Transcription
لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله صلواتي تسليما اما بعد يأتي الحديث هذه الايام عن سور عظيمات تلامس الواقع كثيرا وتفسر كثيرا من الاحداث والواقعات وبالامس كان الحديث في سورة الجمعة - 00:00:00ضَ
واشتملت السورة على التحذير من اليهود واليوم يأتي الحديث عن سورة المنافقون هذه السورة العظيمة التي تبين ايضا خطر هؤلاء الصنف من الناس وما اشبه الليلة بالبارحة وسبحان الله وكأن هاتين السورتين تتحدثان عن ما يقع اليوم من اه عداوة اليهود - 00:00:28ضَ
المنافقين لا تكاد صورة مدنية في كتاب الله تخلو من الحديث عن المنافقين سواء كان ذلك على سبيل التصريح او التلميح لكن هذه السورة القصيرة المختصرة اهتمت بالتركيز على اوصاف هؤلاء المنافقين والتنصيص على - 00:00:57ضَ
وبيان شيء من خططهم وكيف مواجهتهم ولذلك كان اسم السورة هو باسم هؤلاء الصنف المنافقون وقد ركزت هذه السورة على اختصار اياتها على ما ذكرت وجاءت هذه السورة لتبين ان خطر هؤلاء المنافقين عظيم - 00:01:18ضَ
كما قال تعالى هم العدو وذلك لانهم يلبسون لباس الاسلام ويتقمصون اه اه دور اهل الايمان ويطعنون المسلمين من الداخل اما اعداء الخارج فاليهود هم الاشد كما قال تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا - 00:01:45ضَ
خطر المنافقين في انهم يظن انهم من المؤمنين ولذلك يقومون بتمرير مخططاتهم يصعب مواجهتهم يتلونون بالوان مختلفة في كل زمان ومكان ولذلك شرع ان تقرأ هذه السورة كل جمعة في صلاة الجمعة ومعها سورة الجمعة وكان ذلك اشارة الى اهمية - 00:02:11ضَ
تكرار وتأكيد خطر هذين الصنفين الصنف اللي من الخارج وهم اليهود فهم اعدى اعدائكم ايها المسلمون والصنف الذين من الداخل وهم منافق وهو يؤكد على اننا بحاجة الى ان ننوع وان نكرر الحديث عن هذين الصنفين عن هذين العدوين عدو الداخل - 00:02:36ضَ
وعدو الخارج. ولعلي احاول على عجل لضيق الوقت ان اتناول ابرز ما اشتملت عليه هذه السورة من اوصاف لهؤلاء المنافقون تفتتح الصورة بقول الله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد - 00:03:01ضَ
المنافقين لكاذبون هي تبين ان حقيقة النفاق هو الكذب ولذلك قرأ الامام وفقه الله والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا - 00:03:21ضَ
مع الصادقين الصفة الابرز في المؤمن هي الصدق. والصفة الابرز في المنافق هي الكذب. ولذلك هم لا يكتفون بالكذب بل يأتون الى اصحاب التأثير. الى دعاة الى النبي صلى الله عليه وسلم كما في مثل تلك الواقعة. ويقررون خلاف ما يبطنون ويحلفون على ذلك - 00:03:37ضَ
ويؤكدون خلاف ظاهرهم خلاف باطنهم. وهذه هي حقيقة النفاق ولذلك هم دائما في كل زمان ومكان سواء كان في هذا الزمان او في ازمان سابقة يتلونون ويلمعون انفسهم يحاولون ان يؤكدوا دائما انهم على الحق وانهم ليسوا مما يظن انهم عليه من كذب ونفاق الى اخر - 00:03:57ضَ
ذلك وهم ايضا لا يكتفون بالكذب وبمخالفة كلمة الحق واظهار خلاف ما لا يبطنون وانما هم في حقيقة الامر آآ يحلفون ايضا على ذلك كما قال تعالى اتخذوا ايمانهم جنا فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا - 00:04:22ضَ
يعملون وهذا ان دل فانما يدل على ضعف تعظيمهم لله وقد سمعنا قبل قليل وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ولذلك جاء في الاية الاخرى ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم - 00:04:44ضَ
الحلف بالله ينبغي ان يكون في اضيق الاحوال التي لابد للمؤمن فيها ان يحلف ليصدق ويصدق اما هم فانهم يتخذون ايمانهم سبيلا الى تقرير كذبهم وترويج مخططاتهم وتشويه ديني الاسلام وهذا - 00:05:09ضَ
هو حال ولذلك وصفهم الله بانهم ساء ما كانوا يعملون وسبب نفاقهم بينه ربنا وهذه السورة كما ذكرنا عظيمة جدا لانها تكشف كثير من الحقائق. لماذا هم على هذه الحال؟ ذلك بانهم امنوا يعني عرب - 00:05:29ضَ
الايمان والا فالايمان لم يخالط قلوبهم. وحاشى ان يخالط الايمان قلوب من نافق. ذلك بانهم امنوا ثم كفروا. فاختاروا الكفر على الايمان فكانت عاقبة ذلك فطبع على قلوبهم. فهم لا يفقهون لا يفرقون بين الخير والشر بين الحق والباطل - 00:05:45ضَ
بل ينظرون بمنظار الشيطان وذلك لتحقيق مصالحهم الدنيوية والشخصية ولذلك هم في جملتهم طلاب حظوظ حظوظ الدنيوية لا يمكن ان يهتموا بمصلحة المسلمين فضلا عن ان يهتموا بمصلحة الوطن او المجتمع وان آآ مزلقوا - 00:06:06ضَ
ذلك السنتهم وادعوا انهم حريصون على الناس وعلى ما فيه الخير لهم ثم تسرد الايات شيئا من اوصافهم وهذا من دقة القرآن وموضوعيته فانك لا تكاد تجد في القرآن تعيينا لمنافق واحد - 00:06:26ضَ
ولا ايضا في السنة النبوية في الجملة عموم الكتاب والسنة لا يتحدث عن اعيان او اشخاص لانه يريد ان يربي الناس على المنهج على الموضوعية على الصفة والا تكون مشكلتنا مع شخص بل مشكلتنا مع المنهج الذي يلتزم به هذا الشخص اذا كان مخالفا لكتاب الله وسنة رسول - 00:06:44ضَ
الله صلى الله عليه وسلم وايضا هذا فيه تربية على اننا انما انما امرنا بان نتعامل مع الظواهر واما البواطن والقلوب فهي مقولة لعلام آآ الغيوب وهذا في حقيقة الامر يربينا على ايظا ان لا نقع في نيات الناس - 00:07:08ضَ
نتهم اه اه دواخلهم يقول تعالى في اولى تلك الصفات واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتهم وذاك في عصر التشريع في عصر تنزيل الوحي اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم - 00:07:28ضَ
ومرة اخرى ما اشبه الليلة بالبارحة. فالمنافقون من اه بزوغ شمس الاسلام هم ممن يتزينون باجسامهم واشكالهم فليس شيء يلفت كما تلفت اجسامهم. وهيئاتهم لكنها اجسام بلا قلوب بلا عقول - 00:07:47ضَ
وهم في حقيقة الامر يغرون من يهتم بالظاهر دون الباطن ولذلك حذر الله جل وعلا من هذا الوصف وبين ان المنافقين انما يغرون بشكل اجسامهم انهم يحاولون ان يخفوا ما في بواطنهم بتزيين ما في ظواهرهم وهذا شيء ايظا من الشعور بالنقص والشك الذي هم عليه وانتم ترونهم في بعظ - 00:08:07ضَ
احيانا وسائل الاعلام ايا كانت اه يجملون اشكالهم والوانهم واوصافهم ليخبئوا من وراء من وراء الاكمة ما ورائها ثم انك لا تكاد تلتفت لغير هذا الشك حتى تسمعوا ذاك القول وهذا مما يوقع الفتنة بهم وان يقولوا تسمع - 00:08:35ضَ
لقولهم هم يتحذلقون بالسنتهم باقلامهم ربما كانوا اصحاب فصاحة وبيان قدرة على ترويج منكرهم يتمتعون بسعة كبيرة لا حد لها في الكذب. والترويج وقول الباطل لا حدود لهم. لا مبادئ عندهم - 00:09:00ضَ
ولذلك ان يقولوا تسمع لقولهم فلا تغرك اشكالهم ولا السنتهم. وانما انظر الى اعمالهم لان الاعمال هي لتبين حقيقة ما هم عليه. ولذلك جاءت الاية الثالثة لتبين حقيقة هؤلاء وتشير الى - 00:09:22ضَ
اه شيء من صفتهم التي ربما تعبر عنها اعمالهم كأنهم خشب مسندة الحقيقة ان هذا الوصف استوقفني كثيرا. كثيرا لماذا اختار الله جل وعلا الخشوب ولماذا قال مسندة وهو سبحانه وتعالى - 00:09:42ضَ
لا يقول الا حقا ليس شيء ابلغ من كلامه اذا نظرت الى هذا يتبين لك ان الخشب مما يتآكل ولا يكاد يبقى على حاله وهذه الخشب لا نفع فيها لانها ليست في بناء شامخ ولا هيئة - 00:10:05ضَ
جميلة وانما هي خشب مسندة فمركونة لا نفع فيها ولا يمكن ان تقوم بنفسها ولذلك سندت الى غيرها وكانها جاهزة لاستعمالها بحسب ما ذاك النجار ايا كان نجار باطل نجار كذب نجار آآ مواجهة للاسلام والمسلمين - 00:10:29ضَ
خشب مسندة. وهذه الخشب المسندة مما يسهل سقوطها لانها غير ثابتة. فيمكن ان تؤثر عليها اي تيارات اي اتجاهات وليست الثابتة او الحديد الذي لا يهتز ولا يتأثر. اذا هم ليسوا اصحاب مبادئ - 00:10:58ضَ
هم ليسوا اصحاب نفع لا يمكن ان ترتجي منهم الامة مشروعا اصلاحيا نافعا وكلما رأيت خشبة مسندة فتذكر المنافق. وتذكرها حال هذه الخشبة التي هي في اي لحظة يمكن ان تقع عليك او على من يمر عليها او على من يعتمد على حالها - 00:11:20ضَ
يحسبونا كل صيحة عليهم لخوفهم وكذبهم وظعفهم وخوارهم فهم في حقيقة الامر متاجرين بمبادئ باطلة ولذلك يظلون شاكين في كل احد من كان معهم ومن كان ضدهم وكل ما تكلم اهل الحق بكلمة - 00:11:47ضَ
قالوا هؤلاء يقصدوننا. هؤلاء يتهموننا. هؤلاء يكفروننا. يحسبون كل صيحة عليهم. ولذلك قال تعالى بعد ذلك هم العدو فاحذرهم. هم العدو فاحذرهم وذلك كما بينا لانهم مختفون في داخل الصف - 00:12:10ضَ
مخادعون لا يمكن تمييزهم. ولذلك كان الصحابة لا يعرفون اكثر المنافقين وكان عمر رضي الله تعالى عنه ينظر الى حذيفة لانه كان امين سر الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا لم يتقدم للصلاة على رجل - 00:12:31ضَ
لم يصلي عليه عمر لانه يعلم حينئذ انه كان منافقا. والله يقول هم العدو فاحذرهم ما قال فقاتلهم. ولذلك لم يقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم بل لما قال عمر عن عبد الله ابن ابي اه بفعلته التي فعل قال دعني اظرب عنقه لما قال لان - 00:12:49ضَ
اه في في ليخرجن الاعز منها الاذل في قصة اه غزوة المريسيع قال دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال لا اتريد ان يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ولما جاء عبدالله بن عبدالله بن ابي الى النبي صلى الله عليه - 00:13:09ضَ
وقال يا رسول الله ان كنت تريد قتل ابي فدعني اقتله وكان هذا الابن البار الموحد لا يريد ان يرى قاتل ابيه. فيقع في نفسه شيء فقال اكون انا ولا يكون غيري - 00:13:30ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل ندعه ما صاحبنا. وهذا فيه حكمة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم وان المنافقين اعظم ما يمكن ان مفاجأه فيه وابطال مخططاتهم - 00:13:43ضَ
وكشف حقائقهم ولذلك كانت سورة التوبة هي الفاضحة الكاشفة وكانت سورة المنافقون بهذا الاسم لتبين للمؤمنين هذه حقائق المهمة وقد تكفل الله بقتالهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله فلا تنشغل بقتال مع قتال العدو الظاهر. وتوقع الخلاف في داخل الصف. بنكشف مخططاتهم. وبين صفاتهم. واجعل الناس - 00:13:56ضَ
بالمنهج الحق وهذا كاف في دحرهم فهم كالخشب المسندة. لا خوف منهم باذن الله تعالى ما دمنا نعرف حقيقتهم. ولذلك ستستمر هذه الصورة ببيان اوصافهم كما قال تعالى ومن اعظم اوصافهم الكبر عن الحق - 00:14:23ضَ
وقسوة القلب والبعد عن اماكن الرحمة والهدى والخير. ولذلك الله جل وعلا يقول واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله يعني رسول الله بين اظهرهم الذي يستجاب له ويقبل منه ويدعون الى ان يستغفر لهم لو رؤوسهم. هم يأتون كما في اول السورة - 00:14:40ضَ
يقولون نشهد اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. ليقروا بكذبهم ومع ذلك اذا كان ذلك من وراء صلى الله عليه وسلم يستكبرون ويظهرون على حقيقتهم لوووا رؤوسهم. ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ولذلك لا يدخل الجنة من كان - 00:15:02ضَ
في قلب مثقال ذرة من كبر. وهذه صفتهم كما قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى ولا يذكرون الله الا قليلة يخادعون الله وهو خادعهم وهم على حال عظيمة بينة لمن تأملها ولذلك يقول تعالى بعدها - 00:15:22ضَ
في بيان صفة من اشد صفاتهم قبحا حينما قالوا هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول لله حتى ينفضوا. وكانهم يعتقدون انهم اصحاب التأثير. وهم اصحاب التمويل للمشروع الاسلامي. وهم اذا - 00:15:42ضَ
توقفوا عن دعم المسلمين الذي آآ يحصل ان المسلمين سيضعفون ان الاسلام سينهار. لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا هذا في كشف لسياسة المنافقين القديمة من التجويع الحصار ومحاولة الحرب عبر المال للمسلمين - 00:16:02ضَ
لعلهم يركنون الى ذلك فينفضوا عن الاسلام الحق وهذا كما قال تعالى مجاب عليهم فاصحاب الايمان الحق لا يمكن ان يتأثروا بذلك لانهم يؤمنون ومتوكلون على ربهم ولله خزائن السماوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون لانهم يتعاملون حسب الحقائق الظاهرة - 00:16:22ضَ
حسب الامور المادية ويظنون ان الله جل وعلا خاذل دينه ورسوله ولذلك هم ايضا يقولون لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز يعلون انفسهم منها الاذل يعنون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك الله جل وعلا بين - 00:16:42ضَ
ان هذا الاعتقاد منهم وكونهم يظنون انهم هم اه اصحاب القوة والتأثير هذا لا حقيقة له ولا صحة بل ولله العزة رسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون وانما اتوا من قلة فقههم وجهلهم وكبرهم كما بين الله تعالى - 00:17:02ضَ
انا ولذلك تختم هذه السورة التي اختصرتها الحقيقة اختصارا ارجو ان لا يكون مخلا فيها مع عظمتها تختم ببيان الحصن المنيع من هؤلاء هؤلاء المنافقين. وهو يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله - 00:17:22ضَ
لانهم لا يذكرون الله الا قليلا كما في سورة النساء. ولا ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون ولذلك ركزت السورة في خاتمتها على قضيتين اثنتين هما من اعظم اسباب التخلص من المنافقين - 00:17:41ضَ
ومواجهة المنافقين. ذكر الله تعالى والانفاق في سبيله. ولذلك يقول تعالى وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احد لكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين والانفاق. في حقيقة الامر والذكر ومن اعظم ما يخلص - 00:18:01ضَ
انسان من شحه ويجرده لربه ويخلصه له وبالتالي يتخلص من صفة هؤلاء المنافقين نسأل الله السلامة والعافية ولذلك نحن احرص ما نكون على الاكثار من الذكر اذكروا الله ذكرا كثيرا وقد اشار الشيخ زياد امس الى مثل هذا المعنى وهذا يفسر حرص النصوص - 00:18:21ضَ
من اول فاتحة الكتاب الى خاتمة على ذكر الله جل وعلا وان هذا الذكر هو القرآن وهو الذي يمكن ان يكون حصانة للمجتمع المسلم من عدوه الداخلي والخارجي. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:18:41ضَ