فوائد من شرح (الفتوى الحموية الكبرى) للعلامة عبدالله الغنيمان
تحرير الكلام في مسألة أفعال العباد | العلامة عبدالله الغنيمان
Transcription
ولهذا يقول ان الانسان يخلق فعله واصل هذا الشبه التي حدثت لهم قالوا كيف الله جل وعلا يخلق الانسان الفعل ثم يعاقبه على هذا الفعل الذي خلقه الله هذا يكون ظلم - 00:00:03ضَ
هذا مما حداهم الى انكار ان يكون الله جل وعلا هو الذي خلق افعال العباد فقالوا العباد يخلقون افعالهم يستقلون بذلك لا دخل خلق الله ثم تبع هذا امور اخرى مثل الهدى والضلال - 00:00:24ضَ
قالوا الله لا يهدي احد ولا يضل احد وانما يهتدي الانسان بنفسه وقوته وفكره ونظره وكذلك يضل باختياره ونظره وقوته وفكره اذا ايش معنى قول الله جل وعلا يظل من يشاء ويهدي من يشاء - 00:00:46ضَ
قالوا معناه ان الله يبين طريق الضلال من طريق الهدى ويقيم لهم ايضا وما معنى قوله ولكن الله زين في قلوبكم الايمان لكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان - 00:01:06ضَ
قالوا معنى ذلك حبب يعني ذكر فضائل الايمان ونتائجه وكذلك ذكر مساوئ الكفر وعاقبته من هذا المعنى كل هذا ظلال بين واضح هذا ادلك على ان اهل الباطل يحرفون كلام الله حتى يتفق مع مرادهم - 00:01:28ضَ
ويجزمون بان هذا هو مراد الله وبذلك استحكم الضلال وحكموا على من خالفهم لانهم هم الضالون الله جل وعلا خالق كل شيء خلق الانسان يعني عند التفصيل في هذا قالوا لهم - 00:01:58ضَ
الستم مقرون بانا الانسان مخلوق لله نعم طيب ما ما هو المخلوق؟ ما هو الانسان المخلوق هذا هل هو اللحم والدم فقط والعظام؟ او فيها السمع والبصر والفكر والعقل لا يمكن انه ينفصل هذا عن هذا - 00:02:20ضَ
اذا يقال لهم اليس الانسان فيه القدرة والارادة اليس كذلك؟ نعم فيه القدرة والارادة. يقول من خلق القدرة والارادة؟ الانسان نفسه لا يمكن ان يقال ان الانسان هو الذي خلق قدرته وارادته والا كان ما احد يرظى ان يكون احد اقدر منه من الناس - 00:02:43ضَ
وكذلك الارادة اذا تكون القدرة والارادة مخلوقة لله. ولكن جعل الامر في بين للانسان الطريق الى هذا طريق الخير وهذا طريق الشر وانت عندك القدرة والارادة فافعل الخير تلقى خيرا او افعل الشر تلقى شرا - 00:03:08ضَ
اه هذا من من نحو ذلك يرد عليهم في هذه وليس لهم في الواقع مستند لا افكارهم وكذلك مذهبهم وهم الذي جعلوه اصل في هذا اما قوله جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان يقول جعل حب الايمان في قلوبكم - 00:03:29ضَ
او بين ولهذا هذا يحب الايمان يصبح مؤمنا يدافع عن ايمانه بكل ما يستطيع. وهذا يكون مبغظا للايمان. كارها له معاديا له محاربا له كل واحد من هذا موجود فيه وهذا معنى الضلال والهدى - 00:03:52ضَ
ثم تفصيل اخر قل الهدى اما ان يكون خلق الهدى في القلب بان يكون محبا للخير مريدا له. وهو فظل من الله ويكون ايضا هدى بيان وارشاد. كقوله جل وعلا في خطابه لنبيه وانك لتهدي الى صراط مستقيم - 00:04:16ضَ
ما يمكن نقول ان هذا يعترض مع قوله انك لا ان الله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فانك لا تهدي من احببت ولا لا يخلق الهدى في القلوب - 00:04:44ضَ
القلوب ما احد يستطيع ايجادها الا رب العالمين. فاذا الهدى ينقسم الى قسمين هدى بيان وارشاد وهذا الى الداعية الذي يدعو الى الخير الى الرسل ومن اتبعهم يعني يكون يضاف اليهم مثل هذا - 00:05:01ضَ
هدى بمعنى تحبيب الخير اليه وجعله في قلبه وتكريه ضده فهذا لا يملكه الا رب العالمين يكون الامر على هذا ويتبين بهذا ان كلامهم ظلال وانهم جعلوا مع الله خالقين - 00:05:22ضَ
اما كونه يعاقب على فعل المعاصي والكفر فلان المعصية وقعت بالارادة والاختيار وقعت بارادته واختياره مختارا هذا امر مشاهد تجد مثلا العاصي اذا نهيت قلت لا تفعل هذا قال ما لك ولي. انت وكيل علي - 00:05:40ضَ
واذا قلت له مثلا هذا يترتب عليه العذاب كل ما وان كان ويحاجك يقول دعني واذا قلت له يمكن هذا يكون سببا لدخول النار يقول وان كان لا يبالي فهو يفعل ذلك باختياره مع علمه بهذا - 00:06:03ضَ
ثم هذا امر محسوس نحن هنا جئنا الى هذا المكان هل في احد ارغمنا على المشي كنا جئنا باختيارنا من قادين بقوتنا وفعلنا وهذه اختيار القوة اللي فيها رغبة في اقدام على هذا الشيء - 00:06:25ضَ
لم نأتي ما في احد يمنعنا من من عدم الاتيان ثم مما يدل على بطلان هذا ان فرقة من هؤلاء قسموا عليهم وجاؤوا بضد قولهم تماما فقال والانسان كالالة التي تدار. ليس له قدرة ولا اختيار - 00:06:51ضَ
فهو كالريشة في مهب الريح هو مقصور مقهور ليس له اي عمل. العمل لله ليس له من الامور الواضحة جدا ان احد المذهبين باطل ولا شك لان ما يمكن ان يكون المتضادين كلاهما صحيح - 00:07:15ضَ
وان كان هؤلاء معهم شيء من الحق واولئك معهم شيء من الحق ولكن الباطل اكثر فهؤلاء الذين قالوا ان الانسان لا قدرة له ولا اختيار له وانما هو مجبور مقهور ردوا على اولئك - 00:07:40ضَ
واحتجوا بنصوص كما احتج اولئك بنصوص قالوا ان الله جل وعلا يقول وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى فجعل الرمي له وكذلك احتجوا بالحديث الذي في الصحيحين ان موسى عليه السلام - 00:07:57ضَ
سأل ربك رب ارني ادم الذي اخرجنا ونفسه من الجنة فاراه الله اياه جل وعلا اياه هي امور يعني لا دخل العقل فيها يقول كيف اراه وكيف وقال له موسى - 00:08:19ضَ
انت ادم ابو البشر؟ قال نعم. قال لماذا خيبت انا ونفسك؟ اخرجتنا من الجنة موسى عنده جرأة وعنده فقال له ادم انت موسى الذي كتب الله جل وعلا لك التوراة بيده وفظلك بكلامه دون بشر - 00:08:34ضَ
قال نعم. قال كم وجدت بين خلقي وبين قول الله جل وعلا فعصى ادم ربه فغوى يعني انه قاله قبل ان اخلق قال قال ذلك قبل ان تخلق باربعين سنة وجدت ذلك في التوراة - 00:08:54ضَ
قال تلومني على امر قدر علي قبل ان اخلق او قيل لي في قبل ان اخلق يقول فحج ادم موسى فحج ادم موسى ثلاثا قالوا هذا دليل على ان الانسان يحتج بالقدر - 00:09:10ضَ
وانه ليس له اختيار ولهذا غلبه ادم لما احتج بالقدر فاذا الانسان مجبور مقهور يقول كلا الامرين باطل. اما الفريق الاول فعرفنا كيف بطلان مذهبهم انهم حينما يقولون الانسان انه - 00:09:27ضَ
انه هو الذي يخلق فعله وهو الذي يفعل اختياره حتى لا يكون هناك ظلم من الله جل وعلا هكذا يقولون واما هؤلاء فيقال لهم يعني هذا اظهر بطلان من هؤلاء واشهر مذهب من اولئك - 00:09:51ضَ
الجبرية يقال لهم ايضا ما تعلقتم به لا يدل على مرادكم كيف يكون الانسان هذا خلاف الواقع فلو مثل احد عاملكم بمذهبكم ما قبلتم اصلا وكيف يعاملون بمذهبهم يعني هل مثلا تقابل احدهم وتصكه في وجهه وتقول ما هو هذا؟ ليس هذا فعلي - 00:10:10ضَ
ما ضربتك انا ماذا يقول لك يغضب يشتد غضبه. كيف تضربني؟ تقول ليس هذا فعلي ولهذا مقتضى مذهبك ان تقول الانسان لا قدرة له ولا اختيار له مجبور كالالة التي تدار - 00:10:39ضَ
هذا لا يمكن ان يقوم عليه اي مذهب. اما الشيء الذي يحتج به يقول الاية ليست كما تقولون. الاية فيها المنفي غير المثبت وذلك ان الله جل وعلا امر رسوله ان يأخذ حصبة من التراب من الارض التي هو فيها ويرميها نحو الكافرين - 00:10:59ضَ
بينه وبين الكافرين مسافة. حينما صفوا للقتال اخذ بكفه حصبا فرماها نحوهم. فدخلت في اعينهم ومناخرهم فحركة اليد واخذ التراب هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ايصال هذا المرمي به الى مناخر المشركين واعينهم هذا ما يستطيع هذا من الله جل وعلا. فهو فعله. فاذا يكون المنفي غير - 00:11:23ضَ
المثبت اثبت له ولهذا قال اذ رميت فاثبت له رمي وما رميت اذ رميت وكذلك الحديث الحديث هو احتجاج على المصيبة وليس بالقدر الاحتجاج القدر على المصيبة لا بأس به - 00:11:53ضَ
يعني والمصيبة هي اللي تقع ولا يمكن تلافيها. انتهت فمثلا اذا وقع الانسان له امر من الامور يجوز ان يقول هذا قدر الله قدره الله ويتسلم بذلك مات قريبه اتى - 00:12:15ضَ
اه احترق له مال وذهب وما اشبه ذلك. لا يمكن استدراكه يقول هذا قدر الله هذا شيء قدره الله ويؤمن بذلك في خلال ما اذا اقدم على شيء مثلا يترك الصلاة ويشرب الخمر ويقول هذا قدر الله - 00:12:32ضَ
لا يجوز مثل هذا وهذا فعلك انت باختيارك ولا يجوز ان تقول ان هذا قدر الله. وان كان هذا مقدر ولكن الطريقة في هذا انك تتوب. تستغفر والا كن فعلك هذا جريمة اخرى - 00:12:51ضَ
ربما يكون اعظم من من الفعل. لانك تجعل اللوم على القدر وتبري نفسك فالمقصود ان الذنوب والعيوب لها مخرج وهو التوبة. بخلاف المصائب فلا مخرج فيها ويحتج يا على القدر عليه يقول هذا هذا امر وهذا الذي وقع لادم لان لانه لا يمكن ان يقول قائل ان موسى عليه السلام لا - 00:13:09ضَ
ادم على الذنب لأن ادم تاب من الذنب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. ولا يجوز ان يذكر للتائب ذنبه. ويقال انت فعلت كذا وكذا. اذا تاب ولكن المصيبة المصيبة هي الخروج من الجنة - 00:13:42ضَ
موسى لام ادم على الخروج من الجنة وليس على الذنب لو كان على الذنب لقال له ادم انت قتلت نفس احتج عليه ولكن ادم يعلم انه تاب وان التوبة تمحو الذنب - 00:14:01ضَ
لا يجوز ذكره صار احتجاج يعني لوم موسى عليه السلام المصيبة. فالمقصود انه لا حجة لهؤلاء ولا لهؤلاء في بشيء لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. لان كتاب الله وسنة رسوله لا يدلان على الباطل. نعم - 00:14:16ضَ