Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال احمد بن ابي الحواري اني لاقرأ القرآن وانظر في اية فيحار عقلي فيها واعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم ان يشتغلوا بشيء من الدنيا - 00:00:00ضَ
هم يتلون كلام الرحمن اما لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنه النوم فرحا بما رزقوا. هكذا كانوا كانوا يرون القرآن رسائل اليهم من ربهم فكانوا - 00:00:30ضَ
يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار. يقول الله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من فسد قال مجاهد كل حجر يتفجر منه الماء او يتشقق عن ماء او يتردى من رأس جبل - 00:00:50ضَ
لمن خشية الله نزل بذلك القرآن. يريد قوله تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك هي كالحجارة واشد قسوة وان من الحجارة حينما يتفجر منه الانهار. وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء. وان منها لما يهبط من خشية الله - 00:01:10ضَ
وقال تعالى ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى. يعني لو ان شيئا يقرأ ستزال به الجبال عن اماكنها. او تشقق به الارض فتستحيل انهارا وعيونا. او يقرأ على الموتى فيصيرون - 00:01:30ضَ
احياء لكان هذا القرآن. وقد تكلم ابن القيم في بدائل الفوائد عن قوله تعالى غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب في الطول في صفحات واستنبط من هذه الاية جملا من العلوم والمعارف. ثم قال هل خطر ببالك قط ان هذا - 00:01:50ضَ
هذه الاية تتضمن هذه العلوم والمعارف مع كثرة قراءتك لها وسماعك اياها وهكذا سائر ايات القرآن فما اشدها من حسرة وما اعظمها من غبنة على من افنى اوقاته في طلب العلم ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق - 00:02:10ضَ
القرآن ولا باشر قلبه اسراره ومعانيه. وذوق حلاوة القرآن والتلذذ به. لا شك كأنه لا يكون مع الجهل بمعانيه. قال ابن جرير الطبري عجبت لمن يقرأ القرآن وهو لا يعرف تفسيره. كيف يمتد بقراءته - 00:02:30ضَ
ومن اقصر الطرق التي تعينك على تدبر القرآن وفهمه ان تعرف مقصود كل سورة. اي الذي تدور حوله ايات السورة. وهذا العلم علم مقاصد السور له اصل عند السلف. لذلك تجد انهم كانوا يسمون السور - 00:02:50ضَ
وباسماء تدل على موضوعها كتسمية النحل بسورة النعم والحشر بسورة بني النضير والتوبة الفاضحة ثم وسع الكلام فيه من بعدهم فاتوا من ذلك لما يظهر الناظر. ويسر الخاطر. وستأتي الاشارة الى شيء مما كتب - 00:03:10ضَ
في ذلك وهذه مدارسة لدرة من الدور بل لدرة الدرر في نظم مقاصد السور للشيخ فاضل ابن عبد الله الحسني الشنقيطي حفظه الله وادام نفعه واجرى الخير على يديه. ومن اعظم مقاصد هذه - 00:03:30ضَ
المجالس ان نحيي في قلوبنا محبة كلام ربنا. لان من احب كلام الله اقبل عليه اشتغل به عما سواه. وليس شيء انفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر. فانه كما يقول ابن القيم جامع - 00:03:50ضَ
لجميع منازل السائرين. واحوال الامنين ومقامات العارفين. ولو علم الناس ما في قراءة القرآن من التدبر لاشتغلوا بها فعن كل ما سواها فقراءة القرآن للتفكر والتدبر هي اصل صلاح القلب. والمؤمن الصادق كلما ازداد علما بالقرآن - 00:04:10ضَ
استبشر وفرح واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا ايمانا وهم يستبشرون. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل - 00:04:30ضَ
لله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون - 00:04:50ضَ