:17:11ضَ
غفور رحيم عزيز حكيم. رحمن رحيم قال العلماء يا كرام ان في هذا العطف زيادة حسن على على حسن وكمال على على كمال ايها الاحبة ادركنا معنى الرحمن الرحيم فحري بنا ان تكون وقفتنا التأملية الطويلة في هذا الدرس في هذا المجلس - 00:17:38ضَ
مع رحمة الله جل وعلا وقبل ذلك لابد لكل واحد منا بل ولكل مسلم بل ولكل احد ان يستشعر مقدار افتقاره لرحمة الله وكل من لا يستشعر ذلك فيركن ويعتمد - 00:18:14ضَ
على عمله على منصبه على اي شيء فنجيبه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة قالوا حتى انت يا رسول الله فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:45ضَ
حتى انا الا ان يتغمدني الله رحمته اذا كان محمد صلوات ربي وسلامه عليه المقام لمحمود والحوض المورود مفتقر الى رحمة الله جل وعلا ولن يدخل الجنة احد الا برحمته جل في علاه - 00:19:11ضَ
وتعالى وتقدس في عالي السماء فنسأله ان يرحمنا يا كرام رحمة واسعة ايها الاحبة اذا قبل الحديث عن الرحمة لابد لنا جميعا ان يستشعر الفقير انه يحتاج الى رحمة الله - 00:19:38ضَ
حتى يصير غنيا ان يستشعر المريض انه فقير وانه لا يملك من امره شيء وانه محتاج مفتقر الى رحمة الله وان يستشعر القوي والغني والعابد والقائم والصائم انه محتاج الى رحمة الله - 00:19:56ضَ
وانه لا يملك من امره ان انقطعت رحمة الله عنه لذا ثقوا تماما ان استشعرنا مقدار عجزنا وفقرنا وعوزنا وحاجتنا الى رحمة الله سنستدر هذه الرحمة وسنسعى جاهدين الى الحصول على رحمة الله جل وعلا - 00:20:25ضَ
يا كرام رحمة الله هذه الصفة المودعة في اسمين رحمن رحيم اقول تدلك على عبادة الرجاء فانت حينما تقول رحمن رحيم انت ترجو انت ترجم عند الله من هذه الرحمة - 00:20:58ضَ
فما مقدارها ما حجم رحمة الله جل وعلا ثم ما هي صورها يا كرام؟ ثم لمن هذه الرحمة هذه المحاور التي ساحاول بحول الله جل وعلا وتوفيقه ان اتي عليها وان امر عليها ولو مرورا سريعا. فاقول مستعينا بالله جل وعلا - 00:21:27ضَ
اولا اعلم يا مسلم ان رحمة الله جل وعلا واسعة فان اعتقدت ذلك انقطع اليأس تماما من قلبك وانقطع القنوط مهما بلغت بك الذنوب ومهما قصرت في حق الله ومهما انتهكت واقترفت من المعاصي كن على يقين بانك - 00:21:52ضَ
رحمة الله واسعة وتشملك مهما بلغ بك التقصير كن على عقيدة لان رحمة الله واسعة والدليل على ذلك يا كرام ان الله جل وعلا قال ورحمتي وسعت كل شيء رحمته وسعت - 00:22:21ضَ
كل شيء وهذا ذكرناه لما تكلمنا عن الرحمن قبل قليل اولست شيئا ايها المذنب؟ ايها المقصر اولست شيئا فاذا تشملك رحمة الله كذلك يا كرام من تمام رحمته وسعتها ورحمته بنا في باب رحمته ان الله جل وعلا الذي لا ملزم له - 00:22:51ضَ
لا احد يلزم الله قال عن الرحمة فساكتبها كتب ربكم على نفسه ماذا؟ الرحمة تخيل يا مؤمن ان الله جل وعلا كتب على نفسه الرحمة هذا حتى يدخل الامل الى قلبي وقلبك - 00:23:29ضَ
الى قلب كل قانط يرى واقع الامة المرير. يرى الجوع والفقر. يرى الامراض والاوبئة. يرى ما ال اليه حالنا نقول لا رحمته وسعت كل شيء ورحمته كتبها على نفسه من تمام رحمته - 00:23:59ضَ
انه كتبها على نفسه يا كرام كذلك لك ان تتخيل يا مسلم الحديث الذي اخرجه الامام مسلم وكذا البخاري من حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي - 00:24:21ضَ
وفي السبي امرأة تبحث كأنها تفقد شيئا فرأت غلاما يا كرام تسارعت واخذت هذا الغلام الغلام. فالقمته ثديها ثم ارضعته فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبشر الصحابة وان يعزز في قلوب الصحابة جانب الرجاء المتمثل في التعلق برحمة الله - 00:24:45ضَ
فسألهم سؤالا وقال اتظنون اترون هذه تلقي او ملقية ولدها طارحة له في النار قالوا لا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة تتعلق بولد ورحمتها تجلت في موقف قد تغيب فيه الرحمة - 00:25:20ضَ
فقالوا لا يا رسول الله وهي قادرة على الا تطرحه وقال النبي صلى الله عليه وسلم واسمع اخي الحبيب يا من خاطبك الله فقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم ايش؟ لا تقنطوا من رحمة الله - 00:25:51ضَ
قال لله ارحم بعباده من هذه بولدها اهل الالحاد اليوم يصورون الرب جل في علاه لانه يحب الظلم والعذاب والتعذيب والنار وان الرحمة ليست في قاموس دين الاسلام. بل حتى في الديانات - 00:26:10ضَ
تأملوا يا كرام هذا الحديث العظيم يقول لله اي اتى بلام التوكيد وادخلها على لفظ الجلالة. يعني الله ارحم بعباده من هذه بولدها بل اخرج البيهقي حديثا اعجب من هذا - 00:26:38ضَ
باسناد صحيح من حديث زيد ابن اسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير مع اصحابه فاخذ احد الصحابة فرخ طائر فرخ طائر وجده فاخذه قال فجاء فالقى نفسه في حجر الرجل الذي اخذ هذا الفرخ - 00:26:56ضَ
وقال عليه الصلاة والسلام عجبا لهذا الطائر يلقي نفسه بين ايديكم رحمة بولده صورة من ابهى صور الرحمة التي يمكن ان تخطر لك على بال طائر الذي نراه نحن في مفهومنا انه حيوان - 00:27:31ضَ
يخلو من المشاعر؟ لا رحمة بفرخه القى نفسه في حجر هذا الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لهذا الطائر يلقي نفسه بين ايديكم رحمة باي شيء في فرخه ثم قال عليه الصلاة والسلام لله - 00:27:57ضَ
ارحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه ثم بعد هذا يا كرام يخافون من الموت ومن لقاء الله جل وعلا والله لو ان قلوبنا امتلأت ايمانا بسم الرحمن الرحيم واستشعارا لرحمته الواسعة لاشتقنا الى لقائه ولرضينا به ربا جل في علاه - 00:28:20ضَ
اذا لا تستغربوا يا كرام ان يقول احد السلف لو خيرت يوم القيامة بين ان يحاسبني والداي وان يحاسبني ربي لاخترت ربي لانه ارحم بي من والدي كذلك يا كرام - 00:28:52ضَ
اخرج البخاري ومسلم هذه الادلة التي لا اذكرها لكم يا اخوة بين يدي الكلام عن صور رحمته. لنستشعر هذه الرحمة اخرج البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:29:13ضَ
ان الله جل وعلا لما خلق الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي لذا ايها الاحبة الكرام كثير من الناس صدقوني انقطع عن العبادة او لم يسلك سبيلها لانه غاب عنه - 00:29:30ضَ
جانب الرحمة وجانب الرجاء والتعلق برحمة الله جل وعلا وجل من ييأس ويقنط ويتشائم لا يدرك معنى الرحمن الرحيم هذه الادلة اطلالة يسيرة على سعة رحمته جل في علاه انتقل معكم - 00:30:00ضَ
الى الحديث ولو حديثا يسيرا عن صور هذه الرحمة في الدنيا والاخرة اما في الدنيا يا كرام والله رحمن ورحمته في الدنيا للبر والفاجر. وللمؤمن والكافر الدنيا من صور رحمته - 00:30:28ضَ
بنا نحن معاشر المسلمين تخفيف التكاليف الشرعية الله خالق وهو الرب وله الملك يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل ونحن نسأل لو امرنا بالعبادة على وجه مخصوص معلوم دون زيادة ونقص لا ينبغي ولا يليق ولا يحق لاحد ان يعترض - 00:30:55ضَ
لكن من تمام رحمته انه شرع لنا الشرائع وفرض لنا الفروض وكلفنا بالتكاليف التي نطيقها وها يا كرام الله جل في علاه قال لا يكلف الله نفسا الا وسعه تدرون يا اخوة - 00:31:32ضَ
انسان قد يدخله شيء من المحن والبلايا مرض او فقر او تضييق او اي شيء ثم يقل جانب الرحمة في قلبه ولعله يسيء الظن بربه تأتي هذه الاية وتقول لك - 00:31:58ضَ
هذا الذي وقع بك من الله. والله قال لا يكلف الله نفسا الا تستطيع ان تهزم الفقر وان تهزم المرض وان تهزم المحن وان تهزم كل شيء مر يقع عليك - 00:32:21ضَ
لان الله الذي انزله بك هو الذي قال لا يكلف الله نفسا الا الا وسعها امرنا بالصبر لاننا نستطيع الصبر اذا كثير من الناس يقول لك لا استطيع قل له بكلام الله كلامك خطأ - 00:32:40ضَ
الله كلفك كلفك ما تطيق. الم يقل الله الا يعلم من خلق وهو من لطيف خبير يا كرام تأملوا هذه التكاليف الشرعية التي كلفنا الله اياها. ثم ماذا خففها علينا - 00:32:59ضَ
فمن لم يستطع الوضوء يتيمم من لا يستطيع الصلاة قائما يصلي جالسا بل يصلي مستلقيا بل يومئ ايماء من لا يستطيع الصوم لمرض او سفر فله الفطر من كان مسافرا - 00:33:20ضَ
يخاف على نفسه او لا يخاف على نفسه لكنه مسافر والسفر قطعة من عذاب له الجمع وله القصر تأملوا التكاليف لو ان الصوم لا يخفف عن مريض عن مرضع عن حامل ما الذي سيجريه - 00:33:44ضَ
الخليقة ستكون في عنت ومشقة ما انزل الله بها من سلطان في الليلة المطيرة قلبك معلق في المسجد وتحب صلاة الجماعة شرع لك ان ينادي المنادي الصلاة في الرحال صلي في رحلك واجر الجماعة - 00:34:07ضَ
محفوظ مكتوب تراه يوم القدوم على الله بل وتجمع حينما يكون الحرج واقعا ملموسا بين الصلاتين لتحظى بالاجر هذه يا اخوة اطلالة سريعة على رحمة الله في سورة رحماته في الدنيا في جانب التكاليف الشرعي - 00:34:28ضَ
تخيل متعب تريد ان تقوم الليل لكنك متعب وتنام في كتب لك قيام ليلة صاحب نوافل صلي الضحى والسنن الرواتب وتقوم الليل وتقرأ القرآن وتدعو الى الله عز وجل ثم ماذا تمرض - 00:34:54ضَ
وتتعب ما الذي يحصل اجرك ثابت يكتب لك ما كنت تعمله صحيحا قائما اي رحمة اعظم من هذه يا اخوة اي رحمة اعظم من هذا ثم من صور رحمته في الدنيا يا كرام - 00:35:17ضَ
انه لا يعجل للعاصي العقوبة الله جل وعلا يا اخوة لو يعجل العقوبة لاصحاب الذنوب ما ترك على ظهرها من دابة لم؟ لان كل ابن ادم خطاء الله قادر جل في علاه - 00:35:37ضَ
ان يأخذ كل مذنب بذنبه. فور اعترافي للذنب يموت. لكن من رحمته انه جل وعلا لا يعاجل بالعقوبة سبحانه كذلك من صور رحمته في الدنيا يا اخوة اننا نذنب ونعصي - 00:35:58ضَ
ثم ماذا؟ وهذا الحديث خاص لمعاشر اهل الاستقامة ثم يسترنا ولا يفضحنا كثير منا في خفاياه واسراره اشياء لا يرضى ان تكشف فمن رحمة الله بنا انه يستر على عبده - 00:36:22ضَ
كذلك يا كرام من سور رحمته في الدنيا انه جل في علاه وتعالى وتقدس في عالي السماء ينزل كل ليلة نزولا يليق بجلاله فماذا يقول ينادي على من؟ على اصحاب الحاجات - 00:36:47ضَ
وعلى المذنبين وعلى من لهم عند الله جل وعلا امورا يريدونها هو ينادي والمنطق المنطق يقتضي العكس انت ينبغي ان تنادي وانت الذي تسأل. لانك انت صاحب الحاجة لكن من رحمته انه كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة ينزل ربنا - 00:37:11ضَ
في ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع الله جل وعلا يقول هل من داع فاستجيب له. هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فاعطيه اي رحمة اعظم من رحمة هذا الاله الرحيم الرحمن جل في علاه - 00:37:42ضَ
سبحانه هذه هي اخوة او هذا غيض من فيض. من فيض رحمته ننتقل سريعا حتى لا يدركنا الوقت الى الحديث عن شيء من صور رحمته يوم القيامة اولا من صور رحمته يوم القيامة يا كرام - 00:38:06ضَ
انه يغفر الذنوب للمذنبين يوم القيامة العبد الموحد والذي سلم له توحيده ولم تسلم له اعماله لكن سلم التوحيد سلامة التوحيد تعني سلامة وعدم سلامة التوحيد تعني انه لم يسلم لك شيء. اعيد - 00:38:33ضَ
اذا سلم لك توحيدك فقد سلم لك كل شيء لان الموحد وان قصرت به اعماله صعدت به اعماله ارتفعت به عقيدته. وارتفع به توحيده فغفرت ذنوبه وتجاوز الله عنه التقوى - 00:39:08ضَ
تصير فسلم العمل لكن العكس الانسان الذي لم يسلم له التوحيد ثم سلمت الاعمال اعمال بر اعمال خير اعمال احسان هذا لم يسلم له شيء من هذه الاعمال يوم القيامة - 00:39:29ضَ
ما الدليل على ما نقول؟ وقدمنا الى ما عملوا من عمل هذي المشاريع الخيرية مليارات اطعام الفقراء والجوعى لا شيء من رحمته يكافئهم عليها في الدنيا لكن اعني اهل الشرك اهل الكفر - 00:39:48ضَ
اذا قدموا على الله عز وجل لا شيء لهم بداية كرام اقول من رحمة الله يوم القيامة باهل التوحيد انه يغفر لهم ذنوبهم تأملوا حديث المرأة البغي اخوة النفس البشرية الفطرة السليمة تشمئز من ذكر البغي. اعني البغاء - 00:40:10ضَ
لكن تأمل امرأة بغي تمتهن الزنا نسأل الله العافية ثم ماذا تعمها وتشملها رحمة الله وهذي المرأة سلم لها توحيده سقط كلبا فقط كلبا ما احسنت لمخلوق اعني لإنسان بل لكلب - 00:40:33ضَ
فغفر الله لها ذنوبها يوم القيامة وماذا وادخلها الجنة كذلك الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا بل اكملها على على المئة رحمه الله جل وعلا. وغفر له ذنوبه من صور رحمته يوم القيامة صورة اخرجها اصحاب السنن. حديث عجيب يا اخوة - 00:41:01ضَ
حديث البطاقة يؤتى برجل يؤتى برجل يوم القيامة له من الذنوب والمعاصي ما الله به عليم. لك ان تتخيل ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف حال هذا العبد المقصر يوم القيامة انه ينشر له يوم القيامة تسعة وتسعون سجلا - 00:41:24ضَ
كل سجل مد البصر صحائف السيئات ثم يقال له هل لك عندنا حسنة ينظر الى السجلات مد البصر الواحد. فيقول لا يقول الله جل وعلا بل لك عندنا حسنة ويؤتى ببطاقة - 00:41:47ضَ
مكتوب عليها لا اله الا الله توحيده الخالص. الذي ما نقضه بشرك فتوضع السجلات في كفة والبطاقة النتيجة الطبيعية يا اخوة المنطقية ان ترجح السجلات حتى ان هذا العبد هذا الكلام مشهد اخروي من مشاهد يوم القيامة. يحكيه لك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:42:14ضَ
حتى هذا العبد يقول ماذا ستصنع؟ هذه البطاقة امام هذه السجلات لكن يا كرام التوحيد راجح وغيره مرجوح تتطاير السجلات ولا يثقل مع اسم الله مع اسم الايش هذا المشهد يا اخوة مشهد رحمة - 00:42:42ضَ
من رحمات يوم القيامة ايضا وما زلنا نتحدث عن صور رحمته في مغفرة الذنوب انه يا كرام من رحمته بعباده المقصرين المذنبين. يوم القيامة ولا احد يخلو من ذنب او تقصير انه يبدل سيئاتهم حسنات - 00:43:04ضَ
مهما تعاملت مع انسان وكان رحيما بك غاية رحمته تنتهي ام يتجاوز عن اساءتك لكن ان يقلب اساءتك احسانا ان يقلب اساءتك احسانا هذا اخواني هذه رحمة منقطعة النظير اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:43:32ضَ
ونسأل الله جل وعلا برحمته الواسعة ان يرحمنا واياكم في الدنيا والاخرة للحديث بقية بعد الاذان والحمد لله رب العالمين الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبه - 00:44:00ضَ
ومن سار على دربه وسنته اقتفى وبعد يا كرام ما زلنا نتحدث عن صور رحمة الله جل في علاه في الاخرة فذكرنا ان من رحمته او من صور رحمته في الاخرة انه يغفر ذنوب المذنبين - 00:44:19ضَ
وقلنا ايضا من سور رحمته يوم القيامة انه يبدل سيئات المذنبين حسنات يوم القيامة ولعل هذا من اظهر صور عظيم رحمته سبحانه وتعالى. يا كرام جاء في حديث اخرجه الطبراني بسند حسن - 00:44:41ضَ
ان رجلا اعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم كبير في السن قد سقط حاجباه وقال سائلا النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت رجلا فعل الذنوب جميعا كبيرها وصغيرها - 00:45:07ضَ
لو قسمت خطاياه على اهل الارض لوسعتهم هل له من توبة هذا الرجل جاء يسأل هذا السؤال رجل فعل الذنوب كلها لا يخطر على بالك من ذنب الا وقد فعله - 00:45:33ضَ
ويقول معبرا عن كثرة ذنوبه. قال لو قسمت خطاياه على اهل الارض لوسعته. هل له من توبة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت انت مسلم وقال هذا الاعرابي قال اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله - 00:45:55ضَ
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم تفعل الخيرات وتترك المنكرات يجعلهن الله لك حسنات يوم القيامة هذي الذنوب التي لو قسمت على اهل الارض قال الرجل القدح في قلبه سؤال - 00:46:19ضَ
وقال وغدراتي وفجراتي يا رسول الله وقال له النبي صلى الله عليه وسلم وغدراتك وفجراتك كلها يجعلها الله ماذا؟ حسنات يوم القيامة وهذا مصداق قوله جل في علاه اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:46:48ضَ
فولى الرجل يا اخوة يكبر ويقول وغدراتي وفجراتي اذا كما قلت واعيد اخي الحبيب المقصر لا تقنط من رحمة الله الله يغفر الذنوب جميعا من صور رحمته ايضا يا اخوة يوم القيامة - 00:47:12ضَ
ذلك المشهد العجيب الذي يصوره لنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين حديث سارويه كما يقولون بمعناه بخلاصته لما يضرب الصراط ويجتازه المؤمنون فيسقط العصاة من الموحدين - 00:47:36ضَ
جلاليب هذا عنده كبيرة وهذي كبيرة او بقته اعماله فسقط في نار جه يجتاز اهل الايمان الصراط فاذا ما سلموا واخذوا منازلهم في الجنة. نظروا يمنة يسرة لم يروا فلانا وعلانا - 00:48:02ضَ
اهل التوحيد الذين ماشوا معهم على الصراط فيقولون يا رب اخوان لنا كانوا يصلون معنا هذا دلالة على ان الموحد لا بد ان يكون مصليا حتى يسلم له توحيده. قال اخوان لنا كانوا يصلون معنا لم نراهم ادخلتهم النار. هنا يا اخوة - 00:48:24ضَ
تبدأ الرحمات العظيمة يوم القيامة فيقول الله لهؤلاء اذهبوا الى النار فاخرجوا منها من وجدتم فيها كل انسان تعرفونه من هؤلاء اخرجوه من النار والحديث يا اخوة في الصحيحين النوم لا تأكل وجوه الموحدين - 00:48:51ضَ
الذين ايمانهم عالم فيخرجون من النار من عرفوا من اهلها تخيل هذا الذي قصر اذنب قرف الكبائر عصى الله فاستحق ان يكون اين؟ في النار يرحمه الله ثم يخرجه. ثم ماذا يا اخوة؟ لا تقف الرحمة عند هذا الحد - 00:49:17ضَ
يقول الله جل وعلا اخرجوا من النار من في قلبه مثقال دينار من ايمان يخرجون يقولون لم يبقى فيها احد من اصحاب هذه الصفة اذهبوا الى النار اخرجوا منها من كان في قلبه مثقال - 00:49:45ضَ
ذرة شعيرة من ايمان حتى يعود من ارسلهم الله فيقولون لم يبقى احد لم تبقى الا فئة واحدة هؤلاء يا كرام اقوام لكنهم لم يعملوا خيرا قط لم يعملوا خيرا قط - 00:50:06ضَ
يتفهمون في نار جهنم. نسأل الله العافية نسأل الله العافية حتى يصيرون حمما حمم يسيرون في النار ثم ماذا يا كرام؟ لا يبقى الا هؤلاء وهم الذين يعرفون بالجهنميين فيلقون - 00:50:38ضَ
على نهر من انهار الجنة وقد تفحموا ظبائر ظبائر مجموعات مجموعات. فينبتون كما تنبت الحبة على جانب السيل يعرفهم اهل الجنة ويقال لهم هؤلاء عتقاء الرحمن. عتقاء من؟ الرحمن. الرحيم جل في علاه - 00:51:04ضَ
هؤلاء الذين يدخلون الجنة من غير عمل عملوه ولا خير قدموه. تعرفهم الملائكة باثار السجود تخيلوا يا اخوة هذه الرحمة صورة عجيبة منصور رحمة الله جل وعلا يوم القيامة لكن بقيت مسألة اذكرها قبل ان اختم هذا المجلس - 00:51:30ضَ
نحن قلنا في اول كلامنا المؤمن يعيش مع محبة يمينها خوف شمالها او شمالها ويمينها ماذا؟ رجاء اياك ان تعول على نصوص الرجاء فتخرج من هذا المجلس فتقول الحمد لله اذ امورهما طيبة وسندخل ماذا؟ الجنة ثم تترك العمل - 00:51:56ضَ
فتترك الصلاة والصلاة توحيد واذا بك من الذين يخلدون في نار جهنم نسأل الله العافية فنحتاج الى الرجاء نعم نرجو الله نرجوه نستدر رحمته نطلبها ليل نهار لكننا ايش؟ نخاف عذابه - 00:52:23ضَ
ثم اسأل نفسك الك صبر على هذا العذاب الذي ذكرناه؟ ان كنت كذلك فقصر في الاعمال وادخل النار معولا على ماذا؟ على الله. ثم اختم فاقول الله يا اخوة ذكر الصنف الذين تشملهم رحمته. فقال ان رحمتي - 00:52:42ضَ
ان رحمة الله قريب ممن من المحسنين الله قال فسأكتبها للذين اهل التقوى اهل الزكاة اهل الايمان هذه الرحمة المذكورة يا اخوة لابد لها من احسان مراقبة لله في السر والعلن. تقوى لله مخافة - 00:53:02ضَ
محبة رجاء ثم اختم فاقول يا كرام لابد لكل عاقل منا ان يحرص على ان يتوسل الى الله من باب الرحمة احد المتوسلين فيما يروي احد المشايخ كان يقول يا رب - 00:53:25ضَ
انك وعدت من اذنب فتاب ان ترحمه. وها انا اذنبت فتبت فان لم ترحمني فانك قلت وكان بالمؤمنين رحيما وانا مؤمن. فارحمني فان لم ترحمني فانك قلت ورحمتي وسعت كل شيء وانا شيء فارحمني - 00:53:47ضَ
هكذا العاقل يبحث عن رحمة الله اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرحمنا واياكم ووالدينا ووالدي والدينا ومن احببنا فيه انه ولي ذلك والقادر عليه. هذا والله اعلى واعلم. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب - 00:54:12ضَ
- 00:54:32ضَ